إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

وصية رسول الله لكل حاج رضا الجنايني

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

رضا الجنايني

مزمار كرواني
6 يونيو 2008
2,850
27
0
الجنس
ذكر
وصية رسول الله صلي الله عليه وسلم لكل حاج نستنبطها من هذا الموقف الكريم للنبي صلي الله عليه وسلم وهو يحج جائته أمرأة تسأله عن حجتها لأبيها الذي لا يثبت علي الراحلة هل تحج عنه ، فرخص لها النبي صلي الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ، وكان علي دابته وخلفه الفضل بن العباس ، فرأي الفضل ينظر الي المرأة ، فأخذ الفضل من لحيته وأبعد وجهه عن المرأة وهو يقول : ((ياابن أخي أن هذا يوم من ملك سمعه وبصره لسانه فغفر له )) أنه أمر جامع لنبي رائع يريد لهذه الأمة النجاة ، فمن جاء الي الحج يجب أن يذكر لنفسه ولأخوانه مقولة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولا نطلق العنان لسمعنا فنسمع ما يغضب ربنا أو نسمع اقوالا وحكايات وقصصا لا تمت للحج بصله ، وأن نملك لساننا فلا نتحدث الا في كلام يرضي ربنا ويزيد حسناتنا ، لأنه موسم عظيم جمع الحسنات ، فلا مجال للروايا ت والقيل والقال والرياضة والثقافة وما شابه ذلك بغية التسلية ، وأن نملك بصرنا فلا ننظر لما حرم الله ، حتي يسلم الصدر ويرضا عنا الرب ، ويباهي بنا ملائكته ، ويغفر لنا ، ألا تريدون أن يغفر الله لكم .
والي الموضوع :
الحج يعني قصد مكة المكرمة لأداء عبادة الطواف‏,‏ والسعي‏,‏ والوقوف بعرفة‏,‏ ومايتبع ذلك من مناسك يؤديها كل مسلم‏,‏ بالغ‏,‏ عاقل‏,‏ حر‏,‏ مستطيع‏,‏
22306_1.jpg
ولو مرة واحدة في العمر‏,‏ وذلك استجابة لأمر الله‏,‏ وابتغاء مرضاته‏,‏ وهو أحد أركان الإسلام الخمسة‏,‏ وفرض من الفرائض المعلومة من الدين بالضرورة‏,‏ وحق لله علي المستطيعين من عباده ذكورا وإناثا لقوله ـ تعالي ـ
:﴿... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ﴾ (آل عمران:97)

والحج هو عبادة من أجل العبادات وأفضلها عند رب العالمين بعد الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله‏,‏ وذلك لما
رواه أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ "سئل‏:‏ أي الأعمال أفضل؟ قال‏:‏ إيمان بالله ورسوله‏,‏ قيل‏:‏ ثم ماذا؟ قال‏:‏ ثم جهاد في سبيل الله‏,‏ قيل ثم ماذا؟ قال‏:‏ ثم حج مبرور ـ أي الذي لا يخالطه إثم‏" (‏ أخرجه الإمام أحمد‏).‏
وأصل‏(‏ العبادة‏)‏ الطاعة‏,‏ و‏(‏التعبد‏)‏ هوالتنسك‏.‏ والطاعة المبنية علي أساس من الطمأنينة العقلية والقلبية الكاملة لا تحتاج إلي تبرير‏,‏ ولكن إذا عرفت الحكمة من ورائها أداها العبد بإتقان أفضل‏,‏ وتمتع بأدائها تمتعا أكثر‏,‏ وكان جزاؤه علي حسن أدائها جزاء أوفر‏,‏ ومن هنا كان علينا استعراض الحكمة من أداء فريضة الحج التي افترضها الله ـ تعالي ـ علي المستطيعين من عباده في الآية الكريمة التي اتخذناها عنوانا لهذا المقال‏.‏
من مقاصد الحج‏:‏


لهذه الفريضة الإسلامية الجليلة حكم عديدة منها مايلي:‏
أولا‏:‏ ـ تعريض كل من حج البيت ـ ولو لمرة واحدة في العمرـ لكرامة أشرف بقاع الأرض في أشرف أيام السنة‏.‏ فالله ـ تعالي ـ خلق كلا من المكان والزمان‏,‏ وجعلهما أمرين متواصلين‏,‏ فلا يوجد مكان بلا زمان‏,‏ ولا زمان بلا مكان‏,‏ وكما فضل الله بعض الرسل علي بعض‏,‏ وبعض الأنبياء علي بعض‏,‏ وبعض أفراد البشر علي بعض فضل ـ سبحانه وتعالي ـ بعض الأزمنة علي بعض‏,‏ وبعض الأماكن علي بعض‏.‏
فمن تفضيل الأزمنة جعل ربنا ـ تبارك وتعالي ـ يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع‏,‏ وجعل شهر رمضان أفضل شهور السنة‏,‏ وجعل الليالي العشر الأخيرة من هذا الشهر الفضيل أشرف ليالي السنة‏,‏ وجعل أشرفها علي الإطلاق ليلة القدر التي جعلها الله ـ تعالي ـ خيرا من ألف شهر‏.‏
ومن بعد رمضان يأتي فضل أشهر الحج‏,‏ ومن بعدها تأتي بقية الأشهر الحرم‏,‏ ومن الأيام‏(‏ بمعني النهار‏)‏ جعل ربنا ـ تبارك وتعالي ـ أشرفها العشرة أيام الأولي من شهر ذي الحجة‏,‏ وجعل أشرفها علي الإطلاق يوم عرفة‏,‏ وفي ذلك يروي
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏
"ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة‏,‏ فقال رجل‏:‏ هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله‏:‏ قال ـ صلي الله عليه وسلم‏:‏ ـ هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله‏,‏ ومامن يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله ـ تبارك وتعالي ـ إلي السماء الدنيا‏,‏ فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول‏:‏ انظروا إلي عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين‏,‏ جاءوا من كل فج عميق‏,‏ يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة‏"‏
. ولذلك كان الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم‏.‏
ومن تفضيل الأماكن‏,‏ فضل ربنا ـ تبارك وتعالي ـ مكة المكرمة وحرمها الشريف علي جميع بقاع الأرض‏,‏ ومن بعدها فضل مدينة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومن بعدها فضل مدينة القدس‏,‏ كما جاء في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة‏.‏ فإذا اجتمع فضل المكان وفضل الزمان‏,‏ تضاعفت البركات والأجور إن شاء الله‏.‏
ومن هنا كان من حكم فريضة الحج ـ بالإضافة إلي كونها طاعة للأمر الإلهي ـ أن فيها تعريضا لكل مسلم‏,‏ بالغ‏,‏ عاقل‏,‏ حر مستطيع ـ ذكرا كان أو أنثي ـ ولو لمرة واحدة في العمر ـ لبركة أشرف بقاع الأرض‏(‏ الحرم المكي الشريف‏)‏ في بركة أشرف أيام السنة‏(‏ الأيام العشرة الأولي من ذي الحجة‏.‏ ومن أقول المصطفي ـ صلي الله عليه وسلم ـ في شرف مكة المكرمة نقتطف مايلي‏:‏‏
-‏ "هذا البيت دعامة الإسلام‏,‏ فمن خرج يؤم هذا البيت من حاج أو معتمر‏,‏ كان مضمونا علي الله‏,‏ إن قبضه أن يدخله الجنة‏,‏ وإن رده رده بأجر وغنيمة‏".‏

-‏ " العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما‏,‏ والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة‏".‏

-‏ تابعوا بين الحج والعمرة‏,‏ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة‏".‏
ثانيا ـ تذكير الحاج بمرحلية الحياة‏,‏ وبحتمية الرجوع إلي الله تعالي‏:‏
علي الرغم من حقيقة الموت الذي كتبه الله ـ تعالي ـ علي جميع خلقه‏,‏ والذي يشهده أو يسمع به كل حي في كل لحظة‏,‏ وعلي الرغم من إيماننا ـ نحن معشر المسلمين ـ بحتمية البعث والحساب والجزاء‏,‏ ثم الخلود في الحياة المقبلة‏,‏ إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا إلا أن دوامة الحياة ومشاغلها تكاد تنسي الناس هذه الحقائق التي هي من صلب الدين ويبقي الموت مصيبة ـ كما سماه القرآن الكريم ـ ويبقي الأخطر من مصيبة الموت غفلة الناس عنه‏,‏ وإعراضهم عن ذكره‏,‏ وقلة تفكرهم فيه‏,‏ وانصرافهم عن العمل له‏,‏ وانشغالهم بالدنيا حتي أنستهم إياه أو كادت‏.‏
وهنا تأتي شعيرة الحج لتخرج الناس من دوامة الحياة ـ ولو لفترة قصيرة ـ وتذكرهم بحتمية العودة إلي خالقهم‏.‏
ثالثا‏:‏ تذكير الحاج بحساب الآخرة وبضرورة محاسبة نفسه قبل أن الخروج برحلة الحج‏,‏ انطلاقا من الأعمال الإجرائية قبل القيام برحلة الحج حيث يجب علي كل حاج أن يحاسب نفسه قبل الخروج برحلة الحج‏,‏ ومن هذه الأعمال مايلي‏:‏
‏1 ‏ ـ التوبة إلي الله ـ تعالي ـ من الذنوب والمعاصي‏.‏
‏2‏ ـ وصل كل مقطوع من صلات الرحم‏.‏
‏3‏ـ قضاء الديون‏,‏ ورد المظالم‏,‏ وغير ذلك من حقوق العباد لقول رسول صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلل منه اليوم‏,‏ من قبل ألا يكون دينار ولا درهم‏,‏ إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته‏,‏ وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه‏.‏
‏4‏ ـ أن يتعلم إخلاص النية لله ـ تعالي ـ لأن النية بالحج لابد أن تكون خالصة لله‏,‏ في صدق وتجرد تام عن كل هوي وسمعة‏.‏
‏5‏ ـ التمسك بالحلال‏,‏ والتطهر من الحرام بكل أشكاله وصوره والحرص علي أن تكون نفقات الحج من أحل حلال المال‏.‏
‏6‏ ـ الحرص علي تسديد زكاة المال‏,‏ والنذور إن وجدت قبل الخروج بالحج‏.‏
‏7‏ ـ كتابة الوصية وتوضيح جميع الحقوق فيها‏.‏
وفي إتمام هذه الأعمال تهيئة للحاج تهيئة كاملة لعملية الرجوع إلي الله ـ تعالي ـ والاستعداد لحساب القبر وجزائه‏,‏ ثم للبعث والحشر والعرض الأكبر‏,‏ وتلقي الحساب والجزاء‏,‏ ثم الخلود في الحياة الآخرة‏,‏ أما في الجنة أبدا‏,‏ أو في النار أبدا‏.‏
رابعا‏:‏ التدرب العملي علي مفارقة الحياة الدنيا‏:‏
‏1‏ ـ غسل الإحرام يذكر الحاج بغسله ميتا وهو لايملك لنفسه شيئا بين أيدي مغسله‏,‏ والغسل رمز للتطهر من الذنوب والآثام‏.‏
‏2‏ ـ والإحرام يذكر الحاج بالخروج من الدنيا بلا أدني زينة أو ملك كما يذكره بالكفن الذي سوف يلف فيه جسده بعد تغسيله‏.‏‏3‏ ـ والنية عهد بين العبد وربه علي الاستقامة تبعا لمنهج الله ـ تعالي ـ وعلي القيام بأداء عبادة الحج طاعة لأوامره‏.‏4
‏ ـ الوقوف عند الميقات يذكر الحاج بأجله الذي حدده الله ـ تعالي ـ له وباللحظة التي سوف يفارق فيها الحياة الدنيا‏.‏ والانتقال من الحل إلي الحرم عبر الميقات يذكر بالانتقال من الدنيا إلي الآخرة عبر الموت‏,‏ والتلبية نداء إلي الله‏,‏ واستنجادا برحمته واحتماء بحماه‏,‏ واعترافا بألوهيته‏,‏ وربوبيته‏.‏ ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه‏.‏
‏5‏ ـ والطواف حول الكعبة المشرفة يذكر بضرورة الانتظام مع حركة الكون في خضوعه لأوامر الله ـ تعالي ـ وانصياعه لقوانين هذا الخالق العظيم وسننه‏,‏ في عبادة وذكر دائمين‏,‏ كما أن بداية الطواف ونهايته تؤكدان بداية الأجل ونهايته‏,‏ والرمل والاضطباع في طواف القدوم إحياء لسنة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم‏.‏‏6‏ ـ والصلاة في مقام إبراهيم تذكر بجهاد الأنبياء والمرسلين‏,‏ وبمقام الصالحين عند رب العالمين‏.‏‏7‏ ـ والشرب من ماء زمزم يؤكد قدرة رب العالمين التي لا حدود لها‏,‏ ولا عائق يقف في سبيلها من أجل إكرام عباده الصالحين‏.‏8‏ ـ والسعي بين الصفا والمروة يذكر بأم إسماعيل ـ عليها وعليه من الله السلام ـ وهي تركض بين هاتين التلتين في لهفة واستغاثة‏,‏ بحثا عن الماء لصغيرها‏,‏ ونتيجة لإخلاصها‏.‏ ولثقتها العميقة بربها أكرمها الله ـ تعالي ـ بجبريل يضرب أرض مكة المكرمة بجناحه‏,‏ أو بعقبه فيفجر ماء زمزم من صخور مصمطة لا مسامية لها‏,‏ وتظل هذه البئر المباركة تفيض لقرابة أربعة آلاف سنة‏.‏‏9‏ ـ والنفرة إلي مني ثم إلي عرفات تذكر بيوم البعث في زحامه وشدته‏.‏10‏ ـ والوقوف بعرفات يذكر بالحشر وبالعرض الأكبر بين يدي الله ـ تعالي ـ وبالحساب‏.‏‏11‏ ـ والمبيت بالمزدلفة يذكر بآلاف الأنبياء ومئات المرسلين الذين حجوا من قبل‏,‏ والذين نزلوا بهذا المنزل‏,‏ تأكيدا علي وحدة الدين‏,‏ وعلي الأخوة بين أنبياء رب العالمين‏,‏ وإحياء لسنة خاتم النبيين ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏.‏
‏12‏ ـ والنحر والحلق أو التقصير يذكران بفداء الله لنبيه إسماعيل‏,‏ إكراما لطاعته وطاعة أبيه إبراهيم ـ عليهما السلام ـ لأوامر رب العالمين‏,‏ وإحياء لسنة خاتم الأنبياء والمرسلين‏,‏ ورمزا للتطهير من الذنوب والآثام‏.‏13‏ ـ ورمي الجمار تأكيد علي حتمية انتصار العبد المؤمن علي الشيطان في وساوسه‏,‏ ونفثه وإغراءاته‏,‏ والرجم رمز لذلك الانتصار‏,‏ وعهد مع الله ـ تعالي ـ علي تحقيقه‏.‏
‏14‏ ـ والتحلل من الإحرام وطواف كل من الإفاضة والوداع رمز لانتهاء هذه الشعيرة العظمي‏,‏ وعودة إلي دوامة الحياة الدنيا من جديد بذنب مغفور‏,‏ وعمل صالح مقبول‏,‏ وتجارة مع الله ـ تعالي ـ لن تبور إن شاء الله رب العالمين‏.‏من هنا كان واجب الحج بمجرد إتمام حجه أن يبدأ مع ربه صفحة جديدة‏,‏ إطارها الفهم الصحيح لرسالة الإنسان في هذه الحياة‏:‏ عبدا لله يعبده ـ سبحانه وتعالي ـ بما أمر‏,‏ ويجاهد بصدق من أجل حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها‏,‏ وإقامة دين الله وعدله علي سطحها‏,‏ والدعوة إلي هذا الدين بالكلمة الطيبة والحجة الواضحة والمنطق السوي من أجل انقاذ أكبر عدد ممكن من الناس من عذاب الجحيم‏.‏‏15‏ ـ وجموع الحجاج‏(‏ من كل عرق ولون وجنس ولغة‏)‏ يتحركون في موكب واحد لأداء هذه الفريضة الكبري‏,‏ تأكيدا علي وحدة الجنس البشري المنبثق من أب واحد وأم واحدة‏,‏ هما آدم وحواء ـ عليهما من الله السلام ـ وتأكيدا علي وحدة رسالة السماء ـ وهي الإسلام العظيم ـ وعلي الإخوة بين الأنبياء وعلي وحدانية رب السموات والأرض‏(‏ بغير شريك ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏)‏ لأن الخالق منزه تنزيها كاملا عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله‏.‏خامسا‏:‏ شهود العديد من المنافع اثناء أداء شعيرة الحج‏:‏والمنافع التي يشهدها حجاج بيت الله الحرام كثيرة جدا لو احسن المسلمون الاستفادة بهذه العبادات المباركة التي تتم في ابرك بقاع الأرض‏,‏ عند أول بيت وضع للناس‏,‏ وفي أفضل أيام السنة علي الإطلاق ــ وهي العشر الأوائل من ذي الحجة ــ وهذه الفوائد تشمل الفوائد الدينية والدنيوية علي حد سواء‏.‏سادسا‏:‏ الاستفادة بهذا المؤتمر الدولي الأول في تاريخ البشرية لمناقشة قضايا المسلمين خاصة وقضايا الإنسانية عامة‏:‏فالحج أول صورة من صور المؤتمرات الدولية‏,‏ وهو مؤتمر جامع للمسلمين من مختلف بقاع الأرض‏,‏ يجدون فيه توحدهم في عبادة إله واحد‏,(‏ لاشريك له في ملكه‏,‏ ولا منازع له في سلطانه‏,‏ ولا شبيه له من خلقه‏).
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم النصف الأول من سورة آل عمران
9852_250.jpg
وهي سورة مدنية‏,‏ ومن أطول سور القرآن الكريم‏,‏ إذ بلغ مجموع آياتها مائتي‏(200)‏ آية بعد البسملة‏,‏ وبذلك تأتي في المقام الثالث بعد سورتي البقرة والأعراف من حيث عدد الآيات‏.‏وقد سميت السورة بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي قصة امرأة عمران وابنتها مريم وولدها عيسي ــ عليه السلام ــ ومعجزة ميلاده من أم بغير أب‏,‏ وإلي عدد من المعجزات التي أجراها الله ــ تعالي ــ علي يديه شهادة له بالنبوة وبالرسالة‏.‏ وتدور الآيات‏(1‏ ــ‏85)‏ حول حوار أهل الكتاب‏,‏ بينما تناولت بقية آيات هذه السورة عددا من أحكام التشريع ومن ركائز العقيدة الإسلامية‏.‏
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة آل عمران وما جاء فيها من ركائز التشريع وأركان العبادة‏,‏ وأسس العقيدة‏,‏ والإشارات الكونية‏,‏ ونركز هنا علي الدلالات العلمية للآية التي اتخذناها عنوانا لهذا المقال‏,‏ وقبل الوصول إلي ذلك أري من الضرورة إيراد رؤية المفسرين في شرح هذه الأية الكريمة وقد أجمعوا في تفسير قول ربنا ــ تبارك وتعالي ــ‏:‏
﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴾
علي أن الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع لعبادة الله في الأرض‏,‏ وإن قال السدي ــ رحمه الله ــ إنه أول بيت وضع علي وجه الأرض مطلقا ــ وتعددت الروايات في تحديد من بني هذا البيت العتيق‏,‏ وإن كان من الثابت قرآنا وسنة أن الملائكة بنته عند تمام خلق السماوات والأرض استعدادا لمقدم أبينا آدم ــ عليه السلام ــ وكانوا أول من طاف به‏,‏ ثم تهدم البيت إلي أن أمر الله ــ تعالي ــ أبا الأنبياء إبراهيم وولده إسماعيل ــ علي نبينا وعليهما من الله السلام ــ أن يرفعا هذا البيت من قواعده‏,‏ وأن يخصصاه للطائفين والعاكفين والركع السجود‏,‏ وأن يجعل هذا البيت العتيق مكانا للصلاة‏,‏ وللحج والعمرة‏,‏ وما فيهما من الطواف‏,‏ والسعي‏,‏ وقبلة للمصلين سواء العاكف فيه والباد‏,‏ وكان ذلك منذ أربعة آلاف سنة تقريبا‏(‏ أي منذ سنة‏1824‏ ق‏.‏م‏)‏ ثم تهدم البيت عدة مرات وأعيد بناؤه‏,‏ فقد جاء في أخبار مكة للفاكهي ثم للأزرقي أن البيت هدم فبنته قبيلة جرهم‏,‏ ثم هدم فبنته العماليق‏,‏ ثم هدم فبنته قريش‏(‏ سنة‏16‏ قبل الهجرة‏)‏ وبعد ذلك بناه عبد الله بن الزبير‏,(‏ سنة‏64‏ هــ‏)‏ ثم الحجاج‏(‏ سنة‏74‏ هــ‏)‏ ثم السلطان مراد بن أحمد العثماني‏(‏ سنة‏1039‏ هـــ‏)‏ وهو البناء الموجود حاليا مضافا اليه التوسعات الهائلة التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية ولاتزال‏,‏ وعلي ذلك فالكعبة المشرفة هي أول بيت بني فوق سطح الأرض علي الإطلاق فعن أبي ذر ــ رضي الله عنه ــ قال‏:‏ قلت يا رسول الله‏!‏ أي مسجد وضع أول؟ قال‏:‏ المسجد الحرام قال‏:‏ قلت ثم أي؟ قال ثم المسجد الأقصي قلت‏:‏ كم كان بينهما؟ قال‏:‏ أربعون عاما‏,‏ ثم الأرض لك مصلي‏,‏ فصل حيث ما أدركتك الصلاة‏(‏ سنن ابن ماجه‏).‏
من الدلالات العلمية للآية الكريمة:-

أولا‏:‏ أن الكعبة المشرفة هي أول بيت علي سطح الأرض‏:
إن هذا النص القرآني الكريم واضح الدلالة علي أن الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع للناس‏,‏ والتعبير‏(‏ أول بيت‏)‏ لم يحدد أنه أول بيت للعبادة‏,‏ وإن كانت الكعبة المشرفة هي أول بيت عبد الله ــ تعالي ــ فيه علي الأرض‏,‏ وعلي ذلك فالاستنتاج أنه أول بيت علي الإطلاق يبني علي سطح الأرض أقرب إلي فهم دلالة النص‏,‏ ويدعم ذلك وصف القرآن الكريم للكعبة المشرفة بوصف البيت العتيق كما جاء في سورة الحج‏(‏ آية‏29),‏ كذلك فإن التعبير القرآني‏(‏ وضع للناس‏)‏ ينفي أن يكون أحد من الناس قد وضعه‏,‏ أي‏:‏ بناه ابتداء‏,‏ مما يدعم القول بأن الملائكة هم الذين بنوا الكعبة المشرفة‏,‏ ثم تهدم هذا البيت العتيق وبنته أجيال من الناس ست مرات علي الأقل‏,‏ ويؤكد ذلك أن الكرامة والبركة والشرف هي للبقعة المكانية‏,‏ وليست لأحجار البناء‏(‏ باستثناء الحجر الأسعد‏)‏ وهذا الاستنتاج تدعمه الأحاديث العديدة لرسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ والتي منها ما يلي‏:‏‏
*‏ "إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض‏,‏ فهي حرام بحرام الله إلي يوم القيامة"‏(‏ مصنف عبد الرزاق‏).‏‏
*‏ "إن مكة حرمها الله‏,‏ ولم يحرمها الناس"‏(‏ صحيح البخاري‏)‏‏
*‏ "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض‏,‏ لا يعضد شوكه‏,‏ ولا ينفر صيده‏,‏ ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها" (البخاري وأحمد‏).
*‏ وقال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ فيما خطب به الناس يوم الفتح‏:‏ "إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض‏,‏ لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما‏,‏ ولا يعضد بها شجرا‏,‏ فإن أحد ترخص في قتال فيها‏,‏ فقولوا‏:‏ إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم‏,‏ وإنما أذن له ساعة من نهار‏,‏ وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها أمس" ‏(‏ صحيح البخاري‏).‏
*‏ وقال صلوات الله وسلامه عليه‏:‏ ـ
"لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها‏,‏ فإذا ضيعوا ذلك هلكوا‏"
(‏ أحمد وابن ماجه‏).‏



وهذه الأحاديث النبوية الشريفة هي مذكرة تفسيرية لقول ربنا ــ تبارك وتعالي ــ علي لسان خاتم أنبيائه ورسله ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ‏:﴿ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ البَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ ﴾ (النمل:91)


ثانيا‏:‏ أن اليابسة كلها نمت من تحت الكعبة المشرفة‏:‏
تفيد أحدث النتائج في دراسات علوم الأرض أن كوكبنا فجر بمرحلة من تاريخه القديم غمر فيها بالماء غمرا كاملا‏,‏ فاختفت اليابسة تماما ثم جر الله ــ تعالي ــ قاع هذا المحيط الغامر بثورة بركانية ظلت تلقي بحممها فوق قاع هذا المحيط الأول حتي تكونت سلسلة جبلية في وسطه تشبه ما يعرف اليوم باسم حيود أواسط المحيطات وهي سلاسل من الصخور البركانية والرسوبية المختلطة‏,‏ تجري بطول أواسط كل المحيطات الحالية‏,‏ وتغذيها الانشطة البركانية فوق قيعان المحيطات باستمرار‏,‏ علي فترات من النشاط والخمود حتي تظهر بعض قممها فوق مستوي سطح الماء في المحيط لتكون عددا من الجزر البركانية مثل كل من جزر هاواي‏,‏ واليابان‏,‏ والفلبين‏,‏ وإندونيسيا وغيرها‏.‏
والسلسلة الجبلية التي تكونت فوق قاع المحيط الأول الغامر للأرض ظلت تنمو بتواصل نشاطها البركاني حتي برزت أول قمة منها فوق مستوي سطح الماء فكانت أرض مكة المكرمة‏,‏ فأمر الله ــ تعالي ــ ملائكته ببناء الكعبة المشرفة علي هذه القطعة الأولي من اليابسة‏,‏ ولذلك قال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ‏:‏

*‏ "كانت الكعبة خشعة علي الماء فدحيت منها الأرض" ‏(‏ الهروي‏,‏ الزمخشري‏).‏‏
*‏ "وقال عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏:‏ دحيت الأرض من مكة فمدها الله تعالي من تحتها فسميت أم القرى" ‏(‏ مسند الإمام أحمد‏)‏
وفي شرح هذين الحديثين الشريفين ذكر كل من ابن عباس رضي الله عنهما وابن قتيبة ‏(‏أرضاه الله‏)‏ أن مكة المكرمة سميت باسم أم القري لأن الأرض دحيت من تحتها لكونها أقدم الأرض والدحو في اللغة هو المد والبسط والإلقاء‏,‏ وهي كلمة جامعة للتعبير عن ثورة البركان الذي يوسع من امتداد طفوحه البركانية كلما تجدد نشاطه وذلك بإلقاء مزيد من تلك الطفوح‏.‏
كذلك أخرج كل من الطبراني والبيهقي عن ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ موقوتا عليه أنه‏(‏ أي البيت الحرام‏)‏ كان أول ما ظهر علي وجه الماء عند خلق السماوات والأرض زبدة‏(‏ بفتح الزاي‏)‏ أي كتلة من الزبد بيضاء فدحيت الأرض من تحته‏,‏ وقد ظلت الثورات البركانية فوق قاع المحيط الأول تلقي بحممها حتي تعددت الجزر البركانية فيه وبدأت تتلاحم مكونة كتلة أرضية واحدة تعرف باسم القارة الأم أو أم القارات‏(
[FONT=Arial (Arabic)]PANGAEA
)‏ ثم شاءت إرادة الله ــ سبحانه وتعالي ــ أن يفتت تلك القارة الأم بشبكة من الصدوع إلي القارات السبع التي نعرفها اليوم‏,‏ وكانت هذه القارات أشد قربا إلي بعضها البعض من أوضاعها الحالية ثم أخذت في الانزياح متباعدة عن بعضها البعض حتي وصلت إلي أوضاعها الحالية‏,‏ ولاتزال قارات الأرض السبع في حركات مستمرة‏,‏ ولكنها حركات بطيئة لا يشعر بها الإنسان وإن أمكنه قياسها بأجهزته المتطورة‏.‏
ثالثا أن مكة المكرمة تمثل وسط اليابسة‏:‏
في دراسة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم لاحظ الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين ــ رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم ــ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف القارات السبع الحالية‏,‏ واستنتج من ذلك أن اليابسة موزعة حول مكة المكرمة توزيعا منتظما علي سطح الكرة الأرضية‏,‏ بمعني أن هذه المدينة المباركة تعتبر مركزا لليابسة‏,‏ وبمتابعة هذه النتيجة المبهرة‏,‏ وجد انه في كل حالات اليابسة‏(‏ وهي كتلة واحدة‏,‏ وعندما تم تفتيتها إلي القارات السبع‏,‏ وعندما كانت القارات أكثر قربا من بعضها البعض‏,‏ وفي مراحل زحفها المتتالية حتي وصلت إلي أوضاعها الحالية‏)‏ كانت مكة المكرمة دائما في وسطها‏,‏ مما يؤكد أن اليابسة قد دحيت من تحتها كما ذكر رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ في أحاديثه‏,‏ وكما أشار ربنا في محكم كتابه‏,‏ مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ــ صلي الله عليه وسلم ــ فيقول له‏: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ (‏ الأنعام‏:92).‏

وقال وهو أحكم القائلين‏:‏
﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِياًّ لِّتُنذِرُ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ ‏(‏الشورى‏:7).
وقد حاول عدد من المستشرقين اقتطاع هذين النصين الكريمين من مضمونهما وقصر تعبير



‏(‏ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ‏)‏ علي أهل مكة وبعض قري جنوب الحجاز من حولها‏,‏ واعتباره معارضا للعديد من النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد عالمية الرسالة المحمدية الخاتمة‏,‏ وذلك من مثل قول ربنا ــ تبارك وتعالي ــ مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ــ صلي الله عليه وسلم‏:‏ ــ
*‏ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ﴾ ‏(‏ الأعراف‏:158)‏
‏*‏ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾‏(‏ الأنبياء‏:107)‏
‏*‏ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا
وَنَذِيرًا
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ ‏(‏ سبأ‏:28)‏
‏*‏ ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ﴾
(‏الفرقان‏:1).‏

ومن مثل قول المصطفي ــ صلي الله عليه وسلم ــ‏:"أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي وذكر منهن‏:‏ وكان النبي يبعث إلي قومه خاصة وبعثت إلي الناس عامة"‏(‏ البخاري‏,‏ النسائي‏).‏
وهناك من النصوص الشرعية والشواهد الحسية العديدة ما يؤكد خصوصية الحرم المكي‏,‏ وكرامته‏,‏ وشرفه والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية‏:‏‏
(1)‏ توسط الحرم المكي الشريف من اليابسة التي تتوزع حول هذا الحرم توزعا منتظما كما أثبت ذلك الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين ــ رحمه الله ــ في دراسته العلمية الجادة لتحديد اتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم‏,‏ والتي نشرت في العدد الثاني من المجلد الأول لمجلة البحوث الإسلامية الصادرة بمدينة الرياض سنة‏1395‏ هــ‏/1975‏ م‏,‏ كما ثبت أن الحرم المكي هو المكان الوحيد من اليابسة الذي يتحقق له هذا التوسط‏.‏‏
(2)‏ انعدام الإنحراف المغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة‏(39.817‏ شرقا‏)‏ كما ثبت في البحث المشار إليه آنفا‏.‏‏
(3)‏ وجود أركان الكعبة المشرفة الأصلية في الاتجاهات الأربعة الأصلية تماما‏.‏‏
(4)‏ تفجر عين زمزم وسط صخور نارية ومتحولة وفيضانها لنحو أربعة آلاف سنة‏(‏ منذ سنة‏1823‏ ق‏.‏م‏).‏‏
(5)‏ ثبوت الطبيعة النيزكية لكل من الحجر الأسود ومقام إبراهيم مما يثبت أنهما من أحجار السماء‏,‏ كما قرر ذلك رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ من قبل ألف وأربعمائة سنة‏.‏
هذه الحقائق لم تتوصل العلوم المكتسبة إلي شيء منها إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ وورودها في كتاب الله‏,‏ وفي أقوال رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ـ من قبل ألف وأربعمائة سنة يقطع بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ ويشهد للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.


[/FONT]
 

سمو قلب

مشرف سابق
16 سبتمبر 2008
6,635
13
0
الجنس
ذكر
رد: وصية رسول الله لكل حاج رضا الجنايني

جزاك الله خير
 

عبد الكريم

مشرف تسجيلات المغرب في الموقع
مشرف تسجيلات الموقع
8 نوفمبر 2006
11,793
299
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: وصية رسول الله لكل حاج رضا الجنايني

بارك الله فيك أخي الكريم ..
 

رضا الجنايني

مزمار كرواني
6 يونيو 2008
2,850
27
0
الجنس
ذكر
رد: وصية رسول الله لكل حاج رضا الجنايني

حفظكم الله من كل سوء وبارك فيكم وجزاكم الله عنا كل خيرا اخي الحبيب عبد الكريم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع