قصيدتي الرابعة في قراء القرآن: عبد الباسط عبد الصمد

عبد الباسط النديّ بعرفان ٍ نواصلهُ
هو نور الصبح إذ طلعت أصـآئله

خذني برنــّـةِ تجويد قد جاد قارئها
وليحتفل كون قرآن ٍ هو، والله، بلبله

وليملأ الحبّ قلب العاشقين له
صوت، لعمري، ملائكة بالحب تحمله

نغم السماء أذاب من وجدي الفؤاد صبابة
أطيب من ثغر الحبيب إذا دنا مني أقبله

له عندنا في مزامير الهنــاء شــذىً
من زهور ربيع دافىء قد طاب مقبــله

منتدىً لجمال الروح بالود يسـري
فبستان الجَمال لنا، وما ضمت خمائله

تبارك من أكرم ابن النيل من لدنه بصوت
كنثر الماس، بين الناس يرسله

في كل أذن بتجويد الكتاب تراه أطربها
من صدى سحره نشوى ترتله

خذني بشدو ٍ منه، ثم أبعدني
عن عالـَـم نـَسَــكت عنه أفاضله

مزق الحقد في أرجائه نفوس قوم
وأرّق تبتل الراكعين في الليل قنابله

لا، لم تنم نواطير مصر ٍ عن ثعالبها، وستقتلع
هشيم منهزمين فجهادنا اصطكت مناجله



يا مصر، مِن "أرمنت" قدمت لنا قمرا هدية
ينير درب محب كتاب الله، يوصله

بناسه، بضحاه، بنوره، بالفاتحة
بأنبيائه، بمحمد، بمن جاءت تجادله

فرع من النيل، أجيال تتــابعه
تعبّ من جوده، لا جفت جداوله

درّة بتاج المقرئين تلألأت أطيافها
سناء هدىً لعبد يدعو الرب سائله

إيه صوت السماء، أنت فينا لم تغِــب
وما من قارىء إلا وأنت فاضله

أنت فينا عمرُ كل شيخ... وشابّ ... وفتى
تناول القرآن منه... وفيه... ومن ثم... له.​