يوسف أيها الصدّيق ... إلى يوسف الصدّيق

مُـــرْ بالجزائـــر أرض الحُــور والبُـــدر ِ
واشرح لجيران ســلمى في الهوى خبري

قـــلبي بأكنـــاف الديـــار هنـــاك مُعـــلق
وجســمي هنـــا بنـــار الهجـــر مســـتعر

واقصُص على شــالها ما ألقـــاهُ من سهر
وابعثه يؤنسني لطلوع الصبح في سهري

لعَـــلّ في نســجه أثيـــر الــودّ يســـعدني
بنـــفــحة مـــن شــــذا نفحـــاتها تســـري

ســـــمراء نـــجلاء العيـــون إذا رنـــــت
أشـــرقت من لحظها ليالي البدو والحضر

رمـَــتْ بســـهام اللحْـــظ نــحوي تبتـــسمْ
فضـَــاعت الـــرّوح بين القــوس والــوتر



ولــي هنـــاك فـــتىً عـــزمُ الأســـود ِ له
حبـــيبٌ، ودودٌ، عفـــيفُ الذيــــل والأزُر

في المنــتدى نجم، وكل من في المنـــتدى
في لـــهفة ليسْـــمَع مــا لـــديه مـن خـــبر

مشـــاركاته كـــعطف البـــرق في ليـــلنا
وصُبـــحُه عنـــدنا كالـــطلّ في الــّــزهر

كسى "الشـــعر" و "العــامّ" أثوابا ملونة
كــــأنها طـُـــررٌ ســــالت عــــلى نــَــهَر

بحفظ الكتاب خصّه ربّ العَــرش مكرمَة
ما نــالها إلا من اختصّـه الرّحمن من بشر

في طـــاعة الله عـــزيزٌ، شـــامخٌ، وأبــيّ
في نصرَة الحقّ حيٌّ، والحقّ خيرُ منتصِر

كـــم طـال شـــوقي للــبس بـُــردة يوسف
للثم قميصه، أمن قـُبُل ٍ كان أو إن شئت من دُبُر

يعـــقوب هذا الزمــان أنا، فهيــا يا بُنـــيّ
ألــق القميص يَــردّ بإذن الله لي بـَــصَري​

جزائر الخلد قد استبد هواك ِ
بفؤاد مكلوم الحساسة ذاكي

وهفت بجامحهِ هوىً وصبابة
شيمُ الوفا والود من أبناك

يوسف ببابك في المكارم والعلى
وإن بقصيدتي جعلته باكي

إن فاجأتك ِ من الزمان ملمة
هو الأبرّ سجية بفداك ِ


_​