- 6 مارس 2009
- 12,753
- 154
- 63
- الجنس
- أنثى
[FONT=times new roman(arabic)]{[FONT=times new roman(arabic)]تبت يدا أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب . سيصلى نارا ذات لهب .[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]وامرأته حمالة الحطب . في جيدها حبل من مسد }[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]روى البخاري،[FONT=times new roman(arabic)]عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى:[/FONT][FONT=times new roman(arabic)](يا صباحاه) فاجتمعت إليه قريش، فقال: (أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]أو ممسيكم أكنتم تصدقوني؟) قالوا: نعم، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]شديد)، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تباً لك، فأنزل اللّه: {تبت يدا أبي [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]لهب وتب} إلى آخرها[/FONT][FONT=times new roman(arabic)][/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]"أخرجه البخاري"[/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]، وفي رواية: فقام ينفض [FONT=times new roman(arabic)]يديه وهو يقول: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل اللّه: {تبت يدا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]أبي لهب وتب} الأول دعاء عليه، والثاني خبر عنه، فأبو لهب هذا أحد أعمام رسول [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]اللّه صلى اللّه عليه وسلم، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب وكان كثير الأذية لرسول [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]اللّه صلى اللّه عليه وسلم والبغض له، والتنقص له ولدينه[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]روى الإمام أحمد عن أبي الزناد قال:[FONT=times new roman(arabic)]أخبرني رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهلياً فأسلم قال: رأيت [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]النبي صلى اللّه عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: (يا أيها[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الناس قولوا لا إله إلا اللّه تفلحوا) والناس مجتمعون عليه، ووراءه رجل وضيء[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الوجه، أحول ذو غديرتين، يقول: إنه صابئ كاذب، يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]فقالوا: هذا عمه أبو لهب[/FONT][FONT=times new roman(arabic)])[/FONT][FONT=times new roman(arabic)] "أخرجه أحمد".[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] وقال محمد بن إسحاق، عن ربيعة بن عباد[FONT=times new roman(arabic)]قال: إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتبع القبائل،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ووراءه رجل أحول وضيء الوجه ذو جمة، يقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]القيبلة فيقول: (يا بني فلان إني رسول اللّه إليكم آمركم أن تعبدوا اللّه لا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]تشركوا به شيئاً، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن اللّه ما بعثني به)، وإذا فرغ [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]وحلفاءكم من الجن إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له، ولا تتبعوه،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]فقلت لأبي: من هذا؟ قال: عمه أبو لهب [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]"[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]أخرجه أحمد[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]والطبراني"[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]. فقوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب} أي خسرت وخابت وضل عمله [FONT=times new roman(arabic)]وسعيه، {وتبّ} أي وقد تبّ تحقق خسارته وهلاكه.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]وقوله تعالى: {ما أغنى عنه ماله وما كسب} قال ابن عباس:[FONT=times new roman(arabic)]{وما كسب} يعني ولده، يروي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما دعا قومه إلى[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الإيمان قال أبو لهب: إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفتدي نفسي يوم القيامة[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]من العذاب بمالي وولدي، فأنزل اللّه تعالى: {ما أغنى عنه ماله وما كسب}.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)][FONT=times new roman(arabic)]وقوله تعالى: {سيصلى ناراً ذات لهب} أي ذات شرر ولهب وإحراق شديد، {وامرأته [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]حمالة الحطب} وكانت زوجته من سادات نساء قريش، وهي أم جميل واسمها أروى بنت حرب[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]بن أمية وهي أخت أبي سفيان، وكانت عوناً لزوجها على كفره وجحوده وعناده، فلهذا تكون [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]يوم القيامة عوناً عليه في عذابه في نار جهنم، ولهذا قال تعالى: {حمالة الحطب [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]في جيدها حبل من مسد} يعني تحمل الحطب فتلقي على زوجها ليزداد على ما هو فيه، هي [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]مهيأة لذلك مستعدة له، {في جيدها حبل من مسد} قال مجاهد: من مسد النار، وعن [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]مجاهد وعكرمة {حمالة الحطب} كانت تمشي بالنميمة "واختاره ابن جرير".[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] وقال [FONT=times new roman(arabic)]ابن عباس والضحّاك: كانت تضع الشوك في طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقال [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنّها في عداوة محمد،[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]فأعقبها اللّه منها حبلاً في جيدها من مسد النار، والمسد الليف، وقيل: هو قلادة[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]من نار طولها سبعون ذراعاً، قال الجوهري: المسد الليف، والمسد أيضاً حبل من ليف [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]أو خوص، وقال مجاهد: {حبل من مسد} أي طوق من حديد،[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]أخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت أبي بكر[FONT=times new roman(arabic)]قالت: لمّا نزلت: {تبت يدا أبي لهب} أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ولولة وفي يدها فهر وهي تقول:[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]مذمّماً أبيْنا[FONT=times new roman(arabic)] - [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]ودينه قليْنا - وأمره عصينا[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما[FONT=times new roman(arabic)]رآها أبو بكر قال: يا رسول اللّه قد أقبلتْ وأنا أخاف عليك أن تراك، فقال رسول [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إنها لن تراني)، وقرأ قرآناً اعتصم به، كما قال [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]تعالى: [/FONT][/FONT][FONT=times new roman(arabic)]{[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]وإذا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً[FONT=times new roman(arabic)]مستوراً[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]}[/FONT][/FONT][FONT=times new roman(arabic)]، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر، ولم تر رسول اللّه صلى اللّه [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكر إني أخبرت أن صاحبك هجاني، قال: لا ورب هذا البيت [FONT=times new roman(arabic)]ما هجاك، فولّت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها، قال: فعثرت أم جميل في [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]مرطها وهي تطوف بالبيت، فقالت: تعس مذمم[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]"[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]"[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)] [/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]. وقد قال بعض أهل العلم في قوله تعالى: {في جيدها حبل من مسد} أي [FONT=times new roman(arabic)]في عنقها حبل من نار جهنم ترفع به إلى شفيرها، ثم ترمى إلى أسفلها، ثم لا تزال كذلك [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]دائماً.[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)]قال العلماء: وفي هذه السورة معجزة ظاهرة ودليل واضح على النبوّة،[FONT=times new roman(arabic)]فإنه منذ نزل قوله تعالى: {سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في [/FONT][FONT=times new roman(arabic)]جيدها حبل من مسد} فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان لم يقيض لهما أن يؤمنا ولا[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]واحد منهما لا باطناً ولا ظاهراً، لا سراً ولا علناً، فكان هذا من أقوى الأدلة[/FONT][FONT=times new roman(arabic)]الباهرة، على النبوّة الظاهرة[/FONT][/FONT]
[FONT=times new roman(arabic)](( من كتاب تفسير أبن كثير))[/FONT]