- 16 مايو 2008
- 12,242
- 854
- 113
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- عبد الله المطرود
- علم البلد
إلى جـــدتي الحبيبـــة
جـدتي حبيبتـي , دار الزمان ودارت الأيـام, وبـدأت أتذكـر
تذكـرت كل أيـامي معـك , لـي ذكريـات جميلة وباسمـة
وذكـريات حزينة, وذكريـات مؤلمـة
جـدتي يا غـاليتـي كم كنت طيبة معي , كم كنت حنـونة, لا
أنسـى كلمـاتك الرقيقـة, في عالم القسـوة,, لا أنسـى
دمعـاتك الغاليـة في لحظـات ألمـي ونزفـي, كنت تشفقين علي تحنين علي
تحبينـي.. حتى عنـدما ظننت أنك قد قسـوت علي,وجرحتنـي
وأسلت دمعـاتي, كنت تتـألمـين أكـثر منـي,وكنت تنتظرين لحـظة
نومـي فتأتين إلى فراشـي وتمسحين آثار دمعـاتي وتربتـين على رأسي
وتضمينه إلى صـدرك الحنون, كنت وقتهـا مستيقظـة وأشعر بكل
شـيء وأستغـرب لمـا تفعلين بي ذلك وأنت تحبيننـي,
الآن يا غـاليتـي عرفت,, ماكنت لتقسـي على إلا لحبك لي كنت تريدين أن أعرف
مـاهو الصواب من الخطأ, تريدين أن أصبح قوية في عالم مخيف ينتظرني
مـاهو الصواب من الخطأ, تريدين أن أصبح قوية في عالم مخيف ينتظرني
جـدتي كم أفتقـدك, فقـد كنت البلسـم لجراحـاتي , كنت لي الأهـل جميعـاً
أم , أب , أخت , صـديقة
أتـذكـر ياحبيبتـي حكايـاتك الجميلة,, أتذكـر ياغـاليتـي نصائحك
القيمـة لي,
القيمـة لي,
قلت لي مـرة, صـلاتك صلاتك يا ابنتي فيهـا نجاتك فيهـا صـلاحك, لا تنشغلين عنها ,لاتتركينهـا مهمـا حدث,
زرعـت فينا حـب الصـلاة من الصـغر, وعرفت الآن لمـا كنت أخاف
جـداً أن أترك فرضاً من الفروض,وأتحسر وأتنـدم عندما تفوتني الصلاة أثنـاء نومـي,
كنت القـدوة لنـا, فكم كنت تقضـين من الأوقـات على سجـادتك
كنت القـدوة لنـا, فكم كنت تقضـين من الأوقـات على سجـادتك
وكم تمـر من الساعات وأنت رافعـة يديك تدعين لي, وكم نزلت
دمعـاتك الغـالية,, الغـالية جـداً خوفـاً علي,,
يـاه يا حبيبتـي ,, لمـا لم أفهمـك وقتـهـا؟,, لمـاذا كنت أظن أن
الجمـيع يقسـوا علي ؟ وأن العـالم بأسـره عالم قـاسٍ ظالم..
لكن حين أتـذكـر الآن أنك كنت بيننـا ,, أتمنـى أن تعـود تلك الأيـام
فوالله مـا كنت إلا مـرهمـاً لجراحاتنـا وبلسمـاً لألأمنا,, وبسمـة
تشرق بين دمعاتنا,وضحكة جميلة تنسينا شهقات بكائنا
سـامحينـي يـا جـدتي سـامحينـي ياحبيبتي فكم قسوت عليك,,
قلت لك مـرة وأنـا أبكـي وأصـرخ وأتألم أنت لا تحبيننـي
وتركـتك وغـادرت, وعندمـا عـدت إليك لأني مجـرد طفلة
أعـود إلى الحضـن الذي ليس لي سـواه,, رأيتـك تمسحـين دمعتك
وتـدعين الله لي بـأن يحفظنـي ,, ويبعـد عنـي الحـزن والأسـى,
كم أتـألـم الآن لأننـي جـرحتك, صدقيني يا حبيبتـي
ما كنت أعـلم وقتهـا كم يؤلمك هـذا,, ولكنني الآن أقـدم
لك اعتـذاراتي , وأقـدم لك دعـواتـي الصـادقة بأن يغفـر الله لك
وأن يرحمـك رحمـة واسعـة وأن يرزقـك جوار الحبيب y
فكم أعطيتنـي من الحب والحنـان ,, وقـد قصـرت كـثيراً معـك,
جـدتي يا حبيبتي أهمـس لك هـذه الهمسـة لأبشـرك أنني الآن
بخـير حـال كمـا كنت تتمنين لـي عانيت قليـلاً ومن لا يعـاني
هـذه الأيام لكننـي بأحسن حـال فابشـري واسعـدي وقري,,
فقد نلت ما تمنيتي,, والحمـد لله , لا يؤلمنـي في هـذه الدنيـا
إلا فـراق أحبتـي ,, آه يا جـدتي كم هـو صعـب فراق أحبتـي
كم تـطول الأيام وكم تطول الليـالي, ولكن الفـرج آتٍ,, ألم
تعلمينـي أن أتمسـك بخيوط الأمـل ؟ فإننـي أفعل الآن,,
علمتنـي دروس كثـيرة, علمتنـي أن أطيع ربي ,
وأن أتمسـك بكتابه,
وأن أتمسـك بكتابه,
علمتنـي أن أصون نفسـي وأن أتشبث بحجابي, علمتني وعلمتني
دروس كثيرة مـا زلت إلى الآن أستفـيد منهـا,فلك كل الشـكـر يا غاليتي
ولك كل الحب ولك كل الدعوات الصادقات,,
وداعـاً يا معلمتـي, وداعـاً يا غاليتـي وداعـاً ياقطعـة من فؤادي..
وداعــاً يـا جـدتي,,
يـامن لهم جـدة ما زالت على قيد الحياة أسعـدوهـا
أبهجـوهـا دعوهـا تعيش آخـر أيامهـا مغمـورة بحبكم
فلربمـا أحبتكم أكثر من والديكم ألا يقولون
(( مـا أعـز من الولـد إلا ولـد الولـد ))
أبهجـوهـا دعوهـا تعيش آخـر أيامهـا مغمـورة بحبكم
فلربمـا أحبتكم أكثر من والديكم ألا يقولون
(( مـا أعـز من الولـد إلا ولـد الولـد ))
زفرات قلمي الحزين