- 21 سبتمبر 2007
- 1,718
- 10
- 0
- الجنس
- ذكر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده سيدنا محمد ::
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
إخوانى الأفاضل بارك الله فيكم نبدأ باذن الله شرح معلقة طرفة بن العبد
ونسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه وأن يتقبلها منى ومنكم اللهم امين .
اخوانى الأفاضل سيكون منهجى فى شرح المعلقة منهج بحثى بمعنى أننى سيكون لى عدة مراجع آتى منها بالمعلومات عما أريده من معانٍ ونحوها
وسيكون الشرح لأبيات قليلة كل مرة ليسهل الإستيعاب وينعدم الملل من الموضوع إن شاء الله مع العلم أن كل حلقة من حلقات الشرح سأضعها هنا فى هذا الموضوع فيكون موضوعا متجددا ليسهل الاطلاع على الجديد كلما احببتم ولا تضيع منكم حلقات من الشرح ومن يريد أن يسأل فأهلا وسهلا به كذلك من لا حظ خطأً فأهلا وسهلا به أيضاً وأكون شاكرا أن ينبهنى كما يسعدنى أن يضيف أى عضو فاضل اضافات فى شرح معانى الأبيات أو ترجمة الشاعر أو غير ذلك
مما يساعد على إثراء الموضوع ويحقق هدفاً آخر مهم جدا وهو أن يبحث الأعضاء بأنفسهم فى الشرح مما يحقق الغاية من الشرح وتكون الاستفادة أكبر ما يمكن وأخيرا وقبل أن أبدأ أود أن أقول لكم احبتى أن الأدب العربى ليس تخصصى الدراسى وانما أنا هاوٍ
أحب لغتى جدا ومنهجى كما أسلفت هو منهج بحثى فى الكتب وسوف اذكر المصادر فى كل حلقة من الشرح ولذلك فسامحونى إن أخطأت وصححوا لى خطأى تتحقق الفائدة
وفى النهاية أسأل الله لى ولكم التوفيق والقبول ونبدأ مع الشرح لمعلقة طرفة بن العبد :
الحلقة الأولى : تتضمن ترجمة صاحب المعلقة طرفة بن العبد.
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح معلقة طَرَفَة بن العبد
طَرَفَة بن العَبْد بن سُفْيَان بن سَعْد بن مالِك بن ضُبَيعَة بن قَيْس بن ثَعْلَبَة بن عُكَايَة بن صَعب بن عَلِى بن بَكْر بن وَائِل بن قَاسِط بن هِنْب بن أفْصَى بن دُعْمِى بن جَدِيْلَة بن أسد بن ربيعة بن نِزَار بن مَعَد بن عَدْنَان
واسمه عمرو وطرفة لقب له وهى بتحريك أجزائها.
ثانياً : مكانته :
كان فى حسب كريم وعدد كثير وكان شاعراً جريئاً على
الشعر وكان فى صغره ذكيا حديد الذهن حضر يوما مجلس عمرو بن هند فأنشد المسيب بن علس قصيدته
التى يقول فيها :
وقد تلاقى الهم عند احتضاره ..يناج عليه الصيعرية مكدم
فقال طرفة ( استنوق الجمل!! ) وذلك ان الصيعرية من صفات النوق دون الفحول فغضب المسيب وقال من هذا الغلام فقالوا طرفة بن العبد فقال ليقتلنه لسانه فكان كما تفرس فيه. ومات ابوه فى صغره فأبى أعمامه
أن يقسموا ماله وكانت أم طرفة من تغلب واسمها وردة فأنشد قائلا :
ما تنظرون بحق وردة فيكم ..صغر البنون ورهط وردة غيب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره..حتى تظل له الدماء تصبب
والظلم فرق بين حى وائل .. بكر تساقيها المنايا تغلب
وطرفة أشعر الشعراء بعد امرئ القيس فهو ثانى مرتبة
قال عنه ابن قثيبة : هو أشعر الشعراء قصيدة وله غير المعلقة شعر حسن وليس عند الرواة من شعره الا قليل .
وسئل لبيد من أشعر الناس قال الملك الضليل يقصد امرأ القيس قيل ثم من قال ابن العشرين يعنى طرفة قيل ثم من قال ابو عقيل يعنى نفسه .
عده بعضهم فى الرتبة الثانية من الشعر وعده آخرون فى الطبقة الرابعة مع عبيد بن الأبرص وعلقمة التميمى وعدى بن زيد العبادى وقال عنه الجاحظ :له قصائد حسان جياد وقال محمد بن الخطاب قال الذين قدموا طرفة هو أشعرهم إذ بلغ بحداثة سنه ما بلغ القوم فى طول أعمارهم فإنما بلغ نيفا وعشرين سنة (أى واحدا وعشرين سنة ) وقيل بل عشرين سنة
وقيل بل ست وعشرين سنة ورووا عن أخته قالت :
عددنا له ستا وعشرين حجة .. فلما توفاها استوى سيدا ضخما
فُجِعْنا به لما رجونا إيابه .. على خير حال لا وليداً ولا قحما
ثالثا ً : سبب مقتله حديث السن :
وسبب مقتله أن أخته كانت عند عبد عمرو بن مرثد بن سعد بن ضبيعة أى متزوجة به وكان عبد عمرو سيد أهل زمانه فأساء اليها عبد عمرو فشكت ذلك الى أخيها طرفة فقال فيه هذه الأبيات :
يا عَجَبا مِن عَبدِ عَمروٍ وَبَغيِه ِ.. لَقَد رامَ ظُلمي عَبدُ عَمروٍ فَأَنعَما
وَلا خَيرَ فيهِ غَيرَ أَنَّ لَهُ غِنىً .. وَأَنَّ لَهُ كَشحاً إِذا قامَ أَهضَما
يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعكُفنَ حَولَهُ .. يَقُلنَ عَسيبٌ مِن سَرارَةِ مَلهَما
لَهُ شَربَتانِ بِالنَهارِ وَأَربَعٌ .. مِنَ اللَيلِ حَتّى آضَ سُخداً مُوَرَّما
وَيَشرَبُ حَتّى يَغمُرَ المَحضُ قَلبَهُ .. وَإِن أُعطَهُ أَترُك لِقَلبِيَ مَجثَما
كَأَنَّ السِلاحَ فَوقَ شُعبَةِ بانَةٍ .. تَرى نَفَخاً وَردَ الأَسِرَّةِ أَسحَما
فالأبيات المتقدمة جزء مما قاله فيه ولم تبلغ هذه الأبيات عبد عمرو ولكن بلغت عمرو بن هند الملك وكان طرفة قد هجا عمرو بن هند وأخاه قابوس بن هند غير أن هذا الهجاء لم يبلغ عمراً
لأنه لم يكن أحد يجسر على أن يبلغه هذا الهجاء وكان من هذا الهجاء قول طرفة :
فَلَيتَ لَنا مَكانَ المَلكِ عَمروٍ رَغوثاً حَولَ قُبَّتِنا تَخورُ
مِنَ الزَمِراتِ أَسبَلَ قادِماها وَضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ
يُشارِكُنا لَنا رَخِلانِ فيها وَتَعلوها الكِباشُ فَما تَنورُ
لَعَمرُكَ إِنَّ قابوسَ بنَ هِندٍ لَيَخلِطُ مُلكَهُ نوكٌ كَثيرُ
قَسَمتَ الدَهرَ في زَمَنٍ رَخيٍّ كَذاكَ الحُكمُ يَقصِدُ أَو يَجورُ
لَنا يَومٌ وَلِلكِروانِ يَومٌ تَطيرُ البائِساتُ وَلا نَطيرُ
فَأَمّا يَومُهُنَّ فَيَومُ نَحسٍ تُطارِدُهُنَّ بِالحَدَبِ الصُقورُ
وَأَمّا يَومُنا فَنَظَلُّ رَكباً وُقوفاً ما نَحُلُّ وَما نَسيرُ
ولقد خرج عمرو بن هند يوما للصيد ومعه نفر من أصحابه وندمائه منهم عبد عمرو بن مرثد واصطادوا
فبينما هم يشوون اللحم وكان عبد عمرو يقدم للملك اللحم اذا بالملك ينظر خرق فى قميصه فرأى كشحه
وهو موضع الخصر منه وكان عبد عمرو من أحسن الناس جسماً فقال له عمرو بن هند يا عبد عمرو لقد أبصر طرفة كشحك حيث يقول :
وَلا خَيرَ فيهِ غَيرَ أَنَّ لَهُ غِنىً .. وَأَنَّ لَهُ كَشحاً إِذا قامَ أَهضَما
الى اخر الأبيات المذكورة أعلاه فغضب عبد عمرو وقال لقد قال فى الملك أقبح من هذا فقال له الملك وماذا قال فندم عبد عمرو وأبى أن يبلغه قول طرفة فيه مخافة أن يؤذيه الملك فقال له الملك قل وطرفة آمن فأنشده الأبيات المتقدمة التى أولها :
فَلَيتَ لَنا مَكانَ المَلكِ عَمروٍ رَغوثاً حَولَ قُبَّتِنا تَخورُ
فسكت عمرو على ما وقر فى نفسه من شر الى طرفة ولقد كره الملك أن يعجل عليه لمكان قومه فلما طالت المدة ظن طرفة أنه قد رضى عنه ثم أرسل له عمرو بن هند فجاءه طالباً عطاياه ولقد كان جرير بن عبد المسيح المسمى بالمتلمس قد هجا ابن هند أيضا فكان فى صدر ابن هند منه موجدة يكتمها فدعاهما معا فلما أتياه وجلسا معه قال لعلكما اشتقتما الى أهلكما فقالا له نعم فكتب الى عامله فى البحرين وهجر واسمه ربيعة بن الحارث العبدى ولقبه المعكبر فلما هبطا أرضا قريبة من الحيرة وجدا شيخا كبيرا يتبرز ويأكل كسرة ويقتل القمل فقال له المتلمس بالله ما رأيت أحمق وأضعف وأقل عقلا منك فقال له الشيخ وفيم ذاك فقال له تتبرز وتأكل وتقصع القمل فقال أخرج خبيثا وأدخل طيبا وأقتل عدوا,وأحمق منى وألأم (من اللؤم) حامل حتفه بيمينه لا يدرى ما فيه .فيقول المتلمس فكأنى كنت نائما فتنبهت فوجد غلاما من أهل الحيرة فقال يا غلام أتقرأ فقال نعم فأعطاه الكتاب وقال له اقرأه فقرأه فإذا هو "باسمك اللهم من عمرو بن هند الى المعكبر اذا أتاك كتابى هذا مع المتلمس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً" فألقى الصحيفة فى نهر يقال له نهر كافر وقال أبيات هى :
وَأَلقَيتُها في الثِنيِ مِن جَنبِ كافِرٍ كَذلِكَ أَقنو كُلَّ قِطٍّ مُضَلِّلِ
رَمَيتُ بِها حَتّى رَأيتُ مِدادَها يَطوفُ بِها التَيّارُ في كُلِّ جَدوَلِ
وقال لطرفة معك والله مثلها فقال له طرفة إن كان قد اجترأ عليك فما كان ليجترئ على فى عقر دار قومى فهرب المتلمس الى الشام وفى ذلك يقول :
مَن مُبلِغُ الشُعَراءِ عَن أَخَوَيهِمَ خَبَراً فَتَصدُقَهُم بِذاكَ الأَنفُسُ
أَودَى الَّذي عَلِقَ الصَحيفَةَ مِنهُما وَنَجا حِذارَ حِبائِهِ المُتَلَمِّسُ
أَلقَى صَحيفَتَهُ وَنَجَّت كورَهُ عَنسٌ مُداخِلَةُ الفَقارَةِ عِرمِسُ
عَنسٌ إِذا ضَمَرَت تَعَزَّزَ لَحمُها وَإِذا تُشَدُّ بِنِسعِها لا تَنبِسُ
وَجناءُ قد طَبَخَ الهَواجِرُ لَحمَها وَكَأَنَّ نُقبَتَها أَديمٌ أَملَسُ
وَتَكادُ مِن جَزَعٍ يَطيرُ فؤادُها إِن صاحَ مُكَّاءُ الضُحى مُتَنَكِّسُ
أَلقِ الصَحيفَةَ لا أبَا لَكَ إِنَّهُ يُخشى عَلَيكَ مِنَ الحِباءِ النِقرِسُ
الى أن قال :
ثَكِلَتكَ يا اِبنَ العَبدِ أُمُّكَ سادِراً أَبِساحَةِ المَلِكِ الهُمامِ تَمَرَّسُ
وذهب طرفة الى المعكبر وكان بهجر فلما جاءه بالكتاب علم أنه مأمور بقتل طرفة فتكرم عليه وأبى أن يقتله
وقال له أتعلم ما فى هذا الكتاب فقال له طرفة نعم لقد أمرتَ أن تجيزنى وتحسن الى فقال انما امرت أن أقتلك فاخرج قبل أن تصبح ويعلم بك الناس فقال له اشتدت عليك جائزتى وأحببتَ أن أهرب وأجعل لعمرو بن هند على سبيلاً كأنى أذنبت ذنباً والله لا أفعل ذلك أبداً فحبسه المعكبر وتكرم عن قتله وكتب الى عمرو بن هند يقول ابعث الى عملك رجلا غيرى فانى غير قاتل الرجل فأرسل له رجلا من تغلب يدعى عبد هند فأمره بقتله وقتل المعكبر فجاء فقرأ عهده على أهل البحرين فاجتمعت به بكر بن وائل فهمت به وكان طرفة يحضهم على قتله فانتدب عبد هند رجلا من عبد قيس فقتله فقبره بهجر معروف .
وموته كان عام 70 قبل الهجرة وقيل 86 عن ست وعشرين سنة .
*المصادر
1.شرح المعلقات السبع للزوزنى
2.المعلقات العشر وأخبار شعرائها
اعتنى بجمعه وتصحيحه الشيخ أحمد الأمين الشنقيطى رحمه الله
3.نهاية الأرب من شرح معلقات العرب للسيد أحمد بدر الدين أبى فراس النعسانى الحلبى
4.شرح القصائد السبع الطوال لأبى بكر محمد بن القاسم الأنبارى تحقيق عبد السلام محمد هارون.
وإلى اللقاء مع الحلقة القادمة وفيها شرح أول خمسة أبيات من المعلقة
أرجو تثبيت الموضوع للتجدد ولسهولة الرجوع اليه عند كل حلقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته