إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

التفسير المقارن للآية إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

LUAYMEZHER

مزمار جديد
7 أغسطس 2006
5
0
0
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .

يقول الله تعالى:
{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } آل عمران
اختلف أهل التأويل في معنى " الوفاة " التي ذكرها الله - عز وجل - في هذه الآية فمنهم من عدّدّ تسعة أوجه للاختلاف مثل فخر الرازي في تفسيره " مفاتح الغيب"[1] ومنهم من ذكر اقلَّ من ذلك ولكن محور الكلمة التي دار عليها أغلب المفسرين على ثلاثة أقوال وهي.
القول الأول : أنها وفاة نوم
القول الثاني : أنها وفاة الموت
القول الثالث: أنها وفاة قبض،أي أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير نوم ولا موت[2]

أما القول الأول أنها وفاة نوم فيكون الله عز وجل ، قد ألقى النوم على المسيح عليه السلام قبل رفعه ويستدلون بقوله تعالى" َهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ " إذن ((يتوفاكم )) هنا بأي معنى ؟ إنها بمعنى ينيمكم . فالنوم معنى من معاني التوفي .
وقال تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل)[3] الآية وقال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)[4] الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"[5]
وإلى ذلك أشار الشيخ الشنقيطي ، رحمه الله ، بقوله :
"إنّ معنى {مُتَوَفِّيكَ} أي منيمك ورافعك إليّ أي في تلك النومة. وعزا ابن كثير هذا القول للأكثرين , واستدل بالآيتين المذكورتين وقوله صلى الله عليه وسلم : "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا.."
وأصحاب هذا القول هم: الربيع والشنقيطي وأغلب المفسرين [6]


القول الثاني انها وفاة موت
وقالوا أنَّ عيسى عليه السلام قد أماته الله تعالى حينما رفعه اليه وحري بنا ان نقول انه عندما نأخذ لفظا ما فإنه يغلب عليه اللفظ الشائع ثم تموت المعاني الاخرى في سياق المعنى الشائع فإن منطق القرآن استعمل كلمة الوفاة لعدة معاني الا انه غلب اللفظ عند المستعملين للغة على ان الوفاة هي الموت .
وأصحاب هذا القول هم " ابن عباس، وهب بن منبه اليماني وقاله إسحاق بن بشرعن إدريس، عن وهب[7]
القول الثالث أنه وفاة قبض
أي أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير نوم ولا موت رفع روحا وجسداً
وأصحاب هذا القول هم جعفر بن الزبير وابن زيد وقاله ابو جعفر وقاله الحسن والكلبي وابن جريج ومطر الورّاق وابن حزم
أما أدلة القول الأول أنها وفاة نوم فيستدلون بقوله تعالى
بقوله تعالى" َهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ " إذن ((يتوفاكم )) هنا بأي معنى؟ إنها بمعنى ينيمكم . فالنوم معنى من معاني التوفي .
وقال تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل) الآية وقال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"
وادلة القول الثاني أنها وفاة موت
الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ……ألا وإنه يجاء (يوم الحشر) برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال فأقول يارب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح (وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلماتوفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم[8]
كما هو معلوم، فإن الارتداد في الإسلام حدث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس في حياته. وقد فارق الرسول صلى الله عليه وسلم قومه بالوفاة، فكان استدلاله بالآية دليلا على تشابه ما سيحدث معه وما حدث لعيسى عليه السلام الذي ترك قومه بالوفاة أيضا ولم يعلم ما الذي حدث معهم.
فلو قلنا بحياة عيسى عليه السلام إلى هذا الوقت فإن جوابه بأن ارتداد قومه حصل بعد وفاته يتنافى مع الحقيقة الراهنة، ولا يمكن للنبي أن يكذب. إن هذه الرواية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس رضي الله عنه والإمام البخاري قد فسّروا "فلما توفيتني" بمعنى فلما أَمَتَّني.
الثاني: هناك حديث آخر يؤكد وفاة المسيح عليه السلام إذ يخبر عن وفاته صراحة وهو ما أورده ابن كثير في تفسيره :
"لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي."[9]
الثالث: وفي حديث وفد نجران الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام، خاصموه جميعا في عيسى عليه السلام، قائلين: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه؟ فأفحمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وقال:
ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى أتى عليه الفناء؟
قالوا: بلى. وهكذا سألهم عدة أسئلة حتى سكتوا.[10]
والاعتراض على هذا القول في الجواب: أنه لا دلالة في إحدى الآيتين البتة على أن عيسى قد توفي فعلا.
أما قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} فإن دلالته المزعومة على ذلك منفية من أربعة أوجه:

الأول: أن قوله: {مُتَوَفِّيكَ} حقيقة لغوية في أخذ الشيء كاملا غير ناقص، والعرب تقول: توفي فلان دينه يتوفاه فهو متوف له إذا قبضه وحازه إليه كاملا من غير نقص.
فمعنى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} في الوضع اللغوي أي حائزك إلي، كاملا بروحك وجسمك.
الثاني: قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ} لا يدل على تعيين الوقت، ولا يدل على كونه قد مضى.
وأما عطفه {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ، على قوله: {مُتَوَفِّيكَ} ، فلا دليل فيه لإطباق جمهور أهل اللسان العربي، على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع، وإنما تقتضي مطلق التشريك.
وقد ادعى السيرافي والسهيلي، إجماع النحاة على ذلك، وعزاه الأكثر للمحققين وهو الحق خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه.
الثالث: أن معنى {مُتَوَفِّيكَ} أي منيمك {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ، أي في تلك النومة.
وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام:60]، وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر:42]، وعزى ابن كثير هذا القول للأكثرين، واستدل بالآيتين المذكورتين.
الرابع: أن {مُتَوَفِّيكَ} وصف محتمل للحال والاستقبال والماضي، ولا دليل في الآية على أن ذلك التوفي قد وقع ومضى، بل السنة المتواترة والقرآن دالان على خلاف ذلك.
ويرى ابن حزم.. وهو من فقهاء الظاهر.. أن الوفاة في الآيات تعني الموت الحقيقي، وأن صرف الظاهر عن حقيقته لا معنى لـه، وإن عيسى بناء على هذا قد مات. فيقول:
"فالوفاة قسمان، نوم وموت فقط، ولم يرد عيسى عليه السلام بقوله(فلما توفيتني) وفاة النوم؛ فصحَّ أنّه إنّما عنى وفاة الموت"[11]
يقول الإمام الألوسي في تفسير آية "وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل":
"حكمُ النبي صلى الله عليه وسلم حكمُ من سبق من الأنبياء - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين - في أنّهم ماتوا … كأنّه قيل قد خلت من قبله أمثاله فسيخلو كما خلوا… وجملة (قد خلت) مستأنفة لبيان أنّه صلى الله عليه وسلم ليس بعيداً عن عدم البقاء كسائر الرسل."[12]
ويقول صاحب فتح البيان في تفسير الآية المذكورة آنفاً:
"والحاصل أن موته صلى الله عليه وسلم أو قتله لا يوجب ضعفاً في دينه ولا الرجوع عنه بدليل موت سائر الأنبياء قبله."
ثم يضيف:
"ففي زاد المعاد للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى: ما يُذكر أنّ عيسى رُفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة لا يُعرف به أثر متصل يجب المصير إليه. قال الشامي: وهو كما قال، فإنّ ذلك إنما يروى عن النصارى."[13]





واما القول الثالث أنها وفاة قبض أي أن الله تعالى رفعه إلى السماء من غير نوم ولا موت
إني قابضك ورافعك في الدنيا إليِّ من غير موت، يدل عليه قوله تعالى: " فلما توفيتني "( 117 -المائدة ) أي قبضتني إلى السماء وأنا حي، لأن قومه إنما تنصروا بعد رفعه إلى السماء لا بعد موته، فعلى هذا للتوفي تأويلان، أحدهما: إني رافعك إلي وافيًا لم ينالوا منك شيئا، من قولهم توفيت كذا واستوفيته إذا أخذته تامًا والآخر: أني [مستلمك] (1) من قولهم توفيت منه كذا أي تسلمته،[14] اي من من توفى المال بمعنى استوفاه وقبضه.
والاعتراض على هذا القول انه لا يوجد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الصحية قول واضح الدلالة والمعنى على أنَّ مفهوم الموت هنا هو القبض.

تحرير محل النزاع وثمرته
كان محل النزاع بين المفسرين في كلمة متوفيك هل هي الوفاة الحقيقية عندما نأخذها على ظاهرها أم كانت الوفاة تتسع لعدة معاني منها النوم والقبض أم هناك تقديم وتأخير في الجملة
وثمرة هذا النزاع تظهر هل نبي الله تعالى عيسى عليه السلام قد مات فعلا كبقية اخوته من الرسل وأنه يبعث مرة اخرى الى الأرض أم أنه قد تلبس بمعجزة ربانية بالرفع الى السماء ليظهر سبحانه وتعالى قدرته في نجاته من الذين كادوا به.

أسباب الإختلاف
يرجع الاختلاف بين المفسرين إلى الأسباب التاليه
1- الإختلاف في دلالة معنى متوفيك لأنها تشمل عدة معاني
2- كلمة متوفيك جاءت في أغلب القرآن الكريم بمعنى الموت وقياساً عليها فإن كلمة متوفيك جائت بمعنى الموت إلا أن تصرفها قرينة صحيحة عن معناها الحقيقي
3- هناك تقديم وتأخير في الجملة على من قال هذا

مناقشة الأقوال وأدلتها
القول الأول على أنها وفاة نوم فدليلهم قوله تعالى: " َهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ " إذن ((يتوفاكم )) هنا بأي معنى ؟ إنها بمعنى ينيمكم . فالنوم معنى من معاني التوفي .
وقال تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل) الآية وقال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"

هنا جاءت الوفاة ليس بمعنى الموت وانما بمعنى النوم لأن قرينة الآيات والأحاديث صرفتها عن معناها الحقيقي الذي ينصرف الى الذهن مباشرةً عند سماعها فإن منطق القرآن الكريم بين لنا أن كلمة (( التوفي )) ليس معناها هو الموت فقط ولكن لها معان أخرى ، إلا أنه غلب اللفظ عند المستعملين للغة على معنى فاستقل اللفظ عندهم بهذا المعنى ، فإذا ما أطلق اللفظ عند هؤلاء لا ينصرف إلا لهذا المعنى ، ولهؤلاء نقول : لا بد أن ندقق جيداً في اللفظ ولماذا جاء ؟ وقد يقول قائل : ولماذا يختار الله اللفظ هكذا ؟ والإجابة هي : لأن الأشياء التي قد يقف فيها العقل لا تؤثر في الأحكام المطلوبة ويأتي فيها الله بأسلوب يحتمل هذا ، ويحتمل ذلك ، حتى لا يقف أحد في أمر لا يستأهل وقفة . فالذي يعتقد أن عيسى عليه السلام قد رفعه الله إلى السماء ما الذي زاد عليه من أحكام دينه ؟ والذي لا يعتقد أن عيسى عليه السلام قد رُفع ، ما الذي نقص عليه من أحكام دينه ، إن هذه القضية لا تؤثر فى الأحكام المطلوبة للدين ، لكن العقل قد يقف فيها ؟ فيقول قائل : كيف يصعد إلى السماء ؟ ويقول آخر : لقد توفاه الله . وليعتقد أي إنسان كما يُريد لأنها لا تؤثر في الأحكام المطلوبة للدين . إذن ، فالأشياء التي لا تؤثر في الحكم المطلوب من الخلق يأتي بها الله بكلام يحتمل الفهم على أكثر من وجه حتى لا يترك العقل في حيرة أمام مسألة لا تضر ولا تنفع .[15]

وأما القول الثاني على انها وفاة موت
أولا: إن القرآن الكريم يصرّح بكل وضوح أن المسيح قد ترك قومه بالوفاة، وأنه منذ ذلك الوقت لم يعلم ماذا حل بقومه، ولم يعلم بأنهم قد اتخذوه إلها.
سيسأل اللـه تعالى عيسى عليه السلام يوم القيامة، عنْ سبب اتخاذ الناس إياه إلـهًا. فيجيب بأنه أمرهم بأنْ يعبدوا اللـه، ثم يقول: " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد" وهذا ليس بدليل على موته وليس بشيء ; لأن الأخبار تظاهرت برفعه ، وأنه في السماء حي ، وأنه ينزل ويقتل الدجال وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بذكر نزوله.
ولو فرضنا أن عيسى عليه السلام سيُبعث من جديد فستكون إجابتـه غير صحيحة؛ إذ إنـه سيعلم لدى عودته إلى الدنيا ما أحدث قومه بعده، وسيكون عليهم رقيبًا فترة من الزمن. فكيف يمكن أن يجيب ربه عز وجل بهذا الجواب يوم القيامة؟
نجيب عليهم هذا قول عيسى عليه السلام حال وجوده معهم فإنه يعلم ما يفعلون وأما عند رفعه الى السماء لا يلزم ذلك معرفته بأحوالهم الا إذا شاء الله تعالى وهو ليس بمكلف حال رفعه لعدم القدرة والاستطاعة والوجود .
وأما قولهم بموت عيسى عليه السلام هناك حديث آخر يؤكد وفاة المسيح عليه السلام إذ يخبر عن وفاته صراحة وهو ما أورده ابن كثير في تفسيره :
أما القول الثالث بأنها وفاة قبض فيستندون على المعنى اللغوى من القبض والاستيفاء بالكامل فيكون المعنى اي يا عيسى اني رافعك اليَّ روحا وجسدا من غير ان يصيبك أذا منهم
جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (وَفَى: الواو والفاء والحرف المعتل: كلمة تدل على إكمال وإتمام. منه الوفاء: إتمام العهد وإكمال الشرط. ووفى أوفى فهو وفيٌّ، ويقولون: أوفيته الشيء إذا قضيته إياه وافيًا. وتوفيت الشيء واستوفيته، ومنه يقال للميت توفَّاه الله).
ومن معانيها: أوفى على المائة إذا زاد عليها، ووافيت العام: حججت، وتوفي فلان: توفاه الله تعالى وأدركته الوفاة.

القول الراجح وأدلته
هوالقول الأول أنها وفاة نوم فنحن وحسب القواعد التفسيرية فإن أفضل ما يفسر القرآن هو القرآن نفسه فما جاء مجمل في موضع ما جاء مفصل في مكان آخر والله تعالى هو أدرى وأعلم بكلماته ومدلولها فقال تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل) الآية وقال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"ثمَّ نستأنس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام في تفسير آيات القرآن فقد قال عليه السلام "إني أوتيت القرآن ومثله معه"[16] وقال عليه السلام ( اللهم باسمك أموت وأحيا )[17] وهذا أظهر الأقوال عندما القى سبحانه وتعالى على عيسى عليه السلام النوم حين رفعه لأن في النوم راحة للجسم والعقل من خلال ما واجهه من المشركين الذين ارادوا ان يكيدوا به . هذا والله أعلم
كتبه لؤي مزهر في 2/1/2012






[1] 4/226

[2] بتصرف من تفسير الطبري 6/455

[3] الأنعام : 60

[4] الزمر : 42

[5] الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الرقم 6324

[6] اضواء البيان 1/116

[7] تفسير ابن عاشور3/110 بتصرف

[8] (البخاري - كتاب التفسير - باب وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم)


[9] (تفسير القرآن العظيم لابن كثير الجزء الثاني ص65 دار الأندلس بيروت 1996م)

[10] (أسباب النـزول للواحدي سورة آل عمران ص 68 عالم الكتب بيروت 1983م )


[11] ابن حزم، أبو محمد علي، المحلى، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، دار الجيل، د.ط، د.ت، ج1ص23، رقم المسألة 41)

[12] (روح المعاني، المجلد الثالث، الجزء الرابع ص 114- 115)

[13] (فتح البيان في مقاصد القرآن لأبي الطيب البخاري، الجزء الثاني ص 346 - 347 المكتبة العصرية بيروت 1992م)

[14] معالم التنزيل 2/45

[15] تفسير الشعراوي / بتصرف

[16] الراوي: - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 8/278
خلاصة حكم المحدث: صحيح

[17] الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6325
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: التفسير المقارن للآية إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ

جزاك الله خيرًُا أخي الكريم على هذا البحث الكافي الوافي والموثّق بالمصادر الثقات
وعودًا حميدًا لهذا الصرح القرآني الشامخ
ليتك تغيّر معرّفك أخي الكريم بحروف عربية (لؤي مزهر)..
 

الوهراني

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,836
27
48
الجنس
ذكر
رد: التفسير المقارن للآية إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ

بحث قيّم يستحق القراءة

قرأت نصفه و بقي مثله ، لي عودة بإذن الله لإتمامه و الاستفادة منه

جزاك الله خيرا أخي الفاضل و حيّاك الله بيننا

وفقكم الله​
 

نصرالدين مسعود

مزمار ذهبي
22 ديسمبر 2010
1,013
19
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: التفسير المقارن للآية إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ

جعلها الله في ميزان حسناتك..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع