إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

صـفــات الحـــــــروف العربيــة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الأترجة المصرية

مزمار فضي
12 نوفمبر 2011
528
4
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
الحروف العربية فى الحقيقة : واحدٌ وثلاثون حرفاً ، وقد انحصرت دلالاتُها الرمزيّة ( الكِتابيّة ) فى تسعةٍ وعشرين حرفاً هجائيّاً ، أمّا دلالاتها الصوتيّة ، فمخارج الحروف كفيلة بتمييز كل دلالة منها عن الأخرى ، ليخرج كل حرف منها بميزانه ومقداره الذي سَمَحَ له به مخرجُه ، فلو تغير مخرج الحرف لَتغيّر مدلوله فى بناء الكلمة الحرفيّ ، لِتغَيُّر دلالته الصوتيّة ، ومثال ذلك ما نبّهنا عليه فى شرح مخارج حروف رأس طرف السان ، وهو أنك لو أردت أن تقول : " يَلْبَثُونَ " ، وتركت مخرج الثاء ، واعتمدت بدلاً منه على مخرج السين ، لقُلتَ : " يَلْبَسُونَ " ، وبهذا تكون قد غيرت بناء الكلمة الحرفيّ الذي أصلُهُ : " لَبِثَ " بمعنى : بَقِيَ ، إلى : " لَبِسَ " بمعنى : ارتدى ، فيتغيّر المعنى المراد تماماً لتغير الدلالة الصوتية للرمز الكتابيّ ( الحرف ) .
أمّا لو أنك أردت أن تقول : " الرِّجْزَ " ، واعتمدت على مخرج حروف الصفير بدرجة اعتماد ضعيفة ، فخرجت الزاي : الرخوة والمجهورة والمستفلة والمنفتحة ؛ سيناً : رخوة ومهموسة ومستفلة ومنفتحة ، لقُلتَ : " الرِّجْسَ " ، وهذا لأنك على الرغم من اختيارك المخرج الصحيح ، إلاّ أنك لم تضبط قوة اعتمادك عليه ، وبالتالي : لم تضبط صفات الحرف المطلوب ، ومِن ثَمّ تكون قد أسأْتَ اختيار البُقعة الخاصّة بهذا الحرف التي تخرجه بدلالته الصوتية المميزة له ، فخرج حرف آخر اتّحد معه فى المخرج ، ولكنّه تميّز عنه بدلالته الصوتية التي سببُها صفاته الذاتيّة التي هيّأ لها الله عزّ وجل هذا الحرف فى هذه البقعة الخاصة به من هذا المخرج .
ولهذا قلنا من قبل : أنّ مخارج الحروف كفيلة بتمييز أصوات الحروف ، فإن اتّحدت الحروف فى المخرج ؛ فإنّ اختلاف صفاتها وتباينها فيما بينها كفيل بتمييز صوت الحرف عن صوت مُجانِسِه .

وأنقل لك ما نقله الشيخ محمود خليل الحصريّ – رحمه الله – فى كتابه الماتع ( أحكام قراءة القرآن الكريم ) ، عن صاحب نهاية القول المفيد ، نقلاً عن مُلاّ علي قاري ؛ فى شرح الجزرية وعن غيرِهِ :-​

" اعْلَم أنّ المخرج للحرف كالميزان ؛ تَعْرِفُ به ماهيّتَهُ وكميّتَهُ ، والصّفة كالمَحَكِّ والنّاقد ؛ تَعْرِفُ بها هَيْـئَتَهُ وكمّيّـتَهُ ، فببيان مخرج الحرف يُعرف مقداره فلا يُزادُ فيه ولا يُنقَـصُ منه ، وإلاّ كان لحناً ، وببيان صفتِهِ تعرفُ كمّيّـتَه عند النطق به مِن سليم الطبع ، كجَرْيِ الصوتِ وعَدَمِهِ .
وتحقيق ذلك أنّ الهواء الخارج من الرّئة وهو موضع النَّفَس ، وللقلب غشاء ، إنْ خرجَ بدفع الطبع من غير أن يُسمَع ؛ يُسمّى : " نَفَساً" ، بفتح الفاء ، وإنْ خرج بالإرادة وعرضَ له تموُّج يُسمَع بسبب تموُّج جسمين يُسمّى : " صوتاً ".
وإن عَرَضَ للصوت كيفيّات مخصوصة بسبب اعتماده على مقطع _ أي مخرج مُحقّق _ وهو الذي ينقطع فيه الصوت ؛ كجُزءٍ من الحلق أو اللسان أو الشفتين
( الأترجة : حذفت عبارة : " أو الخيشوم " ، لأنّه ليس مخرجاً محقّقاً ، ولا تخرج منه حروف ، ولكن يخرج منه صوت الغنة ، والغنة ليست حرفاً يُكتَب وليس لها صورة ، لأنّ كل حرف له صورة يُصوَّرُ بها ) ، أو اعتماده على مخرج مُقدّر وهو الذي لم ينقطع فيه الصوت ، بل قدّروا له جوف الحلق والفم ، سُمّيَ ذلك الصوت : " حُروفاً " .
وإن عرضَ للحروف كيفيّات أُخر بسبب جري الصوت وعدمِه ، أو قوة الاعتماد على المخرج وعدمِها ، أو نحو ذلك ، سُمّيت تلك الكيفيّات : " صفات " ، ثُمّ إنّ النَّفَس الخارج إن تكيّفَ بكيفيّة الصوت ، وكان ذلك الصوت قويّاً ؛ كان الحرف مجهوراً ، وإن بقي بعضُه بلا صوت يجري مع الحرف ؛ كان الحرف مهموساً ، وإذا انحصر صوت الحرف فى مخرجه انحصاراً تامّاً حتّى لا يكون له جريان أصلاً ؛ سُمّيَ ذلك الحرف شديداً ، فإذا وقفت على : " حِـجَجٍ " ، مثلاً ؛ وجدت صوتك محصوراً ، حتى لو أردت مدّ صوتك لا تستطيع إلى ذلك سبيلاً .
( قلت الأترجة : والواقع أنّ ذلك يكون مع ضبط مخرج الجيم لتخرج جيماً فصيحة ؛ يحتبس صوتها من بداية الاعتماد على مخرجها ، أمّا فى غير ذلك فالكثيرون ينطقونها جيماً مُعطّشة يجري صوتها من بداية الاعتماد على مخرجها ، ولمعرفة المعنى العمليّ للشدة ؛ نضرب لها مثالاً بحرف آخر لا يقع فيه خطأ احتباس الصوت وهو القاف الموقوف عليها من كلمة : " الطَّارِقِ " ، فلا سبيل معها لجريان الصوت ) .
وأمّا إذا جرى جرياناً تامّاً بحيث لا يكون له انحصار أصلاً ، فإنّ ذلك الحرف يُسمّى رِخواً ، كما لو وقفت على : " الْـعَرْشَ " ، فإنّك تجد صوت الشين جارياً تستطيع أن تمُدَّه حيث شئت .
فإن لم يكن الانحصار تامّاً ولا الجريان كاملاً ، فإنّ هذا الحرف يكون مُتوسّطاً بين الشدة والرخاوة ، كما لو وقفت على : " الظِّـلَّ " ، فإنّك تجدُ أنّ صوتَك لا ينحصر انحصاره فى الوقف على "حِجَجٍ "
( أو : " الطَّارِق ِ " ) ، ولا يجري جريانه فى الوقف على " الْـعَرْشَ " ، بل يكون مُعتدِلاً متوسّطاً ، وقِس على ذلك " .
ثُــمّ قـــال :
" اعلَم أنّ لهذه الصفات ثلاث فوائد :-
الأولـى : تمييز الحروف المشترِكة فى المخرج ، قال الإمام ابن الجزريّ :
" كلُّ حرفٍ شارك غيره فى المخرج فإنّه لا يمتاز عنه إلاّ بالصفات ، وكلُّ حرفٍ شارك غيره فى الصفات فإنّه لا يمتاز عنه إلاّ بالمخرج، ولولا ذلك لاتّحدت أصوات الحروف فى السمع ، فكانت كأصوات البهائم لا تدُلُّ على معنى ، ولَما تميَزت ذواتُها " .
وهذا معنى قولُ المازنيّ : " إذا همستَ وجهرتَ وأطبقتَ وفتحتَ ، اختلفت أصوات الحروف التي من مخرج واحد " .
وقال الرُّمّانيُّ وغيرُه : " لولا الإطباق لصارت الطاءُ دالاً ، ولصارت الظاءُ ذالاً ، ولصارت الصادُ سيناً " .
( قلت الأترجة : لاحظ أنّ الرُّمّانيَّ ذكر الإطباق فقط ولم يذكر الاستعلاء ، لأنّ الإطباق يلزمُه استعلاء أقصى اللسان بالإرادة ، فلا إطباق من غير استعلاء ، أمّا الاستعلاء فلا يلزمُه إطباق ) .
الفـائدةُ الثّانيـة : معرفة القويَّ من الضعيف ، ليُعلَم ما يجوز إدغامه وما لايجوز ، فإنّ ماله قوّة ومَزِيَّة على غيره لا يجوز إدغامه فى ذلك الغير ، لئلاّ تذهب هذه المَزِيَّة . ( قلت الأترجة : وهذا ليس بقاعدة عامّة ، فالإدغام ونوعه يتحدّد بحسب الرواية ، وليس بحسب ما فى الحرف من قوّةٍ أو ضعف ، فمن الروايات المتواترة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – ما ورد بإدغام الباء الساكنة ( الشديدة المجهورة ) فى الميم المتحرّكة ( وهي متوسّطة ومجهورة ) ، كما فى رواية حفص عن عاصم ، فى موضع واحد لا ثاني له فى كتاب الله ، من كلام نوحٍ – عليه السلام – لابنه : " يَا بُـنَيَّ ارْكَـب مَّعَنَا... " ، ومن هذه الروايات المتواترة عنه - صلى الله عليه وسلّم – ما ورد بإظهار الباء الساكنة عند الميم المتحركة فى نفس الموضع ، ومنها رواية ورشٍ عن نافع ، والروايات الواردة بالإدغام كان الإدغام فيها إدغاماً تامّاً ، والنطق يكون بميم مُشدّدة مع الغنة أكمل ما يكون ، والسبب العلميّ للإدغام هو التجانس بين الميم والباء ، أمّا فى رواية الأظهار ، فلم يُعتد فيها بالتجانس الذي بين الميم والباء ، لأنّ التجانس بين الحروف المتجاورة ليس شرطاً للإدغام ولكنّه مُسَوِّغٌ له ، وهذه فائدة من فوائد معرفة المخارج .
وكذلك نوع الإدغام من حيث تمامِه أو نقصانه ، كما فى إدغام القاف فى الكاف فى كلمة " نَخْـلُقـكُّمْ " ، فجاءت الرواية بإدغامها إدغاماً تامّاً لم يُعتدّ فيه باستعلاء القاف ، كما جاءت الرواية أيضاً بإدغامها إدغاماً ناقصاً يبقى معه استعلاء القاف وشدّتها وجهرها ، ولا قلقلة مع الإدغام وهنا تظهر فائدة من فوائد معرفة الصفات .
ولهذا نقول أنّ الرواية الصحيحة والمتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم – هي المُعوّل عليه فى إظهار الحروف أو إدغامها أو حتى خفائها عند تجاورها ، وبعد العمل بالرواية يمكننا سرد الأسباب العلميّة كما أوضحنا الآن وكما سبق وبيّنا فى الكلام على إدغام الطاء فى التاء ) .

الفـائدةُ الثالثـة : تحسين لفظ الحروف المختلفة المخارج .
فقد اتضح لك بهذا أنّ ثمرات معرفة الصفات : التمييز ، والتّحسين ، ومعرفة القوّة والضعف .
فسُبحان من دقّت فى كلّ شيءٍ حكمتُه . انتهى .​


(المذكرات الجلية في مخارج الحروف وصفاتها الذاتية) .
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

جزاك الله خير الجزاء استاذتنا الغالية
على هذه الجهود الطيبة والرائعة والحرص على نشر الخير
وبارك الله فيك .. ونفعنا الله بما تقدمين
 

العراقي الزبيدي

عضو موقوف
22 يناير 2012
792
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

الحقيقة انه موضوع في غاية الحساسية والأهمية لاختلاف وجهات النظر فيه ، واختلاف الروايات ايضا
ولنعم ما قررته الباحثة ان الدرس الصوتي مهما تطور وادعى ما ادعى لا يسمح له بالتطاول والتدخل قبال الرواية الواردة في سند القراءة الصحيحة، فالرواية هي المقياس ويجب ان يتنحى الدرس الصوتي جانبا عند ثبوتها، نعم يستعان به على توضيح غوامضها وكيفية حدوث الية النطق فيها.
وهنا عندي تساؤل:
1- ما معنى معطشة؟؟ ((أمّا فى غير ذلك فالكثيرون ينطقونها جيماً مُعطّشة يجري صوتها من بداية الاعتماد على مخرجها ))
2- ادغام ق في ك نخلقكم الناقص ، رواياته متواترة كتواتر الادغام الكامل؟؟
 

أحمد نجاح محمد

مراقب سابق
24 مايو 2011
2,247
301
83
الجنس
ذكر
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

وهنا عندي تساؤل:
1- ما معنى معطشة؟؟ ((أمّا فى غير ذلك فالكثيرون ينطقونها جيماً مُعطّشة يجري صوتها من بداية الاعتماد على مخرجها ))
الجيم المعطشة يتلفظ بها بعض العوام وهي جيم خالية من الشدة ، بسبب وجود تجافي قليل بين اللسان والحنك الأعلى .
2- ادغام ق في ك نخلقكم الناقص ، رواياته متواترة كتواتر الادغام الكامل؟

؟
صح ثبوته كما جاء في النشر : " فقد صح عندنا نصا وأداء ، وقرأت به على بعض شيوخي" .وقال أيضا : "إلا أن الإدغام الناقص أصح رواية ، وأوجه قياسا "
ولكن الإمام الضباع نفاه عن رواية حفص من جميع الطرق ، وكذا ذكر الشيخ تميم الزعبي في مقدمة الجزرية ، وقال ثبوته لبعض القراء غير حفص . ، ولكن أبا عمرو الداني نفاه كلية عن جميع القراء في جامع البيان ، ورده ابن الجزري في النشر .

 

العراقي الزبيدي

عضو موقوف
22 يناير 2012
792
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

"إلا أن الإدغام الناقص أصح رواية ، وأوجه قياسا "
عذرا سيدي الغالي الاستاذ احمد ، ان الذي أعرفه وقرأته في النشر هو:
"إلا أن الإدغام الخالص أصح رواية ، وأوجه قياسا "
مع تحياتي
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

نفع الله بك وزادك حرصا اختنا اترجة .
 

العراقي الزبيدي

عضو موقوف
22 يناير 2012
792
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

نعم أخطأت في النقل ، ولكن ألم تقرأ : " فقد صح عندنا نصا وأداء ، وقرأت به على بعض شيوخي"
بلى عزيزي قد قرأتتها ولكن أين ما (صح ) نقله بروايات آحاد ، عن ما اشتهر وشاع وهو أصح وأوجه

 

الأترجة المصرية

مزمار فضي
12 نوفمبر 2011
528
4
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

جزاك الله خير الجزاء استاذتنا الغالية
على هذه الجهود الطيبة والرائعة والحرص على نشر الخير
وبارك الله فيك .. ونفعنا الله بما تقدمين
وبارك فيك أختي نور وشاكرة لك هذه المتابعة .
 

الأترجة المصرية

مزمار فضي
12 نوفمبر 2011
528
4
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

نفع الله بك وزادك حرصا اختنا اترجة .
اللهم آمين ، وجزيتم خيرا على حسن المتابعة .
 

الأترجة المصرية

مزمار فضي
12 نوفمبر 2011
528
4
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: صـفــات الحـــــــروف العربيــة

كون الإدغام التام أصح وأوجه ، لا ينفي صحة الإدغام الناقص ، بدليل أفعل تفضيل .
أخي الفاضل أحمد نجاح : أشكر لك هذه المتابعة المميزة والإثراءات العلمية القيمة ، جزاك الله خيرا .
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع