- 4 مارس 2007
- 432
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
معمر.. «الحلاق » الذي أصبح أشهر المؤذنين بمكة :
الصدفة وحدها مكنتني من صعود مئذنة الحرم
مجرد الدخول إلى الشيخ علي عمر هادي معمر أقدم مؤذني المسجد الحرام في مكتبه المتواضع بحي ريع بخش في مكة المكرمة يعني الدخول إلى واحد من أهم المصادر عن تاريخ الأذان وعمر المكبرية في الحرم المكي وما ان تجلس بجوار الشيخ الذي تجاوز الثالثة والثمانين من العمر تجد أنك تقف أمام نافذة يمكن من خلالها أن تطل على تاريخ مكة القديم في العهد السعودي وأنك تعيش ملامح الحياة الدينية في المسجد الحرام .. بقايا صور ووثائق قديمة وكراسي عتيقة تحيط بمكتب عتيق تناثرت عليه أوراق كتب عليها بخط جميل تجاورها عشرات الجوالين الصغيرة من مياه زمزم.. هذه هي ملامح مكتب الشيخ معمر الذي دخلته بهدوء لتسجيل الحديث التالي: يقول ولدت في جبل قبيس المطل على المسجد الحرام من أب عرف وأشتهر بالحلاقة لأكثر من 60 عاماً وكان ذلك أول عام 1345 هـ لكني لم أدم طويلاً هناك بسبب انتقال والدي للمدينة المنورة فدرست في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة مما مكني من حفظ كتاب الله تعالى في فترة جيدة ولم يكن أمامي للعمل إلا ان أتعلم مهنة والدي الحلاقة فأجدتها وعرفت أسرارها حتى أنني كنت أفضل الحلاقين من أهل مكة الذين يتفننون في حلاقة تقليدية هي التي عرفت بالتوليته ولأن والدي من المشهورين في هذا المجال انتقلت للعمل مع العاملين الإمريكان في أرامكو في الظهران أيام الملك عبد العزيز كحلاق خاص لهم في المجمع السكني وأذكر أن الملك عبد العزيز حضر لحضور حفل لأرامكو هناك وفوجئت بمسؤول توريد الصابون في المجمع يطلب مني الذهاب إلى مخيم الملك الذي نصب له على طريق الخبر لحلاقة رأس الملك وفعلت ذلك كما أن الملك فيصل رحمه الله ناداني وسألني من أين أنت فقلت له من مكة ثم قمت بإجراء الحلاقة له هو وأخيه محمد وأهداني مبلغا ماليا قدره 250 ريالا وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وبعد انتهاء عمل الشركة الأمريكية عدت إلى مكة وقمت بفتح صالون حلاقة كبير في حي القشاشية سميته الصالون الأبيض ولشهرتي في هذا المجال فقد كنت حلاقاً خاصاً لعدد من وجهاء مكة المكرمة أذكر منهم وزير المالية الأسبق في عهد الملك عبد العزيز عبد الله السليمان الذي كنت أذهب إليه في بيته القريب من ريع الرسام.
وعن انتقاله الى العمل في مكبرية المسجد الحرام كمؤذن قال حدث أن حضرت حفلا لوزارة الحج لمسؤول باكستاني في منى أيام الحج وتقدمت لرفع الأذان وبعد الانتهاء من اداء الصلاة حيث جاورت وزير الحج الأسبق حسين عرب الذي سألني سمعت صوتك في رفع الأذان في إذاعة الكويت فلماذا لا تكون مؤذناً في المسجد الحرام فعبرت له عن رغبتي وأنها حلم بالنسبة لي لكن لا أستطيع ولا اعرف أحداً فما كان منه إلا أن طلب من مدير المساجد والأوقاف بمكة حينها محمد بصرواي وطلب منه تعييني في الحرم كمؤذن وكان أول أذان أرفعه في الحرم أذان العصر قبل 40 عاماً ولم أكن أحمل شهادة سوى شهادة حفظ القرآن الكريم من مدرسة الفلاح بمكة وقد كان رفع الأذان لا يعرف مكبرات الصوت الحديثة فقد كان شيخ المؤذنين يرفع الآذان أولاً ثم نقوم نحن بالصعود عبر الدرج إلى مآذان المسجد الحرام لرفع الأذان وقد رفعت الآذان من كل مآذن الحرم المكي أما أول مئذنة أرفع فيها الأذان فهي مئذنة باب علي أما الراتب الذي كنت أتقاضاه فكان 250 ريالاً وأنا اليوم أقدم المؤذنين حيث كان عددهم 22 مؤذناً.
وللشيخ معمر جولات كبيرة في عدد من أقطار العالم كانت للسياحة لكنه أستغلها للدعوة إلى الله تعالى من خلال تسجيله لتلاوات القرآن الكريم بصوته العذب من ذلك يذكر انه كان في لندن وتقدم للقسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية وقال لي لكم هدية فقال المسؤول ماذا قال تلاوة من القرآن الكريم فرحبوا به وسجلوا لي مدة عشر دقائق ثم طلبوا مني رقم الهاتف وعنوان السكن في لندن وبعد يوم واحد فقط تلقيت اتصالاً من الإذاعة تطلب مني التسجيل مرة أخرى فسجلت ثلاثة أشرطة تترواح مدة الشريط الواحد ما بين 15 إلى 20 دقيقة ولم أقف عند ذلك فقد سجلت في إذاعة باريس والكويت وأسبانيا و3 إذاعات أخرى في إيران وتحديداً في شهيراز وطهران والأهواز.
معمر.. «الحلاق » الذي أصبح أشهر المؤذنين بمكة :
الصدفة وحدها مكنتني من صعود مئذنة الحرم
مجرد الدخول إلى الشيخ علي عمر هادي معمر أقدم مؤذني المسجد الحرام في مكتبه المتواضع بحي ريع بخش في مكة المكرمة يعني الدخول إلى واحد من أهم المصادر عن تاريخ الأذان وعمر المكبرية في الحرم المكي وما ان تجلس بجوار الشيخ الذي تجاوز الثالثة والثمانين من العمر تجد أنك تقف أمام نافذة يمكن من خلالها أن تطل على تاريخ مكة القديم في العهد السعودي وأنك تعيش ملامح الحياة الدينية في المسجد الحرام .. بقايا صور ووثائق قديمة وكراسي عتيقة تحيط بمكتب عتيق تناثرت عليه أوراق كتب عليها بخط جميل تجاورها عشرات الجوالين الصغيرة من مياه زمزم.. هذه هي ملامح مكتب الشيخ معمر الذي دخلته بهدوء لتسجيل الحديث التالي: يقول ولدت في جبل قبيس المطل على المسجد الحرام من أب عرف وأشتهر بالحلاقة لأكثر من 60 عاماً وكان ذلك أول عام 1345 هـ لكني لم أدم طويلاً هناك بسبب انتقال والدي للمدينة المنورة فدرست في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة المنورة مما مكني من حفظ كتاب الله تعالى في فترة جيدة ولم يكن أمامي للعمل إلا ان أتعلم مهنة والدي الحلاقة فأجدتها وعرفت أسرارها حتى أنني كنت أفضل الحلاقين من أهل مكة الذين يتفننون في حلاقة تقليدية هي التي عرفت بالتوليته ولأن والدي من المشهورين في هذا المجال انتقلت للعمل مع العاملين الإمريكان في أرامكو في الظهران أيام الملك عبد العزيز كحلاق خاص لهم في المجمع السكني وأذكر أن الملك عبد العزيز حضر لحضور حفل لأرامكو هناك وفوجئت بمسؤول توريد الصابون في المجمع يطلب مني الذهاب إلى مخيم الملك الذي نصب له على طريق الخبر لحلاقة رأس الملك وفعلت ذلك كما أن الملك فيصل رحمه الله ناداني وسألني من أين أنت فقلت له من مكة ثم قمت بإجراء الحلاقة له هو وأخيه محمد وأهداني مبلغا ماليا قدره 250 ريالا وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وبعد انتهاء عمل الشركة الأمريكية عدت إلى مكة وقمت بفتح صالون حلاقة كبير في حي القشاشية سميته الصالون الأبيض ولشهرتي في هذا المجال فقد كنت حلاقاً خاصاً لعدد من وجهاء مكة المكرمة أذكر منهم وزير المالية الأسبق في عهد الملك عبد العزيز عبد الله السليمان الذي كنت أذهب إليه في بيته القريب من ريع الرسام.
وعن انتقاله الى العمل في مكبرية المسجد الحرام كمؤذن قال حدث أن حضرت حفلا لوزارة الحج لمسؤول باكستاني في منى أيام الحج وتقدمت لرفع الأذان وبعد الانتهاء من اداء الصلاة حيث جاورت وزير الحج الأسبق حسين عرب الذي سألني سمعت صوتك في رفع الأذان في إذاعة الكويت فلماذا لا تكون مؤذناً في المسجد الحرام فعبرت له عن رغبتي وأنها حلم بالنسبة لي لكن لا أستطيع ولا اعرف أحداً فما كان منه إلا أن طلب من مدير المساجد والأوقاف بمكة حينها محمد بصرواي وطلب منه تعييني في الحرم كمؤذن وكان أول أذان أرفعه في الحرم أذان العصر قبل 40 عاماً ولم أكن أحمل شهادة سوى شهادة حفظ القرآن الكريم من مدرسة الفلاح بمكة وقد كان رفع الأذان لا يعرف مكبرات الصوت الحديثة فقد كان شيخ المؤذنين يرفع الآذان أولاً ثم نقوم نحن بالصعود عبر الدرج إلى مآذان المسجد الحرام لرفع الأذان وقد رفعت الآذان من كل مآذن الحرم المكي أما أول مئذنة أرفع فيها الأذان فهي مئذنة باب علي أما الراتب الذي كنت أتقاضاه فكان 250 ريالاً وأنا اليوم أقدم المؤذنين حيث كان عددهم 22 مؤذناً.
وللشيخ معمر جولات كبيرة في عدد من أقطار العالم كانت للسياحة لكنه أستغلها للدعوة إلى الله تعالى من خلال تسجيله لتلاوات القرآن الكريم بصوته العذب من ذلك يذكر انه كان في لندن وتقدم للقسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية وقال لي لكم هدية فقال المسؤول ماذا قال تلاوة من القرآن الكريم فرحبوا به وسجلوا لي مدة عشر دقائق ثم طلبوا مني رقم الهاتف وعنوان السكن في لندن وبعد يوم واحد فقط تلقيت اتصالاً من الإذاعة تطلب مني التسجيل مرة أخرى فسجلت ثلاثة أشرطة تترواح مدة الشريط الواحد ما بين 15 إلى 20 دقيقة ولم أقف عند ذلك فقد سجلت في إذاعة باريس والكويت وأسبانيا و3 إذاعات أخرى في إيران وتحديداً في شهيراز وطهران والأهواز.