إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

حديث أشجان إلى الإخوان

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
بسم الله الرحمان الرحيم

هذه رسالة عتاب كتبتها لبعض الإخوة الذين عرفتهم ، و قد سمعت عنهم ما لم يسرني ، فأحببت أن أوصل لهم هذه الكلمات عسى الله أن ينفعهم بها، و ما جعلني أطرح الموضوع هنا هي أنني صغتها على شكل أدبي أسأل الله أن يُعجبكم أسلوبه:




حديث أشجان إلى الإخوان



الحمد لله ذي الفضل و الإحسان، و صلى الله على النبي المصطفى العدنان و بعد:

فهذا حديث صاعغه قلمي و نفسي تأسرني، فكانت تطلق لقلمي تارة ناصحا مُحبا لا يسأم ، و تارة جلادا غاضبا لا يرحم، و كان بينهما أديب ارتوى من الإبراهيمي سلاقته و من المتنبي طلاقته، فكان كمن يحيك بلا مغزل، و يحفر بلا محول، فكأن صناعته السحر، و ما هو بساحر.

يا من تقرأ جوابي اعلم أني أحبك في الله، و لو لا ذاك الحب ما طاوعني قلمي، فبينه و بين قلبي عهد و ميثاق، أن لا يكتب لكم أيها الإخوان إلا ما تحدث به الأشجان.

إن الذي قسم ظهري و أشاب شَعري، و لجم شِعري هو ما سمعته مما حل بالأخوة بين الإخوان، و ما تجرأ به المريدون على الأعيان ، و ما عهدتم هكذا و لا تركتم هكذا....
علمونا أن نقبل يد الشيوخ يدا يدا، و نكب على رؤوسهم كبا كبا ، و من علمنا حرفا كنا له أسرى، فكيف من رعانا و نحن غلمان، و شد على أيدينا و نحن شبان....فهذا ألزمنا دينا لا كباقي الدين، و فضلا علينا إلى يوم الدين... و لو لا الله ثم من أفنوا أعمارهم لننموا .... و سقونا من أنفسهم لنربوا ... لما علمتم مبتدأ من خبر ولا مدرا من وبر ... بذلوا من أموالهم لتقسوا عظامكم لتحملوا عنهم اللواء، لا أن تطعنوهم و ترفعوا عنهم الولاء .... و سيَّروا من أموالهم لينمو فيكم العطاء فتردوا الدين و تحملوهم بوفاء ... لا أن تردموا البئر و تقطعوا عنهم السٍّقاء....و إن من طبائع النفوس السليمة أن لا تنكر الفضل و لا تجحد البذل، بل تحمد باريها عليه سباقا، و تشكرباذليه عليه لحاقا، و من لم يشكر الناس لم يشكر الله.
ما لهم أداروا ظهورهم فنبشتموها، و فتحوا دورهم ففضحتموها- و لو أراد غيركم دخول هاتيك الدور و ولوج تلك الحصون ،لسحبوا له ما لا تحمده عين، و لأذاقوه الويل إلى يوم الدين، و لكن الذي أولجكم قصورهم و أطلعكم أخبارهم، هو أنهم استأمنوكم أهلهم و دينهم، فولجتم مطمئنين عرينهم، فآنسكم كرم و جود و مسك و عود و مركب و نقود... و لكن هيهات هيهات .. سارت بألسنتكم أخبارهم، و أطلعتم الخلق أسرارهم، و ما علمتم أن المجالس أمان، فسُحقا لمن خان.

حاولت مرارا أن أفهم فيم الانقلاب، و على ما كل هذا السُباب، فما أسمعتموني غير أدلة واهية، و قصص مكدورة لا صافيه، تتّبعون فيها عورات آبائكم – وكلكم عورات، و تذكرون مساوء أسيادكم و كلكم سيئات، فحملتم على أكتافكم أوزارا و حمّلتم أنفسكم أقذارا ... و لو وسعني المقام لذكرت من الأدلة الناصعة و البراهين القاطعة أن الذي ربّاك و رعاك هو بمقام أب لك، فتبت يدا من ذكر بقُبح أباه – و لعن الله من سب والداه- حديث-.

أحفظ من الأشعار قول أحدهم :
إذا جاء الحبيب بذنب واحد **** أتت محاسنه بألف شفيع
أيا ثكلتكم أمهاتكم – أما وجدتم لشيوخكم حسنة تردون بها ما في أنفسكم، و تكفوا بها عنهم ألسنتكم... و لعل أدنى خيرهم أنهم أحسنوا إليكم، و لعلكم نسيتم إحسانهم، فلولا الله ثم هم، لربما سلكتم مسلكا غير محمود ، و كم سلكه كثيرون مٍن مَن لم تُمدّ لهم أيمان صادقة مرشدة، بل التقمته أياد مضلة مفسدة... و إن أردتم سماع روايات الخائنين، و قصص الحيارى و الضآليــــن، فسلوني أقصها عليكم ، و لعل الذي لم يطعم الفقر، لن يحمد نعمة الرخاء ، و من لم يعرف الخيانة، لن يفهم معنى الأمانة.

أعلم أنكم تحسنون الكلام-و كلكم أفهام، و لو فتحت هذا الموضوع للجدال، لأسمعتموني أقوالا تتبع أقوال، و لأدركنا شوال – بلغنا الله و إياكم رمضان، و ما أرانا نغير هذه الحال... فالمشكل عندكم تقني و إني أراه أخلاقيّ....

من منا لا يُخطئ ، و من منا لا يسرع و يبطئ، و خاصة في ميدان الدعوة إلى الله، و الحمد لله أن للمجتهد و إن أخطأ أجر، و من لا يعمل لا يخطئ، و إن اشتغلنا بتتبع العورات و جعلناها من العبادات، لما سار بين القوم رجل إلا و عليه نقاب و عبايه، و ما قام في الناس إمام إلا و عليه عجار و ملايه... أما علمتم أن من تتبع عورة مومن تتبع الله عورته و فضحه بين الخلائق ....

و إن لله عزّ و جلّ في تدبيره للأمور حكم قد تعجز عنها الأفهام، و تقف دونا الأحلام، و لعل الله أراد بكم خيرا أن أطلعكم على ما في أنفسكم، فيجمح أحدكم لجام نفسه، و يشد خطام أنفه، فلا يقول اجعلوني على خزائن الأرض، و إن الله متم هذا الأمر بنا أو من دوننا، و إن هذه الجماعة التي حوتكم يوما ما و حمتكم، لهي التي نتقرب إلى الله بالإنطواء تحت ظلها، و نسير وٍفق نهجها، و إن للجماعة تاريخا- شوهته بدعكم، و لها آداب خدشها تهوركم، فأنتم أقصيتم أنفسكم بأنفسكم، و قد قلتها لمن سمعني يوم تقريركم أنكم وأدتم مصيركم، و انتحرتم جميعكم ... أشهدتمونا على وهنكم و قلة زادكم –و إن بدا لكم كثير، و علم بلا أخلاق تجارة كاسدة، و روح فاسدة.....

قد تنقسمون بعد مقالي هذا حاكمين علي إلى فريقين، فريق يقول ضلّ و فريق يقول زلّ، ، ضلّ و اتبع دين آبائه فاقتلوه أو ليخرجن الأعز منا الأذل، و آخرون يقولون زلّ لا يعرف ما قد أجرمه القوم من كبائر تستدعي الرجم و القـتــ...... أستغفر الله.

أحبائي لا ضللت و لا زللت، بل لو كنت معكم لربما رأيت ما رأيتم من أخطاء، و ساءني ما ساءكم من أجواء، و لكن ما كنت أتجرأ أن أصلح الخطأ بخطئ أكبر منه، و لا أن أهد البيت على ساكنيه ، بل كنت لأرفع من وتيرة العمل، فأُعيي من خالفني و أشد من حالفني ... و كنت أتودد بالنصح لشيوخي و أسيادي، و ما نزع اللين من شيء إلا شانه... و ما كنت أبدا أبدا أن أخرج أسرار البيوت التي آوتني و لا الأيادي التي حملتني ....

و نصيحتي لكم اصدقوا الله و أروه من أنفسكم صدقا، عسى أن يُذهب سحابا ألمّ بعقولكم، و من صدق الله صدقه، و إن لم تقدروا على الإحسان فكفوا أيديكم و ألسنتكم، فأن لا يذكرك الناس خير من أن يلعنوك، و إن شئتم أصلحتم ما فات و اعتذرتم من من أسأتم إليه، فعسى أن تُفتح لكم أبواب أغلقتموها...

بلغني الله و إياكم الرشد و الإحسان، و هذا ختام حديث الأشجان، و لعلي أتبعه بجزء ثان، كتبه يوسف بن سليمان، سائلا الله المنان أن ينعم علينا بخدمة الدين، و أن يجعلنا من الصالحين المصلحين، و أن يرد كيد الكائدين و يمكن لهذا الدين.... آمين و صلى الله على سيد المرسلين محمد و آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
cleardot.gif
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حديث أشجان إلى الإخوان

إن من حسن البيان حكمة صاغها المقال _ وإن تفوّق الجلاد على الناصح المحب_ وقدمها الكاتب مائدة فكرية شهية
تناثرت فيها أصناف الجناس مابين ناقصٍ وتام, ومقبّلات المقابلات , وازدانت بالطباق والعطف والتبيهات
غُلّفت بالحكمة والموعظة وإن استُخدمت_ أحيانًا_ ضربات سياط للتقريع والتهذيب
لن أسال عن تفصيل أو توضيح واستبيان عن أصل أولئك الإخوان الذين خانوا العهد والخلاّن, وأنكروا الجميل وجحدوا كل كريم
فما يهمني سوى حسن البيان واليراع ..
لقد أجدت أخي الكريم في اختيار العبارت وحسن النهايات, واستوفيت أركان المقال
وكان حسن الختام بعث الأمل في التوبة واستشراق الأوبة وتقبل الاعتذار والعودة
جزاك الله خيرًا وزادك من فضله.
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حديث أشجان إلى الإخوان

في انتظار عودة الغائب..
وتوضيح الكاتب.. ليتضّح المقال
فالوفاء خير من العطاء .. والتواصل من شِيَم الكرماء
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

محب الشيخ المحيسني

الفائز بالمركز الأول بمسابقة مزامير الرمضانية 1437
14 فبراير 2009
10,806
1,737
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
علم البلد
رد: حديث أشجان إلى الإخوان

في انتظار عودة الغائب..
وتوضيح الكاتب.. ليتضّح المقال
فالوفاء خير من العطاء .. والتواصل من شِيَم الكرماء
ماشاء الله تبارك الله
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع