- 1 أغسطس 2007
- 2,830
- 25
- 48
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه رسالة عتاب كتبتها لبعض الإخوة الذين عرفتهم ، و قد سمعت عنهم ما لم يسرني ، فأحببت أن أوصل لهم هذه الكلمات عسى الله أن ينفعهم بها، و ما جعلني أطرح الموضوع هنا هي أنني صغتها على شكل أدبي أسأل الله أن يُعجبكم أسلوبه:
حديث أشجان إلى الإخوان
الحمد لله ذي الفضل و الإحسان، و صلى الله على النبي المصطفى العدنان و بعد:
فهذا حديث صاعغه قلمي و نفسي تأسرني، فكانت تطلق لقلمي تارة ناصحا مُحبا لا يسأم ، و تارة جلادا غاضبا لا يرحم، و كان بينهما أديب ارتوى من الإبراهيمي سلاقته و من المتنبي طلاقته، فكان كمن يحيك بلا مغزل، و يحفر بلا محول، فكأن صناعته السحر، و ما هو بساحر.
يا من تقرأ جوابي اعلم أني أحبك في الله، و لو لا ذاك الحب ما طاوعني قلمي، فبينه و بين قلبي عهد و ميثاق، أن لا يكتب لكم أيها الإخوان إلا ما تحدث به الأشجان.
إن الذي قسم ظهري و أشاب شَعري، و لجم شِعري هو ما سمعته مما حل بالأخوة بين الإخوان، و ما تجرأ به المريدون على الأعيان ، و ما عهدتم هكذا و لا تركتم هكذا....
علمونا أن نقبل يد الشيوخ يدا يدا، و نكب على رؤوسهم كبا كبا ، و من علمنا حرفا كنا له أسرى، فكيف من رعانا و نحن غلمان، و شد على أيدينا و نحن شبان....فهذا ألزمنا دينا لا كباقي الدين، و فضلا علينا إلى يوم الدين... و لو لا الله ثم من أفنوا أعمارهم لننموا .... و سقونا من أنفسهم لنربوا ... لما علمتم مبتدأ من خبر ولا مدرا من وبر ... بذلوا من أموالهم لتقسوا عظامكم لتحملوا عنهم اللواء، لا أن تطعنوهم و ترفعوا عنهم الولاء .... و سيَّروا من أموالهم لينمو فيكم العطاء فتردوا الدين و تحملوهم بوفاء ... لا أن تردموا البئر و تقطعوا عنهم السٍّقاء....و إن من طبائع النفوس السليمة أن لا تنكر الفضل و لا تجحد البذل، بل تحمد باريها عليه سباقا، و تشكرباذليه عليه لحاقا، و من لم يشكر الناس لم يشكر الله.
ما لهم أداروا ظهورهم فنبشتموها، و فتحوا دورهم ففضحتموها- و لو أراد غيركم دخول هاتيك الدور و ولوج تلك الحصون ،لسحبوا له ما لا تحمده عين، و لأذاقوه الويل إلى يوم الدين، و لكن الذي أولجكم قصورهم و أطلعكم أخبارهم، هو أنهم استأمنوكم أهلهم و دينهم، فولجتم مطمئنين عرينهم، فآنسكم كرم و جود و مسك و عود و مركب و نقود... و لكن هيهات هيهات .. سارت بألسنتكم أخبارهم، و أطلعتم الخلق أسرارهم، و ما علمتم أن المجالس أمان، فسُحقا لمن خان.
حاولت مرارا أن أفهم فيم الانقلاب، و على ما كل هذا السُباب، فما أسمعتموني غير أدلة واهية، و قصص مكدورة لا صافيه، تتّبعون فيها عورات آبائكم – وكلكم عورات، و تذكرون مساوء أسيادكم و كلكم سيئات، فحملتم على أكتافكم أوزارا و حمّلتم أنفسكم أقذارا ... و لو وسعني المقام لذكرت من الأدلة الناصعة و البراهين القاطعة أن الذي ربّاك و رعاك هو بمقام أب لك، فتبت يدا من ذكر بقُبح أباه – و لعن الله من سب والداه- حديث-.
أحفظ من الأشعار قول أحدهم :
إذا جاء الحبيب بذنب واحد **** أتت محاسنه بألف شفيع
أيا ثكلتكم أمهاتكم – أما وجدتم لشيوخكم حسنة تردون بها ما في أنفسكم، و تكفوا بها عنهم ألسنتكم... و لعل أدنى خيرهم أنهم أحسنوا إليكم، و لعلكم نسيتم إحسانهم، فلولا الله ثم هم، لربما سلكتم مسلكا غير محمود ، و كم سلكه كثيرون مٍن مَن لم تُمدّ لهم أيمان صادقة مرشدة، بل التقمته أياد مضلة مفسدة... و إن أردتم سماع روايات الخائنين، و قصص الحيارى و الضآليــــن، فسلوني أقصها عليكم ، و لعل الذي لم يطعم الفقر، لن يحمد نعمة الرخاء ، و من لم يعرف الخيانة، لن يفهم معنى الأمانة.
أعلم أنكم تحسنون الكلام-و كلكم أفهام، و لو فتحت هذا الموضوع للجدال، لأسمعتموني أقوالا تتبع أقوال، و لأدركنا شوال – بلغنا الله و إياكم رمضان، و ما أرانا نغير هذه الحال... فالمشكل عندكم تقني و إني أراه أخلاقيّ....
من منا لا يُخطئ ، و من منا لا يسرع و يبطئ، و خاصة في ميدان الدعوة إلى الله، و الحمد لله أن للمجتهد و إن أخطأ أجر، و من لا يعمل لا يخطئ، و إن اشتغلنا بتتبع العورات و جعلناها من العبادات، لما سار بين القوم رجل إلا و عليه نقاب و عبايه، و ما قام في الناس إمام إلا و عليه عجار و ملايه... أما علمتم أن من تتبع عورة مومن تتبع الله عورته و فضحه بين الخلائق ....
و إن لله عزّ و جلّ في تدبيره للأمور حكم قد تعجز عنها الأفهام، و تقف دونا الأحلام، و لعل الله أراد بكم خيرا أن أطلعكم على ما في أنفسكم، فيجمح أحدكم لجام نفسه، و يشد خطام أنفه، فلا يقول اجعلوني على خزائن الأرض، و إن الله متم هذا الأمر بنا أو من دوننا، و إن هذه الجماعة التي حوتكم يوما ما و حمتكم، لهي التي نتقرب إلى الله بالإنطواء تحت ظلها، و نسير وٍفق نهجها، و إن للجماعة تاريخا- شوهته بدعكم، و لها آداب خدشها تهوركم، فأنتم أقصيتم أنفسكم بأنفسكم، و قد قلتها لمن سمعني يوم تقريركم أنكم وأدتم مصيركم، و انتحرتم جميعكم ... أشهدتمونا على وهنكم و قلة زادكم –و إن بدا لكم كثير، و علم بلا أخلاق تجارة كاسدة، و روح فاسدة.....
قد تنقسمون بعد مقالي هذا حاكمين علي إلى فريقين، فريق يقول ضلّ و فريق يقول زلّ، ، ضلّ و اتبع دين آبائه فاقتلوه أو ليخرجن الأعز منا الأذل، و آخرون يقولون زلّ لا يعرف ما قد أجرمه القوم من كبائر تستدعي الرجم و القـتــ...... أستغفر الله.
أحبائي لا ضللت و لا زللت، بل لو كنت معكم لربما رأيت ما رأيتم من أخطاء، و ساءني ما ساءكم من أجواء، و لكن ما كنت أتجرأ أن أصلح الخطأ بخطئ أكبر منه، و لا أن أهد البيت على ساكنيه ، بل كنت لأرفع من وتيرة العمل، فأُعيي من خالفني و أشد من حالفني ... و كنت أتودد بالنصح لشيوخي و أسيادي، و ما نزع اللين من شيء إلا شانه... و ما كنت أبدا أبدا أن أخرج أسرار البيوت التي آوتني و لا الأيادي التي حملتني ....
و نصيحتي لكم اصدقوا الله و أروه من أنفسكم صدقا، عسى أن يُذهب سحابا ألمّ بعقولكم، و من صدق الله صدقه، و إن لم تقدروا على الإحسان فكفوا أيديكم و ألسنتكم، فأن لا يذكرك الناس خير من أن يلعنوك، و إن شئتم أصلحتم ما فات و اعتذرتم من من أسأتم إليه، فعسى أن تُفتح لكم أبواب أغلقتموها...
بلغني الله و إياكم الرشد و الإحسان، و هذا ختام حديث الأشجان، و لعلي أتبعه بجزء ثان، كتبه يوسف بن سليمان، سائلا الله المنان أن ينعم علينا بخدمة الدين، و أن يجعلنا من الصالحين المصلحين، و أن يرد كيد الكائدين و يمكن لهذا الدين.... آمين و صلى الله على سيد المرسلين محمد و آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
هذه رسالة عتاب كتبتها لبعض الإخوة الذين عرفتهم ، و قد سمعت عنهم ما لم يسرني ، فأحببت أن أوصل لهم هذه الكلمات عسى الله أن ينفعهم بها، و ما جعلني أطرح الموضوع هنا هي أنني صغتها على شكل أدبي أسأل الله أن يُعجبكم أسلوبه:
حديث أشجان إلى الإخوان
الحمد لله ذي الفضل و الإحسان، و صلى الله على النبي المصطفى العدنان و بعد:
فهذا حديث صاعغه قلمي و نفسي تأسرني، فكانت تطلق لقلمي تارة ناصحا مُحبا لا يسأم ، و تارة جلادا غاضبا لا يرحم، و كان بينهما أديب ارتوى من الإبراهيمي سلاقته و من المتنبي طلاقته، فكان كمن يحيك بلا مغزل، و يحفر بلا محول، فكأن صناعته السحر، و ما هو بساحر.
يا من تقرأ جوابي اعلم أني أحبك في الله، و لو لا ذاك الحب ما طاوعني قلمي، فبينه و بين قلبي عهد و ميثاق، أن لا يكتب لكم أيها الإخوان إلا ما تحدث به الأشجان.
إن الذي قسم ظهري و أشاب شَعري، و لجم شِعري هو ما سمعته مما حل بالأخوة بين الإخوان، و ما تجرأ به المريدون على الأعيان ، و ما عهدتم هكذا و لا تركتم هكذا....
علمونا أن نقبل يد الشيوخ يدا يدا، و نكب على رؤوسهم كبا كبا ، و من علمنا حرفا كنا له أسرى، فكيف من رعانا و نحن غلمان، و شد على أيدينا و نحن شبان....فهذا ألزمنا دينا لا كباقي الدين، و فضلا علينا إلى يوم الدين... و لو لا الله ثم من أفنوا أعمارهم لننموا .... و سقونا من أنفسهم لنربوا ... لما علمتم مبتدأ من خبر ولا مدرا من وبر ... بذلوا من أموالهم لتقسوا عظامكم لتحملوا عنهم اللواء، لا أن تطعنوهم و ترفعوا عنهم الولاء .... و سيَّروا من أموالهم لينمو فيكم العطاء فتردوا الدين و تحملوهم بوفاء ... لا أن تردموا البئر و تقطعوا عنهم السٍّقاء....و إن من طبائع النفوس السليمة أن لا تنكر الفضل و لا تجحد البذل، بل تحمد باريها عليه سباقا، و تشكرباذليه عليه لحاقا، و من لم يشكر الناس لم يشكر الله.
ما لهم أداروا ظهورهم فنبشتموها، و فتحوا دورهم ففضحتموها- و لو أراد غيركم دخول هاتيك الدور و ولوج تلك الحصون ،لسحبوا له ما لا تحمده عين، و لأذاقوه الويل إلى يوم الدين، و لكن الذي أولجكم قصورهم و أطلعكم أخبارهم، هو أنهم استأمنوكم أهلهم و دينهم، فولجتم مطمئنين عرينهم، فآنسكم كرم و جود و مسك و عود و مركب و نقود... و لكن هيهات هيهات .. سارت بألسنتكم أخبارهم، و أطلعتم الخلق أسرارهم، و ما علمتم أن المجالس أمان، فسُحقا لمن خان.
حاولت مرارا أن أفهم فيم الانقلاب، و على ما كل هذا السُباب، فما أسمعتموني غير أدلة واهية، و قصص مكدورة لا صافيه، تتّبعون فيها عورات آبائكم – وكلكم عورات، و تذكرون مساوء أسيادكم و كلكم سيئات، فحملتم على أكتافكم أوزارا و حمّلتم أنفسكم أقذارا ... و لو وسعني المقام لذكرت من الأدلة الناصعة و البراهين القاطعة أن الذي ربّاك و رعاك هو بمقام أب لك، فتبت يدا من ذكر بقُبح أباه – و لعن الله من سب والداه- حديث-.
أحفظ من الأشعار قول أحدهم :
إذا جاء الحبيب بذنب واحد **** أتت محاسنه بألف شفيع
أيا ثكلتكم أمهاتكم – أما وجدتم لشيوخكم حسنة تردون بها ما في أنفسكم، و تكفوا بها عنهم ألسنتكم... و لعل أدنى خيرهم أنهم أحسنوا إليكم، و لعلكم نسيتم إحسانهم، فلولا الله ثم هم، لربما سلكتم مسلكا غير محمود ، و كم سلكه كثيرون مٍن مَن لم تُمدّ لهم أيمان صادقة مرشدة، بل التقمته أياد مضلة مفسدة... و إن أردتم سماع روايات الخائنين، و قصص الحيارى و الضآليــــن، فسلوني أقصها عليكم ، و لعل الذي لم يطعم الفقر، لن يحمد نعمة الرخاء ، و من لم يعرف الخيانة، لن يفهم معنى الأمانة.
أعلم أنكم تحسنون الكلام-و كلكم أفهام، و لو فتحت هذا الموضوع للجدال، لأسمعتموني أقوالا تتبع أقوال، و لأدركنا شوال – بلغنا الله و إياكم رمضان، و ما أرانا نغير هذه الحال... فالمشكل عندكم تقني و إني أراه أخلاقيّ....
من منا لا يُخطئ ، و من منا لا يسرع و يبطئ، و خاصة في ميدان الدعوة إلى الله، و الحمد لله أن للمجتهد و إن أخطأ أجر، و من لا يعمل لا يخطئ، و إن اشتغلنا بتتبع العورات و جعلناها من العبادات، لما سار بين القوم رجل إلا و عليه نقاب و عبايه، و ما قام في الناس إمام إلا و عليه عجار و ملايه... أما علمتم أن من تتبع عورة مومن تتبع الله عورته و فضحه بين الخلائق ....
و إن لله عزّ و جلّ في تدبيره للأمور حكم قد تعجز عنها الأفهام، و تقف دونا الأحلام، و لعل الله أراد بكم خيرا أن أطلعكم على ما في أنفسكم، فيجمح أحدكم لجام نفسه، و يشد خطام أنفه، فلا يقول اجعلوني على خزائن الأرض، و إن الله متم هذا الأمر بنا أو من دوننا، و إن هذه الجماعة التي حوتكم يوما ما و حمتكم، لهي التي نتقرب إلى الله بالإنطواء تحت ظلها، و نسير وٍفق نهجها، و إن للجماعة تاريخا- شوهته بدعكم، و لها آداب خدشها تهوركم، فأنتم أقصيتم أنفسكم بأنفسكم، و قد قلتها لمن سمعني يوم تقريركم أنكم وأدتم مصيركم، و انتحرتم جميعكم ... أشهدتمونا على وهنكم و قلة زادكم –و إن بدا لكم كثير، و علم بلا أخلاق تجارة كاسدة، و روح فاسدة.....
قد تنقسمون بعد مقالي هذا حاكمين علي إلى فريقين، فريق يقول ضلّ و فريق يقول زلّ، ، ضلّ و اتبع دين آبائه فاقتلوه أو ليخرجن الأعز منا الأذل، و آخرون يقولون زلّ لا يعرف ما قد أجرمه القوم من كبائر تستدعي الرجم و القـتــ...... أستغفر الله.
أحبائي لا ضللت و لا زللت، بل لو كنت معكم لربما رأيت ما رأيتم من أخطاء، و ساءني ما ساءكم من أجواء، و لكن ما كنت أتجرأ أن أصلح الخطأ بخطئ أكبر منه، و لا أن أهد البيت على ساكنيه ، بل كنت لأرفع من وتيرة العمل، فأُعيي من خالفني و أشد من حالفني ... و كنت أتودد بالنصح لشيوخي و أسيادي، و ما نزع اللين من شيء إلا شانه... و ما كنت أبدا أبدا أن أخرج أسرار البيوت التي آوتني و لا الأيادي التي حملتني ....
و نصيحتي لكم اصدقوا الله و أروه من أنفسكم صدقا، عسى أن يُذهب سحابا ألمّ بعقولكم، و من صدق الله صدقه، و إن لم تقدروا على الإحسان فكفوا أيديكم و ألسنتكم، فأن لا يذكرك الناس خير من أن يلعنوك، و إن شئتم أصلحتم ما فات و اعتذرتم من من أسأتم إليه، فعسى أن تُفتح لكم أبواب أغلقتموها...
بلغني الله و إياكم الرشد و الإحسان، و هذا ختام حديث الأشجان، و لعلي أتبعه بجزء ثان، كتبه يوسف بن سليمان، سائلا الله المنان أن ينعم علينا بخدمة الدين، و أن يجعلنا من الصالحين المصلحين، و أن يرد كيد الكائدين و يمكن لهذا الدين.... آمين و صلى الله على سيد المرسلين محمد و آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.