- 6 يوليو 2007
- 2,894
- 148
- 63
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- مصطفى إسماعيل
- علم البلد
إخواني الكرام
كنت قد وعدتكم و بخاصة أستاذنا خلوق ياسين رده الله إلينا سالماً بزيارة مسجد الإمام الحسين بمدينة القاهرة
مسجد الإمام الحسين بمدينة القاهرة
و وفقني الله لزيارة المسجد منذ عدة أشهر و لكن لم ييسر الله لي طرح هذا الموضوع إلا الآن دونما ترتيب مني ...
و لكن هكذا قدر الله و ما شاء فعل
دخلت ساحة المسجد وقت صلاة المغرب ...
و بعد أداء الصلاة في جماعة ؛ توجهت إلى مكتب إمام المسجد ؛ و إذا بي أجده و لفرط سعادتي
فضيلة الشيخ الدكتور/
أسامة هاشم الحديدي
إمام و خطيب مسجد الإمام الحسين ( رضي الله عنه و أرضاه )
الذي جمعتني به الزمالة في الدراسة بالأزهر الشريف بمدينة المنصورة في مطلع الألفية الثالثة
فاستقبلني بحفاوة بالغة و استرجعنا معاً ما مر من الذكريات أيام الدراسة .
ثم تطرق بنا الحديث لموضوع تسجيل التلاوات القرآنية التي تلاها كبار القراء و هل توجد مكتبة لهذه التلاوات و بخاصة القديمة منها ؛ فأخبرني بأنه لا يوجد بالمسجد مكتبة أو أرشيف أو ما شابه .
و مما أخبرني به د. أسامة أن الشيخ علي محمود ( رحمه الله ) ظل يرفع الأذان أكثر من ثلاثين عاماً من فوق
المئذنة الأيوبية بالمسجد
ثم عرفني الشيخ أسامة بأقدم العاملين بالمسجد
الحاج / حسن محمد حسين ( و شهرته حسني بلحة )
و دار بيننا حديث عرفت من خلاله أنه يعمل بالمسجد منذ خمسة و ثلاثين عاماً خلفاً لوالده الحاج محمد حسين ( رحمه الله ) عاصر خلاها الحاج حسني من القراء الكبار الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و الشيخ محمود خليل الحصري و الشيخ محمود علي البنا و غيرهم كثير و سمع من والده الكثير عن القراء القدامى من جيل الشيخ علي محمود ( رحمه الله ) و معاصريه .
و أخبرني الحاج حسني أن الشيخ علي محمود ( رحمه الله ) ظل يرفع الأذان أكثر من ثلاثين عاماً من فوق المئذنة الأيوبية دون مكبرات صوت و يصل صوته إلى حي الصاغة لمن يعرف المكان إضافة للابتهالات التي تسبق أذان الفجر بنصف ساعة .
و أخبرني أيضاً أن الشيخ طه الفشني ( رحمه الله ) ظل يرفع الأذان للصلوات الخمس بالمسجد ما يقرب من ستة و ثلاثين عاماً و بعد كل أذان يقرأ القرآن الكريم لمدة ثلث الساعة ( مع الابتهال قبل أذان الفجر كما كان يفعل الشيخ علي محمود ) .
و لنا أن نتخيل مقدار هذا التراث الهائل الضائع لهذا القارئ العظيم .
و ذلك بالإضافة لقرآن الجمعة و كان يشاركه في تلاوته أحياناً قراء أخرون مثل االشيخ الحصري
و لكن و مع شديد الأسف ...
لم يقم أحد بتسجيل هذه التلاوات .
و أيد لي الشيخ أسامة ما قاله الحاج حسني من خلال من عرفهم من المشايخ القدامى ممن سبقوه و منهم الشيخ المعمرأحمد فرحات الذي جاوزت سنه المائة عام و ما زال حياً يرزق و كلنا نعرف هذا العلم الديني ذا الصوت المميز الذي عرفناه زمناً طويلاً .
و كان هؤلاء المشايخ علي محمود ثم الشيخ مصطى إسماعيل و الشيخ طه الفشني و الشيخ الحصري و غيرهم كانوا يقرءون قرآن الجمعة قبل الأذان بأكثر من ساعة .
و قال لي الحاج حسني إن الإذاعة كانت هي الجهة القائمة على تسجيل داخل المسجد و هي التي كانت تحتفظ بهذه التسجيلات و أكد لي الشيخ أسامة ذلك حيث أنه لا يوجد بالمسجد مكتبة أو أرشيف لهذه التسجيلات .
و لكن بالطبع كان هناك أشخاص- بشكل فردي - يسجلون بعض التلاوات مما سجلته الإذاعة أو غيرها و يحتفظون بها رغم صعوبة ذلك قديماً لعدم وجود التقنيات المتطورة المتوفرة حالياُ .
و الله من وراء القصد
و الحمد لله على ما يسره لي
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين