- 3 مارس 2009
- 202
- 26
- 28
- الجنس
- ذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أيها الإخوة الكرام... لاحظت أننا إلى الآن لم نوف المصحف المرتل لقارئنا الجليل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد حقه فى السماع (والمقصود هو مصحف صوت القاهرة برواية حفص عن عاصم).... أجل... لدينا عدة نسخ هذا صحيح..... ولكن تعليقاتنا جميعا حول المحافل... وقلة من التعليقات عن تجويد الاستوديو... أما هذا المصحف منقطع النظير... أكرر... منقطع النظير... فلم يجد بعد مناقشات جادة حوله... لذلك قررت أن أحاول كلما اتسع الوقت أن أناقش هنا بعض الأمور المتعلقة بهذا المصحف... وسأخصص وقتا يوميا (على ما فى ذلك من مشقة علم الله لمن ينهى رسالته الأكاديمية... ولكنه عبد الباسط) لأضع أهم ما يتراءى أمامى من تعليقات على المصحف والدعوة مفتوحة لجميع الإخوة الكرام للتعليق على المصحف ووضع رؤاهم ومشاعرهم حول هذا المصحف من كل جوانبه... وستكون البداية فى شهر رمضان المعظم بعون الله... لذا أدعو جميع الإخوة للاستماع للمصحف مرة سريعة قبل رمضان ثم سنبدأ فى رمضان فى سرد ما يمن الله به علينا من فضله سبحانه وتعالى علينا.... نسأل الله التوفيق والتيسير.
هناك ملحوظة أولى توصلت إليها بعد طول تأمل وإن كنا سنكتشفها فى نهاية الرحلة جميعا... هى أن الشيخ عبد الباسط قرأ مصحفه المرتل كما لو كان حفلة طويلة فى مرحلة شرخ الشباب.. وليكن النموذج المعتمد هو تلاوة المدثر والقيامة من سوريا... قرارات هادئة رصينة مليئة بالخشوع واضحة السرعة سليمة النبرة... ثم يحدث تدرج وارتقاء إلى مرحلة الوسطنة أو التوسط وفيها يبدأ الصوت فى الوضوح وتزداد نزعات التطريب وتتعدد طرق الأداء بتعدد المقامات المختلفة التي ينتقل الشيخ بينها... ثم فى النهاية نصل إلى أعلى وأنقى وأوضح مراحل التلاوة وهى مرحلة ما قبل ختام التلاوة وفيها يكون صوت الشيخ فى أبهى حالاته وأقوى درجات العطاء المزلزل الذى يخلع القلوب ويجعل العقول تتساءل : كيف استطاع فعل ذلك؟؟؟
بدأ الشيخ مصحفه المرتل بسرعة المتلمِّس طريقَه ... وذلك يتضح فى سورة الفاتحة التي قرأها كما لو كان يقرأ فى صلاة... ويتضح كذلك فى بدايات سورة البقرة... فهو لم يكن قد استقر على سرعة معينة ولا توجد نزعة إلى تأكيد مواضع معينة... كما لو كان يستكشف صوته فى الاستعاذة والبسملة والآية الأولى من التلاوة... ثم زالت رهبة البداية وتَبِعَةِ تحمُّل مسئولية تلك المهمة الجسيمة ابتداء من قول الله تعالى "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى..." ففيها بدايات استقرار من حيث سرعة التلاوة مع بداية ظهور النزعة التحزينية قليلا فى نهايات الآيات المنتهية بحرف النون... ففيها بحة عجيبة غريبة غير مسبوقة فى تاريخ تلاوة مجودة أو مرتلة.. وحرف الهاء يبدأ فى أخذ شكل مميز يتمثل فى إطلاق الهواء من الحنجرة بأكمله أثناء نطق ذلك الحرف.. وبتوالى الآيات التي تروى عذابات الرسل مع بنى إسرائيل نصل إلى أجمل آية قرأها الشيخ فى ذلك الجزء... بل إنها ترقى لتكون أجمل الآيات المفردة فى مصحفه المرتل... كأنها خارجة عن كل نطاق فى تاريخ تلاوة المصحف المرتل "وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة..." طريقة عجيبة غريبة فريدة متوحدة لا تحتاج إلى شيء إلا الإعادة لفهم تلك الحالة القرآنية الغريبة... بين كلمة أربعين وكلمة ليلة هناك قفزة غريبة يقفزها الشيخ وتجعلنا نستكشف جمال الخامة الصوتية النادرة التي ليس لها مثيل... ومن بعد ذلك يبدو الأداء مستقرا تماما وكأن الشيخ اهتدى تماما إلى السبيل الذى يجب سلوكه لتتضح شخصيته مرتِّلا كما اتضحت من قبل ذلك مجوِّدا... ولا تخلو تلاوة الشيخ فى أثناء ذلك من نزعات هى أقرب إلى التجويد منها إلى الترتيل مثل تلاوته لقول الله تعالى "قال أعوذ بالله..." ففيها نزعة للتطريب عبر العربة المحكمة الدالة على التمكن من التلاوة فى كلمة قال ... كيف تيسر للشيخ أن يصنع عربة فى مصحف مرتل بهذا الشكل فى أقل من حركة؟؟؟؟ حكمتك يا الله يا مبدع يا خالق أجمل الأصوات... ثم يتلو قوله تعالى "قتلتم نفسا فادارءتم فيها..." ما هذا الجمال والجلال والبهاء والعلم بمعانى القرآن وتجسيدها بالصوت كما ينبغي أن يكون التجسيد؟؟؟؟ إن التدارؤ هو شدة التنازع والتدافع فى الخصومة ... فصعد عبد الباسط بصوته ليوضح مدى لجاجة التخاصم وبشاعته رغم عدم وجود أي داع لمثل ذلك... يا الله..... ما أجمل القرآن من قارئ يفهم ما يقول ويؤديه بأمانة... وليس مثل ذلك الذى اشتهر بغير داع إلا داعى الجهل بالقرآن وهو يقرأ: "لهم جنات تجرى"... تجرى إلى أين لا أعرف والله... ما علمنا شرعا وعقلا أن الجنة تجرى... ولو أن ذلك القارئ وقف على "لهم جنات" لكان خيرا له ولأمثاله ممن لا يعقلون ما يقولون...
ثم يستمر عبد الباسط فى التلاوة بالأداء الذى ارتضاه حتى نهاية ذلك الحزب وقد استقرت دعائم الطريقة واتضحت معالمها... وفى أثناء التلاوة من أولها إلى آخرها هناك شعور عام بالسكينة يعترى الروح والله... سكينة من يرى القرآن محفورا فى قلب القارئ فيؤديه بخشوع ووقار يتناسب مع كلام رب العزة سبحانه وتعالى... رحم الله عبد الباسط وغفر له وأسكنه فسيح جناته... وسنكمل فى وقت لاحق بإذن الله تعالى.
هناك ملحوظة أولى توصلت إليها بعد طول تأمل وإن كنا سنكتشفها فى نهاية الرحلة جميعا... هى أن الشيخ عبد الباسط قرأ مصحفه المرتل كما لو كان حفلة طويلة فى مرحلة شرخ الشباب.. وليكن النموذج المعتمد هو تلاوة المدثر والقيامة من سوريا... قرارات هادئة رصينة مليئة بالخشوع واضحة السرعة سليمة النبرة... ثم يحدث تدرج وارتقاء إلى مرحلة الوسطنة أو التوسط وفيها يبدأ الصوت فى الوضوح وتزداد نزعات التطريب وتتعدد طرق الأداء بتعدد المقامات المختلفة التي ينتقل الشيخ بينها... ثم فى النهاية نصل إلى أعلى وأنقى وأوضح مراحل التلاوة وهى مرحلة ما قبل ختام التلاوة وفيها يكون صوت الشيخ فى أبهى حالاته وأقوى درجات العطاء المزلزل الذى يخلع القلوب ويجعل العقول تتساءل : كيف استطاع فعل ذلك؟؟؟
بدأ الشيخ مصحفه المرتل بسرعة المتلمِّس طريقَه ... وذلك يتضح فى سورة الفاتحة التي قرأها كما لو كان يقرأ فى صلاة... ويتضح كذلك فى بدايات سورة البقرة... فهو لم يكن قد استقر على سرعة معينة ولا توجد نزعة إلى تأكيد مواضع معينة... كما لو كان يستكشف صوته فى الاستعاذة والبسملة والآية الأولى من التلاوة... ثم زالت رهبة البداية وتَبِعَةِ تحمُّل مسئولية تلك المهمة الجسيمة ابتداء من قول الله تعالى "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى..." ففيها بدايات استقرار من حيث سرعة التلاوة مع بداية ظهور النزعة التحزينية قليلا فى نهايات الآيات المنتهية بحرف النون... ففيها بحة عجيبة غريبة غير مسبوقة فى تاريخ تلاوة مجودة أو مرتلة.. وحرف الهاء يبدأ فى أخذ شكل مميز يتمثل فى إطلاق الهواء من الحنجرة بأكمله أثناء نطق ذلك الحرف.. وبتوالى الآيات التي تروى عذابات الرسل مع بنى إسرائيل نصل إلى أجمل آية قرأها الشيخ فى ذلك الجزء... بل إنها ترقى لتكون أجمل الآيات المفردة فى مصحفه المرتل... كأنها خارجة عن كل نطاق فى تاريخ تلاوة المصحف المرتل "وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة..." طريقة عجيبة غريبة فريدة متوحدة لا تحتاج إلى شيء إلا الإعادة لفهم تلك الحالة القرآنية الغريبة... بين كلمة أربعين وكلمة ليلة هناك قفزة غريبة يقفزها الشيخ وتجعلنا نستكشف جمال الخامة الصوتية النادرة التي ليس لها مثيل... ومن بعد ذلك يبدو الأداء مستقرا تماما وكأن الشيخ اهتدى تماما إلى السبيل الذى يجب سلوكه لتتضح شخصيته مرتِّلا كما اتضحت من قبل ذلك مجوِّدا... ولا تخلو تلاوة الشيخ فى أثناء ذلك من نزعات هى أقرب إلى التجويد منها إلى الترتيل مثل تلاوته لقول الله تعالى "قال أعوذ بالله..." ففيها نزعة للتطريب عبر العربة المحكمة الدالة على التمكن من التلاوة فى كلمة قال ... كيف تيسر للشيخ أن يصنع عربة فى مصحف مرتل بهذا الشكل فى أقل من حركة؟؟؟؟ حكمتك يا الله يا مبدع يا خالق أجمل الأصوات... ثم يتلو قوله تعالى "قتلتم نفسا فادارءتم فيها..." ما هذا الجمال والجلال والبهاء والعلم بمعانى القرآن وتجسيدها بالصوت كما ينبغي أن يكون التجسيد؟؟؟؟ إن التدارؤ هو شدة التنازع والتدافع فى الخصومة ... فصعد عبد الباسط بصوته ليوضح مدى لجاجة التخاصم وبشاعته رغم عدم وجود أي داع لمثل ذلك... يا الله..... ما أجمل القرآن من قارئ يفهم ما يقول ويؤديه بأمانة... وليس مثل ذلك الذى اشتهر بغير داع إلا داعى الجهل بالقرآن وهو يقرأ: "لهم جنات تجرى"... تجرى إلى أين لا أعرف والله... ما علمنا شرعا وعقلا أن الجنة تجرى... ولو أن ذلك القارئ وقف على "لهم جنات" لكان خيرا له ولأمثاله ممن لا يعقلون ما يقولون...
ثم يستمر عبد الباسط فى التلاوة بالأداء الذى ارتضاه حتى نهاية ذلك الحزب وقد استقرت دعائم الطريقة واتضحت معالمها... وفى أثناء التلاوة من أولها إلى آخرها هناك شعور عام بالسكينة يعترى الروح والله... سكينة من يرى القرآن محفورا فى قلب القارئ فيؤديه بخشوع ووقار يتناسب مع كلام رب العزة سبحانه وتعالى... رحم الله عبد الباسط وغفر له وأسكنه فسيح جناته... وسنكمل فى وقت لاحق بإذن الله تعالى.