- 17 فبراير 2009
- 243
- 12
- 18
- الجنس
- ذكر
وقد كانت العصبة المسلمة الأولى تُعلم أن للإيمان حقيقة لا بد أن يجدها الإنسان في نفسه , وأنه ليس الإيمان دعوى ولا كلمات لسان , ولا هو بالتمني . ., عن الحارث بن مالك الأنصاري , أنه مر برسول الله [ ص ] فقال له:" كيف أصبحت يا حارث ? " قال:أصبحت مؤمناً حقا . قال:" انظر ما تقول , فإن لكل شيء حقيقة , فما حقيقة إيمانك ? " فقال:عزفت نفسي عن الدنيا , فأسهرتُ ليلي وأظمأتُ نهاري . وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا . وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها . وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها . فقال:" يا حارث . عرفت فالزم " . . ثلاثاً . . . ولقد ذكر هذا الصحابي الذي استحق شهادة رسول الله [ ص ] له بالمعرفة من حال نفسه , ما يصور مشاعره ويشي بما وراء هذه المشاعر من عمل وحركة . فالذي كأنه ينظر إلى عرش ربه بارزاً , وينظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها , وإلى أهل النار يتضاغون فيها , لا ينتهي إلى مجرد النظر . إنما هو يعيش ويعمل ويتحرك في ظل هذه المشاعر القوية المسيطرة التي تصبغ كل حركة وتؤثر فيها . ذلك إلى جانب ما أسهر ليله وأظمأ نهاره , وكأنما هو ناظر إلى عرش ربه بارزاً . .