إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

نفثَةُ مَصدُور !

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أمجاد بنت محمد

مشرفة سابقة
10 أبريل 2011
787
83
28
الجنس
أنثى
ما لِوجعٍ إن كان يُرضي الله بأسًا !
وما لكلمةٍ تفتق فيكَ جرحًا أن تضيرك أو تُبعدك عن مواطن رِضوانِ الله .. إن كان فحوها : استهزاءً وسخرية بِـ دينكِ واستقامتك !

بِتنا نرى اليوم ما نرى - ولا يخفى على أحدٍ منكم - من انتشار الفتِن بحالٍ لا يفيه رصفٌ ولا يكتنهه بيان !

حتى إن العبدَ لَـ يُصبح على رِضوان الله ، ثم يمسي وقد انتهكَ حُرماته ..

وأشدُّ أحوال العبد أن ينتهكَ حُرماتِ الله ثم يُصبح لا يبالي بما فعل ! ولا يضيقُ قلبه ذرعًا بما انتهك !

- نسألُ الله السلامة والعافية -

حديثي هذا يُرقم لـ الشباب خاصّة .. ولِـ غيرهم المجالُ أوسع !

الشابُ خصوصًا .. ومرحلةُ مراهقته محطُ تغيير وانقلاب .. محطُ إلتفاتِ لكلِ شارةٍ وواردة !

فَـ يرى ( الموضة ) كذا .. فَـ يسيرُ على نهجهَا لا يلتفت ولا يتبيّن !

لا يأخذ من وقتِه قيدَ أنملة لِـ يعود لمصادرٍ موثوقة ليعلم أفعله موافقُ للشريعة أم يُخالفها ؟!

ويرى صَحبه وأقرانه ممن يتبعون أهواءهم على حالٍ مُخالفٍ للشريعة .. بعملٍ لا يرضاه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيفعل مثلما يفعلون !

ويرى خاصّته وأهله لا يُعظمّون أمرَ الصلاة ، ولا يلتفتون لتعظيم الشعائر ، فَـ يزجرون من تأخر عن الصلاة ، ومن خالفَ أمرًا يُخالفُ الله ورسوله ، فيسيرُ على نهجهم ويحذو حذوهم !

ولَـ بيتٌ والله لا يُقيمُ الصلاة حق إقامتها ..

فَـ لا يُصلي الأب في المسجد ، ولا يُوقظ الابن لـ الصلاة ، ولا تُنهر الابنة لتأخيرها ، ولا تأبه الأم بحال صلاة أبنائها ..

أنّى له أن يُقيم الشريعة كما يجب ؟!

أنّى له أن يصمد أمام الفتن ؟!

أنّى له أن يصبر ويُصابر فيجاهد نفسه ؟!

وما أُنزل القرآن حتى تُقرأ وتُحفظ حروفه ، ثم تضيع حدوده !

[
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ]
[
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ]
[
واستيعنوا بالصبرِ والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ]

وغيرها من الآيات التي لا تكاد تخفى على كل قارئٍ وحافظ !

فالله الله .. في صلواتكم لِـ تستقيم حياتكم ..

اتخذ شيئًا تُحبه كثيرًا .. حتى إذا أخرّت الصلاة عُوقبت به ..

وأصمد إبانَ ذلك العِقاب ولن تؤخر صلاة بعد ذلك !

ولـ عقاب المرء لنفسه ، ومحاسبتها حسابًا شديدًا ، يُورث النفس جزعًا من ترك كل ما يُدني العقاب منها !

هذا ليسَ في أمور الصلاة وحدها .. وإنما قس على ذلك كل ما يُدنيك لِـ القرب من الله ..

وقد عرّجتُ سلفًا أن الحديثَ لـ الشباب أكثر من غيرهم .. فـ لذلك /

لا تظن أن شابًا حادَ عن سماع الغِناء ، واتقى الله في ملبسه ورزقه ، وأوصدَ الباب دون أصدقاء السوء ، وحافظَ على لسانه وفرجه ، وراقبَ الله في كل خلوةٍ وجلوة .. أن هذا سهلٌ عليه !

بل مرحلةُ الشباب من أكثر المراحل التي يتّبعُ المرء فيها هواه ، ولـ نفسه أمارةٌ بالسوء فكيفَ إذ خالطها غيُّ شيطان ؟!

لكن يعصمُ الله العبدَ من الفتن إبانَ صدقه له ، وتوبته الصادقة !

ولنا في من سَبقونا عِظاتٌ وعِبر ..

النبي يوسف - عليه السلام - راودته امرأة العزيز عن نفسه ، وغلّقت دونه الأبواب ، وقالت هيتَ لك ..

فَـ لا زوجها بموجودٍ حتى يهابَه ، ولا ثمة من يطّلع عليهم فَـ يفضحهم ..

لكنَّ الله ثبته إبانَ صدقه فكان الجواب : معاذَ الله !

جريجٌ العبدُ الصالح في بني إسرائيل كان يتخذُ من صومعتِه مكانًا للعبادة ، فَـ نادته أمه يومًا وهو قائمٌ يُصلي في محرابه ، فقال يُحدّث نفسه : اللهم أمي أو صلاتي ؟!فما التفتَ إليها ، وانصرفَ إلى صلاته

فَـ غضبت منه - بطبيعتها البشرية - أنه لا يُريد رؤية وجهها ، فدعت عليه بالضد وقالت :

" اللهم لا تمته حتى تُريه وجوه المومسات " !

والمومسات : النساء اللواتي يشتغلن بالزنا - عياذًا بالله -

فاجتمعت عليه دعوةُ الأمِّ ، والمومسة ..

فَـ أنطقَ الله طِفلًا رضيعًا لـ يُحق الحق ويُبطل الباطل ..

-
سأضعُ رابط القصة كاملة في آخر الموضوع -


والقصصُ كثيرة ولولا الخشية من مللِ القارئ لما استنكفت !

وما رامَ أحدٌ أن يُنزِل من مكانةِ الصادقين ، أو يحيكَ لهم المكائد ، أو يتربص بهم دوائرَ السوء ، إلا عامله الله بضدِّ ما رام !

ويُحق الله الحقَّ ؛ لِـ تستبين سُبل الكائدين !

/

إلى الشابِّ الذي يُحافظ على الصلاة في المسجد ، فلم تفته جمعةٌ ولا جماعات ..

إلى الشابَّ الذي يبرُّ بوالديه ، ولم يقل لهما أُفٍ ولم ينهرهما - حتى وإن كان الوالدان لم يُعيناه على برّهما -

إلى الشابِّ الذي ما زال يتقِّ الله في ملبسه ، ومشربه ، ورزقه ..

إلى الشابِّ الذي تُعرض له الفتن فَـ يفرُّ منها ، فِرار الخائف من المُخيف !

إلى الشابِّ الذي يسمعُ من يخوض في أعراض الناس فيذبَّ عنهم ، أو يفارق المجلس ما لم ينتهوا !

إلى الشابِّ الذي يرى باحاتِ لهوٍ ورقص ، وغناءٍ يطربُ به السامعون آناء الليلِ ، ووقت السَحر ، فيُعرض عنهم ..

إلى الشابِّ الذي ما زالَ يتقي الله سِرًا وعلانية ، خلوةً وجلوة ..

إلى الشابِّ الذي يُعظّم شعائر الله ، ولا يلتفت لِـ قولِ كل من يسخر به وينعته : بِـ المطوع ، والمتشدد وشاكلتها !

وغيرهم كثير .. فَـ نقول كما قال تعالى: [
إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ]
وكل وجعٍ يُصيبك ابتغاءَ رضوانِ الله ، خيرٌ لك من أن تنأى عن الوجع لـ تنالَ رضا الناس !

ولَـ رضوان الله في سخطِ الناس ، خيرٌ مليارَ مرة من سخطِه في رضاهم !

ومن تركَ شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه ..

فاصبر وصابر ورابط واتقِّ الله .. وستُفلح - بإذنِ الله -

كل من صوّبَ لك السهام ، وتقصدّك بكل ما يجري فلا تلتفت ..

وعاملهم بالتي هي أحسن ..

والله أرحمُ بك من غيرك ..

ولقدَ نالَ من هم أعظم منّا وأشرفُ مكانة رُسل الله - عليهم الصلاة والسلام - ما نالوا من الأذى والوجع ما لو وُضع على الجبال الراسيات لـ تفتت من هولِ ما نالوه !

ولنا في قصصهم سلوة ، وفي عِبراتهم آية ..

فلا تتوانى .. لا تتوانى !

جِهادٌ في سبيلِ الله /
أن تقف الفتاة أمامَ محلٍ في السوق ، فَـ ترى لِباسًا عاريًا يُعجبها فتتخلى عنه ابتغاءَ رضوانِ الله !

جهادٌ في سبيلِ الله /
أن يرى الشابُّ موطنَ غناءٍ وصخب ، فيفرَّ منه ابتغاءَ رضوانِ الله !

جهادٌ في سبيلِ الله / أن يلعب الشابُّ مع صحبه وذويه فَـ يسمع النداء ، ويتخلى عنهم ابتغاءَ رضوانِ الله !

جهادٌ في سبيلِ الله /
أن تنأى عن موطنٍ تُحبه ، ومكانٍ طالما تمنيته لفرطِ ما فيه من صخبٍ وعِصيان ابتغاءَ رضوانِ الله !

جهادٌ في سبيلِ الله / أن تسمعَ بميلادِ من تُحب فَـ تبتعد عن تهنئتِه ، وإعداد الحفلة له ابتغاءَ رضوانِ الله ..

جهادٌ في سبيلِ الله / أن ترى الشابَّة العبائات التي لا تمتُ لـ نساءِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بصلة فتفرَّ منها ولو كلّفها الأمر أن تُفصّل عباءة أخرى ابتغاءَ رضوانِ الله !

وأشدُّ الجِهاد جهادُ الهوى .. فَـ ليهنكَ ما سعيتَ له !

ولَـ تجدنّ والله عاقبة صبرك وجهادك عند الله ، ولن يُضيّعها سبحانه !

وفي الحديث [
بدأ الإسلام غريبًا ، وسيعود غريبًا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ]

/

كلنا صاحب ذنب .. وما حُمل على الكاهلِ شيء أعظم من الذنوب !

فاتقوا الله عِبادَ الله .. فمن وراءنا يومًا ثقيلًا ، فأعدّوا له ما استطعتم من عِدّة !

فَـ فرّوا من الفتن ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا ..

واتقوا الله في خلواتكم وجلواتكم ..

وَ ..

فرحُ العبد بالذنبِ أشدُّ عند الله من الذنب !!

وإن العبدَ ليُحرم الرزق بالذنبِ يُصيبه !

[ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامةِ أعمى ]


إنكَ سُتسأل عن شبابكَ فيما أبليته !
فأعدَّ للسؤالِ جوابًا بِـ عملك ..

/

أقول قولي هذا .. وأنّي يعلمُ الله متوجعة لِـ حال الأمة ..

فما خلت الفتن تنتزعُ منّا جذوة الإيمان ، وتهلك ديننا !

فَـ سلوا الله الثبات ..

والله الله .. في طاعاتِ الخلوات !

يعلمُ الله فرطَ تقصيري ، وأنِّي أحوجُ للنُصح منكم ، لكنّي أرجو الله أن يكون المقال من تغيير المنكر باليد !

وأسألُه أن يكونَ العمل صالحًا ، ولوجهه خالصًا ، وألا يجعلَ لأحدٍ فيه حظًا ولا نصيب !


/

أمجاد محمد باجخيف

@amjaad_m_



https://www.youtube.com/watch?v=pCtbVKoPUXI
رابط القصة لِـ الشيخ صالح المغامسي ..
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: نفثَةُ مَصدُور !

مقال رائعٌ، لا قُصف لك قلمٌ، ولا ديس لكِ طرف!
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع