- 14 أغسطس 2010
- 161
- 77
- 28
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ عبد الله سليمان شلبي القارئ بالإذاعة و التلفزيون رحمه الله قارئ كبير و عالم في القراءات غير مقلد و صاحب أسلوب و شخصية فريدة في القراءة لا تخطئ الأذن صوته أبدا...و الأهم من ذلك أنه كان قارئا متخلقا بأخلاق القرآن لا يتاجر بكتاب ربه...و من المؤسف أنه مظلوم للغاية في الإذاعة و التلفزيون...و نادرا ما يُذاع له تسجيل رغم كثرة قراءاته في المحافل الإذاعية و التلفزيونية أثناء حياته...و بالطبع فإنه كذلك مظلوم جدا على المنتديات و المواقع القرآنية...و تسجيلاته المتاحة على الانترنت تعد على الأصابع...
كان الشيخ أحد قراء الإذاعة و التلفزيون المشهورين في زمانه...و واحد من أفضل من أنجبتهم محافظة الغربية الولادة للقراء...
و الشيخ من مواليد قرية ميت يزيد مركزالسنطة بمحافظة الغربية...و في الثلاثين من عمره انتقل للعيش فى مدينة طنطا... حصل على الإجازة فى القراءات من شيخه عبد المجيد المليجى رحمه الله ...وكان نقيبا للقراء بالغربية والمنوفية...تُوفي الشيخ إلى رحمة الله تعالى فى شهر رمضان شهر القرآن الذي لطالما أبدع فيه الشيخ؛و ذلك في الليلة التاسعة منه من عام 1426هـ الموافق لعام 2005م.
و في عزائه احتشد القراء من كل صوب و حدب لتكريمه؛و تكلم الأستاذ/عزت حرك رحمه الله المدير العام الأسبق لإذاعة القرآن الكريم في عصرها الذهبي و صاحب البرنامج الشهير بريد الإسلام – و الذي سافر خصيصا من الإسكندرية إلى طنطا رغم مرضه – عن مناقب الشيخ رحمه الله فأفاض في الحديث عن أخلاقه و تقواه و حسن معاملته لأقرانه من القراء و تنفيذه تكليفات الإذاعة دون أن تصدر منه أي مشكلة طوال تاريخه القرآني فيها...رحمه الله تعالى و أجزل له المثوبة جزاء ما خدم كتاب الله تعالى...
الشيخ و مواقف من الإسكندرية:
كان الشيخ رحمه الله كثير التردد على الإسكندرية بحكم إقامته في مدينة طنطا التي تتوسط المسافة بين القاهرة و الإسكندرية تقريبا...
و قد كان الشيخ على اتصال بمسئولي إذاعة الإسكندرية المحلية بحيث كان يُخبرهم - بناء على طلبهم - عندما يكون متواجدا في الإسكندرية فكانوا يرتبون له قراءة الجمعة في أشهر مساجد الإسكندرية...و كثيرا ما قرأ في الجمعات في المسجد الأشهر بالإسكندرية:مسجد العارف بالله تعالى أبي العباس المرسي متطوعا بلا أجر...و كانت إذاعة الإسكندرية المحلية تنقل تلك الجمعات على الهواء مباشرة...و كم كان يبدع فيها الشيخ رحمه الله...
و في شهر أكتوبر من عام 1991 علمت أن الشيخ رحمه الله سيقرأ قرآن الجمعة من مسجد أبي العباس المرسي بثا مباشرا عبر موجات إذاعة الإسكندرية المحلية...فبكرت بالذهاب إلى المسجد و اتخذت موقعا لي عند دكة القارئ مباشرة...و كان الشيخ قد حضر إلى المسجد و دخل إلى استراحة المسجد للاستعداد للقراءة...ثم قبل لحظات من بداية البث المباشر خرج الشيخ و اتخذ موقعه على الدكة بحيث صرت عند قدميه تماما...
و عندما بدأ القراءة من آخر سورة الحج و أول سورة المؤمنون التففت في جلستي بحيث واجهته تماما بحيث كنت أنظر إليه بحسب موقعي من أسفل إلى أعلى...فشاهدت منظرا لا أنساه طيلة حياتي!!!
كان الشيخ يميل إلى البياض...فعندما قرأ قول الله تعالى:"ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَعَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَعِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا"(المؤمنون-14) في نفس واحد رأيت الدم يرتفع في شرياني رقبة الشيخ السباتيين من أسفل إلى أعلى – كما لو كان يرتفع في أنبوب – حتى اصطبغ وجه الشيخ كله باللون الأحمر القاني؛ثم بدأ وجه الشيخ يعود إلى البياض تدريجيا و ينحسر لون الدم الأحمر القاني نزولا حينما توقف في فاصل القراءة...و لا أنسى هذا المشهد ما حييت...كان هذا يدل على أن الشيخ كان يقرأ بقلبه و وجدانه و ليس بلسانه كما هو حال أغلب قراء اليوم...
بعد انتهاء الصلاة دخل الشيخ مرة أخرى إلى غرفة الاستراحة؛حيث تبعته إلى هناك لأتحدث معه مباشرة...
كنت وقتها شابا في الخامسة و العشرين من عمري؛و لم أكن بعد قد التحقت بالعمل القضائي...و لا أنسى طيبة الشيخ و وداعته و لا وجهه السمح تحت نظارته الطبية السميكة و لا حتى نسيت كلامه الذي قاله بالنص...فعندما أبديت له إعجابي بصوته؛قال بمنتهى التواضع:"فيه بعض الناس بيحبوا حسّي زيك كده" ثم أضاف:"أنا بقرأ فجر الأربعاء في الإذاعة كل أربع أسابيع لو أحببت أن تسمعني"...فأكدت له أنني أتابعه و أسمعه؛فأبدى سعادته بذلك...
رحم الله الشيخ الكبير العالم عبد الله سليمان شلبي و أجزل له الثواب جزاء ما خدم كتاب الله تعالى و لم يتخذه تجارة...و حشره في زمرة أهل القرآن المخلصين و حشرنا معهم بفضله و كرمه و منه...
الشيخ عبد الله سليمان شلبي القارئ بالإذاعة و التلفزيون رحمه الله قارئ كبير و عالم في القراءات غير مقلد و صاحب أسلوب و شخصية فريدة في القراءة لا تخطئ الأذن صوته أبدا...و الأهم من ذلك أنه كان قارئا متخلقا بأخلاق القرآن لا يتاجر بكتاب ربه...و من المؤسف أنه مظلوم للغاية في الإذاعة و التلفزيون...و نادرا ما يُذاع له تسجيل رغم كثرة قراءاته في المحافل الإذاعية و التلفزيونية أثناء حياته...و بالطبع فإنه كذلك مظلوم جدا على المنتديات و المواقع القرآنية...و تسجيلاته المتاحة على الانترنت تعد على الأصابع...
كان الشيخ أحد قراء الإذاعة و التلفزيون المشهورين في زمانه...و واحد من أفضل من أنجبتهم محافظة الغربية الولادة للقراء...
و الشيخ من مواليد قرية ميت يزيد مركزالسنطة بمحافظة الغربية...و في الثلاثين من عمره انتقل للعيش فى مدينة طنطا... حصل على الإجازة فى القراءات من شيخه عبد المجيد المليجى رحمه الله ...وكان نقيبا للقراء بالغربية والمنوفية...تُوفي الشيخ إلى رحمة الله تعالى فى شهر رمضان شهر القرآن الذي لطالما أبدع فيه الشيخ؛و ذلك في الليلة التاسعة منه من عام 1426هـ الموافق لعام 2005م.
و في عزائه احتشد القراء من كل صوب و حدب لتكريمه؛و تكلم الأستاذ/عزت حرك رحمه الله المدير العام الأسبق لإذاعة القرآن الكريم في عصرها الذهبي و صاحب البرنامج الشهير بريد الإسلام – و الذي سافر خصيصا من الإسكندرية إلى طنطا رغم مرضه – عن مناقب الشيخ رحمه الله فأفاض في الحديث عن أخلاقه و تقواه و حسن معاملته لأقرانه من القراء و تنفيذه تكليفات الإذاعة دون أن تصدر منه أي مشكلة طوال تاريخه القرآني فيها...رحمه الله تعالى و أجزل له المثوبة جزاء ما خدم كتاب الله تعالى...
الشيخ و مواقف من الإسكندرية:
كان الشيخ رحمه الله كثير التردد على الإسكندرية بحكم إقامته في مدينة طنطا التي تتوسط المسافة بين القاهرة و الإسكندرية تقريبا...
و قد كان الشيخ على اتصال بمسئولي إذاعة الإسكندرية المحلية بحيث كان يُخبرهم - بناء على طلبهم - عندما يكون متواجدا في الإسكندرية فكانوا يرتبون له قراءة الجمعة في أشهر مساجد الإسكندرية...و كثيرا ما قرأ في الجمعات في المسجد الأشهر بالإسكندرية:مسجد العارف بالله تعالى أبي العباس المرسي متطوعا بلا أجر...و كانت إذاعة الإسكندرية المحلية تنقل تلك الجمعات على الهواء مباشرة...و كم كان يبدع فيها الشيخ رحمه الله...
و في شهر أكتوبر من عام 1991 علمت أن الشيخ رحمه الله سيقرأ قرآن الجمعة من مسجد أبي العباس المرسي بثا مباشرا عبر موجات إذاعة الإسكندرية المحلية...فبكرت بالذهاب إلى المسجد و اتخذت موقعا لي عند دكة القارئ مباشرة...و كان الشيخ قد حضر إلى المسجد و دخل إلى استراحة المسجد للاستعداد للقراءة...ثم قبل لحظات من بداية البث المباشر خرج الشيخ و اتخذ موقعه على الدكة بحيث صرت عند قدميه تماما...
و عندما بدأ القراءة من آخر سورة الحج و أول سورة المؤمنون التففت في جلستي بحيث واجهته تماما بحيث كنت أنظر إليه بحسب موقعي من أسفل إلى أعلى...فشاهدت منظرا لا أنساه طيلة حياتي!!!
كان الشيخ يميل إلى البياض...فعندما قرأ قول الله تعالى:"ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَعَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَعِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا"(المؤمنون-14) في نفس واحد رأيت الدم يرتفع في شرياني رقبة الشيخ السباتيين من أسفل إلى أعلى – كما لو كان يرتفع في أنبوب – حتى اصطبغ وجه الشيخ كله باللون الأحمر القاني؛ثم بدأ وجه الشيخ يعود إلى البياض تدريجيا و ينحسر لون الدم الأحمر القاني نزولا حينما توقف في فاصل القراءة...و لا أنسى هذا المشهد ما حييت...كان هذا يدل على أن الشيخ كان يقرأ بقلبه و وجدانه و ليس بلسانه كما هو حال أغلب قراء اليوم...
بعد انتهاء الصلاة دخل الشيخ مرة أخرى إلى غرفة الاستراحة؛حيث تبعته إلى هناك لأتحدث معه مباشرة...
كنت وقتها شابا في الخامسة و العشرين من عمري؛و لم أكن بعد قد التحقت بالعمل القضائي...و لا أنسى طيبة الشيخ و وداعته و لا وجهه السمح تحت نظارته الطبية السميكة و لا حتى نسيت كلامه الذي قاله بالنص...فعندما أبديت له إعجابي بصوته؛قال بمنتهى التواضع:"فيه بعض الناس بيحبوا حسّي زيك كده" ثم أضاف:"أنا بقرأ فجر الأربعاء في الإذاعة كل أربع أسابيع لو أحببت أن تسمعني"...فأكدت له أنني أتابعه و أسمعه؛فأبدى سعادته بذلك...
رحم الله الشيخ الكبير العالم عبد الله سليمان شلبي و أجزل له الثواب جزاء ما خدم كتاب الله تعالى و لم يتخذه تجارة...و حشره في زمرة أهل القرآن المخلصين و حشرنا معهم بفضله و كرمه و منه...