- 4 أكتوبر 2010
- 2,978
- 250
- 63
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحيتي لكم جميعا..
اساتذتي الكرام اقدم لكم مقطوعة مؤلفة من45 بيت..
هي مكتوبة على غرار القصائد الجاهلية وبالذات على بحر معلقة امرئ القيس بحرالطويل و قافيتها اللام المكسورة..
فالجاهليات كما تعلمون اساتذتي الكرام لها نمط معين..
كالوقوف على الاطلال و وصف الناقة او الفرس و وصف الحبيب ان كانت في الغزل و ثم النصيحة..
فبدات بها هازلاً غير جاد ثم عدّلتها لأجرب حظي في هذاالنوع من الشعر العمودي صعب الاوزان..
وهذا كان سنة 2011
فوقفت على الاطلال وبكيت عليها و وصفت ناقتي(سيارتي) ثم وصفت الحبيب الخيالي(بُشرَى) ثم انتهيت بالنصيحة..
فوجدت هذا المكان الطيب من أفضل الأماكن لعرضها بما يضم من اساتذة فطاحل بتمام معنى الكلمة ولله الحمد فاغتنمت الفرصة..
وانا بذلك انتظر النقد و آرائكم أساتذتي الكرام..
فانا عالم بنواقص فيها والكمال لله وحده و اتمنى رشدي الى الصواب..
أما مطلع رائعة امرى ﺀ القيس العملاقة فهو:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ(مفاعيلن).
شكرا لكم...
:011:
بسم الله الرحمن الرحيم
***معلقة القرن 21 :smile1:***
...................................
ناصر صالح
أَيا مَن تَرَى دَمعي فَحُزني بِمنزِلِ
كَئيبِ الثَّرَى قَفرٍ بِوادٍ مُعَطَّلِ
أُناجِي حُطاماً مَرَّ بالقلب ذِكرُها
كَإيماضِ برقٍ كنتُ عنها بِمَعزِلِ
فَيا لائِمي رِفقاً بحالي و رحمةً
و نُصحاً لِمن رامَ الشماتةَ و ٱعذُلِ
أيا واحةً بين الرُّبوعِ تَمايلَتْ
بِأَثْلٍ و ﺀآجامٍ و نخلٍ مُعثكَلِ
و كانت بطَرْفِ الحيِّ تزهو غَضاضةً
وماءٌ كَلُجِّ البحرِ يَجري بِجدولِ
فغارت عيونُ الماءِ منها و أجدَبَتْ
فأضحت كَوادٍ ذي رِمالٍ عَقَنْقَلِ
و يومَ دخَلْتُ الدورَ دورَ خُوَيِّنٍ
فلم تكُ ممّا قد رأيتُ بأمثَلِ
نَظَرتُ لأطلالٍ و قد خَفَّ أهلُها
تَشَظَّى ذَووها مِن جَنوبٍ و شمأَلِ
و باتت بِجَنبَيها سِباعٌ و أصبحتْ
رُبَى الحيِّ ليست لاحتراسٍ بِمَوئِلِ
و يغشاكَ خوفٌ مِن مَحَلِّ ظَلامِها
إذا دبَّ فيها عَيُّ سِرحانَ أهزَلِ
فلاحت بجَفنَيَّ الدموعُ صبابةً
و حُزناً على خُلٍّ جميلِ الشمائِلِ
و سِرتُ من الأوطان أغدو بِلهفةٍ
لِصفٍّ به أصبو لِدرسٍ مُفصَّلِ
ركِبتُ ذَلولاً في يدَيَّ زِمامُها
على عاتقٍ منها رفيعٍ و كاهلِ
كأنّ البَوادي تنطوي تحتَ خُفِّها
كطَيِّ الغوازِلِ للخيوطِ بمِغزَلِ
لها مُقلَتا فهدٍ وتَزئارُ لَبْوةٍ
وساقا جوادٍ واثِقِ الخَطوِ هَيكلِ
اذا ما دَنَت مِن رُكبَتَيها لَواحِقٌ
و جاورَ رُكّابُ المَحامِلِ مَحمِلي
تَمطَّت ولم تأْبَه لِمن حَلَّ قُربَها
وسارت على الأقدامِ سَيرَ الدَّعابِلِ
مُدَحرَجةٌ حوراءُ لاحَ بخَصرِها
وِشاحٌ سَوادٌ بين جَفنٍ مُكَحَّلِ
و لمّا دخلْتُ الصّفَّ يوماً ضَحيَّة
لَمَحتُ به وجهاً بَدَى كالسَجَنجَلِ
لِ"بُشرَى" مُحَيّاً في الدَياجيرِ طالِعٌ
يُضيءُ الظلامَ بالعِشاءِ المُذيَّلِ
صَقيلٌ أسيلُ الخَدِّ صافٍ كأنّهُ
دِمَقسٌ ثُلاجِيٌّ عَديمُ التَّكتُّلِ
حياءٌ بَِعينَيها و سحرٌ و بَهجةٌ
كبهجةِ عينَي ذي قِماطٍ مُكلَّلِ
إذا ما رءآ فاها بليغٌ مُفَوَّهٌ
يَظَلُّ كتَمتامٍ كَليلٍ و أَرتلِ
و في مَشْيِها تَبغي وَقاراً و سُؤدَداً
كَسؤدَدِ سلطانٍ عظيمٍ مُبجَّلِ
فما الشمسُ إذ لاحت بأُفْقٍ تُنيرُهُ
ُلِتُبدي ضياءً للأنامِ و تَعتلي
و قامت تَشُقُّ الليلَ تَطمِسُ نجمَهُ
و تُمحي ظلاماً دامِساً غيرَ مُنجَلِ
و تُغْدِقُ نوراً كلَّ نجمٍ و كَوكبٍ
و تُوقِظُ أزهاراً بِرَيَّا القَرَنفُلِ
بِأَبهَى سناءً مِن سَناها و طَلعةً
إذا ما ٱسبَكَرَّت بينَ جمعِ العَلائِلِ
فلمَّا تدانَينا و ذابت قلوبُنا
هُياماً و بِتْنا في هَجيرٍ مُعَلَّلِ
فَهِمْنا فَهُمْنا ثُمَّ قُمنا لِجنّةٍ
تدانَى بِطَرْفَيها ضَفيرُ السنابِلِ
فَسِرنا رُوَيدا في رُباها لِنَرتَوي
قُبيلَ التَّنائي مِن حَديثٍ مُطَوَّلِ
فقُلتُ لها لمّا جلَسْتُ بِقُربِها
بصَوتٍ ضئيلٍ خافِتٍ مُتزلزِلِ
أبُشرَى بِكِ الخَفَّاقُ يلهَجُ كلّما
لِلُقياكِ يَرنو مُعْجَلاً غَيرَ مُؤتَلِ
فَجودي بِوَصْلٍ مِن جَناكِ فإنّني
سَقيمُ الهوَى كالمُوجَعِ المُتَمَلمِلِ
فقالت وقد غَضَّت لِطَرْفٍ و أَطرَقَتْ
حياءً و في الخَدَّينِ أسْمَى الدَّلائِلِ
أعِنِّي فَََدَتْكَ النَّفسُ يا خيرَ ناصرٍ
فإنَّ الهَوَى بَحرٌ عَديمُ السَّواحِلِ
تقولُ وقد مالَ الفؤادُ لها جَوىً
تَمَهَّلْ و لا تَهلِكْ أَسىً و تَجَمَّلِ
فقامت وقد سَلَّت فؤادي كأنَّما
يُسَلُّ الثَدَى مِن ذي تَمائِمَ مُحْوِلِ
و في حُبّها باتَ الفؤادُ مُتَيَّماً
فَلَم يَكُ عندي غيرَهُ مِن مُعَوَّلِ
وَ بِتُّ أُناجِي النَّفسَ فيما جَنَيتُهُ
مِن الحُبِّ كَهْلاً كيف حبُّ المُكاهِلِ
أَ أُبدِي هُيامي أم إلَى القلبِ أشتكي
بِصَمْتٍ وما صَمتي بِأجْدَى و أفضَلِ
و ما ٱلمَرﺀُ إلا بَيْن لِحْيَيهِ ظاهِرٌ
و إن يُبْدِ أسراراً يُقاصَى و يُهمَلِ
و أَخشَى كلاماً بينَ لَوْمٍ عَهِدتُهُ
و عُتْبانِ عُذَّالٍ كَلَهمَةِ حَنظَلِ
فلا تَبتَئِسْ هَمّاً و لا تُبدِ نَكبةً
و كُن بالمَعالي مُولَعاً و تحَمَّلِ
فَكُلُّ المَئآسِي بَعدَ حينٍ و إنْ قَسَتْ
ستَقضِي وإن كانت كثِقْلِ الجَحافِلِ
2011