إعلانات المنتدى


نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
{ بسم الله الرحمن الرحيم }


بإذن الله في هذا الموضوع سأحاول بقدر المستطاع جمع التدبّرات والمعاني اللطيفة في سورة الأنفال ..

سائلاً الله تعالى الإعانة .



 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

تبدأ السُّورة بالأنفال، وبيان لِمَن هي (وسواء علينا كانتِ الأنفال هي الغنائم - كما هو الظاهر من السِّياق - أو كانت الخُمُس المبيَّن لاحقًا، أو كانت ما يجعله الإمام لبعض الجيش، أو كانتْ ما جاء من المال عن طريق السرايا....إلخ)

فإنَّ السورة بيَّنتْ حُكم الأنفال، وأنَّ مردَّ الحكم فيها لله ولرسوله ؛ لتجعلَ السورة من ذِكْر الأنفال مدخلاً للتذكير بالإيمان، وتعريف حقيقته، مذكرةً المخاطبين بنجاتهم بوجوب طاعةِ رسول الله عليهم، وعلاقتها بالإيمان.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

تُعالج السورة موضوعًا واحدًا تقريبًا، هو العلاقة بالآخَرِ سِلْمًا وحربًا، والأخلاق الإسلامية المطلوبة في هذه العلاقة، مراعيةً الظروف التي نزلت فيها، وهي بداية تشكِّل الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، منبهةً على مبادئَ عامَّة، وقواعدَ أساسيَّة في التعامل مع الآخَرِ، ومذكرة أيضًا بالأهداف من وراء الصِّدام الواقع حينها بيْن المسلمين والمشركين، مبينةً في الوقت نفسِه سببَ الصراع وعِلَّته الأولى، وكل السُّورة تطفح بالعناية والرِّعاية، والقدرة على حِفْظ ونصْر وتمكين الدولة الناشئة، إذا هي سارتْ كما يرسم لها الوحي، وكما يوجِّهها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.




والسورة في شكلها تبدأ بمقدِّمة موجزة عن حادثة مطروحة "الأنفال"، رابطةً الحادثةَ بسِياقها، مبينةً في الوقت نفسِه علاقةَ الموضوع بالإيمان، مقدِّمة تعريفًا للمؤمِن الحق.يلي هذه المقدِّمةَ الموجزة عرْضٌ واقعي عن الأحداث المعاشة حينها، والتعقيب عليها برَبْطها بعِللها وأسبابها (قدَرًا وشرعًا)، ويطول العرض - نسبيًّا - في المزاوجة ما بين حِكاية الواقع كما هو، وتحليله والتعقيب عليه؛ لتختمَ السُّورة من حيث بدأتْ، مبينةً الحاجة إلى المال، في التقوِّي على الأعداء، ومُجمِلة العلاقاتِ بالبشر - مسلمهم وكافِرهم - لتعودَ إلى المؤمن الحق؛ لتضيفَ إلى صفاته "الولاء، والهجرة، والجهادواعدةً إيَّاه بصلاح الدارين: "مغفرة ورزق كريم".

نقلاً من الألوكة
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !





قال العلماء تسمى سورة الجهاد وسورة بدر إضافة لسورة الأنفال كما ذكر المفسرون.

عبدالرحمن الشهري
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !





د. عبد الرحمن الشهري : لماذا بدأت السورة بالأنفال مع أن الأنفال تكون بعد انتهاء الحرب؟


هذا هو السر الإلهي في هذا الأمر؟ نعلم أن غزوة بدر جاءت مفاجئة، الرسول تربص قبل أشهر بعير قريش وهي خارجة إلى بلاد الشام ولكن فاتته القافلة فمضى فوضع العيون لكي ينتظروا عودة القافلة من بلاد الشام إلى مكة فجاء الخبر مفاجئاً أن أبا سفيان يرجع بالقافلة وهو في مكان كذا وكذا فقال الرسول للصحابة من كان ظهره حاضراً فليركب معنا لم ينتظر وكان من عادة الرسول في الغزوات أن يعقد اللواء ثم يأمر قائد الجيش بالانتظار في مكان كذا حتى يتجهز الناس ثم يتنظر يومين ثلاثة أكثر حتى يكتمل العدد والعدة ويستعدوا ويخرجوا. في هذه الغزوة جاء الخبر من كان ظهره حاضراً فليركب، ولم ينتظر حتى لا تفوت القافلة.



ولذلك الصحابة رضوا الله عليهم عندما أُخبروا بأن القافلة فاتت وأن جيش قريش أقبل ترددوا كثيراً قالوا يا رسول الله ما استعدينا للمعركة ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ﴾ (7) غير ذات الشوكة يعني القافلة ليس فيها سلاح كافي أما النفير استعدوا بكل قوتهم وعتادهم وخرجوا لحماية القافلة للدفاع عنها فالصحابة فوجئوا ولكن ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ (8) الله له حكمة في ذلك. عندما سيقوا هكذا ورسول الله أمرهم أبشروا بعدما سمع كلمات رائعة من المقداد بن عمر ومن سعد بن معاذ وغيره من الصحابة تشجع وقال أبشروا، دخلوا المعركة وهم عندهم هذه الخلفية وما استعدوا للمعركة، الله أنزل المدد والخوارق الكثيرة ولذلك جاءت افتتاحية السورة والتركيز على الخوارق في هذه المعركة بالذات وإنزال الملائكة يقول العلماء نزلت الملائكة في معارك كثيرة ولكنها لم تقاتل إلا في بدر.



بعدما انتهت المعركة عندما جمعوا الغنائم اختلف الصحابة في قسمة الغنائم ثلاثة أقسام أناس لاحقوا المشركين الجيش المنهزم وأناس يجمعون الغنائم من أرض المعركة وأناس كانوا يحرسون الرسول خوفاً من كرّ الأعداء عليه اختلفت آراؤهم كيف نقسم من أولى بالغنائم وكل طائفة يقولون نحن أولى والله عاتبهم ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين ﴾ (1) الله نصركم هذا النصر المؤزر في هذه المعركة لم تكونوا مستعدين لها وبعد ذلك تختلفون على الغنائم والأموال! كان عليكم أن تترفعوا ععن هذا. الأمر الثاني كأن الآيات تقلل من قيمة المقاتلين مع أنهم بذلوا جهوداً كبيرة وشجاعة نادرة لكن الآيات الكريمة ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ (9) ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ ﴾ إنزال المطر عليهم ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ﴾ ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ﴾ (17) إبراز للخوارق والمعجزات في هذه المعركة وتقليل لدورهم ها ما يسميه بعض العلماء التوازن التربوي في بدر قلة انتصرت على كثرة بينما نجد في أحد بعدما خرجوا النفوس مكلومة حزينة تأتي المواساة لهؤلاء لو أنه أنبهم على مخالفة أمر رسول الله زكيف وقعت الهزيمة في أحد النفوس متألمة فتأتي الآيات ترفع من معنوياتهم ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ (139) ﴿ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [140: آل عمران] اصبروا لكم الأيام، الأيام أمامكم هذه معركة خسرتموها لكن ما خسرتم كل شيء، أما في بدر قلة يُخشى عليها أن يأخذهم الغرور الكبر والعجب بالنفس فتقلل من دورهم هذا الأسلوب القرآني في المجال التربوي في مجال النصر يخشى أن تأخذهم العزة والعجب فيقلل من شأن دورهم وتبرز قضية الخوارق والمعجزات بينما هناك في أحد والمواطن الأخرى عندما يكون هناك هزيمة ترفع من معنوياتهم.



ولذلك ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ ﴾ نقطة الضعف التي كانت عندهم واختلفت آراؤهم فيها واختلفت النفوس على تقسيم الغنائم وسحبها منهم ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ (1) ثم جاءت الآيات ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾ (41) فجاء التقسيم الشرعي للغنائم بعد أن هدأت النفوس وسحبت منهم ولقنوا درساً بأن يترفعوا عن مثل هذا الأمر.






د. عبد الرحمن: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ ﴾ لم يجب عن هذا السؤال إلا في الآية 41؟

لو أنها جاءت مباشرة صار سؤالاً عادياً ولم يعد فيه الجانب التربوي المؤثر، في المرحلة الأول سحبت منهم اتركوا الأمر لله ورسوله ليس لكم شأن، لا تختلفوا على الأنفال، ترفّعوا عن هذا الشيء، تركهم فترة إلى أن أعادوا النظر في موقفهم ما كان ينبغي أن يحصل منهم ذلك ورأوا أنه فعلاً هذا الشيء ما كان ينبغي وفضل الله عظيم وهذا النصر العظيم حقق الله لهم هذا النصر، بعد ذلك بعد فترة عندما جاء تقسيم الغنائم أخذ دوره التشريعي في التقسيم بشكل بسيط عادي ﴿ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ﴾









 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

د.عبدالرحمن الشهري

الخوارق التي وقعت في قصة بدر:

الخارقة الأولى:

التي ذكرت في بداية السورة ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ (9) الرسول الله أشار عليه سعد بن معاذ وغيره قال يا رسول الله نحن خرجنا بشكل مفاجئ وما استعدينا لهذه المعركة وتركنا في المدينة أناساً لا يقل حبهم لك عن حبنا لك فهلا بنينا لك عريشاً على تلة مطلة على أرض المعركة إن نصرنا الله كان الذي نريد وإن كانت الأخرى ركبتَ ورجعت إلى المدينة حتى تأتي بالناس لكي تعد العدّة مرة ثانية وتحارب القوم، الرسول كان عندما يستشير الصحابة ويجد رأياً مناسباً يأنس به فلما صف الجنود ووقف في العريش دعا ربه والتجأ إلى ربه اللهم نصرك الذي وعدتنيه، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد على الأرض حتى من شدة تعلقه بالله ورجائه سقط رداؤه عن كتفه وهو لا يشعر فجاء أبو بكر وأعاد الرداء على كتف الرسول وقال ابو بكر بعض مناشدتك ربك الله سيتسجيب لك دعاءك لأن القلب إذا تعلق بالله سبحانه لن يخيبه فما بالك برسول الله؟ أتعب نفسه في الدعاء والإلحاح. بعدها بقليل قال يا أبو بكر أبشِر جاء النصر هذا جبريل يقود لجام فرسه، فنزلت الملائكة بعضهم يمشي أمام الصحابة يشجعونهم أبشروا أنتم المنصورون وأناس يكثرون سواد المسلمين في أعين الأعداء وأناس يقاتلون حتى بعض الصحابة يقول كنا نعرف قتيل الملائكة من قتيل المؤمنين.


د. عبد الرحمن: سورة الأنفال مدنية التي نزلت في السنة الثانية للهجرة. كنا نتحدث عن الخوارق في هذه المعركة وذكرتم أن هذه المعركة الوحيدة التي شارك فيها الملائكة بالقتال

ولذا كان الصحابة يقولون كنا نعرف قتيل الملائكة من قتيل المسلمين، كان لا يظهر على قتيل الملائكة لا دماء ولا جروح وإنما لسعة كلسعة الصوت خطّ كأنها صدمة كهربائية من غير أن يُجرح بينما قتيل المسلمين إما طعنة رمح أو ضربة سيف وعليه جروح فكانوا يعرفون هذا الشيء بين القتلى.

الخارقة الثانية:

قضية ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ ﴾ (11) وقال العلماء في كل موقف فيه شدة وفيه بأس وفيه خوف وأصيب الناس بالنعاس فهذا دليل على الأَمَنة وعلى النتائج الجيدة بعد هذه الأزمة وإنه من رحمة الله ولذلك في أكثر من غزوة في بدر وفي أحد لما نزلت بهم الغموم والهموم بعد الهزيمة قال أحد الصحابة كنا نمشي والسيوف تسقط من أيدينا من النعاس فالنعاس في مواطن الشدة رحمة من الله تعالى وأمن وأمان أما في مواطن العلم فهو غير مرغوب فيه.



بعد ذلك قضية إنزال المطر كان في وقت فيها عدة عوامل:

أولاً بعض الصحابة أصابتهم الجنابة فالشيطان يوسوس لهم أنتم تزعمون أنكم مسلمون وأنكم أصحاب رسول الله وتجاهدون في سبيل الله وتصلون وأنتم جنب وسوس في نفوسهم.والأمر الثاني كان هناك قلة مياه حتى للاستعمال والشرب، والأمر الثالث الأرض الرملية يتحركون عليها فأنزل الله في ليلتها مطراً أذهب الوسواس عن قلوبهم ولبدت الأرض الرملية من تحت أقدامهم فثبتت الأقدام وأخذوا كفايتهم للشرب والوضوء وغير ذلك بينما كان نفس المطر وبالاً على المشركين لأن الأرض كانت طينية فصاروا لا يستطيعون التحرك كما ينبغي فهذه كانت خارقة، بعض الأشياء عندما تحدث والإنسان في أزمة يدرك تأييد الله في هذا فتدخل الطمأنينة إلى القلوب ﴿ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ﴾ (11) كل هذه كانت نتيجة نزول المطر في هذا الموقع. المقصود بتثبيت الأقدام هنا تثبيت الأقدام الحقيقي على الرمال، واطمئنان القلب بأن الله يؤيدهم لا يتركهم في هذا المأزق وفي هذه الأزمة.


خارقة أخرى:

في قضية رمي رسول الله للتراب عندما بدأ الهجوم أخذ كفاً من الحصى ورمى في وجه القوم وقال شاهت الوجوه فلم يبق أحد من جيش المرشكين إلا دخلت في عينيه ومناخيره وفمه إلا أصابته ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ﴾ (17) صحيح أنت أخذت كفاً من الحصى لكن الجيش متوزع مسافات طويلة وجند كثيرون وخلف بعضهم رمية من الحصى تصل إلى عيون الجميع؟! هذه معجزة ربانية. ولذا لما إلتحمت الصفوف كان الصحابي يضربه وهو يفرك عينيه هذا المشرك لا يستطيع أن يرى من أمامه وكانت نعمة عظيمة ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى ﴾ (17) فكانت هذه المعجزان كلها أبرزت هذا الدور وفي نفس الوقت تلميح إلى أن النصر كان من الله أولاً وأخيراً فلا تعجبكم أنفسكم تقولوا قلّة غلبت كثرة بجهدنا لشجاعتنا بقوتنا، لا، هذا نصر من الله.


د. عبد الرحمن: ونص الآية يدل على هذا ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (10) وأيضاً ﴿ وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ ﴾ (26).

هذا تقيب على التذكير بما كان عليه الوضع، أنتم في مكة تخشون أن يتخطفكم الناس وحتى رسول الله ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ (30) تذكروا الماضي الذي كنتم عليه والذي صرتم عليه بعد الإيواء وبهد تهيئة الأنصار وهذا النصر الذي توجت به أعمالكم فهذا كله من الله تعالى فعلكيم أن تشكروا الله عليه.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !


د. عبد الرحمن: نلاحظ في هذه السورة تأكيد على نعمة التثبيت في مواجهة الأعداء سواء تثبيت بالمطر ﴿ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ (12) وقوله﴿وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ﴾(11) الحديث عن الثبات في المعركة.

الثبات نتيجة الصبر، الصبر له دور في المعركة، قد يكون الإنسان عندما يصبر لحظات بعد صاحبه يكون النصر والظفر من نصيبه "النصر مع الصبر" ولذلك في قضية تثبيت الأقدام كان نتيجة الصبر فعندما ينزل الصبر وتكون الإرادة القوية في المعركة الجانب المعنوي له أثر كبير في تحقيق النصر.


فصحابة رسول الله عندهم الإيمان والتوكل على الله وتشاهد في بعض مواقف الصحابة في غزوة بدر أنهم كانوا يرون كأن الأمور مكشوفة لهم، مثلاً عمير بن الحمام عندما يأكل التمرات ويسمع رسول الله من قاتل هؤلاء مقبلاً غير مدبر دخل الجنة فيقول أليس بيني وبين دخول الجنة إلا أن أقاتل وأقتل جنة عرضها السموات والأرض؟ ما حاجتي إلى التمر؟

ما صبر حتى يمضغ التمر وألقى التمر جانباً ودخل المعركة حتى استشهد وكان عددهم قليلاً ثلاثمائة وبضعة عشر. فائدة أصحاب طاولت عندما قابلوا جالوت كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر وأصحاب رسول الله في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر والرسل عددهم ثلاثمائة وبضعة عشر الأنبياء كثيرون 24 ألف أما الرسل منهم فثلاثمائة وبضعة عشر.





في نهاية المعركة وقضية الأسرى هذه أيضاً فيها عتاب لرسول الله. في البداية جاء عتاب للصحابة في قضية الأنفال وفي النهاية جاء عتاب لرسول الله في قضية فداء الأسرى. الرسول عندما عاد بالأسرى إستشار ماذا تفعل بهم، أين أبو بكر؟أين عمر أين عثمان اين علي؟ كبار الصحابة استشارهم، فكان رأي أبي بكر يا رسول الله أبناء العم وأبناء العشيرة فهلا أخذت منهم الفداء لعل الله يهدي بعضهم ونحن نتقوى بهذا المال على محاربة الكفار أغلب الصحابة أيدوا رأي أبو بكر إلا عمر عندما قال له رسول الله ما رأيك يا ابن الخطاب؟ قال والله الذي لا إله إلا هو لا أرى ما رأى ابو بكر أرى هؤلاء صناديد الكفر وزعماؤه أرى أن تمكّن علياً من عقيل وتمكّن حمزة من العباس فيقتله وتمكنني من نسيبي فلان فأقتله هؤلاء إن قتلناهم دخل الرعب في قلوب الأعداء. والرسول ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما الرؤوف الرحيم فمال إلى راي أبي بكر وقبل الفدية وعيّن الفدية والذي ليس عنده مال يعلم عشرة من أبناء الأنصار الكتابة والقرآءة تكون فدية له وسلّم عمر بالأمر وبعد أيام وإذا برسول الله وأبو بكر يبكيان فقال عمر ما يبكيكما أخبروني إن كان هناك ما يدعو للبكاء بكيت وإن لم يكن تباكيت يعني أشاركم فيقول رسول الله عرض عليّ عذابكم دون هذه الشجرة ولو نزل بكم ما نجى إلا ابن الخطاب فنزل قوله تعالى ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (67) ﴿ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ (68)) لولا أنه في أمر الله وفي قضائه وقدره ورحمة بهذه الأمة أن الغنائم وأن الفداء سيحلّ لكم لعاقبكم الله كان عليكم أن تثخنوا في الأرض وتدخلوا الرعب في قلوب الأعداء والغنائم لم تحلل لأمة من الأمم إلا لأمة محمد. فالله قال ﴿ فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (69)) كما
يقول الشيخ محمد عبد الله دراز في أول الآية تهديد ووعيد وفي آخرها رحمة وتطييب للنفوس.




في هذه السورة هل هذه الخوارق التي أيد الله تعالى بها النبي والصحابة هل هي خاصة بالصحابة والنبي أم هي لسائر أمته إلى قيام الساعة؟

كل ما كان خارقة لنبي من الأنبياء وتسمى معجزة يمكن أن تكون كرامة لولي من الأولياء. قاعدة، ولذلك المعجزة ترافق بدعوى النبوة فنسميها معجزة بينما الكرامة هي تكريم لأحد الصالحين من أتباع الأنبياء ولذلك في كثير من التاريخ الإسلامي عندما نستعرض حياة المجاهدين وحياة القواد العسكريين إلى يومنا هذا نجد أنه يحدث أشياء كثيرة يكون فيها خوارق لكن نسميها كرامة لهؤلاء القوم تكريم لهم فتختلف عن المعجزة فقط في قضية دعوى النبوة فالمعجزة للأنبياء والكرامة للأولياء.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}

سألوا عن المكافأة الدّنيوية،
فأخّر الله الجواب إلى الآية الحادية والأربعين،
وبدأ بالأهم
،
وهو تقوى الله وأنّ النصر بيده تعالى.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}

كثير من الخلاف في الجهاد منشؤه الغنائم،
والحل في استصحاب هاتين الخلَّتين:
التقوى والإصلاح.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}
قيلت في تقسيم الغنائم، والغنيمة قرينة النصر،
فربما توحدت القلوب في المحن، ونشأ الخلاف في المنح!




{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
هذا وربك إقليد السعادة والفلاح في الدارين:
{وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}
السياق في الغنائم،
ولن يتعفف عمّا ليس له من الدنيا إلا القلب القرآني الوجل!



{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}
تسمع الأذن؛
فيوجل القلب؛
فتدمع العين؛
فيفوز العبد..
إن الشأن في استحضار القلب!
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
قف مع نفسك بصدق،
واعرِضها على هذهِ الآية!




{وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}
من فوائدها:
فضل سماع القرآن مع حضورالقلب،
وأن الإيمان يزيد بالطاعة كما ينقص بالمعصية.



{
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}
الكل يسمع القرآن؛ حتى المنافق!
لكن سماع المؤمن له شأن آخر.



{
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}
جرّب أن تخلو بنفسك وتستمع لآيات الله بعيدًا عن لوثة الرّياء..
اسمع كلامَ ربّك بقلبك.



{وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
لله در المتوكلين؛
تنشغل جوارحهم بالأسباب،
وتبقى قلوبهم مطمئنة في فردوس التوكل، ونعيم الرضا.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}
تتحدّث عن النصر وترجوه وأنت قاطعٌ لرحمك، هاجرٌ لقرابتك!
عالج قلبَك، وصِل من قطعك، وساهم في نصر الأمّة!
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}ويحك! أتظن الإيمانَ محضَ ادعاء؛ بدون اعتقاد وعمل؟!






{لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ}وقبلها قال تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}
فبقدر استزادتك ترتفع درجتك، وفضل الله واسع.






{لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ}في الحديث:
"إن أهل الجنة ليرون أهل علِّيين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء"
.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}
درب النصر شديد، مضمخ بالابتلاءات، ولربما استطالته بعض النفوس المؤمنة، ولكن العقبى له قطعًا.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}
الله تعالى قادر أن يمكّن المسلمين من قافلة المشركين دون حرب؛
لكنه أراد قطع دابر الكافرين!

 
التعديل الأخير:

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}
قرب الاستجابة من الاستغاثة في الواقع؛ كقرب الكلمتين في السورة؛ شريطة صدق الإيمان وصدق اللجوء إليه تعالى.



{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}حتى الملائكة تستنفر متتابعة من السماء بأمرِ الله؛ متى ما صدقنا اللجوء وأخلصنا الدعاء.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}
أولى ركائز النصر: التعلق بالله، وترك التعلق بالمخلوقين.




{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}اقصدهُ بآمالك وآلامِك، سيُرضيك، وكم خُذل القاصدون غيره، المتعلقون بالضعفاءِ والفقراء!



{وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ}حتى الملائكة كانوا للتطمين والبشرى، أما النصر فمن الله تعالى وحده.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}
يؤخذ منها فضيلة تطمين قلوب المجاهدين في سبيل الله، ذلك أنها حكمة مقصودة لله تعالى، وبها تقوى شوكتهم.




{وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
ومن عزته قهره للكافرين، ومن حكمته اصطفاء الشهداء وتمحيص الصف المسلم.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: نَـهــلُ الــزلال فــي تـدبّــر ســورة الأنــفــال .. !

{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}
لله مع أوليائه ألطاف خفية، فربما نصرهم بالنوم أو بالماء!



{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}
يثبتها معنويًّا وحسيًّا؛ إذ الرمل يتلبد بالمطر فتثبت عليه القدم، فمع ربانية النصرإلا أن الله هيأ له الأسباب.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع