إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

الحياءُ فيْ الإسلام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
الحمد لله والصﻼةوالسﻼم على
رسول الله..وبعد:

اعلم رحمك الله أنه على حسب حياة
القلب يكون خُلُقُ الحياء، فكلما كان
القلب أحيا كان الحياء أتم..

¤¤حقيقة الحياء¤¤
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل
مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات
النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم
اﻷخﻼق، وزينة اﻹيمان، وشعار اﻹسﻼم؛
كما في الحديث" :إن لكل دين خُلقًا،
وخُلُقُ اﻹسﻼم الحياء." فالحياء دليل
على الخير، وهو المخُبْر عن السﻼمة،
والمجير من الذم.

قال وهب بن منبه: اﻹيمان عريان،
ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
وقيل أيضًا: من كساه الحياء ثوبه لم ير
الناس عيبه.


حياؤك فاحفظه عليك فإنما.. ... ..يدلُّ
على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه.. ... ..وﻻ
خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه


ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛
فقد أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه،
بل جعله من اﻹيمان، ففي الصحيحين:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال" :اﻹيمان بضعٌ وسبعون شعبة،
فأفضلها قول: ﻻ إله إﻻ الله، وأدناها:
إماطة اﻷذى عن الطريق، والحياء
شعبة من اﻹيمان."
وفي الحديث أيضًا" :الحياء واﻹيمان
قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع
اﻵخر."
والسر في كون الحياء من اﻹيمان: أن
كﻼًّ منهما داعٍ إلى الخير مقرب منه،
صارف عن الشر مبعدٌ عنه، وصدق
القائل:


وربَّ قبيحةٍ ما حال بيني.. ... ..وبين
ركوبها إﻻ الحياءُ
وإذا رأيت في الناس جرأةً وبذاءةً
وفحشًا، فاعلم أن من أعظم أسبابه
فقدان الحياء، قال صلى الله عليه
وسلم" :إن مما أدرك الناس من كﻼم
النبوة اﻷولى: إذا لم تستحِ فاصنع ما
شئت."


وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
إذا لم تخـش عـاقبة الليـالي.. ... ..ولم
تستحِ فاصنع ما تشاءُ
يعيش المرء ما استحيا
بخير.. ... ..ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
ليس من الحياء:

إن بعض الناس يمتنع عن بعض
الخير، وعن قول الحق وعن اﻷمر
بالمعروف والنهي عن المنكر بزعم
الحياء، وهذا وﻻ شك فهمٌ مغلوط
لمعنى الحياء؛ فخير البشر محمد
صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس
حياءً، بل أشد حياءً من العذراء في
خِدرها، ولم يمنعه حياؤه عن قول
الحق، واﻷمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، بل والغضب لله إذا انتهكت
محارمه.
كما لم يمنع الحياء من طلب العلم
والسؤال عن مسائل الدين، كما رأينا أم
سليم اﻷنصارية رضي الله عنها تسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
رسول الله! إن الله ﻻ يستحيي من
الحق، فهل على المرأة غسلٌ إذا
احتلمت؟
لم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع
الحياءُ الرسول صلى الله عليه وسلم
من البيان؛ فقال" :نعم، إذا رأت الماء."


¤¤ أنواع الحياء ¤¤


قسم بعضهم الحياء إلى أنواع، ومنها:
-1 الحياء من الله.
-2 الحياء من المﻼئكة.
-3 الحياء من الناس.
-4 الحياء من النفس.


أوﻻً: الحياء من الله:
حين يستقر في نفس العبد أن الله
يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين،
فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا
في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية.. قال
الله عز وجل( :أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)
{العلق.14} وقال ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا
اﻹِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
{ق.16}
إلى غير ذلك من اﻵيات الدالة على
اطﻼعه على أحوال عباده، وأنه رقيب
عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم ﻷصحابه" :استحيوا من الله حق
الحياء. فقالوا: يا رسول الله! إنا
نستحي. قال: ليس ذاكم، ولكن من
استحيا من الله حق الحياء فليحفظ
الرأس وما وعى، والبطن وما حوى،
وليذكر الموت والبلى، ومن أراد اﻵخرة
ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد
استحيا من الله حق الحياء."

خﻼ رجل بامرأة فأرادها على الفاحشة،
فقال لها: ما يرانا إﻻ الكواكب. قالت:
فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها)

ولله در القائل:
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة
والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر اﻹله وقل لها إن
الذي خلق الظﻼم يـراني


ثانيًا: الحياء من المﻼئكة:
قال بعض الصحابة: إن معكم مَن ﻻ
يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى
بقوله(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً
كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)
{اﻻنفطار.12 -10}

قال ابن القيم رحمه الله{ أي استحيوا
من هؤﻻء الحافظين الكرام،
وأكرموهم، وأجلُّوهم أن يروا منكم ما
تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو
مثلكم، والمﻼئكة تتأذى مما يتأذى منه
بنو آدم، فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن
يفجر ويعصي بين يديه، وإن كان قد
يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء
المﻼئكة الكرام الكاتبين؟ !}

وكان أحدهم إذا خﻼ يقول: أهﻼً
بمﻼئكة ربي.. ﻻ أعدمكم اليوم خيرًا،
خذوا على بركة الله.. ثم يذكر الله.


ثالثًا: الحياء من الناس:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال: ﻻ خير فيمن ﻻ يستحي من
الناس.
وقال مجاهد: لو أن المسلم لم يصب
من أخيه إﻻ أن حياءه منه يمنعه من
المعاصي لكفاه.

وقد نصب النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الحياء حكمًا على أفعال المرء
وجعله ضابطًا وميزانًا، فقال" :ما
كرهت أن يراه الناس فﻼ تفعله إذا
خلوت."


رابعًا: اﻻستحياء من النفس:
من استحيا من الناس ولم يستحِ من
نفسه، فنفسه أخس عنده من غيره،
فحق اﻹنسان إذا هم بقبيح أن يتصور
أحدًا من نفسه كأنه يراه، ويكون هذا
الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن
السريرة.

فإذا كبرت عند العبد نفسه فسيكون
استحياؤه منها أعظم من استحيائه من
غيره.

قال بعض السلف: من عمل في السر
عمﻼً يستحيي منه في العﻼنية فليس
لنفسه عنده قدر.

إن الحياء تمام الكرم، وموطن الرضا،
وممهِّد الثناء، وموفِّر العقل، ومعظم
القدر:

إني ﻷستر ما ذو العقــل
ساتــــره.. ... ..من حاجةٍ وأُميتُ السر
كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ
بها.. ... ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن ﻻ حيــــاء
له.. ... ..وﻻ أمانة وسط القـــوم عريانًا
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية
وختم لنا ولكم بخير


منقول ..



 

نادر الدين

مشرف سابق
3 سبتمبر 2011
4,031
91
0
الجنس
ذكر
رد: الحياءُ فيْ الإسلام

نفع الله بكِ .
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

أحمد عمار

مشرف الركن العام
المشرفون
10 فبراير 2010
3,061
284
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: الحياءُ فيْ الإسلام

تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الحياءُ فيْ الإسلام

جزاكم الله خيرا
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى
شاكرة مروركم الكريم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع