إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

أنيس وحشة القبر

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
~{أنيس وحشة القبر و به يثقل الميزان يوم القيامه و مقربة الى الرحمن}‎
من روائع
ابن القيم:

(هلكت جاريه في طاعون فرآها أبوها في المنام فقال لها:
يا بنيه أخبريني عن الآخرة
؟؟
فقالت
:
يا أبت قدمنا على أمر عظيم، و قد كنا نعلم و لا نعمل ، و الله لتسبيحه
واحدة أو ركعة واحدة في صحيفة عملي أحب إليِ من الدنيا و ما فيها ..
)

نسهو في هذه الحياه و قد نتغافل عن ما قدمناه، و قد تأخذنا الفتن و
الأهواء ، لكن ليعلم كل مسلم بأن هناك نجاة و هو أنيس وحشة القبر
و به يثقل الميزان يوم القيامه و مقربة الى الرحمن، و يشفع لصاحبه في الدنيا والآخرة ، و ثمرته عاجلة وآجلة..







إنه العمل الصالح قال الله تعالى:"مَنْ كَانَ
يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ
الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
"(فاطر: من الآية10)
وقد قال ابن عباس في تفسيرها:"الْكَلِم الطَّيِّب"ذِكْر اللَّه"وَ الْعَمَل
الصَّالِح
"أَدَاء فَرَائِض اللَّه , فَمَنْ ذَكَرَ اللَّه وَلَمْ يُؤَدِّ فَرَائِضه رَدَّ كَلَامه.
وقال إياس بن معاوية القاضي :لولا العمل الصالح لم يرفع الكلام .

وقال الحسن ، وقتادة :
لا يقبل قول إلا بعمل .


قال صلى الله عليه و سلم :"
بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمْ الْمَطَرُ فَأَوَوْا إِلَى
غَارٍ فِي جَبَلٍ فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ
فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا
عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا لَعَلَّ
اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي
وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَامْرَأَتِي وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى
عَلَيْهِمْ فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ
فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ فَلَمْ
آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا قَدْ نَامَا فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ
أَحْلُبُ فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ
أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا
وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي
وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ
ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا
السَّمَاءَ فَفَرَجَ اللَّهُ مِنْهَا فُرْجَةً فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ ،
وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا
كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا
فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ
دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ يَا
عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ
فَقُمْتُ عَنْهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ
وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً فَفَرَجَ لَهُمْ ، وَقَالَ الْآخَرُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ فَلَمَّا قَضَى
عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنْهُ
فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا فَجَاءَنِي
فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي قُلْتُ اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ
الْبَقَرِ وَرِعَائِهَا فَخُذْهَا فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي
، فَقُلْتُ : إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ خُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرِعَاءَهَا
فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ
ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مَا بَقِيَ فَفَرَجَ اللَّهُ مَا
بَقِيَ
"

فهذه أعمال صالحة فعلها الثلاثة ابتغاء وجه الله فهذا رجل بلغ في
بره بوالديه غايته ، وآخر ذُكّر بالله فتذكر وامتنع وعف نفسه عن الحرام ، وثالث حفظ
الأمانة وأداها إلى صاحبها وما أثمرت وأنتجت فأزال الله عنهم عثرة الدنيا وفرج عنهم كربها.


عن أنس بن مالك،عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال:
(
إذا أراد الله بعبد خيراَ استعمله
فقيل: كيف يستعمله يارسول الله ؟
قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت
)

فلما لا يكون لنا نصيب من الاعمال الصالحه التي نتقرب بها الى الله عز و جل ...
و لنتقرب لله بما يحب فمن أحب الاعمال ..

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"
أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها. قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين. قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله" قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني. رواه البخاري.
وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلمسئل:أي العمل أحب إلى الله قال: " أدومه وإن قل".





و من أسباب القبول:

هناك عدة أسباب للقبول، وردت بشكل غير مباشر في كتاب الله - تعالى - وفي سنة الحبيب - صلى الله عليه و سلم - وكذلك في أقوال السلف الصالح - رضي
الله عنهم أجمعين -، ويمكن تلخيصها في الآتي:


1.الإسلام:نعم فهذا شرط أساسي قد يعمل الكافر بعض
الاعمال لكن لن تقبل منه فقد قال الله - تعالى - في كتابه الكريم:
"
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" (آل عمران 85). وعلى هذا فإن الكفر من موانع القبول.
قال تعالى -:
"
إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون إن
الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين
" (آل عمران (90،91).

2.الإخلاص: اخلاص العمل لله عز و جل و حده دون
سواه ، فالله سبحانه و تعالى هو أغنى الأغنياء عن الشرك، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، قال تعالى -:{
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} (الكهف: 110). وهناك آيات كثيرة تؤكد هذا المعنى، كما أن سنة المصطفى –
صلى الله عليه وسلم - أكدت هذا المعنى في مواضع عديدة، منها الحديث
القدسي:
"أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه". رواه مسلم.

3.اتباع سنة النبي – صلى الله عليه وسلم: الذي يأمره الله - تعالى - في كتابه
الكريم بأن يقول: "
إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم
" (آل عمران 31)، فاتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم - من أسباب حب الله للعبد، ومن ثم قبول عمله وغفران ذنوبه، وهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: "من عمل
عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد
" رواه مسلم، ومعنى رد: أي مردود على صاحبه، غير مقبول.

4.تقوى الله: يقول الله - تعالى -:
"
إنما يتقبل الله من المتقين"
(المائدة 27)
،
وأسلوب القَصر المستخدم في هذه الآية الكريمة يدل على أن الله - تعالى - لا يتقبل عملاً إلا من عباده المتقين الذين يطيعونه وفي الوقت ذاته يخشونه ويخافون
عذابه.


5.مراعاة الأولويات: بمعنى أداء العمل الأهم فالمهم فالأقل أهمية. ويبدو هذا
جلياً في قول سيدنا أبي بكر موصياً سيدنا عمر - رضي الله عنهما -:
"
اتق الله، واعلم أن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وعملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وأن الله لا يقبل النافلة حتى تؤدَّى الفريضة".

6.عدم المن أو الإعجاب بالعمل: وهو أمر أدق من الإخلاص وأخفى، ويسميه
ابن القيم - رحمه الله-: "
عدم شهود المنة"، قائلاً: "أنفع العمل أن تغيب عن الناس بالإخلاص، وعن نفسك بشهود المنة".

و عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إن من صلاح توبتك،أن تعرف
(ذنبك)
و
إن من صلاح عملك أن ترفض
(عجبك)
و إن من صلاح شكرك أن تعرف
(تقصيرك)


وقريب من هذا أن المصلي يقول بعد فراغه من الصلاة:
"
أستغفر الله"؛ حتى لا يعجب بصلاته، بل إنه يحس بتقصيره، وأنه لم يوفها حقها.





و في الختام
لنعلم بأن أصحاب الأعمال الصالحة يجاهدون أنفسهم عليها جهاداً مستمراً أمام شهوات
النفس وزينة الحياة الدنيا ، حتى يجدوا حلاوة ولذة أعمالهم الصالحة قال أحد السلف وقد بلغ الستين من عمره : جاهدت نفسي على قيام الليل أربعين سنة وتلذذت بها عشرون.
ومن السلف من لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة ، وقال الشيرازي : إذا سمعتم حيّ على الصلاة ولم تروني في الصف الأول ، فاطلبوني في المقبرة . فكيف هو حالي وحالك قارئ الكريم... التسويف سوف أفعل وسأفعل وهكذا مما زينت لنا شهواتنا وسول لنا الشيطان وإسلامنا حجة لنا أو علينا!


اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن
اتبعهم بإحسان إلى يوم
الدين.

منقول




 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

أحمد عمار

مشرف الركن العام
المشرفون
10 فبراير 2010
3,061
284
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: أنيس وحشة القبر

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه

وتقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: أنيس وحشة القبر

اللهم آميـــــــــــــن
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع