شيخ مؤذني المسجد الحرام عبدالملك ملا - رحمه الله -

[align=center](بسم الل) [/align]

[align=center]^&)§¤°^°§°^°¤§(&^شيخ مؤذني المسجد الحرام عبدالملك ملا^&)§¤°^°§°^°¤§(&^[/align]

[align=justify]تعتبر المساجد في الاسلام منارات اشعاع روحاني وطمأنينة للنفس وراحة للقلب وهو يسبح في التجليات والنظر في ملكوت الله الأعظم تقدس علاه, ويزين هذا المعالم المعمارية الحضارية ذي المشربيات الخشبية العتيقة والزخارف المنقوشة على نسق بديع مآذن شامخة شاهقة الارتفاع يجلي منها ويتجلجل صادعا صوت الحق بالأذان مرددا الحيعات والدعوة الى ترك البيع والشراء والسعي الى الصلاة والترديد لما يقوله المؤذنون من منابر المساجد وكان حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي بغير اذان في السنة الأولى من هجرته الشريفة الى المدينة المنورة منذ فرضت الصلاة بمكة الى ان هاجر للمدينة فيتحين الصحابة مواقيتها من غير دعوة، ثم شرع الأذان وجمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس للصلاة بناء على مقترحات لبعض الصحب الأجلال فذكر بعضهم الشبور وهو البوق وبعضهم الناقوس فلم يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الى ان اتاه عبدالله بن زيد الأنصاري قائلا: اني كنت بين النائم واليقظان فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران فقام فأذن ثم قعد ثم قال بعد ذلك مثلها الا انه قال: قد قامت الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها بلالاً فكان بلال يؤذن فاذا غاب أذن ابن أم مكتوم وتوالى بعد ذلك الأذان يصدع ويدوي صوت المؤذنين في المساجد كالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وكان لكل منارة مؤذن واحد أو أكثر في المسجدين وقد اشار الى ذلك الشيخ الفاضل المؤرخ المكي محمد طاهر كردي في كتابه القيم التاريخ القويم واصبح وفق تنظيم اداري رابطي تنصيب شيخ للمؤذنين في المسجد الحرام والنبوي فجرى تعيين مشيخة لهؤلاء الاعلام من أسر توارث الابناء عن الاباء شرف هذه المشيخة وكان آخر شيخ للمؤذنين هو المربي الفاضل والشيخ الوقور العم عبدالملك ملا رحمه الله الذي انتقل الى رحمة الله في غرة ربيع الأول عن عمر يناهز 75 عاما قضاها في طاعة الله جل وعلا حيث انتظم في سلك التربية والتعليم في معهد المعلمين ومديرا لمدرسة عبدالله بن الزبير المتوسطة بمكة المكرمة وقد ادركناه وثلة من الاساتذة والزملاء رجلا تربويا حازما ودقيقا ذي الهبة وقوة الشخصية مع العطف والحنان الأبوي والصرامة في النظام فتربى على يديه الأجيال ومديري المدارس والمدرسين وأساتذة الجامعات والوزراء ووكلاء الوزارات.
اختير الشيخ عبدالملك شيخا لمؤذني المسجد الحرام لما يتميز به الرجل من حكمة ودراية وسلالة الانتماء الى أسرة دينية كريمة ذات صوت شجي في الأذان مثل أخيه العم عبدالله ملا مؤذن جامع خادم الحرمين الشريفين بعروس البحر جدة حي الشاطئ الكورنيش.
الشيخ عبدالملك عاصر في العهد السعودي الزاهر ائمة كبار وقدامى للمسجد الحرام كالشيخ عبدالمهيمن أبو السمح والمشايخ عبدالرحمن الشعلان وعبدالله الخليفي وعبدالعزيز بن حسن وعبدالله خياط وغيرهم رحمهم الله وكذلك من المعاصرين الشيخ الفاضل محمد بن عبدالله بن سبيل والشيخ السديس والشيخ الشريم والشيخ بن طالب والشيخ الزميل اسامة خياط وانه من خلال المحطات لشيخ المؤذنين نجمل الاتي:
أولا: ان وظيفة المؤذن وشيخ المؤذنين عمل احتساب وشرف عظيم لمن يتولاها ويؤدي الحق الشرعي والوظيفي فيها واحسب ان شاء الله ان الشيخ عبدالملك هو كذلك.
ثانيا: ان من المعالم التراثية البارزة تنصيب المشيخة للائمة والمؤذنين وهي تقليد سارت عليه انظمة الدولة الاسلامية وسيظل ويبقى حفاظا على هذا الارث الاسلامي التقليدي ليكون الشيخ مرجعا لجميع العوائل المشهورين بالأذان والمحافظين على توقيت الصلوات الخمس والجمع والأعياد في المسجدين.
ثالثا: اتمنى ان تقوم مشيخة المؤذنين في المسجد الحرام والمسجد النبوي بوضع موسوعة مزينة بالتوثيق كتابة وصورة عن اعلام المؤذنين مشيختهم في المسجدين واخص هنا بالتدوين والعمل مؤذني المسجد الحرام كالأخ الشيخ علي ملا والأخ العزيز مؤذن المسجد النبوي الشريف أخي محمد ماجد حكيم فهؤلاء حفظهما الله خير من يقومون بتدوين السيرة والمحافظة على تراث جيل يشتم به عبق تراث أمة خدمت الدعوة الى العبادات الشرعية فرحم الله هذه الثلة المباركة من الاعلام وسبحان من له البقاء وكتب على عباده الفناء.[/align]

[align=center] د. حسن بن محمد مسفر .. الاستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز والخبير بمجمع الفقه الاسلامي [/align]
[align=center]جريدة عكاظ في عددها : 2131 في 30 / 03 / 1428هـ[/align]