- 6 يونيو 2006
- 1,783
- 22
- 38
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
[align=center]''عكاظ'' تقضي ليلة رمضانية مع مؤذن المسجد الحرام حسان زبيدي:الأذان المكي جُمَله قصيرة أما المدني أطول والمقدسي بين الاثنين [/align]
[align=center]( الجمعة - 26 / 9 / 1424هـ ) الموافق 21 / نوفمبر/ 2003 - العدد 887[/align]
[align=center]
[/align]
ينتاب الداخل للحرم المكي الشريف روحانية عظيمة وخاصة عندما يرى الكعبة المشرفة, فهناك من تنهمر دموعه وهناك من يخفق قلبه من عظمة هذا المكان.
فكيف بمن يقوم بعمل عظيم وجليل وهو الأذان وينادي من منارات الحرم الشريف حي على الصلاة حي على الفلاح.
( عكاظ ) قضت ليلة من ليالي الشهر الفضيل في منزل الشيخ حسان رشاد زبيدي مؤذن المسجد الحرام بمكة ذكر لنا نشأته في شعب علي وسبب فصله من مدارس الثغر النموذجية ورأيه في الأذان بالوراثة والكثير من الامور الاخرى التي خص بها الشيخ حسان قراءنا فتعالوا معنا الى نص الحوار:
* نأمل اعطاءنا نبذة عن نشأتكم وأهم المحطات التي مررتم بها في حياتكم.
** ولدت في شعب علي بمكة في بيت جدي لأمي الشيخ صدقة عبدالمنان ومنزلنا لا يبعد عن الحرم المكي اكثر من 50 مترا وكان صدى مؤذني الحرم يتردد في أذاني باستمرار وكنا ندرك الركعة بعدما يؤذن المؤذن لقرب الحرم من منزلنا وكنا لا نشرب الا من ماء زمزم حيث انني لي الآن حوالى 50 سنة لا أشرب إلا من ماء زمزم وكنا نذهب يوم الجمعة للحرم في وقت مبكر حيث كان الوالد يذهب الى منزل الشيخ جميل سجيني رحمه الله وكانوا يجلسون في مجمع من العلماء والأدباء أذكر منهم أحمد السباعي وصالح جمال وأخيه أحمد جمال يرحمهم الله وذلك في حي القشاشية وكانت تدور بينهم مداولات أدبية كان لها أثر في تكويني الثقافي وقد التحقت بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف حيث درست القرآن الكريم والتجويد على يد مشايخ اجلاء.
ثم التحقت بالمرحلة الابتدائية في المدرسة الرحمانية وكانت في القرارة حيث كنا ندرس على الحنابل ولا يوجد طاولات او كراسي فدرست السنة الأولى بها ثم انتقلت الى مدارس الثغر النموذجية وكانت في جدة حيث لا يدرس بها الا ابناء الطبقة المثقفة ودرست بها حيث كنت اسكن داخل المدرسة وكان مدير المدرسة عبدالرحمن فدا وكان من زملاء الدراسة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير منصور بن مشعل بن عبدالعزيز والأمير تركي بن عبدالله الفيصل وسلطان بن عبدالله الفيصل وابناء الشيخ محمد ابراهيم مسعود ومن مكة كان يدرس معنا ابناء الشيخ صالح جمال وابناء الشيخ حسين عرب وهناك الكثير الذين لا تحضرني اسماؤهم حالياً.
وكان التدريس يعتمد على مناهج قوية من تحفيظ للقرآن الكريم وحفظ للأشعار والقصائد وكتب الفقه والتوحيد وكنا نسكن في قسم داخلي ولا نخرج الا في يوم الجمعة او في اجازة الربيع او الصيف حيث كنا ندرس يوم الخميس وقد دخلت المدرسة وعمري اقل من ست سنوات لأنه لم يكن هناك تحديد للسن مثل الآن وبقيت سبع سنوات في جدة في مدارس الثغر حيث كان يشرف على سكن الابتدائي معلمات من مصر والعراق.وكان اساتذتنا الذين درسونا في مدارس الثغر من خيرة المعلمين واذكر استاذي اسمه عاطف الجعار والآن مخرج تلفزيوني كبير حيث كان يحملني ويضعني على الطاولة أمام زملائي ويقول لي يا حسان اقرأ الأناشيد حيث كان يعلمنا الجرأة ومقابلة الجمهور ويزيلون الرهبة والخوف منا والآن استطيع ان أخطب أمام أي مجمع ويعود الفضل لله أولاً ثم لأساتذتنا الذين علمونا وعودونا على الجرأة في مقابلة الجمهور وابناؤنا الآن يحتاجون الى من يعطيهم الحرية والانطلاق والجرأة وعدم كبتهم.
فقضيت سبع سنوات في مدارس الثغر وعندما دخلت المرحلة المتوسطة اخفقت وكان علي دور ثان ومن شروط الدراسة في المدرسة ان من يخفق يفضل من المدرسة.
عدت بعد ذلك الى مكة المكرمة والتحقت بمتوسطة عبدالله بن الزبير في المعابدة وكان يديرها الشيخ عبدالملك ملا شيخ المؤذنين الآن وكانت مدرسة عبدالله بن الزبير مكتظة بالطلاب فتم فتح مدرسة جعفر بن ابي طالب في حي الششة وكان يديرها الاستاذ عبدالعزيز المبارك وكان بها نخبة من الطلاب اذكر منهم مصطفى رضا و عصام مفتي وسعود حريري وغيرهم فأنهيت المرحلة المتوسطة بمدرسة جعفر بن ابي طالب وتقدمت لمعهد اعداد المعلمين وكان في حي العزيزية ويديره الاستاذ عبدالحميد خياط واذكر انه هو الذي اجرى لي المقابلة الشخصية وكان وكيل المعهد الاستاذ عبدالله همام والذي تولى ادارة المعهد بعد الخياط قضيت ثلاث سنوات في المعهد وتخرجت وتم تعييني معلماً في ابها وكنت وقتها صغيرا فخاف عليّ الوالد فتشفع لي الأمير محمد بن عبدالعزيز جزاه الله خيراً فتم تعييني بجوار منزلي في مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية وكنت ادرس اللغة العربية والعلوم فالتحقت بالجامعة جامعة ام القرى عن طريق التفرغ الجزئي حيث كنت أُدّرس ثلاثة ايام وادرس في الجامعة يومين وكنت ادرس في كل يوم ست حصص بواقع 18 حصة في ثلاثة ايام ولكن كان لدي طموح وحافز لمواصلة الدراسة واستمريت لمدة اربع سنوات وتخرجت من الجامعة في عام 1400 وحصلت على درجة البكالوريوس في تدريس التربية الفنية وكنا اول دفعة وعددنا 17 شخصا وكان رئيس القسم الدكتور محمود البسيوني وهو رجل معروف وفنان كبير ولم يكن لنا مقر مثبت حيث كنا نأخذ دروسنا الفنية في الكافتيريا حيث نأتي بألواح الأبلكاش ونعمل عليها ونحن الذين اسسنا قسم التربية الفنية وكان من زملائي الشيخ علي ملا مؤذن الحرم ويوسف المتروك ويوسف عشي ويوسف جاها وعبدالكريم قربان وعبدالله الزهراني وغيرهم وغالبيتهم من منسوبي التربية والتعليم.
وبعد ان تخرجت من الجامعة تم تعييني في مدينة جدة بمدرسة النعمان بن بشير الابتدائية وكان مديرها ا لاستاذ عبدالله راشد الغامدي ولم أجد فيها مجالا لتدريس تخصصي التربية الفنية حيث اتيت متأخرا ووزعت الجداول قبل مجيئي فدرست العلوم وكنت من المتميزين حيث ان اي مشرف يزور المدرسة يطلب مديرها دفاتر تحضيري من بين المدرسين الآخرين ليطلع عليها المشرف لأن خطي وتنظيمي كان جميلاً فأنا خريج تربية فنية.
ثم نقلت الى مكة المكرمة مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية حيث درست التربية الفنية بها وكان مديرها الدكتور فايز الخزاعي وقد كنت متعاونا مع الادارة حيث كنت اقوم بكتابة سجلات المدرسة نظراً لجمال خطي واستمريت بها اربع سنوات ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن احمد واستمريت بها 8 سنوات وعملت بها وكيلاً ثم انتقلت اخيراً الى مدرسة المراخيات وعينت مديراً لها وما زلت اعمل بها حتى الآن.
* منذ متى بدأت علاقتك بالأذان?
** وجودي بجوار الحرم وسماعي للأذان منذ أن كنت طفلاً حيث انني ولله الحمد من المحافظين على الصلاة منذ طفولتي فنشأت في بيئة متدينة وكان الوالد يحرص على ذهابي معه للحرم بصفة مستمرة ولكن بدايتي للأذان كانت منذ أن بلغ عمري 12 سنة حيث كنت اطلب من مؤذن اي مسجد أدخل فيه ان يسمح لي بالأذان وكنت أؤذن في المدرسة وعندما التحقت بالمعهد كنت اقوم بالأذان لصلاة الظهر وقد كنت مؤذن المعهد وكانوا يقومون بتسجيل صوتي ويضعونه في شريط وقد كنت اسمع صوتي في المعهد بعد ان تخرجت منه بسنوات عديدة اثناء مروري بجواره عندما اذهب للجامعة وكنا في الجامعة لما يأت المغرب نتنافس انا والشيخ علي ملا مؤذن الحرم حالياً على الأذان وكنت اذهب الى مسجد فقيه وأؤذن فيه وقد كان الشيخ عبدالله سباك مؤذن الحرم ومؤذن مسجد فقيه دائماً ما يشجعني ويقدمني في الأذان وقد شجعني على ان اكون مؤذناً للحرم وأذكر أنه في احد الايام انطفأت الكهرباء عن مسجد فقيه وناداني الشيخ عبدالله سباك وقال: هيا سمعنا صوتك واذنت بدون ميكرفون وكان صوتي واضحا حتى ان المصلين لم يتوقعوا ان الميكرفون عطلان وعبدالله سباك هو احد مؤذني المسجد الحرام وقد توفي في العام الماضي رحمه الله.
وعندما انتقلت الى جدة كنت اقوم بالأذان في المساجد هناك فلما أحضر في المسجد كان المؤذنون يقدمونني في الأذان.
وقد رأيت رؤيا في المنام انني داخل الحرم وفسرها لي البعض انني سأكون مؤذناً للحرم. وفي عام 1407هـ وبتشجيع من الشيخ عبدالله سباك تقدمت بطلب الاذان في المسجد الحرام وكان الشيخ سليمان بن عبيد (رحمه الله) رئيس شؤون الحرمين وقابلني الرجل بكل ترحاب وقال للشيخ عبدالملك شيخ المؤذنين مكنه من الأذان لصلاتي المغرب والعشاء الليلة وكان ذلك أول أذان لي بالحرم واذكر انه كان في يوم الاثنين فلما دخلت المكبرية وبدأت الأذان شعرت برهبة حيث بدأت أقدامي ترتعش فأكملت الأذان ولم أتمكن من اقامة الصلاة من الرهبة.
فأرسل لي الشيخ سليمان بن عبيد فأخذت حذائي في يدي وقلت في نفسي ربما لاحظ علي الشيخ ملاحظة وربما يقول لي انك لا تصلح للاذان فربما انني لا اصلح فسوف اذهب لمنزلي من هناك.
وذهبنا انا والشيخ عبدالملك بعد المغرب وقابلنا الشيخ سليمان بن عبيد وقام بتطييبنا وشربنا الشاهي معه حيث اتذكر انه كان يشرب الشاهي بالقرفة وقال لي: وراك يا ابني حسان ما اقمت الصلاة وكبرت خلف الامام?, قلت: والله يا شيخ سليمان اصابتني رهبة. قال: لا.. الآن نسمعك في العشاء تؤذن وتقيم. فقلت: ان شاء الله ودعواتك لي ياشيخ ودعا لي وشجعني وقال: ان صوتك جميل وصيت فرجعت بحماس اكثر من اول لأنني اول ما وقفت في المكبرية كانت ارجلي تهتز ويضرب بعضها بعضاً وكان بجواري الشيخ حسن شحاتة والشيخ عبدالملك ملا شيخ المؤذنين الآن وأذنت للعشاء وأقمت وكبرت.
فطلب الشيخ سليمان بن عبيد من الشيخ عبدالملك ملا ان يعطيني نوبات الشيخ عبدالله سباك لأنه حصلت له ظروف فترة معينة وكانت الفترات (ظهر ومغرب وعصر) واستمريت شهرين وانا أؤذن في الحرم ثم طلبوا مني ان اتوقف حتى يتم تعييني رسمياً وبقيت حتى عام 1416هـ فتولى الشيخ محمد السبيل رئاسة شؤون الحرمين وقد تم تعييني في عام 1416هـ وأذنت في 1/1/1416هـ في صلاة الظهر واستمريت بعد ذلك ولله الحمد حيث اقوم الآن بالأذان لصلاة العصر يوم الجمعة (اذان وتكبير) حيث أؤذن جمعة وأكبر جمعة والمغرب والعشاء في يوم الاثنين بالتناوب مع احد الزملاء وكذلك صلاة الفجر ليوم الثلاثاء والمغرب والعشاء ليوم الاربعاء وكل ثالث جمعة من كل شهر أنادي للأذان الأول.
* هناك من يقول أن المؤذنين يتناولون اشياء معينة لتساعدهم على وضوح الصوت مثل الكباب الصيني واليانسون وسكر نبات.. فما صحة ذلك?
** لكي يعتني الانسان بحنجرته يجب عليه الابتعاد عن الماء البارد جداً والحار جداً والفلافل والتوابل الكثيرة ويبتعد عن الصياح الكثير لأنه يؤثر على الحنجرة ولا يتعرض للهواء باستمرار.
أما الكباب الصيني فلم استخدمه وسكر نبات واليانسون طيبان للحنجرة ففيها مادة تحسن الحبال الصوتية ولكنني لا استخدم كل هذه الاشياء الا التمر والحبة السوداء فأحافظ على حنجرتي بعدم تناولي للاشياء الساخنة جداً والباردة جداً حتى الماء اشربه معتدلاً دائماً.
* هل هناك أنواع للأذان?
** نعم.. هناك المكي والمدني والمقدسي والمصري والسوري. فالجمل واحدة ولكن الطريقة والاسلوب تختلف من مؤذن لآخر.. فالمكي جمله قصيرة والمدني جمله أطول والمقدسي بين المكي والمدني متوسط في الطول وهناك أهل الشام والعراق يطولون في الأذان حيث يستمر أذانهم الى خمس دقائق فحروف الاذان لابد ان تنطق نطقاً صحيحاً ولا تدخل الحروف بعضها في بعض مثل السين والشين والقلقلة او وضع واو على قوله الله أكبر فلابد من خروج الحرف صحيحاً حتى يبقى الأذان صحيحاً وكذلك عدم تغير الحروف من التاء الى الطاء.
* ما رأيكم في توريث الأذان للابناء?
** ليس من الضروري ان يكون ابن المؤذن مؤذناً فالكثير من المؤذنين ليس لهم آباء مؤذنون والتوريث ليس بالضروري الا اذا كان الابن مثل ابيه أو افضل منه فلا بأس في ذلك اما ان يضع المؤذن ابنه مكانه حتى ولو لم يكن مؤهلاً لذلك فإن ذلك لا يجوز.
فالأذان ليس مهنة يتوارثها الابناء عن الآباء بل لابد من توفر الشروط المناسبة في المؤذن.
* ما هي الشروط التي ترون ضرورة توافرها في المؤذن?
** الشروط منها الثقة والأمانة والنزاهة والتقوى وسلامة المعتقد وكذلك الصوت الحسن المؤثر في القلوب.
* هل أذنت خارج الحرم?
** اذنت في كثير من المساجد داخل المملكة كما انني أذنت في مصر وفي جنوب افريقيا وقد قاموا بتسجيل صوتي حيث يستمعون اليه.
* كم عدد المؤذنين? وكم يكون في النوبة الواحدة?
** عدد المؤذنين 15 مؤذنا ولابد من توافر مؤذنين في النوبة الواحدة كما ان المؤذن يحضر قبل الصلاة بساعة.
الشيخ حسان رشاد زبيدي أب لأربعة ابناء .. هم :
عبدالإله وأحمد والبراء ومحمد وبنتان .
ويعمل مديراً لمدرسة المراخيات الابتدائية .
ويسكن في حي العوالي بمكة المكرمة.
[align=center]''عكاظ'' تقضي ليلة رمضانية مع مؤذن المسجد الحرام حسان زبيدي:الأذان المكي جُمَله قصيرة أما المدني أطول والمقدسي بين الاثنين [/align]
[align=center]( الجمعة - 26 / 9 / 1424هـ ) الموافق 21 / نوفمبر/ 2003 - العدد 887[/align]
[align=center]
[/align]ينتاب الداخل للحرم المكي الشريف روحانية عظيمة وخاصة عندما يرى الكعبة المشرفة, فهناك من تنهمر دموعه وهناك من يخفق قلبه من عظمة هذا المكان.
فكيف بمن يقوم بعمل عظيم وجليل وهو الأذان وينادي من منارات الحرم الشريف حي على الصلاة حي على الفلاح.
( عكاظ ) قضت ليلة من ليالي الشهر الفضيل في منزل الشيخ حسان رشاد زبيدي مؤذن المسجد الحرام بمكة ذكر لنا نشأته في شعب علي وسبب فصله من مدارس الثغر النموذجية ورأيه في الأذان بالوراثة والكثير من الامور الاخرى التي خص بها الشيخ حسان قراءنا فتعالوا معنا الى نص الحوار:
* نأمل اعطاءنا نبذة عن نشأتكم وأهم المحطات التي مررتم بها في حياتكم.
** ولدت في شعب علي بمكة في بيت جدي لأمي الشيخ صدقة عبدالمنان ومنزلنا لا يبعد عن الحرم المكي اكثر من 50 مترا وكان صدى مؤذني الحرم يتردد في أذاني باستمرار وكنا ندرك الركعة بعدما يؤذن المؤذن لقرب الحرم من منزلنا وكنا لا نشرب الا من ماء زمزم حيث انني لي الآن حوالى 50 سنة لا أشرب إلا من ماء زمزم وكنا نذهب يوم الجمعة للحرم في وقت مبكر حيث كان الوالد يذهب الى منزل الشيخ جميل سجيني رحمه الله وكانوا يجلسون في مجمع من العلماء والأدباء أذكر منهم أحمد السباعي وصالح جمال وأخيه أحمد جمال يرحمهم الله وذلك في حي القشاشية وكانت تدور بينهم مداولات أدبية كان لها أثر في تكويني الثقافي وقد التحقت بحلقات تحفيظ القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف حيث درست القرآن الكريم والتجويد على يد مشايخ اجلاء.
ثم التحقت بالمرحلة الابتدائية في المدرسة الرحمانية وكانت في القرارة حيث كنا ندرس على الحنابل ولا يوجد طاولات او كراسي فدرست السنة الأولى بها ثم انتقلت الى مدارس الثغر النموذجية وكانت في جدة حيث لا يدرس بها الا ابناء الطبقة المثقفة ودرست بها حيث كنت اسكن داخل المدرسة وكان مدير المدرسة عبدالرحمن فدا وكان من زملاء الدراسة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز والأمير منصور بن مشعل بن عبدالعزيز والأمير تركي بن عبدالله الفيصل وسلطان بن عبدالله الفيصل وابناء الشيخ محمد ابراهيم مسعود ومن مكة كان يدرس معنا ابناء الشيخ صالح جمال وابناء الشيخ حسين عرب وهناك الكثير الذين لا تحضرني اسماؤهم حالياً.
وكان التدريس يعتمد على مناهج قوية من تحفيظ للقرآن الكريم وحفظ للأشعار والقصائد وكتب الفقه والتوحيد وكنا نسكن في قسم داخلي ولا نخرج الا في يوم الجمعة او في اجازة الربيع او الصيف حيث كنا ندرس يوم الخميس وقد دخلت المدرسة وعمري اقل من ست سنوات لأنه لم يكن هناك تحديد للسن مثل الآن وبقيت سبع سنوات في جدة في مدارس الثغر حيث كان يشرف على سكن الابتدائي معلمات من مصر والعراق.وكان اساتذتنا الذين درسونا في مدارس الثغر من خيرة المعلمين واذكر استاذي اسمه عاطف الجعار والآن مخرج تلفزيوني كبير حيث كان يحملني ويضعني على الطاولة أمام زملائي ويقول لي يا حسان اقرأ الأناشيد حيث كان يعلمنا الجرأة ومقابلة الجمهور ويزيلون الرهبة والخوف منا والآن استطيع ان أخطب أمام أي مجمع ويعود الفضل لله أولاً ثم لأساتذتنا الذين علمونا وعودونا على الجرأة في مقابلة الجمهور وابناؤنا الآن يحتاجون الى من يعطيهم الحرية والانطلاق والجرأة وعدم كبتهم.
فقضيت سبع سنوات في مدارس الثغر وعندما دخلت المرحلة المتوسطة اخفقت وكان علي دور ثان ومن شروط الدراسة في المدرسة ان من يخفق يفضل من المدرسة.
عدت بعد ذلك الى مكة المكرمة والتحقت بمتوسطة عبدالله بن الزبير في المعابدة وكان يديرها الشيخ عبدالملك ملا شيخ المؤذنين الآن وكانت مدرسة عبدالله بن الزبير مكتظة بالطلاب فتم فتح مدرسة جعفر بن ابي طالب في حي الششة وكان يديرها الاستاذ عبدالعزيز المبارك وكان بها نخبة من الطلاب اذكر منهم مصطفى رضا و عصام مفتي وسعود حريري وغيرهم فأنهيت المرحلة المتوسطة بمدرسة جعفر بن ابي طالب وتقدمت لمعهد اعداد المعلمين وكان في حي العزيزية ويديره الاستاذ عبدالحميد خياط واذكر انه هو الذي اجرى لي المقابلة الشخصية وكان وكيل المعهد الاستاذ عبدالله همام والذي تولى ادارة المعهد بعد الخياط قضيت ثلاث سنوات في المعهد وتخرجت وتم تعييني معلماً في ابها وكنت وقتها صغيرا فخاف عليّ الوالد فتشفع لي الأمير محمد بن عبدالعزيز جزاه الله خيراً فتم تعييني بجوار منزلي في مدرسة صلاح الدين الأيوبي الابتدائية وكنت ادرس اللغة العربية والعلوم فالتحقت بالجامعة جامعة ام القرى عن طريق التفرغ الجزئي حيث كنت أُدّرس ثلاثة ايام وادرس في الجامعة يومين وكنت ادرس في كل يوم ست حصص بواقع 18 حصة في ثلاثة ايام ولكن كان لدي طموح وحافز لمواصلة الدراسة واستمريت لمدة اربع سنوات وتخرجت من الجامعة في عام 1400 وحصلت على درجة البكالوريوس في تدريس التربية الفنية وكنا اول دفعة وعددنا 17 شخصا وكان رئيس القسم الدكتور محمود البسيوني وهو رجل معروف وفنان كبير ولم يكن لنا مقر مثبت حيث كنا نأخذ دروسنا الفنية في الكافتيريا حيث نأتي بألواح الأبلكاش ونعمل عليها ونحن الذين اسسنا قسم التربية الفنية وكان من زملائي الشيخ علي ملا مؤذن الحرم ويوسف المتروك ويوسف عشي ويوسف جاها وعبدالكريم قربان وعبدالله الزهراني وغيرهم وغالبيتهم من منسوبي التربية والتعليم.
وبعد ان تخرجت من الجامعة تم تعييني في مدينة جدة بمدرسة النعمان بن بشير الابتدائية وكان مديرها ا لاستاذ عبدالله راشد الغامدي ولم أجد فيها مجالا لتدريس تخصصي التربية الفنية حيث اتيت متأخرا ووزعت الجداول قبل مجيئي فدرست العلوم وكنت من المتميزين حيث ان اي مشرف يزور المدرسة يطلب مديرها دفاتر تحضيري من بين المدرسين الآخرين ليطلع عليها المشرف لأن خطي وتنظيمي كان جميلاً فأنا خريج تربية فنية.
ثم نقلت الى مكة المكرمة مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية حيث درست التربية الفنية بها وكان مديرها الدكتور فايز الخزاعي وقد كنت متعاونا مع الادارة حيث كنت اقوم بكتابة سجلات المدرسة نظراً لجمال خطي واستمريت بها اربع سنوات ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن احمد واستمريت بها 8 سنوات وعملت بها وكيلاً ثم انتقلت اخيراً الى مدرسة المراخيات وعينت مديراً لها وما زلت اعمل بها حتى الآن.
* منذ متى بدأت علاقتك بالأذان?
** وجودي بجوار الحرم وسماعي للأذان منذ أن كنت طفلاً حيث انني ولله الحمد من المحافظين على الصلاة منذ طفولتي فنشأت في بيئة متدينة وكان الوالد يحرص على ذهابي معه للحرم بصفة مستمرة ولكن بدايتي للأذان كانت منذ أن بلغ عمري 12 سنة حيث كنت اطلب من مؤذن اي مسجد أدخل فيه ان يسمح لي بالأذان وكنت أؤذن في المدرسة وعندما التحقت بالمعهد كنت اقوم بالأذان لصلاة الظهر وقد كنت مؤذن المعهد وكانوا يقومون بتسجيل صوتي ويضعونه في شريط وقد كنت اسمع صوتي في المعهد بعد ان تخرجت منه بسنوات عديدة اثناء مروري بجواره عندما اذهب للجامعة وكنا في الجامعة لما يأت المغرب نتنافس انا والشيخ علي ملا مؤذن الحرم حالياً على الأذان وكنت اذهب الى مسجد فقيه وأؤذن فيه وقد كان الشيخ عبدالله سباك مؤذن الحرم ومؤذن مسجد فقيه دائماً ما يشجعني ويقدمني في الأذان وقد شجعني على ان اكون مؤذناً للحرم وأذكر أنه في احد الايام انطفأت الكهرباء عن مسجد فقيه وناداني الشيخ عبدالله سباك وقال: هيا سمعنا صوتك واذنت بدون ميكرفون وكان صوتي واضحا حتى ان المصلين لم يتوقعوا ان الميكرفون عطلان وعبدالله سباك هو احد مؤذني المسجد الحرام وقد توفي في العام الماضي رحمه الله.
وعندما انتقلت الى جدة كنت اقوم بالأذان في المساجد هناك فلما أحضر في المسجد كان المؤذنون يقدمونني في الأذان.
وقد رأيت رؤيا في المنام انني داخل الحرم وفسرها لي البعض انني سأكون مؤذناً للحرم. وفي عام 1407هـ وبتشجيع من الشيخ عبدالله سباك تقدمت بطلب الاذان في المسجد الحرام وكان الشيخ سليمان بن عبيد (رحمه الله) رئيس شؤون الحرمين وقابلني الرجل بكل ترحاب وقال للشيخ عبدالملك شيخ المؤذنين مكنه من الأذان لصلاتي المغرب والعشاء الليلة وكان ذلك أول أذان لي بالحرم واذكر انه كان في يوم الاثنين فلما دخلت المكبرية وبدأت الأذان شعرت برهبة حيث بدأت أقدامي ترتعش فأكملت الأذان ولم أتمكن من اقامة الصلاة من الرهبة.
فأرسل لي الشيخ سليمان بن عبيد فأخذت حذائي في يدي وقلت في نفسي ربما لاحظ علي الشيخ ملاحظة وربما يقول لي انك لا تصلح للاذان فربما انني لا اصلح فسوف اذهب لمنزلي من هناك.
وذهبنا انا والشيخ عبدالملك بعد المغرب وقابلنا الشيخ سليمان بن عبيد وقام بتطييبنا وشربنا الشاهي معه حيث اتذكر انه كان يشرب الشاهي بالقرفة وقال لي: وراك يا ابني حسان ما اقمت الصلاة وكبرت خلف الامام?, قلت: والله يا شيخ سليمان اصابتني رهبة. قال: لا.. الآن نسمعك في العشاء تؤذن وتقيم. فقلت: ان شاء الله ودعواتك لي ياشيخ ودعا لي وشجعني وقال: ان صوتك جميل وصيت فرجعت بحماس اكثر من اول لأنني اول ما وقفت في المكبرية كانت ارجلي تهتز ويضرب بعضها بعضاً وكان بجواري الشيخ حسن شحاتة والشيخ عبدالملك ملا شيخ المؤذنين الآن وأذنت للعشاء وأقمت وكبرت.
فطلب الشيخ سليمان بن عبيد من الشيخ عبدالملك ملا ان يعطيني نوبات الشيخ عبدالله سباك لأنه حصلت له ظروف فترة معينة وكانت الفترات (ظهر ومغرب وعصر) واستمريت شهرين وانا أؤذن في الحرم ثم طلبوا مني ان اتوقف حتى يتم تعييني رسمياً وبقيت حتى عام 1416هـ فتولى الشيخ محمد السبيل رئاسة شؤون الحرمين وقد تم تعييني في عام 1416هـ وأذنت في 1/1/1416هـ في صلاة الظهر واستمريت بعد ذلك ولله الحمد حيث اقوم الآن بالأذان لصلاة العصر يوم الجمعة (اذان وتكبير) حيث أؤذن جمعة وأكبر جمعة والمغرب والعشاء في يوم الاثنين بالتناوب مع احد الزملاء وكذلك صلاة الفجر ليوم الثلاثاء والمغرب والعشاء ليوم الاربعاء وكل ثالث جمعة من كل شهر أنادي للأذان الأول.
* هناك من يقول أن المؤذنين يتناولون اشياء معينة لتساعدهم على وضوح الصوت مثل الكباب الصيني واليانسون وسكر نبات.. فما صحة ذلك?
** لكي يعتني الانسان بحنجرته يجب عليه الابتعاد عن الماء البارد جداً والحار جداً والفلافل والتوابل الكثيرة ويبتعد عن الصياح الكثير لأنه يؤثر على الحنجرة ولا يتعرض للهواء باستمرار.
أما الكباب الصيني فلم استخدمه وسكر نبات واليانسون طيبان للحنجرة ففيها مادة تحسن الحبال الصوتية ولكنني لا استخدم كل هذه الاشياء الا التمر والحبة السوداء فأحافظ على حنجرتي بعدم تناولي للاشياء الساخنة جداً والباردة جداً حتى الماء اشربه معتدلاً دائماً.
* هل هناك أنواع للأذان?
** نعم.. هناك المكي والمدني والمقدسي والمصري والسوري. فالجمل واحدة ولكن الطريقة والاسلوب تختلف من مؤذن لآخر.. فالمكي جمله قصيرة والمدني جمله أطول والمقدسي بين المكي والمدني متوسط في الطول وهناك أهل الشام والعراق يطولون في الأذان حيث يستمر أذانهم الى خمس دقائق فحروف الاذان لابد ان تنطق نطقاً صحيحاً ولا تدخل الحروف بعضها في بعض مثل السين والشين والقلقلة او وضع واو على قوله الله أكبر فلابد من خروج الحرف صحيحاً حتى يبقى الأذان صحيحاً وكذلك عدم تغير الحروف من التاء الى الطاء.
* ما رأيكم في توريث الأذان للابناء?
** ليس من الضروري ان يكون ابن المؤذن مؤذناً فالكثير من المؤذنين ليس لهم آباء مؤذنون والتوريث ليس بالضروري الا اذا كان الابن مثل ابيه أو افضل منه فلا بأس في ذلك اما ان يضع المؤذن ابنه مكانه حتى ولو لم يكن مؤهلاً لذلك فإن ذلك لا يجوز.
فالأذان ليس مهنة يتوارثها الابناء عن الآباء بل لابد من توفر الشروط المناسبة في المؤذن.
* ما هي الشروط التي ترون ضرورة توافرها في المؤذن?
** الشروط منها الثقة والأمانة والنزاهة والتقوى وسلامة المعتقد وكذلك الصوت الحسن المؤثر في القلوب.
* هل أذنت خارج الحرم?
** اذنت في كثير من المساجد داخل المملكة كما انني أذنت في مصر وفي جنوب افريقيا وقد قاموا بتسجيل صوتي حيث يستمعون اليه.
* كم عدد المؤذنين? وكم يكون في النوبة الواحدة?
** عدد المؤذنين 15 مؤذنا ولابد من توافر مؤذنين في النوبة الواحدة كما ان المؤذن يحضر قبل الصلاة بساعة.
الشيخ حسان رشاد زبيدي أب لأربعة ابناء .. هم :
عبدالإله وأحمد والبراء ومحمد وبنتان .
ويعمل مديراً لمدرسة المراخيات الابتدائية .
ويسكن في حي العوالي بمكة المكرمة.
: بلال الفتحي
