إعلانات المنتدى


تلاوة رائعة جدا وخيالية الجمال والإبداع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه من سورة الأعراف

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمروعبدالناصر

عضو كالشعلة
10 أغسطس 2014
498
125
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
تلاوة رائعة جدا وخيالية الجمال والإبداع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه من سورة الأعراف ورقم السورة 7
................................
بسم الله الرحمن الرحيم
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين (142) ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين (143) قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين (144) وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين (145) سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (146) والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون (147) واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين (148) ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين (149) ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين (150) قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين (151) إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين (152) والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم (153) ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون (154) واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين (155)
...............................
تفسير ومعاني الايات من مجموعة من التفاسير المعتمدة
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين
تفسير الجلالين . "وواعدنا" بألف ودونها "موسى ثلاثين ليلة" نكلمه عند انتهائها بأن يصومها وهي ذو القعدة فصامها فلما تمت أنكر خلوف فمه فاستاك فأمره الله بعشرة أخرى ليكلمه بخلوف فمه "وأتممناها بعشر" من ذي الحجة "فتم ميقات ربه" وقت وعده بكلامه إياه "أربعين" حال "ليلة" تمييز "وقال موسى لأخيه هارون" عند ذهابه إلى الجبل للمناجاة "اخلفني" كن خليفتي "في قومي وأصلح" أمرهم "ولا تتبع سبيل المفسدين" بموافقتهم على المعاصي
معاني الاية بتفسير ابن كثير : يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية بتكليمه موسى عليه السلام وإعطائه التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة قال المفسرون فصامها موسى عليه السلام وطواها فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة فأمره الله تعالى أن يكمل العشرة أربعين وقد اختلف المفسرون في هذه العشر ما هي فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة والعشر عشر ذي الحجة قاله مجاهد ومسروق وابن جريج . وروي عن ابن عباس وغيره فعلى هذا يكون قد كمل الميقات يوم النحر وحصل فيه التكليم لموسى عليه السلام وفيه أكمل الله الدين لمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " فلما تم الميقات وعزم موسى على الذهاب إلى الطور كما قال تعالى " يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن " الآية فحينئذ استخلف موسى على بني إسرائيل أخاه هارون ووصاه الإصلاح وعدم الإفساد . هذا تنبيه وتذكير وإلا فهارون عليه السلام نبي شريف كريم على الله له وجاهة وجلالة صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء .
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين
تفسير الجلالين . "ولما جاء موسى لميقاتنا" أي للوقت الذي وعدناه بالكلام فيه "وكلمه ربه" بلا واسطة كلاما سمعه من كل جهة "قال رب أرني" نفسك "أنظر إليك قال لن تراني" أي لا تقدر على رؤيتي والتعبير به دون لن أرى يفيد إمكان رؤيته تعالى "ولكن انظر إلى الجبل" الذي هو أقوى منك "فإن استقر" ثبت "مكانه فسوف تراني" أي تثبت لرؤيتي وإلا فلا طاقة لك "فلما تجلى ربه" أي ظهر من نوره قدر نصف أنملة الخنصر كما في حديث صححه الحاكم "للجبل جعله دكا" بالقصر والمد أي مدكوكا مستويا بالأرض "وخر موسى صعقا" مغشيا عليه لهول ما رأى "فلما أفاق قال سبحانك" تنزيها لك "تبت إليك" من سؤال ما لم أؤمر به "وأنا أول المؤمنين" في زماني
تفسير القرطبي
ولما جاء موسى لميقاتنا
أي في الوقت الموعود .
وكلمه ربه
أي أسمعه كلامه من غير واسطة .
قال رب أرني أنظر إليك
سأل النظر إليه ; واشتاق إلى رؤيته لما أسمعه كلامه .
قال لن تراني
أي في الدنيا . ولا يجوز الحمل على أنه أراد : أرني آية عظيمة لأنظر إلى قدرتك ; لأنه قال " إليك " و " قال لن تراني " . ولو سأل آية لأعطاه الله ما سأل , كما أعطاه سائر الآيات . وقد كان لموسى عليه السلام فيها مقنع عن طلب آية أخرى ; فبطل هذا التأويل .
ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني
ضرب له مثالا مما هو أقوى من بنيته وأثبت . أي فإن ثبت الجبل وسكن فسوف تراني , وإن لم يسكن فإنك لا تطيق رؤيتي , كما أن الجبل لا يطيق رؤيتي . وذكر القاضي عياض عن القاضي أبي بكر بن الطيب ما معناه : أن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خر صعقا , وأن الجبل رأى ربه فصار دكا بإدراك خلقه الله له . واستنبط ذلك من قوله : " ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني " . ثم قال
فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا
وتجلى معناه ظهر ; من قولك : جلوت العروس أي أبرزتها . وجلوت السيف أبرزته من الصدإ ; جلاء فيهما . وتجلى الشيء انكشف . وقيل : تجلى أمره وقدرته ; قاله قطرب وغيره . وقراءة أهل المدينة وأهل البصرة " دكا " ; يدل على صحتها " دكت الأرض دكا " [ الفجر : 21 ] وأن الجبل مذكر . وقرأ أهل الكوفة " دكاء " أي جعله مثل أرض دكاء , وهي الناتئة لا تبلغ أن تكون جبلا . والمذكر أدك , وجمع دكاء دكاوات ودك ; مثل حمراوات وحمر . قال الكسائي : الدك من الجبال : العراض , واحدها أدك . غيره : والدكاوات جمع دكاء : رواب من طين ليست بالغلاظ . والدكداك كذلك من الرمل : ما التبد بالأرض فلم يرتفع . وناقة دكاء لا سنام لها . وفي التفسير : فساخ الجبل في الأرض ; فهو يذهب فيها حتى الآن . وقال ابن عباس : جعله ترابا . عطية العوفي : رملا هائلا . " وخر موسى صعقا " أي مغشيا عليه ; عن ابن عباس والحسن . وقال قتادة : ميتا ; يقال : صعق الرجل فهو صعق . وصعق فهو مصعوق . وقال قتادة والكلبي : خر موسى صعقا يوم الخميس يوم عرفة , وأعطي التوراة يوم الجمعة يوم النحر .
فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك
قال مجاهد : من مسألة الرؤية في الدنيا . وقيل : سأل من غير استئذان ; فلذلك تاب . وقيل : قاله على جهة الإنابة إلى الله والخشوع له عند ظهور الآيات . وأجمعت الأمة على أن هذه التوبة ما كانت عن معصية ; فإن الأنبياء معصومون . وأيضا عند أهل السنة والجماعة الرؤية جائزة . وعند المبتدعة سأل لأجل القوم ليبين لهم أنها غير جائزة , وهذا لا يقتضي التوبة . فقيل : أي تبت إليك من قتل القبطي ; ذكره القشيري . وقد مضى في " الأنعام " بيان أن الرؤية جائزة . قال علي بن مهدي الطبري : لو كان سؤال موسى مستحيلا ما أقدم عليه مع معرفته بالله ; كما لم يجز أن يقول له يا رب ألك صاحبة وولد . وسيأتي في " القيامة " مذهب المعتزلة والرد عليهم , إن شاء الله تعالى .
وأنا أول المؤمنين
قيل : من قومي . وقيل : من بني إسرائيل في هذا العصر . وقيل : بأنك لا ترى في الدنيا لوعدك السابق , في ذلك . وفي الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأرفع رأسي فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أصعق فيمن صعق فأفاق قبلي أو حوسب بصفته الأولى ) . أو قال ( كفته صعقته الأولى ) . وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن كعب قال : إن الله تبارك وتعالى قسم كلامه ورؤيته بين محمد وموسى صلى الله وسلم عليهما ; فكلمه موسى مرتين , ورآه محمد صلى الله عليه وسلم مرتين .
قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين
تفسير الجلالين . "قال" تعالى له "يا موسى إني اصطفيتك" اخترتك "على الناس" أهل زمانك "برسالاتي" بالجمع والإفراد "وبكلامي" أي تكليمي إياك "فخذ ما آتيتك" من الفضل "وكن من الشاكرين" لأنعمي
تفسير ابن كثير . قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين
يذكر تعالى أنه خاطب موسى بأنه اصطفاه على عالمي زمانه برسالاته وكلامه ولا شك أن محمدا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم من الأولين والآخرين ولهذا اختصه الله بأن جعله خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تستمر شريعته إلى قيام الساعة وأتباعه أكثر من أتباع الأنبياء كلهم وبعده في الشرف والفضل إبراهيم الخليل ثم موسى بن عمران كليم الرحمن عليه السلام ولهذا قال الله تعالى له " فخذ ما آتيتك " أي من الكلام والمناجاة " وكن من الشاكرين " أي على ذلك ولا تطلب ما لا طاقة لك به .
وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين
تفسير القرطبي . وكتبنا له في الألواح من كل شيء
يريد التوراة . وروي في الخبر أنه قبض عليه جبريل عليه السلام بجناحه فمر به في العلا حتى أدناه حتى سمع صريف القلم حين كتب الله له الألواح ; ذكره الترمذي الحكيم . وقال مجاهد : كانت الألواح من زمردة خضراء . ابن جبير : من ياقوتة حمراء . أبو العالية : من زبرجد . الحسن : من خشب ; نزلت من السماء . وقيل : من صخرة صماء , لينها الله لموسى عليه السلام فقطعها بيده ثم شقها بأصابعه ; فأطاعته كالحديد لداود . قال مقاتل : أي كتبنا له في الألواح كنقش الخاتم . ربيع بن أنس : نزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير . وأضاف الكتابة إلى نفسه على جهة التشريف ; إذ هي مكتوبة بأمره كتبها جبريل بالقلم الذي كتب به الذكر . واستمد من نهر النور . وقيل : هي كتابة أظهرها الله وخلقها في الألواح . وأصل اللوح : لوح ( بفتح اللام ) ; قال الله تعالى : " بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ " [ البروج : 21 , 22 ] . فكأن اللوح تلوح فيه المعاني . ويروى أنها لوحان , وجاء بالجمع لأن الاثنين جمع . ويقال : رجل عظيم الألواح إذا كان كبير عظم اليدين والرجلين . ابن عباس : وتكسرت الألواح حين ألقاها فرفعت إلا سدسها . وقيل : بقي سبعها ورفعت ستة أسباعها . فكان في الذي رفع تفصيل كل شيء , وفي الذي بقي الهدى والرحمة . وأسند أبو نعيم الحافظ عن عمرو بن دينار قال : بلغني أن موسى بن عمران نبي الله صلى الله عليه وسلم صام أربعين ليلة ; فلما ألقى الألواح تكسرت فصام مثلها فردت إليه . ومعنى " من كل شيء " مما يحتاج إليه في دينه من الأحكام وتبيين الحلال والحرام ; عن الثوري وغيره .
موعظة وتفصيلا لكل شيء
أي لكل شيء أمروا به من الأحكام ; فإنه لم يكن عندهم اجتهاد , وإنما خص بذلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فخذها بقوة
في الكلام حذف , أي فقلنا له : خذها بقوة ; أي بجد ونشاط . نظيره " خذوا ما آتيناكم بقوة " [ البقرة : 63 ] وقد تقدم .
وأمر قومك يأخذوا بأحسنها
أي يعملوا بالأوامر ويتركوا النواهي , ويتدبروا الأمثال والمواعظ . نظيره " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم " [ الزمر : 55 ] . وقال : " فيتبعون أحسنه " [ الزمر : 18 ] . والعفو أحسن من الاقتصاص . والصبر أحسن من الانتصار . وقيل : أحسنها الفرائض والنوافل , وأدونها المباح .
سأريكم دار الفاسقين
قال الكلبي : " دار الفاسقين " ما مروا عليه إذا سافروا من منازل عاد وثمود , والقرون التي أهلكوا . وقيل : هي جهنم ; عن الحسن ومجاهد . أي فلتكن منكم على ذكر , فاحذروا أن تكونوا منها . وقيل : أراد بها مصر ; أي سأريكم ديار القبط ومساكن فرعون خالية عنهم ; عن ابن جبير . قتادة : المعنى سأريكم منازل الكفار التي سكنوها قبلكم من الجبابرة والعمالقة لتعتبروا بها ; يعني الشأم . وهذان القولان يدل عليهما " وأورثنا القوم " [ الأعراف : 137 ] الآية . " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض " [ القصص : 5 ] الآية , وقد تقدم . وقرأ ابن عباس وقسامة بن زهير " سأورثكم " من ورث . وهذا ظاهر . وقيل : الدار الهلاك , وجمعه أدوار . وذلك أن الله تعالى لما أغرق فرعون أوحى إلى البحر أن اقذف بأجسادهم إلى الساحل , قال : ففعل ; فنظر إليهم بنو إسرائيل فأراهم هلاك الفاسقين .
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق
قال قتادة : سأمنعهم فهم كتابي . وقاله سفيان بن عيينة . وقيل : سأصرفهم عن الإيمان بها . وقيل : سأصرفهم عن نفعها ; وذلك مجازاة على تكبرهم . نظيره : " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " [ الصف : 5 ] . والآيات على هذا المعجزات أو الكتب المنزلة . وقيل : خلق السماوات والأرض . أي أصرفهم عن الاعتبار بها . " يتكبرون " يرون أنهم أفضل الخلق . وهذا ظن باطل ; فلهذا قال : " بغير الحق " فلا يتبعون نبيا ولا يصغون إليه لتكبرهم .
وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا
يعني : هؤلاء المتكبرون . أخبر عنهم أنهم يتركون طريق الرشاد ويتبعون سبيل الغي والضلال ; أي الكفر يتخذونه دينا .
ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا
ثم علل فقال : " ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا " أي ذلك الفعل الذي فعلته بهم بتكذيبهم .
وكانوا عنها غافلين
أي كانوا في تركهم تدبر الحق كالغافلين . ويحتمل أن يكونوا غافلين عما يجازون به ; كما يقال : ما أغفل فلان عما يراد به
والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون
تفسير الجلالين . "والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة" البعث وغيره "حبطت" بطلت "أعمالهم" ما عملوه في الدنيا من خير كصلة رحم وصدقة فلا ثواب لهم لعدم شرطه "هل" ما "يجزون إلا" جزاء "ما كانوا يعملون" من التكذيب والمعاصي
واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين
"واتخذ قوم موسى من بعده" أي بعد ذهابه إلى المناجاة "من حليهم" الذي استعاروه من قوم فرعون بعلة عرس فبقي عندهم "عجلا" صاغه لهم منه السامري "جسدا" بدل لحما ودما "له خوار" أي صوت يسمع انقلب كذلك بوضع التراب الذي أخذه من حافر فرس جبريل في فمه فإن أثره الحياة فيما يوضع فيه ومفعول اتخذ الثاني محذوف أي إلها "ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا" فكيف يتخذ إلها "اتخذوه" إلها "وكانوا ظالمين" باتخاذه
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين
"ولما سقط في أيديهم" أي ندموا على عبادته "ورأوا" علموا "أنهم قد ضلوا" بها وذلك بعد رجوع موسى "قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا" بالياء والتاء فيهما
ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين
"ولما رجع موسى إلى قومه غضبان" من جهتهم "أسفا" شديد الحزن "قال بئسما" أي بئس خلافة "خلفتموني" خلفتمونيها "من بعدي" خلافتكم هذه حيث أشركتم "أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح" ألواح التوراة غضبا لربه فتكسرت "وأخذ برأس أخيه" أي بشعره بيمينه ولحيته بشماله "يجره إليه" غضبا "قال" يا "ابن أم" بكسر الميم وفتحها أراد أمي وذكرها أعطف لقلبه "إن القوم استضعفوني وكادوا" قاربوا "يقتلونني فلا تشمت" تفرح "بي الأعداء" بإهانتك إياي "ولا تجعلني مع القوم الظالمين" بعبادة العجل في المؤاخذة
قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين
"قال رب اغفر لي" ما صنعت بأخي "ولأخي" أشركه في الدعاء إرضاء له ودفعا للشماتة به
إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين
"إن الذين اتخذوا العجل" إلها "سينالهم غضب" عذاب "من ربهم وذلة في الحياة الدنيا" فعذبوا بالأمر بقتل أنفسهم وضربت عليهم الذلة إلى يوم القيامة "وكذلك" كما جزيناهم "نجزي المفترين" على الله بالإشراك وغيره
والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
"والذين عملوا السيئات ثم تابوا" رجعوا عنها "من بعدها وآمنوا" بالله "إن ربك من بعدها" أي التوبة "لغفور" لهم "رحيم" بهم
ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون
"ولما سكت" سكن "عن موسى الغضب أخذ الألواح" التي ألقاها "وفي نسختها" أي ما نسخ فيها أي كتب "هدى" من الضلالة "ورحمة للذين هم لربهم يرهبون" يخافون وأدخل اللام على المفعول لتقدمه
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين
"واختار موسى قومه" أي من قومه "سبعين رجلا" ممن لم يعبدوا العجل بأمره تعالى "لميقاتنا" أي للوقت الذي وعدناه بإتيانهم فيه ليعتذروا من عبادة أصحابهم العجل فخرج بهم "فلما أخذتهم الرجفة" الزلزلة الشديدة قال ابن عباس : لأنهم لم يزايلوا قومهم حين عبدوا العجل قال : وهم غير الذين سألوا الرؤية وأخذتهم الصاعقة "قال" موسى "رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي" أي قبل خروجي بهم ليعاين بنو إسرائيل ذلك ولا يتهمون "أتهلكنا بما فعل السفهاء منا" استفهام استعطاف أي لا تعذبنا بذنب غيرنا "إن" ما "هي" أي الفتنة التي وقع فيها السفهاء "إلا فتنتك" ابتلاؤك "تضل بها من تشاء" إضلاله "وتهدي من تشاء" هدايته "أنت ولينا" متولي أمورنا
 

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,653
1
5,532
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
رد: تلاوة رائعة جدا وخيالية الجمال والإبداع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه من سورة الأعراف

جزاك الله خيرا أخــــــــــي
 

الشيخ عبد الباسط ع

عضو كالشعلة
29 أكتوبر 2015
309
32
28
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: تلاوة رائعة جدا وخيالية الجمال والإبداع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه من سورة الأعراف

اخيار ممتاز وموضوع قيم جزاك الله خير
 

عمروعبدالناصر

عضو كالشعلة
10 أغسطس 2014
498
125
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
رد: تلاوة رائعة جدا وخيالية الجمال والإبداع للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه من سورة الأعراف

شكرا لكم اخواني علي المرور العطر والكريم
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء .
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع