بشهادة الإمام الأعظم ابن الجزري، وهو إجازة الشيخ أحمد البقري المصري لعلي بن أحمد الشهير بابن كزبر الدمشقي عام 1211 هـ.
(خاص منتديات مزامير آل داود)
(بسم الل)
وبه نستعين
الحمد لله الذي نور الأكوان بسرّ الشريعة المحمدية، بعد أن كانت ظلاما وشرّف قدر سيدنا ومولانا محمد (ص) بإنزال القرآن العظيم بأحكام باهرة، وبيّن لنا ما فيه من الحلال والحرام، وأدخل من قام بحقه وداوم على تلاوته في حرز الأماني، فكان بوجه التهاني محفوظا بنشر فوائد من جميع الأنام، وأورثه من اصطفاه من خلقه، فقام بواجب حقه فبلغ بذلك القبام إلى أعلى المرام. أحمده حمد عبد طامع في رحمته، مغترف من ساحة بحر جوده يواقيت أسرار لطائف حكمته، فتفجرت منه ينابيعها، وثبت على معظم الأحكام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد أذعن بأن الدين عند الله الإسلام، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، نبي افتتح الله به الوجود، وختم به الرسل الكرام، وأدام شريعته إلى يوم القيام، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته، صلاة وسلاما دائمين متلازمين بدوام الليالي والأيام، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن أولى ما تصرف فيه الهمم العوالي، وأجمل ما تبذل فيه المهج الغوالي تعلم كتاب الله وتعليمه، وتفهم أوجه قراءاته وتفهيمه‘ فلذلك رغب فيه أهل العلم الأخيار واعتنى به أهل الفضل السادة الأبرار، منهم اللوذعي الأديب والألمعي النجيب الإمام الفاضل حاوي أعلى الكمالات والفضائل الشاب الصالح المتقن العارف بربه العلي الشيخ الناجب الموفق سيدي علي بن سيدي أحمد بن سيدي علي الشافعي مذهبا الدمشقي بلدا الشهير نسبه بابن كزبر أبّد الله سيادته، ونفع به بجاه سيدنا محمد (ص) عند ربه، فإنه جاء إليّ وقرأ عليّ ختمة كاملة للقراء السبعة من طريق الشاطبية إفرادا وجمعا، إفتتح الختمة من أول القرآن وقرأ إلى قوله تعالى: {من الجنة والناس} إلى قوله: {وأولئك هم المفلحون}، وقد أجزته إجازة صحيحة بشرطها المعتبر عند علماء الأثر: أن يقرأ ويقرىْ في كل مكان حل وفي كل قطر نزل من أراد قراءته إفرادا وجمعا. غفر الله له بها أوزاره، وأعلى له في الدنيا والآخرة مناره، واُخبره أني أخذت طريقة الشاطبية للقراء السبعة من ولي الله سيدي محمد البقري رحمه الله ونفعنا ببركته، وهو أخذ عن سيدي عبد الرحمن اليمني رحمه الله تعالى مذاهب القراء السبعة إفرادا، ثم جمع مذاهبهم في ختمة من طريق الشاطبية، وأجازه بالجامع الأزهر بحضرة جمع من أهل العلم، وكتب له بذلك وثيقة وأخبره غفر الله لي ولهما أنه أخذ القراءة عن والده الشيخ شحاذة اليمني، وقرأ بعد وفاة والده على مولانا الشيخ العالم سيدي أحمد بن عبد الحق السنباطي والشيخ شحاذة اليمني أخذ عن مولانا ناصر الدين الطبلاوي، وهو أخذ عن أئمة أجلاء منهم الشيخ النويري، وهو أخذ عن خاتمة الحفاظ والمحدثين السيخ شمس الدين الجزري، قال: قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد المصري الشافعي، قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق الصائغ المصري، قال: قرأت على الشيخ الحسيب النسيب أبي الحسن علي بن شجاع العباسي المصري صهر الشاطبي وهو تلقى هذا العلم عن ولي الله المراقب المكاشف محرر هذا العلم بلا دفاع أبي القاسم بن فيرة الرعيني الشاطبي، وهو أخذ عن أبي الحسن علي بن هذيل وهو أخذ عن أبي داود سليمان بن نجاح، وهو أخذ عن الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان الداني رحمه الله تعالى مؤلف (التيسير) بأسانيده إلى القراء السبعة.
قال الجزري في النشر الكبير [النشر 1/62]: وهذا الإسناد لا يوجد اليوم أعلى منه تسلسل بمشايخ الإقراء وبالشافعية وبالديار المصرية وبالقراءة والتلاوة.
أما الرواة الأربعة عشر رضي الله عنهم أجمعين فهم:
[الإمام الأول]
نافع بن عبد الرحمن المدني
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وأصله من أصبهان، وكان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، لأن النبي (ص) قرأ في فيه في المنام، وهو من الطبقة الثانية بعد الصحابة. توفي سنة تسع وستسن ومئة. وراوياه عيسى بن مينا المدني ولقب بقالون، بمعنى الجيد في لغة الروم لجودة قراءته وتوفي سنة عشرين ومئتين.
وورش: عثمان بن سعيد المصري، ولقب بورش لشدة بياضه. ولد بمصر سنة عشر ومئة، ومات بها سنة سبع وتسعين ومئة.
فقالون
من طريق أبي نشيط وهو من طريق ابن بويان، عن أبي بكر بن الأشعث عنه، فعنه قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على أبي الفتح فارس بن أحمد الضرير، قال: قرأت بها على عبد الباقي (بن الحسن)، عن إبراهيم بن عمر قال: قرأت على (أحمد بن عثمان بن جعفر) بن بويان، قال: قرأت على ابن الأشعث، على أبي نشيط، قال: قرأت على قالون، عن نافع.
وورش
فمن طريق الأزرق، وهو طريق إسمعيل النحاس عنه فمنه قال الداني: قرأت بها على ابن خاقان قال: قرأت بها على أبي جعفر أحمد بن أسامة، عن إسمعيل النحاس قال: قرأت بها على ورش قال: قرأت بها على نافع.
نافع
وقرأ نافع على سبعين من التابعين منهم: جعفر بن يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، وشيبة بن نضاح، ويزيد بن رومان. وقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي، وقرأ هؤلاء على أبيّ بن كعب، وقرأ أبي بن كعب على النبي (ص)
[الإمام الثاني]
عبد الله بن كثير
عبد الله بن كثير المكي، مولى عمرو بن علقمة، تابعي وأصله من أبناء فارس، وكان طويلا جسيما، أسمرأشهل، يخضب بالحناء. ولد بمكة سنة خمس وأربعين في أيام معاوية، وأقام مدة بالعراق، ثم عاد إليها ومات بها سنة عشرين ومئة في أيام هشام بن عبد الملك.
ومن روايتي: أحمد بن محمد البزي المكي، ومحمد بن عبد الرحمن المعروف بقنبل رحمهما الله تعالى.
فالبزي
من طريق أبي ربيعة وهو من طريق النقاش عنه، فعنه قال الداني: قرأت بها على أبي القاسم عبد العزيز الفارسي، قال: قرأت على أبي بكر النقاش، قال: قرأت على أبي ربيعة، قال: قرأت على البزي، وهو على أبي الحسن أحمد بن محمد النبال القواس، وهو على أبي الأخريط، قال البزي: وقرأت أيضا على أبي الأخريط المذكور وعلى أبي القاسم عكرمة المكي وعلى عبد الله بن زياد، وقرأ الثلاثة على أبي الفتح المعروف بالقسط، وهو على أبي الوليد بن قسطان وعلى شبل بن عباد المكيين وقرأ القسط أيضا وابن مسكان والشبل على أبي معيط.
وقنبل
عن طريق ابن مجاهد، وهو من طريق السامري البغدادي، وهو على ابن مجاهد، وهو على قنبل، وهو على أبي الحسن القواس، وهو على أبي الأخريط، وهو على أبي الفتح القسط، وهو على أبي الوليد بن مسكان وهو على أبي معبد.
عبد الله بن كثير
وقرأ ابن كثير على أبي السائب عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي الصحابي، وأبي الحجاج مجاهد بن جبر المكي، ودرباس مولى ابن عباس، وقرأ عبد الله بن السائب على أبي بن كعب، وقرأ مجاهد ودرباس على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقرأ أبيّ وزيد رضي الله عنهما على النبي (ص)
[الإمام الثالث]
أبو عمرو (بن العلاء)
هو زبان – بالزاي المعجمة والباء الموحدة المشددة وهما مفتوحتان – بن العلاء المازني البصري، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية والشعر وأيام العرب. قال الأصمعي: سألته عن ثمان مئة ألف مشألة في الشعر والقرآن والعربية، فأجاب فيها كأنه في قلوب العرب.
وراوياه: أبو عمرو الدوري حفص بن عمر البغدادي، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي الرقي، رحمهما الله تعالى.
فالدوري
من طريق أبي الزعراء، وهو من طريق ابن مجاهد عنه، فعنه قال أبو عمرو الداني: قرأت بها على عبد العزيز البغدادي، وهو على أبي طاهر عبد الواحد ابن أبي هشام، وهو على ابن مجاهد، وهو على أبي الزعراء، وهو على الدوري، وهو على أبي محمد يحيى اليزيدي العدوي البصري، وهو على إمام البصرة أبي عمرو بن العلاء.
والسوسي
من طريق ابن جرير، وهو من طريق عبد الله بن الحسين السامري، قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها بإظهار الكبير وإدغامه على فارس بن أحمد المقرىء، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي عمران موسى بن جرير، على أبي شعيب السوسي، على أبي محمد يحيى اليزيدي العدوي، وقرأ اليزيدي على إمام البصرة على أبي عمرو بن العلاء. وقرأ أبو عمرو على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نضاح وعبد الله بن كثير، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وحميد بن قيس الأعرج المكي، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة بن خالد، وعكرمة مولى ابن عباس، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، ويحيى بن يعمر، وقرأ هؤلاء الثلاثة عشر على سبق من الصحابة وغيرهم، وهم على رسول الله (ص) وإن من الثلاثة عشر: عبد الله بن كثير، ومجاهد، وسعيد بن جبير الثلاثة نذكرهم من الثلاثة عشر المذكورة قرؤوا على ابن عباس، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما على اُبيّ رضي الله عنه، وقرأ أبيّ رضي الله عنه على النبي (ص)
[الإمام الرابع]
عبد الله بن عامر
عبد الله بن عامر بن يزيد الشامي، قاضي دمشق، وإمام مسجدها، اليحصبي من روايتي هشام بن عمار الدمشقي قاضيها وخطيبها. وعبد الله بن أحمد بن ذكوان القرشي الدمشقي.
فهشام
من طريق الحلواني، وهو من طريق الجمال – بالجيم والميم المشددة – قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على أبي الفتح بن فارس، قال: قرأت على أبي عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على محمد بن عبدان، قال: قرأت على الحلواني، قال: قرأت على هشام، قال: قرأت على عراك بن خالد المري، قال: قرأت على يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على ابن عامر.
وابن ذكوان
من طريق الأخفش، وهو من طريق النقاش، قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على أبي الفتح بن فارس، قال: قرأت على أبي عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على محمد بن عبدان، قال: قرأت على الحلواني، قال: قرأت على هشام، قال: قرأت على عراك بن خالد المري، قال: قرأت على يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على ابن عامر.
ابن عامر
وقرأ ابن عامر على أبي الدرداء الصحابي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ أبو الدرداء على رسول الله ***، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو قرأ على النبي (ص)
[الإمام الخامس]
عاصم
عاصم بن أبي النجود – بفتح النون وضم الجيم – وكنيته أبو بكر. تابعي كوفي. مات بالكوفة أو السماوة سنة سبع أو ثمان أو تسع وعشرين ومئة، أيام مروان الأخير.
وراوياه: أبو بكر شعبة بن عياش الأسدي الكوفي، وحفص بن سليمان البزاز ربيب عاصم الكوفي رحمهما الله.
فأبو بكر (شعبة)
من طريق يحيى بن آدم، وهو من طريق شعيب الصريفيني. قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على فارس بن أحمد، قال ابن أحمد: قرأت على أبي الحسن عبد الباقي، قال: قرأت على إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي، قال: قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي، قال: قرأت على الصريفيني، قال: قرأت على يحيى، عن أبي بكر، عن عاصم.
وقال فارس: قرأت بها أيضا على عبد الله بن الحسين قال: قرأت على أحمد ابن يوسف القافلاني، قال: قرأت على الصريفيني بسنده إلى عاصم.
وحفص
من طريق عبيد بن الصباح، وهو من طريق أبي الحسن الهاشمي، عن الأشناني، قال الحافظ أبو عمرو: قرأت بها على أبي الحسن طاهر، قال: قرأت على أبي الحسن علي الهاشمي، قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني، قال: قرأت على ابن الصباح، قال: قرأت على حفص، قال: قرأت على عاصم.
وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقرأ هؤلاء على رسول الله (ص) وقرأ زر على عثمان وابن مسعود، وقرأ على النبي (ص)
[الإمام السادس]
حمزة
حمزة بن حبيب الزيات الكوفي الفرضي التميمي مولاه، وهو من تابع التابعين، ولد سنة ثمانين أيام عبد الملك، ومات بحلوان سنة أربع أو ثمان وخمسين ومئة أيام المنصور أو المهدي.
وراوياه: خلف بن هشام البزار – بازاي ثم بالراء بينهما ألف. وخلاد بن خالد الكوفي رحمهما الله تعالى.
فخلف
من طريق إدريس بن عبد الكريم، وهو من طريق أحمد بن عثمان بن جعفر ابن بوبان. فال الداني: قرأت بها على أبي الحسن بن غلبون، قال: قرأت على أبي الحسن بن يوسف الحرتكي، قال: قرأت على ابن بوبان، قال: قرأت على إدريس، قال: قرأت على خلف، قال: قرأت على سليم قال: قرأت على حمزة.
وخلاد
من طريق ابن شاذان، وهو من طريق ابن شنبوذ، قال الداني: قرأت بها على أبي الفتح، قال: قرأت على عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على محمد بن شنبوذ، قال: قرأت على أبي بكر بن شاذان، قال: قرأت على خلاد، قال: قرأت على سليم، قال: قرأت على حمزة.
حمزة
وقرأ حمزة على سليمان بن مهران الأعمش، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، وحمران بن أعين، وأبي إسحاق السيفي، ومنصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، وجعفر بن محمد الصادق وغيرهم.
وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على جماعة من أصحاب ابن مسعود: علقمة، والأسود، وعبيد بن نضيلة الخزاعي، وزر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم قرؤوا على ابن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النبي (ص)
[الإمام السابع]
الكسائي
علي بن حمزة الكسائي النحوي، وهو نسب لكساء أحرم فيه، الكوفي، من تابعي التابعين.
إنتهت إليه الرئاسة في القرآن واللغة والنحو، عاش سبعين سنة، ومات بربويه قرية من قرى الري صحبة الرشيد سنة تسع وثمانين ومئة.
وراوياه: الليث أبو الحارث بن خالد البغدادي المروزي، وأبو عمر الدوري، راوي أبي عمرو بن العلاء، وكان قد قرأ الأحرف السبعة.
فأبو الحارث
من طريق محمد بن يحيى، وهو من طريق البطي، قال الحافظ الداني: قرأت بها على فارس بن أحمد، قال: قرأت على أبي الحسن عبد الباقي، قال: قرأت على زيد بن علي، قال: قرأت على البطي، قال: قرأت على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، قال: قرأت على أبي الحارث الليث، قال: قرأت على الكسائي.
والدوري
من طريق النصيبيني‘ قال الحافظ الداني: قرأت بها القرآن كله على أبي الفتح الضرير، وقال لي: قرأت بها على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على محمد بن علي الموصلي، قال: قرأت على جعفر بن محمد، قال: قرأت على أبي حفص الدوري، قال: قرأت على الكسائي.
الكسائي
قرأ الكسائي على حمزة بن حبيب الزيات، وعليه اعتماده، وقرأ الكسائي على عيسى بن عمر الهمداني، وقرأ عيسى على عاصم، وطلحة بن مصروف والأعمش، وسبق سنده أيضا. وقرأ أيضا على غيرهم من الكوفيين، وقرأ طلحة بن مصروف على علقمة وقرأ علقمة على ابن مسعود، على النبي (ص)
وبعد: فأوصي هذا الطالب المذكور أعلاه بتقوى الله في السر والعلانية، وحفظ حدود الله تعالى وكتابه، والقيام بوظائف خدمته في التبجيل والتعظيم، وان يبديه لطالبيه، ويعين عليه ذوي الرغبة من مخاطبيه، وأن لا يمنعه من ذويه، وعهدت إليه أن يتمسك بكتاب الله المنزل، وبسنة نبيه الأكمل، وان يتخلق بآداب القرآن سرا وجهرا، فيحوز ما عند الله شرفا وذكرا، جعلني الله وغياه ممن اتبع كتابه وأجلّ حرمته وفهم خطابه، وأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، واستجلى بالتدبر حكمته، وأتقن بالعمل أحكامه، واستضاء بأنواره، فقاده إلى دار السلامة، واقتفى آثاره فأحله دار الكرامة، ولا يجعله ممن نكص على عقبيه فاستهواه الشيطان، ولا ممن اتبع هواه فهو في الأذلين.
بمنه وكرمه، إنه رحيم رحمن. قال ذلك بفمه، وكتب عنه بإذنه أحمد البقري خادم كلام الله بالأزهر. ثم نقلها في ذي الحجة 1211 هـ.
*
_(خاص منتديات مزامير آل داود)
(بسم الل)
وبه نستعين
الحمد لله الذي نور الأكوان بسرّ الشريعة المحمدية، بعد أن كانت ظلاما وشرّف قدر سيدنا ومولانا محمد (ص) بإنزال القرآن العظيم بأحكام باهرة، وبيّن لنا ما فيه من الحلال والحرام، وأدخل من قام بحقه وداوم على تلاوته في حرز الأماني، فكان بوجه التهاني محفوظا بنشر فوائد من جميع الأنام، وأورثه من اصطفاه من خلقه، فقام بواجب حقه فبلغ بذلك القبام إلى أعلى المرام. أحمده حمد عبد طامع في رحمته، مغترف من ساحة بحر جوده يواقيت أسرار لطائف حكمته، فتفجرت منه ينابيعها، وثبت على معظم الأحكام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد أذعن بأن الدين عند الله الإسلام، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله، نبي افتتح الله به الوجود، وختم به الرسل الكرام، وأدام شريعته إلى يوم القيام، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته، صلاة وسلاما دائمين متلازمين بدوام الليالي والأيام، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن أولى ما تصرف فيه الهمم العوالي، وأجمل ما تبذل فيه المهج الغوالي تعلم كتاب الله وتعليمه، وتفهم أوجه قراءاته وتفهيمه‘ فلذلك رغب فيه أهل العلم الأخيار واعتنى به أهل الفضل السادة الأبرار، منهم اللوذعي الأديب والألمعي النجيب الإمام الفاضل حاوي أعلى الكمالات والفضائل الشاب الصالح المتقن العارف بربه العلي الشيخ الناجب الموفق سيدي علي بن سيدي أحمد بن سيدي علي الشافعي مذهبا الدمشقي بلدا الشهير نسبه بابن كزبر أبّد الله سيادته، ونفع به بجاه سيدنا محمد (ص) عند ربه، فإنه جاء إليّ وقرأ عليّ ختمة كاملة للقراء السبعة من طريق الشاطبية إفرادا وجمعا، إفتتح الختمة من أول القرآن وقرأ إلى قوله تعالى: {من الجنة والناس} إلى قوله: {وأولئك هم المفلحون}، وقد أجزته إجازة صحيحة بشرطها المعتبر عند علماء الأثر: أن يقرأ ويقرىْ في كل مكان حل وفي كل قطر نزل من أراد قراءته إفرادا وجمعا. غفر الله له بها أوزاره، وأعلى له في الدنيا والآخرة مناره، واُخبره أني أخذت طريقة الشاطبية للقراء السبعة من ولي الله سيدي محمد البقري رحمه الله ونفعنا ببركته، وهو أخذ عن سيدي عبد الرحمن اليمني رحمه الله تعالى مذاهب القراء السبعة إفرادا، ثم جمع مذاهبهم في ختمة من طريق الشاطبية، وأجازه بالجامع الأزهر بحضرة جمع من أهل العلم، وكتب له بذلك وثيقة وأخبره غفر الله لي ولهما أنه أخذ القراءة عن والده الشيخ شحاذة اليمني، وقرأ بعد وفاة والده على مولانا الشيخ العالم سيدي أحمد بن عبد الحق السنباطي والشيخ شحاذة اليمني أخذ عن مولانا ناصر الدين الطبلاوي، وهو أخذ عن أئمة أجلاء منهم الشيخ النويري، وهو أخذ عن خاتمة الحفاظ والمحدثين السيخ شمس الدين الجزري، قال: قرأت على أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد المصري الشافعي، قال: قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق الصائغ المصري، قال: قرأت على الشيخ الحسيب النسيب أبي الحسن علي بن شجاع العباسي المصري صهر الشاطبي وهو تلقى هذا العلم عن ولي الله المراقب المكاشف محرر هذا العلم بلا دفاع أبي القاسم بن فيرة الرعيني الشاطبي، وهو أخذ عن أبي الحسن علي بن هذيل وهو أخذ عن أبي داود سليمان بن نجاح، وهو أخذ عن الإمام الحافظ أبي عمرو عثمان الداني رحمه الله تعالى مؤلف (التيسير) بأسانيده إلى القراء السبعة.
قال الجزري في النشر الكبير [النشر 1/62]: وهذا الإسناد لا يوجد اليوم أعلى منه تسلسل بمشايخ الإقراء وبالشافعية وبالديار المصرية وبالقراءة والتلاوة.
أما الرواة الأربعة عشر رضي الله عنهم أجمعين فهم:
[الإمام الأول]
نافع بن عبد الرحمن المدني
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، وأصله من أصبهان، وكان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك، لأن النبي (ص) قرأ في فيه في المنام، وهو من الطبقة الثانية بعد الصحابة. توفي سنة تسع وستسن ومئة. وراوياه عيسى بن مينا المدني ولقب بقالون، بمعنى الجيد في لغة الروم لجودة قراءته وتوفي سنة عشرين ومئتين.
وورش: عثمان بن سعيد المصري، ولقب بورش لشدة بياضه. ولد بمصر سنة عشر ومئة، ومات بها سنة سبع وتسعين ومئة.
فقالون
من طريق أبي نشيط وهو من طريق ابن بويان، عن أبي بكر بن الأشعث عنه، فعنه قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على أبي الفتح فارس بن أحمد الضرير، قال: قرأت بها على عبد الباقي (بن الحسن)، عن إبراهيم بن عمر قال: قرأت على (أحمد بن عثمان بن جعفر) بن بويان، قال: قرأت على ابن الأشعث، على أبي نشيط، قال: قرأت على قالون، عن نافع.
وورش
فمن طريق الأزرق، وهو طريق إسمعيل النحاس عنه فمنه قال الداني: قرأت بها على ابن خاقان قال: قرأت بها على أبي جعفر أحمد بن أسامة، عن إسمعيل النحاس قال: قرأت بها على ورش قال: قرأت بها على نافع.
نافع
وقرأ نافع على سبعين من التابعين منهم: جعفر بن يزيد بن القعقاع، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، وشيبة بن نضاح، ويزيد بن رومان. وقرأ الأعرج على عبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي، وقرأ هؤلاء على أبيّ بن كعب، وقرأ أبي بن كعب على النبي (ص)
[الإمام الثاني]
عبد الله بن كثير
عبد الله بن كثير المكي، مولى عمرو بن علقمة، تابعي وأصله من أبناء فارس، وكان طويلا جسيما، أسمرأشهل، يخضب بالحناء. ولد بمكة سنة خمس وأربعين في أيام معاوية، وأقام مدة بالعراق، ثم عاد إليها ومات بها سنة عشرين ومئة في أيام هشام بن عبد الملك.
ومن روايتي: أحمد بن محمد البزي المكي، ومحمد بن عبد الرحمن المعروف بقنبل رحمهما الله تعالى.
فالبزي
من طريق أبي ربيعة وهو من طريق النقاش عنه، فعنه قال الداني: قرأت بها على أبي القاسم عبد العزيز الفارسي، قال: قرأت على أبي بكر النقاش، قال: قرأت على أبي ربيعة، قال: قرأت على البزي، وهو على أبي الحسن أحمد بن محمد النبال القواس، وهو على أبي الأخريط، قال البزي: وقرأت أيضا على أبي الأخريط المذكور وعلى أبي القاسم عكرمة المكي وعلى عبد الله بن زياد، وقرأ الثلاثة على أبي الفتح المعروف بالقسط، وهو على أبي الوليد بن قسطان وعلى شبل بن عباد المكيين وقرأ القسط أيضا وابن مسكان والشبل على أبي معيط.
وقنبل
عن طريق ابن مجاهد، وهو من طريق السامري البغدادي، وهو على ابن مجاهد، وهو على قنبل، وهو على أبي الحسن القواس، وهو على أبي الأخريط، وهو على أبي الفتح القسط، وهو على أبي الوليد بن مسكان وهو على أبي معبد.
عبد الله بن كثير
وقرأ ابن كثير على أبي السائب عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي الصحابي، وأبي الحجاج مجاهد بن جبر المكي، ودرباس مولى ابن عباس، وقرأ عبد الله بن السائب على أبي بن كعب، وقرأ مجاهد ودرباس على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقرأ أبيّ وزيد رضي الله عنهما على النبي (ص)
[الإمام الثالث]
أبو عمرو (بن العلاء)
هو زبان – بالزاي المعجمة والباء الموحدة المشددة وهما مفتوحتان – بن العلاء المازني البصري، وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية والشعر وأيام العرب. قال الأصمعي: سألته عن ثمان مئة ألف مشألة في الشعر والقرآن والعربية، فأجاب فيها كأنه في قلوب العرب.
وراوياه: أبو عمرو الدوري حفص بن عمر البغدادي، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي الرقي، رحمهما الله تعالى.
فالدوري
من طريق أبي الزعراء، وهو من طريق ابن مجاهد عنه، فعنه قال أبو عمرو الداني: قرأت بها على عبد العزيز البغدادي، وهو على أبي طاهر عبد الواحد ابن أبي هشام، وهو على ابن مجاهد، وهو على أبي الزعراء، وهو على الدوري، وهو على أبي محمد يحيى اليزيدي العدوي البصري، وهو على إمام البصرة أبي عمرو بن العلاء.
والسوسي
من طريق ابن جرير، وهو من طريق عبد الله بن الحسين السامري، قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها بإظهار الكبير وإدغامه على فارس بن أحمد المقرىء، وقال لي: قرأت على عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على أبي عمران موسى بن جرير، على أبي شعيب السوسي، على أبي محمد يحيى اليزيدي العدوي، وقرأ اليزيدي على إمام البصرة على أبي عمرو بن العلاء. وقرأ أبو عمرو على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نضاح وعبد الله بن كثير، ومجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وحميد بن قيس الأعرج المكي، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة بن خالد، وعكرمة مولى ابن عباس، ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، ويحيى بن يعمر، وقرأ هؤلاء الثلاثة عشر على سبق من الصحابة وغيرهم، وهم على رسول الله (ص) وإن من الثلاثة عشر: عبد الله بن كثير، ومجاهد، وسعيد بن جبير الثلاثة نذكرهم من الثلاثة عشر المذكورة قرؤوا على ابن عباس، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما على اُبيّ رضي الله عنه، وقرأ أبيّ رضي الله عنه على النبي (ص)
[الإمام الرابع]
عبد الله بن عامر
عبد الله بن عامر بن يزيد الشامي، قاضي دمشق، وإمام مسجدها، اليحصبي من روايتي هشام بن عمار الدمشقي قاضيها وخطيبها. وعبد الله بن أحمد بن ذكوان القرشي الدمشقي.
فهشام
من طريق الحلواني، وهو من طريق الجمال – بالجيم والميم المشددة – قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على أبي الفتح بن فارس، قال: قرأت على أبي عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على محمد بن عبدان، قال: قرأت على الحلواني، قال: قرأت على هشام، قال: قرأت على عراك بن خالد المري، قال: قرأت على يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على ابن عامر.
وابن ذكوان
من طريق الأخفش، وهو من طريق النقاش، قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على أبي الفتح بن فارس، قال: قرأت على أبي عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على محمد بن عبدان، قال: قرأت على الحلواني، قال: قرأت على هشام، قال: قرأت على عراك بن خالد المري، قال: قرأت على يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على ابن عامر.
ابن عامر
وقرأ ابن عامر على أبي الدرداء الصحابي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ أبو الدرداء على رسول الله ***، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو قرأ على النبي (ص)
[الإمام الخامس]
عاصم
عاصم بن أبي النجود – بفتح النون وضم الجيم – وكنيته أبو بكر. تابعي كوفي. مات بالكوفة أو السماوة سنة سبع أو ثمان أو تسع وعشرين ومئة، أيام مروان الأخير.
وراوياه: أبو بكر شعبة بن عياش الأسدي الكوفي، وحفص بن سليمان البزاز ربيب عاصم الكوفي رحمهما الله.
فأبو بكر (شعبة)
من طريق يحيى بن آدم، وهو من طريق شعيب الصريفيني. قال الحافظ أبو عمرو الداني: قرأت بها على فارس بن أحمد، قال ابن أحمد: قرأت على أبي الحسن عبد الباقي، قال: قرأت على إبراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد البغدادي، قال: قرأت على يوسف بن يعقوب الواسطي، قال: قرأت على الصريفيني، قال: قرأت على يحيى، عن أبي بكر، عن عاصم.
وقال فارس: قرأت بها أيضا على عبد الله بن الحسين قال: قرأت على أحمد ابن يوسف القافلاني، قال: قرأت على الصريفيني بسنده إلى عاصم.
وحفص
من طريق عبيد بن الصباح، وهو من طريق أبي الحسن الهاشمي، عن الأشناني، قال الحافظ أبو عمرو: قرأت بها على أبي الحسن طاهر، قال: قرأت على أبي الحسن علي الهاشمي، قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني، قال: قرأت على ابن الصباح، قال: قرأت على حفص، قال: قرأت على عاصم.
وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وقرأ أبو عبد الرحمن على عثمان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقرأ هؤلاء على رسول الله (ص) وقرأ زر على عثمان وابن مسعود، وقرأ على النبي (ص)
[الإمام السادس]
حمزة
حمزة بن حبيب الزيات الكوفي الفرضي التميمي مولاه، وهو من تابع التابعين، ولد سنة ثمانين أيام عبد الملك، ومات بحلوان سنة أربع أو ثمان وخمسين ومئة أيام المنصور أو المهدي.
وراوياه: خلف بن هشام البزار – بازاي ثم بالراء بينهما ألف. وخلاد بن خالد الكوفي رحمهما الله تعالى.
فخلف
من طريق إدريس بن عبد الكريم، وهو من طريق أحمد بن عثمان بن جعفر ابن بوبان. فال الداني: قرأت بها على أبي الحسن بن غلبون، قال: قرأت على أبي الحسن بن يوسف الحرتكي، قال: قرأت على ابن بوبان، قال: قرأت على إدريس، قال: قرأت على خلف، قال: قرأت على سليم قال: قرأت على حمزة.
وخلاد
من طريق ابن شاذان، وهو من طريق ابن شنبوذ، قال الداني: قرأت بها على أبي الفتح، قال: قرأت على عبد الله بن الحسين، قال: قرأت على محمد بن شنبوذ، قال: قرأت على أبي بكر بن شاذان، قال: قرأت على خلاد، قال: قرأت على سليم، قال: قرأت على حمزة.
حمزة
وقرأ حمزة على سليمان بن مهران الأعمش، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي، وحمران بن أعين، وأبي إسحاق السيفي، ومنصور بن المعتمر، ومغيرة بن مقسم، وجعفر بن محمد الصادق وغيرهم.
وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى على جماعة من أصحاب ابن مسعود: علقمة، والأسود، وعبيد بن نضيلة الخزاعي، وزر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهم قرؤوا على ابن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النبي (ص)
[الإمام السابع]
الكسائي
علي بن حمزة الكسائي النحوي، وهو نسب لكساء أحرم فيه، الكوفي، من تابعي التابعين.
إنتهت إليه الرئاسة في القرآن واللغة والنحو، عاش سبعين سنة، ومات بربويه قرية من قرى الري صحبة الرشيد سنة تسع وثمانين ومئة.
وراوياه: الليث أبو الحارث بن خالد البغدادي المروزي، وأبو عمر الدوري، راوي أبي عمرو بن العلاء، وكان قد قرأ الأحرف السبعة.
فأبو الحارث
من طريق محمد بن يحيى، وهو من طريق البطي، قال الحافظ الداني: قرأت بها على فارس بن أحمد، قال: قرأت على أبي الحسن عبد الباقي، قال: قرأت على زيد بن علي، قال: قرأت على البطي، قال: قرأت على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، قال: قرأت على أبي الحارث الليث، قال: قرأت على الكسائي.
والدوري
من طريق النصيبيني‘ قال الحافظ الداني: قرأت بها القرآن كله على أبي الفتح الضرير، وقال لي: قرأت بها على عبد الباقي بن الحسن، وقال: قرأت على محمد بن علي الموصلي، قال: قرأت على جعفر بن محمد، قال: قرأت على أبي حفص الدوري، قال: قرأت على الكسائي.
الكسائي
قرأ الكسائي على حمزة بن حبيب الزيات، وعليه اعتماده، وقرأ الكسائي على عيسى بن عمر الهمداني، وقرأ عيسى على عاصم، وطلحة بن مصروف والأعمش، وسبق سنده أيضا. وقرأ أيضا على غيرهم من الكوفيين، وقرأ طلحة بن مصروف على علقمة وقرأ علقمة على ابن مسعود، على النبي (ص)
وبعد: فأوصي هذا الطالب المذكور أعلاه بتقوى الله في السر والعلانية، وحفظ حدود الله تعالى وكتابه، والقيام بوظائف خدمته في التبجيل والتعظيم، وان يبديه لطالبيه، ويعين عليه ذوي الرغبة من مخاطبيه، وأن لا يمنعه من ذويه، وعهدت إليه أن يتمسك بكتاب الله المنزل، وبسنة نبيه الأكمل، وان يتخلق بآداب القرآن سرا وجهرا، فيحوز ما عند الله شرفا وذكرا، جعلني الله وغياه ممن اتبع كتابه وأجلّ حرمته وفهم خطابه، وأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، واستجلى بالتدبر حكمته، وأتقن بالعمل أحكامه، واستضاء بأنواره، فقاده إلى دار السلامة، واقتفى آثاره فأحله دار الكرامة، ولا يجعله ممن نكص على عقبيه فاستهواه الشيطان، ولا ممن اتبع هواه فهو في الأذلين.
بمنه وكرمه، إنه رحيم رحمن. قال ذلك بفمه، وكتب عنه بإذنه أحمد البقري خادم كلام الله بالأزهر. ثم نقلها في ذي الحجة 1211 هـ.
*
