إعلانات المنتدى


أصول رواية قالون ح(11)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عبدالحكيم بن أحمد

عضو شرف
عضو شرف
22 سبتمبر 2007
33
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
[align=center]المبحث السادس: ما اختلفت فيه رواية قالون[/align]
عقدت هذا الباب لأجمع فيه ما استطعت من الألفاظ القرآنية التي اختلفت فيها الرواية عن قالون مع ذكري للوجه المقدم في الأداء، وكيفية ضبط بعض الألفاظ على ما يوافق الوجه الذي رويت به.
وفي هذا الباب فوائد عظيمة لا ينبغي للطالب أن يغفل عنها، مع ضرورة تنبيه المشايخ في مراكز التحفيظ إلى تلقين هذه الأوجه لطلابهم كلما مروا بها ووقفوا عندها، مبينين لهم الوجه المقدم فيها، والرسم الموافق لها.
ولنبدأ ــ على بركة الله ــ بأربعة ألفاظ قرأها قالون بوجهين صحيحين رويا عنه، وهما: الإسكان والاختلاس، وسيأتي مزيد بيان لهما، والألفاظ الأربعة هي: ــ
1 ــ نعمَّا في البقرة والنساء.
2 ــ لا تعدُّوا في النساء.
3 ــ لا يهدِّي في يونس.
4 ــ يخصمون في يس.
وأرى قبل أن أتكلم عليها لفظاً لفظاً أن أبين أصل هذه الكلمات حتى يتضح للقاري سرُّ هذه الأوجه، وحكمة الأخذ بها، توفيقا بين أصل اللفظ وما آل إليه.
1 ــ نعمَّا، وأصلها:=نعم ما+فأدغم المثلان،وكسرت عين نعم لأجل التقاء الساكنين( ).
2 ــ تعدُّوا،وأصلها:=تعتدوا+ فلما كانت التاء قريبةً من مخرج الدال ووقعت متحركة، وقبلها ساكنٌ تهيَّأ إدغامها لقصد التَّخفيف( ).
3 ــ يهدّي، وأصلها:=يهتدي+أبدلت التاء دالاً لتقارب مخرجيهما، وأدغمت في الدال، ونقلت حركة التاء إلى الهاء الساكنة( ).
4 ــ يخصمون، وأصلها:=يختصمون+فوقع إبدال التاء صاداً لقرب مخرجيهما طلباً للتخفيف بالإدغام( ).


تنبيه:
وقبل الدخول في تفصيل هذين الوجهين اللذين تقرأ بهما هذه الألفاظ الأربعة أود التنبيه إلى أنَّ الإمام الشاطبي لم يذكر فيها سوى وجه واحد ألا وهو الاختلاس حيث قال:
نعمَّا معاً في النون فتحٌ كما شف
وإخفاء كسر العين صيغ به حُلا( )
إلا أن وجه الإسكان رواه ــ كذلك ــ أبو عمرو الدَّاني في التيسير، فاقتصاره على أحد الوجهين لا إشكال فيه ( ).
وقد علق الإمام ابن الجزري على هذين الوجهين في النشر قائلاً:=والوجهان صحيحان+وقال صاحبُ غيث النفع:=إن الإسكان مذهب أكثر أهل الأداء، كذا في اللطائف بل كثير منهم كالبغوي لم يعرف سواه+( ).
إذًا: فالمقدم في نعمَّا وأخواتها هو الإسكان كما نص عليه الداني في التيسير( )الذي هو أصل الشاطبية وإن اقتصر الشاطبي على الاختلاس في شاطبيته، وقد جاء عن الداني أنه قرأ بالوجهين معاً ثم قال:=والإسكان آثر والاختلاس أقيس+( ).
ولنبدأ بذكرها واحدةً واحدة..
1 ــ نعمَّا: وقد وقعت في موضعين من القرآن الكريم في البقرة والنساء ففي هذين الموضعين قرأ قالون بوجهين( ):
أ ــ اختلاس كسرة العين ــ الإسراع بها ــ وعلى هذا الوجه توضع نقطة( )تحت السطر بعد العين مع تشديد الميم وغنِّها، وتعرية العين من الحركة.
ب ــ تسكين العين تسكينا خالصا مع تشديد الميم وغنها، وعلى هذا الوجه توضع علامة السكون فوق العين وتشدَّد الميم مع الغنَّة وإزالة النقطة=التغديرة+ من تحت السطر.
2 ــ لا تعدُّوا( ): وقعت هذه اللفظة في سورة النساء، ولقالون فيها وجهان:
أ ــ اختلاس فتحة العين وعلى هذا الوجه توضع نقطة على السطر بعد العين وتعرَّى العين من الحركة مع تشديد الدَّال.
ب ــ تسكين العين تسكينا خالصا مع تشديد الدَّال وعلى هذا الوجه تزال النقطة التي على السطر ويوضع السكون على العين مع تشديد الدال.
3 ــ لا يهدّي: في سورة يونس،وقد قرئت بوجهين:
أ ــ اختلاس فتحة الهاء مع تشديد الدال،وعلى هذا الوجه تعرى الهاء من الحركة، وتوضع بعيدها فوق السطر نقطة مع تشديد الدال.
ب ــ تسكين الهاء تسكينا خالصاً مع تشديد الدال،وعلى هذا الوجه تزال النقطة التي على السطر مع تشديد الدال( ).
4 ــ يخصمون: في سورة يس.
وقد قرأها قالون بوجهين( ):
أ ــ اختلاس فتحة الخاء مع تشديد الصاد، وعلى هذا الوجه يجرد الخاء من الحركة مع تشديد الصاد، وتوضع فوق السطر بعد الخاء نقطة =تغديرة+ للدلالة على أن حركة الحرف غير خالصة.
ب ــ تسكين الخاء تسكينا خالصا مع تشديد الصاد، وعلى هذا الوجه تزال النقطة التي فوق السَّطر، وتوضع علامة السكون على الخاء مع تشديد الصاد، قال في مورد الظمآن:
وكلُّ ما اختُلس أو يُشَمُّ فالشكل نقطٌ والتَّعري حكمُ( )
5 ــ يلهث ذلك: في سورة الأعراف.
قرأها قالون بوجهين صحيحين:
أ ــ إدغام الثاء المثلثة في الذال المعجم، وعلى هذا الوجه تزال علامة السكون التي فوق الثاء وتوضع علامة الشدَّة فوق الذال المعجم المفتوح.
ب ــ إظهار الثاء وعدم إدغامها في الذال المعجم، وعلى هذا الوجه توضع علامة السكون على الثاء المثلثة، ويفتح الذال مع عدم التشديد.
6 ــ لأهب: في سورة مريم.
قرأها قالون بوجهين صحيحين هما:
أ ــ تحقيق الهمزة المفتوحة بعد لام التعليل، على أن الهمزة للمتكلم، وإسناد الهبة للملَك على سبيل المجاز علاقته السببية؛ وعلى هذا الوجه ترسم الكلمة بهمزة مفتوحة على الألف:=لأَهب+.
ب ــ إبدال الهمزة ياء خالصة، فيحتمل أن تكون للغائب أي: ليهب ربُّك مع أنها مكتوبة في المصحف بالألف.
قال ابن عاشور في تفسيره:=وعندي ــ أي:القراءة بالياء ــ إنما هي نطق بالهمزة المخففة بعد كسر اللام بصورة نطق الياء( ).
قلتُ: وهذا الذي ذكره ابن عاشور هو الراجح.
وقد ذكر هذا الاحتمال ــ أيضاً ــ القرطبي في تفسيره حيث قال: =ويحتمل أن تكون القراءة بالياء بمعنى المهموز ثم خففت الهمزة+( ).
على هذا تكون الياء بدلا عن الهمزة ويكون الفعل مسندا للمتكلم بعد تخفيف همزة،وعلى هذا الوجه توضع نقطة فوق الألف مع وضع فتحة فوقها التي بعد اللام إشارة إلى تسهيلها وإبدالها حرفا خالصاً، وعلى كل حال:فإن هذين الوجهين صحيحان مقروء بهما لقالون، والتحقيق هو المقدَّم في الأداء( ).
قال في مورد الظمآن:
وهكذا بألف من لأهبْ لمن إلى الياء قراءة ذهب
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: أصول رواية قالون ح(11)

احسن الله اليكم شيخنا وبارك فيكم وفي انتظار الدرس الموالي ان شاء الله
 

وسام الإسافني

مشرف سابق
15 أكتوبر 2005
2,341
1
0
الجنس
ذكر
رد: أصول رواية قالون ح(11)

زادكم الله علما و توفيقا
 

الواجبي مصطفى

مزمار كرواني
7 أغسطس 2007
2,218
0
0
الجنس
ذكر
رد: أصول رواية قالون ح(11)

نحن ننتطر المزيد منكم
 

العفو عند المقدرة

مزمار داوُدي
4 يوليو 2007
7,874
13
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: أصول رواية قالون ح(11)

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك

:)
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع