إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
[align=center] -بسم الله- [/align]

إخواني أخواتي في هذا الموضوع يوضع كل مقال عن الأذان

ii







[align=center]الأذان



تاريخه ـ صِيَغُهُ ـ حكمه





إعداد

سعد الدين بن محمد الكبي[/align]









إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
 يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون (1)
 يا أيها الناس اتّقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيباً (2).
 يا أيها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً(3)

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار .
وبعد،
فإن الأذان عبادة من أجلّ العبادات، يُنادى به للصلاة خمس مراتٍ في اليوم، وهو شعيرة من شعائر الإسلام، شُرع بعد أن اهتم المسلمون كيف يُنادى للصلاة، ،حتى أُريَ عبد الله بن زيد  الأذان، فأخبر النبي  أنه رؤيا حق فأمر بلالاً  أن يُنادي بألفاظ الأذان .
ومنذ ذلك اليوم، والمسلمون يؤذنون بتلك الألفاظ الشرعية الخالدة، وإلى قرب قيام الساعة إلا أن كثيراً من الناس، بل ربما بعض المؤذنين أيضاً لا يعلمون أحكام الأذان، وقد يتساهلون بهذه الشعيرة، خاصةً الذين يصلون منفردين، أو في السفر، فيتركون الأذان لجهلهم بأنه واجب في الحضر والسفر، وعلى الجماعة والمنفرد، بل وعلى النساء كما هو على الرجال . فاقتضى التنبيه وبيان أحكام الأذان قدر الإمكان مساهمة في حمل الأمة على الاقتداء بهدي خير الأنام .
وهذه الرسالة لم أدَّع فيها الإحاطة، وبحث الموضوع على سبيل الحصر لمتعلقاته ومسائله، وإنما ما لا يسع المسلم جهله في هذه العبادة العظيمة . والله أسأل أن ينفع بها كاتبها، ومن طبعها وقرئها، فإنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

وكتب
سعد الدين بن محمد الكبي














تعريف الأذان

الأذان لغة: الإعلام .
وشرعاً: الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة .
والأذان مع قلة ألفاظه اشتمل على مسائل العقيدة .
1ـ تكبير وتعظيم الله تعالى .
2ـ الإيمان بأسمائه بإثبات اسمه العلم .
3ـ الشهادة لله بالوحدانية، وأنه واحد في ذاته وأسمائه وصفاته .
4ـ الإيمان بأنه لا معبود بحق إلا الله سبحانه .
5ـ الكفر بالمعبودات الباطلة بنفي الألوهية عن سوى الله سبحانه .
6ـ الشهادة لرسوله  بالرسالة .
7ـ الإيمان بركنٍ عظيم من أركان الإسلام وهو الصلاة .
8ـ الإيمان بالجزاء وهو الفوز والفلاح لمن وحّد الله تعالى، واتبع رسوله ، وأقام الصلاة وسائر شرائع الإسلام .
9ـ أن الخسران والندم لمن ترك الصلاة .

فوائد: ومعنى قوله: حيّ على الصلاة: تعالوا إلى الصلاة وأقبلوا إليها .
ومعنى قوله: حيّ على الفلاح: هلم إلى الفوز والنجاة، ويقال لحيّ على: حيعلة وتسمَّى كلمة منحوتة .




فضل الأذان

1ـ عن أبي هريرة  أنه سمع من فم رسول الله  يقول: » المؤذن يغفر بمد صوته، ويشهد له كل رطبٍ ويابس «(1).
2ـ وعن البراء بن عازب  أن نبي الله  قال: » إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدّم والمؤذن يغفر له بمد صوته، ويصدقه من سمعه من رطبٍ ويابس، وله مثل أجر من صلى معه «(2).
3ـ وعن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: » إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قُضي النداء أقبل، حتى إذا ثوِّب بالصلاة أدبر، حتى إذا قُضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، ويقول: اذكر كذا اذكر كذا، لِمَا لم يكن يذكر، حتى يظلَّ المرء إن يدري كم صلّى «(3).
4ـ وعن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: » لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو علموا ما في العَتَمة والصبح لأتوهما ولو حبواً «.(4)
5ـ وعن معاوية  قال: سمعت رسول الله  يقول: » المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة «(5).
6ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول اله  قال: » من أذن ثِنتي عشرة سنة، وجبت له الجنة، وكُتِبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، ولكل إقامةٍ ثلاثون حسنة «(6).
متى شُرع الأذان

وردت أحاديث تدل على أن الأذان شُرع بمكة قبل الهجرة، منها ما رواه الطبراني من طريق سالم عن أبيه(1) قال: » لما أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أوحى الله إليه الأذان فنـزل به فعلمه بلالاً «.
قال ابن حجر في الفتح (2/78): في إسناده طلحة بن زيد وهو متروك . وانظر مجمع الزوائد (1/328) باب بدء الأذان:
ومن أغرب ما وقع في بدء الأذان:
ما رواه أبو نعيم في الحلية بسند فيه مجاهيل؛ » أن جبريل عليه السلام نادى بالأذان لآدم حين أهبط من الجنة «(2).
ومن ذلك ما رواه أبو الشيخ بسند فيه مجهول عن عبد الله بن الزبير  قال: أُخذ الأذان من أذان إبراهيم  وأَذِّن في النَّاسِ بِالحْجِّ  قال:
" فأذن رسول الله  "(3) .
قال ابن حجر رحمه الله: والحق أنه لا يصح شيء من هذه الأحاديث(4).
وقد جزم ابن المنذر رحمه الله بأنه  كان يصلي بغير أذان منذ فرضت الصلاة بمكة إلى أن هاجر إلى المدينة .

... تابع ....
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

أول ما بُدءَ به من الأذان
صوت الإنسان

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحيّنون الصلاة ليس يُنادى لها، فتكلموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقاً مثل قرن اليهود، فقال عمر : ( أولا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة ؟ ) فقال رسول الله  : » يا بلال قم فناد بالصلاة «(1) .
قال ابن حجر رحمه الله: إشارة عمر  بإرسال رجل ينادي للصلاة كانت عقب المشاورة فيما يفعلونه، وأن رؤيا عبد الله بن يزيد  كانت بعد ذلك والله أعلم(2).
فائدة: قال ابن حجر رحمه الله تعالى: كان اللفظ الذي ينادي به بلال للصلاة، قوله: ( الصلاة جامعة )(3).






خبر الأذان

ثم لما اهتم المسلمون كيف ينادون للصلاة، فلم يتابعوا اليهود ولا النصارى في دعائهم للصلاة ـ لأن الإسلام جاء بمخالفتهم في نصوص كثيرة بحيث تعتبر مخالفتهم أصلاً من أصول الدين لغرض حماية جناب الدين من التشبه بهم في الظاهر المؤدي إلى التشبه بهم في الباطن ـ .
وكان قد اهتم عبد الله بن زيد  بهذا الأمر الذي يعتبر من أمور المسلمين، فرأى في نومه خبر الأذان، فأخبر النبي  فقال: » إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به، فإنه أندى منك صوتاً « .
ثم سمع عمر الأذان فخرج يجر رداءه ويقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما أُري، فقال رسول الله : » فلله الحمد «(1).
وكان عمر  قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً استحياءً (2).










صِيَغُ الأذان

أولاً: أذان عبد الله بن زيد  بتربيع التكبير وتثنية سائر الأذان بغير ترجيع .
فعن عبد الله بن زيد  قال: لما أمر رسول الله  بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوساً في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قال وما تصنع به؟ فقلت ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت بلى، قال: فقال: تقول:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله .
أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله .
حيً على الصلاة، حيَّ على الصلاة .
حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح .
الله أكبر، الله أكبر .
لا إله إلا الله .
قال: ثم استأخر عني غير بعيد ثم قال: وتقول إذا أقمت الصلاة:
الله أكبر، الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله،
أشهد أن محمداً رسول الله،
حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح،
قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة،
الله أكبر، الله أكبر
لا إله إلا الله(1). الحديث .
ثانياً: أذان أبي محذورة  بتربيع التكبير، وتثنية سائر الأذان مع الترجيع .
والترجيع: أن يأتي بالشهادتين مرتين، ثم يرجع مرة ثانية فيقولها ويمد بها صوته .
فعن عبد الله بن محيريز، وكان يتيماً في حجر أبي محذورة، حتى جهزه إلى الشام، قال: قلت لأبي محذورة: إني خارج إلى الشام، وأخشى أن أُسأل عن تأذينك ؟ فأخبرني أن أبا محذورة قال له:
خرجت في نفر، فكنا ببعض طريق حنين، مقفل رسول الله  من حنين فلقينا رسول الله  في بعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله  بالصلاة عند رسول الله ، فسمعنا صوت المؤذن، ونحن عنه متنكبون، فظللنا نحكيه ونهزأ به، فسمع رسول الله  الصوت، فأرسل إلينا حتى وقفنا بين يديه، فقال رسول الله :
» أيُكم الذي سمعت صوته قد ارتفع ؟ « فأشار القوم إليّ وصدقوا، فأرسلهم كلهم وحبسني، فقال: » قم فأذن بالصلاة « فقمت، فألقى عليّ رسول الله  التأذين هو بنفسه، قال: قل: » الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
أشهد أن لا إله الله، أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمداً رسول الله
أشهد أن محمداً رسول الله
ثم قال: » ارجع فامدد صوتك « ثم قال: قل:
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله
حي على الصلاة، حيّ على الصلاة .
حي على الفلاح حيّ على الفلاح .
الله أكبر، الله أكبر،
لا إله إلا الله .
قال: ثم دعاني حين قضيت التأذين، فأعطاني صرة فيها شيء من فضة، فقلت: يا رسول الله: مرني بالتأذين بمكة، فقال: » قد أمرتك به « فقدمت على عتَّاب بن أسيد، عامل رسول الله  بمكة فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله  (1).
وفي رواية أخرى، قال:
وعلّمني الإقامة مرتين .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر .
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله .
أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله .
حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة
حيّ على الفلاح، حي على الفلاح
قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة
الله أكبر، الله أكبر
لا إله إلا الله(2).

اختلاف أهل العلم في الترجيع في الأذان:
وقد اختلف أهل العلم في الترجيع في الأذان، هل هو سنة أم لا ؟ فذهب مالك والشافعي وأحمد إلى أن الترجيع في الأذان ثابت مشروع لحديث أبي محذورة ، وهو حديث صحيح مشتمل على زيادة غير منافية فيجب قبولها وهو أيضاً متأخر عن حديث عبد الله بن زيد، فحديث عبد الله بن زيد في أول الأمر، وحديث أبي محذورة سنة ثمان من الهجرة بعد حنين(3).
وذهب أبو حنيفة إلى عدم استحباب الترجيع تمسكاً بظاهر حديث عبد الله ابن زيد  . وأجابوا عن حديث أبي محذورة في ذكر الترجيع، أن ما رواه أبو محذورة  كان تعليماً فظنه ترجيعاً(1).

الترجيح: والراجح مذهب الجمهور لما تقدم من استدلالهم، ويرد تأويل الحنفية لذكر الترجيع في حديث أبي محذورة  ما رواه الترمذي عن أبي محذورة  أن النبي  علّمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة(2).

اختلاف أهل العلم في الإقامة مثنى مثنى أم فرادى ؟
واختلف أهل العلم في الإقامة، هل هي مثنى مثنى كالأذان ولكن بغير ترجيع، أم فرادى مرة مرة إلا قد قامت الصلاة فتثنّى على حديث أنس  ؟ فذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أن الإقامة مثنى مثنى مثل الأذان، وأن إفراد الإقامة كان أولاً ثم نُسخ بحديث أبي محذورة  ، وهو متأخر عن حديث أنس  فيكون ناسخاً.
قال ابن حجر رحمه الله :
وعورض بأن في بعض طرق حديث أبي محذورة  المحسنة التربيع والترجيع فكان يلزمهم القول به .
وقد أنكر أحمد على من ادعى النسخ بحديث أبي محذورة ، واحتج بأن النبي  رجع بعد الفتح إلى المدينة وأقر بلالاً على إفراد الإقامة، وعلّمه سعدَ القرظ فأذن به بعده(3).
وذهب جمهور أهل العلم إلى أن الإقامة فرادى، قال النووي: قال الخطابي: مذهب جمهور العلماء والذي جرى به العمل في الحرمين والحجاز والشام واليمن ومصر والمغرب إلى أقصى بلاد الإسلام أن الإقامة فرادى .
واستدل الجمهور بحديث أنس  قال: » أُمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة «(1).
وبحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: » إنما كان الأذان على عهد رسول الله  مرتين مرتين، والإقامة مرة مرة، غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فإذا سمعنا الإقامة توضأنا ثم خرجنا إلى الصلاة «(2).

الحكمة من تثنية الأذان وإفراد الإقامة:
والحكمة في تثنية الأذان:
1ـ أن الأذان لإعلام الغائبين، فيكرر ليكون أبلغ في إعلامهم، بخلاف الإقامة فإنها للحاضرين فلا حاجة إلى تكرارها .
ولهذا قال العلماء:
ويكون رفع الصوت في الأذان أرفع منه في الإقامة، ومن ثم استحب أن يكون الأذان في مكان عالٍ بخلاف الإقامة .
2ـ أن تكرير لفظ الإقامة خاصة لأنه مقصود الإقامة بالذات(3)ويستفاد أيضاً من هذا التفريق بين الأذان والإقامة:
أن يكون الأذان مرتلاً، والإقامة مسرعة(4).

... تابع ...
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

حكم الأذان

اختلف العلماء في حكم الأذان على أقوال:
1ـ القول الأول على أنه سنة مؤكدة، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء(1).
قال في بداية المجتهد(2):
اتفق الشافعي وأبو حنيفة على أنه سنة للمنفرد والجماعة، إلا أنه آكد في حق الجماعة .
2ـ والقول الثاني على أنه فرض على مساجد الجماعات، ولم يره على المنفرد لا فرضاً ولا سنة، وهو مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى(3).
3ـ والقول الثالث أن الأذان فقط للإمام الذي يجتمع الناس إليه، هو ما ذهب إليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كما أخرج مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يقول: » إنما الأذان للإمام الذي يجتمع الناس إليه «(4).
4ـ والقول الرابع على أنه فرض على الكفاية في الحضر في القرى والأمصار، ويسنان للمنفرد وفي السفر، وهو مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله(5).
5ـ والقول الخامس على أن الأذان واجب على الأعيان، وهو مذهب الظاهرية (6).
6ـ والقول السادس على أن الإقامة واجبة دون الأذان، وهو مذهب عطاء، قال: فإن تركها لعذر أجزأه، ولغير عذر قضى(7).
7ـ والقول السابع على أنه فرض كفاية في الجمعة وسنة في غيرها(1).
ترجيح شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
وقد رجَّح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله حيث قال:
الصحيح أن الأذان فرض على الكفاية، فليس لأهل مدينة ولا قرية أن يَدَعوا الأذان والإقامة، وهذا هو المشهور من مذهب أحمد وغيره(2).
ترجيح الباحث:
والذي يترجح بالأدلة، أن الأذان فرض في حق الجماعة والمنفرد، في الحضر والسفر، للأدلة التالية:
وجوب الأذان على الجماعة في الحضر:
1ـ أن النبي  أمر بلالاً فقال: » يا بلال قم فنادِ بالصلاة « (3).
تعقيب ومتعقب عليه:
وتعقب بأن الأمر إنما ورد بصفة الأذان لا بنفسه، والجواب: بأنه إذا ثبت الأمر بالصفة لزم أن يكون الأصل مأموراً به، قاله ابن دقيق العيد .
قال ابن حجر: وأخطأ من استدل على عدم وجوبه(4).
2ـ حديث أنس  : » أُمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة «(5)وهذا يدل على أن الأذان مأمور به وهو واجب .
3ـ قوله  لعثمان بن أبي العاص :
» اتخذ مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً «(6).
وهذه الأدلة تدل على وجوب الأذان في الحضر للجماعة .

وجوب الأذان على جماعة المسافرين:
وقد ورد ما يدل على وجوبه على جماعة المسافرين، منها:
1ـ قوله  لمالك بن الحويرث : » إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما «(1).

وجه الاستدلال بالأحاديث المتقدمة على الوجوب:
ووجه الاستدلال بالأحاديث المتقدمة على وجوب الأذان على الجماعة في الحضر والسفر أنه أمر به فقال:
1ـ » قم فنادِ «
2ـ » أُمِر بلال «
3ـ » اتخِذ مؤذناً «
4ـ » أذِّنا وأقيما «
وقد ثبت في الأصول أن الأمر المطلق المجرد عن قرينة صارفة يدل على الوجوب، قال العمريطي في نظم الورقات بعد أن ذكر حدَّ الأمر:
بصيغة افعل فالوجوب حُققا
حيث القرينة انتفت وأُطْلِقا
ومن الأدلة على أن صيغة الأمر تقتضي الوجوب:
أ ـ قوله تعالى:  فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (2).
ووجه الاستدلال بالآية، أن الله حذّر المخالفين عن أمره أن تصيببهم فتنة أو عذاب أليم، وهذا لا يكون إلا على ترك واجب فدل على أن أمر الرسول  المطلق يقتضي وجوب فعل المأمور به .
ب ـ أن النبي  كره تأخير الناس الحَلْق يوم الحديبية لعدم امتثالهم للأمر، حتى دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس(1).
ج ـ قوله :» لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة «(2).
ولولا: حرف امتناع يفيد امتناع الثاني لوجود الأول، فلولا المشقة التي خافها علينا  لأَمَرَنا، ولو أمرنا لكان السواك واجباً بنفس الأمر .
2ـ عن أبي ذر  قال:
» كنا مع النبي  في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال له: » أبرد «، ثم أراد أن يؤذن، فقال له، » أبرد « ثم أراد أن يؤذن فقال له: » أبرد «، حتى ساوى الظلُّ التلول، فقال : » إن شدة الحر من فيح جهنم «(3).
قال ابن حجر في الفتح تعليقاً على تبويب البخاري على هذا الحديث:
( باب الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعةً والإقامة ) .
قال: قوله: إذا كانوا جماعةً، هو مقتضى الأحاديث التي أوردها، لكن ليس فيها ما يمنع أذان المنفرد(4).
وجوب الأذان على المنفرد:
وأما ما يدل على وجوبه على المنفرد في الحضر والسفر:
1ـ ما رواه أبو داود(5)عن رفاعة بن رافع  أن رسول الله  قال للمسيء في صلاته: » فتوضأ كما أمرك الله عز وجل، ثم تشهد فأقم، ثم كبر، فإن كان معك قرآن فاقرأ به، وإلا فاحمد الله وكبره وهلله « وقال فيه: » وإن انتقصت منه شيئاً انتقصت من صلاتك « .
ووجه الاستدلال به: قوله : » ثم تشهد فأقم « فقوله: تشهد أي الأذان(1)، وكل ما جاء في حديث المسيء فهو واجب، قال ابن حجر العسقلاني: قال ابن دقيق العيد: تكرر من الفقهاء الاستدلال بهذا الحديث على وجوب ما ذكر فيه وعلى عدم وجوب ما لم يذكر، أما الوجوب فلتعلق الأمر به، وأما عدمه فليس لمجرد كون الأصل عدم الوجوب، بل لكون الموضع تعليم وبيان للجاهل، وذلك يقتضي انحصار الواجبات فيما ذكر .
ثم قال: فكل موضع اختلف الفقهاء في وجوبه وكان مذكوراً في هذا الحديث فلنا أن نتمسك به في وجوبه(2).
2ـ ما رواه البخاري(3)عن أبي سعيد الخدري  أنه قال لعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري :
» إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك ـ أو باديتك ـ فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة « .
قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله  .
قال ابن حجر: قوله: (فارفع) فيه إشعار بأن أذان من أراد الصلاة كان مقرراً عندهم، لاقتصاره على الأمر بالرفع دون أصل التأذين(4).
3ـ وقد أخرج النسائي في سننه ( باب الأذان لمن يصلي وحده ) من حديث عقبة بن عامر  قال: سمعت رسول الله  يقول: » يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظيّة الجبل، يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله عزَّ وجلّ: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم للصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة « (5).


... تابع ...
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

حكم الأذان والإقامة للنساء
ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ليس على المرأة أذان ولا إقامة، مستدلين بأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: » ليس على النساء أذان ولا إقامة « رواه البيهقي، وهو ضعيف لأنه من رواية عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، وعبد الله ابن عمر هو العمري المكبّر، وهو ضعيف(1).
وهو مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله(2).
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستحب لهن الإقامة دون الأذان، وهو قول في مذهب الشافعي رحمه الله(3). والقول الثاني في مذهب الشافعي رحمه الله أن الأذان والإقامة يستحبان للنساء(4).
والصحيح الراجح أن عليهن أذان وإقامة إذا صلين وحدهن جماعةً، كجماعة النساء في البيت، أو صلت المرأة منفردة للأدلة التالية:
1ـ عن عائشة رضي الله عنها: » أنها كانت تؤذن وتقيم وتؤم النساء وتقف وسطهن «(5).
2ـ أنه يشملهن قوله  للمسيء: » أسبغ الوضوء ثم تشهد فأقم « (6)لأن النساء شقائق الرجال .
3ـ سئل ابن عمر رضي الله عنهما: هل على النساء أذان ؟ فغضب وقال: » أنا أنهى عن ذكر الله «(7).
فائدة:
قال النووي:
وإذا قلنا تؤذن، فلا ترفع الصوت فوق ما تُسمع صواحبها، اتفـق الأصحاب عليه، ونص عليه في الأم، فإن رفعت فوق ذلك حرم كما يحرم تكشفها بحضرة الرجال لأنه يفتتن بصوتها كما يفتتن بوجهها، وممن صرح بتحريمه: إمام الحرمين، والغزالي، والرافعي، وأشار إليه القاضي حسين، وقال السرخسي في الأمالي: رفع صوتها مكروه(1).


بيان أن الأذان شعار الإسلام
ومتى تواطأ قوم على تركه قوتلوا على ذلك

أخرج البخاري عن أنس : أن النبي  كان إذا غزا بنا قوماً،لم يكن يغزو بنا حتى يُصبح وينظر، فإذا سمع أذاناً كفَّ عنهم، وإن لم يسمع أذاناً أغار عليهم « قال: فخرجنا إلى خيبر، فانتهينا إليهم ليلاً، فلما أصبح ولم يسمع أذاناً ركب وركبت خلف أبي طلحة ، وإنّ قدمي لتمس قدم النبي  ، قال: فَخَرَجُوا إِلَيْنَا بِمَكَاتِلِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ فَلَمَّا رَأَوُا النَّبِيَّ  قَالُوا مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ قَالَ فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  قَالَ: » اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ «(1).
قال ابن المنيرّ: قصد البخاري بهذه الترجمة واللتين قبلها، استيفاء ثمرات الأذان، فالأولى فيها فضل التأذين لقصد الاجتماع للصلاة، والثانية فيها فضل أذان المنفرد لإيداع الشهادة له بذلك، والثالثة فيها حقن الدماء عند وجود الأذان(2).
قال الخطابي: فيه أن الأذان شعار الإسلام، وإنه لا يجوز تركه، ولو أن أهل بلد اجتمعوا على تركه كان للسلطان قتالهم عليه(3). وقال صاحب كتاب رحمة الأمة في اختلاف الأئمة(4): وأجمعوا على أنه إذا اتفق أهل بلد على ترك الأذان والإقامة قوتلوا لأنه من شعائر الإسلام فلا يجوز تعطيله .
قلت: وفي هذا رد على الذين يقولون عند إنكار الزيادة على الأذان المشروع: ( إذا كان إنكاركم يؤدي إلى الخلاف وتفريق الكلمة، فترك الأذان أولى لأنه سنة والاجتماع واجب ) .
وفساد هذا القول ظاهر، وهو من السخافة بمكان، ذلك أن قائله لم يتأسس بالعلم الشرعي، ولم يتأصل بالقواعد الشرعية، ولو أنَّه كلما حنقت فرقة من الفرق المنحرفة عن السُّنَّة على سنة من السنن تركنا تلك السنة لأدى ذلك إلى تجريد الدين من سننٍ كثيرة هي من شعائر الإسلام .
وقد أجاب رسول الله  على هذه الشبهة بقوله : » فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة «(1).
فأمر باتباع سنته وترك الاختلاف عليها، لا ترك السنة والاجتماع بدونها !!
وهذا بخلاف أن يترك المسلم سنةً أو مستحباً من المستحبات مرةً أو مرتين أو بعض المرات لتأليف القلوب، فهذا من باب تحديث الناس بما يعرفونه، فإذا كانوا لا يعرفون سُنَّةً معيَّنة وخاف أن ينفروا منه، أو ينحرفوا عنه إلى أهل البدعة فلا بأس أن يتدرج معهم بغية تفهيمهم، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات، لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا )(2).
وقد أكد شيخ الإسلام أن أي طائفة من طوائف المسلمين اجتمعت على ترك شعيرة من شعائر الإسلام تقاتل عليها، فقال: ( وأيما طائفة انتسبت إلى الإسلام، وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة، فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين، حتى يكون الدين كله لله)(3).
وجوابنا هذا هو باعتبار الرد العام على مقولتهم الفاسدة، وأما الرد الخاص، أي الذي هو بخصوص هذه المسألة بعينها، فيجب فيه تحقيق المناط في أمرين اثنين:
الأول: هل الأذان سنة كما ذهبوا إليه وتساهلوا فيه هذا التساهل(1).
الثاني: هل الزيادة على الأذان فعل أم ترك ؟
أما جوابنا على السؤال الأول فقد سبق وبيّنا أن الأذان واجب بالأدلة الكثيرة، وإذا كان واجباً فلا يجوز تركه لا للتأليف ولا لغيره .
قال الخطابي رحمه الله:
الأذان شعار الإسلام، وأنه لا يجوز تركه، ولو أن أهل بلدٍ اجتمعوا على تركه كان للسلطان قتالهم عليه(2).
وأما جوابنا على السؤال الثاني، فإن الزيادة على الأذان فعل مطلوب تركه، وفرق بين ما كان المطلوب فعله والمطلوب تركه، فقد يُتساهل في الأول إن كان سنةً أو مستحباً، فيترك تأليفاً للقلوب، أو لئلا يفهم الناس، كما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وكما ترك رسول الله  إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم . وأما الثاني فلا يجوز التساهل فيه .
والتعليل: أن الأول إن كان مستحباً فهو جائز الترك، وأما الثاني فبدعة محرم الفعل، وفرق بين ما يجوز تركه فيترك لمصلحة التأليف ـ وليس دائماً كما أسلفنا ـ وبين ما يحرم فعله فلا يُفعل .


... تابع ....
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

التثويب في أذان الفجر الأول

تعريف التثويب: التثويب هو قول المؤذن بعد قوله حيَّ على الفلاح: الصلاة خير من النوم، وذلك في أذان الفجر الأول .
أخرج النسائي(1)في باب الأذان في السفر، من حديث أبي محذورة ، وفيه قال: » الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، في الأولى من الصبح « .
وعنه  قال: » كنت أؤذن لرسول الله ، وكنت أقول في أذان الفجر الأول: حي على الفلاح، الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله «(2).
وأخرج البيهقي من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
» كان الأذان الأول بعد حيّ على الصلاة، حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم مرتين «(3).

قال الصنعاني:
ليس الصلاة خير من النوم من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة، والإخبار بدخول وقتها، بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم، فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضاً عن الأذان الأول(4).
وأما ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أن قول المؤذن:» الصلاة خير من النوم « في الأذان الذي ينادى فيه للصلاة، مستدلاً بأن الإقامة تسمّى أذاناً أيضاً، لقوله : » بين كل أذانين صلاة «(1)أي بين الأذان والإقامة، فالأذان الأول هو الأذان الذي يُنادى فيه للصلاة، والأذان الثاني: الإقامة .
فجوابنا عنه: أن هذا الاستدلال يخالف ظاهر النص، فإنه من المتفق عليه عند العلماء أن النص متى ما احتمل معنى ظاهراً ومعنى آخر مؤولاً، فالحمل على الظاهر هو الأصل والواجب إلا بدليل .
فالحمل على الظاهر هنا، يقتضي أن يُحمل على الأذان الأول الذي يُنادي به لإيقاظ النائم لأنه هو الأول في الفجر .
فقد أخرج البخاري(2) عن ابن مسعود  عن النبي  قال: » لا يمنعنَّ أحدكم ـ أو أحداً منكم ـ أذانُ بلال من سَحوره، فإنه يؤذن ـ أو يُنادي ـ بليل ليرجع قائمكم، ولينبِّهَ نائمكم، وليس أن يقول الفجر أو الصبح « .

فائدة:
وأما التسبيحات المبتدعة في هذه الأزمنة المتأخرة، قبل أذان الفجر، قال عنها ابن حجر:
ادعى بعض الحنفية ـ كما حكاه السروجي منهم ـ أن النداء قبل الفجر لم يكن بألفاظ الأذان، وإنما كان تذكيراً أو تسحيراً كما يقع للناس اليوم، وهذا مردود، لكن الذي يصنعه الناس اليوم مُحْدَثٌ قطعاً، وقد تضافرت الطرق على التعبير بلفظ الأذان فحمله على معناه الشرعي مقدَّم، ولأن الأذان الأول لو كان بألفاظ مخصوصة لما التبس على السامعين، وسياق الخبر يقتضي أنه خشي عليهم الالتباس، وادعى ابن القطان أن ذلك كان في رمضان خاصة، وفيه نظر(3).

شروط الأذان

الأذان عبادة من العبادات لأن الشرع رتب عليه الأجر والثواب، فلا بد لصحته من شروط،وهي:
1ـ دخول الوقت، لقوله : » إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم «(1) فدل على أنه لا يؤذن قبل حضور وقت الصلاة .
2ـ أن يكون المؤذن مسلماً، لقوله : » فليؤذن لكم أحدكم «(2)فقوله: أحدكم يعني منكم، وغير المسلم ليس منا، فلا يعتد بأذانه لأنه من غير أهل العبادات .
3ـ ذكراً، فلا يجوز أن تؤذن أنثى ـ أي في المساجد ـ لأنه يشرع فيه رفع الصوت، وليست من أهل ذلك(3).
4ـ عدلاً في الظاهر، لأن الرسول  وصف المؤذنين بالأمانة، فقال: » الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين «(4).
5ـ عاقلاً، فلا يصح أذان مجنون، لأن الأذان عبادة وليس هو من أهلها .
6ـ مميزاً، فلا يصح أذان الطفل، لأن الأذان عبادة يشترط لها القصد والطفل لا قصد له، وأما المميز فيصح لأن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما كان إمام قومه وعمره ثمانِ سنين، ومن صحت إمامته صح أذانه بلا شك .
7ـ ناطقاً، لأنه لا يصح إلا بالنطق .
8ـ عالماً بالوقت، لقوله : » إذا حضرت الصلاة « ودخول الوقت يحتاج إلى معرفة به .
ويصح أذان الأعمى إن كان له من يخبره بدخول الوقت، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  قال: » إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يُنادي ابن أم مكتوم « ثم قال: وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت، أصبحت(1).
9ـ أميناً، لقوله : » أمناء الناس على صلاتهم وسحورهم المؤذنون «(2) .
10ـ أن يكون الأذان بصوتٍ مرتفع، لأن المقصود إعلام الناس، لقوله : » فليؤذن لكم « والأذان الإعلام . ولقوله : » فإنه أندى صوتاً منك «(3).
11ـ أن يكون الأذان مرتباً متوالياً عرفاً، لأنه شُرع كذلك، ولأنه لا يُعلم مع الإخلال بهما أنه أذان، ويجوز أن يتكلم كلاماً يسيراً لا يقطع الموالاة، قال البخاري: ( باب الكلام في الأذان ) وتكلم سليمان بن صُرَد في أذانه، وقال الحسن: لا بأس أن يضحك وهو يؤذن أو يقيم .
12ـ أن يكون الأذان من واحد، فلا يصح أن يبني على أذان غيره، لأنه عبادة، قال في الإنصاف: لو أذن واحد بعضه، وكمله آخر لم يصح بلا خلاف أعلمه(4).



ما يستحب في الأذان

ويستحب في الأذان والمؤذن أمور:
1ـ أن يكون متطهراً، لأنه ذكر فيشرع له ما يشرع لسائر الذكر .
قال البخاري(1): وقال إبراهيم: لا بأس أن يؤذن على غير وضوء(2)، وقال عطاء: الوضوء حق وسنة(3)، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي  يذكر الله على كل أحيانه .
وأما الجنب، فقال في الهداية: ويكره أن يؤذن وهو جنب رواية واحدة(4). والذي يبدو من صنيع البخاري رحمه الله أن الأذان يصح مع الجنابة لأنه لا يشترط له الطهارة وإن كانت تستحب، قال ابن حجر:
وفي إيراد البخاري له هنا إشارة إلى اختيار قول النخعي، وهو قول مالك والكوفيين، لأن الأذان من جملة الأذكار فلا يشترط فيه ما يشترط في الصلاة من الطهارة ولا من استقبال القبلة(5).
قلت: ويدل عليه استدلاله بقول عائشة رضي الله عنها: » كان النبي  يذكر الله على كل أحيانه « .

فائدة:
وقد كره أهل العلم إقامة المحدث لأنه ليس بعد الإقامة إلا الدخول في الصلاة، لذلك قال مالك رحمه الله تعالى: يؤذن على غير وضوء، ولا يقيم إلا على وضوء(1).
2ـ أن يكون مستقبلاً للقبلة، قال ابن المنذر:
أجمعوا على أن من السنة أن يستقبل القبلة في الأذان(2).
3ـ أن يكون على مكان مرتفع، لأن بلالاً  كان يؤذن من على سطح بيت امرأة من بني النجار، قال في التلخيص(3):وعند أبي داود من طريق عروة عن امرأة من بني النجار(4)قالت: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه الفجر، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطى(5)
4ـ أن يضع المؤذن أصبُعيه في أذنيه، لحديث أبي جحيفة  قال: » رأيت بلالاً يؤذن وأتتبع فاه هاهنا وهاهنا، وإصبعاه في أذنيه « (6)وجزم النووي أنها المسبحة(7).
5ـ أن يلتفت يميناً لحيّ على الصلاة وشمالاً لحي على الفلاح، لحديث أبي جحيفة  » أنه رأى بلالاً يؤذن، فجعلت أتتبع فاه هاهنا وهاهنا بالأذان « (8).
وعند أبي داود: » لوى عنقه يميناً وشمالاً ولم يستدر «(9).
6ـ أن يؤذن قائماً، لحديث المرأة من بني النجار عند أبي داود(10)، وفيه:
» فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطّى « .
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أذن على البعير ثم نزل فأقام(1).
وهذا يدل على أن القيام ليس بواجب بل هو مستحب .
قال ابن المنذر: ( أجمعوا على أن من السنة أن يؤذن المؤذن قائماً )(2).
7ـ أن لا يلحن في أذانه، فإن لحن فيه بالتمطيط والتطريب كُره وصح أذانه، قال البخاري: وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أذن أذاناً سمحاً وإلا فاعتزلنا(3).






... تابع ...
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

إذا أذن قبل الوقت
أعاد الأذان في الوقت

عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر، فأمره النبي  أن يرجع فينادي: » ألا إن العبد نام، ألا إن العبد نام «(1).
وعن مؤذن لعمر  يقال له: مسروح، » أذن قبل الصبح، فأمره عمر  فذكر نحوه «(2).
وقوله: ألا إن العبد نام: أي غفل عن الوقت بسبب النعاس . وفي هذه الروايات من الفوائد:
1ـ أن الأذان للصبح لا يصح إلا بعد طلوع الفجر الصادق .
2ـ مشروعية أن يقول المؤذن إذا أخطأ الوقت في الصبح: » ألا إن العبد نام « أي المؤذن .
3ـ وجوب تنبيه الناس إذا أخطأ المؤذن، وذلك لما فيه من حل الصلاة قبل وقتها، أو تحريم الطعام على الصائم قبل دخول الفجر الصادق، فاقتضى أن ينبههم ليمتنع من أراد صلاة الفريضة لعدم دخول وقتها، وليتمكن الصائم من تناول طعام سحوره أو متابعته قبل دخول الفجر الصادق .





الصلاة على رسول الله  بعد الأذان

والصلاة على رسول الله  بعد الأذان نوعان:
النوع الأول: سنّة مؤكدة وهي لسامع المؤذن، فيستحب له أن يجيب المؤذن فيقول مثل ما يقول المؤذن ثم يصلي على رسول الله  ويسأل الله له الوسيلة .
فعن أبي سعيد الخدري  أن رسول الله  قال: » إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن « (1) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي  يقول: » إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله أرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة «(2).
وعن سعد بن أبي وقاص  عن رسول الله  أنه قال: » من قال حين يسمع المؤذن » أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه «(3).
إلا في الحيعلتين فيقول: » لا حول ولا قوة إلا بالله « (4).
النوع الثاني: الصلاة على الرسول  موصولة بالأذان بحيث تكون كجزء منه، وهذه بدعة محرمة، لأن الأذان عبادة والأصل في العبادات التوقيف والمنع حتى يدل الدليل على المشروعية، قال تعالى:  أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ  ولقول رسول الله : » من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد «(5)أي مردود عليه غير مقبول .
وقد كان آخر الأذان على عهد النبي : لا إله إلا الله، فعن بلال  قال: » آخر الأذان: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله «(1).
وعن الأسود قال: كان آخر أذان بلال، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله(2).
وعن أبي محذورة  » أن آخر الأذان: لا إله إلا الله «(3).
قال ابن حجر: الصلاة على النبي  ليست من الأذان لا لغة ولا شرعاً(4).
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: ما أحدثه الناس من رفع الصوت بالتسبيح قبل الأذان، والصلاة على النبي  بعده، بدعة يجب على ولاة الأمور إنكارها حتى لا يدخل في الأذان ما ليس منه، وفيما شرعه الله غنية وكفاية عن المحدثات . فتنبّه(5).
والذين يزيدون على الأذان يزعمون أن الصلاة على الرسول  علامة على حبه ، ولذلك يتهمون المتمسكين بالسنة بأنهم لا يحبون الرسول  ، وهذا كذب وافتراء، وقد قال تعالى:  وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى  (6)وقال : » من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال «(7).

ونحن بدورنا نسأل هؤلاء سؤالاً:
هل أحب الصحابة رسولهم ونبيهم  ؟
فهل زادوا في الأذان ما زدتم ؟
وهل أحب التابعون رحمهم الله تعالى نبي الله  ؟
فهل زادوا في الأذان ما زدتم ؟
وهل أحب الأئمة الأربعة رسول الله  ؟
فهل زادوا في الأذان ما زدتم ؟
وإذا لم يسعهم ما وسع هؤلاء الأعلام فلا وسَّع الله عليهم .
وقد قال ابن مسعود : ( إما أنكم على ملَّة أهدى من ملَّة محمدٍ  أو مفتتحوا باب ضلالة )(1).
وقد أنكر الصحابة  بدَعاً في الأذان هي في قياسهم العقلي حسنة، ومع ذلك لم يستحسنها الصحابة ، فعن مجاهد رحمه الله تعالى قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنهما، فثوَّب رجل في الظهر أو العصر، قال: اخرج بنا فإن هذه بدعة(2). والتثويب المذكور هو التثويب المبتدع، وهو أن يذكّر المؤذن الناس بين الأذان والإقامة بقرب إقامة الصلاة، وهو نوع من الإيذان والإعلام بقرب الإقامة بحيث يقف على باب المسجد فيذكّرهم بالصلاة، لأن الإقامة تكون داخل المسجد فلا يسمعها من في الخارج، ومع ذلك أنكرها ابن عمر رضي الله عنهما وخرج من المسجد ليزجر فاعلها عن مثل هذه الزيادة المحدثة .
ومما يرد به على هؤلاء، أن الأذان اهتم له الرسول  والصحابة  ولم يقر رسول الله شيئاً من اقتراحات الصحابة  بالرأي والعقل، حتى رأى عبد الله بن زيدٍ  الأذان في الرؤيا وأقره رسو الله  على ما ورد، فشيء اهتم له أصحاب النبي  وأقره رسول الله  بقوله: » إنها لرؤيا حق « يزيد فيها هؤلاء وكأنهم يقولون: لا تكون حقاً حتى نزيد فيها هذه الزيادة . وهذا استدراك على صاحب الشريعة  نعوذ بالله تعالى من شر البدع والمبتدعة .


خاتمة

وبعد،
فهذه عجالة في بيان الأذان وما يتعلق به من أحكام تذكيراً للمسلمين بهذه العبادة العظيمة التي يصدع بها المؤذن خمس مراتٍ في اليوم، فيجتمع المسلمون في المساجد والمصليات لأداء أعظم ركنٍ من الأركان العملية في الإسلام .
وإن الالتزام بهذه العبادة العظيمة على وجهها المشروع مقدمة لالتزام سائر ما يتعلق بالصلاة من طهارة وأداء وفق هدي رسول الله ، فهو الميزان الأكبر الذي تعرض الأعمال التكليفية عليه، على هديه، وسيرته، وسنته، وقد قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ  (1).
فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن نكون ممن يحبون رسول الله  بموافقتنا لهديه، واتباعنا لسنته، وأن يكشف الغشاوة عن بصائر أهل البدعة ليعلموا أنهم مخالفون لرسول الله  بإعراضهم عن هديه وتقديمهم على سنته، وقد قال رسول الله : » فمن رغب عن سنتي فليس مني «(2).


وصلى الله على سيدنا محمد
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

الأذان لا ينقطع عن الكره الارضية ( 24 ) ساعه

لقد توصل باحث في علوم الرياضيات بدولة الإمارات العربية المتحدة لمعادلة حسابية عبقرية تؤكد
إعجاز الخالق عز و جل في إعلاء نداء الحق " صوت الأذان " طوال 24 ساعة يومياً وقال الباحث في
دراسته : أن الأذان الذي هو دعاء الإسلام إلى عبادة الصلاة لا ينقطع عن الكرة الأرضية كلها أبداً
على مدار الساعة , فما أن ينتهي في منطقة حتى ينطلق في الأخرى !!!
وشرح الباحث " عبد الحميد الفاضل " فكرته بشرحه كيف أن الكرة الأرضية تنقسم إلى 360 خطاً
تحدد الزمن في كل منطقة منها , يفصل كل خط عن الخط الذي يليه أربع دقائق بالضبط ,
والأصل في الأذان أن ينطلق في موعده المحدد , ويفترض أن يؤديه المؤذن أداء حسنا يستمر أربع دقائق من الزمن .
ولتقريب الصورة أكثر فإذا افترضنا أن الأذان انطلق الآن في المنطقة الواقعة عند خط الطول واحد ,
واستمر أربع دقائق , وانتهت الأربع دقائق فإنه سينطلق في المنطقة الواقعة عند الخط اثنين , وعندما
ينتهي سينطلق في الخط الثالث ثم الرابع وهكذا لا ينقطع الأذان طوال اليوم الكامل من حياة أرضنا ,
ويمكن التأكد بعملية حسابية صغيرة:
4×360( خط طول ) = 1440 دقيقة
1440 / 60( دقيقة ) = 24 ساعة

المصدر : بحث للباحث عبد الحميد الفاضل
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

شيخ حكام مصر يتحدث لإخوان أون لاين
أوقف المباريات أثناء الأذان لأنه واجب شرعي
إخوان أون لاين - 30/04/2006

الكابتن محمد السيد:
أوقف المباريات أثناء الأذان لأنه واجب شرعي
-

- اعترفت بأخطائي لأنها أمانة يحاسبني عليها الله

- لجنة التحكيم المصرية تعاني الفساد

- الوضع الرياضي السيئ في مصر انعكاس للأوضاع الأخرى



حوار- أحمد رمضان

الحَكَم الدولي محمد السيد رياضي من طراز خاص في هذا الزمن، الذي قلَّ فيه الاعترافُ بالخطأ، وعزَّ فيه على النفس دفعُ الثمن وإظهار الحق حتى لو كان هذا الحق سيهدِّد مستقبل هذا الإنسان.



والقصة باختصار أن الضيف الرياضي الذي نحاوره اعترف بخطئه في احتساب ضربة جزاء لصالح النادي الأهلي وإنذار اللاعب محمد جودة مدافع النادي الإسماعيلي في المباراة التي جرت بينها مؤخرًا ضمن مباريات الدوري العام المصري والتي فاز فيها النادي الأهلي 2/ صفر.



لم تكن هذه البادرة الشجاعة الأولى من نوعها من قبل الحكم المصري محمد السيد؛ حيث إن له مواقفَ عديدةً أخرى أبرزها إيقاف المباريات أثناء رفع الأذان مهما كانت أهمية المباراة، بالإضافة إلى تصريحه بوجود العديد من السلبيات التي تشوب المناخ الكروي المصري الذي لا بد من إصلاحه، مشيرًا إلى أن الرياضة تعبِّر عن واقع المجتمع، وهي انعكاسٌ لأوضاع البلاد السياسية والاقتصادية.. لمزيد من التفاصيل نتعرَّف عليها في حوارنا مع الحكم محمد السيد:
من ضمن الحوار :

* وماذا عن إيقافك للمباريات أثناء رفع الأذان؟

** من باب أولى أن يُترَك كل شيء مهما كان مهمًّا لنسمعَ الأذان ونردِّده، وأنا قمت بإيقاف المباريات لسماع الأذان، خاصةً في الملاعب التي يكون بها ميكروفونات، فيكون صوت الأذان قريبًا وعاليًا، وبالتالي يجب علينا أن نوقف اللعب لحين الانتهاء من سماع الأذان وترديده.



* في أي من المباريات فعلت ذلك؟

** فعلتها في مباريات كثيرة كالإسماعيلي والمنصورة؛ حيث أوقفت المباراة لسماع أذان العشاء، أيضًا مباراة إنبي وحرس الحدود لسماع أذان العصر، وأخيرًا مباراة الأهلي والجيش، بخلاف مباريات الدرجة الثانية التي قمت بتحكيمها.
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

من تفسير ابن كثير ننقل ما يلي :

يقول عزَّ وجلَّ: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه} أي دعا عباد اللّه إليه {وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} أي وهو في نفسه مهتد فنفعه لنفسه ولغيره، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه، بل يأتمر بالخير ويترك الشر، وهذه عامة في كل من دعا إلى خير، وهو في نفسه مهتد، وقيل: المراد بها المؤذنون الصلحاء، كما ثبت في صحيح مسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة"، وقال عمر رضي اللّه عنه: لو كنت مؤذناً لكمل أمري، وما باليت أن لا أنتصب لقيام الليل ولا لصيام النهار، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "اللهم اغفر للمؤذنين" ثلاثاً، قال: فقلت: يا رسول اللّه تركتنا ونحن نجتلد على الأذان بالسيوف، قال صلى اللّه عليه وسلم: "كلا يا عمر، إنه سيأتي على الناس زمان يتركون الأذان على ضعفائهم، وتلك لحوم حرمها اللّه عزَّ وجلَّ على النار لحوم المؤذنين" (أخرجه ابن أبي حاتم). وقالت عائشة رضي اللّه عنها في قوله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللّه وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} قالت: فهو المؤذن إذا قال: حي على الصلاة فقد دعا إلى اللّه، وهكذا قال ابن عمر رضي اللّه عنهما وعكرمة: إنها نزلت في المؤذنين، والصَّحيح أن الآية عامة في المؤذنين وغيرهم، فأما حال نزول هذه الآية فإنه لم يكن الأذان مشروعاً بالكلية، لأنها مكية، والأذان إنما شرع بالمدينة بعد الهجرة، وقوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة} أي فرق عظيم بين هذه وبين هذه، {ادفع بالتي هي أحسن} أي من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر رضي اللّه عنه: ما عاقبت من عصى اللّه فيك بمثل أن تطيع اللّه فيه.
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

تنبيه

إخواني أخواتي
بالنسبة للأشكال التي في الأعلى بين الأحاديث ، هذي أتت هكذا تلقائيا بدون قصد مني فلا تؤاخذوني
وحتى لا تفهموني خطأ .. أحببت التوضيح وشكرا للجميع
 

سلطان الغامدي

مراقب سابق
3 مارس 2006
625
2
0
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بارك الله فيك أخي الرآآآآآآئع

بلال صراحة شعلة بارك الله فيك مرة أخرى

معلومات قيمة ورصينة

أيوووووووووة كده الشغل ولا بلاش
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الكريم
 

النداء الخالد

مشرف تسجيلات الموقع
مشرف تسجيلات الموقع
1 يونيو 2006
2,489
17
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
سعد سعيد الغامدي
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

واصل إبدااااااااعاتك
وأشكرك أخي بلال
 

محمد خلو

عضو كالشعلة
27 أبريل 2006
371
0
0
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

كنت اعرف انك لن تبخل علينا (بعلم مهم جدا) ورغم اهميته لم يعلمه كثير

فجزاك الله خير الجزاء وجعله الله فى ميزان حسناتك

وغفر لك ولواديك وللمؤمنين والمؤمنات

والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
 

محمد عبد الباسط

مزمار داوُدي
7 يونيو 2006
3,240
9
0
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بارك الله فيك اخى الكريم على هذه المعلومات القيمة جدا...
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكر كلا من :
الأخ سلطان الغامدي وبارك الله فيه
والأخ الخزاعي جزاه الله خيرا
والأخ العزيز محمد خلو حفظه الله وبارك فيه وجزاه خيرا
والأخ محمد عبد الباسط بارك الله فيه وجزاه خيرا
 

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أحبتي..


جاء في بعض كتب السير عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
قدمنا الشام مع عمر -رضي الله عنه- فأذَّن بلالٌ -رضي الله عنه- فذَكَرَ الناسُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فلم أرَ باكياً أكثرَ من يومئذ.

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال:
لما دخل عمر -رضي الله عنه- الشام سأل بلالٌ عمرَ أن يُقرَّه بالشام ففعل قال وأخي أبو رويحة الذي آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبيني، قال: فنزلا (داريا) في خولان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقالا: إنا قد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردّونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول له: ما هذه الجفوة؟ أما آن لك أن تزورني؟، فانتبه وركب راحلته حتى أتى المدينة؛ فذُكِر أنه أذَّن بها فارتجَّت المدينة فما رُئِيَ يوم أكثرَ باكياً بالمدينة من ذلك اليوم.


عند قراءتي لهذه القصة المبكية ظهرت في نفسي تساؤلات:

هل ما زال الأذان يؤثر في قلوبنا ويبكي عيوننا؟!

وهل صحيح أنه أصبح عند البعض مجرد كلمات تتردد بين الحين والآخر؟!

أليس كثير من المؤذنين ينادي بالأذان دون استشعار لمعانيه؟!


والتساؤل الأكبر:

هل الأذان يزيد شوقنا إلى الجنات ومنادينا إليها -صلى الله عليه وسلم-؟ أم أنه أصبح الصالح منا ينتظر نهايته ليكمل قصته التي قطعها الأذان؟! ..


نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان..
 

محمد خلو

عضو كالشعلة
27 أبريل 2006
371
0
0
رد : كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بلال الفتحي قال:
بسم الله الرحمن الرحيم



عند قراءتي لهذه القصة المبكية ظهرت في نفسي تساؤلات:

هل ما زال الأذان يؤثر في قلوبنا ويبكي عيوننا؟!

وهل صحيح أنه أصبح عند البعض مجرد كلمات تتردد بين الحين والآخر؟!

أليس كثير من المؤذنين ينادي بالأذان دون استشعار لمعانيه؟!


والتساؤل الأكبر:

هل الأذان يزيد شوقنا إلى الجنات ومنادينا إليها -صلى الله عليه وسلم-؟ أم أنه أصبح الصالح منا ينتظر نهايته ليكمل قصته التي قطعها الأذان؟! ..


نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان..




اخى الحبيب بلال فتحى... ماشاء الله ... جزاك الله خير... جزاك الله خير

اولا: الموضوع رااااااااااااائع جدا جدا بارك الله لك وغفر لك جميع ذنوبك

ثانيا اجيب على اسألتك كلها بنعم ... ولكن السؤأل الخير يجب ان يكون له موضوع
فأرجو ان تكتب لنا موضوعا عن
هل الأذان يزيد شوقنا إلى الجنات ومنادينا إليها (صلى الله عليه وسلم)؟ أم أنه أصبح الصالح منا ينتظر نهايته ليكمل قصته التي قطعها الأذان؟
 

almodarress

عضو كالشعلة
4 مارس 2006
313
0
0
رد: كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي بلال شكر الله لك هذه المساهمة القيمة في الاذان وعلاقته بحياة المسلم أينما كان وقد لاحظت ان الاهتمام بالاذان شد العديد من الاخوة حتى ان بعضهم قد خص له موقعا سماه المؤذن جمع فيه أشياء كثيرة ونظرا لقيمة الموقع العلمية فقد ارتأيت نقل الرابط لعل الإخوة تزداد فائدتهم والله الموفق للصواب وهاكم الرابط:
http://www.almoazen.com/
 

أحمد الفارس

مزمار فعّال
18 مارس 2005
60
1
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
خالد علي الغامدي
رد: كل شيء عن الأذان .. أحاديث .. مقالات .. قصص ..

بارك الله فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع