إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

الوقف على أواخر الكلم

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوقف على أواخر الكلم

للوقف حالان


الأولى: ما يوقف عليه وما يبتدأ به وقد تقدم الكلام عليها في باب الوقف والابتداء.

الثانية: ما يوقف به من سكون أو ورم إلى آخر ما سيأتي بيانه وهذه هي المقصودة بالذكر هنا.

والكلمة الموقوف عليها لا تخلو من أن يكون الحرف الأخير منها صحيحاً أو معتلاًّ.

فإن كان صحيحاً. فإما أن يكون ساكناً في الحالين نحو "فحدث" في نحو قوله تعالى:

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}. وإما أن يكون متحركاً وعرض عليه السكون للوقف

نحو "للمتقين وينفقون والحساب والعسر واليسر" كما في قوله تعالى: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)}.

وقوله: {وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}. وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)}،

وله جل وعلا: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وما إلى ذلك مما سيأتي بيانه.

وإن كان معتلاًّ: فإما أن يكون "ألفاً" أو واواً "كيتلوا" أو ياء "كترمي" في نحو قوله تبارك

وتعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (}، وقوله سبحانه: {رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً (2)}،

وقوله جل وعلا: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32)} وما كان على هذا النحو ولكل

من الوقف على الصحيح والمعتل قواعد متبعة نوضحها في الفصلين الآتيين:

يتبع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الوقف على الكلمة الصحيحة الآخر.

تقدم أن الكلمة الصحيحة الآخر إما أن يكون آخرها ساكناً في الحالين. وإما أن يكون

متحركاً في الوصل وعرض عليه السكون للوقف. فإن كان آخرها ساكناً في الحالين نحو

{فَلاَ تَنْهَرْ (10)} فليس فيه إلا الوقف بالسكون كالوصل كما سيأتي. وإن كان آخرها

متحركاً وعرض عليه السكون للوقف نحو {وَالْفَجْرِ (1)} فالقراء يقفون عليه بخمسة أوجه

في الغالب وهي:

السكون المحض والروم والإشمام والحذف والإبدال

ولكل من هذه لأوجه الخمسة كلام خاص نوضحه فيما يلي:

الكلام على الوقف بالسكون المحض وما يجوز فيه

السكون المحض هو الخالص من الروم والإشمام ويقال له السكون المجرد أي المجرد

من الروم والإشمام أيضاً وسواء أكان محضاً أم مجرداً فهو عبارة عن عزل

الحركة عن الحرف الموقوف عليه فيسكن حينئذ ضرورة والسكون هو الأصل في

الوقف لما تقدم من أن الوقف معناه "الكف" والقارئ بوقفه على الكلمة يكون قد كف

عن الإتيان بالحركة في الحرف الأخير منها والتزم فيه السكون. ولأنه في الغالب

يطلب في وقفه الاستراحة وسلب الحركة أبلغ في تحصيلها ولأن الوقف ضد الابتداء

والحركة ضد السكون فكما اختص الابتداء بالحركة اختص الوقف بالسكون ومن ثم لا

يجوز بحال الوقف بالحركة الكاملة ومن وقف بكاملها فقد خالف وحاد عن الصواب

وخرج عن منهاج القراءة.

هذا: والوقف بالسكون المحض يكون في كل من المرفوع والمجرور والمنصوب في

المعرب وفي كل من المضموم والمكسور والمفتوح في المبني. ويستوي في ذلك المخفف


والمشدد والمهموز المحقق والمنون إلا ما كان منه في الاسم المنصوب نحو

{حُوباً كَبِيراً


(2)} أو في الاسم المقصور مطلقاً نحو "عمى" في قوله تعالى: {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} كما

يستوي أيضاً سكون ما قبل الحرف الأخير الموقوف عليه أو تحركه نحو "نعبد وقبل وبعد"

في نحو قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} وقوله عز شأنه: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}،

 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الكلام على الوقف بالروم وما يجوز فيه


الروم معناه في اللغة الطلب وفي الاصطلاح​

هو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب بذلك التضعيف معظم صوتها وقال بعضهم هو

الإتيان ببعض الحركة وقدر العلماء تضعيف الصوت بالحركة أو الإتيان ببعضها بالثلث


أي أن المحذوف من الحركة أكثر من المثبت في حالة الروم ومن ثم ضعف صوتها​

لقصر زمنها فيسمعها القريب المصغي ولو كان أعمى دون البعيد ويكون الوقف​

بالروم في المرفوع والمجرور من المعرب وفي المضموم والمكسور من المبني سواء​

أكان الحرف الموقوف عليه مخففاً أم مشدداً أم مهموزاً أم غير مهموز منوناً أم غير​

منون ونعني بالمنون هنا ألا يكون منصوباً كسميعاً وألا يكون في الاسم المقصور​

كهدى فإن التنوين في هذين يبدل ألفاً في الوقف كما سيأتي بيانه في قسم الإبدال.​

وسواء سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه كالأمر أم تحرك كالبشر وقد تقدمت​

الأمثلة لذلك مستوفاة عند الكلام على العارض للسكون في باب المد والقصر​

فراجع.هذا: ولا يكون الوقف بالروم في المنصوب ولا في المفتوح.​

ووجهه: خفة الفتحة وخفاؤها فإذا خرج بعضها حالة الروم خرج سائرها وذلك لأنها لا​


تقبل التبعيض بخلاف الضمة والكسرة فإنهما تقبلانه لثقلهما ولا بد من حذف التنوين من​

المنون حال الوقف بالروم كما مر.​



وقد أشار إلى حقيقة الروم وما يجري فيه الإمام ابن بري في الدرر بقوله رحمه الله:

*فالروم إضعافك صوت الحركه * من غير أن يذهب رأساً صوتكه*

*يكون في المرفوع والمجرور * معاً وفي المضموم والمكسور*

*ولا يُرى في النصب للقراء * والفتح للخفَّةِ والخفاء اهـ*​

يتبع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الكلام على الوقف بالإشمام وما يجوز فيه

والإشمام في عرف القراءة عبارة عن ضم الشفتين من غير صوت بعد النطق بالحرف

الأخير ساكناً إشارة إلى الضم ولابد من إبقاء فرجة "أي انفتاح" بين الشفتين لإخراج

النفس وضم الشفتين لإشمام يكون عقب مسكون الحرف الأخير من غير تراخ فإن وقع

التراخي فهو إسكان محض لا إشمام معه. وهذا ما أشار إليه إمامنا الشاطبي

رحمه الله تعالى في الشاطبية بقوله:

*والاشمام إطباقُ الشفاه بعيد ما * يسَكَّن لا صوت هناك فيصحلا اهـ*


والإشمام يرى بالعين ولا يسمع بالأذن ولهذا لا يأخذه الأعمى من الأعمى بل يأخذه عن

المبصر ليريه كيفيته بخلاف الروم فإن الأعمى يدركه من غيره بحاسة السمع سواء

أكان هذا الغير بصيراً أم ضريراً.

هذا: والإشمام يكون في المرفوع من المعرب وفي المضموم من المبني. والأمثلة غير

خفية لتقدمها في "باب المد والقصر" في فصل العارض للسكون مطلقاً فارجع إليه إن

شئت. وإنما جاز الإشمام في المرفوع والمضموم دون غيرهما من الحركات لأنه المناسب

لحركة الضمة لانضمام الشفتين عند النطق بها ولم يجز في المجرور والمنصوب

والمكسور والمفتوح لخروج الفتحة بانفتاح الضم والكسرة بانخفاضه ولهذا تعسر الإتيان

بالإشمام لما تقدم من أنه ضم الشفتين ولأن الإشمام في المفتوح والمكسور يوهم حركة

الضم فيهما في الوصل بينما هما ليسا كذلك وهذا هو وجه المنع هنا فاحفظه.



وقد أشار إلى صفة الإشمام وما يجري فيه الإمام ابن بري في الدرر بقوله رحمه الله:

*وصفةُ الإشمام إطباقُ الشفاه * بعد السكون والضريرُ لا يراهُ*

*من غير صوت عنده مسموع * يكون في المضموم والمرفوع اهـ*


وما تقدم ذكره من منع الوقف بالحركة كاملة ومن جواز الوقف بالأوجه الثلاثة التي

هي السكون المحض والروم والإشمام بالشروط المتقدمة ينطوي تحت قول الحافظ ابن

الجزري في المقدمة الجزرية:

*وحاذر الوقف بكل الحركه * إلا إذا رُمت فبعضُ حركه*

*إلا بفتح أو بنصب وأشمْ * إشارة بالضمِّ في رفع وضمْ اهـ*


هذا: وباعتبار ما تقدم من الوقف بالأوجه الثلاثة ينقسم الموقوف عليه إلى ثلاثة أقسام:

أولها:

ما يجوز فيه الوقف بالأوجه الثلاثة التي هي الوقف بالسكون المحض والروم والإشمام.

ثانيها:

ما يجوز فيه الوقف بالسكون المحض والروم ولا يجوز فيه الإشمام.

ثالثها:

ما يجوز فيه الوقف بالسكون المحض فقط ولا يجوز فيه روم ولا إشمام.

أما القسم الأول:

وهو ما يوقف عليه بكل من السكون المحض والروم والإشمام فهو ما كان

متحركاً في الوصل بالرفع نحو "الرحيم ويقبض ويبصط" في قوله تعالى: {لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ

الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ (163)}، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} أو بالضم نحو "قبل وبعد

وحيث ويا سماء" في قوله تعالى: {لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}، وقوله سبحانه: {وَمِنْ

حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}، وقوله جل شأنه: {وَياسَمَآءُ أَقْلِعِي}
.
وأما القسم الثاني:

وهو ما يوقف عليه بالسكون المحض أو بالروم ولا يجوز فيه الإشمام

فهو ما كان متحركاً في الوصل بالجر نحو "حميد، من العلم، بالوحي" في قوله تعالى:

{تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}، وقوله سبحانه: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَآءَكَ

مِنَ الْعِلْمِ}، وقوله جل وعلا: {قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ} أو بالكسر نحو "هؤلاء وهذان

" في قوله تعالى: {هأَنْتُمْ هَؤُلاءِ}، وقوله تعالى: {إِنْ هَـذَانِ لَسَاحِرَانِ}.

وأما القسم الثالث:

وهو ما يوقف عليه بالسكون المحض فقط ولا يجوز فيه

روم ولا إشمام فينحصر في خمسة أنواع وهي:


 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

القسم الثالث:

وهو ما يوقف عليه بالسكون المحض فقط ولا يجوز فيه

روم ولا إشمام فينحصر في خمسة أنواع وهي:



النوع الأول:

هاء التأنيث وهي قسمان: قسم رسم بالهاء المربوطة "كالصلاة والزكاة والجنة والمغفرة"

في قوله تعالى: {وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ}، وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ يَدْعُواْ إِلَى الْجَنَّةِ

وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} فهذا ونحوه يوقف عليه بالسكون المحض بالإجماع

ولا يدخله روم ولا إشمام.

وقسم رسم بالتاء المفتوحة وقد تقدم الكلام عليه في بابه. وهذا يوقف عليه بالسكون

المحض فقط لمن مذهبه الوقف عليه بالهاء المربوطة كابن كثير وأما من وقف عليه

بالتاء المفتوحة تبعاً للرسم كحفص عن عاصم فيقف بالأوجه الثلاثة السكون المحض

والروم والإشمام وهذا في المرفوع منه نحو "بقيت" في قوله تعالى:

{بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ} وبالسكون المحض والروم في المجرور منه نحو

"رحمت" في قوله تعالى:

{فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ} وبالسكون

المحض فقط في المنصوب منه نحو "نعمت" في قوله تعالى:

{ياأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.

النوع الثاني:

ميم الجمع في قراءة من وصلها بواو لفظية في الوصل كقوله تعالى:

{وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ}.

أما في قراءة من أسكنها كحفص فهي عنده من النوع الساكن في الحالين الآتي بعد.

النوع الثالث:

عارض الشكل وهو ما كان محركاً في الوصل بحركة عارضة

إما للنقل نحو اللام من قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ} في قراءة من نقل الحركة إلى

الساكن قبلها كورش. وإما للتخلص من التقاء الساكنين كالراء من نحو قوله تعالى

: {أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ} ومنه ميم الجمع قبل الساكن في نحو قوله تعالى:

{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)} وقوله جل شأنه: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ

(139)}. وقد تقدم الكلام مستوفياً على هذا النوع كما تقدم وجه منع الروم والإشمام فيه

وقفاً عند الكلام على العارض للسكون غير المسبوق بحرف المد واللين فراجعه

إن شئت.

وقد أشار إلى هذه الأنواع الثلاثة وحكمها الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في

الشاطبية بقوله:

*وفي هاء تأنيث وميم الجميع قلْ * وعارض شكل لم يكونا ليدخلا اهـ*

النوع الرابع:

ما كان آخره ساكناً في الوصل والوقف نحو "فأنذر فكبر فطهر فاهجر"

في قوله جل وعلا: {ياأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ

(4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)} ومنه ميم الجمع في قراءة من أسكنها كما مر آنفاً.

النوع الخامس:

ما كان متحركاً في الوصل بالنصب في غير المنون نحو "المستقيم

والخبء" أو بالفتح نحو "لا ريب - للمتقين - وتبَّ" في قوله تعالى:

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} ونحوه وقوله تعالى:

{يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، وقوله

سبحانه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)}، وقوله عز وجل:

{تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}.

أما المنون المنصوب فسيأتي حكمه عند الكلام على وجه الوقف بالإبدال.

وقد تقدم مزيد بيان من هذه الأنواع في فصل العارض للسكون مطلقاً في باب

المد والقصر كما سبق هناك ما يجوز في هاء الضمير وقفاً من حيث جواز الوقف

بالروم والإشمام وفاقاً وخلافاً فارجع إليه إن شئت. ولنرجع إلى ذكر بقية الأوجه

الخمسة التي يقف بها القراء غالباً
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الكلام على الوقف بوجه الحذف وما يجري فيه

الوقف بوجه الحذف يجري في أربعة مواضع:

أولها:

التنوين من المرفوع والمجرور نحو "كريم ومكنون" في قوله تعالى:

{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (7}.

ثانيها: صلة هاء الضمير واواً كانت أو ياء نحو "ربه وبه" في قوله تعالى:

{بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً (15)}.

ثالثها: صلة ميم الجمع عند من قرأ بصلتها نحو قوله تبارك وتعالى:

{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.

رابعها: الياءات الزوائد عند من أثبتها في الوصل فقط نحو "أكرمن وأهانن"

في قوله تعالى: {فَيَقُولُ رَبِّيا أَكْرَمَنِ (15)}، وقوله جل وعلا: {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}

فإذا حذفت هذه الحروف كلها سكن الحرف الذي قبل المحذوف ووقف عليه بالسكون.

الكلام على الوقف بوجه الإبدال وما يجري فيه

الوقف بوجه الإبدال يجري في شيئين اثنين:

الشيء الأول:

ويشمل ثلاثة أنواع:

أولها: التنوين في الاسم المنصوب سواء رسمت الألف فيه أم لم ترسم.

فالأول: نحو "وكيلا" في نحو قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (3)}.

والثاني: نحو "دعاء ونداء" في قوله تعالى:

{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً}،

وما كان على هذا النحو.

ثانيها: التنوين في الاسم المقصور مطلقاً سواء أكان مرفوعاً أم مجروراً أم منصوباً

نحو "عمى ومصفى وغزى" في قوله تعالى: {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}،

وقوله سبحانه: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى}، وقوله جل وعلا:

{أَوْ كَانُواْ غُزًّى} وما أشبه ذلك.

ثالثها: لفظ "إذاً" المنون نحو قوله تعالى:

{فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (53)}، وقوله سبحانه: {إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ}.

فكل هذه الأنواع وما شاكلها يبدل فيها التنوين ألفاً في الوقف. ومثلها في ذلك إبدال نون

التوكيد الخفيفة بعد الفتح ألفاً لدى الوقف في موضعين اثنين في التنزيل بالإجماع

وهما قوله تعالى: {وَلَيَكُوناً مِّن الصَّاغِرِينَ (32)}، وقوله سبحانه: {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15)}.

الشيء الثاني تاء التأنيث المتصلة بالاسم المفرد كما في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ

رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، فتبدل هذه التاء هاء لدى الوقف فإن كانت منونة

نحو قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ} حذف تنوينها وأبدلت هاء كذلك لدى

الوقف وهذا يرجع إلى الوقف بالسكون


يتبع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الوقف على الكلمة المعتلة الآخر.



تقدم أن الكلمة المعتلة الآخر المعنية هنا هي التي آخرها أحد حروف المد الثلاثة سواء كان ألفاً "كدعا" أم واواً "كيدعو" أم باء "كنقضي" في نحو قوله تبارك وتعالى: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ}، وقوله تعالى: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ}، وقوله سبحانه: {إِنَّمَا تَقْضِي هَـذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَآ (72)}

وحكم الوقف عليها مرتبط بوجود حرف المد وعدمه.

فإن كان حرف المد ثاتباً في الرسم ولم يأت بعده ساكن فالوقف على هذه الكلمة بإثبات حرف المد كإثباته في الوصل تبعاً للرسم وذلك نحو الوقف على قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى

(}، وقوله سبحانه: {فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي}، وقوله جل وعلا:

{يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}.

فإن أتى بعده ساكن فيحذف لفظاً لا خطًّا في الوصل لالتقاء الساكنين ويثبت وقفاً تبعاً للرسم كالوقف على كلمة "ملاقوا" و"يربى" "وقالا" في قوله عز وجل: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ اللَّهِ}، وقوله سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، وقوله عز من قائل: {وَقَالاَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)}.

وإن كان حرف المد محذوفاً في الرسم فالوقف يكون بالحذف تبعاً لرسمه سواء كان ألفاً أم واواً أم ياء كالوقف على "فتول ويدع واتق" في نحو قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ}، وقوله سبحانه:

{وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ}، وقوله جل وعلا:

{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}.

هذا هو الضابط المتبع في الوقف على الكلمات التى آخرها حروف المد واللين ولا خلاف فيه بين عامة القراء غير أن هناك حروفاً للمد جاءت في آخر الكلمات خرجت عن هذا الضابط.
منها: ما هو محذوف في الوقف مع وجوده في الرسم.

ومنها: ما هو محذوف في الوصل مع وجوده في الرسم، والوقف عليه قد يكون بالإثبات. وقد يكون بالإثبات والحذف معاً.

ومنها: ما هو محذوف في الوقف لعدم رسمه لكنه ثابت في الوصل.

ومنها: ما هو محذوف في الحالين لأسباب كجزم أو بناء أو غيرهما.

وفيما يلي توضيح تلك الصور في كل حرف من حروف المد بانفراد فأقول مستعيناً بالله ومتوكلاً عليه سبحانه.

الكلام على الألف المدية وصورها حذفاً وإثباتاً

للألف المدية أربع حالات وفيما يلي بيانها:

الحالة الأولى:

إثباتها في الحالين وذلك في كل ما ثبتت فيه رسماً في المصحف الشريف بشرط ألا يقع بعدها ساكن سواء كانت للمفرد أو للمثنى أو كانت منقلبة عن ياء أو عن غيرها كالوقف على لفظ "لا تخافا ومعكما وأرى وسنا ونجا" في نحو قوله تعالى: {قَالَ لاَ تَخَافَآ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى (46)}، وقوله سبحانه: {يَكَاُ سَنَا}، وقوله جل وعلا:

{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا} وإثبات الألف في الوقف والوصل هنا متفق عليه.

الحالة الثانية:

حذفها في الحالين وشرطه إذا كانت غير مرسومة في المصحف الشريف بسبب جزم أو بناء أو غيرهما.

فمثال المحذوفة للجزم الفعل المضارع المجزوم بحذف الألف نحو "تر ويؤت ويخش ويأب" في نحو قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ}، وقوله تعالى: {وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ}، وقوله عز من قائل: {وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ}، وقوله سبحانه: {وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ} وما إلى ذلك.
ومثال المحذوفة للبناء فعل الأمر المبني على حذف الألف نحو "وانه وفتول" في قوله تعالى: {وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، وقوله سبحانه: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ}، والألف هنا وفي المجزوم محذوفة وصلاً ووقفاً بالإجماع ويوقف بسكون الراء والتاء والشين والباء والهاء واللام في الأمثلة المذكورة وشبهها.
ومثال الألف المحذوفة لغير الجزم والبناء "ما" الاستفهامية المجرورة بحرف الجر المحذوفة الألف وهي في التنزيل في خمسة مواضع:
الأول: "فيم" نحو قوله تعالى: {فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا (43)} بالنازعات وشبهها.
الثاني: "بم" نحو قوله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)} بالنمل ونحوها.
الثالث: "لم" نحو قوله تعالى: {لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا} بفصلت وما أشبهها.
الرابع: "عم" في قوله سبحانه: {عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ (1)} بالنبأ وليس غيرها في التنزيل فيما أعلم.
الخامس: "مم" في قوله جلت قدرته: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)} بالطارق ونحوها إن وجد وحكم الوقف على "ما" الاستفهامية مختلف فيه بين القراء. فوقف البزي عن ابن كثير المكي ويعقوب البصري بإلحاق هاء السكت في أحد الوجهين عنهما. ووقف الباقون ومن بينهم حفص عن عاصم بحذف هاء السكت وسكون الميم مع التشديد في "عم ومم" ومع التخفيف في غيرهما فتدبر.
ويلحق بمواضع هذه الحالة لفظ "ثمود" في أربعة مواضع في التنزيل:
أولها: قوله تعالى: {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ} بسورة سيدنا هود عليه الصلاة والسلام.
ثانيها: قوله سبحانه: {وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} بسورة الفرقان.
ثالثها: قوله جل وعلا: {وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} بسورة العنكبوت.
رابعها: قوله جلت قدرته: {وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَى (51)} بسورة النجم. فيوقف عليها بحذف الألف وسكون الدال وإن كانت مرسومة في المصحف الشريف وحذف الألف هذه خاص بمن قرأ بترك تنوين الدال ومن بينهم حفص عن عاصم.
أما من قرأ بالتنوين فيقف بالألف عوضاً منه على القاعدة.
الحالة الثالثة: إثباتها في الوقف وحذفها في الوصل وذلك في ثلاث صور:
الصورة الأولى: إذا وليها ساكن فتحذف في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين وتثبت في الوقف تبعاً للرسم سواء أكانت أصلية أم منقلبة عن ياء أم كانت للمثنى أم لغيره كالوقف على كلمة "قلنا والقتلى وذكرى وذاقا وتلكما ويا أيها" في نحو قوله تعالى: {قُلْنَا اْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً}، وقوله تعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}، وقوله سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ} الآية، وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)}، وقوله سبحانه: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ}، وقوله تعالى: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}، وقوله سبحانه: {ياأَيُّهَا النَّاسُ اَّقُواْ رَبَّكُمُ} ونحوها وهذه قاعدة كل القراء إلا أنه استثنى من لفظ "أيها" ثلاثة مواضع في التنزيل رسمت في المصاحف بغير ألف بعد الهاء وهي قوله تعالى: {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}، وقوله سبحانه: {وَقَالُواْ يَاَيُّهَ السَّاحِرُ}، وقوله جل وعلا: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاَنِ (31)}، وفي الوقف عليها خلاف بين القراء فبعضهم وقف بالألف وبعضهم بحذفها وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه ممن وقف بحذف الألف وسكون الهاء وفاقاً لرسم المصحف الشريف.
الصورة الثانية: وهي في كلمات مخصوصة وقعت في رؤوس الآي وفي أربع كلمات: "الظنونا والرسولا والسبيلا وقواريرا" ومواضعها في التنزيل قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِ?للَّهِ ?لظُّنُونَاْ (10)}، وقوله تعالى: {يالَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ (66)}، وقوله جل وعلا: {فَأَضَلُّونَا ?لسَّبِيلاْ (67)} وهذه الثلاثة بالأحزاب، وقوله سبحانه: {كَانَتْ قَوَارِيرَاْ (15)}، الموضع الأول بالإنسان وهذه المواضع الأربعة قرأ حفص فيها بحذف الألف وصلاً وبإثباتها وقفاً تبعاً للرسم.
وأما لفظ "قواريرا" الثاني من سورة الإنسان فسيأتي ذكره في الحالة الرابعة الآتية بعد.
هذا: ومن مواضع حذف الألف وصلاً وإثباتها وقفاً في غير ما تقدم لفظ "أنا" الضمير المنفصل إذا لم يقع قبل همزة القطع سواء وقع قبل ساكن أو متحرك كما في قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدْنِي} وهذا باتفاق عامة القراء.
أما لفظ "أنا" الواقع قبل همزة القطع نحو قوله تعالى: {أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)}، وقوله سبحانه: {وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}، وقوله سبحانه: {إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} فقد اختلف القراء في حذف الألف وإثباتها في الوصل ولكنهم اتفقوا على إثباتها وقفاً تبعاً للرسم وبالنسبة لحفص فإنه ممن قرأ في هذا اللفظ بحذف الألف وصلاً وبإثباتها وقفاً.
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الصورة الثالثة:

إذا كانت الألف مبدلة من التنوين سواء كان في الاسم المقصور مطلقاً نحو "قرى وعمى وفتى" في قوله تعالى: {فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ}، وقوله سبحانه: {وهو عليهم عمى}، وقوله جل وعلا: {قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)} أو كان الاسم المنصوب نحو "حسيباً" في قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (6)} ونحو "ركعاً سجداً مصراً غثاء" في قوله تعالى: {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً}، وقوله سبحانه: {اهْبِطُواْ مِصْراً}، وقوله عز شأنه: {فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى (5)}.
وكذلك الحكم في لفظ "إذاً" المنونة كقوله تعالى: {وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِّن لَّدُنَّآ أَجْراً عَظِيماً (67)}، وقوله تعالى: {إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً (42)}.
ومثال ذلك إذا وقف على نون التوكيد الخفيفة الواقعة بعد الفتح في قوله تعالى: {يَفْعَلْ مَآ آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّن الصَّاغِرِينَ (32)}، وقوله سبحانه: {لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15)} فكل هذا يوقف عليه بالألف وفاقاً للرسم بالإجماع.
الحالة الرابعة: وهي حذف الألف وصلاً وجواز الوجهين وقفاً. أو الحذف فقط أو الإثبات فحسب فتلك صور ثلاث للوقف في هذه الحالة وإليك بيانها وفق رواية حفص عن عاصم رغبة في الاختصار.
أما الصورة الأولى: وهي حذف الألف وصلاً وجواز الوجهين وقفاً أي بإثبات الألف وحذفها مع سكون اللام.
فوقعت في لفظ واحد وهو "سلاسلا" في قوله تعالى: {إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً (4)}، بالإنسان وإثبات الألف هو المقدم على حذفها إن وقف بها معاً وليس اللفظ بمحل وقف إلا للضرورة أو الاختبار "بالموحدة".
وأما الصورة الثانية: وهي حذف الألف وصلاً ووقفاً مع وجودها في الرسم فوقعت في لفظ واحد كذلك وهو "قواريرا" الموضع الثاني من سورة الإنسان في قوله تعالى: {قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16)}.
وأما الصورة الثالثة: وهي حذف الألف وصلاً وإثباتها وقفاً تبعاً للرسم فوقعت في لفظ واحد أيضاً وهو "لكنا" في قوله تبارك وتعالى: {لَّكِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ( بالكهف،

الكلام على الواو المدية وصورها حذفاً وإثباتاً

للواو المدية أربع حالات كالألف وهي كما يلي:

الحالة الأولى:

إثباتها في الحالين تبعاً لرسمها في المصحف الشريف. وذلك في كل ما ثبتت فيه رسماً بشرط ألا يقع بعدها ساكن كقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} ونحو "مهلكوا وأوفوا وملاقوا" في قوله تعالى: {إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ}، وقوله سبحانه: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ}، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُواْ رَبِّهِمْ} وما إلى ذلك.
والإثبات في الحالين في هذه الحال متفق عليه بين عامة القراء.
الحالة الثانية: حذفها في الحالين وهذا إذا كانت غير مرسومة في المصحف الشريف بسبب جزم أو بناء أو غيرهما.
مثال المحذوفة للجازم الفعل المضارع المجزوم بحذف الواو نحو "يخل ويعش وتدع ونعف ولا تقف" في قوله تعالى: {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}، وقوله سبحانه: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}، وقوله تعالى: {أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}، وقوله سبحانه: {إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنْكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66)}، وقوله جل وعلا: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} ونحو ذلك.
ومثال المحذوفة للبناء فعل الأمر للواحد المذكر المبني على حذف الواو نحو "اعف وادع واتل" في قوله تعالى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارْحَمْنَآ}، وقوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، وقوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ}، وقوله جل وعلا: {اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ} وشبهه. فالوقف على هذه الأفعال أو تلك بحذف الواو وسكون الحرف الأخير لعامة القراء.
أما مثال ما حذفت منه الواو لغير الجزم والبناء فهو في أربعة أفعال باتفاق المصاحف والقراء وهي "يدع ويمحو وسندع" في قوله تعالى: {يوم يدع الداع} بالقمر، وقوله سبحانه: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ} بالإسراء، وقوله تعالى: {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} بالشورى، وقوله جل شأنه: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (} بالعلق.
وكذلك حذفت الواو من الاسم في موضع واحد وهو "صالح" في قوله تعالى: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} بالتحريم على القول بأنه جمع مذكر سالم.

وقد نظم هذه المواضع الخمسة شيخ مشايخي العلامة المتولي في "اللؤلؤ المنظوم" بقوله:

*يمحُ بشورى يوم يدْع الداع معْ * ويدعُ الإنسان سندعُ الواو دَعْ*

*وهكذا وصالح الذي وردْ * في سورة التحريم فاظفرْ بالرَّشَد اهـ*

وحذف الواو هنا متفق عليه.

الحالة الثالثة:

حذفها في الوصل وإثباتها في الوقف وذلك إذا وليها ساكن فتحذف في الوصل تخلصاً من التقاء الساكنين وتثبت في الوقف وفاقاً للرسم سواء كانت في اسم أو في فعل.
فمثال وجودها في الاسم نحو "ملاقو وكاشفو ومرسلو وأولو وصالو" في نحو قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}، وقوله سبحانه: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً}، وقوله جل وعلا: {إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ}، وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (19)}، وقوله سبحانه: {إِنَّهُمْ صَالُواْ النَّارِ (59)} وما إلى ذلك.
ومثال وجودها في الفعل نحو "يمحو وأسروا وأوفوا فاستبقوا يرجوا تبوءوا ويقيموا ويؤتوا وجابوا" في قوله تعالى: {يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ}، وقوله تعالى: {وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى}، وقوله سبحانه: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ}، وقوله جل جلاله: {فَاسْتَبَقُواْ الصِّرَاطَ}، وقوله جل وعلا: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ}، وقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}، وقوله سبحانه: {وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ}، وقوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُواْ الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)} وما جاء على هذا النحو.

هذا: وحذف الواو في الوصل وإثباتها في الوقف في هذه الحالة متفق عليه.

الحالة الرابعة:

إثباتها في الوصل وحذفها في الوقف على العكس من الحالة السابقة وذلك إذا كانت صلة لهاء الضمير نحو قوله تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، وقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)} وما أشبه ذلك. والوقف هنا بحذف واو الصلة وسكون الهاء
باتفاق القراء قاطبة تبعاً للرسم كما مر في باب المد والقصر "فصل هاء الضمير

 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الكلام على الياء المدية وصورها حذفا وإثباتاً

للياء المدية خمس حالات وإليك بيانها:

الحالة الأولى: إثباتها في حالتي الوصل والوقف تبعاً لرسمها في المصحف الشريف

وذلك في كل ما ثبتت فيه رسماً بشرط

ألا يقع بعدها ساكن نحو "سآوى ويعصمني ويقضي وتوفني وألحقني وإني" في

نحو قوله تعالى: {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَآءِ}، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي

بِالْحَقِّ}، وقوله جل وعلا: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}، وقوله جل جلاله:

{إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ hلْمُسْلِمِينَ (15)}، وما كان على هذا النحو. وهذا هو

الضابط في إثبات الياء في الحالين لعامة القراء غير أن

هناك ثماني عشرة ياء في أربعة وعشرين موضعاً في

التنزيل ثبتت رسماً في الحالين ولها نظائر حذفت منها ولابد للقارئ من معرفتها

جيداً لئلا يلتبس عليه الأمر فيذهب إلى حذف الثابتة منها أو العكس وهو من الجن.

ومن تلك الياءات الثابتة في الحالين لعامة القراء الياء في كلمة

"الأيدي" في الموضع الثاني من سورة

ص في قوله تعالى:

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45)}،

ونظيرها كلمة "الأيد" في الموضع الأول من نفس السورة في قوله تعالى:

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا لأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)} فإن الياء فيها محذوفة رسماً

ولفظاً ووصلاً ووقفاً بالإجماع وفي هذه المسألة قول بعضهم:

*ويا أولي الأيدي بإثبات وصفْ * وياء ذا الأيد لكلِّهم حُذِفْ اهـ*

فإذا وقف على كلمة "الأيدي" الثانية وقف بإثبات الياء وإذا وقف على كلمة "الأيد"

الأولى وقف بحذفها والحذف في هذه والإثبات في تلك متفق عليه
.
وأما باقي الياءات الثابتة في الحالين المجمع عليها ذات النظائر المحذوفة مطلقاً

فهي "واخشوني" في قوله تعالى: {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ}،

"ويأتي" في قوله سبحانه: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ}

الموضعان بالبقرة. "فاتبعوني" في قوله تعالى:

{فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} بآل عمران، "وهداني" في قوله سبحانه:

{هَدَانِي رَبِّيا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} ويأتي" في قوله سبحانه: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}

كلاهما بالأنعام "ويأتي" أيضاً في قوله تعالى:

{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} "والمهتدي" في قوله سبحانه: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي}

الموضعان بالأعراف وديني" في قوله تعالى:

{إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ} بسورة سيدنا

يونس عليه الصلاة والسلام، و"فكيدوني" في قوله تعالى: {فَكِيدُونِي جَمِيعاً}

بسورة سيدنا هود عليه الصلاة والسلام، "ونبغي"

في قوله سبحانه: {قَالُواْ ياأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}،

"واتبعني" في قوله تعالى: {عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} الموضعان بسورة

سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام، "وتأتي" في قوله سبحانه:

{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا} بالنحل

"وتسألني" في قوله سبحانه: {فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ} بالكهف و"فاتبعوني"

في قوله تعالى: {فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُواْ أَمْرِي (90)}

بسورة طه صلى الله عليه وسلم "ويهديني في قوله تعالى:

{عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ (22)} بالقصص "ويا عبادي" في قوله تعالى:

{ياعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} بالعنكبوت، "واعبدوني" في قوله تعالى:

{وَأَنِ اعْبُدُونِي هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61)} بيس، "وديني ويتقي ويا عبادي وهداني"

في قوله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي (14)}، وقوله سبحانه:

{أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، وقوله تعالى:

{قُلْ ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}،

وقوله سبحانه: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} وهذه المواضع

الأربعة بالزمر "وأخرتني" في قوله تعالى: {رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ}

بالمنافقون، ودعائي" في قوله تعالى: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِي إِلاَّ فِرَاراً (6)}

بسورة سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام.

أما نظائرها المحذوفة في الرسم باستثناء نظير كلمة "الأيدي" بصَ فإنها

قد ذكرت في سبع عشرة ياء

في عشرين موضعاً وهي "اخشون" في قوله تعالى:

{وَ?خْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً} المائدة "ويأت" في قوله تعالى:

{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} بسورة سيدنا هود عليه الصلاة

والسلام "واتبعون" في قوله تعالى: {ياقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (}

بغافر وفي قوله سبحانه: {وَاتَّبِعُونِ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61)} بالزخرف

"وهدان" في قوله تعالى:

{قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} بالأنعام "والمهتد" في قوله تعالى:

{وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} بالإسراء، وفي قوله سبحانه: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}

بالكهف "وكيدون" في قوله سبحانه: {ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ (195)} بالأعراف،

"ونبغ" في قوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} بالكهف "واتبعن" في قوله تعالى:

{فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} بآل عمران، "وتسألن" في قوله تعالى:

{فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} بسورة سيدنا هود عليه الصلاة والسلام "ويهدين"

في قوله تعالى: {وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـذَا رَشَداً} بالكهف

"وفاعبدون" في قوله تعالى: {وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام

"ويتق" في قوله تعالى: {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَِصْبِرْ} سورة سيدنا يوسف

عليه الصلاة والسلام، "وأخرتن" في قوله سبحانه: {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}

بالإسراء، ودعاء" في قوله سبحانه: {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ} بسورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام

"ودين" في قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} بالكافرون، "وعباد ويا عباد وقل يا عباد"

في قوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ}، وقوله سبحانه:

{ياعِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}، وقوله جل وعلا: {قُلْ ياعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ}

وهذه الثلاثة بالزمر.


 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

والحذف في هذه الياءات مختلف فيه بين القراء وبالنسبة لحفص عن عاصم

فإنه قرأ في جميعها

بالحذف قولاً واحداً بخلاف الإثبات في نظائرها التي تقدمت فإنه متفق عليه بينهم

فتفطن كثيراً لحذف هذه لحفص وإثبات تلك لكلهم

الحالة الثانية: حذف الياء في الحالين وذلك إذا كانت غير مرسومة في المصحف

الشريف وهذا الحذف يكون غالباً في صور ست وفيما يلي ذكرها:

الصورة الأولى: الفعل المضارع المعتل المجزوم بحذف الياء نحو "تمش وتبغ"

في قوله تعالى:

{وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً} وقوله سبحانه: {وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ}.

الصورة الثانية: فعل الأمر المبني على حذف الياء نحو "اتق وآت وابتغ" في قوله تعالى:

{اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}، وقوله سبحانه: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}،

وقوله عز من قائل: {وَابْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ}.

الصورة الثالثة:

الاسم المنادى المضاف إلى ياء المتكلم سواء حذف منه حرف النداء أم لم يحذف.

فالأول: نحو "رب" في قوله تعالى: {رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}، وقوله تعالى:

{رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}، وقوله سبحانه: {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ}.

والثاني: نحو "يا قوم يا عباد" في قوله تعالى: {يَاقَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ}، وقوله سبحانه:

{ياعِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}، وقوله تعالى: {قُلْ ياعِبَادِالَّذِينَ آمَنُواْ}،

الموضع الأول بالزمر والحذف

في هذه الصور الثلاث متفق عليه غير أنه استثنى من الصورة الثالثة كلمتان أُثبتت

فيهما الياء مع وجود حرف النداء من غير خلاف في المصاحف كلها وهما

في قوله تعالى:

{ياعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} بالعنكبوت، وقوله تعالى:

{قُلْ ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} الموضع

الثاني بسورة الزمر، واختلف في موضع واحد وهو قوله عز من قائل:

{ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (
} بالزخرف فرسم في
ا
لمصاحف المدنية والشامية بإثبات الياء بعد الدال وفي المصاحف المكية والعراقية

بحذفها وكما اختلفت المصاحف الشريفة في هذه الكلمة اختلف القراء فيها أيضاً

فبعضهم أثبتها مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف حرف مد ولين. وبعضهم أثبتها

ساكنة حرف مد ولين في الوصل والوقف. وبعضهم حذفها في الحالين. وبالنسبة

لحفص عن عاصم فإنه ممن قرأ بحذف الياء في الحالين ووقف على الدال الساكنة.

الصورة الرابعة: الأسماء المنقوصة المرفوعة والمجرورة إذا كانت منونة فقد اتفقت

المصاحف على حذف الياء منها من أجل تنوينها.

والوارد منها في القرآن الكريم ثلاثون اسماً في سبعة وأربعين موضعاً وهي كما يلي:

{باغ ولا عاد ومن مُّوصٍ وعن تراضٍ ولا حام ولأتٍ وغواشٍ ولهم أيدٍ ولعالٍ

وأنه ناج وهادٍ وواقٍ ومستخفٍ ووالٍ ووادٍ وباق ومفترٍ وليالٍ

وقاض وزانٍ وهو جاز وبكاف ومعتد وفانٍ وحميم ءَانٍ دانٍ ومهتدٍ وملاقٍ

ومن راقٍ وهارٍ الى أنه مقلوب فكل هذه الأسماء محذوفة الياء في

الحالين تبعاً للرسم والوقف عليها بسكون الحرف الأخير منها للكل ومنهم حفص عن عاصم

 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

الصورة الخامسة:

الياءات الزوائد وهي الياءات المتطرفة الزائدة في التلاوة على

رسم المصاحف العثمانية ولكونها زائدة في التلاوة على الرسم عند من أثبتها سميت

بالزوائد وفي حال ثبوتها لا يكون ما بعدها إلا متحركاً. وتكون في الأسماء نحو

"المتعال والتناد" في قوله تعالى: {عَالِمُ لْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}،

وقوله سبحانه: {وَياقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32)}، وفي الأفعال نحو

"فارهبون ويسر وأكرمن" في قوله تعالى: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}،

وقوله سبحانه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)}، وقوله تعالى: {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)}.

وجملتها في القرآن الكريم مائة وإحدى وعشرون ياء وقد اختلف القراء العشرة في

إثباتها وحذفها وصلاً أو وصلاً ووقفاً وتفصيل ذلك مبسوط في كتب الخلاف تركنا ذكره

هنا طلباً للاختصار ومراعاة لحال المبتدئين. وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه مذهبه في

جميعها الحذف مطلقاً تبعاً للرسم. ولهذا عددناها من الياءات المحذوفة في الحالين

الصورة السادسة:

الياءات الزوائد التي تقدم تعريفها في الصورة الخامسة قبل هذه غير أنها في هذه الصورة

وقع بعدها ساكن وحينئذ تحذف لفظاً ورسماً للتخلص من التقاء الساكنين وجملتها

في التنزيل إحدى عشرة ياء في ستة عشر موضعاً وهي "يؤت" في قوله تعالى

: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً} بالنساء "واخشون" في قوله تعالى:

{فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} بالمائدة "ويقص" في قوله سبحانه:

{يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} بالأنعام وذلك على قراءة من قرأ بسكون القاف

وبالضاد المعجمة المكسورة وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه ممن قرأ بضم القاف

وبالصاد المهملة المضمومة المشددة وعليه فلا دخل لهذه الياء في قراءته "وننج"

في قوله تعالى: {كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ} بسورة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام

"والواد" في قوله تعالى: {إِنَّكَ بِ?لْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)} بسورة طه صلى الله

عليه وسلم، وقوله سبحانه: {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)} بالنازعات "وواد"

في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَآ أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} بالنمل "والواد" في قوله تعالى:

{نُودِيَ مِن شَاطِىءِ الْوَادِي الأَيْمَنِ} بالقصص "ولهاد" في قوله تعالى:

{وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُواْ} بالحج "وبهاد" في قوله تعالى: {وَمَآ أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ

عَن ضَلاَلَتِهِمْ} بالروم "ويردن" في قوله تعالى: {إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـانُ} بيس "وصال"

في قوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)} بالصافات، "ويناد" في قوله تعالى:

{يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} بق، "وتغن" في قوله سبحانه: {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)} بالقمر،

"والجوار" في قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئَاتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ (24)}

بسورة الرحمن جل وعلا، وفي قوله سبحانه: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)} بالتكوير.

وقد اتفق القراء العشرة على حذف هذه الياءات وصلاً للساكن كما تقدم.

واختلفوا في إثباتها وقفاً. فمنهم من أثبتها كلها. ومنهم من أثبت بعضها.

ومنهم من حذف جميعها وتفصيل هذا مبسوط في كتب الخلاف تركنا ذكره هنا رغبة

في الاختصار وبالنسبة لحفص عن عاصم فإنه ممن قرأ بالحذف فيها جميعاً فتنبه.


الحالة الثالثة: إثباتها في الوقف وحذفها لفظاً في الوصل وذلك إذا وليها ساكن فتحذف


في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين وثبتت في الوقف تبعاً للرسم سواء كانت في

الأفعال أو في الحروف أو في الأسماء وهذا مما لا خلاف فيه بين القراء.

ففي الأفعال: نحو "تسقى ويؤتى ويربي ويأتي وأوفى وادخلي" في قوله تعالى:

{وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ}، وفي قوله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ}، وفي قوله سبحانه:

{يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، وقوله عز وجل:

{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وقوله جل وعلا: {أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ}،

وقوله سبحانه: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ} وما إلى ذلك.

وفي الحروف نحو "إني وليتني" في نحو قوله تعالى:

{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي}، وفي قوله تعالى:

{يالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27)} على قراءة من سكن الياء في الوصل

كحفص عن عاصم
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الوقف على أواخر الكلم

وفي الأسماء:

نحو "عهدي وقومي وبعدي" في قوله تعالى: {قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}،

وقوله سبحانه: {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواْ هَـذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)}، وقوله عز وجل:

{وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} وهذا على قراءة من سكن الياء في

الوصل كحفص عن عاصم، ونحو "أيدي وبهادي ومخزي" في قوله تعالى:

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى الناس}، وفي قوله سبحانه:

{يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ}، وقوله تعالى:

{وَمَآ أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ} بالنمل، وقوله تعالى:

{وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)} وهذا بالاتفاق وكذلك فيما أشبهه ومنه

جمع المذكر السالم المنصوب أو المجرور بالياء المضاف لما بعده والوارد

منه في القرآن الكريم سبعة مواضع وهي: "حاضري ومحلي ومعجزي وآتي

والمقيمي ومهلكي" في قوله تعالى: {لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ}

بالبقرة، وقوله تعالى:

{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}

بالمائدة، وقوله سبحانه: {وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} وقوله سبحانه:

{وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)}

الموضعان بالتوبة، وقوله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي

الرَّحْمَـنِ عَبْداً (93)} بمريم، وقوله جل وعلا: {وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ

وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35)} بالحج وقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى

إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)} بالقصص. وقد نظمها بعضهم فقال:

*محلِّي مُقيمي حاضري معجزي معا * وفي مريم آتي كذا مُهلكي القرى*

*فبالياء قِفْ على الكل للكل مُبتلى * لحذف سكون بعد ذي الياء قد جرى اهـ*

والحكم في هذه الحالة متفق عليه بين الشموس العشرة.

"تنبيه هام": بخصوص الوقف على جمع المذكر السالم المضاف لما بعده.

مما لا يخفى أن جمع المذكر السالم المضاف لما بعده

الذي تقدم ذكره آنفاً كان قبل الإضافة هكذا "حاضرين محلين .. إلخ"

فلما أضيف لما بعده حذفت منه النون كما هو مقرر وبقيت الياء مرسومة

وعند الوقف يوقف بها تبعاً للرسم وعند الوصل تحذف لفظاً لالتقاء الساكنين

كما هي القاعدة. وعليه: فإذا وقف على كلمة من كلمات

الجمع السابقة لا يجوز بحال رد النون المحذوفة بحجة الوقف

عليها وزوال إضافتها لما بعدها لأن الوقف حينئذ لا يزال بنية

الإضافة وهذا هو الصواب خلافاً لمن قال برد النون

بحجة الوقف عليها وزوال إضافتها وهذا خطأ فاحش لا يجوز في

القرآن الكريم لأنه لو زيدت النون لزيد في القرآن ما ليس منه وقد تكلم العلماء في

هذه المسألة ردًّا على من قال بزيادة النون وقفاً ونورد هنا بعضاً من كلامهم.

قال صاحب "منار الهدى في بيان الوقف والابتدا" بعد أن عدد مواضع الجمع السالفة الذكر

ما نصه "ومن لا مساس له بهذا الفن يعتقد أو يقلد من لا خبرة له أن النون تزاد حالة

الوقف ويظن أن الوقف على الكلمة يزيل حكم الإضافة ولو زال حكمها لوجب أن لا يجر

ما بعد الياء لأن الجر إنما أوجدته الإضافة. فإذا زالت وجب أن يزول حكمها وأن يكون

ما بعدها مرفوعاً فمن زعم رد النون فقد أخطأ وزاد في القرآن ما ليس منه" أهـ منه

بلفظه.وقال صاحب المشكلات بعد أن عدد مواضع الجمع المشار إليها آنفاً ما نصه:

"ولا ترد نون الجمع

في الوقف لحذفها في الرسم ولأن الوقف فيها على نية الإضافة ومثلها نون المثنى في

{تَبَّتْ يَدَآ أَبِي َهَبٍ وَتَبَّ (1)}

أهـ منه بلفظه "قلت": ولا ترد نون المثنى أيضاً في نحو قوله تعالى: {وَبَعَثْنَا مِنهُمُ

اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً}، وقوله سبحانه: {فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً} وقوله جل وعلا:

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواَتِ وَلأَرْضَ} بأن

وقف على لفظ "اثني" أو "اثنتا" أو "اثنا" فالوقف على هذه الكلمات ونحوها يكون على

الياء ساكنة في "اثني" وعلى الألف في "اثنتا" و "اثنا" من غير رد النون ولا يزال

الوقف بنية الإضافة كما مر.

هذا: ومثل جمع المذكر السالم المنصوب والمجرور المضاف لما بعده في حكم الوقف عليه

جمع المذكر السالم المرفوع بالواو المضاف لما بعده أيضاً سواء وقع قبل ساكن أو قبل

متحرك.فالواقع قبل الساكن نحو "ملاقو وكاشفو وأولو" نحو {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ اللَّهِ}،

وقوله سبحانه:

{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً}، وقوله تعالى: {وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ}.

والواقع قبل المتحرك نحو "ملاقو ونكسو وباسطو وأولو" في قوله تعالى:

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُواْ رَبِّهِمْ}، وقوله تعالى:

{وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ}، وقوله سبحانه:

{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنْفُسَكُمُ}،

وقوله تعالى: {قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ}، فإذا وقف على كلمة

من هذه الكلمات ونحوها يوقف على الواو ساكنة حرف مد ولا يجوز بحال

رد النون المحذوفة بحجة الوقف عليها لما سبق

الحالة الرابعة:

إثباتها في الوصل وحذفها في الوقف وهذا إذا كانت صلة لهاء الضمير كقوله تعالى:

{وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً (136)}،وقوله

سبحانه: {يُضَاعَفْ لَهُ لْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69)}، فالوقف في هذه الحالة

بحذف يا الصلة وسكون الهاء بالإجماع تبعاً للرسم كما تقدم

الحالة الخامسة:

إثباتها في الوصل وجواز الوجهين في الوقف وهذا في لفظ واحد وهو "آتان" في قوله

تعالى: {آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ} بالنمل حسب قراءة حفص عن عاصم فحسب فقد قرأ

رضي الله عنه بإثبات الياء المفتوحة في الوصل وبجواز

الوجهين في الوقف -أي بإثبات الياء ساكنة حرف مد

وبحذفها مع سكون النون. والإثبات هو المقدم في الأداء على الحذف إن وقف بهما معاً

وليس اللفظ بمحل للوقف إلا للضرورة أو للاختبار "بالموحدة".

انتهى من كتاب هداية القارئ
 
التعديل الأخير:

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع