إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
الإجازات القرآنية وشروطها

نشأت فكرة الإجازات القرآنية اشتقاقاً من منظومة الرواية التي اعتمد نقل الدين الإسلامي عليها، إذ نقلتِ الروايةُ لأهلِ الحديثِ الشريفِ سنةَ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولأصحابِ الفقهِ مدارسَهُم ومذاهبَهُم، وكذا لأصحابِ التفسيرِ أسبابَ النزولِ والناسخَ والمنسوخَ والآثارَ المرويةَ عن الصحابةِ والتابعينَ في تفسيرِ القرآنِ الكريمِ، ونقلت للأمة كتاب ربها.

والإجازةُ شهادةٌ: بأن فلاناً قد أُجيزَ بعلم ما، مسنَدَاً كان هذا العلمُ أم غير مسندٍ،أعني سواءٌ أكانَ منقولاً عن عالم آخر أو من بطون الكتب أو من جامعة أو مدرسة أو دورة أو من بُنَيَّاتِ أفكارِ الباحثِ أو العَالِمِ نفسِه، قد تكون الإجازة في علوم الآلة أوفي العلوم الشرعية الرئيسة.

أما السند: فهو تسميةٌ مُسَلْسَلَةٌ تُسْرَدُ ضمنها أسماءُ منْ حُملَ عنهم هذا العلمُ المُسنَدُ، فالسندُ قد يصاحبُ الإجازة، وقد لا يصاحبها سندٌ فتبقى مجردَ شهادة.

والإجازة أصلاً مستجدةٌ محدثةٌ: فالصحابةُ لم يحملوا القرآنَ الكريمَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإجازة، ولا حملهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن جبريلَ عليه السلامُ بإجازة، وغاية ما ابتُدعت له الإجازة أن يُثبتَ فيها السندُ بعدما طالتْ سِلسِلَتُهُ توثيقاً لهذا النقل، لكن لو قرأ القرآنَ الكريمَ أحدٌ على أحدٍ جاز له الرواية عنه دون إذنه، أو سمع أحدٌ القرآنَ مِنْ أحدٍ جاز له الرواية عنه دون إذنه، لكنَّ الإذنَ بالروايةِ أعلى لاشتماله على الرضا والإذنِ أولاً؛ ثم على الإقرار بصحة ما يُروى ثانياً.

وانظر إلى ورع أهل العلم ودقتهم في نقل الدين عند الرواية في الحديث مثلاً إلى التفريق بين قولهم: حدثني وأخبرني وسمعتُ وقرأتُ ورويتُ، بأفعالٍ دقيقةٍ واضحةٍ. أما في القرآن الكريم فلم يُعهد من قديمٍ أن يَروِيَ القرآن الكريم من لم يحفظه، لذا لم تكن هناك مباحث عن هذه المسألة قديماً فيما علمتُ، والصحابة من تلقاء أنفسهم كان أحدهم ينقل ويروي ما سمعه أو قرأه على النبي صلى الله عليه وسلم؛ ينقله من ذاكرته مباشرة، فذهبت عادةً أنما يُروى يكون من الحفظ لا من الصحف والمصاحف.

 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

شروط الإجازة

للإجازةِ شرطانِ في المُجَازِ، يدوران حول العدالة والضبط، وهما مشتقان من علم رواية الحديث الشريف، فإنَّ صحةَ الروايةِ تخضعُ ضمنَ ما تخضعُ له في الرواةِ إلى هذينِ الشرطينِ، والقرآنُ الكريمُ أعلى ما يُروى وينقلُ، فَصَحَّ أنْ يكونَ فيهِ أعلى ما في المروياتِ من شروطٍ، والله أعلم:

الشرط الأول للإجازة وهو العدالة:
فإنه لا مناصَ منها ولا مَعدِلَ عنها، إذ لا يَصِحُّ أن يُحَمَّلَ القرآنَ الكريمَ فاسقٌ أو صاحبُ بدعةٍ أو معصيةٍ ظاهرةٍ يُجَاهِرُ بها ويُصِرُّ عليها، فإن ذلك مَدْعَاةٌ للاستهانةِ بالقرآنِ الكريمِ والاستخفافِ به، وإلى هَوَانِ المشتغلينِ به وبعلومه، فإن أحدَهُم لا يَعْدِمُ أن يقولَ على الله بغيرِ علمٍ، وربما فَجَرَ فذكرَ مِنَ القرآنِ الكريمِ مَبْتُورَاً ما يَشهَدُ لفاسدِ رأيهِ وهواه، والإجازة شهادة: فهي شهادةٌ للمجازِ بأنه يَحْمِلُ القرآنَ الكريمَ، يُسألُ عنها المُجِيزُ بَينَ يَدَيِ العزيز، "سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ" (الزخرف 19).

وحَمْلُ القرآن الكريم ضَرْبَانِ:

· حَمْلٌ كَحَمْلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أسفاراً، وأعيذُ عالماً أن يُجيزَ مِثْلَ هذا الحَمْل.
· وحَمْلُ أمانةٍ للأداءِ والبلاغِ والعمل.

فإنْ شَهِدَ عالمٌ لفاسقٍ بصحةِ حملِهِ القرآنَ الكريمَ فكأنما يجيزُ بِدْعَتَهُ أو فِسْقَهُ، ولذا كانَ التثبتُ مِنْ حالِ الطلابِ محموداً، ومُعَايَشَتُهُمْ ومُمَازَجَتُهُمْ لمعرفةِ مَشَارِبِهِمْ مما يَجْعَلُ المُعَلِّمَ على بينةٍ مِمَّنْ يُجِيزُهُم.
 
  • أعجبني
التفاعلات: راضِي

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

الشرط الثاني للإجازة وهو الضَّبْطُ وهو ضَرْبَانِ:
· ضبط علمٍ وفهمٍ (علمي).
· وضبط حفظٍ واستظهار وأداء (عملي).

ضبط العلم والفهم
وهو أن يكون الطالب عالماً بالرواية أو القراءة التي يرويها عن شيخه، أصولاً وفرشاً، فيعرف أوجهها وأحكامها وكيفية الوقوف على كلماتها، ويضبط مواضع الوقف والابتداء عموماً، ومواضع الوقف والابتداء التي تختص بها عن غيرها، وهذا ما وُرِّثناه وما نصَّ عليه أئمتنا من مشايخ الإقراء.
وهذا الضَرْبُ من الضبط لا تَسَامُحَ فيه بحالٍ، وضابطه بالنسبة للشيخ المُقرِئِ: أن يكون في حدود علمه وإمكانه، فَمِنَ الأمانةِ أن ينقلَ العلم الذي وَرَّثَهُ إياه مشايخُه الذينَ درسَ على أيديهم وقرأ على أسماعهم ونقل من أفواههم إلى طلابه. وإن تعارض شيء من أقوالهم عنده؛ فإنه يرجِّحُ بينها بما يحققه من كتب أهل العلم، مع سؤال مشايخ الفن المُبَرَّزِينَ فيه، ثُمَّ يُقرِئُ بالذي يَرْجَحُ عنده، وإن آنس من تلميذِه سَعَةَ أفقٍ فليبسط له المسألةَ من جميعِ الأوجه: منقولها عن مشايخه، ومبحوثها في الكتب والأسفار، وآراء أهلِ العلمِ المُمَكَّنِينَ من غير مشايخه المباشرين، حتى يُعرَفَ من أين استقى علمَه وتحريرَه للخلاف.
ولهذا السببِ أيضاً ينبغي للشيخِ أن يطمئنَّ إلى تَمَكُّنِ الطالبِ من البحثِ والتنقيبِ عنِ المسائلِ المختلفةِ التي قد تُشْكِلُ عليهِ في مظانِّها من كتبِ أهلِ العلم، فإن ذلكَ مما يساعده ويفتحُ له آفاقاً جديدةً ربما كانت أرحَبَ مما عند الشيخِ المعلِّم، بَلْ ربما تَعَدَّتْ إلى أن يُفيدَ الطالبُ شيخَهُ إما مباشرةً؛ أو بأنْ يدفعَهُ إلى البحثِ والتنقيبِ للإجابةِ عنْ سؤالِ تلميذه إذْ لَمْ يَحْضُرْ عنده جوابُه. وينبغي كذلكَ أن يُعَلَّمَ الطالبُ أن لا يقول في كتاب الله بغير علم وثيق أو نقل حقيق، فإن ذلك مَهلَكَةٌ وبَوَارٌ، إذ هو توقيعٌ وإخبارٌ، عما أراد العزيز الغفار، فإن قالَ برأيِهِ فيه، تَحَمَّلَ مَغَبَّةَ ما يَفْتَرِيه، ولا يَمنَعَنَّهُ علمه ومركزه أن يقول: لا أعلمُ حين لا يعلم.

ومما يعين على تحقيق ضبط العلم والفهم لدى الطالب، أن يقرأ على شيخه:
· كتاباً في أصول الفنِّ فن التجويد كـ"غاية المريد في علم التجويد/ للشيخ عطية قابل نصر" عليه رحمة الله، مع التوسع _ إن أمكن _ بقراءة "هداية القاري إلى تجويد كلام الباري/ للشيخ عبد الفتاح عجمي المرصفي" عليه رحمة الله.
· وكتاباً كـ"التبيان في آداب حملة القرآن للنووي" رحمه الله يعرف به آداب القوم ليكون على سبيلهم.
·وكتاباً في بعض علوم القرآن الكريم مثل "كيف نتعاملُ مع القرآنِ العظيمِ/ للدكتور يوسف القرضاوي" حفظه الله، أو"مباحثُ في علومِ القرآنِ/ للشيخ مناع خليل القطان" عليه رحمة الله، و"الصحيحُ المسندُ من أسبابِ النزولِ/ للشيخ مقبل بن هادي الوادعي" رحمه الله.
ثم يَحسُنُ أن لا يُجَازَ بعدُ حتى يحفظَ استظهاراً متناً من متون التجويد المنظومة:
· كـ"الجزرية أو المقدمة: فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه" (مائةٌ وتسعةُ أبياتٍ) لابن الجزري.
· أو "تحفة الأطفال" (أحدٌ وستون بيتاً) للجمزوري.
· أو منظومة "السلسبيل الشافي" (خمسةٌ وستونَ ومائتا بيتٍ) للشيخ عثمان بن سليمان مراد، وأرشح الأخيرة - إذا علت همة الطالب - فإنها متأخرةٌ وقد جمعت ما سبقها.

ثم لا بد أن يَعرِفَ مع حِفْظِ كلِّ منظومةٍ معانيها ومدلولاتِها؛ ويقرأَ شرحها على شيخه - أن أمكن - أو منفرداً، وليس الحفظُ من شروطِ الإجازة، ولكنه من تمام العلم، وتلك المنظومات من أدواته الضابطةِ المُعِينَةِ، والأمرُ في عمومِهِ مما تعارفَ عليه أهلُ العلمِ، وهو حسنٌ إن شاء الله.

ومن نافلةِ القولِ أنَّ طالباً يقرأُ على شيخه بالسبعِ أو العَشْرِ القراءاتِ لا يجازُ حتى يحفظ المتنَ الضابطَ لما يقرأُه: إن كانت قراءتُهُ السبعَ فالشاطبيةَ، وإن كان العشرَ الصغرى فهيَ والدرةَ، وإن كان الكبرى فالطيبةَ، إذ لم يُسمع بمن تحقق بمعرفة القراءات على وجه الإتقان دون استحضار متن جامع لها، والله أعلم.
ولي عودة أخرى إن شاء الله
 
  • أعجبني
التفاعلات: راضِي

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

ضبطُ الحفظِ والاستظهارِ والأداء

ويكونُ لنصِّ القرآنِ الكريمِ الذي يرويه الطالبُ عن شيخِهِ عن مشايخِهِ بأسانيدهم المتصلة إلى رب العزة جل وعلا، فقيضَ الله بهذا الضبط من يَحَفَظُ نص القرآن الكريم أن يلحقه تحريفٌ أو تغيير بنقصٍ أو زيادة. وقد كان السلف قديماً على حال من العُلُوِّ في هِمَمِ الطَّلَبِ والتحصيلِ والدَّرْسِ، فكانوا لا يُقرِئون إلا مَنْ حَفِظَ القرآن الكريم عن ظهرِ قلبٍ، واستظهره بلا خلطٍ ولا تعتعةِ حفظٍ، ولم يزل غالبُ المشايخِ اليومَ يشترطُونَ قوةَ الحفظِ فيمن يُجيزُونَهُمْ، وتلكَ عَزِيمةٌ نُبقي بها على حالِ السلفِ الصالحِ من القرونِ المفضلات. ثم دَرَجَ في عصرنا من لا يشترط الحفظ فيمن يُجيزهم، فيقرأ الطالبُ عليهم من المصحفِ الشريفِ، ويستوثقُ الشيخُ من ضبطِ العلمِ والفهمِ، ويجيزه على ما قرأه من المصحف. وبعض أهل العلم يعطي الطالبَ غيرَ الحافظِ شهادةً لا إجازة، فهم يشترطون الحفظ للإجازة (أخبرني الشيخ عادل بن سالم الكلباني بذلك عن تلميذ للشيخ سعيد بن عبد الله الحسي الحموي عليه رحمة الله، أنَّ هذا كان فعله مع غير الحفاظ، أي إعطاءهم "شهادة")، وبعضهم لا يراها شيئاً ألبتة، بل ويراها على غير طريقة السلف.
لكنَّ واقع الحال قد غلب عليه الضعفُ، وسَرَتِ الإجازة لغير الحفظة بين الناس، فمن الحقِّ أن يكون لها ضبطٌ وحدودٌ ما دامت واقعاً، فقد عاينتُ بعضَ إجازاتِ المشايخِ المجيزينَ لغيرِ الحفظةِ فوجدتُّها لا تشيرُ إلى قراءة الطالبِ من مصحفه، وأحسبُ أن الأجدرَ ذكرُ ذلك، فإنها حين تكون مطلقةً ينصرفُ الذهنُ إلى أنها من الحفظ. وعكسُ ذلك أيضاً أن بعض المشايخ يُغفِلُ أن يَذكُرَ سماعهُ من الطالب عن ظهرِ قلبٍ، فلربما ظن من يقرأُ إجازته أنه قرأها على شيخه من المصحف الشريف. والأحرى - والله أعلم - بعد أن ظهر من يُقرئ ويُجيزُ بالقراءة من المصحف أن يكون نصُّ الإجازة على وَجْهٍ أَدَقَّ مما كانت عليه سابقاً، فإنها شهادةٌ والشهادةُ أمانةٌ.

والغايةُ في مسألةِ الحفظِ من عدمه: أن الأمر متروكٌ لتقدير الشيخِ المُقرِئِ، فلربما وَجَدَ مِنْ أهلِ العلمِ والفقهِ والدعوةِ من يصححُ للناسِ قراءتهم، أو يَؤُمُّهُم في الصلوات، وهوَ غيرُ مستظهرٍ لكتاب الله، لكن لديه من العلم ما يصحُّ أن يُشهد له به، ليستكمل الروايةَ بعد الدرايةِ، فيقرِئُهُ ثم يعطيه شهادة بإجادة القرآن الكريم إن كان غير حافظ، وهو الأولى أن تكتبَ له شهادة لا إجازة.
ولربما وَجَدَ من يحفظ لكن يَشُوبُ حفظَهُ وَهَنٌ وضعفٌ، فإن أََمِّلَ فيه خيراً أجازه.
ولربما أخذ الشيخ بالعزيمة في إقرائه فلم يُجِزْ إلا الحافظَ المتقن المدقق، ورأيتُ من بعض أهل العلم من المشايخ المقرِئين من يشترطُ إتمامَ ختمةِ الإجازةِ في شهرٍ أو أقل (منهم شيخ مشايخنا الشيخ محمد عبدالحميد أحمد أبو رواش، حدثني شيخنا الشيخ عادل الكلباني حفظه الله أنه قرأ عليه من أول سورة مريم إلى آخر سورة العنكبوت في يوم واحد ضمن ختمته بقصر المنفصل)، فإنَّ الطالبَ الذي يَقدِرُ على مراجعةِ جزءٍ يومياً تتابعاً بحيثُ يتلوه متقناً يكادُ يُعدَّ في الحُفَّاظِ. ولربما أخذ بعض المشايخ بالمذهب الأول مع بعض طلابه، وبالثاني مع بعضهم؛ كلٌّ حسب حاله.

لكنَّ أعلى ما رأيتُ من ذلكَ ملازمَةُ الطالبِ شيخهُ يقرأُ عليهِ مِنْ حفظِهِ خَتمَاتٍ عدداً، حتى يأنسَ منه الشيخُ إتقاناً وتحبيراً فيجيزُهُ، وإنما أقلُّ ما تحصلُ به الإجازةُ ما يفعلُهُ أهلُ عصرنا بعد أن فَتَرَتِ الهممُ: أن يُعرَضَ القرآنُ الكريمُ كاملاً عَرْضَةً واحدةً مضبوطةً، حتى يقالَ: قرأتُ عليه أو سمعتُ منه القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره، والله أعلم.

ولي عودة ثانيةً بإذن الله
 
  • أعجبني
التفاعلات: راضِي

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

وقد شاع أن يبدأ طالبٌ غير مجيدٍ للقراءةٍ - أحكاماً وضبطاً - في ختمةٍ غَرَضُهَا الإجازةُ من شيخِهِ، فتكونُ المُحَصِّلَةُ أنَّ الأجزاء الأولى من ختمته تكون معروضة على الشيخ على غيرِ وجهِ الإتقانِ، إذ لم تكن المخارج والأحكام قد انضبطت بعدُ حتى ينسابَ بها لسانُ القارئِ دونَ لحنٍ، فإذا قدَّر الشيخُ أنَّ الطالبَ قد ترك اللحنَ في آخرِ وأغلبِ ختمته، وغلبَ على ظنه أنه تَشَبَّعَ حتى إذا أعاد من أول المصحف لم يزدد ضبطاً، فلا بأس أن يجيزه دون إعادةٍ، إن كانَ يوقفهُ على اللحنِ حتى يُصَحِّحَهُ ويَضْبِطَهُ، ولم يتجاوزْ لَحْنَاً دونَ تصويبٍ، وعليه فقراءته من أولِ المصحفِ إلى آخره مضبوطةٌ، وإن كان الأَولى أن يعيد من أول الختمة ما يغلِبُ على ظنه به أنه سمع الختمة بكاملها مضبوطةً دون تصويبٍ منه.

أما إن لَحِقَ أولَ الختمةِ لحنٌ جليٌ مِنْ تركِ حروفٍ أو تغييرِ كلماتٍ أو ما شابهه؛ ولم يتخلصِ القارئُ من لحنهِ إلا وسطَ ختمته، بأن كان لفظه ونطقه على وجهٍ خاطئ في أول ختمته، ولم يتمكن من تقليد شيخه ليتخلص من اللحن حال العرضِ، فلابد من إعادة أولِ الختمةِ على وجهِ الضبطِ والاستيثاقِ لما كان فيه اللحن.

وهذا الأمر قد لا يكونُ ظاهراً بشكلٍ كبيرٍ لأن مشايخَ الإقراءِ الكبارِ لا يُقرئون غالباً إلا من أجادَ، والطالب يتنقل في مراقي الطلب حتى يقف على أبوابِ مشايخِ الإقراءِ الكبارِ وهو مجيدٌ، ويكونُ غايةُ عملِهِم معهُ ضبطُ دقيقِ اللحنِ ومراجعةُ الأحكامِ أداءً، مع تبركِ الطالبِ بعلو أسانيدهم على الوجهين: علو الحال والعدد، وبهذه الغَرْبَلَةِ للطلابِ حُفِظَتْ الأسانيدُ العاليةُ نقيةً مِنْ ضَعِيْفِيْ الأدَاءِ أوِ المُتَعْتِعِيْن.

وهناك ضبط الأداء بأن يكون الطالب قادراً على الإتيان بالحروف صحيحة المَخْرَجِ والمَلفَظِ، مضبوطةَ الميزانِ، وأن يُتقِنَ مقاديرَ الغننِ والمدودِ، ويأتي بالرومِ والإشمامِ والإمالاتِ الصغرى والكبرى والاختلاسِ والقفلاتِ وغيرِ ذلكَ على مثالِ ما قرأَ شيخُهُ على مشايخِهِ، لايَخْرِمُ من ذلك شيئاً إلا أن يكون في مخارج الطالب عيبٌ خِلقِيٌّ كلُثْغَةٍ، فينبغي حالئذٍ أن يكون قادراً على التفريق بين الحروف سماعاً، حتى يتمكن من تعليم غيره، وقال بعض مشايخنا في مثل هذا: يجاز بالقراءة فقط ولا يجاز بالإقراء، قلتُ: ظاهر الأمر أن يجاز بالقراءة والإقراء، وإجازته بالإقراء فقط أولى من إجازته بالقراءة فقط، فإن عيب النطق إنما يلحق القراءة والتلاوة، لكن يَعْرِضُ لذلك أنه لن يتمكن من تصويب لحون تلميذه، فكيف يجاز بالإقراء؟ قلتُ: المصارف والمخارج كثيرة، أبسطها أن يستعين بغيره من المشايخ، وهو في منتهى الأمر لن يجيزَ باللحونِ لعلمه بها، والله أعلم.

أما خلطُ الحروفِ بتأثيرِ اللهجةِ العامِيَة كأهل مصر إذ يخلطون السينَ بالثاء، أو الجيمَ المُعَطَّشَةَ العربيةَ بالجيمِ الفارسيةِ (أو المِصْرِيَّةِ) غيرِ المعطشة، أو كالسودانِ إذ يستبدلونَ الغينَ بالقافِ، أو أهل نجدٍ إذ يستبدلونَ بالضادِ ظاءً، وما كانَ على شاكلةِ ذلك من الخلطِ: فمما لا تصحُّ الإجازةُ به بحالٍ، وينبغي للشيخِ أن يستوثق تمام الاستيثاق من زوالِ هذه اللحونِ من لسانِ من يُجيزُه.

أما القراءُ من أعاجمِ المسلمينَ الذين لا يقدرون على إقامةِ الحروفِ العربيةِ على وجهِ الدِّقةِ كما ينطقُ بها العربُ الخُلَّصُ: فإنَّ من لحونهم ما لا يُتجاوزُ عند الإجازة كما لو كَثُرَت حتى يضيعَ المبنى، ومنها ما يُتجوَّزُ فيه كما يُتَجَوَّزُ في لُكْنَةِ بعضِ العربِ التي تُضَيِّعُ النبرات الصحيحة بسبب لهجاتهم المحلية، وهذا مما يُحكم عليه حسب واقعه، والله أعلم.

ولي عودة لاحقاً بإذن الله ربي.
 
  • أعجبني
التفاعلات: راضِي

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

[frame="7 80"]
ومن ضبطِ الأداءِ أن يَعرِفَ الطالبُ المقطوعَ والموصولَ وكيفيةَ الوقفِ عليهما، وياءاتِ الزوائدِ وغيرها من أصول القراءات، وفي المقطوع والموصول أكثر من نظمٍ ضمن متون التجويد والقراءات يجدر بالطالب أن يستظهرها ويعقل شرحها ليعرف مواضع القطع والوصل في رسم المصحف الشريف، ويختبرُهُ الشيخ في مواضعها عند مروره بها إلا إن علم رسمها من كيفية أدائها.

كما يلزمُ التأكدُ من إتقان لفظِ الكلمات المُشْكِلَة على الطلابِ في رسمها، وإعرابِ أواخر الآيات لأن الطالب غالباً ما يحفظها بالسكون حِيْدَةً عن ضبطها بسبب الوقف على رأس الآية (كما في قوله تعالى "ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فعال لما يريد" (البروج 15، 16) فقد يقرؤها الطالب في رواية حفص: المجيدِ بكسر الدال صفة لـ"العرش")، وغالبُ ذلكَ لا يُعرفُ إلا سماعاً.

ومن اللطائفِ التي ذَهَلَ عنها كثيرونَ على أهميتها: فنُّ القَفْلَةِ عند الوقفِ، فإن قَفْلَةَ الاستفهامِ تختلفُ عن قَفْلَةِ الإخبارِ، وقَفْلَةُ انتهاء الكلامِ غيرُ قَفْلَةِ الوقفِ الحسنِ الذي لم يتمَّ عنده المعنى. ولبعض مشايخنا عند نطقِ مثلِ قولِهِ تعالى "أَوَلَمْ، أَفَلَمْ، أوَلا، أَفَلا، أفبنعمة الله، أفبالباطل يؤمنون" اتكاءاتٌ لطيفةٌ تُبَيِّنُ الاستفهامَ وتُظْهِرُهُ، تُعرفُ كيفيتُها بالتلقي والمشافهة.

ومما ينبغي كذلك ضبطُ قواعدِ الوقفِ والابتداءِ الكليةِ ومواضعه الدقيقة، والمعاني المتولدة منهما: وهي وإن كانت ضمنَ أبوابِ التجويدِ، إلا أنها فنٌ رقيقٌ قلَّ مَنْ يُحسنهُ، وكثيراً ما يُكَدِّرُ السَّمْعَ وقوفٌ مخزيةٌ لبعضِ القراء، أَرْبَأُ بطالبِ علمٍ مجازٍ بالقرآن الكريم أن يَقِفَهَا. والمصنَّفَاتُ في هذا الباب كثيرةٌ، ومن لم يُوفق لمطالعتها، فليسَ أقلَّ من أن يلزَمَ وقوفَ مصحفٍ شريفٍ اعتَمَدَتْ وقوفَهُ لجنةٌ شرعيةٌ، كمصحفِ الأزهرِ أو مصحفِ مُجَمَّعِ الملكِ فهدٍ بالمدينةِ النبويةِ الشريفةِ على ساكنها أفضلُ الصلاةِ وأزكى السلام.

وقد نص غير واحد من أعلام الأمة على أن الإسناد من الدين، وأن طلب العلو فيه من مطالب الشريعة، وعليه فمن أعظم ما تُنْدَبُ وتُسْتَنْفَرُ له همةُ طالبِ العلمِ: الرحلةُ والسفرُ طلباً للإجازات من ذوي الأسانيد العوالي، وذلك أنَّ صحبةَ وخدمةَ العلماء المقرئين العاملين تأدبٌ وحالٌ وخلقٌ قبل أن تكون علماً وسنداً، والرحلة والمجاورة للعلماء من أعلى العلاء في الهمة. وقد كان بعض مشايخنا يوصي من ختم عليه أن يرحل إلى مشايخه طلباً لعلو السند، وهو أدبٌ عالٍ منهم، وحب لذيوع للخير ونشره.

لكنَّ الذي يجمع الأسانيد لعلومٍ لا صلة له بها، أو من يجمع أسانيد علومٍ لا يتقنها من باب الجمع فقط فذلك ملومٌ بلا شك، لكن أحياناً يضطر المرء إلى أن يلحقَ ببعض المشايخ المُعَمَّرِينَ فيستجيزهم طلباً لعلو السند وعلو الحال، فمما ينبغي عليه حالئذ أن يستكمل أدوات هذا العلم، فإنه لا يليق أن يرويَ عن الكبارِ ويدعي التَّلْمَذَةَ عليهم دونَ أن يرثَ علمهُم أو أصول علمِهِم، فادعاءُ التلمذةِ حينئذ حق أريد به باطل، فالتلمذة قد تكون ساعة أو يوماً، لكن التاريخ لا يرحم هؤلاء وما يلبثون حتى تغيض أصواتهم وتفنى مقالاتهم، وقد يُفْتِيْ أحدُهم في مسألةٍ منْ مسائلِ العلمِ بخطأٍ قد يُروى عن شيخه خلافه ونقيضه تماماً وهو لا يدري، حتى أنَّ بعض المشايخ يكون قد نص على رأيه في مسألةٍ من مسائل العلم في بعض ما ألَّف كتابةً، ويُفتي مدعي التلمذةِ عليهِ بخلافها جهلاً منه بما قال شيخه لا مخالفة له، وهؤلاء من أعظم البلاوَى على العلم وأهله، عياذا بالله.

ومما تنبغي مراعاته في نص الإجازة الدقة التامة في وصف مكانها وزمانها وكيفيتها وموضوعها وأشخاصها وشهودها، وذلك لعموم البلوى بمن يدعون الرواية عن المشايخ كذباً أو تدليساً: كمن يدعون الرواية في زمان معين قبل أن يُخَلِّطَ الشيخُ مثلاً، وهم قد عرضوا عليه بعد التخليط، أو يدعون القراءة عليه اعتماداً على كونه حياً في وقت ما بينا هو حينها قد توقف عن الإقراء أو تُوفيَ، أو يروون عنه بالقراءة من المصحف، ويدعون القراءة عليه من حفظ الصدر، أو يدعون عرض القرآن الكريم كاملاً ليجازوا وهم قد عرضوا بعضه فقط، إلى آخر ما انتثر على الساحة من الغثاء، ويَجُبُّ ذلكَ أن تكون الإجازة دقيقة الوصف كاملةَ البنود، فلا يختلط الحابل بالنابل.

والله تعــالى أعلــى وأعلــم وأحكــم.

أحمـد عـاصـم في 16/11/2004

وآخر تعديلٍ لها في 10/3/2009
[/frame]


[frame="7 80"]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذه زيادة بسيطة مستلةٌ ومعدلةٌ من مداخلة كتبتها على الرابط التالي:
http://www.mazameer.com/vb/showpost.php?p=670734&postcount=15

مقدمة (1):

مع كثرة الغثاء والتخليط وضعف الهمم والنفوس في زماننا: ظهر التساهل وظهرت الحيل في التلقي وكثر التدليس والوهم وضاع كثير من العلم، لكن:

يأبى الله إلا أن يتم نعمته ويحفظ كتابه، وهكذا تبقى كوكبة من أهل العلم قائمين بحق كتاب الله لا يضرهم وهنٌ ولا ضعف، يأخذون بالعزيمة حين يتراخى الناس، ويَتَسَربَلُونَ البيانَ والإفصاحَ حين يُدَلِّسُ الناسُ، حَقٌ على كل طالبٍ علمٍ أن ينتخبهم ويختارهم ويأخذ عنهم كما ينتخب زوجه وأقلَّ من ذلك: طعامه وبيته، من فاتُوهُ فاتَهُ أدبُ العلم، وهم علامةٌ على المَفَارِقِ يدلونَ الناسَ على أقومِ الطرائقِ وأهدى السبل.

مقدمة (2):

يُندبُ لطالب العلم أن يَرُوْمَ الأعلى والأطيب في طلبه، فينتخبُ مشايخه وينتقيهم، ولهذا الانتخاب معايير، وهي صالحةٌ لأن يَزِنَ بها طالبُ العلمِ نفسه كذلك:

فأعلى ما يقع في القراءة والإقراء: أن يلازم الطالب شيخه ليسمع من شيخِهِ بتلاوته، ويسمعُ الشيخُ من تلميذِهِ ختماتٍ عدداً، حتى يأنس منه الضبط والإتقانَ، ثم يجيزه الشيخ.
فهذا سماع وإسماع وملازمةٌ ثم إجازة.

ثم أقل منه: من يقرأ على شيخه ختمة كاملةً أو ختماتٍ ولم يسمع من شيخه مثل الأول، ثم إذا أنِسَ منه الشيخُ الإتقان أجازه.
وهذا عرضٌ على الشيخِ ثم إجازة منه.

ثم أقل منه: من يقرأ على شيخه بعض ختمةٍ يأنس منه فيها الشيخ إتقاناً، والطالب قد أجيز من شيخٍ معتبرٍ عند الشيخ الحالي، فيجيزه الشيخ الحاليُّ بالقرآن كله باعتبار إتقانه لما لم يقرأ على شاكلة ما قرأ!
فهذا بعضُ عرضٍ، ثم إجازةٌ على إجازةِ الثقة!

ثم أقل منه: من قرأ بعض ختمةٍ ولم يُجز من قبلُ، ويجيزه الشيخ إجازةً عامة على اعتبار إتقانه لما لم يقرأ: وأنه بإتقان ما قرأ!
وهذا بعضُ عرضٍ، ثم إجازةٌ به وحده!

وثمة أمور تقل بها درجة الطالب في عرضه على شيخه،
وبيانها كما يلي:

(1)
أن يقرأ من مصحفه لا من حفظ صدره:
وإن كان حافظاً، فهذا أقل ممن قرأ من حفظ صدره.

ومثل ذلك من قرأ الجمع من حفظ صدره مع استحضار الخلاف من كراسه أو كتابٍ يقرأ منه، فهذ ليس بقوة من قرأ من حفظ صدره مع الضبط من غير معينٍ خارجي (وهذه منصوص عليها في النشر).

(2)
أن يقرأ على شيخه دون مباشرة حقيقية:
كمن يقرأُ عبر وسائط الاتصال الحديثة، فليست قراءته كمن كان كِفَاحاً.

ولا يُعتَدُّ بقولهم: إنَّه مثلُ قراءة الطالب على شيخه؛ وأحدهما أو كلاهما ضرير، أو كقراءة المرأة على الشيخ وقد سترت وجهها أو من وراء حجاب، فإن الحال التي يكون عليها الشيخُ والأدب الذي يتخلق به مما يتلقاه الطالب، وربما ألجأت كلفة الاتصال أو عدم صفاء الصوت في نقله إلى التجاوز ولو عن اللحون البسيطة، ومُجردُ تطرقِ الاحتمال إلى ذلك مما يُضعِفُ مرتبتهُ عن غيره، فتأمل.

(3)
أن يقرأ الطالب على شيخه أوان ضيق خلقه ووهن طبعه:
وغالب ذلك إنما يحصل في أواخِرِ العُمُرِ أيان الشيخوخة، وله حالاتٌ:

أضعفها: أن يروي عن الشيخ بعد أن ثبت تخليطه وخرفه، وهو أمرٌ قد لا يعرف بسهولة، لكن أهل العلم لهم إلى معرفته سبيلٌ وعلاماتٌ، والتخليطُ والوهمُ مما لا تصح معه الرواية، فمن ثبتت قراءته على من خلَّط ولو كان أعلى أهل الأرض سنداً، فتسقط روايته من طريقه هذا.

وأقوى منها روايةً: أن يقرأ على الشيخ حال ضعف جسمه وقلة احتماله للتدريس، فهو حينها مَظِنَّةُ أن يَثْقُلَ سمعه، أو يتساهلَ في الإجازةِ وتصويبِ اللحونِ لضعفِ احتماله لا لقلةِ درايته، وأفضل ما يَجُبُّ ذلك أن يكون بحضرة أحد أقران الشيخِ، أو قدامى تلاميذ الشيخ، ليرد الطالب عن الخطأ إن وقع!

وهذه الجزئية تعني أن أعلى تلاميذ الشيخ (إذا نَحَّيْنَا بقية عوامل الطلب كنجابة الطالب وقوة حفظه واستيعابه ...) هم من أخذوا عنه بعد استقرار علمه حال شبابه إلى كهولته، وهم في العموم (إذا نَحَّيْنَا بقية العوامل أيضاً) أقوى ممن أخذ عنه في أواخر عطائه وتدريسه.

وصلى الله على الحبيب البشير النذير وسَلَّمَ تسليماً
والحمد لله رب العالمين.
[/frame]
[frame="7 80"]الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:

فهذا نقل مع التحرير لمشاركة كتبتُها عن موضوع الإجازة بأحرف الخلاف فقط، حيث يقرأ الطالب على شيخه القرآن الكريم بحفص مثلا، ثم يثنّي بقراءة مواضع الخلاف بين حفص وشعبة، فيُجيزه الشيخ بشعبة، ثم يقرأ عليه مواضع الخلف لورش فيجيزه بورش، وهكذا. وهناك من المشايخ من يسأل الطالب؛ إن كان قرأ على غيره حفصًا مثلا، فإن كان كذلك؛ أقرأه خُلف قالون مثلا فقط، ثم يجيزه بقالون، فهو لم يعرض القرآن أصلا على الشيخ، وإنما يُجيزه بإجازة غيره، والله المستعان!

قلتُ:

أما الإجازة بأحرف الخلاف فلي فيها رأي متشدد، هو - للأمانة - من كيسي:

فتجوز الإجازة بأحرف الخلاف، وهي طريقة متبعة عند السلف، لكن هيأتها غير هيئة اليوم:

فهيأتها أن يقرأ الطالب على شيخه ختمة، وأثناء الآيات يمر على أحرف الخلاف فيأتي بها، والمقصود بأحرف الخلاف ليس "الفرش" فقط، بل الخلاف في "الفرش" والخلاف في "الأصول"، وهي طريقة متبعة للضابطين الذين انتهوا واشتهر ضبطهم، ولا يتبعها شيخ مع تلميذه المبتدئ إلا أن يكون متساهلا.

أما القراءة على الشيخ بوسائل الاتصال الحديثة كالهاتف والمحادثات الشنكبوتية (الخاصة بالشبكة العنكبوتية): فهي معتمدة حاليا من كثير من أهل العلم، لكنها بلا ريب: أدنى من التلقي مشافهة كفاحا مباشرة من الشيخ.

أما قراءة ختمة أولا ثم قراءة أحرف الخلاف (الفرش فقط) مجردة: فقد أسلفتُ أنها لا تستوعب الخلافات في الرواية كلها، وبالتالي فهي إجازة ببعض القرآن الكريم لا به كله، وإن صحت من هذا الباب فهي لا تصح كقراءة لكامل القرآن الكريم، لأن الأمر كما - أسلفتُ - يخلو من الخلاف الذي يقع في الأصول، فهو سردٌ ناقص للخلف بين الروايات.

وفارقٌ كبيرٌ بين من يسرد الخلاف في كل كلمة في القرآن الكريم أثناء عرضه من أوله إلى آخره، سواءٌ كان خلافا في الأصول أم في الفرش، وبين من يسرد الخلاف في الفرش فقط، وأظنه يقرؤه بلا ترتيل كذلك!

إنها صورة مشوهة من التساهل، وليست تساهلا فقط، والله المستعان.

وإنما أرجو من أهل العلم الحقيقيين، العلماءِ العاملين: أن يكون نص إجازاتهم لطلابهم على وجه الدقة والتفصيل والإسهاب من حيث:

1. الزمان: زمان البدء والانتهاء إن أمكن، والأهم تاريخ الإجازة من الشيخ.
2. المكان.
3. الكيفية:
أ. من الحفظ أم من المصحف.
ب. شفاها كفاحا، أم عبر وسائل الاتصال.
ج. من أول القرآن إلى آخره، أم ببعض القرآن الكريم.
د. عدد الختمات إن أمكن.
4. الشهود: الذين يشهدون على هذه الأمور بدقتها.

أعان الله الجميع، ووفق وسدد الخطى.[/frame]
 
التعديل الأخير:
  • أعجبني
التفاعلات: راضِي

حافضة القرأن

مزمار فعّال
27 فبراير 2009
78
0
0
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

جزاكم الله خير
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

أرجو أن العنوان الذي قصدت به التشويق فقط لم يمنع بعض غير المشمولين في عنوانه ودعوته أن يدخلوا إلى الموضوع.
شكراً على مروركم إخوتي.
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

أرجو أن العنوان الذي قصدتُ به التشويق فقط لم يمنع بعض غير المشمولين في عنوانه ودعوته أن يدخلوا إلى الموضوع.
شكراً على مروركم إخوتي.
 

فجرالنور

مراقبة سابقة
10 مايو 2008
3,406
112
0
الجنس
أنثى
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

جزاك الله خيرا كثيرا.....
من العنوان يا شيخ احمد...عرفنا اننا غيرمقصودين!!!!
ولكن امرك إلى الله...تصفحنا كتابك الرائع...
واول مرة أقرأ موضوع عن المجيزين والمجازين
ودائمأ مواضيعك مهمة وجديدة عليَ...
وننتظر مزيداً من المواضيع الشيقة....
ووفقك الله لما يحب ويرضى...
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

[frame="9 10"]
أخي الوهراني: لا بأس بنقل الموضوع إلى ركن القراءات الركين، وجزيت خيراً.
أما أختي فجر النور الصادق: فوالله ما قصدت همز أحدٍ ولا لمزه، لكن أردت التشويق وأن الممنوع عادة مرغوب، وشكراً على مرورك الكريم.
[/frame]
 

فجرالنور

مراقبة سابقة
10 مايو 2008
3,406
112
0
الجنس
أنثى
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

جزاك الله خيرا ....
فجرالنور...قريب جدا من اسمى الحقيقى ولكن "الصادق"
إن شاء الله نكون كذلك..
وعذرا..بحثت عن بعض كتاباتك المفيدة
فوجدت لك انشاد رآآئع لشعر الشهيد سيد قطب"رحمه الله"
وكان الصوت فى قمة الروعة...ولكن اتمنى ان
تبعد عن مجال الانشاد وان تدخل فى مجال التغنى بالقرآن
فأعتقد ان الصوت سيكون اكثر جمالا...
ولان المنشد فى هذا الزمن "فى اعتقادى"ينضم الى فئة المطربين...
وانظر الى البعض من المنشدين المتدينين توسعوا من الانشاد الى الطرب
فتلك نصيحة أخوية فأرجو أن تأخذها بعين الاعتبار..
وارجو المعذرة على الاطالة ياشيخ أحمد..
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

هاني مكاوي

مراقب قدير سابق
28 مايو 2007
5,869
35
0
الجنس
ذكر
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

شكرا لك على هذا البحث الطيب أخي أحمد

ولمن يرغب بالاستزادة يمكنه تحميل كتاب "إجازات القراء" للدكتور محمد فوزان العمر مباشرة من هنا:

http://mazameer.com/vb/attachment.php?attachmentid=5798&d=1207808026


بارك الله فيك ورزقنا وإياك الاخلاص في العمل لخدمة كتاب الله العظيم
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

[frame="2 60"]
شكراً لأختي فجر النور على تعليقها الماتع ونصيحتها الطيبة. في الحقيقة أنا مع ما قالته على سبيل العموم، من أن الإنشاد قد يخرج بضوابط واهية فيندرج تحت الطرب - كما تسمينه - ولي مقالة في ضوابط الإنشاد سوف أرفعها لأتلقى تعليقاتكم عليها قريباً بإذن الله، وبالمناسبة: فلي كذلك ضمن تلاوات المزامير الجدد أكثر من تلاوة مجودة لمن شاء أن يستمع ويفيدني برأيه، وجزاكم الله خيراً أحبتي.
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

[frame="1 50"]
وشكراً لأخي الكريم هاني مكاوي على مداخلته وتعليقه، وفعلاً كتاب الدكتور الفوزان كتاب ماتع طريف، وهو كتاب علمي مؤصل بنقول طيبة، أنصح المهتمين بمطالعته ودراسته.

على فكرة: مقالي الحالي كتبته من ذاكرتي دون مراجع بتاتاً، حيث سألتني قديماً بعض الشيخات المجازات أن أكتب لهن حول الإجازات فكان المقال جوابي، وعليه خرج كأنه محاضرة سريعة.
جزيت خيراً مرة أخرى، وتحية من القلب.
[/frame]
 

سامى الصيفى

مزمار جديد
3 مارس 2009
4
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

جزاك الله اخى احمد النبوى نفعنى الله بعلمك وارجو دعائك لئ بالتوفيق فانى على اول طريق القراءات
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

[frame="9 80"]
يسر الله لك أخي سامي أمورك، وأعانك على الطلب، تعاهد نيتك، وصف ها جباههم عليهمو، عفواً الكلام دخل على نظم ابن الجزري.

المهم شكراً على مرورك، وسوف أدعو لك بإذن الله بظهر الغيب.


[/frame]​
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: حصري للمجيزين والمجازين فقط: شروط الإجازات القرآنية

___________ الحمد لله حمدا كثيرا ___________
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع