إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

شَيْخُ القرّاء والمقرِئين:الإمام محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ المصريّ

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شَيْخُ القرّاء والمقرِئين:الإمام محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ المصريّ


اسمُه ونسبه:

ذكر أكثر من ترجم له أنّه: محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ، وهذا هو الموافق لما ذكره المؤلّف نفسُه في مطلع كتابيه "القواعد المقرّرة والفوائد المحرّرة" و"غُنية الطّالبين ومُنية الرّاغبين". وذكر قِسمٌ من المؤرّخين أنّه: محمّد بن عمَر بن قاسم؛ فجعل اسم أبيه عمَر، ولم يجعله قاسماً. ومن أجل هذا الخلاف جعل الزركليّ كلّ واحدٍ من الاسمين شخصاً بانفراده، فذكره مرّتين: مرّةً باسم محمّد بن قاسم، ومرّة باسم محمّد بن عمَر بن قاسم.

كُنيته:

ذكر قسمٌ من المؤرّخين والعلماء أنه يكنّى بـ(أبي الإكرام).

وِلادته:

نصّ أكثر كتب التراجم على أنّ الإمام البقريّ ولد سنة ثماني عشرة وألف للهجرة، غير أنّ إسماعيل باشا البغداديّ ذكر أنّه ولد سنة أربعَ عشرة وألف للهجرة. والأول هو الصحيح بدليل قول الجبرتيّ وغيره: "عن ثلاثٍ وتسعين سنة"، وهو إنّما توفي سنة (1111هـ). ثم إنّ سنة ثماني عشرة وألف للهجرة توافق سنة تسعٍ وستمئة بعد الألف للميلاد.

نشأته ومُجْمَل حياته:

نشأ الإمام البقريّ في بيت علم وفقه وزهد؛ لذلك نجده انكبّ على طلب العلوم المختلفة منذ نعومة أظفاره، ولا سيما علمَيْ التجويد والقراءات؛ حيث إنّه أخذ هذين العلمين عن شيخ زمانه عبدالرّحمن بن شحاذة اليمنيّ.

ومن أكبر الأدلة على تبكير البقريّ بطلب العلوم وفاة مشايخه وهو لا يزال شابّاً؛ فقد توفي شيخُه إبراهيم اللقانيّ، وعُمُر البقريّ حينئذٍ يناهز العشرين عاماً، بل إنّه ربما أُحضر إلى دروس العلماء في صباه، فقد توفي الشيخ نور الدين الزّيّاديّ، وعُمُر البقريّ ستّ سنوات، أو عشر سنوات، نظراً للاختلاف الحاصل في سنة ولادة البقريّ.

ثم إنّ البقريّ برع في القراءات، ووصل إلى مالم يصله زملاؤه في هذا الميدان؛ نظراً لصحبته المبكّرة للشيخ اليمنيّ، ولأنه قد أشغل حياته -رحمه الله- في قراءة العلوم المختلفة بصورة عامة، والقراءات بصورة خاصة، وبعد أن تمكّن من العلوم وأتقنها أجازه جُلّ شيوخه، وشهدوا له بالفضل التامّ.

وبعد إكمال مرحلة الطلَب توجّه إلى تدريس العلوم المختلفة –ولا سيما علم القراءات-؛ فلازم الإقراء والتدريس في صحن الجامع الأزهر، مكان أستاذه اليمنيّ بعد وفاته -سنة1050هـ-؛ فأقبل عليه الطلاّب من كلّ حدب وصوب، ليأخذوا عنه سائر العلوم.

واشتغل البقريّ أيضاً -بعد مرحلة الطلَب- بتأليف المؤلّفات النافعة؛ فألّف مؤلّفاتٍ جمّة كان يمليها على الطلبة، وسنتعرّض لاحقاً لذكرها والكلام عنها -إن شاء الله-.

شيوخه:

أخذ الإمام البقريّ علومه المختلفة عن مشايخ أجلاّء كثيرين؛ حتى اشتهر بهم، وانتسب اليهم. ونذكر هنا أهمَّ مشايخه الذين أثّروا في بناء شخصيّته، مرتّبين على حسب العلوم.
من شيوخه في القراءات: عبد الرحمن بن شحاذة اليمنيّ (ت1050هـ).
من شيوخه في الحديث: إبراهيم بن إبراهيم بن حسَن اللقانيّ المالكيّ (ت1041هـ)، عليّ بن إبراهيم بن أحمد الحلبيّ الشافعيّ (ت1044هـ)، محمد بن علاء الدين البابليّ القاهريّ (ت1077هـ).
من شيوخه في الفقه: عليّ بن يحيى الزّياديّ الشّافعيّ (ت1024هـ)، محمّد بن أحمد الخطيب الشوبريّ (ت1069هـ)، سلطان بن أحمد بن سلامة المزّاحيّ الشافعيّ (ت1075هـ)، محمّد المَنْيَاويّ الأزهرِيّ.
من شيوخه في السلوك والتصوّف: عمّه موسى بن إسماعيل البقريّ، عبدالرحمن الحلبيّ الأحمديّ.

تلامذته:

ذكر الجبرتيّ في عجائب الآثار -واصفاً كثرة طلاب الإمام البقريّ- أنّ "غالب علماء مصر إمّا تلميذه أو تلميذ تلميذه"، وقال المراديّ: "قرأ عليه القرآن بالروايات من لا يحصَى عددهم"، وقال أيضاً: "كان ملازماً للإقراء والتدريس بالجامع الأزهر"،حتى أخذ عنه كثير من الطلاّب من شتى البلاد.

ونذكر هنا أهمَّ طلابه الذين وقفنا على تراجم لهم، سائرين في ترتيبهم على حسب وفياتهم: الشيخ عامر الشافعي المصريّ (ت1116هـ)، الشيخ أحمد بن محمد المنفلوطيّ القاهريّ (ت1118هـ)، الشيخ إبراهيم بن محمّد بن محمّد الحرّانيّ الدمشقيّ الحنفيّ (ت1120هـ)، الشيخ أبو المواهب محمّد بن عبدالباقي بن عبدالقادر الحنبليّ الدمشقيّ (ت1126هـ)، الشيخ سعديّ بن عبد الرحمن بن محمّد الحنفيّ الدمشقيّ (ت1132هـ)، الشيخ عيد بن علي القاهريّ النمرسيّ الشافعيّ (ت1140هـ)، الشيخ محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد الحسينيّ البُديرِيّ الدمياطيّ (ت1140هـ)، الشيخ محمّد بن محمّد بن شرف الدين الخليليّ المقدسيّ (ت1147هـ)، الشيخ محمّد بن خليل بن عبدالغني الجعفريّ العجلونيّ (ت1148هـ)، الشيخ أحمد بن عبدالله الصيداويّ البزريّ (ت1165هـ).

منزلته العلميّة:

وصفه المؤرّخون بصفات الإجلال؛ فقد وصفوه بالإمام العلاّمة، المقرِئ، المحدّث، الحافظ، الفقيه، الشافعيّ، الصوفيّ، الشناويّ.
ووصفوه أيضاً بأنه: "شيخ القرّاء والحديث بصحن الجامع الأزهر"، "قرأ عليه القرآن بالروايات من لايحصَى عددهم من طلبة العلم".
ووصفه تلميذه أبوحامد البُدَيْرِيّ الدمياطيّ بأنّه: "البَحْر الذي لا ساحلَ له، شيخنا شيخ القرّاء الأزهريّ، الشيخ محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقرِيّ".
ووصفه الحسينيّ بقوله: "الشيخ محمّد البقريّ المقرئ، شيخ الوقت في القراءات وغيرها".
ويمكن معرفة منزلة الإمام البقريّ العلميّة من خلال أمور، يمكن لنا إجمالها فيما يأتي:

1- إنّ شيوخه الذين أخذ عنهم علومه المختلفة وصفهم المؤرّخون بصفات عالية، فقد وصف المحبيّ شيخه عبد الرحمن اليمنيّ بأنه: "شيخ القراءات وإمام المجوّدين في زمانه"، وكذلك سائر مشايخه.

2- إنّ تلامذته الذين أخذوا عنه سائر العلوم -وبخاصة علمَيْ القراءات والتجويد- بلغوا أسمى المراتب بفضل دراستهم على الإمام البقريّ ومن عاصره، يقول المراديّ في وصف تلميذ البقريّ أبي المواهب: "شيخ القراء والمحدثين، فريد العصر، وواحد الدهر"، وكذلك الحال في بقيّة التلاميذ.

3- إنّ ما تركه البقريّ من مؤلّفات لهو أكبر شاهد على علميّته الواسعة، ومنـزلته العالية، ومن يستقرئ كتب البقريّ ككتاب: "القواعد المقرّرة والفوائد المحرّرة"، وكتاب "غُنية الطّالبين ومُنية الرّاغبين" يعرف المستوى العلميّ العالي الذي كان يتمتّع به هذا الإمام.

مؤلّفاته:

ألّف الإمام البقريّ مؤلّفات كثيرة، حتى ذكر الجبرتيُّ أنّه: (ألّفَ وأجادَ وانفردَ)، وأكثر مؤلّفاته انحصرتْ في علمَيْ التّجويد والقراءات، لأنّ هذين العلمين قد شغلا أكثر حياته،قال المراديّ: (ألّف مؤلّفاتٍ جمّة، كان يمليها على الطلبة).

وقد ذكرت كتب التأريخ والفهارس أن له مؤلّفاتٍ عديدة، إليك ذكرها مرتبة على وفق حروف الهجاء: حاشية على رسالة في التجويد، الحواشي المحكَمة على شرح الستين مسألة، رسالة في تجويد القرآن الكريم، رسالة في طريقة حفص، العمدة السنيّة في التجويد، غُنية الطّالبين ومُنية الرّاغبين، فتح الكبير المتعال بشرح مذهبة الإشكال عن بعض كلامِ ذي الجلال، فوائد في الوقف والإبتداء، القواعد المقرّرة والفوائد المحرّرة، مُذْهِبة الإشكال عن بعض كلام ذي الجلال.

وفاته:

كادتْ كتب التراجم التي ترجمتْ للإمام البقريّ أن تتفق على أنّه توفي سنة (1111) إحدى عشرة ومئة وألف للهجرة، وذكر الجبرتيّ: أنّه توفي في الرابع والعشرين من جمادى الثانية من السنة نفسها.
وذكر (Brockelmann) أنه توفي في العشرين من شهر جمادى الثانية من السنة نفسها، وهذا اختلاف لا يضرّ.
ولكن المراديّ ذهل فذكر -في ترجمة البقريّ-: أنه توفي سنة سبع ومئة وألف، وهذا كلامٌ مجانب للصواب، يدحضه المراديّ نفسه-في موضعٍ آخر-، فقد ذكر في ترجمة الشيخ محمّد البُليديّ: أنّ البُليديّ أخذ عن البقريّ سنة عشرٍ ومئة وألف، ثم قال: أي:قبلَ وفاة البقري بسنةٍ واحدة.

وقد تابع المراديَّ على قوله بأنه توفي سنة سبعٍ ومئة وألف: عمَر رضا كحّالة في معجم المؤلّفين، وتابعه أيضاً (Brockelmann) في أحد القولين.
وبذلك نعلم أنّ الصواب هو أن البقريّ توفي سنة إحدى عشرة ومئة بعد الألف للهجرة النبويّة.

ثم إنّ التاريخ الميلاديّ لوفاته يكون على النحو الآتي:
1- يوافق على قول الجبرتيّ المتقدم: الثامن عشر من كانون الأول، من سنة 1699 للميلاد.
2- يوافق على قول Brockelmann: الرابع عشر من كانون الأول، من سنة 1699 للميلاد


المصدر - من مجلة الفرقان
 

محـب أبو المغـيرة

مشرف قدير سابق
16 نوفمبر 2007
6,879
10
0
الجنس
ذكر
رد: شَيْخُ القرّاء والمقرِئين:الإمام محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ المصريّ

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم يا أختي ..

وبارك الله في جهودك


 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: شَيْخُ القرّاء والمقرِئين:الإمام محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ المصريّ

وعليكــــــــــم الســــــــــلام ورحمــة الله وبركـاتـــــــه
بحث شيّق ومعلومات مفيدة،
بارك الله فيك أختي الكريمة وجعل هذا النقل الطيّب في ميزان حسناتك
 

ابن ماجة

مشرف سابق
22 أغسطس 2006
15,601
1,319
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: شَيْخُ القرّاء والمقرِئين:الإمام محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ المصريّ

بسم الله الرحمن الرحيم

شملك الله برحمته وتولى شيخنا برحمته
بارك الله في جهودك الطيبة
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: شَيْخُ القرّاء والمقرِئين:الإمام محمّد بن قاسم بن إسماعيل البقريّ المصريّ

جزاكم الله اخيرا اخواني
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع