- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
الموت سنة الله في الخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهي النهاية الطبيعة لدورة حياة الإنسان كباقي الكائنات. قال تعالى:
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} [الرحمن: 26-27].
فنحن نفرح عند ولادة الطفل؛ لأنه يُمثِّل لنا الأمل والحياة، ونفرح كلما كبر عاماً وهو بصحة وخير، وننسى أنه كلما مر به عام اقترب من الموت أكثر، فكل الكائنات لابد أن لها نهاية..
كثيراً ما تغرينا الحياة وتسرقنا الأيام، وننسى التجهز للحظة الوداع.. كثيرٌ مِن الناس مَن يخطفه الموت بلا استعداد.. كثيرٌ منهم من يفارق الحياة من غير أن يتزود له بالقول والعمل الصالح وأداء ما أوجبه الله تعالى عليه!
منذ مدة وأنا أفكر بالموت.. أدرك تماماً بأن الأعمار بيد الله، وأن آجالنا مُقدَّرة علينا، ولكننا بشر والنفس ضعيفة. قال تعالى:
{إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً . إِلا الْمُصَلِّينَ}
[المعارج: 19-22].
في التفكير بالموت رهبة وخوف، ولكن لكثرة ما نرى حولنا من الموت وتعدُّد أسبابه وغرابة الأحداث التي تؤدي إليه؛ بدأت أفكر به، وأتفحص معنى الحياة والموت..
ربما في موت الفقراء راحة لهم من الحرب والدمار والعذاب الذي يعيشونه في كل لحظة، ولكن الله أرحم بعباده وهو أدرى بحياتهم وموتهم.
كثيرٌ من الناس يرفض التفكير أو التحدُّث عن الموت؛ لأن الطبيعة البشرية تتوق للحياة وتسعى للابتعاد عن الألم، ربما يبتعد الإنسان بتفكيره عن الموت لارتباطه بالمجهول؛ فالإنسان يجهل بحقيقة ما يحدث بعد الموت على الرغم من أن ديننا يوضح هذه الأمور الغيبية، فالمؤمن غالباً لا يخشى الموت؛ لأنه بداية حياة جديدة وانتقال لمرحلة أخرى من الحياة. قال تعالى:
{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}
[آل عمران:145].
وربما يخشى غيرُ المؤمن الموتَ لأنه لا يؤمن به بداية، وهناك من يغتر بأن الموت بعيد عنه ولن يطاله، وآخرون يعتقدون أنهم مخلَّدون في الأرض؛ فيصولون ويجولون في التجبُّر والفساد، ويتناسون نهاية الحياة، حتى التوبة والاستغفار لا تكون ضمن البديهيات الفطرية لديهم للعودة إلى طريق الإيمان.
قال تعالى:
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ . ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً . فَادْخُلِي فِي عِبَادِي . وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27-30].