إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

المرآة والفتاة في القرآن والسنة :::: رضا الجنايني

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

رضا الجنايني

مزمار كرواني
6 يونيو 2008
2,850
27
0
الجنس
ذكر



سجل لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة نماذج عظيمة تدل على قدرة المرأة على التفكير والإبداع إذا ما أتيح لها المجال. وهذه النماذج التي سنعرض لبعضها ما هي إلا أمثلة واقعية تعكس حالة عامة، تتمثل في قدرة المرأة على التفكير والعطاء بصفتها إنسانا يتميز بخاصية التفكير، وليست حالات شاذة كما يحلو للبعض أن يصفها بها، في محاولة يائسة لتعميق صفة نقص العقل بالمرأة.
ملكة مصر وبقية النسوة
تكشف لنا قصة امرأة حاكم مصر وبقية النسوة مع سيدنا يوسف جوانب عديدة من المواقف التي تدل على الذكاء وسرعة البديهة والأساليب الإبداعية. فقد وصف القرآن الكريم النساء بأن كيدهن عظيم، والكيد يعني التفكير والتخطيط بمكر ودهاء. يمكن تلخيص مواقف ملكة مصر الذكية كالتالي:
1- التفكير في بعض الاحتمالات المتوقعة، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لذلك، مثل تغليق الأبواب.
2- سرعة البديهة في موقف مفاجئ واستخدام أسلوب العكس وهو من التفكير الجانبي الإبداعي. فقد عكست الأمر على سيدنا يوسف عليه السلام لتبعد الشبهة عن نفسها، ولكي تصرف الانتباه إلى الطرف الآخر.
3- اقتراح العقوبة التي يجب أن تحل بسيدنا يوسف بوصفه معتديا عليها. فهي أعطت نقطة البدء في العقوبة، فتكون سهلت على الملك ما يمكن أن يفكر فيه. واقتراح العقوبة والمطالبة بها يدرأ عنها الشبهة في أنها هي الطالبة له، وهذا يعني أنه هو المذنب.
4- نوع العقوبة -وهي السجن- يعني ابتعاده عنها مع شدة شغفها له، وهذا يشعر الآخرين أنها لا تريده ولا تحبه. كما أن العذاب الأليم فيه نوع قسوة توحي أنها لا تشفق عليه، وأنه معتد يستحق العقوبة.
5- هذا الموقف وما قدمته من اقتراحات يدل على ضبط الأعصاب مع هول المفاجأة، لأن زوجها بالباب، ومع ذلك تحكمت في عواطفها وفكرت بعقلها، على عكس ما يشاع من أن المرأة عاطفية أكثر منها عقلانية.
6- أيضا في تلويحها بشدة العقوبة محاولة لإلقاء الرعب في قلب يوسف لعله يستجيب فيما بعد، لأنه يمكن أن تطلب له العفو من الملك، وتختلق الأعذار من أنه شاب صغير، وهي حسناء أو غير ذلك.
7- كما أنها حاولت استمالة زوجها إلى صفها بالإشارة إلى أن هناك من حاول أذية أهله، في محاولة لتعظيم الأمر في نفسه، وإغراءً له وتهييجا.
8- الخطة الماكرة التي أعدتها للإيقاع ببقية النسوة. فقد توقعت انبهارهن بيوسف، وأن ذلك سيؤدي إلى شرود أذهانهن وجرح أصابعهن. وأرادت أن تؤكد أن هذا أمر لا سبيل إلى مقاومته، فلا لوم عليها إن أذيع عنها ذلك.
9- بينت الملكة بهذه الخطة الماكرة أن البرهان العملي هو أصدق الإثباتات والدلائل.
10- أما مكر بقية النسوة فإنه يتمثل في تعريضهن بالملكة من أنها تهوى خادمها، وهذا أمر لا يليق بمكانتها. وقد قلن: إنها تحبه، مع أنها أظهرت غير ذلك عندما اقترحت العقوبات الشديدة السابقة وكذلك التلويح بالعذاب الأليم. كما أن تعريضهن بها يظهر في قولهن إنها تراود فتاها، أي لا تزال تفعل، وليس مجرد مرة واحدة، وأنهن يرينها في ضلال مبين، ففيه تلميح بأن الأمر ليس مجرد رأي لهن، بل هو رأي شائع في الناس.
مريم بنت عمران
أرسل الله إليها مَلَكا في صورة بشر، فتفاجأت به عندما دخل عليها في المكان المعزول الذي اتخذته بعيدا عن أعين الناس. لكنها تماسكت وواجهت الموقف وتعوذت بالله، ثم ذكرته بتقواه، أي وجهت نظره إلى الأثر الفعال الذي يمكن أن يصدر عنه بصفته تقيا يخاف الله، فتتجنب بذلك الضرر الذي يمكن أن يلحقه بها. وهذا ما ينبغي أن تتمرن عليه كل امرأة مسلمة في مواجهتها للرجال بأن تذكرهم بالله وتقواه إن لمست منهم شرا، ولا تخاف ولا تضطرب، فتأخذ بالصراخ والعويل وغيره من التصرفات الغريزية الأخرى. {قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} [مريم: 18].
كما أن مريم البتول ناقشت الملَك بطريقة عقلية، وحصرت الاحتمالات التي يمكن أن يكون بها لها ولد، ونفتها عن نفسها. ومع صعوبة هذا الموقف فقد تمالكت نفسها، وضبطت عواطفها، وتحكمت فيها، على الرغم من كل ما يقال بأن المرأة تغلب عليها العاطفة.
أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
فقد كان لها تجارة تديرها وتشرف عليها، كما أن مواقفها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على حسن تدبيرها وعقلها الواعي. فقد هدأت من روعه -عليه السلام- لما نزل عليه الوحي، وذكّرته بما هو عليه من الصفات الحميدة، وطمأنت نفسه، ثم أخذته عند ورقة بن نوفل. وهذا درس عظيم في التحكم بالعواطف، وفي التغلب على الموانع وتهدئة النفوس، ومن ثم إدراك عواقب الأمور؛ لأنه لو تراجع الرسول عن هذا الأمر لما قامت للإسلام قائمة.
أم سلمة رضي الله عنها
حيث أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأيها يوم الحديبية بشأن أصحابه حينما امتنعوا عن الحلق والتقصير، فأشارت عليه بأن يحلق رأسه ويخرج للناس، فكان أن تبعه الناس كلهم بعدما امتنعوا عن الاستجابة لأمره. ثم أشارت عليه أن يعجل بالسفر بهم ففعل ولم يعترضوا. فبدلا من الدخول في جدل ومحاولات للإقناع دخل الرسول في العمل مباشرة بناء على رأي أم سلمة السديد.
هذا غيض من فيض من إبداعات المرأة في القرآن والسنة، وما قدمناه هو أمثلة نموذجية تظهر قدرة المرأة على التفكير والإبداع وتغيير مجرى الأحداث. كما أنه يبين قدرة المرأة على التحكم في عواطفها، مما يؤهلها -وفق الظروف المناسبة- للقيام بما يوكل إليها على أتم وجه.
الأمومة وعظمها عند الله الرحمن

وقوله تعالى : ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ) أي : خاليا من كل شيء إلا من ذكر موسى وهمه ، وهذا قول أكثر المفسرين . وقال الحسن : " فارغا " أي : ناسيا للوحي الذي أوحى الله إليها حين أمرها أن تلقيه في البحر ولا تخاف ولا تحزن ، والعهد الذي عهد أن يرده إليها ويجعله من المرسلين ، فجاءها الشيطان فقال : كرهت أن يقتل فرعون ولدك فيكون لك أجره وثوابه وتوليت أنت قتله فألقيته في البحر ، وأغرقته ، ولما أتاها الخبر بأن فرعون أصابه في النيل قالت : إنه وقع في يد عدوه الذي فررت منه ، فأنساها عظيم البلاء ما كان من عهد الله إليها . وقال أبو عبيدة : " فارغا " أي : فارغا من الحزن ؛ لعلمها بصدق وعد الله تعالى . وأنكر القتيبي هذا ، وقال : كيف يكون هذا والله تعالى يقول : " إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها " ؟ والأول أصح .

قول الله - عز وجل - : ( إن كادت لتبدي به ) قيل الهاء في " به " راجعة إلى موسى ، أي : كادت لتبدي به أنه ابنها من شدة وجدها . وقال عكرمة عن ابن عباس : كادت تقول : وابناه . وقال مقاتل : لما رأت التابوت يرفعه موج ويضعه آخر خشيت عليه الغرق فكادت تصيح من شفقتها . وقال الكلبي : كادت تظهر أنه ابنها ، وذلك حين سمعت الناس يقولون لموسى بعدما شب : موسى بن فرعون ، فشق عليها فكادت تقول : بل هو ابني . وقال بعضهم : الهاء عائدة إلى الوحي أي : كادت تبدي بالوحي الذي أوحى الله إليها أن يرده إليها . ( لولا أن ربطنا على قلبها ) بالعصمة والصبر والتثبيت ، ( لتكون من المؤمنين ) المصدقين لوعد الله حين قال لها : ( إنا رادوه إليك )

الفتاة الحنونة مريم أخت موسي


( وقالت لأخته ) أي : لمريم أخت موسى : ( قصيه ) اتبعي أثره حتى تعلمي خبره ، ( فبصرت به عن جنب ) أي : عن بعد ، وفي القصة أنها كانت تمشي جانبا وتنظر اختلاسا لترى أنها لا تنظره ، [ ص: 195 ] ( وهم لا يشعرون ) أنها أخته وأنها ترقبه . قال ابن عباس : إن امرأة فرعون كان همها من الدنيا أن تجد له مرضعة ، فكلما أتوا بمرضعة لم يأخذ ثديها فذلك قوله - عز وجل - : (وحرمنا عليه المراضع )


ابنتا شعيب
احداهما زوج نبي الله موسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام


فجاءته إحداهما تمشي على استحياء

الحياء خُلق الأنبياء , وهو من الأخلاق السامية التي أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف ورغب فيها ،

والحياء حياة فمن لا حياء له لا حياة له

يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الحياء لا يأتي إلا بخير )
متفق عليه

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول

لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان )
متفق عليه

وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها

وإن أجمل ما يُجمَّل الفتاة الحياء

وقد أثنى الله على الفتاة العفيفة في القرآن فقال جل جلاله ( فجاءته إحداهما تمشي على

استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )

قال عمر: جاءت متسترة قد وضعت كم درعها على وجهها استحياءً

ويقص علينا القرآن خبر مريم عليها السلام قالت ( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً )

ومن تأمل في سير الصالحات من سلفنا الطاهر يرى الفرق شاسع مع ما عليه بناتنا اليوم مع

الحياء ، فيتعجب المرء من زهد بناتنا في هذه المنقبة الحميدة

استمعن أخواتي الكريمات إلى الصّديقة بنت الصديق الطاهرة المبرئة من فوق سبع سماوات

عائشة رضي الله عنها ماذا تقول ؟

- تقول كنت أدخل الغرفة التي دُفن فيها رسول الله وأبي وكنت أدعو لهما ، فلما دُفن عمر فلا

والله ما دخلته إلا وأنا مشدودة عليّ ثيابي حياء من عمر

- وسيدة نساء أهل الجنة فاطمة رضي الله عنها تقول إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت ، كيف

يُطرح عليّ ثوب وأخرج أمام الرجال

فتقول لعلي إذا أنا مت فادفني ليلاً فإني أستحي أن تُخرجني في النهار أمام الرجال

وها هي تقول لأسماء بنت عميس :

( يا أسماء إني أستقبح ما يُصنع بالنساء ، يطرح على المرأة ِ الثوب ُ فيصِفها )

تريد إذا ماتت ووضعت في نعشها

فقالت لها أسماء يا ابنة رسول الله ، ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة ؟ فاتت بجرائد رطبة فحنتها ثم

طرحت عليها ثوباً ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله .

لله درك يا ابنة رسول الله تستحيين وأنت ميتة ، فما بال بناتنا الأحياء لا يستحين

- وفاطمة بنت عتبة لما جاءت تبايع رسول الله فأخذ البيعة على النساء ( أن لا يشركن بالله شيئاً

ولا يسرقن ولا يزنين ) وضعت يدها على رأسها حياء

- والمرأة التي فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عنه ، فقال أحدهم تسأل عن ولدها وهي

تُغطي وجهها ، فسمعته فقالت : ( لأن أُرزَأ في ولدي خيرٌ من أن أُرزأ في حيائي )

- والمرأة السوداء التي كانت تُصرع على عهد رسول الله ، وجاءت إليه تطلب منه أن يدعو الله لها

لتشفى من مرضها ، فقال لها رسول الله ( إن شئت صبرت ولك الجنة )

فماذا قالت ؟ قالت يا رسول الله أصبر ، ولكن أدعو الله لي ألا أتكشف

مع أن الله لن يحاسبها لتكشف بدنها لأنها مغلوبة على أمرها ، فما بال أخواتنا يتكشفن وما بهن

صرع


أخواتي


لقد أكرمكن الله ، ورفع قدركن ، وصانكن بالعفة والستر، والمرأة الحيية العفيفة هي مطلب

الرجال ، ومن تهفو إليها قلوب المتزوجين ، ولا يزال حياء المرأة يمدح على مر العصور

وما ظهرت العورات ، وخُصرت العباءات ، وتهاونت المرأة بالحجاب ، وخرجت النساء شبه عاريات ،

إلا لما قل الحياء

فتاة اليوم ضيعت الصوابا وألقت عن مفاتنها الحجابا

فلم تخش حياء من رقيب ولم تخش من الله الحسابا

إذا سارت بدا ساق وردف ولو جلست تر العجب العُجابا


أسأل الله العظيم أن يمن على بنات المسلمين أجمعين بالعفة والحياء إنه سميع مجيب




 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: المرآة والفتاة في القرآن والسنة :::: رضا الجنايني

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل
 

ابوهريره888

عضو موقوف
5 سبتمبر 2007
3,372
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المرآة والفتاة في القرآن والسنة :::: رضا الجنايني

بوركت اخى الكريم

دائما مواضيعك شيقه


وكل عام وانتم بخير ولا تنسونا من الدعاء يوم عرفه
 

السيدة العجوز

مزمار داوُدي
4 سبتمبر 2009
5,685
51
48
الجنس
أنثى
رد: المرآة والفتاة في القرآن والسنة :::: رضا الجنايني

ماشاء الله ...
شرف لي انني من نفس هذا الجنس الفطن الحيي..
جعلنا الله واياكم (ن)..من الحيين ..التوابين موضوع راائع جدا جدا جدا
 

رضا الجنايني

مزمار كرواني
6 يونيو 2008
2,850
27
0
الجنس
ذكر
رد: المرآة والفتاة في القرآن والسنة :::: رضا الجنايني

ماشاء الله ...
شرف لي انني من نفس هذا الجنس الفطن الحيي..
جعلنا الله واياكم (ن)..من الحيين ..التوابين موضوع راائع جدا جدا جدا


(بسم الل)
سلمكن الله
وحفظكن الله
وبارك فيكن
ووفقكن الي كل خير
فأنتن الأخت والابنه والأم والزوجة
والخالة والعمة والجده
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع