إعلانات المنتدى


لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة/جمع وترتيب سامح سالم عبد الحميد

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم

لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة

الحمد لله على ما أنعم والشكر له على ما ألهم وصلى الله على محمد وسلم وبعد .....
فهذا بحث في أحكام لفظ الجلالة يهتم بتوجيه الأحكام بعد ذكرها والله أسأل القبول .

أولا : الكلام على اللام من لفظ الجلالة وأحكامها:
اللام من لفظ الجلالة لها حكمان : التفخيم والترقيق

والتفخيم إذا أتى قبلها فتح أو ضم والترقيق إذا أتى قبلها كسر مطلقا

حكم التفخيم :

اللام من لفظ الجلالة ( الله ) وإن زيد عليه الميم في آخره ( اللَّهُمَّ ) فتفخم لكل القراء إذا وقعت بعد فتحة خالصة سواء كانت حقيقة أو حكماً أو بعدَ ضمه.

أما وقوعها بعد الفتح الحقيقي فكثير نحو: {شَهِدَ اللَّهُ} {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَآ} {لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ} {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}.

وأما وقوعها بعد الفتح الحكمي: ففي لفظي {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} و{آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} على كلا الوجهين أي الإبدال والتسهيل بين بين وذلك لأن اللام هنا لم تقع بعد فتح حقيقي كما نحو {قَالَ اللَّهُ} وإنما وقعت بعد الهمزة المبدلة ألفاً في وجه الإبدال وبعد الهمزة المسهلة في وجه التسهيل والألف المبدلة في حكم الفتحة لأنها مبدلة من همزة الوصل المفتوحة في الأصل ، وكذلك الهمزة المسهلة فإنها في حكم المتحركة بالفتح أيضاً فلهذا فخمت اللام في اللفظين على كلا الوجهين بلا خلاف للجميع.ا . هـ هداية القاري نقلا عن الدرر اللوامع

وأما وقوعها بعد الضم فكثير نحو {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ} {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ} {رُسُلُ اللَّهِ} {قَالُواْ اللَّهُمَّ}. أهـ هداية القاري لعبد الفتاح المرصفي ـــ رحمه الله تعالى .

وقد أشار إلى شرطي التفخيم في لام لفظ الجلالة الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وفَخَِّم اللاَّمَ من اسْمِ الله * عن فتْحٍ أو ضَمٍّ كَعَبْدُ الله * أهـ
كما أشار إلى ذلك الإمام ابن بري في الدرر بقوله رضي الله عنه:
*وفُخِّمَتْ في الله واللَّهُمَّهْ * للْكُلِّ بَعْدَ فتْحة أو ضمَّة * أهـ هداية القاري لعبد الفتاح المرصفي ـــ رحمه الله تعالى .

فائدة :

(اللهم) قيل: معناه: يا الله، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره (وهذا قول الخليل رحمه الله، انظر: اللسان (أله) ؛ ومعاني الفراء 1/203)، وخص بدعاء الله، وقيل: تقديره: يا الله أمنا بخير (وهذا قول الفراء، ذكره في معاني القرآن 1/203)، مركب تركيب حيهلا. أ. هــ الراغب في مفرداته


ملحوظة :

قال ابن الجزرى : ( فإن فصل هذا الاسم مما قبله وابتدئ به ( الله ) فتحت همزة الوصل وغلظت اللام من أجل الفتحة) أ. هـ النشر في القراءات العشر

كيفية تفخيم اللام ؟:

أما إسمانها فبأن يكون العمل فيها بوسط اللسان وأدخل قليلا من مخرجها . أ . هـ الموضح للقرطبى

وكلمة ( إسمانها ) تعنى تفخيم اللام .

توجيه تفخيم اللام بعد الفتح والضم .

يدور توجيه اللام المفخمة في لفظ الجلالة عند العلماء على محورين:-
المحور الأول
تعظيم هذا الاسم لأنه خاص بالمعبود الحق وللتفرقة بينه وبين غيره وإليك أقوال الأئمة :

قيل : للتنبيه على فخامة المسمى به وجلاله . الموضح لعبد الوهاب القرطبى
وقيل : قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم. إتحاف فضلاء البشر
وقيل : للتفرقة بينه وبين سائر اللامات . المنح الفكرية
وقيل : تعظيما لهذا الاسم الشريف الدال على الذات وإيذانا باختصاصه بالمعبود الحق . النويرى في شرح الطيبة

المحور الثاني:

فخمت اللام لأن الفتح والضم يناسبهما التفخيم لأنهما يستعليان في الحنك وإليك أقوال الأئمة :

قيل : فخمت بعد الضم والفتح لأن موجب الترقيق معدوم والضمة والفتحة يستعليان في الحنك. "فتح الوصيد في شرح القصيد للسخاوى "
وقيل : لمناسبة الفتح والضم التفخيم المناسب للفظ الله . الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهرى ونقله ابن يالوشة في شرح الجزرية

تنبيهات :

1ـ التفخيم يطلق عليه ـ أيضا ـ التغليظ قال ابن الجزرى ـ رحمه الله ـ : تغليظ اللام تسمين حركتها. والتفخيم مرادفه، إلا أن التغليظ في اللام والتفخيم في الراء. والترقيق ضدهما. وقد تطلق عليه الإمالة مجازاً.

وقولهم: الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم في الراء إن أصلها التفخيم وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء وليس تغليظها إذ ذاك بلازم بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء اللازم.

قلت ـ سامح ـ : (هذا الكلام ـ اللام لا تغلظ إلا لسبب وهو مجاورتها حرف الاستعلاء ..... ـ خاص بقراءة ورش وأما تفخيم لفظ الجلالة ـ عند القراء جميعا ـ فهو خاص باللام فقط لا بسبب مجاورتها لحرف استعلاء فتنبه) .

2 ـ اللام المفخمة من لفظ الجلالة من الحروف الفرعية لأنها تترد بين مخرجين فتنبه .
3 ـ يجب الاحتراز من تفخيم الهاء من لفظ الجلالة في نحو {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199)} {وَلَـكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ} فإنه خطأ ينزه عنه الاسم الكريم وكثيراً ما يقع فيه بعض القراء .

ثانيا :الترقيق

ترقق اللام من لفظ الجلالة ( الله ) إذا وقعت بعد كسرة مطلقا ( متصلة أو منفصلة لازمة أو عارضة ) لجميع القراء نحو {بِاللَّهِ} {وَللَّهِ} {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا} {قُلِ اللَّهُمَّ} {أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ (لكسر التنوين هكذا أحدنِ الله) } وما إلى ذلك. ( عدا السوسي عن أبي عمرو البصري في نحو {نَرَى اللَّهَ} {وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} فإنه يجوز حينئذ ترقيق اللام لعدم وجود الفتحة الخالصة قبلها وتفخيمها لعدم وجود الكسرة الخالصة قبلها ( لأنه يميل الراء ) .

قال الشاطبي :
وَكُلُّ لَدَى اسْمِ اللهِ مِنْ بَعْدِ كَسْرَةٍ ******* يُرَقِّقُهَا حَتَّى يَرُوقَ مُرَتَّلاَ

توجيه ترقيق اللام بعد الكسر :

1 ـ لفظ الجلالة إذا وقع بعد كسرة رققت اللام تحسينا للفظ به وذلك لكراهة التصعد بعد التسفل واستثقالا له . أ. هـ السخاوى فتح الوصيد و لأبى شامة إبراز المعاني

فائدة :

الحافظ أبو عمرو الدانى قد افترض سؤالا :

لم كانت الكسرة غير اللازمة توجب ترقيق اللام ولا توجب ترقيق الراء ؟
أجاب المالقى قائلا : ( إن اللام لما كان أصلها الترقيق وكان التغليظ عارضا لم يستعملوه فيها إلا بشرط أن لا يجاورها مناف للتغليظ وهو الكسر فإذا جاورتها الكسرة ردتها إلى أصلها.

وأما الراء المتحركة بالفتح أو بالضم فإنها لما استحقت التغليظ بعد ثبوت حركتها لم تقو الكسرة غير اللازمة على ترقيقها واستصحبوا فيها حكم التغليظ الذي استحقته بسبب حركتها . أ .هـ الدر النثير شرح التيسير .

قال السخاوي في " فتح الوصيد في شرح القصيد " :" ... وقوله "وصلا وفيصلا " أراد اتصال الحرف باسم الله وانفصاله في حالتي التفخيم والترقيق نحو " بالله " و " لله " و " قل اللهم " ونحو " تالله " و" سبحان الله ".

ولم يجز هذا الحكم في ترقيق الراء ، لأن المتصل بالراء من الحروف الزوائد والحركات من العوارض نادر فحكم الأصلي فيها لكثرته ، ولم يحكم للعارض لندوره ، بخلاف هذه اللام إذ لا تتصل بها ويقع قبلها حرف مكسور أصلي ، فلما عدم ذلك جعل الحرف الزائد والحركة العارضة والحرف المكسور قبلها من كلمة أخري كالازم الأصلي فرقق له ، واعتد به إرادة التخفيف وتسهيل اللفظ .

ونظير هذا كسرهم الهمزة في أم وفي أمها وفي أمهات وفي لأمه لأجل الكسرة أو الياء قبل الهمزة تخفيفا ليكون النطق بذلك علي نحو واحد لا يقعان إلا في كلمة منفصلة أو حرف زائد كذلك فعل في لام اسم الله نعالي سواء .))ا.هـ 543

وقال أبوشامة : الفرق أن المراد من ترقيق الراء إمالتها وذلك يستدعي سبباً قوياً للإمالة. وأما ترقيق اللام فهو الإتيان بها على ماهيتها وسجيتها من غير زيادة شيء فيها وإنما التغليظ هو الزيادة فيها ولا تكون الحركة قبل لام اسم الله إلا مفصولة لفظاً أو تقديراً. وأما الحركة قبل الراء فتكون مفصولة وموصولة فأمكن اعتبار ذلك فيها بخلاف اللام. أ . هـ إبراز المعانى
ونقل القولين ابن الجزرى في النشر والنويرى في شرح الطيبة .

توجيه حذف الألف الأخيرة قبل الهاء من لفظ الجلالة ( الله ):

فإن قال قائل لم حذفوا الألف في الرسم فقط ؟

يقول الصفاقسى : إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا : «الله» في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف . أ . هـــ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين تصنيف أبى الحسن الصفاقسي

ويقول الرازي : إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا : «الله» في الخط لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة ، وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة .
ويقول أبو حيان : وحذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لها يلهو ، وقيل طرحت تخفيفاً ، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط .أ .هــ

سؤال وإجابته :

فإن قال قائل : لم كتبوا لفظة الله بلامين ، وكتبوا لفظة الذي بلام واحدة ؟
يقول الرازي : كتبوا لفظة الله بلامين ، وكتبوا لفظة الذي بلام واحدة ، مع استوائهما في اللفظ وفي كثرة الدوران على الألسنة ، وفي لزوم التعريف ، والفرق من وجوه :

الأول : أن قولنا : «الله» اسم معرب متصرف تصرف الأسماء ، فأبقوا كتابته على الأصل ، أما قولنا «الذي» فهو مبني لأجل أنه ناقص؛ لأنه لا يفيد إلا مع صلته فهو كبعض الكلمة ، ومعلوم أن بعض الكلمة يكون مبنياً ، فأدخلوا فيه النقصان لهذا السبب ، ألا ترى أنهم كتبوا قولهم : «اللذان» بلامين ، لأن التثنية أخرجته عن مشابهة الحروف ، فإن الحرف لا يثنى .

الثاني : أن قولنا : «الله» لو كتب بلام واحدة لالتبس بقوله إله ، وهذا الالتباس غير حاصل في قولنا الذي .

الثالث : أن تفخيم ذكر الله في اللفظ واجب ، فكذا في الخط ، والحذف ينافي التفخيم وأما قولنا : «الذي» فلا تفخيم له في المعنى فتركوا أيضاً تفخيمه في الخط . أ. هـــ تفسير الرازى

ثانيا :لفظ الجلالة عند عند علماء الرسم :

قال أبو عمر واجمع كتاب المصاحف الألف من الرسم وكذلك حذفوا الالف بعد الالم في قوله "الملئكة" و"و ملئكة" و"ملئكته" و"السلم" وسلم" و"اله" و"الهكم" و"الهنا" و"الهه" وشبهه من لفظه المقنع في رسم مصاحف الأمصار
أبو عمرو الداني

ويقول الشاطبي في عقيـــــــــــــلة أتـــــــــــــــراب القصــــــــــــــــــائد في رسم القرآن:



باب الحذف في كلمات تحمل عليها أشباهها

131 مساجدٌ وإلهٌ معْ ملائكـــةٍ *** واذكرْ تباركَ والرحمنَ مُغْتَفَرا
يقول الشارح ابن القاصح

: واتفقت المصاحف على حذف ألف لام إله كيف تصرف حتى العلم
وألف ميم الرحمن . أهــ بتصرف شرح ابن القاصح
قلت ــ سامح ــ : قوله ( لام إله كيف تصرف حتى العلم ) يندرج تحتها لفظ " الله".

ويقول الضباع في كتاب مرسوم الخطحذف الألف بعد اللام) الله. واللهم وإلـه

وفي كتاب إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين للدكتور محمد سالم محيسن يقول :

( تنبيه : اتفق العلماء على عدم إلحاق الألف المحذوفة من لفظ الجلالة ( الله ) وذلك فرقا بينها وبين اللات وإلى ذلك أشار ( الخراز ) في مورد الظمآن في رسم القرآن

لكن من اسم الله رسما حُطَّا ********** و اللات بالإلحاق فرقا خطا ) أ. هـــ

قلت ـ سامح ـ : كلمة ( رسما ) تدل على وجودها لفظا بلا شك .

لفظ الجلالة عند علماء التجويد

في كتاب (تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين لما يحدث لهم من خطأ حال تلاوتهم لكتاب رب العلمين
تصنيف أبى الحسن الصفاقسي)

يقول : في اسم الجلالة ـ الألف ـ محذوفة في الخط تنزيها إن يشبه في الصورة باللات اسم الصنم في الوقف . أ . هـــ تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين تصنيف أبى الحسن الصفاقسي

قلت ـــ سامح ـــ : لاحظ جملة (محذوفة في الخط ) إذن هي مثبتة في اللفظ بالطبع .



حكم لفظ الجلالة حالة الوقف عند علماء التجويد:

أقول ـــ سامح ـــ : لفظ الجلالة حالة الوقف يجوز فيه الثلاثة أوجه للمد العارض للسكون إذ إن اللفظ في النطق هكذا ( اللاه ) فتصير الألف قبل الهاء الساكنة في الوقف.

والذي يقول بأن اللفظ لا يجوز أن يقرأ بالثلاثة أوجه نقول له: لم ؟ فإن قال : لأن الألف غير مرسومة نقول له : كيف تقرأها حالة الوصل سيقول بألف ــ بالطبع ــ نقول له : وأين الألف التي تقرأها وهى ليست مرسومة ؟!!!

ثم نقول له : كيف تقف على كلمة ( الرحمن ) أول سورة الرحمن فهي رأس آية ؟ يقول : أقف بالثلاثة أوجه العارض للسكون نقول له : ولم ؟ يقول : الألف هناك مرسومة نقول له : الألف هناك ليست مرسومة في المصحف العثماني بل هي من تحسينات الرسم فهي إجماعا لم تكن مرسومة قديما فما المانع أن تقرأ لفظ ( الله ) مثلها؟ فإن قال :حجتي في المنع قول الزجاج . نقول له : قال أكثر أهل العلم : من أن هذا يجوز فقط ضرورة الشعر .

فإن قال : حجتي بأن علماء التجويد لم ينصوا في كتبهم بأن لفظ الله يكون فيه الثلاثة أوجه .

نقول له : وهل كل لفظة بها الأوجه الثلاثة مذكورة في كتبهم أم أنهم ذكروا القاعدة العامة ؟

ثم نقول : إذا أردت أن تستثنى لفظ ( الله ) من العارض للسكون فأنت تخصص العام والتخصيص يحتاج إلى دليل ولا دليل فيكون الحكم على أصل القاعدة .

ثم نقول له إن علماء التجويد ذكروا هذه اللفظة وإليك أقوالهم :
قال عبدالوهاب القرطبى ــ توفي 461 هـ ـــ صاحب كتاب ( الموضح في التجويد) :

(وقد تسمع الآن جماعة من القراء يحذفون الألف من اسم الله تعالى في الوقف يقولون ( قال الله )

ثم قال و يحذفون الواو والياء مثل ( يعلمون ) و( الظالمين ) وذلك على العكس مما ينبغي وكله مكروه ) أ.هــ

فهو يحذر ـــ وهو من علماء التجويد وليس من المحدَثِين ليعترض معترض ــ من عدم الإتيان بالألف حالة الوقف .أليس هذا من علماء التجويد ؟!!
وقد يقول قائل : أنت لاتفهم كلام عبد الوهاب لأنه يتكلم في من يحذف الألف لا في من يمدها فقط مدا طبيعيا .

والجواب : أنا أفهم جيدا أنه يتحدث عمن يحذفون الألف فى الوقف لكن ألا ترى معى أنه أثبت وجود الألف فى الوقف ؟ !!! وأقول : إذا أثبت الألف أليس هذا دليلا على وجود المد العارض للسكون وتحتاج يا أيها المعترض إلى دليل لمنع تطبيق حكم المد العارض للسكون هنا ولا دليل .

ثم نقول : انظر إلى كلام الصفاقسى ( اسم الجلالة وسلطان الأسماء و هو الله وحذفها منه .

ـ الألف قبل الهاء ـ لحن تفسد به الصلاة )

ثم نقول انظر إلى كلام فخر الدين الرازى في تفسيره مد لام الجلالة :
المسألة السابعة : لا يجوز حذف الألف من قولنا : الله في اللفظ ، وجاز ذلك في ضرورة الشعر عند الوقف عليه .

ونقول له ماذا تفعل بحديث البخارى سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.

وماذا تفعل بقول الحافظ ابن حجر بمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة ( وأعلم جيدا أن الحافظ يقصد المد الطبيعي ولكن أليس حالة الوقف سيكون عارضا ؟!!! )

ثم نقول له انظر إلى قول الألوسى : وحذف ألفه لغة حكاها ابن الصلاح ، وفي «التيسير» إنها لغة مثبتة في الوقف دون الوصل والأفصح الإثبات حتى قال بعضهم : إن الحذف لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمين ولا يرتكب إلا في الضرورة

ثم نقول لهؤلاء : إن اللغة تفصل بيننا

فأهل اللغة ذكروا وزن الكلمة يقول ابن عاشور في تفسيره :
وقد احتج صاحب «الكشاف» على كون أصله الإله ببيت البعيث المتقدم لما قال الشاعر معاذ الإله وهو من فصحاء اللسان علمنا أنهم يعتبرون الإله أصلاً للفظ الله ، ولذلك لم يكن هذا التصرف تغييراً إلا أنه تصرف في حروف اللفظ الواحد كاختلاف وجوه الأداء مع كون اللفظ واحداً ، ألا ترى أنهم احتجوا على أن لاَه مخفف الله بقول ذي الأَصبع العَدْواني :

لاَه ابنُ عمِّكَ لا أُفْضِلْتَ في حَسَبٍ ... عنّى ولا أنتَ ديَّانِي فتَخْزُوني

وبقولهم لاَه أبوكَ لأن هذا مما لزم حالة واحدة ، إذ يقولون لله أبوك ولله ابن عمك ولله أنتَ أ .هــ بتصرف

ويقول أبوحيان :

وأل في الله إذا قلنا أصله الإلاه ، قالوا للغلبة ، إذ الإله ينطلق على المعبود بحق وباطل ، والله لا ينطلق إلا على المعبود بالحق ، فصار كالنجم للثريا . وأورد عليه بأنه ليس كالنجم ، لأنه بعد الحذف والنقل أو الإدغام لم يطلق على كل إله ، ثم غلب على المعبود بحق ، ووزنه على أن أصله فعال ، فحذفت همزته عال .
وإذا قلنا بالأقاويل السابقة ، فأل فيه زائدة لازمة. أ هــ التحرير والتنوير
أقول ـ سامح ـ : فأثبتوا الألف لأنهم يقولون على إله على وزن(فعال ) فهم يثبتون ألفا قبل الهاء وذلك عند الكوفيين والبصريين .

وإليك قولهم :

يقول فخر الدين الرازى في تفسيره : : قال الكوفيون : أصل هذه اللفظة إلاه ، فأدخلت الألف واللام عليها للتعظيم ، فصار الإلاه ، فحذفت الهمزة استثقالاً ، لكثرة جريانها على الألسنة ، فاجتمع لامان ، فأدغمت الأولى فقالوا : «الله» وقال البصريون أصله لاه ، فألحقوا بها الألف واللام فقيل : «الله»
قول الجوهري:

والله أَصله إلاهٌ على فِعالٍ
قال أَبو الهيثم فالله أَصله إلاهٌ

قال أَبو الهيثم :

وقد قالت العرب بسم الله بغير مَدَّة اللام وحذف مَدَّة لاهِ وأَنشد أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من أَمر اللهْ يَحْرِدْ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّه

قال أَبو زيد قال لي الكسائي أَلَّفت كتاباً في معاني القرآن فقلت له أَسمعتَ الحمدُ لاهِ رَبِّ العالمين ؟ فقال لا فقلت اسمَعْها قال الأَزهري ولا يجوز في القرآن إلاَّ الحمدُ للهِ بمدَّةِ اللام وإِنما يقرأُ ما حكاه أَبو زيد الأَعرابُ ومن لا يعرف سُنَّةَ القرآن أ .هــ

يقول أبى حيان : ، ووزنه على أن أصله فعال ، فحذفت همزته عال
ثم نقول لهم حتى لوكان أصله سريانيا ــ وهو قول مردود ــ وقيل أصله لاها بالسريانية
فإنه قبل الهاء ألفا .
ومن العجيب أن لفظ الجلالة من الألفاظ القليلة من أحكام المد التى ذكرت في أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وإليكم صحيح البخارى
صحيح البخاري29

- باب: مد القراءة.

4758/4759 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا جرير بن حازم الأزدي: حدثنا قتادة قال:
سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا
(4759) - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همام، عن قتادة قال:
سأل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: {بسم الله الرحمن الرحيم}، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم يقول ابن حجر :

قوله باب مد القراءة المد عند القراءة على ضربين أصلي وهو إشباع الحرف الذي بعده ألف أو واو أو ياء وغير أصلي وهو ما إذا أعقب الحرف الذي هذه صفته همزة وهو متصل ومنفصل فالمتصل ما كان من نفس الكلمة والمنفصل ما كان بكلمة أخرى فالأول يؤتى فيه بالألف والواو والياء ممكنات من غير زيادة والثاني يزاد في تمكين الألف والواو والياء زيادة على المد الذي لا يمكن النطق بها الا به من غير إسراف والمذهب الاعدل أنه يمد كل حرف منها ضعفي ما كان يمده أولا وقد يزاد على ذلك قليلا وما فرط فهو غير محمود والمراد من الترجمة الضرب الأول قوله في الرواية الثانية حدثنا عمرو بن عاصم وقع في بعض النسخ عمرو بن حفص وهو غلط ظاهر قوله سئل أنس ظهر من الرواية الأولى أن قتادة الراوي هو السائل وقوله في الرواية الأولى كان يمد مدا بين في الرواية الثانية المراد بقوله بمد بسم الله الخ بمد اللام التي قبل الهاء من الجلالة والميم التي قبل النون من الرحمن والحاء من الرحيم

وقوله في الرواية الأولى كانت مدا أي كانت ذات مد أ . هــ فتح البارى
تعليق :

أفهم جيدا أن كلام الحافظ ابن حجر على مد لفظ الجلالة إنما هو من الضرب الأول الذي في الوصل يمد مدا طبيعيا . والسؤال الآن إذا كان فى الوصل يمد مدا طبيعيا أليس في الوقف يكون عارضا للسكون ؟ومن ثم يمد الثلاثة أوجه ؟ .

وبهذا يتبين أن لفظ الجلالة يجوز فيه الثلاثة أوجه للمد العارض للسكون حالة الوقف
أما حالة الوصل فهو مد طبيعى يمد حركتين .
والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم
راجى عفو ربه المجيد سامح سالم عبدالحميد
جزاه الله خير الجزاء على ما يقدم لنا من درر
نفعنا الله بعلمه ونفع به
 

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
رد: لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة/جمع وترتيب سامح سالم عبد الحميد

بارك اللله فيك قرات هذه الرسالة وهي قيمة جد
حفظكم الله
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: لفظ الجلالة بين علماء التجويد وأهل اللغة/جمع وترتيب سامح سالم عبد الحميد

بارك اللله فيك قرات هذه الرسالة وهي قيمة جد
حفظكم الله

فعلا يا أخي فيها الكثير من الفوائد
حفظكم الله وزادكم علما ونفعا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع