- 2 يوليو 2006
- 8,187
- 128
- 63
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن الجزري في غاية النهاية
عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو عمرو الداني الأموي مولاهم القرطبي المعروف في زمانه بابن الصيرفي الإمام العلامة الحافظ استاذ الاستاذين وشيخ مشايخ المقرئين، ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال وابتدأت بطلب العلم في سنة ست وثمانين ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين ودخلت مصر في شوال منها فمكثت بها سنة وحججت ودخلت الاندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربعمائة فسكنت سرقسطة سبعة أعوام ثم رجعت إلى قرطبة قال وقدمت دانية سنة سبع عشرة فاستوطنها حتى مات، أخذ القراءات عرضاً عن "ت" خلف بن إبراهيم بن خاقان و"ت" أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون و"ت" عبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي و"ت" أبي الفتح فارس بن أحمد وأكثر عنه و"ت" أبي الفرج محمد بن عبد الله النجاد و"ج" خالهمحمد بن يوسف و"ج" عبيد الله بن سلمة بن حزم ومنه تعلم عامة القرآن و"ج" عبد الله بن أبي عبد الرحمن المصاحفي وروى كتاب السبعة لابن مجاهد سماعاً عن "ت" أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب بسماعه منه وروى الحروف عن "ت" أحمد بن عمر بن محفوظ و"ج" محمد بن عبد الواحد البغدادي والحسن بن سليمان الانطاكي والحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي، وسمع الحديث من جماعة وبرز فيه وفي أسماء رجاله وفي القراءات علما وعملا وفي الفقه والتفسير وسائر أنواع العلوم، قرأ عليه أبو اسحاق إبراهيم بن علي الفيسولي نزيل الثغر وولده أحمد بن عثمان بن سعيد والحسين بن علي بن مبشر وخلف بن إبراهيم الطليطلي وخلف بن محمد الانصاري وأبو داود سليمان بن نجاح وعبد الملك بن عبد القدوس فيما زعمه ابن عيسى وأبو بكر عمر بن أحمد الفصيح ومحمد بن إبراهيم ابن الياس المعروف بابن شعيب ومحمد بن أحمد بن مسعود الداني ومحمد بن عيسى ابن الفرج المغامي وأبو بكر ممد بن المفرج ومحمد بن يحيى بن مزاحم وأبو الذواد مفرج فتى اقبال الدولة وأبو الحسين يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد بن البياز وروى عنه التيسير سماعاً عبد الحق بن أبي مروان بن الثلجي الاندلسي وأبو القاسم شيخ ابن نمارة وروى عنه بالإجازة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني وأحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة المرسي وهو آخر من روى عنه مطلقاً فإنه بقي إلى بعد الثلاثين وخمسمائة، قال ابن بشكوال كان أحد الأئمة في علم القرآن ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه وجمع في ذلك تواليد حسانً يطول تعدادها وله معرفة بالحديث وطرقه واسماء رجاله ونقلته وكان حسن الخط جيد الضبط من أهل الحفظ والذكاء والتفنن دينا فاضلا ورعاً سنياً، وقال المغامي كان أبو عمرو الداني مجاب الدعوة مالكي المذهب، قرأت بخط شيخنا الحافظ عبد الله بن محمد بن يضاهيه في حفظه وتحقيقه وكان يقول ما رأيت شيئاً إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته فنسيته وكان يسأل عن المسألة مما يتعلق بالآثار وكلام السلف فيوردها بجميع ما فيها مسندة من شيوخه إلى قائلها، قلت ومن نظر كتبه علم مقدار الرجل وما وهبه الله تعالى فيه فسبحان الفتاح العليم ولا سيما كتاب جامع البيان فيما رواه في القراءات السبع وله كتاب التيسير المشهور ومنظومته الاقتصاد أرجوزة مجلد وكتاب أيجاد البيان في قراءة ورش مجلد وكتاب التلخيص في قراءة ورش أيضاً مجلد لطيف وكتاب المقنع مجلد في رسم المصحف وكتاب المحكم في النقط مجلد وكتاب المحتوى في القراءات الشواذ مجلد وكتاب الارجوزة في أصول السنة مجلد وكتاب طبقات القراء في أربعة أسفار وهو عظيم في بابه لعلي أظفر بجميعه إن شاء الله تعالى وكتاب الوقف والابتداء وكتاب التمهيد لاختلاف قراءة نافع مجلد وكتاب المفردات مجلد كبير وكتاب الامالات مجلد وكتب الراآت لورش مجلد وكتاب الفتن والملاحم وكتاب مذاهب القراء في الهمزتين مجلد وكتاب اختلافهم في الياءات مجلد وكتاب الامالة مجلد وكتاب شرح قصيد الخاقاني في التجويد مجلد وكتاب التحديد في الاتقان والتجويد مجلد وغير ذلك وغالب ذلك رأيته وملكته، وكان بينه وبين أبي محمد بن حزم منافرة عظيمة أفضت إلى المهاجاة بينهما والله تعالى يغفر لهما، توفي الحافظ أبو عمرو بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة أربع وأربعين وأربعمائة ودفن من يومه بعد العصر ومشى صاحب دانية أمام نعشه وشيعه خلق عظيم رحمه الله تعالى.