إعلانات المنتدى


مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

علي المالكي

مشرف سابق
2 يونيو 2011
924
9
0
الجنس
ذكر
(بسم الل)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى, أحببت أن أعرفكم فيها بنفسي وأن أحكي لكم فيها مشواري مع القرآن الكريم, أسأل الله أن أكون ضيفاً خفيف الظل عليكم.
اسمي: علي أمير علي المالكي.
ولدت في مدينة البيضاء الليبية سنة 1406 هجرية . الموافق 1985 ميلادي.
وكانت قصتي مع القرآن عجيبة؛ فقد حفظته خلال أحد عشر عاماً! وعلى يد تسعة شيوخ! وفي أربعة مراكز!.
في طفولتي كانت جدتي ـ رحمها الله وجزاها عني خيراً ـ تعلمني القراءة والكتابة وتلقنني ما تيسر من القرآن الكريم ـ كآية الكرسي وبعض قصار السور ـ, وكان لهذا العمل تأثيراً طيباً عليَّ في الدراسة في المدرسة. وقد كنت منذ الصف الأول الابتدائي حتى أكملت الثانوية ـ بفضل الله تعالى ـ دائماً أحصل على أحد التراتيب الثلاثة الأُوَل, وفي الأكثر على الترتيب الأول.
وعندما كان عمري ثلاثة عشر عاماً التحقت بإحدى مراكز تحفيظ القرآن بالبيضاء, وحفظت فيه الحزب الأخير من القرآن الكريم, ثم تركت الحفظ بضعة أشهر بسبب انشغالي بالدراسة ولعدم وجود من يشجعني على الحفظ, ثم عدت للحفظ في نفس العام ولكن في مركز آخر, وبقيت في هذا المركز قرابة ثلاث سنوات لم أحفظ فيه خلالها إلا ستة أجزاء!! وذلك بسبب أني كنت أنتظم في الحفظ طيلة مدة الدراسة, وما أن تأتي الإجازة الصيفية حتى أنشغل باللعب واللهو عن الإتيان للمركز, ثم إذا بدأ الموسم الدراسي الجديد أعود للمركز وأنتظم في الحفظ, وآخذ جزءاً من هذه الفترة لاستعادة الحفظ القديم, ثم تركت الحفظ في السنة التالية أيام الدراسة بسبب صعوبة السنة الثانية الثانوية, وفي الإجازة الصيفية مَنَّ الله عليَّ بالالتزام والاهتمام بطلب العلم الشرعي, فأردت العودة إلى المركز, ولكن وجدتُ أنه قد أُغلِق, فذهبت إلى مركز ثالث, وأكملت فيه الربع الأخير من القرآن, ثم بدأت من سورة الكهف حتى وصلت إلى سورة الشعراء, وبسبب غياب شيخي المتكرر وبُعْد المركز عن البيت وعدم وجود من يحفزني ويعينني على الاستمرار تركت المركز, ولم ألتحق بمركز آخر إلا في السنة الرابعة الثانوية ـ فقد الثانوية عندنا كانت 4 سنوات -, حيث وجدت أحد زملائي في المرحلة الإعدادية اسمه زياد عبد السلام, وكان يتردد كثيراً على المسجد الذي كنت أصلي فيه, وعلمت أنه كان يراجع القرآن فيه على إمام المسجد, فرَوَيتُ له قصتي وشكوت إليه عدم وجود من يساعدني على إتمام الحفظ, وقلتُ له: أريد أن أحفظ على يديك لأنك صديقي ولأن المسجد قريب من البيت, فوافق, وبدأت أستعيد على يديه الحفظ القديم, ثم استأنفت الحفظ حتى حفظت نصف القرآن, وكان معنا في المركز بعض الصبيان الذين بدؤوا بالحفظ من البداية, وبعد حفظي للنصف بدأت من سورة الإسراء حتى وصلت إلى سورة يوسف, ثم دخلت الجامعة, فأصبحت آتي إلى المركز على فترات متقطعة؛ لصعوبة الدراسة الجامعية ولانشغالي بطلب العلم الشرعي, ثم وجدت نفسي لا أستطيع التوفيق بين الدراسة وبين طلب العلم وبين حفظ القرآن, فوجدت نفسي أكتفي بما معي من القرآن وأتفرغ للأمور الأخرى, حتى مضت سنتان ونصف, جاءني بعدها شيخي زياد وقال لي: (( لِمَ لا تعود للحفظ؟ لقد بالغت في تأخرك عن الحفظ, مثلك يفترض أن يكون قد جمع القراءات السبع على الأقل, الصبية الذين كانوا بدؤوا معنا بالحفظ منهم مَن حفظ القرآن كله ومنهم من تجاوز ثلاثة أرباعه)), فشحذ هذا الأمر من همتي وقلت له سآتيك, فأتيته, وقررتُ أن أضع نفسي أمام تحدٍّ كبير, فكنت أطلب العلم وأستعيد الحفظ الماضي وأحفظ صفحات جديدة وأساعد شيخي في تحفيظ تلاميذ المركز في آن واحد, وعزمتُ على أن أخرج من التحدي بالنتيجة التي أرجوها, وكان لشيخي دور كبير جداً في هذه المرحلة ـ جزاه الله عني كل خير ـ, فلقد كان لا يسمح لي بالتغيب عن المركز يوماً واحداً, ولا يسمح لي بأن تمضي ثلاثة أيام دون أن أحفظ وِرْداً جديداً, وبفضل الله استطعت التوفيق بين تلك الأمور جميعاً, وأكملت حفظ القرآن في أقل من تسعة أشهر, فللَّه سبحانه الحمد والمنة.
وبالمناسبة أنا الوحيد الذي يحفظ القرآن في عائلتي كلها.
وبعد ذلك بأشهر جاء موعد الاختبار الذي تقيمه وزارة الأوقاف لجميع المحافظات الليبية, حيث يتم تشكيل لجنة تقوم بزيارة المحافظات كل سنة وإجراء الاختبار فيها, فقررت أن أدخل, وعندما أتيت مقر الاختبار وجدت أنه تم توزيع المتقدمين إلى الاختبار على 5 لجان, وكان دوري أمام اللجنة التي وُجِّهتُ إليها هو الأخير إلا واحداً, فدخل قبلي ثلاثة ممن أعرفهم أنهم من ذوي الخبرة, وفوجئت بأنهم كلهم رسبوا في الامتحان!, وقالوا لي إن اللجنة صعبة جداً, فحينها احترت في أمري, وضاقت علي الأرض بما رحبت؛ لأنني إذا رسبت في هذا الاختبار فسأنتظر عاماً كاملاً لكي يحين موعد الاختبار الجديد, ثم عندما جاء دوري دعوت الله وتوكلت عليه وفوضت أمري إليه ودخلت, وبفضل الله نجحت بل وحصلت على الترتيب الأول على مستوى محافظة الجبل الأخضر, بنسبة 95% في الاختبار الشفوي و89% في اختبار الكتابة.
وقد كانت أولُ مرة أهتم فيها بتحسين تلاوتي عندما سمعت تلاوة الشيخ محمد الشريف إدريس عبد القادر في مسابقة دبي الدولية, فلما سمعت تلاوته في المسابقة أعجبتني, وقلت في نفسي: كم هو جميل أن تكون متقناً للقرآن, فمن يومها بدأت بالاهتمام بتحسين قراءتي.
وقد زاد هذا الاهتمام في الفترة بين إتمامي لحفظ القرآن وبين موعد امتحان وزارة الأوقاف, فكنت أتابع حلقات الدكتور أيمن سويد في قناة اقرأ, وأستمع إلى تلاوته بإصغاء وأحاول محاكاتها وتطبيق ما تعلمته منه نظرياً.
ثم بعد الاختبار استمعت مصادفةً إلى تلاوة الشيخ عبد الحميد الغويل الليبي, وأذهلني إتقانه ومرونته في تخليص الحروف ـ مع أنه كان يقرأ بسرعة نسبياً ـ, زامَنَ ذلك أنني اتصلت بالشيخ محمد الشريف ـ وكان حينها يعمل في إمارة دبي محفظاً للقرآن ـ لأبشره بهذه البشرى, ففرح لي كثيراً, وقال لي: وأنا عندي بشرى أيضاً. فقلت له ما هي؟ فقال لي: لقد حصلت على إجازة في رواية قالون وقراءة عاصم وعمدة الأحكام والأربعين النووية والجزرية والتحفة. وقال لي: عندما أعود سأُقرئك جميع ذلك.
فقلت في نفسي: ألا تجهز نفسك لأخذ الإجازة من الآن؟!
فتركت تعليم القرآن, وأخذت أجتهد في الوصول إلى أعلى مستوى في التلاوة يمكنني أن أصل إليه, وعندما جاء الشيخ محمد الشريف من دبي بفترة قليلة بدأتُ أقرأ عليه ختمة بروايتي حفص وقالون, فأشار عليَّ أن أضيف إليهما رواية شعبة وقال لي: إنها سهلة ولن تتعبك, فأخذت بمشورته وبدأت في دراستها, وأثناء الختمة وجدت أن تعلُّقي بعلم التجويد والقراءات يزداد كثيراً, حتى أنني أعطيتُه جُلَّ وقتي, فكنت أجمع كل كتب وأشرطة التجويد التي أقف عليها, وأقرؤها بِنَهَمٍ شديد, حتى إنني أذكر أني حفظت متن الجزرية في يومين, وأكملت شرحها للدكتور عبد الرافع رضوان في يوم واحد, ومن وشرح الدكتور أيمن سويد على الدقائق المحكمة في خمسة أيام, وأكملت دراسة كتاب الرعاية للإمام مكي في أربعة أيام, وكتاب "الثمر اليانع" للشيخ نبهان في يوم واحد ومثله كتابا "السر المصون في رواية قالون" و"اللؤلؤ المكنون في رواية قالون", إلى غير ذلك, وأصبحت لا أُفَوِّتُ من حلقات الدكتور أيمن سويد أيَّة حلقة, وكنت أتابع الدروس على الإنترنت باستمرار, وكان شيخي محمد الشريف يشجعني ويعينني ويحثني على الاجتهاد, فأكملنا الختمة في أربعة أشهر, وحصلت على الإجازة من أول ختمة ـ ولله الحمد ـ, وكان ذلك يوم 27 جمادى الآخرة عام 1431هـ, ثم قرأت عليه الأربعين النووية ثم الجزرية ثم عمدة الأحكام ثم التحفة, وبعد شهر رمضان الماضي عدت لتعليم القرآن, وبدأتُ بتعليم الطلاب التجويد وأصول رواية قالون, وكنت عندما أشرح أجد بعض الطلبة ـ بسبب طول الشرح وقصر الوقت ـ يكتبون ملخص الشرح وأنا أشرح, ورأيت أن هذا الأمر لا يساعد الطالب على التركيز, فقلت لهم: دعوكم من الكتابة وأنا سألخص لكم الدرس وآتيكم به مكتوباً ومختصراً بنفس الطريقة التي أشرح لكم بها, فوجدت نفسي قد قمت بطباعة شرح كامل للجزرية وكتابٍ في أصول رواية قالون, ثم أشار عليَّ شيخي محمد بأن أهذب هذه الكتب ثم أقوم بنشرها, لأن أسلوب التقسيمات الشجرية والرسومات سهل ومبسط, ولأن الطلبة ينشطون للكتب المختصرة والمصورة ويتكاسلون عن قراءة الكتب المطولة, فقمت بذلك ـ ولله الحمد ـ ثم أضفت كتاباً آخر في أصول رواية حفص, وأنا بصدد إعداد كتاب ثالث في أصول رواية شعبة, أسأل الله أن يعينني على إتمامه.
هذا هو مشواري مع القرآن باختصار. أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وهذه بعض تلاواتي, وأرجو أن تعذروني على رداءة التسجيل؛ فبعض الحروف - كالسين والصاد والزاي- لا تظهر بوضوح؛ لأن التسجيل كان بالهاتف النقال.
http://www.4shared.com/audio/Xp4auma8/___online.html
http://www.4shared.com/audio/ZXwmKita/___online.html
http://www.4shared.com/audio/qQ_pR5Jr/___2.html
http://www.4shared.com/audio/3_cB8YgM/___online.html
http://www.4shared.com/audio/phcxnZvQ/___online.html
http://www.4shared.com/audio/nuavmm15/___online.html
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

محمد ابو معلا

مشرف سابق
13 ديسمبر 2007
4,384
34
48
الجنس
ذكر
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

ما شاء الله تبارك الله
الله يحفظكم ويبارك فيكم
بارك الله فيكم على التلاوات
 

شبام

عضو شرف ومراقب قدير سابق
عضو شرف
22 ديسمبر 2008
7,928
88
0
الجنس
ذكر
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

ماشاء الله تبارك الله
قرأت القصة كلها، وأعجبتني كثيرًا مسيرتك وسيرتك.
أسأل الله ان يثبتك على الحق، وييسر أمورك ويغفر لنا ولك.

وبفضل الله نجحت بل وحصلت على الترتيب الأول على مستوى محافظة الجبل الأخضر, بنسبة 95% في الاختبار الشفوي و89% في اختبار الكتابة.
مبارك عليك هذه الشهادة، وأسأل الله يحفظ قراء ليبيا وكل أهلنا في ليبيا.
 

علي المالكي

مشرف سابق
2 يونيو 2011
924
9
0
الجنس
ذكر
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

آمين
وإياكم
بارك الله فيكم إخوتي الأكارم
أسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وفتنة
 

فتاة الأمل

مشرفة سابقة
29 نوفمبر 2009
5,701
104
0
الجنس
أنثى
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

ماشاء الله ...
انار الله دربك بالقرآن والايمان وزادك من فضله اخي الكريم...
شكراً لك...
 

السي يزيد

مشرف سابق
15 فبراير 2010
18,708
366
83
الجنس
ذكر
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

ماشاء الله تبارك الله
زادك الله من فضله
 

شموخ الدعوة

مزمار فعّال
20 نوفمبر 2009
90
1
8
الجنس
أنثى
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

ما شاء الله تبارك الله .
الله يثبت حفظك ويزيدك من فضله ويختم بصالحات أعمالك ...]/
سبحان الله الثقه بالله والعزيمه عاملان لا عارض لهما مهما اشتدت الظروف .
 

علي المالكي

مشرف سابق
2 يونيو 2011
924
9
0
الجنس
ذكر
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

الله يجزيكم كل خير
 

علي المالكي

مشرف سابق
2 يونيو 2011
924
9
0
الجنس
ذكر
رد: مشواري الغريب في حفظ القرآن الكريم

هذه تلاوة بصوتي لما تيسر من سورة الصافات برواية حفص من طريق الفيل من كتاب المصباح
http://www.4shared.com/audio/ZeqtUMFI/____.html
وهذه تلاوة لسورة ص من الطريق نفسه
http://www.4shared.com/audio/S4WDjscz/__online.html
وهذه تلاوة لما تيسر من سورة الواقعة برواية قالون بوجه قصر المنفصل وضم ميم الجمع
http://www.4shared.com/audio/8jngArCn/___online.html
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع