- 28 مايو 2007
- 5,869
- 35
- 0
- الجنس
- ذكر
من كتاب: " مباحث في علوم القرآن" للشيخ الدكتور صبحي الصالح رحمه الله
(بسم الل)
كان الصحابة عربا خلّصا يتذوقون الأساليب الرفيعة, ويفهمون ما ينزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الآيات البينات, فإذا أشكل عليهم فهم شيء من القرآن سألوا عنه النبي عليه السلام كسؤالهم لما نزل ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) فقالوا : أينا لم يظلم نفسه! ففسره النبي صلّى الله عليه وسلّم بالشرك, واستدل عليه بقوله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم) أما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد آتاه الله الكتاب وعلمه ما لم يكن يعلم, وكان فضل الله عليه عظيما, فلم تكن الحاجة ماسة الى وضع تآليف في علوم القرآن في عهد الرسول والصحابة.
وكان اكثر الصحابة أميين, ولم تكن ادوات الكتابة متيسرة لديهم, فكان ذلك حائلا أيضا دون التأليف في هذا العلم. زد على ذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفسه قد نهاهم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن, وقال لهم أول العهد بنزول الوحي: "لا تكتبوا عني, ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. وحدثوا عني ولا حرج. ومن كذب علب متعمدا فليتبوأ مقعده في النار". وكان ذلك مخافة أن يختلط القرآن بما ليس منه.
ولقد ظلت علوم القرآن تروى بالتلقين والمشافهة على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم على عهد الشيخين أبي بكر وعمر. وفي خلافة عثمان بدأ اختلاط العرب بالأعاجم, وأمر عثمان أن يجتمعوا على مصحف إمام وأن تتنسخ منه مصاحف للأمصار, وان يحرق الناس كل ما عداها.
ويعنينا الآن أن عثمان بنسخ المصاحف قد وضع الأساس لما سمي فيما بعد "بعلم رسم القرآن أو علم الرسم العثماني".
وقد اشتهر ايضا أن عليّا رضي الله عنه أمر أبا الأسود الدؤلي (المتوفى سنة 69) بوضع بعض القواعد للمحافظة على سلامة اللغة العربية. فكان عليّ بذلك واضع الأساس لعلم إعراب القرآن.
وفي وسعنا أن نقول: إن الممهدين لهذا العلم هم:
1- الخلفاء الأربعة, وإبن عباس, وإبن مسعود, وزيد بن ثابت, وأبيّ بن كعب, وأبو موسى الأشعري, وعبد الله بن الزبير من الصحابة.
2- مجاهد وعطاء بن يسار وعكرمة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم في المدينة, من التابعين.
3- مالك بن أنس من أتباع التابعين, وقد أخذ عن
زيد بن أسلم.
هؤلاء هم الواضعون لما نسميه علم التفسير، وعلم اسباب النزول، وعلم المكي والمدني، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم غريب القرآن.
وفي عصر التدوين، كان التفسير قبل كل شيء، لأنه أم العلوم القرآنية. وممن اشتغلوا فيه وصنّفوا:
من علماء القرن الثاني: شُعبة بن الحجاج، وسفبان بن عُيينة، ووكيع بن الجراح. وكانت تفاسيرهم جامعة لأقوال الصجابة والتابعين. ثم تلاهم ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه. وتفسيره هو أجلّ التفاسير، لما اشتمل عليه من روابات صحيحة محررة وإعراب واستنباط وآراء قيمة.
ونشأ التفسير بالرأي إلى جانب التفسير بالمأثور، وفُسر القرآن كله وجزء منه وسورة وأحياناً آية أو آيات خاصة كآيات الأحكام.
أما علوم القرآن الأخرى فقد ألف:
في القرن الثالث: علي بن المديني شيخ البخاري في أسباب النزول، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ، وفي القراءات وفضائل القرآن، ومحمد بن أيوب الضريس (ت 294) فيما نزل بمكة وما نزل بالمدينة ]واسم كتابه " فضائل القرآن" ومنه نسخة ناقصة بالظاهرية[ ، ومحمد بن خلف بن المرزبان (ت309) : "الحاوي في علوم القرآن" .
وفي القرن الرابع: أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت328) "عجائب علوم القرآن"، تكلم فيه على فضائل القرآن، ونزوله على سبعة أحرف، وكتابة المصاحف، وعدد السور والآيات والكلمات ]منه نسخة في مكتية البلدية بالإسكندرية[، وأبو الحسن الأشعري "المختزن في علوم القرآن" وهو عظيم جداٌ، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو محمد القصاب محمد بن علي الكرخي (ت نحو 360) "نكت القرآن الدالة على البيان، في أنواع العلوم والأحكام المنبئة عن اختلاف الأنام"، ]منه نسخة في مراد ملا[ ومحمد بن علي الأدفوي (ت388) "الأستغناء* في علوم القرآن"، في عشرين مجلداٌ.
وفي القرن الخامس: علي بن ابراهيم بن سعيد الحوفي "البرهان في علوم القرآن"، و "إعراب القرآن". وأبو عمرو الداني (ت444) "التيسير في القراءات السبع"، و "المحكم في النقط".
وفي القرن السادس: أبو القاسم عبد الرحمن المعروف بالسهيلي في مبهمات القرآن.
وفي القرن السابع ابن عبد السلام في مجاز القرآن، وعلم الدين السخاوي في القراءات.
ثم نشأت علوم جديدة في القرآن: بدائع القرآن ] وهو علم يبحث فيه عما ورد في القرآن من أنواع البديع[ ، حجج القرآن ] يسمى أيضاٌ علم جدل القرآن، ويراد منه أن كتاب الله نطق بجميع أنواع البراهين والأدلة، ولكن على أساليب العرب لا طرائق المتكلمين[ , أقسام القرآن، أمثال القرآن.
وكانت طريقتهم استقصاء جزئيات القرآن: لذلك وجب اختصار تلك العلوم في علم جديد موحد سمّوه: "علوم القرآن".
وفي تاريخ الشافعي رضي الله عنه في محنته التي اتهم فيها بأنه رئيس حزب العلويين باليمن، سيق مكبلا بالحديد إلى الرشيد في بغداد، فسأله الرشيد: كيف علمك يا شافعي بكتاب الله عز وجلّ؟ فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ به. فقال الشافعي: عن أي كتاب من كتب الله تسألني يا أمير المؤمنين؟ فإن الله قد أنزل كتبا كثيرة. قال الرشيد: قد أحسنت، لكن إنما سألت عن كتاب الله المنزل على ابن عمي محمد صلى الله عليه وسلم. فقال الشافعي: إن علوم القرآن كثيرة، فهل تسألني عن محكمه ومتشابهه؟ أو عن تقديمه وتأخيره؟ أو عن ناسخه ومنسوخه؟ أو عن أو عن...
ويرى بعض الباحثين ]مناهل العرفان للزرقاني[ أن اصطلاح "علوم القرآن"ــ بالمعنى الجامع الشامل ــ لم يبدأ ظهوره إلا بكتاب "البرهان في علوم القرآن" لعلي بن إبراهيم ابن سعيد المشهور بالحوفي (ت 430) ويقع في 30 مجلدا، حفظ منها 15 غير مرتبة ولا متعاقبة في نسخة مخطوطة في دار الكتب بالقاهرة برقم 59 تفسير. فقد اشتمل هذا الكتاب على بعض علوم القرآن مع أنّـه في الظاهر تفسير: ففيه يقول صاحب كشف الظنون:"ذكر فيه الغريب والإعراب والتفسير".ولكننا نيهنا آنفا إلى ظهور كتب عالجت الدراسات القرآنية باسمها الصريح "علوم القرآن"، وكان أسبقها في نظرنا كتاب ابن المرزبان في القرن الثالث.
وفي القرن السادس ألف ابن الجوزي (ت 597) كتابين أحدهما " فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن"، والثاني "المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن" وهما مخطوطان في دار الكتب بالقاهرة.
وفي القرن السابع صنّف علم الدين السخاوي (ت 643) كتابه "جمال القراء وكمال الإقراء" وأبو شامة (ت 665) "المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقرآن العزيز".
وفي القرن الثامن ألف بدر الدين الزركشي (ت 794) "البرهان في علوم القرآن". وقد نشره الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم وبذل في تحقيقه جهداً مشكوراً.
وفي القرن التاسع كثر التأليف، فصنف جمال الدين البُـلقيني كتابه "مواقع العلوم من مواقع النجوم" وصنف محمد بن سليمان الكافيَجي (ت 879) كتاباً ذكره السيوطي، ونقل عن مؤلفه أنه قال فيه: " لم يسبق إليه"، ولكننا لا نعرف اسم هذا الكتاب. ثم ألف السيوطي ( ت 911) كتابه " التحبير في علوم التفسير" وأتبعه بـ "الإتقان في علوم القرآن".
وفي القرن الأخير أقبل كثير من العلماء على تصنيف الكتب حول القرآن وتاريخه وعلومه، فألف الشيخ طاهر الجزائري " التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن" والشيخ محمد جمال الدين القاسمي " محاسن التأويل" والشيخ عبد العظيم الزرقاني " مناهل العرفان في علوم القرآن" والشيخ محمد علي سلامة " منهج الفرقان في علوم القرآن" والشيخ طنطاوي جوهري " الجواهر في تفسير القرآن الكريم" وأديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي " إعجاز القرآن" والأستاذ سيد قطب " التصوير الفني في القرآن" و " في ظلال القرآن" والأستاذ مالك بن نبي " الظاهرة القرآنية وهو بحث قيّـم جداً في مسألة الوحي، والسيد الإمام محمد رشيد رضا " تفسير القرآن الحكيم" وفيه مباحث كثيرة في علوم القرآن، وأخيراً الدكتور محمد عبد الله دراز " النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن".
***********
* هكذا فضلنا قراءة الاسم، وإن كان يمكن قراءته في المخطوط أيضاً ( الاستفتاء)
______________
نسخه الفقير لله هاني هدية للمنتدى
هدية الله للكون
____
(بسم الل)
كان الصحابة عربا خلّصا يتذوقون الأساليب الرفيعة, ويفهمون ما ينزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الآيات البينات, فإذا أشكل عليهم فهم شيء من القرآن سألوا عنه النبي عليه السلام كسؤالهم لما نزل ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) فقالوا : أينا لم يظلم نفسه! ففسره النبي صلّى الله عليه وسلّم بالشرك, واستدل عليه بقوله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم) أما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد آتاه الله الكتاب وعلمه ما لم يكن يعلم, وكان فضل الله عليه عظيما, فلم تكن الحاجة ماسة الى وضع تآليف في علوم القرآن في عهد الرسول والصحابة.
وكان اكثر الصحابة أميين, ولم تكن ادوات الكتابة متيسرة لديهم, فكان ذلك حائلا أيضا دون التأليف في هذا العلم. زد على ذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفسه قد نهاهم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن, وقال لهم أول العهد بنزول الوحي: "لا تكتبوا عني, ومن كتب عني غير القرآن فليمحه. وحدثوا عني ولا حرج. ومن كذب علب متعمدا فليتبوأ مقعده في النار". وكان ذلك مخافة أن يختلط القرآن بما ليس منه.
ولقد ظلت علوم القرآن تروى بالتلقين والمشافهة على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم على عهد الشيخين أبي بكر وعمر. وفي خلافة عثمان بدأ اختلاط العرب بالأعاجم, وأمر عثمان أن يجتمعوا على مصحف إمام وأن تتنسخ منه مصاحف للأمصار, وان يحرق الناس كل ما عداها.
ويعنينا الآن أن عثمان بنسخ المصاحف قد وضع الأساس لما سمي فيما بعد "بعلم رسم القرآن أو علم الرسم العثماني".
وقد اشتهر ايضا أن عليّا رضي الله عنه أمر أبا الأسود الدؤلي (المتوفى سنة 69) بوضع بعض القواعد للمحافظة على سلامة اللغة العربية. فكان عليّ بذلك واضع الأساس لعلم إعراب القرآن.
وفي وسعنا أن نقول: إن الممهدين لهذا العلم هم:
1- الخلفاء الأربعة, وإبن عباس, وإبن مسعود, وزيد بن ثابت, وأبيّ بن كعب, وأبو موسى الأشعري, وعبد الله بن الزبير من الصحابة.
2- مجاهد وعطاء بن يسار وعكرمة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وزيد بن أسلم في المدينة, من التابعين.
3- مالك بن أنس من أتباع التابعين, وقد أخذ عن
زيد بن أسلم.
هؤلاء هم الواضعون لما نسميه علم التفسير، وعلم اسباب النزول، وعلم المكي والمدني، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم غريب القرآن.
وفي عصر التدوين، كان التفسير قبل كل شيء، لأنه أم العلوم القرآنية. وممن اشتغلوا فيه وصنّفوا:
من علماء القرن الثاني: شُعبة بن الحجاج، وسفبان بن عُيينة، ووكيع بن الجراح. وكانت تفاسيرهم جامعة لأقوال الصجابة والتابعين. ثم تلاهم ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه. وتفسيره هو أجلّ التفاسير، لما اشتمل عليه من روابات صحيحة محررة وإعراب واستنباط وآراء قيمة.
ونشأ التفسير بالرأي إلى جانب التفسير بالمأثور، وفُسر القرآن كله وجزء منه وسورة وأحياناً آية أو آيات خاصة كآيات الأحكام.
أما علوم القرآن الأخرى فقد ألف:
في القرن الثالث: علي بن المديني شيخ البخاري في أسباب النزول، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الناسخ والمنسوخ، وفي القراءات وفضائل القرآن، ومحمد بن أيوب الضريس (ت 294) فيما نزل بمكة وما نزل بالمدينة ]واسم كتابه " فضائل القرآن" ومنه نسخة ناقصة بالظاهرية[ ، ومحمد بن خلف بن المرزبان (ت309) : "الحاوي في علوم القرآن" .
وفي القرن الرابع: أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت328) "عجائب علوم القرآن"، تكلم فيه على فضائل القرآن، ونزوله على سبعة أحرف، وكتابة المصاحف، وعدد السور والآيات والكلمات ]منه نسخة في مكتية البلدية بالإسكندرية[، وأبو الحسن الأشعري "المختزن في علوم القرآن" وهو عظيم جداٌ، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وأبو محمد القصاب محمد بن علي الكرخي (ت نحو 360) "نكت القرآن الدالة على البيان، في أنواع العلوم والأحكام المنبئة عن اختلاف الأنام"، ]منه نسخة في مراد ملا[ ومحمد بن علي الأدفوي (ت388) "الأستغناء* في علوم القرآن"، في عشرين مجلداٌ.
وفي القرن الخامس: علي بن ابراهيم بن سعيد الحوفي "البرهان في علوم القرآن"، و "إعراب القرآن". وأبو عمرو الداني (ت444) "التيسير في القراءات السبع"، و "المحكم في النقط".
وفي القرن السادس: أبو القاسم عبد الرحمن المعروف بالسهيلي في مبهمات القرآن.
وفي القرن السابع ابن عبد السلام في مجاز القرآن، وعلم الدين السخاوي في القراءات.
ثم نشأت علوم جديدة في القرآن: بدائع القرآن ] وهو علم يبحث فيه عما ورد في القرآن من أنواع البديع[ ، حجج القرآن ] يسمى أيضاٌ علم جدل القرآن، ويراد منه أن كتاب الله نطق بجميع أنواع البراهين والأدلة، ولكن على أساليب العرب لا طرائق المتكلمين[ , أقسام القرآن، أمثال القرآن.
وكانت طريقتهم استقصاء جزئيات القرآن: لذلك وجب اختصار تلك العلوم في علم جديد موحد سمّوه: "علوم القرآن".
وفي تاريخ الشافعي رضي الله عنه في محنته التي اتهم فيها بأنه رئيس حزب العلويين باليمن، سيق مكبلا بالحديد إلى الرشيد في بغداد، فسأله الرشيد: كيف علمك يا شافعي بكتاب الله عز وجلّ؟ فإنه أولى الأشياء أن يبتدأ به. فقال الشافعي: عن أي كتاب من كتب الله تسألني يا أمير المؤمنين؟ فإن الله قد أنزل كتبا كثيرة. قال الرشيد: قد أحسنت، لكن إنما سألت عن كتاب الله المنزل على ابن عمي محمد صلى الله عليه وسلم. فقال الشافعي: إن علوم القرآن كثيرة، فهل تسألني عن محكمه ومتشابهه؟ أو عن تقديمه وتأخيره؟ أو عن ناسخه ومنسوخه؟ أو عن أو عن...
ويرى بعض الباحثين ]مناهل العرفان للزرقاني[ أن اصطلاح "علوم القرآن"ــ بالمعنى الجامع الشامل ــ لم يبدأ ظهوره إلا بكتاب "البرهان في علوم القرآن" لعلي بن إبراهيم ابن سعيد المشهور بالحوفي (ت 430) ويقع في 30 مجلدا، حفظ منها 15 غير مرتبة ولا متعاقبة في نسخة مخطوطة في دار الكتب بالقاهرة برقم 59 تفسير. فقد اشتمل هذا الكتاب على بعض علوم القرآن مع أنّـه في الظاهر تفسير: ففيه يقول صاحب كشف الظنون:"ذكر فيه الغريب والإعراب والتفسير".ولكننا نيهنا آنفا إلى ظهور كتب عالجت الدراسات القرآنية باسمها الصريح "علوم القرآن"، وكان أسبقها في نظرنا كتاب ابن المرزبان في القرن الثالث.
وفي القرن السادس ألف ابن الجوزي (ت 597) كتابين أحدهما " فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن"، والثاني "المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن" وهما مخطوطان في دار الكتب بالقاهرة.
وفي القرن السابع صنّف علم الدين السخاوي (ت 643) كتابه "جمال القراء وكمال الإقراء" وأبو شامة (ت 665) "المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقرآن العزيز".
وفي القرن الثامن ألف بدر الدين الزركشي (ت 794) "البرهان في علوم القرآن". وقد نشره الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم وبذل في تحقيقه جهداً مشكوراً.
وفي القرن التاسع كثر التأليف، فصنف جمال الدين البُـلقيني كتابه "مواقع العلوم من مواقع النجوم" وصنف محمد بن سليمان الكافيَجي (ت 879) كتاباً ذكره السيوطي، ونقل عن مؤلفه أنه قال فيه: " لم يسبق إليه"، ولكننا لا نعرف اسم هذا الكتاب. ثم ألف السيوطي ( ت 911) كتابه " التحبير في علوم التفسير" وأتبعه بـ "الإتقان في علوم القرآن".
وفي القرن الأخير أقبل كثير من العلماء على تصنيف الكتب حول القرآن وتاريخه وعلومه، فألف الشيخ طاهر الجزائري " التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن" والشيخ محمد جمال الدين القاسمي " محاسن التأويل" والشيخ عبد العظيم الزرقاني " مناهل العرفان في علوم القرآن" والشيخ محمد علي سلامة " منهج الفرقان في علوم القرآن" والشيخ طنطاوي جوهري " الجواهر في تفسير القرآن الكريم" وأديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي " إعجاز القرآن" والأستاذ سيد قطب " التصوير الفني في القرآن" و " في ظلال القرآن" والأستاذ مالك بن نبي " الظاهرة القرآنية وهو بحث قيّـم جداً في مسألة الوحي، والسيد الإمام محمد رشيد رضا " تفسير القرآن الحكيم" وفيه مباحث كثيرة في علوم القرآن، وأخيراً الدكتور محمد عبد الله دراز " النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن".
***********
* هكذا فضلنا قراءة الاسم، وإن كان يمكن قراءته في المخطوط أيضاً ( الاستفتاء)
______________
نسخه الفقير لله هاني هدية للمنتدى
هدية الله للكون
____