- 28 مايو 2007
- 5,869
- 35
- 0
- الجنس
- ذكر
الترجمة والتحقيق والتعليقات للدكتور حميتو حفظه الله
(بسم الل)
هو علي بن عبد الغني أبو الحسن الفهري القيرواني المعروف بالحصري ـ بضم الحاء وسكون الصاد المهملة وبعدها راء مهملة نسبة إلى الحصر أو بيعها (1)، قال ابن القاضي: وضبطه الأستاذ أبو الحسن بن بري بضم الصاد"(2 ).
ولد ـ رحمه الله ـ في حدود 415هـ بمدينة القيروان( 3)، ونشأ بها، وقرأ القرآن بالروايات في مسجدها، وكان ابن خالة الأديب الشهير أبي إسحاق الحصري صاحب "زهر الآداب" وربما التبس به على بعض المشارقة وغيرهم فظنوه اياه(4).
__________
(1) هكذا ضبط نسبته ابن خلكان في الوفيات 2/332، وذكر الدكتور زكي مبارك في كتابه "الموازنة بين الشعراء" ص 110 أن السيد حسني عبد الوهاب حدثه أنه منسوب إلى "الحصر" وهي قرية قديمة بالقرب من القيروان".
(2) نقله ابن القاضي في الفجر الساطع عند ذكر لغز الحصري في "سوءات" من باب المد.
(3) ينظر في ذلك مقال الأستاذ عثمان الكعاك نشره في مجلة المناهل المغربية عدد 6 ص 120.
(4) ممن التبس عليه أمرهما بروكلمان فترجم لصاحب زهر الآداب أبي إسحاق إبراهيم بن علي فأضاف إليه طائفة من آثار الحصري الشاعر أبي الحسن ومنها "المعشرات" وقصيدة "يا ليل الصب" ـ تاريخ الأدب العربي 5/106. كما التبس أمره على الدكتور أحمد أمين في ظهر الإسلام 3/182 حيث عرف بالحصري الشاعر فقال: صاحب زهر الآداب ثم عاب عليه موقفه من استجداء ابن عباد في منفاه". وهذا خلط بين الحصريين ابني الخالة.
وقد اشتهر اسمه عند الأدباء باعتباره شاعرا وشاحا، ولم يشتهر أستاذا مقرئا، وقد سارت في الناس قطعته الشعرية الدالية الجميلة التي مطلعها:
"يا ليل الصب متى غــــده ** أقيــام الســاعة موعـــده؟"
وعارضه فيها كثير من الشعراء في القديم والحديث (1) قال ابن خلكان: "وهي مشهورة فلا حاجة إلى إيرادها"( 2).
أما بين القراء فقد اشتهر مقرئا وأستاذا ماهرا وأديبا حاذقا"(3)، وممثلا للاتجاه القيرواني في أصول الأداء، كما اشتهر بينهم بقصيدته السائرة في قراءة نافع، وبلغزه المشهور في مسألة "ســوءات" ويأتي بيان ذلك في موضعه من هذا البـحث بعـــون الله.
وإذا كان الحصري الشاعر الأديب قد نال حظا كبيرا، من عناية الأدباء والدارسين قديما وحديثا(4)، فإن الحصري المقرئ حامل راية المذهب القيرواني في الأداء لم ينل من تلك العناية إلا يسيرا لا يزيد على بعض الأسطر هنا وهناك ضمن طائفة من الدراسات أو المقالات مما لا يتناسب مع المنزلة الرفيعة التي احتلها في الميدان والريادة العلمية التي نبهنا عليها سابقا بالنسبة للمدرسة المغربية في سبقه إلى حصر أصول روايتي ورش وقالون في إطار من النظم التعليمي الرفيع، وفي تخليده لمذاهب مدرسته في قصيدته السائرة الآتية.
_______________
1 - بعض تلك المعارضات في مقدمة تحقيق زهر الآداب للدكتور زكي مبارك 8 ـ 10.
2 - وفيات الأعيان: 3/332ـ334.
3- سيأتي تفصيل ما يدل على ذلك.
4 - من ذلك الدراسة "علي الحصري ـ دراسة ومختارات" للأستاذين التونسيين محمد المرزوقي والجيلالي يحيى ـ نشر الشركة التونسية للتوزيع ط2: 1974. ومنه البحث المعقود عن "رائية" الحصري ومنظومات معارضة لرائية الخاقاني لمحمد محفوظ (نشر مجلة الفكر التونسية ص1 عدد 10 ـ حوليات الجامعة التونسية: العدد 1 السنة: 1964.
رجال مشيخته في القراءات:
تولى الإمام أبو الحسن الحصري بنفسه التعريف بأسماء أساتذته في القراءات السبع في قصيدته في قراءة نافع فقال:-
أعلم في شعري قراءة نافع ** رواية ورش ثم قالون في الاثر
وأذكر أشياخي الذين قرأتها ** عليهم فأبدا بلامـــام أبي بكر
قرأت عليه السبــع تسعين ختمة ** بدأت ابن عشر ثم أتممــت في عشر
ولم يكفني حتى قرأت على أبي ** علي بن حمــدون جلو لينا الحبر
وعبد العزيز المــــقرئ بن محــمد ** أثير ابن سفيان وتلميذه البكري
أئمة مصـــر كنت أقرأ مدة ** عليهم ولكني اقتصرت على القصري
فأجلسني في جامع القـــيروان عن ** شهــادته لي بالتقـــدم في عصري
وكــم لــي من شيخ جلـــيل وانمـا ** ذكـرت دراريـا تضـــيء لمن يســري
ولمزيد من البيان نسوق أسماء أساتذته المذكورين مع مزيد من التفصيل حسب ترتيبهم في الذكر، فأولهم:
1- أبو بكر عتيق بن أحمد بن إسحاق التميمي القصري(1)
مقرئ امام من أعلام أصحاب أبي عبد الله بن سفيان ـ صاحب الهادي ـ(2)، ترجم له الدباغ في معالم الايمان، وذكر انه كان اماما بجامع القيروان، وانه قرأ على ابن سفيان المذكور، وأنه كان يقرئ القرآن من سدس الليل الآخر إلى وقت الضحى، ومن العصر إلى الليل، توفي بالقيروان سنة 447"(3).
_________________
1 - تحرفت "القصري" إلى "المصري" بالميم في شجرة النور 118 طبقة 10 ترجمة 330 كما سقط فيه لفظ "بكر".
2 - تقدم ذكره في أصحابه.
3_ معالم الايمان للدباغ 3/180.
وقد اشترك الحصري في الأخذ عن القصري المذكور مع أحد أقطاب المدرسة القيروانية وهو أبو علي بن بليمة صاحب "تلخيص العبارات" فقرأ عليه عن قراءته على محمد بن سفيان"(1).
ويستفاد من قوله الآنف الذكر في الرائية أنه قرأ عليه القراءات السبع، وختم عليه بها تسعين ختمة فكلما ختم ختمة قرأ غيرها، حتى أكمل ذلك في مدة عشر سنين"(2).
وبذلك يعتبر القصري أهم أساتذته وأعظمهم أثرا في حياته، لأنه إلى جانب شهادته له بتمام الأهلية في الفن والتقدم فيه على أهل عصره، أقعده مقعد المشيخة ورشحه لتولي كرسي الإقراء بالمسجد الجامع بالقيروان، وتلك مزية للتلميذ وحفاوة من شيخه به من شأنها أن تنبه على جليل قدره، وأن تصله بطلبة هذا الشأن من أهل المنطقة والواردين عليها.
2- أبو علي الجلولي حسن بن حسن بن حمدون الجلولي نسبة إلى جلولاء(3)
هكذا جاء نسبه في المعالم(4).
وقال ابن الجزري: الحسن بن علي أبو علي الجلولي القيرواني، قرأ عليه ابن بليمة عن قراءته على محمد ن سفيان"(5).
__________________________
1 - غاية النهاية 2/185 ت 858.
2 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/194.
3 - نسبة إلى مدينة تبعد عن القيروان بأربعة وعشرين ميلا كانت مشهورة بكثرة الورود يضرب بها المثل في ذلك ـ المؤنس في أخبار أفريقية وتونس لأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم الرعيني المعروف بابن أبي دينار: 28 تحقيق محمد شمام نشر المكتبة العتيقة بتونس الطبعة 2/1967م.
4 - 3/186.
5 - غاية النهاية 1/226 ترجمة 1027.
3- عبد العزيز بن محمد البكري المقرئ المعروف بابن أخي عبد الحميد
إمام جليل جمع بين الفقه والقراءة وبرزفيهما جميعا، وكان قد قرأ على أبي عبد الله بن سفيان ـ كما تقدم ـ معدودا في كبار أصحابه، أثنى عليه الدباغ وذكر أنه فاق جميع أقرانه في فن القراءات وقرأ الناس عليه، وذكر فيمن قرأ عليه أبا الحسن الحصري(1). كما سماه ابن الجزري في مشيخته وإن كان لم يفرد له ترجمة(2).
4- وأما قوله:
وكم لي من شيخ جليل وانما ذكرت دراريا تضيء لمن يسري.
فإشارة إلى لجوئه إلى الاقتصار على الثلاثة المشهورين من جملة رجال مشيخته، وقد ساق في إجازته لأبي عيسى بن عبد الرحمن بن عقاب أسماء غيرهم ممن لم يسمهم في الرائية فقال:
أجزت لعيسى السبع في ختمة قرا ** علي بها فليرو ذلك وليقر
بما شاء منها أو بها فهو أهله ** بإتقانه مع ضبطه أحرف الذكر
وقوة حفظ ثم صحة نقله ** فما مثله من طالب لا ولا مقري
وأذكر صحبي كلهم في إجازتي ** له بالذي أروي فمنهم أبو بشر
سليل المعلى جاء من قيروانه ** وعبد الإله بن الحميد أخو البر
ومنهم أبو العباس يحيى بن خالد ** وصاحبه الحبر التقي أبو عمرو
سليل ابن يحيى، ثم أذكر بعده ** أبا القاسم البرقي، ثم أبا بكر
محمد ابن الخازن بن محمد ** وزير عماد الدولة السامي القدر
ومنهم أبو الخطاب نجل ابن يوسف ** سليل ابن يمن جل ذلك من وزر
وصاحبنا السبتي علــي بن يخلــف ** وسائر صحبي ناثر العلم كالـدر(3)
_______________
1 - معالم الايمان 3/186ـ3/202.
2 -غاية النهاية 1/550ـ551 ترجمة 2250.
3 - الذيل والتكملة السفر 5 القسم 2/498ـ499 وسيأتي تمام هذه الإجازة في ترجمة عيسى بن عقاب.
وعلى العموم فقد نال الحصري في عاصمة افريقية منزلة الأفذاذ من العلماء، وأمسى مؤهلا لاقتعاد مجالس كبار المشيخة في أكثر من فن، وعلى الخصوص في فن القراءات الذي يظهر أنه كان قد حقق فيه مستوى الإمامة وحصل على مستوى قل من بلغ إليه من أقرانه من طلاب هذا الشأن بالقيروان، ولعله كان يتهيأ ليحل محل المشايخ الكبار في عاصمة البلاد، إلا أن الرياح تجري بقضاء الله بما لا تشتهي السفن، فلم يجد بدا من الهجرة عن المنطقة والضرب في أرجاء المغرب والأندلس انتجاعا للأمن وطلبا للاستقرار.
_
(بسم الل)
هو علي بن عبد الغني أبو الحسن الفهري القيرواني المعروف بالحصري ـ بضم الحاء وسكون الصاد المهملة وبعدها راء مهملة نسبة إلى الحصر أو بيعها (1)، قال ابن القاضي: وضبطه الأستاذ أبو الحسن بن بري بضم الصاد"(2 ).
ولد ـ رحمه الله ـ في حدود 415هـ بمدينة القيروان( 3)، ونشأ بها، وقرأ القرآن بالروايات في مسجدها، وكان ابن خالة الأديب الشهير أبي إسحاق الحصري صاحب "زهر الآداب" وربما التبس به على بعض المشارقة وغيرهم فظنوه اياه(4).
__________
(1) هكذا ضبط نسبته ابن خلكان في الوفيات 2/332، وذكر الدكتور زكي مبارك في كتابه "الموازنة بين الشعراء" ص 110 أن السيد حسني عبد الوهاب حدثه أنه منسوب إلى "الحصر" وهي قرية قديمة بالقرب من القيروان".
(2) نقله ابن القاضي في الفجر الساطع عند ذكر لغز الحصري في "سوءات" من باب المد.
(3) ينظر في ذلك مقال الأستاذ عثمان الكعاك نشره في مجلة المناهل المغربية عدد 6 ص 120.
(4) ممن التبس عليه أمرهما بروكلمان فترجم لصاحب زهر الآداب أبي إسحاق إبراهيم بن علي فأضاف إليه طائفة من آثار الحصري الشاعر أبي الحسن ومنها "المعشرات" وقصيدة "يا ليل الصب" ـ تاريخ الأدب العربي 5/106. كما التبس أمره على الدكتور أحمد أمين في ظهر الإسلام 3/182 حيث عرف بالحصري الشاعر فقال: صاحب زهر الآداب ثم عاب عليه موقفه من استجداء ابن عباد في منفاه". وهذا خلط بين الحصريين ابني الخالة.
وقد اشتهر اسمه عند الأدباء باعتباره شاعرا وشاحا، ولم يشتهر أستاذا مقرئا، وقد سارت في الناس قطعته الشعرية الدالية الجميلة التي مطلعها:
"يا ليل الصب متى غــــده ** أقيــام الســاعة موعـــده؟"
وعارضه فيها كثير من الشعراء في القديم والحديث (1) قال ابن خلكان: "وهي مشهورة فلا حاجة إلى إيرادها"( 2).
أما بين القراء فقد اشتهر مقرئا وأستاذا ماهرا وأديبا حاذقا"(3)، وممثلا للاتجاه القيرواني في أصول الأداء، كما اشتهر بينهم بقصيدته السائرة في قراءة نافع، وبلغزه المشهور في مسألة "ســوءات" ويأتي بيان ذلك في موضعه من هذا البـحث بعـــون الله.
وإذا كان الحصري الشاعر الأديب قد نال حظا كبيرا، من عناية الأدباء والدارسين قديما وحديثا(4)، فإن الحصري المقرئ حامل راية المذهب القيرواني في الأداء لم ينل من تلك العناية إلا يسيرا لا يزيد على بعض الأسطر هنا وهناك ضمن طائفة من الدراسات أو المقالات مما لا يتناسب مع المنزلة الرفيعة التي احتلها في الميدان والريادة العلمية التي نبهنا عليها سابقا بالنسبة للمدرسة المغربية في سبقه إلى حصر أصول روايتي ورش وقالون في إطار من النظم التعليمي الرفيع، وفي تخليده لمذاهب مدرسته في قصيدته السائرة الآتية.
_______________
1 - بعض تلك المعارضات في مقدمة تحقيق زهر الآداب للدكتور زكي مبارك 8 ـ 10.
2 - وفيات الأعيان: 3/332ـ334.
3- سيأتي تفصيل ما يدل على ذلك.
4 - من ذلك الدراسة "علي الحصري ـ دراسة ومختارات" للأستاذين التونسيين محمد المرزوقي والجيلالي يحيى ـ نشر الشركة التونسية للتوزيع ط2: 1974. ومنه البحث المعقود عن "رائية" الحصري ومنظومات معارضة لرائية الخاقاني لمحمد محفوظ (نشر مجلة الفكر التونسية ص1 عدد 10 ـ حوليات الجامعة التونسية: العدد 1 السنة: 1964.
رجال مشيخته في القراءات:
تولى الإمام أبو الحسن الحصري بنفسه التعريف بأسماء أساتذته في القراءات السبع في قصيدته في قراءة نافع فقال:-
أعلم في شعري قراءة نافع ** رواية ورش ثم قالون في الاثر
وأذكر أشياخي الذين قرأتها ** عليهم فأبدا بلامـــام أبي بكر
قرأت عليه السبــع تسعين ختمة ** بدأت ابن عشر ثم أتممــت في عشر
ولم يكفني حتى قرأت على أبي ** علي بن حمــدون جلو لينا الحبر
وعبد العزيز المــــقرئ بن محــمد ** أثير ابن سفيان وتلميذه البكري
أئمة مصـــر كنت أقرأ مدة ** عليهم ولكني اقتصرت على القصري
فأجلسني في جامع القـــيروان عن ** شهــادته لي بالتقـــدم في عصري
وكــم لــي من شيخ جلـــيل وانمـا ** ذكـرت دراريـا تضـــيء لمن يســري
ولمزيد من البيان نسوق أسماء أساتذته المذكورين مع مزيد من التفصيل حسب ترتيبهم في الذكر، فأولهم:
1- أبو بكر عتيق بن أحمد بن إسحاق التميمي القصري(1)
مقرئ امام من أعلام أصحاب أبي عبد الله بن سفيان ـ صاحب الهادي ـ(2)، ترجم له الدباغ في معالم الايمان، وذكر انه كان اماما بجامع القيروان، وانه قرأ على ابن سفيان المذكور، وأنه كان يقرئ القرآن من سدس الليل الآخر إلى وقت الضحى، ومن العصر إلى الليل، توفي بالقيروان سنة 447"(3).
_________________
1 - تحرفت "القصري" إلى "المصري" بالميم في شجرة النور 118 طبقة 10 ترجمة 330 كما سقط فيه لفظ "بكر".
2 - تقدم ذكره في أصحابه.
3_ معالم الايمان للدباغ 3/180.
وقد اشترك الحصري في الأخذ عن القصري المذكور مع أحد أقطاب المدرسة القيروانية وهو أبو علي بن بليمة صاحب "تلخيص العبارات" فقرأ عليه عن قراءته على محمد بن سفيان"(1).
ويستفاد من قوله الآنف الذكر في الرائية أنه قرأ عليه القراءات السبع، وختم عليه بها تسعين ختمة فكلما ختم ختمة قرأ غيرها، حتى أكمل ذلك في مدة عشر سنين"(2).
وبذلك يعتبر القصري أهم أساتذته وأعظمهم أثرا في حياته، لأنه إلى جانب شهادته له بتمام الأهلية في الفن والتقدم فيه على أهل عصره، أقعده مقعد المشيخة ورشحه لتولي كرسي الإقراء بالمسجد الجامع بالقيروان، وتلك مزية للتلميذ وحفاوة من شيخه به من شأنها أن تنبه على جليل قدره، وأن تصله بطلبة هذا الشأن من أهل المنطقة والواردين عليها.
2- أبو علي الجلولي حسن بن حسن بن حمدون الجلولي نسبة إلى جلولاء(3)
هكذا جاء نسبه في المعالم(4).
وقال ابن الجزري: الحسن بن علي أبو علي الجلولي القيرواني، قرأ عليه ابن بليمة عن قراءته على محمد ن سفيان"(5).
__________________________
1 - غاية النهاية 2/185 ت 858.
2 - النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/194.
3 - نسبة إلى مدينة تبعد عن القيروان بأربعة وعشرين ميلا كانت مشهورة بكثرة الورود يضرب بها المثل في ذلك ـ المؤنس في أخبار أفريقية وتونس لأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم الرعيني المعروف بابن أبي دينار: 28 تحقيق محمد شمام نشر المكتبة العتيقة بتونس الطبعة 2/1967م.
4 - 3/186.
5 - غاية النهاية 1/226 ترجمة 1027.
3- عبد العزيز بن محمد البكري المقرئ المعروف بابن أخي عبد الحميد
إمام جليل جمع بين الفقه والقراءة وبرزفيهما جميعا، وكان قد قرأ على أبي عبد الله بن سفيان ـ كما تقدم ـ معدودا في كبار أصحابه، أثنى عليه الدباغ وذكر أنه فاق جميع أقرانه في فن القراءات وقرأ الناس عليه، وذكر فيمن قرأ عليه أبا الحسن الحصري(1). كما سماه ابن الجزري في مشيخته وإن كان لم يفرد له ترجمة(2).
4- وأما قوله:
وكم لي من شيخ جليل وانما ذكرت دراريا تضيء لمن يسري.
فإشارة إلى لجوئه إلى الاقتصار على الثلاثة المشهورين من جملة رجال مشيخته، وقد ساق في إجازته لأبي عيسى بن عبد الرحمن بن عقاب أسماء غيرهم ممن لم يسمهم في الرائية فقال:
أجزت لعيسى السبع في ختمة قرا ** علي بها فليرو ذلك وليقر
بما شاء منها أو بها فهو أهله ** بإتقانه مع ضبطه أحرف الذكر
وقوة حفظ ثم صحة نقله ** فما مثله من طالب لا ولا مقري
وأذكر صحبي كلهم في إجازتي ** له بالذي أروي فمنهم أبو بشر
سليل المعلى جاء من قيروانه ** وعبد الإله بن الحميد أخو البر
ومنهم أبو العباس يحيى بن خالد ** وصاحبه الحبر التقي أبو عمرو
سليل ابن يحيى، ثم أذكر بعده ** أبا القاسم البرقي، ثم أبا بكر
محمد ابن الخازن بن محمد ** وزير عماد الدولة السامي القدر
ومنهم أبو الخطاب نجل ابن يوسف ** سليل ابن يمن جل ذلك من وزر
وصاحبنا السبتي علــي بن يخلــف ** وسائر صحبي ناثر العلم كالـدر(3)
_______________
1 - معالم الايمان 3/186ـ3/202.
2 -غاية النهاية 1/550ـ551 ترجمة 2250.
3 - الذيل والتكملة السفر 5 القسم 2/498ـ499 وسيأتي تمام هذه الإجازة في ترجمة عيسى بن عقاب.
وعلى العموم فقد نال الحصري في عاصمة افريقية منزلة الأفذاذ من العلماء، وأمسى مؤهلا لاقتعاد مجالس كبار المشيخة في أكثر من فن، وعلى الخصوص في فن القراءات الذي يظهر أنه كان قد حقق فيه مستوى الإمامة وحصل على مستوى قل من بلغ إليه من أقرانه من طلاب هذا الشأن بالقيروان، ولعله كان يتهيأ ليحل محل المشايخ الكبار في عاصمة البلاد، إلا أن الرياح تجري بقضاء الله بما لا تشتهي السفن، فلم يجد بدا من الهجرة عن المنطقة والضرب في أرجاء المغرب والأندلس انتجاعا للأمن وطلبا للاستقرار.
_