- 20 سبتمبر 2008
- 105
- 1
- 18
- الجنس
- أنثى
(بسم الل)
فضل تجويد القران الكريم واثره على المثقفين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ عبد اللطيف العبدلي
النائب الأول لجمعية القراء والمجودين
في العراق
عرف أهل الاداء والفقهاء وائمة القراءات علم التجويد انه يعني الإتقان أو التحسين وسموه حلية القراءة ، وقالوا ان علم التجويد يعطي الحروف حقها ومستحقها وترتيبها ورد الحرف الى مخرجه واصله وتلطيف النطق به على كمال هيئته وصيغته من غير اسراف ولا تعسف ولا افراط ولا تكلف 0 فالحق هو اخراج الحرف من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية الملازمة له والتي لا تفارقه باية حال 0 كالجهر والشدة والاستعلاء والاستفال والغنة وغيرها ، ولم نقل إعطاء كل كلمة حقها ومستحقها بالنظر لاحتواء الكلمة على عدة حروف ولكل من هذه الحروف جرس خاص بها وصفة ومخرج يخرج منه الحرف ويتصف به 0 ولو تعاملنا بالكلمة لاختلف كل حرف بآخر ولدقت كل اجراس الحروف الموجودة في تلك الكلمة تطالب التعامل معها كحروف لغرض المحافظة على الصفات والمخارج 0 اما المستحق فهو امر يتعلق باعطاء الحرف صفته الناشئة عن الصفات اللازمة كالتفخيم مثلا فانه ناشئ بسبب الاستعلاء بالحرف الى الحنك الاعلى وضده الاستفال حيث يرسو الحرف في الحنك الاسفل لتحقيق ترقيقه 0
قالوا عن التجويد بانه مصدر من (فعل) جود فلان كلامه (أي فعل ذلك جيدا ) من حيث تحسينه وتهذيبه ، واعتبر علماء التجويد ان قراءة القران بطريقة غير مجودة لحنا ، والمعروف ان اللحن (خلل يطرا على الالفاظ فيخل بالحرف ولا يخل بالمعنى ) كقصر المد ومد القصر وترك الغنن ، وسمي خفيا لاختصاص علماء هذا الفن بمعرفته فقط ولا بد من ان يتجنب القارئ هذا اللحن 0
قال اهل الاختصاص ان فن التجويد هو (صنعة) وان هذه الكلمة تحتوي على كثير من المعاني السامية كالفن والاداء ويمتاز اهل الصنعة – ايا كانت هذه الصنعة – بدقة العمل المتناهي والضبط والأداء وتتوقف دائما صورة هذه الصنعة على براعة وقابليات الصانع 0 والصنعة مصدر من "صنع الشي" او انتهاء الغاية في صنعه واتقانه بشكل جيد 0 ومن هنا لم نر هناك فرقا في التجويد والصنعة من حيث التعبير والمعنى والاداء ، وقد اصاب ائمتنا وعلماؤنا في هذه التسمية وبالتالي جاءت مجسدة لقوله تعالى (ورتل القران ترتيلا) ورحم الله سيدنا عليا رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجه عندما فسر قوله تعالى فقال " ورتل القران ترتيلا " يعني "تجويد الحروف ومعرفة الوقوف " فجمع كل مؤلفات التجويد في هذه المقولة الكريمة 0
يبقى فضل التجويد بانه اشرف العلوم لتعلقه باشرف الكتب واجلها الا وهو القران الكريم 0 واثر هذا العلم على الطلاب والمثقفين وانه من الاهمية بمكان انه يؤثر في شخصية الطالب وسيرته العلمية تأثيرا ايجابيا من خلال تنمية عقلية الطالب الذهنية واللغوية والتربوية فهو يؤدي الى نشر الفضيلة والتمسك بالخلق القرءأني القويم والاداب الاسلامية الرفيعة الامر الذي يجعل من الطالب عنصرا قويا ذا فطنة وفصاحة عاليتين 0 ولكون علم التجويد هو ( فن الالقاء ) كما سموه اخرون فان تاثيره لم يكن حصرا على القراء فحسب ، انما يتعدى ذلك الى الشعراء والادباء والخطباء والمذيعين بل وكل شريحة من الشرائح التي تتعامل بالكلمة فالشاعر لا تبرز محاسن قصديته وشعره الا باعطاء الحروف حقها واظهار مخارجها كما ورد في لسان العرب وكذلك الخطباء والادباء والمذيعين 0 فماذا تكون نتيجة النطق لو جاء الحرف مفخما خلافا للقاعدة او مرققا او جاء مستعليا وهو بالاصل مستفلا او حصل الوقف على مد العوض بالتنوين بدلا من الالف او عدم غلق الشفتين على حرف الميم طبقا لمخرجه او احداث خلل في تحقيق او تسهيل الهمز او عدم التفريق بين الغين والخاء لقرب مخرجهما فينقلب اللفظ (المغسلة) الى (مخسلة) او نقول (اسخفر الله ) بدلا من (استغفر الله ) وهذا ما نسمعه دائما في تعاملنا اليومي مع الاخرين وهناك الكثير من الشواهد ما يؤيد ضرورة الحاجة الى دراسة تجويد القران الكريم وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي نتناولها باستمرار وان نجعل من احكام التلاوة مفتاحا لدراسة العلوم الاخرى بعيدا عن التهميش واللا مبالاة مستهدين بالنص الفقهي القائل ( ما يجيزه القران تجيزها اللغة ) ونصون اللسان من الخطا واللحن حفاظا على اداء الكلمات القرانية كما وردت وتواترت عن الرسول الكريم محمد صلى لله عليه وسلم والتزاما باداب لغتنا الجميلة وتقويم لساننا وتصحيح مسارنا الاقرائي والابتعاد عن استعمال الكلمات الاعجمية في حياتنا وكذلك سنكون اهلا لتطبيق حديثه صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القران وعلمه )0
t7
فضل تجويد القران الكريم واثره على المثقفين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ عبد اللطيف العبدلي
النائب الأول لجمعية القراء والمجودين
في العراق
عرف أهل الاداء والفقهاء وائمة القراءات علم التجويد انه يعني الإتقان أو التحسين وسموه حلية القراءة ، وقالوا ان علم التجويد يعطي الحروف حقها ومستحقها وترتيبها ورد الحرف الى مخرجه واصله وتلطيف النطق به على كمال هيئته وصيغته من غير اسراف ولا تعسف ولا افراط ولا تكلف 0 فالحق هو اخراج الحرف من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية الملازمة له والتي لا تفارقه باية حال 0 كالجهر والشدة والاستعلاء والاستفال والغنة وغيرها ، ولم نقل إعطاء كل كلمة حقها ومستحقها بالنظر لاحتواء الكلمة على عدة حروف ولكل من هذه الحروف جرس خاص بها وصفة ومخرج يخرج منه الحرف ويتصف به 0 ولو تعاملنا بالكلمة لاختلف كل حرف بآخر ولدقت كل اجراس الحروف الموجودة في تلك الكلمة تطالب التعامل معها كحروف لغرض المحافظة على الصفات والمخارج 0 اما المستحق فهو امر يتعلق باعطاء الحرف صفته الناشئة عن الصفات اللازمة كالتفخيم مثلا فانه ناشئ بسبب الاستعلاء بالحرف الى الحنك الاعلى وضده الاستفال حيث يرسو الحرف في الحنك الاسفل لتحقيق ترقيقه 0
قالوا عن التجويد بانه مصدر من (فعل) جود فلان كلامه (أي فعل ذلك جيدا ) من حيث تحسينه وتهذيبه ، واعتبر علماء التجويد ان قراءة القران بطريقة غير مجودة لحنا ، والمعروف ان اللحن (خلل يطرا على الالفاظ فيخل بالحرف ولا يخل بالمعنى ) كقصر المد ومد القصر وترك الغنن ، وسمي خفيا لاختصاص علماء هذا الفن بمعرفته فقط ولا بد من ان يتجنب القارئ هذا اللحن 0
قال اهل الاختصاص ان فن التجويد هو (صنعة) وان هذه الكلمة تحتوي على كثير من المعاني السامية كالفن والاداء ويمتاز اهل الصنعة – ايا كانت هذه الصنعة – بدقة العمل المتناهي والضبط والأداء وتتوقف دائما صورة هذه الصنعة على براعة وقابليات الصانع 0 والصنعة مصدر من "صنع الشي" او انتهاء الغاية في صنعه واتقانه بشكل جيد 0 ومن هنا لم نر هناك فرقا في التجويد والصنعة من حيث التعبير والمعنى والاداء ، وقد اصاب ائمتنا وعلماؤنا في هذه التسمية وبالتالي جاءت مجسدة لقوله تعالى (ورتل القران ترتيلا) ورحم الله سيدنا عليا رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجه عندما فسر قوله تعالى فقال " ورتل القران ترتيلا " يعني "تجويد الحروف ومعرفة الوقوف " فجمع كل مؤلفات التجويد في هذه المقولة الكريمة 0
يبقى فضل التجويد بانه اشرف العلوم لتعلقه باشرف الكتب واجلها الا وهو القران الكريم 0 واثر هذا العلم على الطلاب والمثقفين وانه من الاهمية بمكان انه يؤثر في شخصية الطالب وسيرته العلمية تأثيرا ايجابيا من خلال تنمية عقلية الطالب الذهنية واللغوية والتربوية فهو يؤدي الى نشر الفضيلة والتمسك بالخلق القرءأني القويم والاداب الاسلامية الرفيعة الامر الذي يجعل من الطالب عنصرا قويا ذا فطنة وفصاحة عاليتين 0 ولكون علم التجويد هو ( فن الالقاء ) كما سموه اخرون فان تاثيره لم يكن حصرا على القراء فحسب ، انما يتعدى ذلك الى الشعراء والادباء والخطباء والمذيعين بل وكل شريحة من الشرائح التي تتعامل بالكلمة فالشاعر لا تبرز محاسن قصديته وشعره الا باعطاء الحروف حقها واظهار مخارجها كما ورد في لسان العرب وكذلك الخطباء والادباء والمذيعين 0 فماذا تكون نتيجة النطق لو جاء الحرف مفخما خلافا للقاعدة او مرققا او جاء مستعليا وهو بالاصل مستفلا او حصل الوقف على مد العوض بالتنوين بدلا من الالف او عدم غلق الشفتين على حرف الميم طبقا لمخرجه او احداث خلل في تحقيق او تسهيل الهمز او عدم التفريق بين الغين والخاء لقرب مخرجهما فينقلب اللفظ (المغسلة) الى (مخسلة) او نقول (اسخفر الله ) بدلا من (استغفر الله ) وهذا ما نسمعه دائما في تعاملنا اليومي مع الاخرين وهناك الكثير من الشواهد ما يؤيد ضرورة الحاجة الى دراسة تجويد القران الكريم وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي نتناولها باستمرار وان نجعل من احكام التلاوة مفتاحا لدراسة العلوم الاخرى بعيدا عن التهميش واللا مبالاة مستهدين بالنص الفقهي القائل ( ما يجيزه القران تجيزها اللغة ) ونصون اللسان من الخطا واللحن حفاظا على اداء الكلمات القرانية كما وردت وتواترت عن الرسول الكريم محمد صلى لله عليه وسلم والتزاما باداب لغتنا الجميلة وتقويم لساننا وتصحيح مسارنا الاقرائي والابتعاد عن استعمال الكلمات الاعجمية في حياتنا وكذلك سنكون اهلا لتطبيق حديثه صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القران وعلمه )0
t7