إعلانات المنتدى


دورة مبسطة في شرح الجزرية

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فقير إلى عفو ربه

مزمار جديد
1 فبراير 2009
3
0
0
الجنس
ذكر
إخواني محبي القرآن الكريم
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتلون كتابه حق تلاوته
هذه مشاركة متواضعة وهي عبارة عن شرح للجزرية كامل ليس لي فيه إلا الجمع أرجو أن تستفيدوا منه ولا تنسوني من دعائكم وملاحظاتكم وسيتم تنزيله إن شاء الله تعالى على دفعات
وقد انتقيته من عدة مراجع أهمها :
1ـ شرح الشيخ الدكتور : أيمن رشدي سويد ـ حفظه الله تعالى ـ للجزرية الذي ألقاه في دولة الإمارات عام 1428هـ
2ـ ( الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية ) للشيخ : زكريا بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى ( 826 ـ 926هـ )
3ـ ( علم التجويد أحكام نظرية وملاحظات تطبيقية ) للدكتور : يحي الغوثاني ـ حفظه الله تعالى ـ
4ـ ( فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية ) للشيخ : صفوت محمود سالم ـ حفظه الله تعالى ـ .
بالإضافة إلى فوائد ومسائل من كتب تجويدية أخرى .
أسأل الله القبول والإعانة


متن الجزرية هو نظم في علم التجويد على بحر الرجز، مكون من مائة وسبعة أبيات، للإمام ابن الجزريِّ رحمه الله تعالى . وسمى منظومته : ( المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه )
وقد جعل الله تعالى لهذه المنظومة قبولاً كبيراً بين العلماء فشُرحت عشرات الشروح ما بين مخطوط ومطبوع ، وقديم وحديث .
التعريف بالناظم: هو محمد بن محمد بن محمد بن عليّ بن يوسف المعروفُ بابن الجزريّ رحمه الله تعالى، ولد بدمشق سنة 751 هـ، وتوفي بشيراز سنة 833 هـ. وقصة ولادته عجيـبة، فقد كان أبوه عقيماً - أي لا يولد له -، وفي سـنة 750 هـ حج إلى بيت الله الحرام، وفي أثناء حجته شرب من ماء زمزم بنية ولد صالح عالم، ثم رجع إلى الشام، فما جاء رمضان الآتي - وهو مُدَّة الحمل - إلا وُلد له ابنه محمد ليلة الخامس والعشرين من رمضان بعد صلاة التراويح. وقد حفظ القرآن وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وأفرد القراءات وجمعها وهو ابن سبعة عشر عاماً، ورحل إلى مصر تكراراً والتقى بالأئمة القرّاء، وسمع الحديث، وأخذ الفقه، وأجازه بالإفتاء أبو الفداء إسماعيل بن كثير وغيره، وجلس للإقراء تحت قُبَّة النَّسر من الجامع الأُموي، ووليَ مشيخة الإقراء الكبرى، وولي قضاء دمشق سـنة 793هـ، ولما قامت الفتنة التيمورية في بلاد الروم رحل إلى بلاد ما وراء النهر ثم إلى شيراز، وقد قرأ عليه خلق كثيرون.
مصنفاته: له مصنفات كثيرة بين منثور و منظوم ، منها كتاب (النشر في القراءات العشر)، ونظمه في (طيبة النشر)، واختصره في (تقريب النشر) ، كما نظم (الدرّة المُضية في القراءات الثلاث المرضية)، وألّف (تحبير التيسير)، و(غاية المهرة في الزيادة على العشرة)، ونظم أيضاً (منظومة المقدمة الجزريَّة)، وألّف (التمهيد في علم التجويد) وعمره سبعة عشر عاماً ، وله كتاب (غاية النهاية في طبقات القرّاء)، و(منجد المقرئين)، و(والهداية إلى علوم الرواية)، و(الجوهرة في النحو)، و(ذات الشِّفا في سيرة النبي ثم
الخلفا)، وألف غير ذلك في التفسير والحديث والفقه والعربية.
ترجمـة الإمام عاصم :
هُوَ: عاصم ابن أبي النَّجُود- ويقال ابن بَهْدَلَة- الأسدي (مولاهم) شيخ الإقراء بالكوفة، وأحد التابعين.
إسناده وشيوخه: قرأ عاصـم القرآن على أبِي عبد الرحْمن السُّلَمِي - التابعيّ - عن عـليّ  ، وبهذا السند أقرأ حفصاً رحمه الله.
وقرأ على زِرِّ بن حُبَيْش عن عبد الله بن مسعود  ، وبه أقرأ شعبة.
ويأتي إسناد عاصم في العلو بعد ابن كثير وابن عامر رحمهما الله ورضي عنهما.
تلاميذه : أما تلاميذ عاصم الذين رووا عنه فكثيرون، منهم: الأعمش، والمُفَضَّل ابن محمد الضَّـبِّيُّ، وحمّاد بنُ شعَيب، وأبو بكر شعبة بن عيَّاش، وحفص بن سليمان، وهؤلاء ممن قرءوا عليه القرآن .
وممن روى عنه: عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السَّمَّان- مع أنهما من شيوخه- ، وأبو عمرو بن العلاء، وحمزة بن حبيب الزيات، والحمَّادان، والسُفيانان، وشعبة، وغيرهم كثير.
مكانته وثناء الأئمة عليه : سبق أن بيَّـنّا إسناد قراءته وعلوَّها؛ ولأجل ذلك وغيره فقد أثنى عليه الأئمة وقدموه في القراءة، وتلقوا روايته بالقبول، واعتبروا قراءته في مقدمة القراءات المتواترة التي أجمع الناس على أنه يُقرأُ بها القرآن.
روى عبدالله بن أحمد بن حنبل أنه قال: سألت أبي: أيُّ القراءة أحب إليك؟ فقال: "قراءة أهل المدينة، فإن لم يكن فقراءة عاصم".
وقال أبو إسحاق السُّبيعي: "ما رأيت أحداً أقرأَ من عاصم بن أبي النَّجُود".
وقال أحمد بن عبدالله العجلي: "عاصم بن بَهدلة صاحب سنّةٍ وقراءةٍ، كان رأساً في القرآن".
وقد تلقى الأئمةُ حديثَه بالقبول، فقال فيه الإمام أحمد: "صالح خَيِّرٌ ثقة". ووثقه كذلك أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: "محله الصدق".
توفي رحمه الله وجزاه عن الأمة خير الجزاء سنة 120 من الهجرة .
ترجَمـة الإمام حفـص :
هُوَ: حفص بن سليمان بن المغيرة الدُّورِي الغَاضِرِي الأسدي ( مولاهم ) صاحب عاصم وربيـبه (ابن زوجته).
إسناده وشيوخه: أخذ القراءة عن عاصمٍ، وأتقنها فشهد له العلماء بالإمامة فيها، وممن روى الحديث عنهم: علقمة بن مَرْثَد البُنَاني، وأبو إسحاق السبيعي، وعاصم .
تلاميذه : من أشهر من أخذ عنه القراءة عرضاً وسماعاً: عُبيد بن الصبَّاح، وأخوه عمرو بن الصَّباح، وخلف الحداد، وحمدان بن أبي عثمان الدَّقَّاق. و ممن روى عنه أيضاً: هشام بن عمار، وعمرو الناقد، وغيرهما.
ثناءُ العلماء عليه : أما في القراءة فيعدونه مُقدَّماً على أبي بكر بن عياش (شُعبة) وهو الراوي الآخَر عن عاصم، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ بها على عاصم.وليس ذلك بغريب فقد كان ربيبَ عاصم (أي ابن زوجته)، فلازمه وأتقن قراءته، وكان كما قال ابن المنادي: قد قرأ على عاصم مراراًََ.
تُوُفِّيَ حفص رحمه الله وجزاه عن القرآن وأهله أحسن الجزاء سنة 180هـ.

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الناظم محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزريِّ رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
يَقُولُ رَاجِي عَفْـوِ رَبٍّ سَامِـعِ مُحَمَّدُ ابْـنُ الْجَزَرِيِّ الشَّـافِعِي
( الباء ) حرف جر للاستعانة ، و ( اسم ) مشتقة من ( وسَم ) أو ( سَمَو ) .
( بسم ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره : فعل ( أبتدىء ) ، أو اسم ( ابتدائي ) .
والأولى تقديره بفعل مؤخر مناسب للمقام ، فعندما تريد أن تقرأ تقدِّر : بسم الله أقرأ ، وعندما تريد الوضوء تقدِّر : بسم الله أتوضأ وهكذا .
( الله ) علم على الباري جل وعلا ، وهو مشتق من : الإله ، أي : المعبود .
( الرحمن الرحيم ) اسمان من أسماء الله تعالى ، مشتقان من صفة الرحمة ، والرحمن : المتصف بالرحمة الواسعة ، والرحيم : ذو الرحمة الواصلة .
وبدأ بالبسملة اقتداء بكتاب الله تعالى ، وبالنبي صلى الله عليه وسلم في كتبه .
( يقول راجي عفو رب ) أي : مؤمل صفح مالك ( سامع ) مجيب لرجائه ، ومنه قول المصلي : سمع الله لمن حمده
( محمد بن الجزريّ ) عطف بيان على ( راجي ) ، أوبدل منه ، ونسب هنا إلى أحد أجداده ، وأما اسمه فهو : محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف .
( الجزريّ ) نسبة أجداده ، أما هو فدمشقي المولد والنشأة ، وهي نسبة إلى جزيرة ابن عمر على نهر دجلة ، وتسمى الآن جزيرة بوطان ( جزيرة ابن عمر نسبة إلى والٍ من ولاة الجزيرة وليس للصحابي )
( الشافعي ) مذهباً ، نسبة إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي القرشي ـ رحمه الله تعالى ـ (توفي عام 204هـ )
الْحَمْـدُ للهِ وَ صَـلَّـى اللهُ عَلَـى نَبِـيِّهِ وَ مُـصْـطَـفَاهُ
مُحَـمَّـدٍ وَ آلِـهِ وَصَـحْبِـهِ وَ مُـقْرِئِ الْـقُرْآنِ مَـعْ مُحِبِّهِ
( الْحَمْـدُ للهِ ) الحمد : ذكر الله تعالى بأوصاف الكمال ، وهو : وصف المحمود بالكمال سواء كان ذلك كمالاً بالعظمة ، أو كمالاً بالإحسان والنعمة ، والله تعالى محمود على أوصافه وأفعاله كلها .
واللام في ( الله ) للاختصاص والاستحقاق .
( وَ صَـلَّـى اللهُ ) الصلاة من الله على النبي صلى الله عليه وسلم : ثناؤه عليه في الملإ الأعلى ، أي : الملائكة المقربون ، قال أبو العالية - رحمه الله - صلاة الله: (ثناؤه عليه عند الملائكة) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله ، فمعنى صل على محمد : أي أثن عليه في الملأ الأعلى ، فهي جملة خبرية لفظاً ، إنشائية معنى ، فهي بمعنى الدعاء . وكان ينبغي للناظم ذكر السلام ، لأمر الله تعالى بهما في قوله : ( يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( على نبيِّه ) مشتق من : النبأ ، أي : الخبر ؛ لأن النبيّ مخبر عن الله ، أو من ( النَّبْوة ) وهي : الرفعة .
( ومصطفاه ) من الصفوة ، وهي الخالص من كل شيء، قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم )
( محمّد ) عطف بيان على ( نبيِّه ) و ( مصطفاه ) أو بدل منهما ، وهو علَم منقول من اسمِ مفعولِ المضعّف (حمّد) للمبالغة ، يقال لمن كثرت خصاله الحميدة : محمّد .
( و ) على ( آله ) ، هم مؤمنو بني هاشم والمطلب ، وإذا ذُكر الآل وحدهم فالمراد جميع أتباعه على دينه ، ويدخل بالأولوية من على دينه من قرابته ، وأمّا إذا ذكر معهم غيرهم فبحسب السياق .
( وصحبه ) الصحابي : كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً ومات على ذلك .
( وَ مُـقْرِئِ الْـقُرْآنِ ) أي معلم القرآن ( مَـعْ مُحِبِّهِ ) أي : محب القرآن ، أو محب معلم القرآن .
وَ بَعْـدُ : إِنَّ هَـذِهِ مُـقَدَِّمَهْ فِـيمَا عَـلَى قَارِئِـهِ أَنْ يَـعْلَمَهْ
( وبعد ) كلمة يؤتى بها عند الدخول في الموضوع المقصود ، أي : بعد أن انتهى الناظم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك، شرع في ذكر ما تضمنته هذه المنظومة .
فقال: إن هذه المعلومات التجويدية التي حوتها هذه المنظومة هي مقدمة لابد أن يتعلم ما فيها من أحكام من أراد أن يقرأ القرآن قراءة صحيحة .
إِذْ وَاجِـبٌ عَـلَيْهِمُ مُحَـتَّـمُ قَبْـلَ الـشُّرُوعِ أَوَّلاً أَنْ يَعْلَمُوا
مَـخَارِجَ الْحُـرُوفِ وَالصِّفَاتِ لِيَـلْفِـظُوا بِـأَفْـصَحِ اللُّغَـاتِ
( إِذْ وَاجِـبٌ ) وجوباً اصطلاحياً ، بمعنى ما يؤثم بتركه إذا أوهم خلل المعنى ، أو اقتضى تغيير الإعراب.
( عَـلَيْهِمُ ) أي : القراء . ( مُحَـتَّـمُ ) تأكيد الواجب.
( قَبْـلَ الـشُّرُوعِ ) قبل البداية في قراءة القرآن الكريم . ( أولاً ) تأكيد لما قبله.
( أن يعلموا مخارجَ الحروف ) العربية الهجائية وهي : تسعة وعشرون حرفاً . ومخرج الحرف : مكان خروجه .
* والحروف العربية نوعان :
أ) المنطوقة : 29 حرفاً ( بزيادة الألف ) ب) المكتوبة : 28 حرفاً .
* تنبيه : الألف التي في أول الحروف الهجائية هي الهمزة ، وأما الألف المدية فهي قبل الحرف الأخير (الياء ) ، ويعبر عنها بـ ( لا ) لأنها لا تكون إلا ساكنة ، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً .
( والصفات ) أي صفات الحروف ، وهي هيئة خروج الحرف من مخرجه .
المخرج للحرف كالميزان. يعرف به كميته، والصفة له كالناقد تعرف بها كيفيته .
( ليلفظوا ) أي : ينطقوا كما جاء في نسخة: «لينطقوا»
( بأفصح اللغات ) وهي لغة العرب التي نزل القرآن بها ، ولغة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .الفصاحة : البيان والوضوح . اللغات : جمع لغة ، وهي الألفاظ الموضوعة لمعنى .
مُحَرِّرِي التَّجْوِيدِ وَالْمَـوَاقِفِ وَ مَـا الَّذِي رُسِمَ فِي الْمَصَاحِفِ
مِنْ كُلِّ مَقْطُوعٍ وَمَـوْصُولٍ بِهَا وَ تَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـ :هَا
(محرري ) جمع محرِر، وهي منصوبة بالياء ؛ لأنها حال . ( أصلها محررين وحذفت النون للإضافة )
أي : واجب عليهم أن يعلموا ما ذُكر حالة كونهم محققي ( التجويد ) للقرآن ، أي مبينين لمسائله ، وموضحين لقواعده .
* التجويد لغة : التحسين .
واصطلاحاً : علم يعرف به النطق الصحيح للحروف العربية ، وذلك بمعرفة مخارجها ، وصفاتها الذاتية والعرضية . ( إخراج كل حرف من مخرجه ، مع إعطائه حقه ـ صفاته الذاتية ـ ومستحقه ـ صفاته العرضية ـ )
( والمواقف ) أي: أماكن الوقف، وأماكن الابتداء.
( وما الذي رُسِم ) أي : كتب ( في المصاحف ) العثمانية .
( من كل مقطوع وموصول بها ) أي : في المصاحف العثمانية .
( وَتَاءِ أُنْثَى لَمْ تَكُنْ تُكْتَبْ بِـ: هاء ) ، بل كانت تكتب بالتاء المبسوطة .
أي لازم على قارئ القرآن الكريم أن يكون عارفاً ببابين من أبواب علم رسم المصاحف ، لتعلقهما بتلاوة القرآن الكريم ، وهما :
1ـ باب المقطوع والموصول . مثل ( أن لا ) و ( ألاّ )
2ـ باب ما رسم بالتاء المبسوطة . أي ما كان من الكلمات يكتب بهاء التأنيث ( التاء المربوطة ) ، ولكنه كتب في المصاحف العثمانية بالتاء المفتوحة . وسيأتي إن شاء الله تعالى توضيح هذين البابين في هذه المنظومة .
* فائدتان :
1ـ ( تكتب ) أصلها ( تكتبُ ) ولكن سكّنت من أجل وزن البيت للضرورة الشعرية ، فلما اجتمعت الباء الساكنة مع الباء المتحركة وجب الإدغام بينهما .
2ـ في قوله (بها ) و بـ: ( ها ) جناس لفظي وخطي .​
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع