إعلانات المنتدى


مراجعات ( شرح تحفة الأطفال )

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابو خ ـــلف

مزمار فعّال
9 أبريل 2009
67
0
0
الجنس
ذكر
مُقَدِّمَةٌ


بسم الله الرحمن الرحيم



يَقُـولُ رَاجِـي رَحْمَـةِ الْغَـفُـورِ )()( دَوْمًـا سُلَيْمَـانُ هُـوَ الجَمْـزُوري
الْحَمْـدُ لـلَّـهِ مُصَلِّـيًـا عَـلَـى )()( مُحَـمَّـدٍ وَآلــهِ وَمَــنْ تَــلاَ
وَبَعْـدُ هَــذَا النَّـظْـمُ لِلْمُـرِيـدِ )()( فِـي النُّـونِ والتَّنْوِيـنِ وَالْمُـدُودِ
سَمَّيْـتُـهُ بِتُحْـفَـةِ الأَطْـفَــالِ )()( عَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـىِّ ذِي الْكَمـالِ
أَرْجُـو بِهِ أَنْ يَنْـفَـعَ الطُّـلاَّبَـا )()( وَالأَجْــرَ وَالْقَـبُـولَ وَالثَّـوَابَـا
__________________________________________________

بسم الله الرحمن الرحيم


قوله : ( بسم الله ) عند نهوضه بالقيام بأي عمل من كتابة و قراءة و سائر أفعاله .
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره ( عن معنى مراده بقوله ( بسم الله )، وأنه أراد بقـيـله ( بسم الله ) : أقوم بسم الله، وأقعد بسم الله وكذلك سائر الأفعال ) .


أي أبتدأ ببسم الله كتابة هذا النظم و ذلك اقتداء بكتاب الله الكريم و بفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما كان يكتب رسائله إلى ملوك الدنيا كهرقل و غيره .

و في صلح الحديبية : ( قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) صحيح مسلم .

و ( الله ) : علم على الرب تبارك و تعالى , و جميع الأسماء كلها تابعة و صفات له و أغلب العلماء على أنه اسم غير مشتق و لم يعرف أن تسمى به أحد إلا الله جل في علاه و عظم في أعالي سماه .

( الرحمن الرحيم ) إسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة و رحمن أشد مبالغة من رحيم قاله الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره .

(1) : الرحمـن : اسم خاص لله تعالى وحده و لا يطلق على غيره أبدا و معناه ذو الرحمة الواسعة و التي تشمل جميع العالمين .
(2) : الرحيـم : اسم يطلق على الله تعالى و على غيره و معناه ذو الرحمة الواصلة و الخاصة بالمؤمنين .
( يقول راجي رحمة الغفور ) : أي يقول آملا فضل ربه الغفور و هو الرحيم الستير لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم .
( دوما سليمان هو الجمزوري ) : أي دائم الستر على عبده سليمان بن حسين بن محمد بن شلبي الجمزوري نسبة لقبيلة بإقليم المنوفية و اشتهر بالأفندي - و هو شافعي المذهب شاذلي الطريقة طنطدائي البلدة ، وأخذ القراءات والتجويد عن شيخه الميهي كان حيا سنة ألف و مائة و ثمان و تسعين هجرية .
( الحمد ) : هو وصف المحمود بالكمال على وجه المحبة و التعظيم و الإجلال .
فائدة : الحمد ليس هو الثناء أما إذا كرر فهو ثناء ، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : ( وعليه فالثناء تكرار وصف المحمود بالكمال ، ويدل على هذا الفرق ما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : ( قال الله - تعالى - : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . قال : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ . قال : مجدني عبدي ) صحيح الجامع : 4326
( مصليا ) الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم هي ذكره بالثناء الحسن في الملأ الأعلى عند ربه جل و علا , قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه الممتع ما يلي : وأحسن ما قيل فيها : ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ الله على نبيِّه : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى .
فائدة : الصلاة أخص من الرحمة فالدعاء بالرحمة يشمل كل المؤمنين أما الدعاء بالصلاة فخاص بالرسل و الأنبياء .
قال العلامة ابن عثيمين في شرحه الممتع : وأيضاً : فقد قال الله تعالى : ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة 157 ، فعطف " الرحمة " على " الصلوات " والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة ، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع : أن الصَّلاة ليست هي الرحمة .
( على محمد ) : هو علمٌ منقول من اسم مفعول مضاعف للمبالغة و هو المحمود
و يقال لمن كثرت خصاله الحميدة و تنوعت و قد سماه بهذا الإسم جده عبد المطلب رجاء أن يكون محمودا في الأرض و في السماء و قد كان كذلك بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام .
و (آله ) : المراد به كل من آمن من أمته ليعم آل البيت و الصحب أجمعين .
( و من تلا ) : أي من تبع بإحسان إلى يوم الدين و يفهم منه أيضا أي من قرأ كلام الله تعالى على الوجه المطلوب من أداء و عمل بمقتضاه .
( و بعد ) : هي فصل للكلام و انتقال من سابقه إلى لاحقه و المقصود أي بعد الحمد و الثناء و الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم نقول بأن
( هذا النظم ) : أي الكلام المنظوم الجامع للمسائل التي أريد ذكرها و النص عليها و النظم ضد النثر و معناه : التأْليفُ، نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْماً ونِظاماً ونَظَّمه فانْتَظَم وتَنَظَّم.
ونظَمْتُ اللؤْلؤَ أي جمعته في السِّلْك، والتنظيمُ مثله، ومنه نَظَمْتُ الشِّعر ونَظَّمْته، ونَظَمَ الأَمرَ على المثَل . وكلُّ شيء قَرَنْتَه بآخر أو ضَمَمْتَ بعضَه إلى بعض، فقد نَظَمَتْه.
والنَّظْمُ: المنظوم وصف بالمصدر ( لسان العرب )
فجمع الكلمات و ضمها مع بعضها البعض يسما نظما و فائدته سهولة الحفظ و تمكنه من الرسوخ في الذهن .
( للمريد ) : و هو الطالب المحب للعلم و لشيخه أيضا و يكون ذلك بالتوقير و التقدير و التكريم .
( في النون و التنوين و المدود ) : أي هذا النظم مشتمل على ذكر أحكام النون الساكنة و التنوين و المدود و التي سيأتي ذكر بيانها .
( سميته بـ تحفة الأطفال ) : التحفة : هي تخصيص شيء بالحُسن و تقديمه لكل محب لتتحفه به و المراد هنا , الأحكام الآتية , فهي التحفة الغالية لكل الأطفال و المراد بالطفل أي الصبي الصغير ممن لم يبلغ الحلم بعد و المراد أيضا أي من كان طفلا في هذا العلم و لو كان شيخا في سنه و هذا ليكون النفع شاملا لكل صغير و كبير
أطفالا و كهولا .
( عن شيخنا ) : الشيخ : هو الذي استبانتْ فيه السن وظهر عليه الشيبُ؛ وقيل : هو شيخ من خمسين إِلى آخره كما في اللسان .
و عند أهل العلم : من بلغ مرتبة أهل الفضل و العلم و العمل الصالح و لو كان صغيرا في سنه و معناه أيضا أن هذه الأحكام مأخوذة عن شيخنا
( الميهي ) : و هو نور الدين علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن ناجي ابن قيس الميهي ، نسبة لميه و هي بلدة بإقليم المنوفية بمصر ، ولد بها سنة ألف و مائة و تسعة و ثلاثين و كان ضريرا .
و هو من علماء القراءات ومن أصحاب الأسانيد فيها و قد أخذ عنه الكثيرين .

قوله ( ذي الكمال ) : أما هذه فمردودة على العلامة الجمزوري رحمه الله و هي من الإفراط المذموم في المدح و الثناء ولولا قوله في فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لحمل الأمر على أخف المحامل و لكنه قال رحمه الله : أَيِ التَّمَـامِ فِي الذَّاتِ، وَالصِّفَاتِ، وَسَائِرِ الْأَحْوَالِ الظَّاهِرَةِ، وَالْبَاطِنَةِ فِيمَـا يَرْجِعُ لِلْخَالِقِ وَالْـمَخْلُوقِ !!!
و هذا وصف بالكمال المطلق الخاص بالله تعالى وحده و حتى الكمال النسبي فمستبعد فقد خص الشارع الحكيم من جاءت الأحاديث بذكرهم و شهادة النبي صلى الله عليه و سلم لهم بالخيرية قال الحافظ في الفتح : فَقَدْ أَثْبَتَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْكَمَـالَ لِآسِيَةَ كَمَـا أَثْبَتَهُ لِـمَرْيَمَ، فَامْتَنَعَ حَـمْلُ الْـخَيْرِيَّةِ فِي حَدِيث الْبَابِ عَلَى الْإِطْلَاق .
و هذا القول من الجمزوري رحمه الله نابع من تربيته الصوفية لأنه شاذلي الطريقة فغفر له و تجاوز عنه و جل من لا عيب فيه و الكمال عزيز .
( أرجو به ) : أي أؤمل من الله تعالى
( أن ينفع ) : و النفع هو كل خير امتن الله تعالى به علينا أو ما كان وسيلة لحصول الخير من علم أو رزق ينتفع به .
( و الطلابا ) : جمع طالب و هو المشتغل بتحصيل ما ينفع من العلوم الشرعية أو غيرها مما ينفع و يشمل المبتدئين و المنتهين و المتوسطين .
( و الأجر ) : الـجزاء علـى العمل، والـجمع أُجور و هو بلوغ النفع للعبد عن طريق الجزاء الحسن من الثواب الرحيم سبحانه .
( و القبول ) : هو ثمرة الجهد و الصدق و الإخلاص لله تعالى
أي أن الله تبارك و تعالى يتقبل عملي هذا بحصول المطلوب من كتابته حتى لا يضيع الجهد و الحرص على نيل المقصود منه .
( و الثوابا ) : بألف الإطلاق , و هو الجزاء على الطاعة بمقدار يتفضل به الله تعالى على عباه الصادقين المخلصين نظير ما يقومون به من أعمال حسنة طيبة و كان هذا العطف عطف إيضاح و بيان و قد قيل : أن الثواب و الأجر بمعنى واحد و قد يفرق بينهما بأن الأجر ما كان في مقابلة العمل , و الثواب ما كان تفضلا و إحسانا من الله تعالى , وقد يستعمل كل منهما بمعنى الآخر .
و المقصود أن الناظم رحمه الله طلب من الله تبارك و تعالى أن يتمم النفع بهذا العمل بتحصيل قراءته و تعلم أحكامه و نيل النصيب الأوفى من إقبال المؤمنين عليه ليزيدهم ذلك إتقانا لقراءة كتاب الله تعالى على الوجه المطلوب في الدنيا و بذلك ينال المثوبة عليه في الآخرة و هي خير و أبقى .
 

الملكة الحزينة

مشرفة سابقة
6 مارس 2009
12,753
154
63
الجنس
أنثى
رد: مراجعات ( شرح تحفة الأطفال )

سدد الله خطاك ,,وجعل عملك خاااالص لوجه الكريم
 

بن دقماق

عضو كالشعلة
22 مارس 2009
330
3
0
الجنس
ذكر
رد: مراجعات ( شرح تحفة الأطفال )

جزاك الله خيرا
 

ابو خ ـــلف

مزمار فعّال
9 أبريل 2009
67
0
0
الجنس
ذكر
رد: مراجعات ( شرح تحفة الأطفال )

جزاكم الله خيراً
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع