- 28 مايو 2007
- 5,869
- 35
- 0
- الجنس
- ذكر
كما جاء في كتاب الشيخ عبدالرحمن الطالباني لمؤلفه الدكتور مكرم الطالباني
يعود تاريخ وضع اللبنة الاولى للتكية بكركوك الى تاريخ وفاة مؤسس الطريقة القادرية الطالبانية الشيخ ملا محمود الزنكنة في سنة 1215 هجري
والشيخ محمود طيب الله ثراه هو الذي تلقى اجازة الارشاد على يد احد احفاد الشيخ عبدالقادر الكيلاني (قدس سره) وهو الشيخ احمد اللاهوري الذي قام بجولة في منطقة السليمانية والتقى بالملا محمود عام 1160 هجري
وكانت التكية انذاك عبارة عن غرفة دفن فيها الشيخ محمود وايوان ملحق بها وبالقرب منها بركة ماء شيد بالقرب منها مصلى من الخشب والقش لاقامة الصلاة والذكر
وبقي على هذا الحال في عهد الشيخ احمد الطالباني
وعندما ترك الشيخ عبدالرحمن قرية طالبان وهو الذي ارسى بنيان تلك الطريقة بنى المصلى من الحجر والكلس في مكان مقلع للحجر على شكل سرداب ولكنه اعاد بناء التكية في عام 1260 هجري ساعده في ذلك العديد من المريدين واحد اثرياء الهند من سالكي الطريقة القادرية
بنى الجامع الكبير الحالي والعديد من الغرف والملحقات لايواء الغرباء والفقراء ومن ثم ديوان لإستقبال الضيوف والمريدين ثم اكمل احد مريديه وهو الفريق ضياء باشا فامر ببناء المأذنة
واستند في حساب تاريخ بناء التكية على حساب المصرع الاخير للشعر للشيخ عبدالرحمن حسب ارقام الحروف الابجدية وبذلك يكون تاريخ بناء التكية بشكلها الحالي هو عام 1260 هجري
وبعد سبع سنوات على بناء المسجد والتكية بنى الشيخ عبدالرحمن الديوان على الطراز الاسلامي وكان هذا الديوان قائما حتى اعوام السبعينات من القرن العشرين الميلادي
وبما ان التكية بحاجة الى ماء ولم تكن تاسيسات الماء موجودة في المدينة والناس يعتمدون على السواقي الاتية من نهر خاصة والكهاريز والابار وكانت سلسلة جبال (زاغاروس ) تحول دون وصول الماء الى التكية غير ان ارادة الدراويش المليئة بالايمان اقوى من حجر الصوان الصلد في زاغاروس
فشمروا عن سواعدهم ينهالون بفؤسهم الكبيرة الثقيلة على الحجر وعلى دقات الطبول والدفوف ونغمات المنشدين الحماسية وشيخهم عبدالرحمن يشاركهم وينشد لهم الاناشيد الدينية فشقوا الجبل واوصلوا الماء الى التكية جاريا
وقد جرت عدة اضافات وترميمات على التكية بعد وفاة بانيها الشيخ عبدالرحمن الطالباني طيب الله ثراه
ففي عهد ولده الشيخ المرشد والعالم الديني الكبير والحافظ لكتاب الله وعلومه الشيخ علي الطالباني جرى تعمير التكية تعميرا شاملا
ثم جرت عليها تعميرات اخرى في عهد الشيخ محمد جميل في اربعينات القرن العشرين الميلادي حيث تم تجديد غرفة ايواء الفقراء والغرباء وكذلك الديوان
وفي عهد الشيخ علي بن الشيخ محمد جميل رحمهم الله تم اعادة بناء المأذنة بعد ان الت الى السقوط في سبعينات القرن العشرين الميلادي واعادة بناء الديوان
ثم قام ولده الارشد الشيخ يوسف الطالباني حفظه الله باعادة اعمار شامل وواسع وقام بتوسيع الجامع عندما ضاق بالمصلين واهل الذكر
واليوم الذي يدخل الى الجامع والتكية الطالبانية يرى اثار الاعمار والتوسع والازدهار واضافة اللمسات المبهرة الذي جرى في السنوات القليلة الماضية على يد الشيخ يوسف الطالباني مرشد الطريقة القادرية الطالبانية
وتعتبر التكية الطالبانية من اقدم المساجد في مدينة كركوك ولها دور فعال في ازدهار العلم والشريعة والاداب
ومن الملاحظ من تاريخ شيوخ الطريقة الطالبانية اكثرهم لهم ولع بالادب والشعر وفي عدة لغات الكردية والعربية والتركية الى جانب الفارسية لبعض منهم حتى يستطيعوا فهمهم من يتكلم هذه اللغات ولهم دواوين شعر في هذه اللغات الى جانب اهتمامهم في رعاية قراء القران الكريم والمحافظة على الانغام العراقية الاصيلة الذي يقرؤن فيها القران والمدائح
والتكية تعتبر مركز مهم لقراء المقامات العراقية وبرعاية شيوخها حافظت على اقامة مجالس لقراءة المقامات وتعلمها وهناك يوم واحد من كل اسبوع يجتمع القراء لاقامة الذكر يحضرة قراء كركوك من جميع القوميات المتاخية في المدينة
اذا التكية مدرسة شاملة في الاداب والاخلاق وعلوم الدين والشريعة والفنون بحدود الشرع ورعاية الفقراء واطعامهم
وتخرج من هذه المدرسة العديد من القراء وقراء المقامات واشتهروا في مدينة كركوك والمحافظات الاخرى
جزى الله خيرامن اسس هذه المدرسة العظيمة ومن بناها ومن وسعها ومن احتفظ بتراثها لتكون ذخرا للاسلام والشريعة الاسلامية.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: