إعلانات المنتدى


تقسيم وقوف القرآن الكريم والفائدة المتحصلة منه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
:esm:

مسئلةٌ: في بيان تفاضلِ الوقوف في قوتها

وتفاضلها في النوع الواحد بين تام وأتم منه

وكافٍ وأكفى منه، وحسن وأحسن منه

والفائدة المتحصلة من تقسيم الوقوفِ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على الحبيب الذي لا نبي بعده.
وبعد:

فالوقوف الجائزة ثلاثة: تامٌّ وهو أعلاها، ثم كافٍ، وآخرها الحسن.
وفي المسئلة بيان تفاضلِ درجاتِ الوقوف التامة: فثمة تامٌّ وأتمُّ وفيه: أن التام درجاتٌ: فأعلاها ما كان على ختام المصحف، وبعدَه خواتيم السور على خلافٍ في براءة، ثم نهايات القصص والأحكام في كل سورة، ثم على نهايات الأحداث في كل قصة، ونهاية كل حكم من مجموعة أحكام، وهكذا...، والدرجةُ الثانية في الأكفى والكافي، والثالثة في الأحسن والحسن: ومثاله الوقف على "يَجْعَلُونَ" حسن، وأحسن منه الوقف على "آذَانِهِم" من قول ذي الجلال "أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ/ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم/ مِّنَ الصَّوَاعِقِ" (البقرة 19).

والمتحصلُ أداءاً من التقسيم في الوقوفِ الجائزةِ: أنَّه ربما اجتمع في الآية أكثر من نوعٍ، فينبغى للمُحَبِّرِ المُجِيْدِ حينئذٍ أن يقفَ على أتمها وأعلاها. قال شيخ الإسلام الأنصاري في مقصده: ويسّنُّ للقادرِ على شيءٍ مِنَ الوقوفِ أنْ يُقَدِّمَ منها الأعلى مرتبةً[1].

وتفصيل ذلك أن يُقال مثلاً: لا ينبغي للمحبر أن يتجاوز موضع وقف كاف لِيُلْجِأه ضيق النَّفَسِ إلى وقف حسن بعده، فإما أن يقف على الموضع الكافي الأول أو يتجاوزه إن عَلِمَ أنَّ نَفَسَهُ يُبْلِغُهُ الموضعَ الكافيْ أو التامَّ التالي، وهذه الفِطَانَةُ درجةٌ لا تُنَالُ إلا بإدامةِ النظرِ في كتابِ اللهِ وكثرةِ التلاوةِ والمصاحبةِ لكلامه جلَّ وعز.

ومثال ذلك قوله جل وعلا "لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ/ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ/ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء"(البقرة 284)، فقوله "وَمَا فِي الأَرْضِ" موضع وقف تام، وقوله "يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ" موضع وقف حسن، إن وقف عليه القارئُ وجب أن يعود إلى قوله "يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ" فيصله بما بعده.

فتجد بعض القراء يصل موضع التام، ثم يقف بعده بكلماتٍ على موضعِ وقفٍ حسنٍ بسببِ النَفَسِ أو التَّعود، وهذا خلاف الأولى في التلاوة، فإن من التجويد والتحبير أن تُراعي مراتب الوقف في التلاوة، فإن هذا الوقف الحسن - إذا وصل الوقف التام أو الكافي قبله - وإن جاز إلا أنه يدل على ضعفِ الصناعةِ وحداثةِ الأداء عند القارئِ، فتنبه!
والحمد لله رب العالمين.
[1] المقصد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء - (ج 1 / ص 3)
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: تقسيم وقوف القرآن الكريم والفائدة المتحصلة منه

جزاك الله خيرا اخانا احمد النبوي
ومن الادلة والاستدراكات بأهمية هذا الباب ما رواه الإمام البيهقي في "سننه" و الحاكم في "مستدركه" عن القاسم بن عوفقال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: ( لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن؛ ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولازاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده، فينثره نثر الدقل ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ؛ و"الدقل" رديء التمر ويابسه .
هذا الأثر المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما يحمل دلالات عدة، نقتصر منها هنا على الحديث عن أهمية معرفةالوقف والابتداء في قراءة القرآن، وهو إحدى الدلالات المستفادة من هذاالأثر . ووجه الدلالة فيما ذكرنا أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، كانوا يتعلمون الوقف والابتداء كما يتعلمون القرآن

بوركت اخي أبدعت بهذا العلم من علوم القرآن باب الوقف والابتداء
جزاك الله عنا خير الجزاء
 

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
رد: تقسيم وقوف القرآن الكريم والفائدة المتحصلة منه

بارك الله فيكم وزادكم من علمه
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: تقسيم وقوف القرآن الكريم والفائدة المتحصلة منه

[frame="7 80"]
جزاك الله خيرا اخانا احمد النبوي
ومن الادلة والاستدراكات بأهمية هذا الباب ما رواه الإمام البيهقي في "سننه" و الحاكم في "مستدركه" عن القاسم بن عوفقال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: ( لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن؛ ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولازاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده، فينثره نثر الدقل ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ؛ و"الدقل" رديء التمر ويابسه .
هذا الأثر المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما يحمل دلالات عدة، نقتصر منها هنا على الحديث عن أهمية معرفةالوقف والابتداء في قراءة القرآن، وهو إحدى الدلالات المستفادة من هذاالأثر . ووجه الدلالة فيما ذكرنا أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، كانوا يتعلمون الوقف والابتداء كما يتعلمون القرآن

بوركت اخي أبدعت بهذا العلم من علوم القرآن باب الوقف والابتداء
جزاك الله عنا خير الجزاء
جزاك الله خيراً على هذه الإضافة البديعة، ولا عدمتُ فوائدك وإطلالاتك على ما أ كتب.
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: تقسيم وقوف القرآن الكريم والفائدة المتحصلة منه

[frame="7 80"]
بارك الله فيكم وزادكم من علمه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولك بمثل أخي كمال، وشكراً على مرورك الكريم.
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: تقسيم وقوف القرآن الكريم والفائدة المتحصلة منه

والمتحصلُ أداءاً من التقسيم في الوقوفِ الجائزةِ:

أنَّه ربما اجتمع في الآية أكثر من نوعٍ، فينبغى للمُحَبِّرِ المُجِيْدِ حينئذٍ أن يقفَ على أتمها وأعلاها. قال شيخ الإسلام الأنصاري في مقصده: ويسّنُّ للقادرِ على شيءٍ مِنَ الوقوفِ أنْ يُقَدِّمَ منها الأعلى مرتبةً
.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع