إعلانات المنتدى


الرَّوضَة النَّدِيَّة شرح المقدمة الآجُرُّوميَّة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد..
فهذا شرح للمقدمة الآجرومية أقدمه لكم, أسأل الله أن أنفعكم به, وأن يوفقني لشرحها على ما يرضيه -سبحانه وتعالى-.
وسميتُ هذا الشرح: "الروضة النَّدِيَّة شرح المقدمة الآجرومية".
وسيكون الشرح -إن شاء الله تعالى- على حلقات الواحدة تلو الأخرى.
 

دنيا الامل

مزمار داوُدي
16 نوفمبر 2008
5,572
40
48
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

على بركت الله اخي ونحن معك الى اخر حلقة ان شاء الله
 

الوهراني

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,836
27
48
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

ما أشد حزني على عدم إتمامي لشرح الآجرومية على أحد شيوخي

و الحمد لله .. اليوم أجد من يشرحها لنا في المنتدى

فجزاك الله عنا خيرا أخي المالكي و نفعنا الله بك

وفقك الله لإتمامها و وفقنا الله لمتابعتك

شكرا جزيلا
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحمد لله رب العالمين على هذه النعم
جعلها الله فى ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا وزادك علما
ونفع بك استاذنا الكريم على المشروع المميز بحق
نسال الله القبول والاخلاص والنفع
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الأولى
مقدمةٌ

علم النحو علمٌ شريفٌ, وله فوائد كثيرة, مِنْ فوائده:
1. أنه يعين على فهم الكتاب والسُّنَّة.
2. تقويم اللسان عند النطق باللغة العربية الفصحى.
3. تقويم البنانِ عند الكتابة.
إلى غير ذلك من الفوائد.
لذلك كان فهم النحو أمرًا مهما جدًا, وللأسف الشديد قد أعرض الناس –إلا من رحم اللهُ- عن علم النحو بل وعن علوم اللغة العربية, وشُغِلوا باللغات الأجنبية, وأصبحت اللغة العربية لا تُدْرَسُ إلا للاختبار, وبعد الاختبار تصير نسيًا منسيَّا, بل إنَّ بعضهم يسْخَر من علم اللغة العربية وممن يتعلمها, ونسيَ هذا المسكينُ أن هذه اللغة هي لغة القرآن والسنة, وأنَّ تعلُّمها من الدين, قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه-: "إن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". اهـ
سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم تعلم اللغة الإنجليزية في الوقت الحاضر, فأجاب فضيلتُه بقوله: "تعلُّمُها وسيلةٌ، فإذا كنت محتاجاً إليها كوسيلة في الدعوة إلى الله فقد يكون تعلمها واجباً، وإن لم تكن محتاجاً إليها فلا تشغل وقتك بها واشتغل بما هو أهم وأنفع، والناس يختلفون في حاجتهم إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن مثبت أن يتعلم لغة اليهود, فتعلم اللغة الإنجليزية وسيلة من الوسائل إن احتجت إليها تعلمتها وإن لم تحتج إليها فلا تضيع وقتك فيها". اهـ
والحديث الذي أشار إليه الشيخ هو: عن خارجة بن زيد بن مثبت قال: قال زيد بن مثبت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: "إني والله ما آمن يهود على كتابي" فتعلمته، فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إذا كتب وأقرأ له إذا كُتب إليه.
أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب: رواية حديث أهل الكتاب، والإمام أحمد جـ 5 ص 186، والحاكم في (( المستدرك)) جـ 1 ص 75، وقال: (( حديث صحيح)) ووافقه الذهبي.
والحديث علقـه البخاري في صحيحه، كتاب الأحكام، باب: "ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد" بقوله: (( وقال خارجة بن زيد بن مثبت عن زيد بن مثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه، وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه)). وانظر: الإصابة جـ 1 ص 543.
فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أمر زيد بن مثبت أن يتعلَّم اللغة العِبْرية ولم يأمر الصحابةَ كلَّهم بذلك.
وهذه بعضُ أقوال العلماء المعاصرين في أهمية علم النحو:
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى- حينما كان يتكلم عن منهجية طلَب العلم: "رابعًا: النحو, وما أدراك ما النحو, الذي لا يعرفه من الطلبة إلا القليل, حتى إنك لترى الرجل قد تخرج من الكلية وهو لا يعرف عن النحو شيئاً, يتمثل بقول الشاعر:
لا بارك الله في النحو ولا أهله إذا كان منسـوبا إلى نفطويه
أحـرقه الله بنصـف اسـمه وجعل الباقي صـراخاً عليه
لماذا قال الشاعر هذا الكلام؟
الجواب: لأنه عجز عن النحو.
ولكن أقول إن النحو بابه من حديد ودهاليزه قصب, يعني أنه شديد وصعب عند أول الدخول فيه، ولكنه إذا انفتح الباب لطالبه سهل عليه الباقي بكل يسر وصار سهلاً عليه، حتى إن بعض طلبة العلم الذين بدؤوا في النحو صاروا يعشقونه, فإذا خاطبتهم بخطاب عادي جعل يعربه ليتمرن على الإعراب، ومن أحسن متون النحو "المقدمة الآجرومية"، كتاب مختصر مركز غاية التركيز ولهذا أنصح من يبدأ أن يبدأ به".
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله تعالى- وهو يتكلم عن المنهجية الصحيحة في طلب العلم: "لا علم بدون نحو, يقول ابن الوردي:
جمِّلِ المنطق بالنحو فمنْ يحرم الإعراب بالنطقِ اختَبَلْ
طالب العلم تجد كلامه مكسَّر!! هذا لا يصلح, كيف أأتمنه على فهم معاني الكتاب والسنة وهو لا يفهم النحو؟".
وعلم النحو -كما مرَّ- في أوله صعبٌ وفي آخره سهلٌ, وقد مُثِّلَ ببيتٍ من قصب وبابه من حديد, يعني أنه صعبُ الدخول, لكن إذا دخلتَ سهُل عليك كل شيء, ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الباقي.
وأودُّ التنبيه إلى أهمية التدرُّب على الإعراب, لأن الإعراب عمدة النحو.
وقد ألَّف العلماء في هذا العلم الشريف كتبًا كثيرة, منها المختصَر ومنها المبسوط, ومنها المنثور ومنها المنظوم, وقد خصّوا الناشئين في مضمار هذا العلم بمقدماتٍ, ومن ذلك: "المقدمة الآجرومية", وهذه المقدمة لمَّا كانت سلمًا سهلاً يرتقي عليه المبتدئون في هذا الفن؛ قام العلماء بشرحها, ما بين مختصِر ومُطِيلٍ ومتوسط.
وها أنا أقدِّم لكم هذا الشرح لعِلِّي أساهم في إيصال هذا العلم الشريفِ إلى الناس بما عندي مِن عِلْمٍ –على قِلَّتِه-, وأسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد.
ومَن وجد خطأً فلينبِّهْني عليه مشكورًا.

منهجي في الشرح:
سأقوم -إن شاء الله تعالى- بشرح كلمات المتن كلمةً كلمة في أكثر الشرح, وأحيانًا أشرح المعنى العام للجمل, وأكتب كلمة "المتن" قبل بداية ما سأشرحه من كلمات أو جمل المتن, وأكتب كلمة "الشرح" أمام شرح الجملة أو الكلمة من المتن, وسيكثر اعتمادي في الشرح على طريقة السؤال والجواب؛ لأنها أنشط للذهن من الكلام سردًا, وسأدعمُ الشرح بذكْر بعض الأبيات لتسهيل حفظ بعض ما يمر علينا فيه, ولنْ أتعَّرضَ لذكْر الخلاف إلا نادرًا, وسأدعم الشرح بذكر الأمثلة معرَبةً؛ لأنه كما قيل: "بالمثال يتضح المقال", وقد استعنتُ في الشرح بكتبٍ سأذكر أسماءها قبل بداية الشرح ولن أتعرض لذكْر شيء منها خلال الشرح ابتغاء عدم الإطالة, وأحيانًا أنقل عباراتٍ بنَصها وأحيانًا أخرى أنقل مضمونَ عباراتٍ لا نصَّها وأحيانًا أنقلها باختصار أو بتصرف يسير (وذلك حسبما يقتضيه المقام), وسأضع في آخر كل باب بعض التدريبات للقارئ سيقوم بحلها بدون استعانة ثم بعد ذلك ينظر من يصحح له الأخطاء إن كان ثمة أخطاء.

مراجع الشرح:
1."التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية".
تأليف: محمد محيي الدين عبد الحميد.
2. "الحلل الذهبية على التحفة السنية".
تأليف: محمد الصغير بن قائد العبادلي المقطري.
تقديم: الشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
3. "مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب".
تأليف: الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.
4. "متممة الآجرومية في علم العربية".
تأليف: شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرُّعَيْنِيّ المالكي الشهير بـ"الحطاب".
5. "شرح المقدمة الآجرومية".
تأليف: الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين.
6. "نظم المقدمة الآجرومية"
وهما نظمان: أحدهما للعمريطي, والآخر لعبيد ربه الشنقيطي.
7. الدرة البهية في أهم التعريفات النحوية.
تأليف: أبي عبد الله يحي بن محمد بن القاسم الديلمي.
8. "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك".
9. "شرح ابن عثيمين على ألفية ابن مالك"
10. "الحدود في علم النحو"
تأليف: أبي العباس أحمد الأبذي.

نبذة عن الماتن:
هو محمد بن محمد بن داود الصنهاجي أبو عبد الله النحوي الشهير بـ"ابن آجُرُّوم" (نسبةً إلى قبيلة في البربر تسمى قبيلة بني آجروم), وهو من أهل فاس, كان إمامًا في النحو, وكان مقرئًا, وكان رجلًا صالحًا, وقد كان في النحو على مذهب الكوفيين, وصنف مصنفاتٍ وأراجيزَ في القراءات وغيرها, وله معلومات من فرائض وحساب وأدب, ولد -رحمه الله تعالى- عام 672 هـ وتوفي عام 723 هـ.
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الثانية


..بداية الشرح..


المتن
الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع
الشرح
الكلام لغةً: هو نطقٌ مُفْهِمٌ.
واصطلاحًا: هو ما عرَّفه به المؤلِّف بقوله: "هو اللفظ المركب المفيد بالوضع".
فالكلام في الاصطلاح لابد أن يجتمع فيه أربعة أمور:
1. أن يكون لفظاً.
2. أن يكون مركبًا.
3. أن يكون مفيدًا.
4. أن يكون موضوعًا بالوضع العربي.
هذه الأمور الأربعة هي بمثابة الأركان للكلام, فكما أن البناء يسقط بسبب فقدان أحد أركانه, فكذلك الكلام لا يُعَدُّ كلامًا إذا غاب أحد هذه الأمور الأربعة.
س: ما معنى كون الكلام لفظًا؟ [ملاحظة: الأمثلة التي سنضربها في أثناء شرحنا لتعريف الكلام ونقول فيها "صار كلامًا" أو "يكون كلامًا" أو ما أشبه ذلك؛ فهذا على افتراض أن هذا الذي في المثال مستوفٍ لباقي الشروط الأربعة التي يجب توافرها فيه ليصير كلامًا]
ج: اللفظ في اللغة: الطرح والرمي.
وفي الاصطلاح: صوت مشتمل على بعض الحروف الهجائية.
إِذَن: معنى كونه لفظًا: أن يكون صوتًا مشتملًا على بعض الحروف الهجائية.
س: مثلُ ماذا؟
ج: مثل: خالدٌ, قُمْ, على.
فإن كلاً من هذه الكلمات تكون عند النطق بها صوتًا مشتملاً على بعض الحروف الهجائية.
س: ماذا خرج بقولنا: "صوت مشتمل على بعض الحروف الهجائية"؟
ج: خرج به: الإشارة والكتابة, حتى وإن أفاد أحدُهما المعنى المراد إيصاله للغيْرِ.
فلو كتبتَ –مثلًا- للطلاب على السبورة: "غدًا عندكم تسميع لمتن الجزرية"؛ لم يعدَّ هذا كلامًا اصطلاحًا, مع أنه أفاد المعنى المراد إيصالُه للطلاب. [مع العلم أن الكتابة تعتبر في الشرع كلامًا, لكن كلامنا هنا على اصطلاح علماء النحو]
ولو أشرتً –مثلًا- إلى شخصٍ سألك بسؤال فأجبتَه بتحريك رأسك للأسفل والأعلى بأن الأمر الذي ذكره في سؤاله صحيح؛ لم يُعدَّ ذلك كلامًا اصطلاحًا مع أنه أفاد المعنى المراد إيصاله إليه.
س: ما معنى كونه مركَّبًا؟
ج: أن يكون مركبًا من كلمتين فأكثر –حقيقة أو تقديرًا-.
س: ما مثال كونه مركبًا من كلمتين فأكثر حقيقةً؟
ج: العلمُ نورٌ, يحفظُ محمدٌ القرآنَ.
فالجملة الأولى تكونت من كلمتين؛ "العلم", و"نور".
والجملة الثانية تكونت من ثلاث كلمات؛ "يحفظ", و"محمد", و"القرآن".
س: ما مثال كونه مركبًا من كلمتين فأكثر تقديرًاً؟
ج: لو قال لك قائل: مِنْ أخوك؟ فتقول له: محمدٌ. فهذه الكلمة تعتبر كلامًا؛ لأن التقدير: محمدٌ أخي. فكان المقدّر كلمتان؛ "أخ", و"ياء المتكلم المضافة إلى (أخ)".
فأصبحَت الكلام مكونًا من ثلاثِ كلماتٍ المقدَّرُ منها كلمتان.
مثال آخر: لو قلتَ لشخص: "قُمْ"؛ فهذه الكلمة تعتبر كلامًا؛ لأن التقدير: قم أنتَ. فكان الفاعل مقدرًا وهو كلمة "أنت".
فأصبحَت الكلام مكونًا من كلمتين إحداهما مقدَّرة.
س: ما معنى كون الكلام مفيدًا؟
ج: أن يحسن سكوت المتكلم عليه, بحيث لا يبقى السامع منتظرًا لشيء آخر.
فلو قلتَ لشخصٍ: "إذا قرأتَ" سيظلُّ منتظرًا لجواب الشرط, وإذا سكتَّ ولم تُكمِلْ فسيقول لكَ: "إذا قرأتُ ماذا أفعلُ أو ماذا سيحصل".
لكِنْ إذا قلتَ له: "إذا قرأتَ فلا تزعجْ من حولك"؛ لن ينتظرَ منك شيئًا آخر؛ لحصول الفائدة.
وهنا ننبه على شيء, وهو أنه لا يشترط أن تكون الفائدة التي فهِمَتْ من الكلام الذي يحسُنُ السكوت عليه جديدةً, بل إنها حتى وإن كانت معلومة مِن قبلُ يسمى الكلام الذي أفادها كلامًا, فلو قال قائلٌ: "السماء فوقَنا"؛ هذا الأمر معلومٌ لكلِّ أحد, ومع ذلك يسمى كلامًا.
س: ما معنى "الكَلِم" في الاصطلاح؟
ج: الكلم: هو ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر أفاد أو لم يُفِدْ.
س: ما معنى كون الكلام بالوضع العربي؟
ج: معنى ذلك أن يكون باللغة العربية.
فالكلام الأعجمي -بأي لغةٍ من لغات العجم كان- لا يسمى كلامًا في الاصطلاح حتى وإن أدى استوفى الشروط الأربعة عند أهل تلك اللغة.

تدريبات:
هل كل من الجمل الآتية تعتبَر كلامًا عند النحويين أم لا:
1. هل كنتم بالأمس في رحلة.
2. أُحرِجَ محمد.
3. كأننا والماء مِن حولنا قومٌ جلوسٌ حولَهم ماء
4. استنشِقْ.
5. قول الإمام ابن الجزري في منظومته:
وليتلطف وعلى الله ولا الض والميم من (مخمصة) ومن (مـرض)
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الثالثة


المتن
باب أقسام الكلام
وأقسامه ثلاثة؛ اسم وفعلٌ وحرف جاء لمعنى.
فَالِاسْمُ يُعْرَفُ بالخفض وَالتَّنْوِينِ, وَدُخُولِ اَلْأَلِفِ وَاللَّامِ, وَحُرُوفِ اَلْخَفْضِ, وَهِيَ: مِنْ, وَإِلَى, وَعَنْ, وَعَلَى, وَفِي, وَرُبَّ, وَالْبَاءُ, وَالْكَافُ, وَاللَّامُ, وَحُرُوف اَلْقَسَمِ, وَهِيَ: اَلْوَاوُ, وَالْبَاءُ, وَالتَّاءُ.
وَالْفِعْلُ يُعْرَفُ بِقَدْ, وَالسِّينِ وَسَوْفَ وَتَاءِ اَلتَّأْنِيثِ اَلسَّاكِنَةِ.
وَالْحَرْفُ مَا لَا يَصْلُحُ مَعَهُ دَلِيلُ اَلِاسْمِ وَلَا دَلِيلُ اَلْفِعْلِ.
الشرح
أقسام الكلام ثلاثة لا رابع لها؛ اسم وفعل وحرف جاء لمعنى.
س: أين الدليل على أنه ليس لهذه الأقسام الثلاثة قسيمٌ رابع؟
ج: الدليل هو التتبع الاستقراء, يعني أنَّ العلماء تتبَّعوا واستقرؤوا كلام العرب سواء أكان منظومًا أم غير منظومٍ, فلم يعثروا لهذه الأقسام الثلاثة على قسيمٍ رابعٍ, وذهبوا إلى القرى والبوادي وسمعوا من العرب الأقحاح كلامَهُم, فلم يجدوا أن ثمة كلمةٌ هي من غير هذه الأقسام الثلاثة, فأي كلمة عربية لا تخرج عن كونها إما اسمًا أو فعلاً أو حرفًا.
وكل قسمٍ من أقسام الكلام يسمى "كلمة" اصطلاحًا, فالاسم كلمةٌ, والفعل كلمةٌ, والحرف كلمةٌ, فإن تعريف الكلمة هو كالآتي:
لغةً: تطلق على الجمل المفيدة.
واصطلاحا: هي قولٌ مفردٌ.
والقول هو: اللفظ الدال على معنى.
والمفرد: هو ما لا يدل جزؤُه على جزءِ معناه.
وكل قسم من أقسام الكلام له تعريف جامع مانع يمنع يميزه.
وكذلك كل قسم له علاماتٌ يُعرَف بها تُميِّزُه عن القسمين الآخرَيْن قد توجَد فيه في مثالٍ ما وقد لا توجد فنحتاج حينئذٍ إلى أن نجرب عليها علامات الأقسام الثلاثة لنعرف مِنْ أي الأقسامِ هي, فإذا جُرِّبَتْ عليها علامة مِن علامات الاسم وقبلتها فهي اسم, وإذا جُرِّبَتْ عليها علامة مِن علامات الفعل وقبلتها فهي فعل, وإلا فهي حرفٌ.
وإليك كل قسم من أقسام الكلام بتعريفه وعلاماته:
س: ما هو تعريف الاسم؟
ج: الاسم في اللغة: ما دل على مسمى.
واصطلاحًا: "كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمان", أو "ما دلَّ على معنىً في نفسه وخلا بهيئته عن الدلالة على الزمان".
فالاسم لا يقترن بزمن من الأزمان لا الزمن الماضي ولا الزمن الحاضر ولا الزمن المستقبل, ويدلُّ على معنىً في نفسه وكذا الفِعلُ مثلُه في هذه النقطة, بخلاف الحرف فإنه لا يدل على معنى في نفسه بل يظهر معناه في غيره.
س: ما هي علامات الاسم؟
ج: هي أربع علامات (على ما ذكره الماتن؛ لأنه توجد علامات أخرى لَم يتعرض الماتن لذِكْرها لأنه رام الاختصار والسهولة), قد توجَدُ في الكلمة واحدةٌ منها فقط وقد توجَدُ اثنتان وقد توجَدُ ثلاث, وإن لَم نجد فإننا ندخل عليها العلامات وننظر ما لو قبلَتْها أم لا, وقبولها لواحدة منها يكفي في أنها اسم, كما أن وجود واحدة منها في الكلمة يكفي في إثبات أنها اسم.
ولكِن هل لفتَ انتباه أحدِكم قولي " قد توجَدُ في الكلمة واحدةٌ منها فقط وقد توجَدُ اثنتان وقد توجَدُ ثلاث" وأني لَم أقُلْ "وقد توجَد أربع"؟
الجواب: لأن التنوين والألف واللام لا يجتمعان في كلمة واحدة.
والعلامات هي:
1. الخفض:
سبق وأن ذكرنا أن المؤلِّف كوفي, والكوفيون يعبرون عن الجر بـ"الخفض" لانخفاض الفكِّ السفلي عن النطق بالحرف المخفوض. وعليه نقول:
الخفض لغةًً: ضد الارتفاع.
واصطلاحًا: هو الكسرة التي يُحدِثُها عامِل الخفضِ أو ما ناب عنها (وسنأتي لبيان ما ينوب عن الكسرة عند الكلام على علامات الإعراب –إن شاء الله تعالى-).
وعوامِلُ الخفضِ –في ما وقفتُ عليه- هي:
أ. حروف الخفض, وحروف القسَمِ من حروف الخفض.
ب. المضاف.
ج. التبعية.
2. التنوين:
وهو لغةً: التصويت, تقول: "نوّنَ الطائر" أي: صوَّتَ.
اصطلاحًا: نون ساكنة تلحق الآخر لفظًا لا خطًا.
وهي تفارق الاسم في الخط للاستغناء عنها بتكرار الشَّكْلة (الفتحة أو الضمة أو الكسرة) عند الضبط بالقلَم, فلا نكتُبُ –مثلاً- "رجُلُنْ" بل نحذف النون الساكنة ونكرر الشكلة فنكتبها "رجلٌ".
3. دخول الألف واللام في أول الكلمة:
الكوفيون يقولون "الألف واللام" والبصريون يقولون "أل", قالوا –أي البصريون- لأن كل كلمة مكونة من حرفين فأكثر فإنه يُنطَقُ بلفظِها لا باسمِها, فمثلاً "عَنْ" لا نقول "عين ونون" بل ننطِقُها بلفظها لأنها مكونة مٍن حرفيْن, فكذا "أل".
فقال الكوفيون: نحن معكم في أن الكلمة المكونة من حرفين فأكثر ينطق بلفظها, ولكنَّ هذه الكلمة مكونة من حرفين هجائيين أحدهما ليس أصليًّا –وهي الهمزة-؛ فهي همزة وصل, تسقط عن الوصل, لذلك فإنه يُنطَق باسمها لا بلفظها؛ فيقال: "الألِف واللام" ولا يقال "أل".
وعلى كلِّ حال؛ الخلاف لفظيُّ.
4. دخول حروف الخَفضِ:
حروف الخفض هي التي إذا دخلَتْ على كلمةٍ خُفضَت الكلمة بسببها.
وهي –على مذهب المؤلِّف- اثنا عشر حرفًا وهي:
مِن – إلى – عَن – على - في – رُبَّ – الكاف – اللام – الباء – حروف القسَم الثلاثة (الواو – الباء – التاء).
س: هل لحروف الخفضِ معانٍ؟
ج: نعم, وإليكَ معاني كل حرفٍ منها (نقلُها كُلَّها من أجل أن تعمَّ الفائدةُ المبتدئ وغيرَه):
قال ابن هشام –كما في مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب-:
أ. (من) لها خمسة عشر معنى هي:
أ_ ابتداء الغاية، وهو الغالب، نحو: {من المسجد الحرام}.
ب_ التبعيض، {منهم من كلَّم الله}.
ج_ بيان الجنس، وتقع كثيراً بعد (ما) و(مهما)، {ما يفتح الله للناس من رحمة}.
د_ التعليل، { مما خطيئاتهم }.
ه_ البدل، { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة }.
و_ مرادفة (عن)، { فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله }.
ز_ مرادفة الباء { ينظرون من طرف خفي }، والظاهر أنها هنا للابتداء.
ح_ مرادفة (في)، { للصلاة من يوم الجمعة }.
ط_ موافقة (عند).
ي_ مرادفة (ربما) وذلك إذا اتصلت بـ(ما) كقوله:
وَإنَّا لممَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ [ضَرْبَةً عَلَى رَأْسِهِ تُلْقِي اللِّسَانَ مِنَ الفَمِ]
والظاهر أنها ابتدائية و(ما) مصدرية.
ك_ مرادفة (على)، { ونصرناه من القوم }.
ل_ الفصل وهي الداخلة على ثاني المتضادين، كقوله تعالى: { والله يعلم المفسد من المصلح }.
م _ الغاية.
ن_ التنصيص على العموم، وهي الزائدة في نحو: {ما جاءنا من بشير}.
س _ توكيد العموم، وهي الزائدة في نحو: "ما جاءني من دَيَّارٍ". وشرطٌ لزيادتها تقدم نفي أو نهي أو استفهام بـ(هل) وتنكير مجرورها وكونه فاعلاً أو مفعولاً أو مبتدأً، ولم يشترط الكوفيون تقدم نفي أو نهي أو استفهام، ولم يشترط آخرون تنكير مجرورها ولا كونه فاعلاً أو مفعولاً أو مبتدأً.
ب. (إلى) حرف جر له ثمانية معانٍ:
الأول: انتهاء الغاية، ثم إن دلت قرينة على دخول ما بعدها أو خروجه عُمِلَ بها، نحو: قرأت القرآن من أوله إلى آخره. وقوله تعالى: {ثم أتموا الصيام إلى الليل}، وإلا فقيل يدخل إن كان من الجنس، وقيل مطلقاً وقيل لا يدخل مطلقاً وهو الصحيح.
الثاني: المعية إذا ضممت شيئاً إلى آخر. مثل: الذود إلى الذود إبل.
الثالث: التبيين لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حباً أو بغضاً من فعل تعجب أو اسم تفضيل, مثل: { أحب إليَّ }.
الرابع: مرادفة اللام, مثل: { والأمر إليك } وقيل هي للانتهاء.
الخامس: موافقة (في).
السادس: موافقة (من).
السابع: موافقة (عند).
الثامن: التوكيد وهي الزائدة. أثبته بعضهم في قوله تعالى: {تهوي إليهم}.
ج. (عن) على ثلاثة أوجه, أحدها: أن تكون حرف جر, وله معانٍ:
أحدها: المجاوزة, كـ"سافرت عن بلد الظلم".
والمجاوزة لغةً: البُعْد.
واصطلاحًا: بُعْدُ شيء عن المجرور بها بواسطة إيجاد مصدر الفعل الذي قبلها.
الثاني: البدل, كـ"صومي عن أمك".
الثالث: الاستعلاء, {فإنما يبخل عن نفسه}.
الرابع: التعليل, {إلا عن موعدة وعدها إياه}.
الخامس: معنى (بعد), {لتركبن طبقاً عن طبقٍ}.
السادس: معنى (مِن), {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}.
السابع: معنى الباء, ومثَّل بقوله {وما ينطق عن الهوى} وفيه نظر.
د. (على) على وجهين:
أحدهما: أن تكون حرفاً, ولها معانٍ؛ أحدها: الاستعلاء إما على المجرور -وهو الأكثر- كقوله تعالى: {ثم استوى على العرش} (أي: علا عليه أو ارتفع عليه أو صعد عليه –وكلها بمعنى واحد, وكلها واردة عن سلف الأمة-), أو على ما يقرب منه, كقوله: {أو أجد على النار هدى}. وقد يكون الاستعلاء معنوياً كقوله: {ولهم عليَّ ذنب}.
الثاني: المصاحبة, كقوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
الثالث: المجاوزة كـ(عن), كقوله:
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيرٍ لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا
الشاهد فيه: (عليَّ) فإنها بمعنى: عني.
ويحتمل أنه ضمن معنى رضي معنى عطف.
الرابع: التعليل كقوله: {ولتكبروا الله على ما هداكم}.
الخامس: الظرفية, كقوله تعالى: {على حين غفلة من أهلها}.
السادس: معنى (من), كقوله تعالى: {إذا اكتالوا على الناس}.
السابع: معنى الباء, كقوله تعالى: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق }.
الثامن: الاستدراك والإضراب, كقولك فلان سيء الصنيع على أنه لا ييأس من رحمة الله, وقول الشاعر:
بِكُلٍّ تَدَاوَينَا فَلَمْ يُشْفَ مَا بِنَا عَلـَــى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيرٌ مِنَ البُعْدِ
عَلَـــى أَنَّ قـُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنَافِعٍ إِذَا كَانَ مَنْ تَهْوَاهُ لَيْسَ بِذي وُدِّ
الشاهد فيهما: (على أن قرب الدار) فقد استدرك بـ(على) قوله:(فلم يُشفَ مابنا), واستدرك بـ(على) الثانية قوله: (على أن قرب الدار خير من البعد).
ه. (في) له عشر معانٍ:
الأول: الظرفية (زمانًا أو مكانًا, حقيقة أو مجازًا), ومِن المكانية: "أدخلتُ الخاتم في إصبعي لكنه على القلب.
الثاني: المصاحبة, نحو: "هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل مِن الغمام", فـ"في" هنا بمعنى "مع".
الثالث: التعليل, نحو: "فذلكن الذي لمتنني فيه".
الرابع : الاستعلاء, نحو: "ولأصلبنكم في جذوع النخل" أي: "على جذوع النخل", ونحو: "فسيروا في الأرض" أي: "على الأرض", ونحو: قول الجارية للنبي صلى الله عليه وسلم عندما سألها أين الله فقالت: "في السماء" أي: "على السماء".
الخامس: مرادفة الباء.
السادس: مرادفة "إلى"؛ "فردوا أيديهم في أفواههم".
السابع: مرادفة "مِن".
الثامن: المقايسة, وهي الداخلة بين مفضول سابق وفاضلٍ لاحِقٍ؛ "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل".
التاسع: التعويض.
العاشر: التوكيد, وأجازه بعضهم في قوله تعالى: "وقال اركبوا فيها".
و. (رُبَّ) حرف جر خلافاً لكوفيين في اسميته، وترِد للتكثير كثيراً وللتقليل قليلاً, ويجب تصديرها وتنكيرُ مجرورِها ونعته إن كان ظاهراً, وإفراده وتذكيره وتمييزه بما يطابق المعنى إن كان ضميراً.
وتحذف كثيراً بعد الواو وأقل منه بعد الفاء وأقل منهما بعد (بل) وأقل منهن بدونهن. وهي زائدة إعراباً - أي فلا تحتج إلى متعلق- لا معنى.
فإذا قلت: "رب رجلٍ صالح عندي", فمحل مجرورها رفع بالابتداء. و"رب رجلٍ صالحٍ لقيتُ" نصب على المفعولية. وتزاد بعدها (ما) فتكفها عن العمل غالباً وتهيئها للدخول على الجملة الفعلية.
ز. (الكاف) تأتي جارة وغير جارة, والجارة إما اسم وإما حرف, فللحرفية خمسة معانٍ:
الأول: التشبيه.
الثاني: التعليل, {واذكروه كما هداكم}.
الثالث: الاستعلاء, وجُعل منه: كن كما أنت, أي عليه, وفيه أعاريب أخرى.
الرابع: المبادرة, مثل: صَلِّ كما يدخل الوقت, وهو غريب جداً.
الخامس: التوكيد, وهي الزائدة, كقوله: {ليس كمثله شيء}، وقيل: الزائد: (مثل), وقيل: لا زيادة فيهما وإن (مثل) بمعنى (ذات) أو بمعنى صفة, وقيل: الكاف اسم مؤكد بـ(مثل).
والاسمية الجارة ترادف (مثل) قيل تختص بالضرورة كقوله:
بِيضٌ ثَلاثٌ كَنِعَاجٍ جُمِّ يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبردِ المُنْهَمِّ
وقيل: لا, فيجوز في زيد كالأسد, أن تكون الكاف اسماً بمعنى (مثل).
ح. (اللام) ثلاثة أقسام؛ جارة وجازمة ومهملة, فالجارة مفتوحة مع الضمير إلا ياء المتكلم فمكسورة, ومكسورة مع الظاهر إلا مع المستغاث المباشر للياء فمفتوحة مثل: يا الله.
وللجارة معانٍ منها:
1_ الاستحقاق, وهي الواقعة بين معنى وذات, مثل: "الحمد لله".
2_ الاختصاص, مثل: "الحصير للمسجد".
3_ الملك, مثل: "لله ما في السماوات".
4_ التعليل, مثل: { لإيلاف قريش }, ومثل اللام الثانية في: "يالزيد لعمرٍو", والتقدير: "أدعوك لعمرو".
5_ بمعنى (إلى), مثل: { كل يجري لأجلٍ مسمى }.
6_ بمعنى (على), مثل: { ويخرون للأذقان }.
7_ بمعنى (في), مثل: { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة }.
8_ بمعنى (من), مثل: "سمعت له صراحاً".
9_ التعجب, وتستعمل في النداء, مثل: "ياللماء", إذا تعجبوا من كثرته.
10_ التوكيد, وهي اللام الزائدة, ومنها المقحمة المعترضة بين المتضايفين, مثل قولهم: "يا بُؤْسَ لِلحربِ". وهل انجرار ما بعدها بها أو بالمضاف؟ قولان أرجحُهما الأول, ومنها لام المستغاث, وقال جماعة: غير زائدة. ثم اختلفوا فقال الأكثرون: متعلقة بفعل النداء المحذوف, وقال ابن جني: بحرف النداء لمافيه من معنى الفعل.
وإذا قيل: يا لَزيد بفتح اللام فهو مستغاث, وبكسرها مستغاث له والمستغاث محذوف, وإذا قيل: "يالك" احتمل الوجهين.
11_ التبيين, وذكر لها أقساماً وأمثلة.
ط. (الباء) الباء المفردة: حرف جر, ولها معانٍ:
أحدها: الإلصاق, حقيقة –كـ"أمسكت بزيدٍ"-, أو مجازاً –كـ"مررت به"- أي ألصقت مروري بمكانٍ يقرب منه.
الثاني: التعدية, وهي التي تُصير الفاعل مفعولاً كـ {ذهب الله بنورهم} أي أذهبه.
الثالث: الاستعانة, وهي الداخلة على آلة الفعل, كـ"قطعت بالسكين".
الرابع: المقابلة, وهي الداخلة على الأعواض, كـ"اشتريت بدرهم".
الخامس: التوكيد, وهي الزائدة, وتزاد في مواضع:
1_ الفاعل -وجوباً أو غالباً أو ضرورة-. فالأول في فعل التعجب؛ كـ"أحسن بزيدٍ", أصله: حَسُنَ زيدٌ, ثم غير الخبر إلى الطلب فأدخلت الباء إصلاحاً للفظ. والثاني: في كفى, مثل:{كفى بالله شهيداً}, وقال الـزَّجَّاج: ضمن معنى (كفى) (اكتفِ)، وهو من الحسن بمكان, ولا تزاد في فاعل كفى بمعنى أغنى أو وقى. والثالث: كقوله:
أَلَمْ يَأْتيكَ وَالأَنْبَاءُ تَنْمي بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ
الشاهد فيه: ( بما لاقت ) حيث جاءت الباء زائدةً مع الفاعل فما فاعل (تأتِ) وذلك للضرورة.
2_ المفعول, مثل: { فليمدد بسببٍ إلى السماء }.
3_ المبتدأ, مثل: بحسبِك درهمٌ. خرجت فإذا بزيد. كيف بك إذا انفردت بعملك.
4_ الخبر قياساً في غير الموجب مثل: "ما زيدٌ بقائمٍ", وسماعاً في الموجب ومنه عند ابن مالك: بحسبك زيدٌ لأن زيداً معرفة فيكون هو المبتدأ مؤخراً.
5_ الحال المنفي عاملها, كقوله:
كَائنْ دُعِيتَ إلى بَأسَاءَ دَاهِمَةٍ فَمَا انبَعَثْتَ بِمَرْؤدٍ وَلا وَكِلِ
الشاهد فيه: (بمرؤد) حيث جاءت الباء زائدةً مع الحال المنفي, فإن مرءود حال من التاء منفي بما. وإن سألت عن معنى المرءود فهو الفزِع.
6_ توكيد بالنفس والعين, مثل: جاء ني زيد بنفسه أو بعينه.
( تنبيه ): مذهب البصريين أن أحرف الجر لا ينوب بعضها عن بعض, وما أو هم ذلك فمؤول تأويلاً يقبله اللفظ أو يضمن متعلقه معنى مناسباً له أو يحمل على الشذوذ وبعض المتأخرين وأكثر الكوفيين يجيزون ذلك من غير تأويل ولا تضمين ولا شذوذ, ومذهبهم أقل تعسفاً. اهـ بتصرُّف.
س: هلا أعطيتَ نبذةً عن حروف القسم؟
ج: لو تذكَّرنا الرسم التخطيطي الذي رسَمَه أحد السَّلَف حينما كان يشرح حديث جبريل في بيان الإسلام والإيمان والإحسان, يمكننا أن نعمله هنا أيضًا؛ لأنه يشابهه من بعض الوجوه, فلو تخيّلنا أنَّ هناك دائرة تُمَثِّلُ التاء ودائرة تمثل الواو ودائرة تمثل الباء وقمنا برسم هذه الدوائر بحيث تكون بعضها داخل البعض الآخر, فستكون الدائرة الأكبر من الدوائر الثلاث هي دائرة الباء؛ لأنها تشملُ ما تدخل عليه الواو والتاء وزيادةٌ, فهي تدخل على الاسم الظاهِر -نحو: "بالله لأجتهدَنَّ"- وعلى الضمير –نحو: من يدعو الله فقال: "بك لأضربن الكسول".
أضيق منها –وستكون في الرسم داخلَها؛ لأنها تدخل على جزء مما تدخل عليه الباء ولا تزيد عليها في شيء- دائرة الواو؛ لأنها تدخل على الاسم الظاهر فقط, مثل: قول النبي صلى الله عليه وسلم -عندما قال له رجلٌ: يا محمد يا سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا-: "يا أيها الناس عليكم بتقواكم ولا يستهوينكم -وفي رواية: قولوا بقولكم ولا يستجرُّكم- الشيطان, أنا محمدُ بن عبدِ الله؛ عبدُ الله ورسولُه, واللهِ ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل", ومثل قوله تعالى: "والفجرِ".
أضيق منها –وستكون في الرسم داخلَها - دائرة التاء؛ لأنَّها لا تدخل إلا على لفظ الجلالة, كما في قوله تعالى: "تاللهِ لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين".
وقد جمع الشنقيطي علامات الاسم في قوله:
فالاسمُ بالخفضِ وبالتنوينِ أو دُخولِ أل يُعرفُ فاقْفُ ما قَفَوْا
وبحروفِ الجرِّ وهْيَ مِـنْ إلى وعنْ وفي ورُبَّ والبا وعَــلى
والكافُ واللامُ وواوٌ وَالـتا ..............................

س: ما هو تعريف الفعل؟
ج: الفعل في اللغة: الحَدَث.
واصطلاحًا: كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة (الماضي والحال والمستقبل), وهو ثلاثة أقسام:
الأول: ماضٍ: وهو ما دل على حدث وقع قبل زمان التكلم ولو بلحظة.
ويعرف بقبوله تاء التأنيث الساكنة.
الثاني: مضارع: وهو ما دل على حدث يقع في زمان التكلم أو بعده (وسيأتي التفصيل في هذا عند الكلام على أقسام الأفعال).
ويعرف بدخول لم عليه نحو: "لم يَسْعَ محمدٌ".
الثالث: أمر: وهو فعل مقترن بزمن مستقبل أبداً؛ لأن المطلوب به حصول ما لم يحصل (نحو: تكلَّم يا محمَّد) أو دوام ما حصل.
ويعرف بدلالته على الطلب مع قبوله نون التوكيد أو ياء المؤنثة المخاطبة.
س: ما هي علامات الفعل؟
ج: هي أربع نقسمها إلى ثلاثة أقسام:
أ. قسم يدخل على الفعل المضارع وحده, وهذا القسم يقوم بتمييز داخل تمييز, فهو يقوم بتمييزين:
التمييز الأول: أنه يميِّز الفعل عن الاسم والحرف.
التمييز الثني: أنه يميز الفعل المضارع عن الفعل الماضي وفعل الأمر.
ب. قسم يدخل على الفعل الماضي وحده, وهذا القسم -كسابقه- يقوم بتمييز داخل تمييز, فهو يقوم بتمييزين:
التمييز الأول: أنه يميِّز الفعل عن الاسم والحرف.
التمييز الثني: أنه يميز الفعل الماضي عن الفعل المضارع وفعل الأمر.
ج. قسم يدخل على الفعل المضارع والفعل الماضي, وهذا القسم يقوم بتمييز واحد, وهو أنه يميِّز الفعل عن الاسم والحرف.
ويمكن أن نقول إنه يقوم يتمييز ثانٍ لكنه ليس تمييزًا ذا دور كبير, وهو أنه يميز الفعل المضارع والفعل الماضي عن فعل الأمر.
وهاكَ التفصيلَ في هذه الأقسام الثلاثة:
أولًا: القسم الذي يدخل على الفعل المضارع وحده: وهذا القسم يندرج تحته علامتان: "السين" و"سوف", وهما يدلّان على التنفيس, ومعناه الاستقبال, إلا أن "السين" أقل استقبالًا من "سوف", فأما السين فنحو قوله تعالى: "سيقول لك المخلفون من الأعراب", وأما "سوف" فنحو: "ولسوف يعطيك ربك فترضى", و"كلا سوف تعلمون".
تنبيه: السين تكون علامة للفعل إذا كانت زائدة, أما إذا كانت من أصل الكلمة فلا تكون علامة للفعل, كما في كلمة: "سَهْل" فهي هنا من أصل الكلمة.
ثانيًا: القسم الذي يدخل على الفعل الماضي وحده: وهذا القسم يندرج تحته علامة واحدة: "تاء التأنيث الساكنة".
فوصفنا التاء بوصفيْنِ:
الوصف الأوَّل: أنها تاء تأنيث, فخَرَج ما عداها.
الوصف الثاني: أنها ساكنة, فخرجت تاء التأنيث الغير ساكنة كما في "عائشة" و"فاطمة".
وقد تُحَرَّكُ تاء التأنيث الساكنة لعارضِ التخلص من التقاء الساكنين, كما في قوله تعالى: "وقالتِ امْرأة فرعون"؛ فإنَّ الميم في كلمة "امراة" ساكنةٌ.
ولكن تحرُّكُها هذا لا يضرُّ.
والغرض من تاء التأنيث الساكنة: الدلالة على أن الاسم الذي أُسنِدَ إليه هذا الفعل إليه مؤنَّثٌ, سواء أكان فاعلًا –نحو: "قالت عائشة أم المؤمنين"- أم كان نائبَ فاعِل –نحو: "خُطِبَتْ زينبُ لخالدٍ"-, فالفعل أسند في المثال الأوَّل إلى "عائشة", وأسند في المثال الثاني إلى "زينب".
الثالث: القسم الذي يدخلُ على الفعل الماضي والفعل المضارع: وهذا القسم يندرج تحته علامة واحدة وهي: "قد".
وإذا دخلت "قد" على الفعل الماضي دلَّت على أحد معنيين, وهما: التحقيق والتقريب.
مثال دلالتها على التحقيق: قوله تعالى: "قد أفلح المؤمنون", وقوله تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة".
ومثال دلالتها على التقريب: قول المقيم للصلاة: "قد قامت الصلاة".
وإذا دخلت على الفعل المضارع دلَّت على أحد معنيين, وهما: التقليل والتكثير.
مثال دلالتها على التقليل: "قد يصدق الكذوب".
ومثال دلالتها على التكثير: "قد يفعلُ التقيُّ الخيرَ".
س: هل مِن علامة تميِّز فِعْلَ الأمر عن الفعل المضارع والفعل الماضي؟
ج: نعم, سبق وأن ذكرناها, وهي: دلالته على الطلب مع قبوله نون التوكيد أو ياء المؤنثة المخاطبة.
فإنه إن قَبِل الفعلُ ياء المؤنثة المخاطبة ولم يدلَّ على الطلب كان فعلاً مضارعًا, نحو: "تأكلين".
وقد جمع الشنقيطي علامات الفعل في هذا البيت:
والفعلُ بالسينِ وسوفَ وبقدْ فاعلمْ وتا التأنيثِ مَيْــزُه وَرَدْ
س: ما هو تعريف الحرف؟
ج: الحرف في اللغة: الطرَف.
واصطلاحًا: هو ما دل على معنى بواسطة غيره.
ومعنى قولنا في أقسام الكلام: "حرف جاء لمعنى": أي جاء ليدل على معنى في غيره, فخرج بهذا: الحرفُ الذي إذا أضيف إلى غيره لا يدل على معنى, مثل حروف الهجاء, فلو أخذنا –مثلاً- حرف الميم من كلمة "محمد" وأفردناه؛ فإنه لا يدل على أن المحذوف "محمد", أو بمعنى أوضح: لو قلت: "خرجتُ د البيت" أو "سافرت ع مكة" فالحرفان في هذين المثالين لم نستفِد منهما شيئًا, بخلاف ما لو قلت: "خرجت من البيت" أو "سافرت إلى مكة" فإننا نستفيد من المثال الأول أن ابتداء الخروج كان من البيت, ومن المثال الثاني أن السفر انتهى إلى مكة, فالخلاصة أن الحروف نوعان:
1. حروف مباني: وهي ما تبنى منها الكلمة, وهي إذا أضفناها إلى غيرها لم تفد معنى فيه, ومِن باب أولى إذا لم تُضَفْ إلى غيرها.
2. حروف معاني: وهي مكوَّنة من حروف المباني, وهي قسيمة الفعل والحرف, وهي إذا أضفناها إلى غيرها أفادت معنى, ولكنها إذا أتينا بها مجردةً لم نُضِفها إلى غيرها لم تفِدْ معنىً.
فاستفَدْنا مما سبق أن حرف المبنى جزء من كلمة, وحر المعنى كلمة بذاتها.
س: ما هي علامة الحرف؟
ج: إذا لَم تقبل الكلمة إحدى علامات الاسم أو إحدى علامات الفعل فاعلَم أنها حرفٌ.
قال عبيد ربه الشنقيطي:
والحرفُ يُعرفُ بأنْ لا يَقْـبَلَ لاسْمٍ ولا فعلٍ دليلاً كـ"بَلَى"

تدريبات:
ميز الاسم والفعل والحرف وكذلك وميِّز أقسام الفعل في الكلام الآتي, مع بيان العلامات التي ميَّزْتَ بها كلًّا مما طُلِبَ منك تمييزه:
قال إمام الأئمة ابن خزيمة: "ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحفظ له من محمد بن إسماعيل البخاري".
وقال أبو بكر الكلذواني: "ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل البخاري, كان يأخذ الكتاب من العلم فيطَّلِعُ عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الحديث من مرة واحدة".
وقال أحمد بن حنبل: "ما أخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل".
وقال أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور: "هو إمام أهل الحديث بلا خلاف بين أهل النقل".
وقال عنه الحافظ الذهبي: "كان رأسا في الذكاء رأسا في العلم رأسا في الورع والعبادة".
ويقول في كتابه العبر: "وكان من أوعية العلم يتوقد ذكاء ولم يخلف بعده مثله -رحمة الله عليه-".
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الرابعة

المتن:
بَابُ اَلْإِعْرَابِ
اَلْإِعْرَابُ هُوَ: تغيير أَوَاخِرِ اَلْكَلِمِ لِاخْتِلَافِ اَلْعَوَامِلِ اَلدَّاخِلَةِ عَلَيْهَا لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا.
الشرح:
الإعراب لغةً: الإظهار والإبانة. تقول: "أعرَبتُ عما في نفسي إذا أظهرته وأبنته.
واصطلاحًا: هو تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا.
س: ما معنى تغيير أواخر الكلم؟ هل يقصد به تغيير نفس أواخر الكلم؟ أم يقصد به تغيير أحوال أواخر الكلم؟
ج: الجواب: الثاني.
س: ما معنى تغيير أحوال أواخر الكلم؟
ج: معناه تحوُّلُها من النصب إلى الرفع أو الجر, أو من الجر إلى النصب أو الرفع ......إلخ, حقيقةً (إذا كان آخر الكلمة حرفًا صحيحًا) أو حُكْمًا (إذا كان آخر الكلمة حرف علة).
س: ما هو سبب هذا التغير لأواخر الكلم؟
ج: يكون بسبب تغيُّر العوامل الداخلة عليها.
س: ما هي العوامل؟
ج: العوامل جمع عامِل, والعامل لغةً: المؤثِّر .
واصطلاحًا: ما أوجبَ كونَ آخرِ الكلمةِ على وجه مخصوص من الإعراب.
وهي حروف أو كلمات أو غير ذلك, تغيِّر حالَ أواخر الكلم إذا دخلت عليها, ويسمى التغيير: "العمَل", ويسمى ما وُجِدَ فيه أثرُ العامِلِ: "المعمول", وعليه يمكننا تعريف" العمل" و"المعمول" كالآتي:
العمَلُ: هو الأثر الحاصل, من رفع أو نصب أو خفض أو جزم.
والمعمول لغةً: المتأثِّر.
واصطلاحًا: ما وُجِدَ فيه أثرُ العامِلِ لفظًا أو تقديرًا أو مَحَلَّا.
والعامِل قد يكون ظاهرًا –كأدوات النصب- وقد يكون محلِّيًا –كالابتداء-, وقد يكون حرفًا –كحروف الجر- وقد يكون اسمًا –كالمضاف-, .....إلخ ذلك.
س: هلا مثَّلْتَ بأمثلة؟
ج: المثال الأوَّل: "محمد في البيتِ".
انظر إلى كلمة "البيت" تجد أنها مخفوضة بحرف الخفض "في" وعلامة خفضها الكسرة الظاهرة على آخرها, فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: حرف الخفض "في"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "البيت" فغيَّر حال آخرها إلى الخفض.
والعمَل هو: الخفض.
والمعمول هو: كلمة "البيت" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا لفظاً -لا تقديرًا ولا محلًّا-.
المثال الثاني: "محمد فوق سطح البيتِ".
انظر إلى كلمة "البيت" هنا, تجد أنها مخفوضة بالمضاف "سطح" وعلامة خفضها الكسرة الظاهرة على آخرها, فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: المضاف "سطح"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "البيت" فغيَّر حال آخرها إلى الخفض.
والعمَل هو: الخفض.
والمعمول هو: كلمة "البيت" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا لفظاً -لا تقديرًا ولا محلًّا-.
المثال الثالث: "إنَّ البيتَ جميلٌ".
انظر إلى كلمة "البيت" هنا, تجد أنها منصوبة بالأداة: "إنَّ" (ونحن نعلم أن إنَّ وأخواتها تنصب المبتدأ وترفع الخبر), وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها, فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: "إنَّ"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "البيت" فغيَّر حال آخرها إلى النصب.
والعمَل هو: النصب.
والمعمول هو: كلمة "البيت" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا لفظاً -لا تقديرًا ولا محلًّا-.
المثال الرابع: "كان البيتُ مُغْبَرًّا".
انظر إلى كلمة "البيت" هنا, تجد أنها مرفوعة بالأداة: "كان" (ونحن نعلم أن كان وأخواتها ترفع المبتدأ وتنصب الخبر), وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها, فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: "كان"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "البيت" فغيَّر حال آخرها إلى الرفع.
والعمَل هو: الرفع.
والمعمول هو: كلمة "البيت" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا لفظاً -لا تقديرًا ولا محلًّا-.
المثال الخامس: "البيتُ جميل".
انظر إلى كلمة "البيت" هنا, تجد أنها مرفوعة بالأداة: "الابتداء", وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها, فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: "الابتداء"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "البيت" فغيَّر حال آخرها إلى الرفع.
والعمَل هو: الرفع.
والمعمول هو: كلمة "البيت" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا لفظاً -لا تقديرًا ولا محلًّا-.
المثال السادس: "إنَّ الذي قالها هو محمد".
انظر إلى كلمة "الذي" هنا, تجد أنها (لن نقول: "منصوبة" بل نقول مبنية على السكون في محل نصب) منصوبة محلًّا بالأداة: "إنَّ", فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: "إنَّ"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "الذي" فغيَّر حال آخرها إلى النصب محلًّا.
والعمَل هو: النصب.
والمعمول هو: كلمة "الذي" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا محلًّا -لا تقديرًا ولا لفظاً -.
المثال السابع: "أحبَّ موسى التفَّاح".
انظر إلى كلمة "موسى" هنا, تجد أنها مرفوعة بالأداة: "الفِعل", وعلامة رفعها الضمة المقدرة على آخرها, فإذاً يمكننا تحديد الأشياء الثلاثة (العامل – والعمل – والمعمول) في هذا المثال.
فالعامل هو: "الفعل (أحب)"؛ لأنه هو الذي أثَّر في كلمة "موسى" فغيَّر حال آخرها إلى الرفع.
والعمَل هو: الرفع.
والمعمول هو: كلمة "موسى" فإنها هي التي وجد فيها أثر العامل.
وقد أثر العامل هنا تقديرًا –لا لفظاً ولا محلًّا-.
س: ماذا يقصِد الماتنُ بقوله: "لفظًا أو تقديرًا"؟
ج: يقصد أن تغيُّرَ أواخر الكلم يكون لفظًا أو يكون تقديرًا, وقد سبق وأن بينَّا أنه يكون لفظًا إذا كان آخر الكلمة حرفًا صحيحًا ويكون تقديرًا إذا كان آخر الكلمة حرف علة.
فأفاد الماتن أن التغير على قسمين: لفظي وتقديري.
والتغيير اللفظي: هو ما لا يمنع من النطق به مانع.
والتغيير التقديري: هو ما يمنع من التلفظ به مانع من تعذر (وهو استحالة ظهور الحركة على حرف العلة, فيتعذر على اللسان ظهور الحركة عليه) أو استثقال (وهو صعوبة ظهور الحركة على حرف العلة, فيثقل على اللسان ظهور الحركة عليه, وتظهَر الحركة, لكن مع ثِقَلٍ ومشقة) أو مناسَبة (وهو وجود حركة لازمة في آخر الاسم لمناسبةِ اسمٍ آخرَ متصلٍ به كالياء لا يناسبها إلا كسرُ ما قبلَها فسميت احركة التي قبل الياء حركة المناسبة).
س: هل جميع حروف العلَّة يمنع مِن ظهور الحركات عليها مانع واحد؟
ج: لا, حروف العلة سنقسمها إلى قسمين باعتبار, ونقسمها إلى قسمين باعتبار آخر, فنقول:
حروف العلة من حيث ظهور الحركات عليها قسمان:
القسم الأول: ما تظهر عليه الحركات: ويشمل الواو والياء في حالة كونهما منصوبتين.
القسم الثاني: ما تُقَدَّرُ عليه الحركات: ويشمل:
أ‌. الألف سواء أكانت مرفوعة أم منصوبة أم مخفوضة, ويكون سبب عدم الظهور هو التعذر.
ب‌. والواو والياء في حالة كونهما مرفوعتين أو ومخفوضتين, ويكون سبب عدم الظهور هو التعذر.
وحروف العلة من حيث السبب المانع من ظهور الحركات عليها (في حالة عدم ظهورها) قسمان:
القسم الأول: ما يكون سبب عدم الظهور فيه هو التعذرُ: وهذا القسم خاص بالألف في أحوالها الثلاثة السابقة.
القسم الثاني: ما يكون سبب عدم الظهور فيه هو الثِّقَلُ: ويشمل الواو والياء في حالة كونهما مرفوعتين أو مخفوضتين.
س: ولكن ما هي حروف العلَّة؟
ج: سؤال في محلِّه, فإننا تكلَّمْنا عن حروف العلة ولا نعرفُ ما هي.
نقول: حروف العلة ثلاثة:
1. الياء الساكنة المخفوض ما قبلها [وهي التي نسميها بالياء المدِّيَّة].
2. الواو الساكنة المضموم ما قبلها [وهي التي نسميها بالياء المدِّيَّة].
3. الألف الساكنة [وهي التي نسميها بالألف المدية] [وتقييدها بالمفتوح ما قبلها لا نحتاج إليه؛ لأنه ما مِن ألفٌ إلا وما قبلَها مفتوح].
بعبارة أخرى ربما تكون أسهلَ من هذه نقول:
حروف العلة هي حروف المد الطبيعي الثلاثة التي درسناها في علم التجويد.
س: ماذا خرج بتعريف الإعراب؟
ج: البناءُ.
والبناء لغةً: هو عبارة عن وضع شيء على شيء على جهة يراد بها الثبوت واللزوم.
واصطلاحًا: هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة.
وألقاب البناء أربعة: السكون والكسر والضم والفتح. نحو: "من" و"هؤلاء" و"حيث" و"أين".
س: هلا مثَّلتَ بمثال على البناء؟
ج: لو أخذنا "الذي" نجد أنه مهما اختلفت العوامل الداخلة عليه فإن آخره يَلزم حالةً واحدةً, ويكون التغير محلِّيًا.
سندخِل على "الذي" عامل رفع وعامل نصب وعامل خفض,
(قال الذي قام): في هذا المثال: "الذي" في محل رفع.
(رأيتُ الذي قام) : في هذا المثال: "الذي" في محل نصب.
(مررتُ بالذي قام) : في هذا المثال: "الذي" في محل خفض.
نلاحظ أن آخره لا يتغير بتغير العوامل.
فإذا عَرَفْنا معنى الإعراب ومعنى البناء يمكننا أن نعرِّف المعرَب والمبني, فالمعرب: هو ما تغير آخره بتغيير العوامل التي تسبقه, والمبني: هو ما لزم آخرُه حالةً واحدةً.
فائدة: الحروف كلها مبنية.

تدريبات:
بين المعرب والمبني في ما يأتي:
طلَب العلم الذي يحتاجه المسلم للقيام بما يجب عليه من عبادة ربه فرض واجب عليه، وما زاد على ذلك فتحصيله من باب فروض الكفايات وهو لطالب العلم من باب المستحبات والفضائل.
وفي هذا المعنى يقول الإمام إسحاق ابن راهويه: "طلب العلم واجب، ولم يصح فيه الخبر إلا أن معناه: أنه يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه في وضوئه وصلاته وزكاته إن كان له مال، وكذلك الحج وغيره".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "طلب العلم الشرعي فرض على الكفاية إلا فيما يتعين مثل طلب كل واحد علم ما أمره الله به، وما نهاه الله عنه؛ فإن هذا فرض على الأعيان".

المتن:
باب أنواع الإعراب
وَأَقْسَامُهُ أَرْبَعَةٌ رَفْعٌ, وَنَصْبٌ, وَخَفْضٌ, وَجَزْمٌ, فَلِلْأَسْمَاءِ مِنْ ذَلِكَ اَلرَّفْعُ, وَالنَّصْبُ, وَالْخَفْضُ, وَلَا جَزْمَ فِيهَا, وَلِلْأَفْعَالِ مِنْ ذَلِكَ اَلرَّفْعُ, وَالنَّصْبُ, وَالْجَزْمُ, وَلَا خَفْضَ فيها.
الشرح:
أقسام الإعراب (أو: أنواع الإعراب) أربعة:
1. الرفع: وهو في اللغة: العلو والارتفاع.
وفي الاصطلاح: تغيُّرٌ مخصوصٌ علامتُه الضمةُ وما ناب عنها.
2. النصب: وهو في اللغة: الاستواء والاستقامة.
وفي الاصطلاح: تغير مخصوص علامته الفتحة وما ناب عنها.
3. الخفض: وهو في اللغة: التَّسَفُّل.
وفي الاصطلاح: تغير مخصوص علامته الكسرة وما ناب عنها.
4. الجزم: وهو في اللغة: القطع.
وفي الاصطلاح تغير مخصوص علامته السكون وما ناب عنه.
وأنواع الإعراب من حيث اشتراكها بين الاسم والفعل أو عدم اشتراكها قسمان:
القسم الأول: ما يشترك فيه الاسم والفعل: وهو يشمل نوعين هما: الرفع, والنصب.
القسم الثاني: ما يختص به الاسم أو الفعل: وهو يشمل نوعين هما: الجزم (وهو مختص بالأفعال), والخفض (وهو مختص بالأسماء).
قال العمريطي:
وَالكُلُّ غَيْر الجَزمِ فِي الأَسمَا يَقَعْ وَكُلُّهَا فِي الْفِعْلِ وَالْخَفْضُ امْتَنَعْ
وقال ابن مالك في ألفيته:
فالاسمُ قدْ خُصّصَ بالجرِّ كما قد خُصِّص الفعلُ بأنْ ينجَزِما
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الخامسة


المتن:

بَابُ مَعْرِفَةِ عَلَامَاتِ اَلْإِعْرَابِ

لِلرَّفْعِ أَرْبَعُ عَلَامَاتٍ: الضمة، والواو, وَالْأَلِفُ, وَالنُّونُ.
فَأَمَّا اَلضَّمَّةُ فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ: فِي اَلِاسْمِ اَلْمُفْرَدِ, وَجَمْعِ اَلتَّكْسِيرِ, وَجَمْعِ اَلْمُؤَنَّثِ اَلسَّالِمِ, وَالْفِعْلِ اَلْمُضَارِعِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ .
وَأَمَّا اَلْوَاوُ فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي مَوْضِعَيْنِ: فِي جَمْعِ اَلْمُذَكَّرِ اَلسَّالِمِ, وَفِي اَلْأَسْمَاءِ اَلْخَمْسَةِ, وَهِيَ أَبُوكَ, وَأَخُوكَ, وَحَمُوكِ, وَفُوكَ, وَذُو مَالٍ.
وَأَمَّا اَلْأَلِفُ فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي تَثْنِيَةِ اَلْأَسْمَاءِ خَاصَّةً.
وَأَمَّا اَلنُّونُ فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلرَّفْعِ فِي اَلْفِعْلِ اَلْمُضَارِعِ إِذَا اِتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرُ تَثْنِيَةٍ, أَوْ ضَمِيرُ جَمْعٍ, أَوْ ضَمِيرُ اَلْمُؤَنَّثَةِ اَلْمُخَاطَبَةِ.
وَلِلنَّصْبِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ: الْفَتْحَةُ، وَالْأَلِفُ، وَالْكَسْرَةُ، وَاليَاءُ، وَحَذْفُ النُّونِ.
فَأَمَّا الْفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلَامةً لِلنَّصْبِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: فِي الْاِسْمِ الْمُفْرَدِ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ، وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ وَلَمْ يَتَّصِلْ بِآَخِرِهِ شَيْءٌ.
وَأَمَّا الْأَلِفُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصْبِ فِي الْأَسْمَاءِ الْخَمْسَةِ، نَحْوَ: "رَأَيْتُ أَبَاكَ وَأَخَاكَ" وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
وَأَمَّا الْكَسْرَةُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصْبِ فِي جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ.
وَأَمَّا الْيَاءُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصبِ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ.
وَأَمَّا حَذْفُ النُّونِ فَيَكُونُ عَلَامَةً لِلنَّصْبِ فِي الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ الْتِي رَفْعُهَا بِثَبَاتِ النُّونِ.
وَلِلْخَفْضِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ:
الْكَسْرَةُ، وَالْيَاءُ، وَالْفَتْحَةُ.
فَأَمَّا الْكَسْرَةُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلْخَفْضِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: فِي الْاِسْمِ الْمُفْرَدِ الْمُنْصَرِفِ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ الْمُنْصَرِفِ، وَفِي جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ.
وَأَمَّا الْيَاءُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلْخَفْضِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ: فِي الْأَسْمَاءِ الْخَمْسَةِ، وَفِي التَّثْنِيَةِ، وَالْجَمْعِ.
وَأَمَّا الْفَتْحَةُ: فَتَكُونُ عَلَامَةً لِلْخَفْضِ فِي الْاِسْمِ الَّذِي لَا يَنْصَرِفُ.
وَلِلْجَزْمِ عَلَامَتَانِ: السُّكُونُ، وَالْحَذْفُ.
فَأَمَّا السُّكُونُ فَيَكُونُ عَلَامَةً لِلْجَزْمِ فِي الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ الصَّحِيحِ الْآَخِرِ.
وَأَمَّا الْحَذْفُ فَيَكُونُ عَلَامَةً لِلْجَزْمِ فِي الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ الْمُعْتَلِّ الْآَخِرِ، وَفِي الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ الْتِي رَفْعُهَا بِثَبَاتِ النُّونِ.
الشرح:
هذا الباب ربما يراه الدارس للنحو –لأول وهلة- صعبَ الحفظ, ولكِن مع المراجعة ومع الممارسة للإعراب سيسهل –إن شاء الله عز وجل-.
علامات الإعراب نوعان: أصلية, ونائبة.
والأصلية مما ذُكر في المتن أربعة:
1. الضمة في الرفع.
2. الكسرة في الخفض.
3. الفتحة في النصب.
4. السكون في الجزم.
وباقي العلامات المذكورة في كل قسم من أقسام الإعراب تنوب عن العلامات الأصلية في هذه الأنواع.
س: لكن قبل أن تذكر لنا هذه العلامات هلا ذكرتَ لنا معاني المصطلحات المذكورة كالاسم المفرد وجمع المذكر السالم ..... إلى غير ذلك مما ذُكِرَ؛ حتى يسهل علينا الفهم؟
ج:الاسم المفرد: هو ما دل على واحدٍ أو واحدةٍ. فلو قلتَ –مثلًا-: "شجرة" أو"محمد" أو"عائشة" أو"جلمود", كل هذه الأسماء تدل على واحدٍ أو واحدة, بخلاف ما لو قلت –مثلاً-: "زهرتان" فإنها تدل على اثنتين.
ويعرِّفه البعض بأنه: هو ما ليس مثنى ولا مجموعًا ولا ملحقًا بهما ولا من الأسماء الستة, سواءٌ أكان المراد به مذكرًا أم مؤنثًا.
س: ما معنى "ولا ملحقًا بهما"؟
الملحق بالمثنى هو: ما كان على صورة المثنى ولكنه لم يستَوْفِ شروط المثنى.
الملحق بالجمع هو: ما كان على صورة الجمع ولكنه لم يستَوْفِ شروط الجمع.
جمع التكسير: هو ما دل على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تغيرٍ في صيغة مفرده, وأنواع التغير الموجودة في جموع التكسير ستة:
1. تغيُّر بالشكل فقط, نحو: "أَسَد" فإنه يجمع على "أُسْد".
2. تغيُّر بالنقص فقط, نحو: "تُهَمَة" فإنها تجمع على "تُهَم".
3. تغيُّر بالزيادة فقط, نحو: "صِنْو" فإنه يجمع على "صِنْوان".
4. تغيُّر في الشكل مع النقص, نحو: "كتاب" فإنه يجمع على "كُتُب".
5. تغيُّر في الشكل مع الزيادة, نحو: "سبب" فإنه يجمع على "أسباب".
6. تغيُّر في الشكل مع الزيادة والنقص جميعًا, نحو: "كريم" فإنه يجمع على "كُرَمَاء".
جمع المؤنث السالم: هو ما جمع بألف وتاء مزيدتين على مفرده. نحو: "هِنْد" تجمع على "هِنْدات".
وينبغي التنبه إلى أنه في جمع المؤنث السالم لا يحدث تغير في بناء المفرد, إنما يزيد على المفردِ الألفُ والتاءُ ويبقى ما سبقهما كما كان عليه في المفرد.
فإن قال قائل: "عائشة" تجمع "عائشات" فهنا حصل تغير في المفرد؛ لأنه قد حُذِفَتْ تاء التأنيث.
نقول: سقوط تاء التأنيث عند الجمع لا بأس به, وقد اختلف في تفسير زوالها, وليس هذا محل الكلام عن هذا.
الملحق بجمع المؤنث السالم: هو ما أُعرِب إعراب جمع المؤنث السالم ولكنه لم تنطبق عليه شروطه. نحو: "عرفات" فإنها تعرب إعراب جمع المؤنث السالم ولم تنطبق عليها شروطه.
فإن قال قائل: كيف ذلك؟
قلنا: "عرفات" ليس لها مفرد.
المثنى: هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة في آخره أغنت عن متعاطفَيْن متفقَيْن لفظًا ومعنىً.
س: ما معنى هذا التعريف؟
ج: معناه: أن المثنى هو ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادةٍ في آخره (هي ألِف ونون في حالة الرفع, وياء ونون في حالة النصب وفي حالة الجر) أغنَتْ (أي: الزيادة) عن متعاطفين (أي: تغني عن الإتيان بواو العطف وتكرير الاسم) متفقين لفظًا (أي أن لفظيهما متفقان) ومعنىً (أي أن معنييهما متفقان).
مثال المتعاطفين المتفقين لفظًا ومعنىً: مثل: زيدٌ وزيدٌ, عمرٌو وعمرٌو, بكرٌ وبكرٌ.
س: ماذا خرج بقولنا: "بزيادة أغنت عن متعاطفين متفقين لفظًا ومعنىً"؟
ج: خرج به ما لو كانت الزيادة لم تُغْنِ عَنْ متعاطفين متفقين لفظًا ومعنىً,
كما لو قصَدْنا بـ"القمرين" الشمسَ والقمرَ لا القمرَ والقمرَ,
و كما لو قصَدْنا بـ"العُمَرَين" أبا بكرٍ وعُمرَ لا عُمرَ وعُمرَ,
وكما لو قصَدْنا بـ"الأبوين" الأبَ والأُمَّ لا الأبَ والأبَ.
س: فإن قصدنا –مثلاً- بـ"الأبوين" الأبَ والأمَّ؛ ماذا نعتبر "الأبوين" وكيف نعربها؟
ج: نعتبرها ملحقًا بالمثنى, وعليه فنعربهما إعراب المثنى.
الملحق بالمثنى: هو ما أُعرِب إعراب المثنى ولكنه لم تنطبق عليه شروطه. نحو: "اثنين" فإنها تعرب إعراب المثنى ولم تنطبق عليها شروطه.
فإن قال قائل: كيف ذلك؟
قلنا: "اثنين" ليس لها مفرد.
جمع المذكر السالم: هو ما دل على جمع بزيادة واو ونون في آخره في حالة الرفع وياء ونون في حالتي النصب والجر.
النون التي لوَّنْتُها بالون الأحمر هي بالنسبة لجمع المذكر السالم بمثابة التنوين بالنسبة للاسم المفرد, فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد, وتكون عليها فتحة أبدًا.
وكذلك النون التي تزاد مع الألف أو مع الياء في المثنى نقول فيها نفس الكلام.
وينبغي التنبه إلى أنه في جمع المذكَّر السالم لا يحدث تغير في بناء المفرد, إنما يزيد على المفرد الألفُ والتاءُ ويبقى ما سبقهما كما كان عليه في المفرد.
الملحق بجمع المذكر السالم: هو ما أُعرِب إعراب جمع المذكر السالم ولكنه لم تنطبق عليه شروطه. نحو: "عشرين" فإنها تعرب إعراب جمع المذكر السالم ولم تنطبق عليها شروطه.
فإن قال قائل: كيف ذلك؟
قلنا: "عشرين" ليس لها مفرد.
الأسماء الخمسة: هي: أبوه, وأخوه, وحموها, وفوه, وذو مالٍ.
والبعض يقول: هي: أبوك, وأخوك, وحموكِ, وفوك, وذو مالٍ.
والمؤدى واحد؛ لأن المهم: الأسماك الخمسة لذاتها.
ويشترط لإعراب كل اسم من الأسماء الخمسة إعرابَ الأسماء الخمسة خمسة شروط, إنْ وجِدَتْ أعربناها إعراب الأسماء الخمسة, وإنْ لم توجد فإننا نعربُها بما يقتضيه حالها, والشروط الخمسة الآنفة الذكر على نوعين:
النوع الأول: شروط تشترك فيها كل هذه الأسماء وهي:
1. أن تكون مفردة, فخرج بهذا ما لو كانت مثناة (كـ"أبواك" و"أخويكم") أو كانت مجموعة (كـ"إخوتك" و"آباؤكم" و"الآباء" و"الإخوة" و"أبون" و"أخون").
2. أن نكون مضافة إلى اسم ظاهر أو إلى ضمير غير ياء المتكلم, فخرج بهذا ما لو أضيفَتْ إلىياء المتكلم (كـ"أبي" و"أخي"), وخرج بذلك ما لو كانت غير مضافة إلى شيء أصلاً (كـ"أبٌ" و"أخٌ").
3. أن تكون مُكَبَّرة, فخرج بهذا ما لو كانت مصَغَّرَةً (كـ"أُخَيُّك" "أُبَيٌّ").
س: ما هو التصغير؟
ج: التصغير في اللغة: التقليل.
واصطلاحًا تغير مخصوص يطرأ على الاسم المعرب فيحوَّل صيغته وهيئته إلى صيغة ذكرها النحاة.
النوع الثاني: شروط لا تشترك فيها كل هذه الأسماء بل تختص بِاسْمَيْنِ منها فقط, وهي كالآتي:
1. شرط خاص بـ"فو" وهو أن تكون خالية من الميم, فإن اتصلَتْ بالميم؛ لَمْ تُعرَبْ إعراب الأسماء الخمسة.
س: ما معنى هذا الكلام؟
ج: بعضُ العرب لا تقول: ("فوك" و"فاك" و"فيك") بل تقول: ("فمُك" و"فمَك" و"فمِك"), فإذا كان هذا؛ فإنها لا تعرب إعراب الأسماء الخمسة, بل تعرب إعراب الاسم المفرد.
2. شرط خاص بـ"ذو" وهو في الحقيقة شرطان:
أولهما: أن تكون بمعنى صاحب, فإنه في لغةِ طي يستعملون بمعنى "الذي", أي أنها موصولةٌ عندهم, فإن كانت بمعنى "الذي" فتكون مبنيةً وآخرها الواو رفعًا ونصبًا وجرًا.
مثال على كونها بمعنى "صاحب": إن أبي ذو مالٍ
مثال على كونها موصولةً: قول الشاعر الطائي:
فإنَّ الماء ماء أَبِي وجَدَّي وبئري ذو حفَرْتُ وذو طَوَيْتُ
أي: الذي حفرت والذي طويت.
ثانيهما: أن تضاف إلى اسمِ جنسٍ ظاهرٍ غير وصف(وهناك مَن لَمْ يَذْكُرْ هذا الشرط واكتفى في "ذو" بشرط واحد).
س: هناك ملاحظتان:
الأولى: أننا نجد في بعض الكتب: "الأسماء الستة" فكيف جاءت هنا: "الأسماء الخمسة"؟
الثانية: لماذا "حموها" خصَّصتَها بالمؤنث؟
ج: أما الجواب عن الملاحظة الأولى فهو: أنه في بعض الكتب يقولون: "الأسماء الستة" بدل "الأسماء الخمسة" فيزيدون على الأسماء الخمسة التي ذكرناها هنا اسمًا سادسًا وهو "هنوه" أو "هنوك", والسبب هو أنه في زيادة هذا الاسم على الأسماء الخمسة خلافٌ بين الكوفيين والبصريين, فالبصريون يزيدونه ولا يزيدُه الكوفيون, وبما أن الماتن كوفي فإنه اقتصر على ذكر خمسةٍ فقط.
س: ما معنى "هنو"؟
ج: هو كناية عن كل شيء يُسْتَقْبَح ذِكْرُه, كالفَرْجِ والغائط والبول والعَيْبِ وغير ذلك.
وأما الجواب عن الملاحظة الثانية فهو: أن "الحمو" هو قريب الزوج لا قريب الزوجة, فسيكون المخاطب بهذا اللفظ أنثى.
الأفعال الخمسة (والبعض يسميها الأمثلة الخمسة): هي كل فِعْلٍ مضارعٍ اتصلَتْ به ألف الاثنين (مثل: يفعلان, تفعلان) أو واو الجماعة (مثل: يفعلون, تفعلون) أو ياء المخاطبة (مثل: تفعلين).

الاسم المفرد المنصرف:معنى "المنصرف" أي: الخالي من موانع الصرف.
الاسم المفرد غير المنصرف: هو الذي أشبَهَ الفعل في وجود علتين فرعيتين إحداهما ترجع إلى اللفظ والأخرى ترجع إلى المعنى (وما يرجع إلى المعنى علتان هما العلَمية والوصْفية) أو وجد فيه علة تقوم مقامهما.
س: ما هي موانع الصرف؟
ج: قبل أن نعرف موانع الصرف, نعرف أولاً ما هو الصرف؟
الصرف هو التنوين, فمعنى كون الاسم لا ينصرف: أنه لا يقبل التنوين.
والأصل في الاسم أنه ينصرف
نأتي الآن إلى ذكر موانع الصرف, فنقول:
موانع الصرف تسعة, يندرج كل منها تحت أحد القسمين الآتيين:
القسم الأول: ما يمنع من الصرف بمفرده.
القسم الثاني: ما لا يمنع من الصرف إلا مع مانعٍ آخر (هذا المانع الآخر هو إما العلمية [أي أن يكون الاسم علَمًا] أو الوصفية [أي أن يكون الاسم صفةً]).
ويضم القسمُ الأول علتين:
1. أن يكون الاسم على صيغة منتهى الجموع.
س: ما معنى "على صيغة منتهى الجموع"؟
ج: أي على صيغة تنتهي الجموع في الكلمات العربية إليها, لأن جمع التكسير قد يُجْمَعُ, فإذا انتهى إلى هذه الصيغة لَمْ يَجُزْ جمعُه جمع تكسير بحالٍ.
س: ما ضابط صيغة منتهى الجموع؟
ج: ذكر الخضري -في حاشيته على شرح ابن عقيل للألفية- ضابطًا قد يكون صعبًا بعض الشيء فقال: كل جمعٍ فُتِحَ أوَّلُه, وكان ثالثُه ألِفًا ليس عوضًا, وبعدها حرفان, أو ثلاثة أوسطها ساكن, لم ينو بذلك الساكن وبما بعده الانفصال, وبعدها –أيضًا- كسر أصلي –ولو مقدرًا؛ كـ"دوابّ" و"عذارى" ؛إذ أصلها "دوابِب" و"عذارِي"- .
وإذا لَمْ تستوعب هذا الضابط فخذ هذا الضابط:
صيغة منتهى الجموع هي ما كان على وزن "مَفَاعِل" أو على وزن "مَفَاعِيل" أو ما شابههما كـ"فعائل" وفواعل".
أي أنه لا يلزم أن يكون بهذه الحروف بعينها –أعني: حروف كلمة "مفاعل" أو حروف كلمة "مفاعيل"- بل إذا جاء بحروف أخرى فهو نفس الشيء. المهم أن يكون على هذا الميزان (وهو أن يأتي حرفان مفتوحان بعدهما ألف وبعد الألف إما حرف مكسور –كما في مفاعل- أو حرف مكسور ثم ياء –كما في مفاعيل-).
س: هل من أمثلة على هذا؟
ج: مساجد (وهي على وزن "مفاعل").
مفاتِح (وهي على وزن "مفاعل").
مناخِل (وهي على وزن "مفاعل").
طواحين (وهي على وزن "مفاعيل").
مفاتيح (وهي على وزن "مفاعيل").
مصابيح (وهي على وزن "مفاعيل").
صحائف (وهي على وزن "فعائل").
قواطع (وهي على وزن "فواعل").
2. أن يكون الاسم مؤنثًا بألف التأنيث المقصورة (كـ"ليلى", و"حُبْلى") أو الممدودة (كـ"حمراء" و"بيضاء" و"عُلَمَاء" و"أصدقاء").
س: مُطلَقًا؟
ج: أما بالنسبة للاسم المؤنث بألف التأنيث المقصورة؛ فمطلقًا.
وأما أما بالنسبة للاسم المؤنث بألف التأنيث الممدودة؛ فلابد من أن تتوفر في الألف صفتان,
الصفة الأولى: أن تكون واردةً بعد ثلاثة أحرف فصاعدًا, فخرج بذلك نحوُ: "رداء" و"بناء".
الصفة الثانية: أن تكون زائدة في الكلمة التي وردت فيها, فإن كانت أصليةً أو منقلبةً عن أصلٍ؛ صُرِفَتِ الكلمةُ, كما في "أبناءٌ" و"أسماءٌ" و"أعداءٌ".
وأما القسم الثاني فيضُمُّ ستَّ موانعَ, نقسمه إلى قسمين فرعيين:
القسم الأول: ما يمنع من الصرف مع العلمية فقط, ويضم ثلاث علل:
1. علة العُجْمة:
وهي عبارة عن كون الكلمة من أوضاع العجم, وأن تستعمله العرب مِن ابتداءِ نقلهِ إلى لغتها علمًا –وإن كان غير علم في العجمية-, ولابد أن يكون زائدًا على ثلاثة أحرف.
س: هل من مثال؟
ج: إدريس, يعقوب, إبراهيم.
فائدة: كل أسماء الأنبياء أعجمية إلا "محمد" و"صالح" و"شعيب".
فائدة: كل أسماء الملائكة أعجمية إلا "منكر" و"نكير" و"مالك".
فائدة: الأصل في أسماء البقاع: عدم الصرف, إلا ما تُلُقِّي عن العرب مصروفًا.
2. علة التركيب المزجي:
اعلَم أن التراكيب ثلاثةُ أنواع:
النوع الأول: التركيب الإسنادي: وهو ما تركَّب من مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل.
النوع الثاني: التركيب الإضافي: وهو الجاري بين المضاف والمضاف إليه.
النوع الثالث: التركيب المزجي: وهو أن تأتي بكلمتين تجعلهما كلمة واحدة, مثل: "حضرموت", بعلبكّ", "معديكرب".
والذي هو مانع من موانع الصرف هو التركيب المزجي, ولكن بشرط أن لا يكون مختومًا بـ"ويه" نحو: "سيبويه" و"نفطويه" و"زنجويه" و"خالويه" و"راهويه"؛ لأنه مبني.
3. علة التأنيث بغير الألف:
اعلَم أن المؤنث بغير الألف على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: مؤنث لفظًا: وهو ما كان في آخره تاء التأنيث ولكنه ليس علمًا على أنثى, مثل: "طلحة" و"حمزة" و"عُبَيْدة" و"عَبِيدة", "سَلَمَة", "معاوية".
النوع الثاني: مؤنث معنىً: وهو ما كان علمًا على أنثى ولكنه ليس في آخره تاء التأنيث, مثل: "زينب" و"سعاد" و"هند".
النوع الثالث: مؤنث لفظًا ومعنىً: وهو ما جمع الأمرين, أي أنه ما كان في آخره تاء التأنيث وكان علمًا على أنثى, مثل: "فاطمة" و"خديجة" و"عائشة" و"ماجدة" و"لؤلؤة".
القسم الثاني: ما يمنع من الصرف مع العلمية أو مع الوصفية, ويضمُّ ثلاثة علل هي:
1. علة وزن الفعل: وهي:إذا كان الاسم على وزن من الأوزان الخاصة بالفعل (والمراد بالوزن المختص بالفعل: ما لا يوجد في غيره إلا ندورًا), أو أن يكون في أوَّلِه زيادة كزيادة الفِعْلِ, وهو مساوٍ له في وزنه.
س: أعطنا أمثلة على أوزان مختصة بالفعل؟
ج: أ. وزن الفعل المبني لما لم يسم فاعله (وهو الذي يسميه البعض: "المبني للمجهول").
ب. وزن الفعل الماضي المبدوء بهمزة الوصل.
س:هلا أعطيتنا أمثلةً فيها تطبيق عمليّ لما ذكرتَ؟
ج:مثال وزن الفعل مع العلمية: أحمَد, يزيد, تغلِب, تَدْمُر.
مثال وزن الفعل مع الوصفية: محمد أَكْرَمُ من علي, خالد أَفْضَلُ من زيد, ليلى أَجْمَلُ من زينب. وهنا لابد من شرط: أن يكون على وزن "أفعَل" وأن لايكون مؤنثه التاء, كـ"أرمل" مؤنثه: "أرملة".
2. علة العَدْل:
العدل: هو تحويل الاسم من حالة إلى أخرى مع بقاء المعنى الأصلي.
وهو إما تقديري (وهذا في الأعلام التي على وزن "فُعَل") وإما تحقيقي (وهذا فيما سوى الأعلام التي على وزن "فُعَل").
وهو قسمان:
القسم الأول: ما كان واقعًا في الصفات, وهو ضربان:
أ. واقع في العدد, ويأتي على صيغتين: "فُعال" و"مَفْعَل".
س: هل من أمثلة؟
ج: أُحاد(عُدِلَ به عن "واحد واحد") / مَوْحَد (عُدِلَ به أيضًا عن "واحد واحد") / ثُناء (عُدِلَ به عن "اثنين اثنين") / مَثْنى (عُدِلَ به أيضًا عن "اثنين اثنين") / ثُلاث (عُدِلَ به عن "ثلاثة ثلاثة") / مَثْلَث(عُدِلَ به أيضًا عن "ثلاثة ثلاثة") / رُباع (عُدِلَ به عن "أربعة أربعة") / مَرْبَع (عُدِلَ به أيضًا عن "أربعة أربعة")(ولا تتجاوز العرب الأربعة).
ب‌. واقع في غير العدد, وهو: "أُخَر" نحو قولك: "مررتُ بنسوة أخر".
و"أخر" جمع "أخرى", و"أخرى" مؤنث "آخَر".
القسم الثاني: ما كان واقعًا في المَعارِف, ويأتي على وزنين:
أ‌. فُعَل, وذلك في المذكر, وعَدْلُه عن "فاعِل", نحو:
"عُمَر" وعدله عن "عامِر".
"زُحَل" وعدله عن "زاحِل".
"زُفَر" وعدله عن "زافِر".
ب. فَعَال, وذلك في المؤنث, وعدله عن "فَاعلة", نحو: حذام, رَقاش, قطام (وهذا في لغة تميم خاصة).
3. علة زيادة الألف والنون:
وهي كما في "مروان" و"سليمان".....
وعلامة كونها زائدة: أن يكون قبْلَها أكثر مِن حرفين.
فإن كان قبلهما حرفان ثانيهما مضعَّف فلك اعتباران:
إن قدَّرتَ أصالة التضعيف؛ فزائدتان.
وإن قدرت زيادة التضعيف؛ فالنون أصلية.
س: هل من أمثلة؟
ج: - حسَّان:
إن جعَلْتَه من "الحُسْن" فوزنُه "فعَّال" فينصرف.
وإن جعَلْتَه من "الحِسّ" فوزنُه "فعلان" فلا ينصرف.
- حيَّان:
إن جعَلْتَه من "الحياة" فوزنُه "فعلان" فلا ينصرف.
وإن جعَلْتَه من "الحَيْن –وهو الهلاك-" فوزنه "فعَّال" فينصرف.
س: ما مثال العلمية مع زيادة الألف والنون؟
ج: مروان, عثمان, عفَّان, سفيان, عمران, قحطان, عدنان.
س: ما مثال الوصفية مع زيادة الألف والنون؟
ج: ريَّان, شعبان, يقظان.
ولكن هنا لابد من شرط هو: أن تكون الصفة على وزن "فَعلان" ومؤنثه ليس على وزن "فعلانة".
س: ما مثال أن تكون الصفة على وزن "فَعلان" ومؤنثه ليس على وزن "فعلانة"؟
ج: "سكران" مؤنثه: "سَكرى".
س: ما مثال أن تكون الصفة على وزن "فَعلان" ومؤنثه على وزن "فعلانة"؟
ج: "ندمان" مؤنثه: "ندمانة" –إن كان من المنادمة-.
س: حفظ موانع الصرف فيه صعوبة بعض الشيء, فهل هناك من نظمها في أبيات؟
ج: نعم, ممن نظمها محمد بن النحاس الحلبي, وقد نظمها في بيت واحد, قال فيه:
اجْمَعْ وَزِنْ عادِلًا أنِّثْ بِمَعْرِفَةٍ رَكِّبْ وَزِدْ عُجْمَةً فالوَصْفُ قَدْ كَمُلَا
س: ما معنى هذا الكلام؟
ج: يعني بقوله: "اجمع": صيغة منتهى الجموع.
ويعني بقوله: "زن": وزن الفعل.
ويعني بقوله: "عادلاً": العدل.
ويعني بقوله: "أنِّث": التأنيث.
ويعني بقوله: "بمعرفة": العلمية.
ويعني بقوله: "ركب": التركيب المزجي.
ويعني بقوله: "زد": زيادة الألف والنون.
ويعني بقوله: "عجمة": الأسماء الأعجمية.
ويعني بقوله: "الوصف": الوصفية.
فائدة: علامة كون الاسم منصرفًا: إما أن يُجر بالكسرة, وإما أن ينوَّن. لأنه قد لا نجد إحدى هاتين العلامتين في الاسم ونجد أُخراهما.
فائدة: إذا أضيف الاسم الممنوع من الصرف أو عرِّف بالألف واللام؛ فإن هذا يجعله منصرفًا.
قال ابن مالك في الألفية:
وجُرَّ بالفتحة ما لا ينصرفْ ما لم يُضَفْ أو يَكُ بعد أل رَدِفْ

تدريبات:
التدريب الأول: زن الكلمات الآتية وميز الممنوعات من الصرف منها:
صوامع – موائد – لوامع – صناديد – ياقوت - مقادير – مواقيت.
التدريب الثاني: ميز الأسماء المنصرفة من غير المنصرفة فيما يأتي, مع بيان العلة المانعة من الصرف في الأسماء الممنوعة من الصرف, ومع بيان نوع المؤنث:
1. حفظ محمد القرآن على رواية قالون.
2. هذا كلامٌ قالون.
3. مررت بطلحة كبيرة.
4. أيوب رجل صالح.
5. رأيت شجرة مثمرة.
6. عند أحمد بنتان هما نداء وسلوى.
7. أتيت بالتمر من عند قتادة.
8. كانت ريم سعيدة بالأمس لأنها نجحت في الاختبار.
9. رأيت لؤلؤة أذهلني شكلها.
10. أتانا البارحة أصدقاء أحمد.
التدريب الثالث: في الفقرات الآتية ميِّز المفرد من المثنى من الجمع, وبيِّن نوع الجمع, وبين نوع التغير إن كان الجمع جمع تكسير, وبين الملحق بجمع المؤنث السالم والملحق بجمع المذكر السالم, وبين الأسماء التي على صيغة منتهى الجموع:
1. قال بعض السلف: "إن الشيطان يفتح تسعاً وتسعين باباً من أبواب الخير، ليوقع في باب من أبواب الشر".
2. كان الكُتَّاب يكتبون.
3. قال تعالى: "فيها سرر مرفوعة".
4. قال الإمام ابن كثير عن شيخ الإسلام ابن تيمية: "سَمِع الحديثَ مِن خَلقٍ كثير, وقرأ بنفسه الكثير, وطلب الحديث وكتب الطباق والأثبات, ولازم السماع بنفسه مدة سنين, وقلَّ أن سمع شيئًا إلا حَفِظَه, ثم اشتغل بالعلوم, وكان ذكيًا كثير المحفوظ, فصار إمامًا في التفسير وما يتعلق به, عارفًا بالفقه, فيقال إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره, وكان عالمًا باختلاف العلماء, عالمًا في الأصول والفروع والنحو واللغة وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية, وما قطع في مجلس ولا تكلم معه فاضلٌ في فنٍّ من الفنون إلا ظَنَّ أن ذلك الفنَّ فَنُّهُ ورآه عارفًا به متقنًا له, وأما الحديثُ فكان حاملَ رايتِه حافظًا له مميزًا بين صحيحه وسقيمه عارفًا برجاله متضلِّعًا من ذلك, وله تصانيف كثيرة وتعاليق مفيدة في الأصول والفروع.
وأثنى عليه وعلى علومه وفضائله جماعة من علماء عصره, ووجدت بخط ابن الزملكاني أنه قال: اجتمعَتْ فيه شروط الاجتهاد على وجهِها, وإن له اليد الطُّولَى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدين". اهـ
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة السادسة
نأتي الآن إلى ذكر علامات الإعراب.
في الحقيقة لم أجد أفضل من طريقة الماتن في سياق العلامات, فهو رتَّبها بطريقة عجيبة, سهلة التناول, ولكن طرائق الناس في الحفظ تختلف, ولذا سأضع طريقتين؛ طريقَةَ المصنف –بشيء من التصرف- وطريقةَ الشنقيطي في نظمه, ولْيَخْتَرْ أحدكم ما يريحه منها, ومَن لم يرْتَح مع أيٍّ من الطريقتين فليخبرني.
هذه طريقة المصنف –بشيء من التصرف-:
سبق وأن ذكرتُ العلامات الأصلية لكل نوع من أنواع الإعراب, وها أنا أذكر العلامات الأصليه والنائبة عنها في كل نوع من أنواع الإعراب:
أولاً: الرفع:
علامته الأصلية هي الضمة, وتكون في أربعة مواضع:
- الاسم المفرد.
- جمع التكسير.
- جمع المؤنث السالم.
- الفعل المضارع الذي لم يتصل به شيء.
وينوب عن الضمة في الرفع ثلاثُ علاماتٍ:
1. الواو: في جمع المذكر السالم, والأسماء الخمسة.
2. النون: في الأفعال الخمسة.
3. الألف: في تثنية الأسماء خاصة.
ثانيًا: النصب:
علامته الأصلية هي الفتحة, وتكون في ثلاثة مواضع:
- الاسم المفرد.
- جمع التكسير.
- وَالْفِعْل الْمُضَارِع إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ وَلَمْ يَتَّصِلْ بِآَخِرِهِ شَيْءٌ.
وينوب عن الفتحة في النصب أربعُ علاماتٍ:
1. الْأَلِفُ: فِي الْأَسْمَاءِ الْخَمْسَةِ.
2. الْكَسْرَةُ: فِي جَمْعِ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمِ.
3. الْيَاءُ: في المثنى, وفي جمع المذكر السالم.
4. حَذْفُ النُّونِ: فِي الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِِ.
ثالثًا: الخفض:
علامته الأصلية هي الكسرة, وتكون في ثلاثة مواضع:
- الاسم المفرد المنصرف.
- جمع التكسير المنصرف.
- جمع المؤنث السالم.
وينوب عن الكسرة في الخفض علامتان:
1. الياء: في الأسماء الخمسة, وفي المثنى, وفي جمع المذكر السالم.
2. الفتحة: في الاسم الممنوع من الصرف.
رابعًا: الجزم:
علامته الأصلية هي السكون, وتكون في موضع واحد هو:
الفعل المضارع الصحيح الآخر.
وينوب عن السكون في الجزم علامة واحدة هي:
الحذف: في الأفعال الخمسة, وفي الفعل المضارع المعتل الآخِر.
فوائد: نلاحظ في العلامات عدةَ نقاط, تذَكُّرُ هذه النقاط يساعد على الحفظ,
النقطة الأولى: الاسم المفرد وجمع التكسير دائمًا يعربان بالعلامات الأصلية (إلا عندما لا ينصرفان).
النقطة الثانية: جمع المؤنث السالم يلازم الاسم المفرد وجمع التكسير (حالة كونهما منصرفين) أينما يوجدان, ولكنه يفارقهما في موضع واحد: في النصب؛ فإنه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة.
النقطة الثالثة: جمع المذكر السالم يعرب دائمًا بالحروف ولا حَظَّ له من الحركات (والحرفان اللذان يعرب بهما هما: الواو –في الرفع- والياء –في النصب والجر-).
النقطة الرابعة: الأفعال الخمسة بما أنها أفعال فلن توجد في الخفض, وأما في باقي العلامات فالنون تلازمها في الرفع وتفارقها فيما عداه.
النقطة الخامسة: سبق وأن ذكرنا أن الجزم اختص به الفعل دون الاسم, وعليه فتذكَّرْ أن الجزم ليس فيه اسم, وضَع تحته جميع أنواع الأفعال التي تمر عيك في باقي علامات الإعراب.
النقطة السادسة: الأسماء الخمسة تعرب بحروف المد الثلاثة, فترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء.
النقطة السابعة: قولنا "الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء" نعني به: الفعل المضارع الذي لم تصل بأخره أحد هذه الأشياء:
1. ألف الاثنين؛ لأنه حينئذ يصير من الأفعال الخمسة.
2. واو الجماعة؛ لأنه حينئذ يصير من الأفعال الخمسة.
3. ياء المخاطبة؛ لأنه حينئذ يصير من الأفعال الخمسة.
4. نون التوكيد الخفيفة؛ لأنه حينئذ يبنى على الفتح.
5. نون التوكيد الثقيلة؛ لأنه حينئذ يبنى على الفتح.
6. نون النسوة؛ لأنه حينئذ يبنى على السكون.

وهذا نظم الشنقيطي لعلامات الإعراب:
باب علامات الرفع
ضَمٌ و واوٌ ألفٌ والنـــونُ علامةُ الرفعِ بها تكُــــونُ
فارفعْ بضمٍّ مُفردَ الأســماءِ كجاءَ زيدٌ صاحبُ العــلاءِ
وارفعْ به الجَمْعَ المُكسَّرَ ومــا جُمِعَ مِن مُؤنّثٍ فسَلِـــما
كذا المُضارعُ الذي لمْ يَتَّـصلْ شيءٌ بهِ كيهتدي وكَيَصِــلْ
وارفعْ بواوٍ خَمسَةً أخــوكَ أبوكَ ذو مالٍ حَموكِ فوكَ
وهكذا الجَمعُ الصَّحيحُ فاعْرِفِ ورَفْعُ ما ثنَّيتَهُ بالألِــــفِ
وارفعْ بنونٍ يفعلانِ يفعلــونْ وتفعلانِ تفعلينَ تفعلـــونْ
باب علاماتِ النصبِ
علامَةُ النَّصبِ لها كُن مُحصيا الفتحَ والألِفَ والكسْرَ ويــا
وحذفَ نونٍ فالذي الفتـحُ بهِ علامةٌ ياذا النُّهى لِنَصـــبِهِ
مُكسَّرُ الجُموعِ ثُمَّ المُفـــرَدُ ثم المُضارعُ الذي كَتَسْــعَدُ
بالألفِ الخمسَةَ نَصْبَها الــتزِمْ وانِصِبْ بِكَسْرٍ جَمعَ تأنيثٍ سَلِمْ
واعلم بأنَّ الجَمعَ والمُثنَّـــى نصبُهُما بالياءِ حيثُ عـــنَّا
والخَمسَةَ الأفعالَ نصَبُها ثبَـتْ بحَذفِ نُونِها إذا ما نُصِبَــتْ
باب علاماتِ الخفضِ
علامةُ الخفْضِ التي بها يَفـــِي كسْرٌ وياءٌ ثُمَّ فتْحٌ فاقْتَفِـــي
فالخَفضُ بالكَسْر لمُفُردٍ وفَـــى وجمْعِ تَكْسيرٍ إذا ما انْصَرَفَــا
وجَمْعِ تأنيثٍ سَليمِ المَبْنَـــى واخْفِض بياءٍ يا أخي المُثَنَّــى
والجِمْعَ والخَمْسَةَ فاعْرِفْ واعْتَرِفْ واخْفِض بِفتْحٍ كلَّ ما لا ينصرِفْ
باب علاماتِ الجزمِ
إنَّ السُّكونَ يا ذَوي الأذهــانِ والحَذفَ للجَزمِ عَلامَتـــانِ
فاجْزِمْ بِتَسْكِينٍ مُضَارِعاً أتــى صَحيحَ الآخرِ كَلَمْ يَقُمْ فــتى
واجزِمْ بِحَذفٍ ما اكْتَسى اعْتِلاَلا آخِرُهُ والخَمْسَةَ الأفعَـــالا
فائدة: الحروف كلها مبنية.
تدريبات:
بما أننا لم نتعمق في معرفة المبتدأ والخبر والفعل والفاعل والمفعول........؛ فإنني لن أصعب عليكم الأمر في هذه التدريبات كثيرًا, وسأُبَسِّطها قليلًا؛ وذلك بأن أستعمل الألوان في تحديد الأنواع.
ففي النص الآتي لوَّنتُ:
المنصوبات باللون الأحمر,
والمجزومات باللون البني,
والمخفوضات باللون الأزرق,
والمرفوعات باللون الأخضر,
وعليك عمَل ما يأتي:
1. ضع العلامة الإعرابية المناسبة لكلِّ ما لُوِّن.
2. صحح الخطأ الإعرابي في ما لُوِّنَ –إن وُجِدَ-.
3. استخرِج الأسماء الممنوعة من الصرف وبَيِّنْ ما الذي منَعَها مِن الصرف مِنَ العِللِ.
والنص هو –وهو طويل بعض الشيء, وتعمَّدتُ هذا؛ لكي تتمرنوا أكثر على علامات الإعراب وعلى الأسماء الممنوعة من الصرف؛ فإنه لابد من الدُّرْبَة-:
إن أحق ما اعتنى طالب العلم به معالجة النية، وتعهدها بـالإصلاح، وحمايتها من الفساد؛ وذلك لأن العلم إنما اكتسب الفضل لكونه خالصاً لـوجه الله تعالى، أما إذا كان لـغيره فلا فضيلة فيه، بل هو فتنة ووبال وسوء عاقبة. وقد عُلِم أن قبول الأعمال متوقف على إخلاصها وصلاحها.
فإذا قصد الطالب بالعلم عرض الدنيا, فقد عصى ربَّه, وأتعب نفسَه, وباء بإثـمِه, ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له.
قال الحسن البصري – رحمه الله -: ( مَن طلب العلم ابتغاء الآخرة أدركها, ومَن طلب العلم ابتغاء الدنيا فهو حظه منه ).
وقال الزهري: (فذاك حظه منها).
وأبلغ من ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "من تعلم علما مما يُبْتَغَى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني: ريحها.
قال ابن عطاء – رحمه الله – فيمن تعلم لغير الله:
( جعل الله العلم الذي علمه مَن هذا وصفُه حجة عليه, وسبباً في تحصيل العقوبة لديه. ولا يغرنك أن يكون به انتفاع لـلبادي والحاضر, وفي الخبر: ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر), ومَثَل من تعلم العلم لاكتساب الدنيا والرفعة فيها كمن رَفَع العذرةَ بـملعقة مِن الياقوت, فما أشرف الوسيلة وما أخس المتوسَّل إليه).
وقال سحنون: (كان ابن القاسم قلما يعرض لنا إلا وهو يقول: اتقوا الله فإن قليل هذا الأمر- يعني العلم – مع تقوى الله كثير, وكثيره مع غير التقوى قليل).
وقال يوسف بن الحسين: (سمعت ذا النون المصري يقول: كان العلماء يتواعظون بـثلاث, ويكتب بعضهم إلى بعض: من أحسن سريرته؛ أحسن الله علانيته, ومن أصلح ما بينه وبين الله؛ أصلح الله ما بينه وبين الناس, ومن أصلح أمر آخرته؛ أصلح الله أمر دنياه).
وقال ابن المبارك – رحمه الله -:
(أول العلم النية, ثم الاستماع, ثم الفهم, ثم الحفظ, ثم العمل, ثم النشر).
وهنا أمرٌ ينبغي التنبيه عليه, ألا وهو: أن جماعة من السلف قالوا: (كنا نطلب العلم للدنيا فجرنا إلى الآخرة ). و( طلبنا هذا الأمر وليس فيه نية ثم جاءت النية بعد). و(من طلب العلم لغير الله؛ يأبى عليه حتى يصيره إلى الله) ونحو هذه العبارات.
وقد شرح الذهبي – رحمه الله تعالى – هذه العبارات شرحاً مفيداً, فقال على قول معمر بن راشد: (كان يقال: إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى العلم حتى يكون لله):
نعم يطلبه أولاً والحامل له حب العلم, وحب إزالة الجهل, وحب الوظائف, ونحو ذلك, ولم يكن عَلِمَ وجوب الإخلاص فيه, ولا صِدْق النية, فإذا علم حاسب نفسَه, وخاف من وبالِ قصدِه, فتجيء النية كلها أو بعضها, وقد يتوب مِنْ نيته الفاسدة ويندمُ, وعلامة ذلك: أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة, ومِن قصد التكثُّر بعلمه, ويزري على نفسه, فإن تكثر أو قال: "أنا أعلم مِن فلان"؛ فبعداً له.
فالحذر الحذر أيها الطالب من الشرك في النية, فإن الله تعالى يقول – كما في الحديث القدسي -:

(( أنا أغنى الشركاء عن الشِّرْكِ, مَن عَمِلَ عملاً أشركَ فيه معيَ غيري؛ تَرَكْتُهُ وشِرْكَه)).

وقد أجمع العارفون على أن استحكام الهلكة إنما يكون إذا خلّى الله بين الإنسان ونفسِه, عندئذٍ تتخطفه الشياطين, وتتشعب به المسالك, وتكون النار أولى به.

قال حماد بن سلمة – رحمه الله -: (من طلب الحديث لغير الله؛ مَكَرَ به).​
وإنَّ صلاح النية في العلم لَـأكبر معين عليه, كما قال أبو عبد الله الروذباري: (العلم موقوف علي العمل, والعمل موقوف على الإخلاص, والإخلاص يورث الفهم عن الله عز وجل).
وفي سنن الدارمي عن إبراهيم النخعي أنه قال: (من ابتغي شيئاً من العلم يبتغي به وجه الله؛ آتاه الله منه ما يكفيه).
تنبيه: يستدل بعض الناس على أن العمل يورث العلم دون تعلمٍ بقوله تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )(البقرة: من الآية282).
ويرد استدلالهم بالآية على ذلك من وجهين:
أحدهما: أنه لا يرضى به سيبويه – وله الحق في ذلك – لأنَّ عطف ( يعلمكم ) علي ( اتقوا الله ) ينافي أن يكون جزاءً له, ومرتَّباً عليه؛ لأن العطف يقتضي المغايرة....
الثاني: أن قولهم هذا عبارة عن جعل المسبب سبباً والفرع أصلاً والنتيجةَ مقدِّمةً.
فإن المعروف المعقول أن العلم هو الذي يثمر التقوى, فلا تقوى بلا علم, فالعلم هو الأصل الأول وعليه المعول.
ويضاف إليه إيضاحاً: أن العمل يُكسب القلب قوة إيمانية, فَيَستوعِب من العلوم ويدرك من الفوائد ما لا يدركه من تأخر عن هذه الرتبة. وهذا مشاهد بـالعيان ومدرك بـالحس.
أما من تعبد لله, وترك العلم, وقال ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ )؛ فهو جاهل لا تجاريه الرعاع في جهله, والله الحافظ.


 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

ما شاء الله تبارك الله
عمل عظيم وجهد مبارك استاذنا الفاضل
فجزاك الله عنا خيرا أستاذنا المالكي المصري و نفعنا الله بك وبعلمك
ووفقك الله لإتمامها و وفقنا الله لمتابعتك

 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

[frame="7 80"]
السلام عليكم ورحمة الله
لم أكن أريد أن أخرم تسلسل الدروس بمداخلتي هذه، ولكني دُفعتُ إليها دفعا، فما إخالني أمُر على مكتوب في النحو ولا أصدح بالترحاب لكاتبه، أو الدعاء له، فأسأل الله قبل تمام العمل أن يعينك على إتمامه، وأثناءه على إخلاص النية وتحبير ما تكتب، وبعده على رعاية استشكالات القراء.
ولا أنسى أن أوصيك بإخراج مجموع هذا الموضوع في ملفٍ واحد مرفق، بحيث يحصل من يحمله على الموضوع من بابه.
موفق إن شاء الله.
[/frame]

 

@الفوزان @

مزمار فعّال
28 يونيو 2009
213
1
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

[normal]
الله يعينك على فعل الخيرات يالرب العالمين​
[/normal]
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو


السلام عليكم ورحمة الله
لم أكن أريد أن أخرم تسلسل الدروس بمداخلتي هذه، ولكني دُفعتُ إليها دفعا، فما إخالني أمُر على مكتوب في النحو ولا أصدح بالترحاب لكاتبه، أو الدعاء له، فأسأل الله قبل تمام العمل أن يعينك على إتمامه، وأثناءه على إخلاص النية وتحبير ما تكتب، وبعده على رعاية استشكالات القراء.
ولا أنسى أن أوصيك بإخراج مجموع هذا الموضوع في ملفٍ واحد مرفق، بحيث يحصل من يحمله على الموضوع من بابه.
موفق إن شاء الله.




جزاك الله خيرًا أخي الكريم على دعواتك الطيبة, أسأل الله أن يبارك فيك ويرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح, وبالنسبة لطلبك؛ أنا أكتب الشرح على الكمبيوتر في ملف واحد, وأُلحِق ما أزيدُه فيه, بعدما أُنهي الشرح سأرفعه إن شاء الله تعالى.
 

إستبرق

مراقبة قديرة سابقة
26 يناير 2009
3,584
11
0
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

جزاكم الله عنا خير الجزاء شيخنا الفاضل
نحن معكم من المتابعين
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة السابعة

المتن:
فَصْلٌ
اَلْمُعْرَبَاتُ

اَلْمُعْرَبَاتُ قِسْمَانِ: قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالْحَرَكَاتِ, وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالْحُرُوفِ.
فَاَلَّذِي يُعْرَبُ بِالْحَرَكَاتِ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ: اَلِاسْمُ اَلْمُفْرَدُ, وَجَمْعُ اَلتَّكْسِيرِ, وَجَمْعُ اَلْمُؤَنَّثِ اَلسَّالِمِ, وَالْفِعْلُ اَلْمُضَارِعُ اَلَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.
وكلها ترفع بالضمة, وتنصب بالفتحة, وتخفض بالكسرة, وتجزم بالسكون .
وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم (ينصب بالكسرة), والاسم الذي لا ينصرف (يخفض بالفتحة), والفعل المضارع المعتل الآخر (يجزم بحذفِ آخرِه).
والذي يعرب بالحروف الأربعة: التثنية, وجمع المذكر السالم, والأسماء الخمسة, والأفعال الخمسة -وهى: يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين-.
فأما التثنية؛ فترفع بالألف, وتنصب وتخفض بالياء.
وأما جمع المذكر السالم؛ فيرفع بالواو, وينصب ويخفض بالياء.
وأما الأسماء الخمسة؛ فترفع بالواو, وتنصب بالألف, وتخفض بالياء.
وأما الأفعال الخمسة؛ فترفع بالنون, وتنصب وتجزم بحذفها.
الشرح:
هذا الفصل هو خلاصة لِمَا ذكره تحت عنوان "باب معرفة علامات الإعراب", ومن اجتاز باب علامات الإعراب سيكون هذا الباب سهلًا عليه.
ويمكن الطالبَ أن يحفظ فكرة التقسيم في هذا الفصل ثم يقومَ بتجربة فهْمِهِ لِما سبق, وذلك بأن يكتب شجرة التقسيم ثم يجعل فراغات بدل الأنواع, ويكمل هو الفراغاتِ بنفسه, ثم يقارِن ما كتبه بما في المتن.
قول المؤلف: "قسم يعرب بالحركات" الحركات ثلاثٌ؛ الفتحةُ والكسرةُ والضمةُ, ويلحق بها: السكون.
والحركات تكون إما ظاهرة وإما مقدرة.
ولْنأخذْ أمثلة لما يعرب بالحركات [والذي يُقصَد في المثال تجدونه ملونًا باللون الأحمر]:
1. الاسم المفرد:
رأى محمدٌ عصفورًا
(رأى): فعل ماضٍ مبني على فتحٍ مقدَّرٍ على الألف, منع من ظهوره التعذُّرُ.
(محمد): فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(عصفورًا): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2. جمع التكسير:
كانت العصافيرُ تغردُ
(كان): فعل ماضٍ ناقصٌ مبني على الفتح, لا محل له من الإعراب.
(تاء التأنيث الساكنة): حرف لا محل له من الإعراب.
(العصافير): اسم كان مرفوع بها, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(تغرد): فعل مضارِع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, والفاعل ضمير مستتر تقديره [هي], والجملة الفعلية في محل نصب خبر [كان].
3. جمع المؤنث السالم:
رأى التلاميذ المعلماتِ
(رأى): فعل ماضي مبني على فتحٍ مقدَّرٍ على الألف, منع من ظهوره التعذُّرُ.
(التلاميذ): فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(المعلمات): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة على آخره نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.
4. الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء:
يحب الولد أباه.
(يحب): فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على أخره.
(الولد): فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(أبا): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة, وهو مضاف, و(ه): ضمير متصل مبني على الضم في محل خفض مضاف إليه.
ولْنأخذْ أمثلة لما يعرب بالحروف [والذي يقصد في المثال تجدونه ملونًا باللون الأحمر]:
1. المثنى:
اشتُريَ قلَمان.
(اشتري): فعل ماضٍ مغيَّر الصيغة مبني على الفتح.
(قلمان): نائب فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى, والنون في آخره: عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فائدة: النون التي في آخر المثنى (والتي تكون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد) تحذَفُ عند الإضافة, نحو: جاء أبوا خالد.
2. جمع المذكر السالم.
إن الحاضرين عشرة.
(إن): حرف توكيد ونصب.
(الحاضرين): اسم [إن] منصوب بها, وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم. والنون في آخره: عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فائدة: النون التي في آخر جمع المذكر السالم (والتي تكون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد) تحذَفُ عند الإضافة, نحو: جاء موظفو الشركة.
(عشرة): خبر [إن] مرفوع بها, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
3. الأسماء الخمسة.
أبوك يريد أن تجتهد.
(أبو): مبتدأ مرفوع بالابتداء, وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة. وهو مضاف, و(الكاف) ضمير متصل مبني على الفتح في محل خفض مضاف إليه.
(يريد): فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره [هو].
(أن) حرف مصدر ونصب واستقبال.
(تجتهد) فعل مضارع منصوب بـ"أن", وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره [أنت].
و[أن] وما دخلت عليه: في تأويل مصدر مفعول به. والتقدير: [يريد اجتهادك].
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول به؛ في محل رفع خبر.
4. الأفعال الخمسة.
الحاضرون يتناولون طعام العشاء.
(الحاضرون): مبتدأ مرفوع بالابتداء, وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم.
(يتناولون): فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة, وواو الجماعة فاعل.
(طعام): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وهو مضاف, و(العشاء): مضاف إليه مخفوض بالمضاف, وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره.
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول به؛ في محل رفع خبر.
س: (يتناولون) ليست على وزن (يفعلون), والمؤلف لم يذكر –عندما ذكر الأفعال الخمسة- غيرَ خمسةِ أوزانٍ, وليس هذا منها, فكيف تعربه إعراب الأفعال الخمسة؟!
ج: الأوزان التي ذكرها المؤلف إنما هي أمثلة للفعل المضارع الذي اتصلت به واو الجماعة أو الألف الاثنين أو ياء المخاطبة, وليست الأفعالُ الخمسة محصورةً في الأوزان الخمسة التي ذكرها المؤلف, بل العمدة في معرفة الأفعال الخمسة: الضابط الذي ذكرناه في تعريف الأفعال الخمسة.
س: نعلم أن الفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره, ولكن ما حال الفعل المضارع المجزوم الذي يكون حرف العلة في وسطه –كما في: "يكون", و"يقول"-؟
ج: إذا جُزم الفعل المضارع الصحيح الآخِر, وكان قبل آخِرِه حرف علة؛ فإن هذا سيؤدي إلى أن يلتقيَ ساكنان (حرف العلة, وآخر حروف الفعل), فيُحذَفُ حرفُ العلة الذي قبل آخره لهذا السبب, أما إذا كان بين آخر الفعل وبين حرف العلة المتوسط حرفٌ؛ فإنه لا حذف لحرف العلة عند الجزم.
س: في حالة الفعل المضارع المعتل الآخر المجزوم؛ أيهما أنسب عند الإعراب: أقولُنا: "علامة جزمه حذف آخره", أم قولنا: "علامة جزمه حذف (ونسمي الحرف؛ فنقول –مثلًا-: "حذف الياء")؟
ج: الثاني أنسب.
فائدة: إذا قلنا: "فعل مجزوم بكذا, وعلامة جزمه حذف كذا"؛
نقول إذا كان الحرف المحذوف ألفًا: "والفتحة قبلها دليل عليها".
ونقول إذا كان الحرف المحذوف واوًا: "والضمة قبلها دليل عليها".
ونقول إذا كان الحرف المحذوف ياءً: "والكسرة قبلها دليل عليها".

قال العمريطي في نظمه:
فصل: المعربات
المُعْرَبَاتُ كُلُّهَا قَدْ تُعْرَبُ ^^^ بِالْحَرَكَاتِ أَوْ حُرُوفٍ تَقْرُبُ
فَأَوَّلُ الْقِسْمَيْنِ مِنْهَا أَرْبَعُ ^^^ وَهْيَ الَّتِي مَرَّتْ بِضَمٍّ تُرْفَعُ
وَكُلُّ مَا بِضَمَّةٍ قَدِ ارْتَفَعْ ^^^ فَنَصْبُهُ بِلْفَتْحِ مُطْلَقاً يَقَعْ
وَخَفْضُ الاِسْمِ مِنْهُ بِالْكَسْرِ الْتُزِمْ ^^^ وَالْفِعْلُ مِنْهُ بِاالسُّكُونِ مَنْجَزِمْ
لـكِنْ كَهِنْدَاتٍ لِنَصْبِهِ انْكَسَرْ ^^^ وَغَيْرُ مَصْرُوفٍ بِفَتْحَةٍ يُجَرّ
وَكُلُّ فِعْلٍ كَانَ مُعْتَلاٌّ جُزِمْ ^^^ بِحَذْفِ حَرْفِ عِلَّةٍ كَمَا عُلِمْ
وَالمُعْرَبَاتُ بِالحُرُوفِ أَرْبَعُ ^^^ وَهْيَ المُثَنَّى وَذُكُورٌ تُجْمَعُ
جَمْعاً صَحِيحاً كَالْمِثَالِ الخَالِي ^^^ وَخَمْسَةُ الأَسْمَاءِ وَالأَفْعَالِ
أَمَّا المُثَنَّى فَلِرَفْعِهِ الأَلِفْ ^^^ وَنَصْبُهُ وَجَرُّهُ بِالْيَا عُرفْ
وَكَالْمُثَنَّى الجَمْعُ فِي نَصْبٍ وَجَرّ ^^^ وَرَفْعُهُ بِالْوَاوِ مَرَّ وَاسْتَقَرّ
وَالْخَمْسَةُ الاسْمَا كَهَذَا الجَمْعِ فِي ^^^ رَفْعٍ وَخَفْضٍ وَانْصِبَنْ بِالأَلِفِ
وَالْخَمْسَةُ الأَفْعَالُ رَفْعُهَا عَرِفْ ^^^ بِِنونِهَا وَفِي سوَاهُ تَنْحَذِفْ
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الثامنة
المتن:
بَابُ اَلْأَفْعَالِ
اَلْأَفْعَالُ ثَلَاثَةٌ: ماض وَمُضَارِعٌ, وَأَمْرٌ. نَحْوَ ضَرَبَ, وَيَضْرِبُ, وَاضْرِبْ.
فَالْمَاضِي مَفْتُوحُ اَلْآخِرِ أَبَدًا.
وَالْأَمْرُ مجزوم أَبَدًا.
والمضارع: مَا كَانَ فِي أَوَّلِهِ إِحْدَى اَلزَّوَائِدِ اَلْأَرْبَعِ اَلَّتِي يَجْمَعُهَا قَوْلُكَ "أَنَيْتُ", وَهُوَ مَرْفُوعٌ أَبَدًا, حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ أَوْ جَازِمٌ.
فالنواصب عَشَرَةٌ, وَهِيَ:
أَنْ, وَلَنْ, وَإِذَنْ, وَكَيْ, وَلَامُ كَيْ, وَلَامُ اَلْجُحُودِ, وَحَتَّى, وَالْجَوَابُ بِالْفَاءِ, وَالْوَاوِ, وَأَوْ.
وَالْجَوَازِمُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ, وَهِيَ:
لَمْ, وَلَمَّا, وَأَلَمْ, وَأَلَمَّا, وَلَامُ اَلْأَمْرِ وَالدُّعَاءِ, وَ"لَا" فِي اَلنَّهْيِ وَالدُّعَاءِ, وَإِنْ وَمَا وَمَنْ وَمَهْمَا, وَإِذْمَا ، وأي وَمَتَى, وَأَيْنَ وَأَيَّانَ, وَأَنَّى, وَحَيْثُمَا, وَكَيْفَمَا, وَإِذًا فِي اَلشِّعْرِ خاصة.
الشرح:
والأفعال ثلاثة لا رابع لها؛ ماضٍ, ومضارع, وأمر.
ونعيد هنا تعريف كل قسم من أقسام الفعل لنتكلم عليه بتفصيل أكثر:
القسم الأول: ماضٍ: وهو ما دل على حدث وقع قبل زمان التكلم ولو بلحظة, (نحو: دَرَسَ).
القسم الثاني: أمر: وهو فعل مقترن بزمن مستقبل أبداً؛ لأن المطلوب به حصول ما لم يحصل (نحو: تكلَّم يا محمَّد) أو دوام ما حصل (نحو قوله تعالى: "يا أيها النبي اتق الله").
س: كيف يأمر الله نبيه بالتقوى وهو متقٍ؟
ج: أمره بالتقوى يراد به: الدوام على ذلك, أو أمرُ أمته بأمره -لأنه قدوة لهم-.
القسم الثالث: مضارع: وهو ما دل على حدث يقع في زمان التكلم أو بعده, (نحو: يدرُس), ولا يتعين للحال أو للاستقبال إلا بقرينة, وعند تجرده من القرينة يكون محتملاً لهما.
والقرينة التي نعرف منها أنه للاستقبال: إذا دخلت عليه السين أو (سوف) أو ......, (نحو: كلا سوف تعلمون).
والقرينة التي نعرف منها أنه للحال: إذا اقترن بنحو: (الساعةَ) أو (الآنَ) أو .... , (نحو: يكتب الطالب درسه الآن).
والآن نأتي للكلام على أحوال كل قسم من أقسام الفعل:
أولاً: الفعل الماضي:
الفعل الماضي مبني على الفتح دائمًا, وهذا الفتح له حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون ظاهرًا؛ وهذا إذا كان صحيح الآخِر لم يتصِل به واو الجماعة ولا ضمير رفع متحرك, وكذلك إذا كان آخره ياء علة أو واو علة (فقد مر بنا أن الفتحة تظهر على واو العلة وياء العلة).
الحالة الثانية: أن يكون مقدرًا, وتقديره يكون لأحد ثلاثة أسباب:
1. أن يكون مقدرًا للتعذر, وهذا إذا كان أخرُ الفعل ألفاً –مقصورة (نحو: رمى) أو ممدودة (نحو: نجا)-.
2. أن يكون مقدرًا للمناسبة, وهذا إذا اتصلت به واو الجماعة, (نحو: جلسوا).
3. أن يكون مقدرًا لدفع توالي أربع متحركات, وهذا إذا اتصل به ضمير رفع متحرك, نحو: (كتبتُ, قرأتَ, جئنا) فكل من هذه الأفعال مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لدفع توالي أربع متحركات.
والحالتان الرئيسيتان بناء على كلام المؤلِّف؛ فإنه قال: "مفتوح الآخر أبدًا" ولم يستثنِ أية حالة, فاضطررنا إلى تقدير الفتح إذا لم يكُن ظاهِرًا.
وهناك مذهب آخر أصح؛ لأنه لا يحتاج إلى تكلُّف أو تقدير, وهذا المذهب خلاصتُه: أن الفعل الماضي له ثلاث حالات:
الحالة الأولى: البناء على الفتح, وهذا إذا لم يتصِل بالفعل واو الجماعة أو ضمير رفع متحرك.
الحالة الثانية: البناء على الضم, وهذا إذا اتصلت به واو الجماعة.
الحالة الثالثة: البناء على السكون, وهذا إذا اتصل به ضمير رفع متحرك [مثل: نون النسوة, وتاء الفاعل].
س: هل الأمر في هذا واسع؟
ج: نعم.
وأنا استفدتُ قاعدةً من الشيخ ابن عثيمين تقول: "إذا اختلف الكوفيون والبصريون في مسألة؛ فاتبَع الأسهل؛ فإنه أسهل".
قال الشيخ: "لأن هذا ليس أمرًا شرعيًا يثبت بالأدلة الشرعية, فلا يحتاج إلى أن ننظُرَ ونتعبَ, فمادام هذا جائزًا عند جماعة من الأئمة؛ فلنتبعه, وتتبُّع الرخص في هذا الباب جائز ولا حرج فيه" اهـ بتصرف يسير [المصدر: الشريط الأول من شرح الشيخ لألفية ابن مالك/الوجه الثاني].
س: ماذا خرج بقولنا: "ضمير رفع متحرك"؟
ج: خرج بقولنا: "ضمير رفع": ضمير النصب, نحو: نا [التي تكون مفعولًا به -مثل: وَجَدَنَا رجلٌ-], (كَ) [مثل: ضَربَكَ المعلِّم].
وخرج بقولنا: "متحرك": الساكن, نحو: ألف الاثنين.
ثانيًا: فعل الأمر:
صيغة فعل الأمر هي عبارة عن فعل مضارع مجزوم حُذِف منه حرف المضارعة (أي: الزوائد الأربعة السابقة), مثل: "لَم أقُمْ"؛ (أقُمْ) هذا فعل مضارع مجزوم بـ(لم), إذا حذفنا منه حرف المضارَعة يصير "قُمْ".
وهكذا, كلما أردنا معرفة صيغة الأمر من فعل ما؛ ندخل على مضارِعِه أداة من أدوات الجزم ثم نحذف منه حرف المضارَعة.
ولا يخرمُ هذه القاعدةَ زيادةُ همزة الوصل في صيغة فعل الأمر على صيغة المضارع المجزوم المحذوف منه حرف المضارعة وكان ما بعد حرف المضارعة فيه ساكنًا؛ لأن همزة الوصل يؤتى بها للتوصل إلى البدء بالساكن.
س: هلا أتيت بمثال؟
ج: (يضرب)؛ إذا جزمناه بـ-مثلاً-(لم) صار الكلام: (لم يضْرِبْ), فإذا حذفنا حرف المضارعة صار (ضْرِبْ) فصار أولُه ساكنًا, فأتينا بهمزة الوصل لنتوصل إلى النطق بالساكن –وهو حرف الضاد- فصار: (اضْرِبْ), فلا تُعَدُّ زيادة همزة الوصل خارمًا للقاعدة التي ذكرناها.
س: الفعل: (أعطى) مضارعه: (يعطي) نجزمه فيصير: (لم يُعْطِ) نحذف حرف المضارعة فيصير (أَعْطِ) –بهمزة قطع-, فهذه زيادة, فهذا يخرم القاعدة.
ج: لا يخرم القاعدة, لأن الفعل (أعطى) الهمزة فيه زائدة ليست من أصل الكلمة, وإذا أتينا بصيغة المضارع منه؛ لزم أن يوجد فيه أحد الحروف الزوائد, ولا يجتمع في أول الفعل زيادتان, فاكتفينا بأحدهما وحذفنا الآخر لئلا تجتمع الزيادتان (وكان إبقاء الياء دون الهمزة بسبب أن الياء جاءت لتدلَّ على معنى, بخلاف الهمزة فإنها لم تأت لتدل على معنى), وفي صيغة الأمر زالت علة الحذف –وهي الاجتماع- بحذف حرف المضارعة, فظهرت الهمزة.
فالقاعدة مطّردة.
حالات فعل الأمر:
مذهب المؤلف أنه معرب –وهو مذهب الكوفيين-, ويكون مجزومًا بلام الأمر المقدرة, وعلامة جزمه السكون –إذا كان صحيح الآخر- أو حذف آخره -إذا كان معتل الآخر- أو حذف النون –إذا كان مضارعه من الأفعال الخمسة-.
س: هلا مثَّلْتَ لهذا الكلام؟
ج: لنأخذ الفعل: "قُلْ", هذا الفعل –على مذهب الكوفيين- مجزوم بلام الأمر المقدرة, وأصله عندهم: (لتقم).
س: هل مذهب البصريين في هذه المسألة كمذهب الكوفيين؟
ج: لا, مذهب البصريين أن فعل الأمر ليس له إلا حالة واحدة, هي: البناء, فهو عندهم مبني دائمًا, وبناؤه يكون على ما يجزم به مضارعه,
- فإذا كان مضارعه صحيح الآخر؛ فإنه يبنى على السكون (لأن مضارعه يجزم بالسكون), ويكون بناؤه على السكون ظاهرًا (إذا لم يتصل به شيء, أو اتصلت به نون التوكيد مع الإسناد إليها) أو مقدرًا للمناسبة (إذا اتصلت به نون التوكيد –على قول, والقول الآخر: أنه يبنى على الفتح-).
- وإذا كان مضارعه من الأفعال الخمسة؛ فإنه يبنى على حذف النون (لأن مضارعه يجزم بحذف النون).
- وإذا كان مضارعه معتل الآخِر ولم يتصل به نون النسوة أو نون التوكيد بنوعيها؛ فإنه يبنى على حذف آخِرِه (لأن مضارعه يجزم بحذف آخره).
وقد مشيت في الإعراب على هذا المذهب.
فاعل فعل الأمر:
1. أن يكون ظاهرًا, وهذا إذا اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة؛ فإن المتصل منها بالفعل يكون هو الفاعل.
2. أن يكون مستترًا وجوبًا تقديره "أنتَ", وهذا فيما عدا الحالات التي يكون فيها ظاهرًا.
ثالثًا: الفعل المضارع:
علامته أن يكون في أوله حرف زائد من أربعة أحرف مجموعة في كلمة "أنيت" (وإن شئت فقل: "نأتي" أو قل: "أتَيْنَ" أو قل: "نأيْتُ"), نحو: أكتُبُ, يَكتب, تَكتب, نَكتب.
فإذا كان الفعل المضارع مبدوءًا بالهمزة؛ فإنه للمتكلم –مذكرًا كان أم مؤنثًا-, ويكون فاعله مستترًا تقديره "أنا".
وإذا كان الفعل المضارع مبدوءًا بالنون؛ فإنه للمتكلم المعظم نفسه أو للمتكلم الذي يكون معه غيره, وفاعله يكون مستترًا تقديره "نحن".
وإذا كان الفعل المضارع مبدوءًا بالياء؛ فإنه للغائب, ويكون فاعله مستترًا تقديره "هو".
وإذا كان الفعل المضارع مبدوءًا بالتاء؛ فإنه للمخاطب أو للمؤنثة الغائبة, ويكون فاعله مستترًا تقديره "أنت" (في حالة كونه للمخاطب) أو "هي" (في حالة كونه للغائبة), ما لم يتصل به به ألف الاثنين أو واو الجماعة؛ فإنه حينئذ يكون ظاهرًا.
فائدة: إذا كان فاعل الفعل المضارع "أنا" أو"نحن" أو "أنت"؛ فإنه يحذف وجوبًا.
وإذا كان "هو" أو "هي"؛ فإنه يحذف جوازًا.
وفهِمنا من قولنا عن الزوائد الأربع أنها "زائدة": أنها ليست من أصل الكلمة, فإن كانت من أصل الكلمة, أو كانت زائدة لكن ليست للدلالة على المعنى الذي ذكرنا –نحو: أكرَمَ, تقدَّمَ-؛ كان الفعل ماضيًا لا مضارعًا.
حالات الفعل المضارع: له حالتان:
الحالة الأولى: البناء, ويبنى الفعل المضارع على
1. السكون, إذا اتصلت به نون النسوة (نحو: يتربَّصنَ).
2. الفتح, إذا اتصلت به نون التوكيد الثقيلة (نحو: ليسجننَّ) أو الخفيفة (نحو: ليكوننْ).
الحالة الثانية: الإعراب, وهو على ثلاثة أقسام:
1. الرفع, إذا لم يدخل عليه ناصب أو جازم, ويكون الرفع:
أ- بالحروف.
ب- بالحركات, وهي إما ظاهرة أو مقدرة.
2. النصب, إذا دخل عليه أحد النواصب العشرة.
3. الجزم, إذا دخل عليه أحد الجوازم الثمانية عشرة.
نواصب الفعل المضارع:
جمعها العمريطي في قوله:
رَفْعُ المُضَارعِ الَّذِي تَجَرَّدَا ^^^ عَنْ نَاصِبٍ وَجَازِمٍ تَأَبَّدَا
فانْصِبْ بِعَشْرٍ وَهْيَ أَنْ وَلَنْ وَكَيْ ^^^ كَذَا إِذَنْ إِنْ صُدِّرَتْ وَلاَمُ كَيْ
وَلاَمْ جَحْدٍ وَكَذَا حَتَّى وَأَوْ ^^^ وَالْوَاوُ وَالْفَا فِي جَوَابٍ وَعَنَوْا
بِهِ جَوَاباً بَعْدَ نَفْيٍ أَوْ طَلَبْ ^^^ كَلاَ تَرُمْ عِلْماً وتَتْرُكِ التَّعَبْ
وجمعها الشنقيطي بقوله:
ونَصبُهُ بأنْ ولنْ إذاً وكَـــيْ ^^^ ولامِ كَيْ لامِ الجُحودِ يا أُخـيْ
كَذاكَ حتّى والجوابُ بالــفَا ^^^ والوَاوِ ثُمّ أَوْ رُزِقْتَ اللُّطْــفَا
أولًا: (أنْ): وهي حرف مصدر ونصب واستقبال, أو نقول بدل "حرف مصدر": "مصدرية".
س: لماذا سميت "حرف مصدر ونصب واستقبال"؟
ج: "حرف مصدر"؛ لأنها تُسْبَكُ هي وما بعدها بمصدر, فقولنا: "أحب أن تفهم الدرس" إذا حولناها إلى مصدرٍ هي وما بعدها؛ يصير الكلام: "أحب فهمك الدرسَ".
"ونصب"؛ لأنها تنصب الفعل.
"واستقبال"؛ لأنها تجعل المضارع للاستقبال.
س: مَثِّل لـ"أن".
ج: قال تعالى: "وأن تصوموا خير لكم", الشاهد: "أن تصوموا", فـ(تصوموا): فعل مضارع منصوب بـ(أن), وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأسماء الخمسة, والواو فاعلٌ.
ثانيًا: (لن): وهي حرف نفي ونصب واستقبال.
س: لماذا سميت "حرف نفي"؟
ج: لأنها تنفي الفعل.
س: مَثِّل لـ"لن".
ج: قال تعالى: "وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات الأرض لن ندعو من دونه إلهًا لقد قلنا إذا شططًا", الشاهد: "لن ندعوَ", فـ(ندعوَ): فعل مضارع منصوب بـ(لن), وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
س: هل (لن) تفيد النفي المؤبد؟
ج: لا, بل هي للنفي في الوقت الحاضر -وأما المستقبل فقد يتغير-.
قال ابن مالك في "الكافية الشافية" –متن أكبر من الألفية-:
ومَن رأى النفيَ بـ(لن) مؤبدًا ^^^ فَقَوْلَهُ ارْدُدْ, وسواهُ فاعضُدا
ومن الأدلة على هذا من القرآن العظيم:
أ- أن الله جل وعلا أخبر عن مريم أنها قالت: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}، فلو كانت (لَنْ) تدل على النفي المؤبد؛ لم يكن التقييدُ بقولها: "الْيَوْمَ" له معنى, أليس كذلك؟ فقوله جل وعلا: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} ظاهر في الدليل أن (لَنْ) لا تقتضي التأبيدَ.
ب- قال تعالى -حكايةً عن الكفار-: {وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}، ثم قـال: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}، فأخبر عن عدم تمنِّيهم للموت بـ{لَن}، ثم أخبر عن تمنِّيهم له وهم في النار.
3. (إذَنْ): حرف جواب وجزاء ونصب.
س: ما معنى "حرف جواب وجزاء"؟
ج: "حرف جواب"؛ قال الشيخ ابن عثيمين: "لأنها تدل على الجواب", وقال الأهدل: "لوقوعها في كلام مجاب به كلام آخر, سواء وقعت في صدره أم في حشوه أم في آخره, غير أنها لا تنصب إلا إذا وقعت في صدره", وقال الحامدي: "أي: لكلام سابق عليها تحقيقًا أو تقديرًا, فلا تقع في الابتداء, وهذا ثابت لها في كل موضع, وليس المراد بالجواب: ما يراد في قولهم "جواب الشرط", ولا ما يراد في قولهم –مثلاً-: "نعم: حرف جواب", وإنما المراد أناه تقع في صدر كلام وقع جوابًا لكلام سبق مطلقًا –كما تقدم-".
"وجزاء"؛ لأن مضمون ما هي فيه جزاء لمضمون كلام آخر.
ولكن يشترط لنصب الفعل المضارع بها ثلاثة شروط:
1. أن تكون في أول جملة الجواب.
2. أن يكون الفعل الواقع بعدها دالًّا على الاستقبال.
3. أن لا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم أو النداء أو (لا) النافية.
س: مَثِّل للمستوفية للشروط.
ج: أن يقول لك ابنك: "سأذهب معك غدًا إلى المسجد", فتقول له: "إذَنْ أُهْدِيَكَ هديةً", فالفعل دل على الاستقبال –لأن الإهداءَ سيكون غدًا عند الذهاب-.
س: مَثِّل لغير المستوفية للشروط.
ج: لنأخذ المثال السابق: "سأذهب معك غدًا إلى المسجد", ولكن هنا قلتَ له: "إذَنْ إن ذهبتَ معي أُهْدِيكَ هديةً", ففصل بينها وبين الفعل فاصل –هو ما لون باللون الأحمر-.
س: مَثِّل للمستوفية للشروط وفصل بينها وبين الفعلِ النداءُ.
ج: لنأخذ نفس المثال, ولكن هنا قلتَ له: "إذَنْ يا بُنيَّ أُهْدِيَكَ هديةً".
س: مَثِّل للمستوفية للشروط وفصل بينها وبين الفعلِ القَسَمُ.
ج: لنأخذ نفس المثال, ولكن هنا قلتَ له: "إذَنْ والله أُهْدِيَكَ هديةً".
س: مَثِّل للمستوفية للشروط وفصل بينها وبين الفعلِ (لا) النافيةُ.
ج: لنأخذ نفس المثال, ولكن هنا قلتَ له: "إذَنْ لا أُهْدِيَكَ هدية, بل هديتين" (غيرتُ في ألفاظ المثال ليكون الكلامُ مناسبًا).
4. (كي): ومذهب المؤلف أنها حرف نصب تنصب بنفسها -وهو القول المختار-.
س: مثّل بمثال.
ج: إذا قال لك قائل: "لماذا تذهب إلى المدرسة؟", فقلتَ له: "كي أتعلمَ", فـ"أتعلم" فعل مضارع منصوب بـ(كي), وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
5. (لام كي): وهي تفيد التعليل غالبًا, وسماها المؤلف (لام كي) لأنها تنوب مناب (كي).
س: مثّل بمثال.
ج: "أتيتك لآخذك إلى المسجد", فـ"آخذك" فعل مضارع منصوب بلام التعليل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
6. (لام الجحود): أي اللام التي تأتي بعد ما يفيد الجحود.
وضابطها -بالنسبة للمبتدئ-: أن تأتي بعد (ما كان) أو (لم يكن).
س: لماذا سميت (لام الجحود)؟
ج: لملازمتها له.
س: ما معنى الجحود؟
ج: الجحود: النفي. وهذا من تسمية العام بالخاص؛ وذلك لأن (الجَحْد) في اللغة: إنكار ما تعرفه, لا مطلق الإنكار.
قال الإمام ابن القيم: لا يكون الجحد إلا بعد الاعتراف بالقلب واللسان, ..... وعلى هذا فلا يحسُن استعمال الفقهاء للفظ الجحود في مطلق الإنكار في (باب الدعاوى وغيرها)؛ لأن المنكِر قد يكون محقًا, فلا يسمى جاحدًا.
س: مثّل بمثال على دخول لام الجحود على الفعل.
ج: قال تعالى: "ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب", فـ"يذرَ" فعل مضارع منصوب بلام الجحود, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
قال تعالى: "....لم يكن الله ليغفر لهم....", فـ"يغفرَ" فعل مضارع منصوب بلام الجحود, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
7. (حتى): حرف نصب وغاية
وهي تفيد الغاية أو التعليل.
ومعنى الغاية: أن ما قبلها ينقضي بحصول ما بعدها.
س: هلا مثلتَ بمثال؟
ج: "سأقرأ الكتاب حتى أكملَه". فإنه إذا أكمل الكتاب؛ انقضت القراءة.
والفعل (أُكمل) منصوب بـ(حتى), وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ومعنى التعليل: أن ما قبلها علة لحصول ما بعدها.
س: هلا مثلتَ بمثال؟
ج: قال تعالى: "هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا", المعنى: لا تنفقوا عليهم لأجل أن ينفضوا بسبب امتناعكم من الإنفاق عليهم.
والفعل (تنفقوا) منصوب بـ(حتى), وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.
س: وماذا تقول في قوله –صلى الله عليه وسلم-: "أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ....." الحديث؟
ج: قال الشيخ ابن عثيمين عند شرح هذا الحديث:
(حتى) هل هي للتعليل بمعنى أن أقاتلَ ليشهدوا، أو هي للغاية بمعنى أقاتلهم إلى أن يشهدوا؟
الجواب: هي تحتمل أن تكون للتعليل ولكن الثاني أظهر، يعني أقاتلهم إلى أن يشهدوا.
و(حتى) تأتي للتعليل وتأتي للغاية، ففي قوله تعالى: ( قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) للغاية ولا تصح للتعليل، لأن بقاءهم عاكفين على العجل لا يستلزم حضور موسى -عليه السلام-. اهـ
8. (أو): وهي تأتي بمعنى (إلّا), وتأتي بمعنى (إلى).
س: متى تأتي بمعنى (إلى)؟
ج: إن كان ما بعدها غايةً لما قبلها.
وقال صاحب التحفة: "ضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي شيئًا فشيئًا".
س: هلا مثلتَ بمثال؟
ج: "لألزمنَّك أو تقضيَني دَيْني", المعنى: إلى أن تقضيني دَيْني.
و(تقضيَ): فعل مضارع منصوب بـ(أو), وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
س: متى تأتي بمعنى (إلا)؟
ج: فيما لا يكون في معنى (إلى).
وقال صاحب التحفة: "ضابطها: أن يكون ما بعدها ينقضي دَفعة واحدة".
س: هلا مثلتَ بمثال؟
ج: "لَأَقتُلَنَّ الكافر أو ليسلم", المعنى: إلا أن يسلم. لأن القتل لا يمتد إلى أن يسلم.
وقال الكفراوي: "والإسلام يحصل دفعة واحدة".
و(يسلم): فعل مضارع منصوب بـ(أو), وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
9, 10. (فاء السببية) و(واو المعية):
وسأفرد لهما حلقة بمفردهما؛ لأن الكلام عليهما يطول بعض الشيء.
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

تدريبات:
من جميع ما يأتي:
1. استخرج الأفعال.
2. ميز كل فسم من أقسام الفعل عن الآخر (وإذا وجدتُ فعلاً مضارعًا فميز هل هو للحال أم للاستقبال أم لكليهما).
3. بيِّن علامة المعرب وبين علامة إعرابه, وبين المبني وبين على ماذا بني.
4. استخرج الأسماء الممنوعة من الصرف, وبين سبب منعها من الصرف, واضبطها بالشكل.

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبو زُرعة: "أبوك يحفظ ألفَ [ألفَ] حديثٍ", فقيل: "وما يدريك؟" قال: "ذاكرته, فأخذت عليه الأبواب".
قال الإمام الذهبي: "فهذه حكايةٌ صحيحة في سعة علم أبي عبد الله, وكانوا يعدُّون في ذلك المكررَ والأثرَ, وفتوى التابعين, وما فسِّر, ونحوَ ذلك, وإلاَّ فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك".
وقال القواريري: قال يحيى القطان: ما قدم عليَّ من بغداد أحبَّ إليَّ مِن أحمد بن حنبل.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: شقَّ على يحيى بنِ سعيد يوم خرجتُ من البصرة.
قال عمرو بن العباس: سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكر أصحاب الحديث فقال: "أعْلَمُهم بحديث الثوريِّ: أحمدُ بن حنبل", قال: فأقبلَ أحمد بن حنبل, فقال: "من أراد أن ينظر إلى ما بين كتفي الثوري فلينظر إلى هذا".
وقال قتيبة: خيرُ أهلِ زماننا: ابن المبارك ثمَّ هذا الشاب -يعني أحمدَ بن حنبل-.
وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد, فمـا خـلَّفتُ بهـا رجلاً أفضـل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.
وقال نصر بن علي الجهضمي: أحمد أفضل أهل زمانه.
وقال أبو عمير بن النحاس الرملي –وقد ذكر أحمد بن حنبل-: رحمه الله, عن الدنيا ما كان أصبره, وبالماضين ما كان أشبهه وبالصالحين ما كان ألحقه, عرضت له الدنيا فأباها, والبدع فنفاها.
وقال قتيبة: لولا الثوري لمات الورع, ولولا أحمد لأحدثوا في الدين, أحمد إمام الدنيا.
وروي عن إسحاق بن راهويه: أحمد حجة بين الله وبين خلقه.
وعن ابن المديني قال: أعزَّ الله الدين بالصديق يوم الردة, وبأحمد يوم المحنة.
وقال النفيلي: كان أحمد بن حنبل من أعلام الدين.
وقال علي بن خشرم: سمعت بشر بن الحارث يقول: أنا أُسأَل عن أحمد بن حنبل أحمد بن حنبل أدخل الكير فخرج ذهباً أحمر.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن المديني, وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ فقال: كانا في الحفظ متقاربين, وكان أحمد أفقه, إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنَّه صاحب سنة.
وقال أبو زرعة: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه, وما رأيت أحداً أكمل من أحمد.
وقال النسائي: جمع أحمدُ بن حنبل: المعرفةَ بالحديث, والفقهَ, والورعَ, والزهدَ, والصبرَ.
قال الخلال: أخبرنا علي بن عبد الصمد الطيالسي قال: مسحت يدي على أحمد بن حنبل
وهو ينظره, فغضب, وجعل ينفض يده ويقول: "عمَّن أخذتم هذا".
وقال الشافعي لأحمد -لما اجتمع به في الرحلة الثانية إلى بغداد في190 هـ, وعمر أحمد إذ ذاك: نيفٌ وثلاثون سنة- يا أبا عبد الله: إذا صحَّ عندكم الحديث؛ فأعلمني به أذهب إليه, حجازياً كان أو شامياً أو عراقياً أو يمنياً.
قال الشيخ أحمد النجمي معلِّقًا: وقول الشافعي له هذه المقالة؛ تعظيمٌ لأحمد, وإجلالٌ له, وأنَّه عنده بهذه المثابة -إذا صحَّح أو ضعف؛ يرجع إليه-.

 

دنيا الامل

مزمار داوُدي
16 نوفمبر 2008
5,572
40
48
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

بارك الله قيكم اخي الفاضل
 

اللوذعي

مزمار فعّال
28 مايو 2009
89
0
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

جزيتمْ خيرا.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع