المتن:
اَلْمُعْرَبَاتُ قِسْمَانِ: قِسْمٌ يُعْرَبُ بِالْحَرَكَاتِ, وَقِسْمٌ يُعْرَبُ بِالْحُرُوفِ.
فَاَلَّذِي يُعْرَبُ بِالْحَرَكَاتِ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ: اَلِاسْمُ اَلْمُفْرَدُ, وَجَمْعُ اَلتَّكْسِيرِ, وَجَمْعُ اَلْمُؤَنَّثِ اَلسَّالِمِ, وَالْفِعْلُ اَلْمُضَارِعُ اَلَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.
وكلها ترفع بالضمة, وتنصب بالفتحة, وتخفض بالكسرة, وتجزم بالسكون .
وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم (ينصب بالكسرة), والاسم الذي لا ينصرف (يخفض بالفتحة), والفعل المضارع المعتل الآخر (يجزم بحذفِ آخرِه).
والذي يعرب بالحروف الأربعة: التثنية, وجمع المذكر السالم, والأسماء الخمسة, والأفعال الخمسة -وهى: يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين-.
فأما التثنية؛ فترفع بالألف, وتنصب وتخفض بالياء.
وأما جمع المذكر السالم؛ فيرفع بالواو, وينصب ويخفض بالياء.
وأما الأسماء الخمسة؛ فترفع بالواو, وتنصب بالألف, وتخفض بالياء.
وأما الأفعال الخمسة؛ فترفع بالنون, وتنصب وتجزم بحذفها.
الشرح:
هذا الفصل هو خلاصة لِمَا ذكره تحت عنوان "باب معرفة علامات الإعراب", ومن اجتاز باب علامات الإعراب سيكون هذا الباب سهلًا عليه.
ويمكن الطالبَ أن يحفظ فكرة التقسيم في هذا الفصل ثم يقومَ بتجربة فهْمِهِ لِما سبق, وذلك بأن يكتب شجرة التقسيم ثم يجعل فراغات بدل الأنواع, ويكمل هو الفراغاتِ بنفسه, ثم يقارِن ما كتبه بما في المتن.
قول المؤلف: "قسم يعرب بالحركات" الحركات ثلاثٌ؛ الفتحةُ والكسرةُ والضمةُ, ويلحق بها: السكون.
والحركات تكون إما ظاهرة وإما مقدرة.
ولْنأخذْ أمثلة لما يعرب بالحركات [والذي يُقصَد في المثال تجدونه ملونًا باللون الأحمر]:
1. الاسم المفرد:
رأى محمدٌ عصفورًا
(رأى): فعل ماضٍ مبني على فتحٍ مقدَّرٍ على الألف, منع من ظهوره التعذُّرُ.
(محمد): فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(عصفورًا): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2. جمع التكسير:
كانت العصافيرُ تغردُ
(كان): فعل ماضٍ ناقصٌ مبني على الفتح, لا محل له من الإعراب.
(تاء التأنيث الساكنة): حرف لا محل له من الإعراب.
(العصافير): اسم كان مرفوع بها, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(تغرد): فعل مضارِع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, والفاعل ضمير مستتر تقديره [هي], والجملة الفعلية في محل نصب خبر [كان].
3. جمع المؤنث السالم:
رأى التلاميذ المعلماتِ
(رأى): فعل ماضي مبني على فتحٍ مقدَّرٍ على الألف, منع من ظهوره التعذُّرُ.
(التلاميذ): فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(المعلمات): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الكسرة الظاهرة على آخره نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم.
4. الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء:
يحب الولد أباه.
(يحب): فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على أخره.
(الولد): فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
(أبا): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة, وهو مضاف, و(ه): ضمير متصل مبني على الضم في محل خفض مضاف إليه.
ولْنأخذْ أمثلة لما يعرب بالحروف [والذي يقصد في المثال تجدونه ملونًا باللون الأحمر]:
1. المثنى:
اشتُريَ قلَمان.
(اشتري): فعل ماضٍ مغيَّر الصيغة مبني على الفتح.
(قلمان): نائب فاعل مرفوع بالفعل, وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى, والنون في آخره: عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فائدة: النون التي في آخر المثنى (والتي تكون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد) تحذَفُ عند الإضافة, نحو: جاء أبوا خالد.
2. جمع المذكر السالم.
إن الحاضرين عشرة.
(إن): حرف توكيد ونصب.
(الحاضرين): اسم [إن] منصوب بها, وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم. والنون في آخره: عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فائدة: النون التي في آخر جمع المذكر السالم (والتي تكون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد) تحذَفُ عند الإضافة, نحو: جاء موظفو الشركة.
(عشرة): خبر [إن] مرفوع بها, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
3. الأسماء الخمسة.
أبوك يريد أن تجتهد.
(أبو): مبتدأ مرفوع بالابتداء, وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة. وهو مضاف, و(الكاف) ضمير متصل مبني على الفتح في محل خفض مضاف إليه.
(يريد): فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره [هو].
(أن) حرف مصدر ونصب واستقبال.
(تجتهد) فعل مضارع منصوب بـ"أن", وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
والفاعل ضمير مستتر تقديره [أنت].
و[أن] وما دخلت عليه: في تأويل مصدر مفعول به. والتقدير: [يريد اجتهادك].
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول به؛ في محل رفع خبر.
4. الأفعال الخمسة.
الحاضرون يتناولون طعام العشاء.
(الحاضرون): مبتدأ مرفوع بالابتداء, وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم.
(يتناولون): فعل مضارع مرفوع, وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة, وواو الجماعة فاعل.
(طعام): مفعول به منصوب بالفعل, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وهو مضاف, و(العشاء): مضاف إليه مخفوض بالمضاف, وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره.
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل والمفعول به؛ في محل رفع خبر.
س: (يتناولون) ليست على وزن (يفعلون), والمؤلف لم يذكر –عندما ذكر الأفعال الخمسة- غيرَ خمسةِ أوزانٍ, وليس هذا منها, فكيف تعربه إعراب الأفعال الخمسة؟!
ج: الأوزان التي ذكرها المؤلف إنما هي أمثلة للفعل المضارع الذي اتصلت به واو الجماعة أو الألف الاثنين أو ياء المخاطبة, وليست الأفعالُ الخمسة محصورةً في الأوزان الخمسة التي ذكرها المؤلف, بل العمدة في معرفة الأفعال الخمسة: الضابط الذي ذكرناه في تعريف الأفعال الخمسة.
س: نعلم أن الفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره, ولكن ما حال الفعل المضارع المجزوم الذي يكون حرف العلة في وسطه –كما في: "يكون", و"يقول"-؟
ج: إذا جُزم الفعل المضارع الصحيح الآخِر, وكان قبل آخِرِه حرف علة؛ فإن هذا سيؤدي إلى أن يلتقيَ ساكنان (حرف العلة, وآخر حروف الفعل), فيُحذَفُ حرفُ العلة الذي قبل آخره لهذا السبب, أما إذا كان بين آخر الفعل وبين حرف العلة المتوسط حرفٌ؛ فإنه لا حذف لحرف العلة عند الجزم.
س: في حالة الفعل المضارع المعتل الآخر المجزوم؛ أيهما أنسب عند الإعراب: أقولُنا: "علامة جزمه حذف آخره", أم قولنا: "علامة جزمه حذف (ونسمي الحرف؛ فنقول –مثلًا-: "حذف الياء")؟
ج: الثاني أنسب.
فائدة: إذا قلنا: "فعل مجزوم بكذا, وعلامة جزمه حذف كذا"؛
نقول إذا كان الحرف المحذوف ألفًا: "والفتحة قبلها دليل عليها".
ونقول إذا كان الحرف المحذوف واوًا: "والضمة قبلها دليل عليها".
ونقول إذا كان الحرف المحذوف ياءً: "والكسرة قبلها دليل عليها".
قال العمريطي في نظمه:
فصل: المعربات
المُعْرَبَاتُ كُلُّهَا قَدْ تُعْرَبُ ^^^ بِالْحَرَكَاتِ أَوْ حُرُوفٍ تَقْرُبُ
فَأَوَّلُ الْقِسْمَيْنِ مِنْهَا أَرْبَعُ ^^^ وَهْيَ الَّتِي مَرَّتْ بِضَمٍّ تُرْفَعُ
وَكُلُّ مَا بِضَمَّةٍ قَدِ ارْتَفَعْ ^^^ فَنَصْبُهُ بِلْفَتْحِ مُطْلَقاً يَقَعْ
وَخَفْضُ الاِسْمِ مِنْهُ بِالْكَسْرِ الْتُزِمْ ^^^ وَالْفِعْلُ مِنْهُ بِاالسُّكُونِ مَنْجَزِمْ
لـكِنْ كَهِنْدَاتٍ لِنَصْبِهِ انْكَسَرْ ^^^ وَغَيْرُ مَصْرُوفٍ بِفَتْحَةٍ يُجَرّ
وَكُلُّ فِعْلٍ كَانَ مُعْتَلاٌّ جُزِمْ ^^^ بِحَذْفِ حَرْفِ عِلَّةٍ كَمَا عُلِمْ
وَالمُعْرَبَاتُ بِالحُرُوفِ أَرْبَعُ ^^^ وَهْيَ المُثَنَّى وَذُكُورٌ تُجْمَعُ
جَمْعاً صَحِيحاً كَالْمِثَالِ الخَالِي ^^^ وَخَمْسَةُ الأَسْمَاءِ وَالأَفْعَالِ
أَمَّا المُثَنَّى فَلِرَفْعِهِ الأَلِفْ ^^^ وَنَصْبُهُ وَجَرُّهُ بِالْيَا عُرفْ
وَكَالْمُثَنَّى الجَمْعُ فِي نَصْبٍ وَجَرّ ^^^ وَرَفْعُهُ بِالْوَاوِ مَرَّ وَاسْتَقَرّ
وَالْخَمْسَةُ الاسْمَا كَهَذَا الجَمْعِ فِي ^^^ رَفْعٍ وَخَفْضٍ وَانْصِبَنْ بِالأَلِفِ
وَالْخَمْسَةُ الأَفْعَالُ رَفْعُهَا عَرِفْ ^^^ بِِنونِهَا وَفِي سوَاهُ تَنْحَذِفْ