إعلانات المنتدى


وقفة قرآنية " قل هذه سبيلي "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى :" قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " يوسف – 108

المعنى الإجمالي : قل لهم -أيها الرسول-: هذه طريقتي، أدعو إلى عبادة الله وحده، على حجة من الله ويقين، أنا ومن اقتدى بي، وأنزِّه الله سبحانه وتعالى عن الشركاء، ولستُ من المشركين مع الله غيره ( التفسير الميسر )

ومن فوائد الآية الكريمة :

أولا : وضوح الطريق عند من يدعو إلى الله ، قال السعدي في تفسيره ( سبيلي أي طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق والعمل به وإيثاره، وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له)

ثانيا : أن يكون الداعية إلى الله يمتلك العلم والبصيرة ( والبصيرة : المعرفة التي يتميز بها الحق من الباطل ، فيدعو ببصيرة مستنيرة ، وحجة واضحة ، وكذلك أتباعي يفعلون ذلك . . . ولن نكفّ عن دعوتنا هذه مهما اعترضنا العقبات .– تفسير الطنطاوي )

ثالثا : قوله تعالى :" أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " لا بد أن يكون لك على الخير أعوانا يثبتونك ويعينونك في دعوتك ، ويتواصون بالحق والصبر

رابعا : الاقتداء بخير داع إلى الله وهو محمد وأصحابه ، قال عبد الله بن مسعود : من كان مستنا فليستن بمن قد مات - فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة - أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .

خامسا : ذكرت أول الآية أن الدعوة تكون لتدلّ على الله " أَدْعُو إِلَى اللَّهِ " ثم ختمت بذكر صفته " وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " ( أي : وأنزّه الله وأجله وأعظمه وأقدسه ، عن أن يكون له شريك أو نظير ، أو عديل أو نديد ، أو ولد أو والد أو صاحبة ، أو وزير أو مشير ، تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوا كبيرا – ابن كثير )

سادسا : البراءة من الشرك وأهله :" وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " ، ( يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به , لست منهم ولا هم منّي.)( الطبري )

سابعا : الدعوة واجب على الجميع ، وفي الآية دلالة على أن أصحاب النبي ﷺ والمؤمنين الذين آمنوا به مأمورون بأن يدعوا إلى الإيمان بما يستطيعون.( ابن عاشور)

وقال ابن القيم : ( وقد أمر النَّبِي ﷺ بالتبليغ عَنهُ ولَو آيَة ودعا لمن بلغ عَنهُ ولَو حَدِيثا وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تَبْلِيغ السِّهام إلى نحور العَدو لِأن ذَلِك التَّبْلِيغ يَفْعَله كثير من النّاس وأما تَبْلِيغ السّنَن فَلا تقوم بِهِ إلّا ورَثَة الأنْبِياء وخلفاؤهم في أممهم جعلنا الله تَعالى مِنهُم بمنّه وكَرمه.)
هذا والله أعلم
منقول بتصرف
 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,488
1,396
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرًا ونفع بك أخي المبارك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع