- 3 ديسمبر 2020
- 318
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
توضح سورة الأنفال قاعدتين أساسيتين في تحقق النصر للمؤمنين وهما :
الأولى : اليقين بأن النصر من عند الله ، وذلك هو السبب المعنوي للنصر ، قال تعالى :" وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱلله"
الثانية : الاستعداد للعدو بكل أنواع القوة وذلك هو السبب المادي للنصر ، قال تعالى :" ( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )
فهذه السورة تحقق مفهوم التوكل على الله، بأن نوقن بأن الله هو الناصر، وأن نبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذا النصر من طاقة مادية
فلا يكفي الدعاء واللجوء إلى الله مع ترك الأخذ بالأسباب، لأننا بذلك نكون مقصرين في فهمنا لطبيعة ديننا ولسنن الله في هذه الأرض.
وبالمقابل، هناك نوع آخر من الناس يأخذون بالأسباب كلها من وضع الخطط والدراسات ، وجهد بالليل والنهار ، وبعد ذلك حين يريدون المقابلة والمقارنة مع قوة الكفار يجدون أنفسهم ضعفاء للغاية، فيظنون أنهم عاجزون عن فعل أي شيء والسبب في ذلك أنهم اعتمدوا على الأسباب المادية فقط ونسوا أن النصر من عند الله.
فالسورة ترشدنا إلى التوازن بين هذين الأمرين: أن نؤمن بتدبير الله أولاً، وأن نبحث عن الشروط المادية لتحقيق النصر.
فأما تجليّات القاعدة الأولى والتي تحقق بها النصر في غزوة بدر والذي هو موضوع سورة الأنفال ، فكان فيما يلي :
توضح سورة الأنفال قاعدتين أساسيتين في تحقق النصر للمؤمنين وهما :
الأولى : اليقين بأن النصر من عند الله ، وذلك هو السبب المعنوي للنصر ، قال تعالى :" وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱلله"
الثانية : الاستعداد للعدو بكل أنواع القوة وذلك هو السبب المادي للنصر ، قال تعالى :" ( وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل )
فهذه السورة تحقق مفهوم التوكل على الله، بأن نوقن بأن الله هو الناصر، وأن نبذل كل جهد ممكن لتحقيق هذا النصر من طاقة مادية
فلا يكفي الدعاء واللجوء إلى الله مع ترك الأخذ بالأسباب، لأننا بذلك نكون مقصرين في فهمنا لطبيعة ديننا ولسنن الله في هذه الأرض.
وبالمقابل، هناك نوع آخر من الناس يأخذون بالأسباب كلها من وضع الخطط والدراسات ، وجهد بالليل والنهار ، وبعد ذلك حين يريدون المقابلة والمقارنة مع قوة الكفار يجدون أنفسهم ضعفاء للغاية، فيظنون أنهم عاجزون عن فعل أي شيء والسبب في ذلك أنهم اعتمدوا على الأسباب المادية فقط ونسوا أن النصر من عند الله.
فالسورة ترشدنا إلى التوازن بين هذين الأمرين: أن نؤمن بتدبير الله أولاً، وأن نبحث عن الشروط المادية لتحقيق النصر.
فأما تجليّات القاعدة الأولى والتي تحقق بها النصر في غزوة بدر والذي هو موضوع سورة الأنفال ، فكان فيما يلي :
- تقدير الله بالخروج للقاء العدو وذلك في قوله تعالى :" كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِٱلْحَقّ وَإِنَّ فَرِيقاً مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَـِّرِهُونَ[ (5)
- تأييد الله بتنزيل النعاس والمطر ، يقول الله تعالى: ]إِذْ يُغَشّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةً مّنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن ٱلسَّمَاء مَاء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَـٰنِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ ٱلاْقْدَامَ[ (11).
- الإستعداد النفسي والمعنوي في قوله تعالى :" : ]إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱلله فِى مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَـٰزَعْتُمْ فِى ٱلاْمْرِ وَلَـٰكِنَّ ٱلله سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ[ (43) ]وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِى أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلّلُكُمْ فِى أَعْيُنِهِمْ...[ (44).
- إنزال الملائكة ، وقوله تعالى: ]إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مّنَ ٱلْمَلَـئِكَةِ مُرْدِفِينَ[ (9). وكذلك قوله: ]إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلَـئِكَةِ أَنّي مَعَكُمْ فَثَبّتُواْ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ سَأُلْقِى فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلاعْنَـٰقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ[ (12).
- تحديد زمان المعركة ومكانها : ]إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَـٰادِ[ (42).
- التأييد بإصابة الهدف : وله تعالى: ]فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱلله قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱلله رَمَىٰ[ (17).
- تحريض المؤمنين على القتال ، قال تعالى :" : ]يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَرّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مّنكُمْ عِشْرُونَ صَـٰبِرُونَ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مّنكُمْ مّاْئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ[ (65) ]ٱلئَـٰنَ خَفَّفَ ٱلله عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مّنكُمْ مّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱلله وَٱلله مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ[ (66).
- طاعة الأوامر وعدم الاختلاف والتنازع ، قال تعالى :" الآية (46): ]وَأَطِيعُواْ ٱلله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱلله مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ[.
- ترك الرياء والعجب ، وإخلاص القصد لله ، قال تعالى :" وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم بَطَراً وَرِئَاء ٱلنَّاسِ...[ (47)
- التحلي بصفات المؤمنين حقا ، في قوله تعالى :" : ]إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱلله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَـٰناً وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[ (2).
- الثبات عند لقاء العدو ، قال تعالى :" : ]يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱلله كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ (45) ، وختام الآية: ]لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ فالفلاح يكون نزول النصر.
- وهذه القوانين ثابتة على مر العصور، فهي سنن الله التي لا تتخلف والله أعلم .
- اللهم نصرك الذي وعدت لعبادك المؤمنين ، اللهم آمين
- منقول بتصرّف
التعديل الأخير: