المبحث الثالث عشر:أحكام المد والقصر
الأصل في هذا الباب ما نقل عن ابن مسعود ــ" ــ أنَّه كان يقرئ رجلاً فقرأ الرجلُ قولَه ــ تعالى ــ:× ÷ ( ) مرسلةً، أي: مقصورة، فقال ابنُ مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسولُ الله ــ ــ قال: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال:=إنَّما الصَّدقَتُ للفقراء والمساكين..إلخ فمدَّها+( ).
قال الحافظ ابنُ الجزري في النشر:=هذا حديث حجَّة ونصٌّ في هذا الباب رجال إسناده ثقات+( ).
وكذلك: حديث أنس في صفة قراءته ــ ــ := أنَّه كان يَمُدُّ مَدًّا+( ).
تعريف المدِّ.
1 ــ في اللغة: الزيادة.
2 ــ وفي الاصطلاح:
إطالة الصوت بحرف المدّ زيادة على المد الطبيعي، وذلك لوجود سبب من أسباب المدّ ــ التي سيأتي بيانُها ــ .
تعريف القصر.
1 ــ في اللغة:الحبس.
2 ــ وفي الاصطلاح:إثبات حرف المدّ من غير زيادة عليه.
المدُّ الأصليُّ.
على ضوء التعريفين السابقين للمدّ والقصر يمكن أن نتعرف على أنَّ المدَّ الأصلي هو: المدُّ الطَّبيعيُّ الذي يسمَّى في عرف القراء بالقصر مجازا، وهو:الذي لا يتوقَّف على سبب، ولا تقوم ذلت الحرف إلاَّ به، ويُمدُّ حركتين وصلا ووقفا، نحو:=قال ــ قيل ــ يقول+.
تعريف الحركة.
اصطلح علماء التجويد على تقدير الغنة والمدود بالحركات، وهو اصطلاح شائع فيما بينهم، فما هي الحركة؟.
والجواب: هي مقدارٌ زمنيٌّ معيَّنٌ حدَّده العلماء بقبض الأصبع، أو بسطها قبضاً أو بسطاً متوسّطاً.
المدُّ الفرعي.
هو ذلك المدُّ الذي تفرَّع عن المدّ الأصليّ الطبيعي وزاد عليه، وتوقَّف على سبب.
أسباب المدّ الفرعي.
للمدّ الفرعي سببان:
أ ــ سبب معنوي.
وهو:ما يسمَّى بمدّ التعظيم، وهو أمر معنوي يأتي في مقام نفي الألوهية عن غير الله ــ تعالى ــ .
وتمدّ=لا+النافية أربع حركات( )لا نقص فيها على سبيل الجواز.
ب ــ سبب لفظي.
وهو:ما توقف على وجود الهمزة،أو السكون وهما من الأسباب الملفوظة التي تدفع لزيادة المدّ.
دراسة الأسباب اللفظية للمدّ
أوَّلاً:اجتماع الهمزة مع حرف المدّ.
إذا اجتمعت الهمزة مع حرف المد سواء تقدمت الهمزة على حرف المد، أو تقدم حرف المد على الهمزة، فإنه يكون سبباً لوجود ثلاثة أنواع من المدود، وهي:
أ:المدّ المتّصل وأحكامه.
أ ــ تعريفه.
هو مجيء الهمزة بعد حرف المد في كلمة واحدة.
ب ــ حكمه.
الوجوب؛ لوجوب مدّه زيادة على المد الطبيعي لجميع القراء اتفاقا، أمَّا بالنسبة لقالون فيمدّه أربه حركات.
جـ ــ بعض أمثلة المد المتصل.
1 ــ فلما جاءه.
2 ــ السُّوء.
3 ــ أولئك.
4 ــ البريئة.
د ــ سبب تسميته بذلك.
سمي المد متصلاً لاتصال الهمزة بحرف المد في كلمة واحدة.
ب : المدُّ المنفصل وأحكامه
أ ــ تعريفه.
هو مجيء الهمزة بعد حرف المدّ منفصلة في كلمة أخرى.
ب ــ حكمه.
الجواز، أي: أنَّه من المدود الجائزة لجواز مدّها وقصرها، وذلك حسب أصول كل رواية.
جـ ــ سبب تسميته بذلك.
سمي منفصلاً لانفصال الهمزة عن حرف المد في كلمة أخرى ــ انفصال حرف المد عن سببه ــ .
د ــ أمثلة للمد المنفصل.
1 ــ بما أنزل .
2 ــ قالوا إنَّا بما أرسلتم.
3 ــ كذلك يوحي إليك.
تنبيهات:
الأوَّل:
ورد لقالون في المد المنفصل وجهان صحيحان مشهوران، وهما:
أ ــ القصر حركتين.
ب ــ التوسط أربعَ حركات.
والقصر هو المقدَّم في الأداء( ).
الثاني:
إذا اجتمع مدَّان فلا يجوز مدُّ أحدهما وقصر الآخر،قال ابنُ الجزري:
...واللَّفظُ في نظيره كمثله
الثالث:
وجه المدّ في المتصل هو: أنَّ الهمز حرف قوي شديد مجهور، وحرف المدّ ضعيف، فزيد مدُّه لتقويته عند مجاورته للقوي، وللتمكن من النطق بالهمز، وخوفاً من سقوطه عند الإسراع( ).
جــ: مدُّ البدل وأحكامه
أ ــ تعريفه.
هو ما تقدَّمت فيه الهمزة على حرف المد في كلمة واحدة.
ب ــ حكمه.
الجواز..فهو من المدود الجائزة حيث يجوز مدُّه أكثر من حركتين ولم يأخذ بهذا غير ورش خاصَّة، حيث يمده أربعاً، وستًّا.
أما بالنسبة لقالون فيمدُّه حركتين فقط قولاً واحدًا( ).
وإلى ذلك أشار إمامنا الشاطبي فقال:
وما بعد همز ثابت أو مغيَّر فقصرٌ، وقد يُروَى لورش مطوَّلاَ( )
أقسام مدّ البدل.
ينقسم مدُّ البدل إلى قسمين هما:
أ ــ بدلٌ أصليٌّ.
وهو ما يكون فيه حرف المد الذي يلي الهمزة مبدلاً من همزة ساكنة، نحو:=ءامن ــ أوتوا ــ إيمانا+.
ب ــ شبيهٌ بالبدل.
وهو عكس الأول بأن يكون حرف المد الذي يلي الهمزة غير مبدل من همزة ، نحو :=تشاءون ــ مئاب+.
فأشبه البدل في تقدم الهمزة على حرف المد،واختلف معه في كون حرف المد غير مبدل من همزة.
قال صاحب التحفة:
أو قُدِّم الهمزُ على المدّ وذا بدل كآمنوا وإيمانا خذا( )
تنبيهات.
التنبيه الأول:
حكم القصر في مدّ البدل مشروطٌ بأن لا يقع بعده همزٌ أو سكونٌ ؛ فينشأ عن ذلك وجود أسباب قويَّة تخرجه من كونه متَّصلاً أو منفصلاً أو لازماً، ولأن البدل هو أضعف أنواع المدود فإنه يهمل ويُعمل بالأقوى إذا اجتمعت ( )، وهذه أمثلة على ذلك.
أمثلة اجتماع البدل مع مدود أقوى منه، وتقديمها عليه.
1 ــ اجتماع البدل مع المتَّصل وتقديم المتَّصل، نحو:=إنَّا برءاءُ+.
2 ــ اجتماع البدل مع المنفصل وتقديم المنفصل، نحو:=رءا أيديهم+.
3 ــ اجتماع البدل مع اللازم وتقديم اللازم، نحو:=ولا ءامِّين+.
قال بعضهم:
أقوى المدود لازمٌ فما اتَّصلْ فعارضٌ فذو انفصالٍ فبدلْ
وسببا مدٍّ إذا ما وُجــــــدا فإنَّ أقوى السَّببين انفـــردا( )
التنبيه الثَّاني.
البدل الأصلي ــ وقد مر بيانه ــ ثابت وصلاً ووقفاً.
مثل: =أوتوا ــ ءامنوا+.
التنبيه الثالث.
البدل غير الأصلي ــ وقد مر تعريفه ــ أنواع.
أ ــ نوع يثبت وصلاً فقط، نحو:=يشاءون ــ فيئوس+.
ب ــ نوعٌ يثبت وقفاً فقط، نحو:=ماءً ــ دعاءً+.
جـ ــ نوع يثبت ابتداء فقط،نحو:=إيتِ ــ إيذن لي ــ أوتُمن+.
ثانياً: اجتماع حرف المدّ مع السُّكون.
هذا هو السَّبب الثاني من الأسباب اللَّفظيَّة للمدّ، وهو: أن يأتي بعد المدّ سواء كان مدغماً أو غير مدغم.
أنواع المد الناشئ عن السُّكون.
يسبب السكون في إيجاد ثلاثة أنواع من المدود، وهي: ــ
أ ــ المدُّ اللازم.
ب ــ المدُّ العارض.
جـ ــ المدُّ اللين.
وإليك تفصيلَ كلِّ هذه الأنواع الناشئة عن السكون.
النَّوع الأوَّل:المدُّ اللاَّزم وأحكامه.
أ ــ تعريفه:
هو: أن يقع سكون أصليٌّ ثابتٌ وصلاً ووقفاً بعد حرف المدّ في كلمة أوفي حرف.
ب ــ سبب تسميته لازماً:
وسمّي لازماً للزوم مدّه ستَّ حركات بإجماع القراء.
جـ ــ أقسام المد اللازم:
ينقسم المدُّ اللازم إلى أربعة أقسام، وهي:
القسم الأوَّل:مدٌّ لازمٌ كلميٌّ مثقَّلٌ.
أ ــ تعريفه:
هو:أن يقع بعد حرف المد سكون أصليّ مدغمٌ في كلمة.
ب ــ مثاله:
=الحاقَّة ــ الظَّانِّين ــ العادِّين+.
جـ ــ لماذا سمِّي بذلك؟
لوقوع هذا المد في كلمة، ولأنَّ السكون فيه مشدَّد أي: مثقَّل.
القسم الثاني: مدٌّ لازمٌ كلميٌّ خفيف.
أ ــ تعريفه:
هو:أن يقع بعد حرف المد سكون أصلي غير مدغم في كلمة.
ب ــ مثاله:
=محيايْ+ في آخر سورة الأنعام ولا ثاني له في القرآن.
جـ ــ سبب تسميته بذلك.
سمي كلميًّا لأن المد وقع في كلمة، ومخفَّفا لأنَّ السكون فيه غير مدغم بخلاف النوع الأوَّل.
القسم الثالث: مدٌّ لازم حرفي مثقَّل.
أ ــ تعريفه.
هو ما جاء فيه سكونٌ أصليٌّ مدغمٌ بعد حرف المدّ في حرف.
ب ــ مثاله.
ألف اللام التي وقعت بعدها ميم مشدَّدة في فواتح السور، كما في أول البقرة=ألمِّ+، وكذلك ياء السين التي وقعت بعدها ميم مشدَّدة كما في أول الشعراء=طسِمِّ+.
القسم الرَّابع:مدٌّ لازمٌ حرفيٌّ مخفَّف.
أ ــ تعريفه.
هو: ما جاء فيه بعد حرف المد أو اللين سكون أصلي غير مدغم في حرف.
ب ــ مثاله.
مد ياء الميم في قوله ــ تعالى ــ :=حم+حيث تمدُّ ستَّ حركات.
هذا: وتمدُّ هذه الأنواع الأربعة من المدود اللازمة ست حركات عند جميع القراء.
تنبيهات مهمَّة.
التنبيه الأوَّل:
مواضع المد الحرفي المثقَّل والمخفف هي فواتح السور التي افتتحت بحروف الهجاء خاصَّة، نحو:=ألم ــ طسم ــ ألر ــ حم+.
التنبيه الثاني:
الحروف التي تمد ست حركات في فواتح السور مجموعة في قولهم:=كم عسل نقص+.
التنبيه الثالث:
يستثنى من هذه الحروف حرف العين، فقد جاء فيه وجهان صحيحان لجميع القراء.
أ ــ المد ست حركات، وهو المقدَّم.
ب ــ المد أربع حركات.
قال الشاطبي ــ رحمه الله ــ :
ومُدَّ له عند الفواتح مشبعاً
وفي عينٍ الوجهان والطُّولُ فُضّلاَ( )
التنبيه الرابع:
قد يعرض لحرف الهجاء الساكن في فواتح السّور ما يحرّكه كما في أوَّل سورة آل عمران:=ألمِّ الله..+.
فيترتب على ذلك وجهان جائزان لجميع القراء بما فيهم إمامنا قالون.
أ ــ المدُّ المشبع ستَّ حركات نظراً للأصل.
ب ــ التوسط أربع حركات نظراً لعروض حركة الميم( ).
التنبيه الخامس:
لفظ=ألف+ في فواتح السور لا يُمدُّ مطلقاً، وإن كان مكوَّناً من ثلاثة أحرف لأنَّ وسطه غيرُ ساكن.
قال الشاطبيُّ:
،، ،، ،، وما في =ألفْ+من حرف مدٍّ فيُمطَلاَ
خلاصةٌ: في ذكر ما يتعلق بفواتح السور
اعلم أنَّ الحروف المقطَّعة في أوائل السور تنقسمُ إلى أربعة أقسام( ).
الأوَّل:
ما كان على ثلاثة أحرف، أوسطها حرف مد ولين.
نحو:=نون ــ لام ــ صاد+.
فهذا النوع يمد مدًّا مشبعا بلا خلاف.
الثاني:
ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين، وهو لفظ=عين+أول مريم والشورى ففيه الوجهان : التوسط والمد، والمد هو المقدم.
الثالث:
ما كان على ثلاثة أحرف وليس أوسطه حرف مدّ ولين، وهو لفظ=ألف+ فهو مقصورٌ بلا خلاف.
الرابع:
ما كان على حرفين ثانيهما حرف مدٍّ، نحو:=طه ــ ر+فيمدُّ حركتين بلا خلاف، وحروف هذا النوع في فواتح السور مجموعة في قولهم:=حي طهر+فهو من قبيل المد الطَّبيعي.
قال الشاطبي ــ ملخصا ما مر ذكره ــ :
ومدَّ له عند الفواتح مشبعا
وفي عين الوجهان والطول فضلا
وفي نحوطه القصر إذ ليس ساكنٌ
وما في=ألف+من حرف مدٍّ فيُمطَلا( )
النوع الثاني:المدّ العارض للسكون وأحكامه.
وهذا هو النوع الثاني من المدود النَّاشئة عن وجود السكون بعد حرف المد.
أ ــ تعريفه.
هو: ما جاء فيه بعد حرف المدّ سكونٌ عارضٌ أي غير أصلي، وإنما عرض بسبب الوقف .
ب ــ أمثلته.
وذلك كالوقف على : =نستعين ــ البيت ــ مئاب+
جـ ــ حكمه: الجواز بمعنى: أنَّه من المدود الجائزة التي يجوز فيها المدُّ والقصر.
د ــ مقداره.
في العارض للسكون على سبيل الإجمال ثلاثة أوجه:
1 ــ القصر حركتين.
2 ــ التوسط أربع حركات.
3 ــ الإشباع ست حركات.
أوجه الوقف على العارض بالتفصيل
اعلم أنَّ الحرف الموقوف عليه بالسّكون العارض لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى:
أن يكون الحرف الموقوف عليه مفتوحاً.
ففيه ثلاثة أوجه، وهي المذكورة سابقا مع السكون المحض كالوقف على لفظ:=العالمينَ+.
الحالة الثَّانية:
أن يكون الحرف الموقوف عليه مجروراً.
ففيه الثلاثة أوجه السابقة مع زيادة وجه رابع وهو القصر حركتين مع الرَّوْم، وذلك كالوقف على لفظ الدّين في قوله ــ تعالى ــ :× ÷ .
الحالة الثالثة:
أن يكون الحرف الموقوف عليه مضموماً.
ففيه الأوجه الأربعة الفائتة مع زيادة ثلاثة أوجه أخرى، وهي: القصر والتوسط والمدُّ مع الإشمام؛ فتصير الأوجه سبعة.
وذلك: كالوقف على لفظ:=نستعينُ+في سورة الفاتحة.
قال بعضهم:
في العارض الممدود سبعةٌ أتت
إن ضُمَّ نحو نستعيُن ثبتت
مدٌّ توسّط وقصرٌ سكنا *
واشمم وزد رَوْما بقصر أُعلنا
وأربع في الجر ّلا تُشمم سما
في النصب إسكان كما تقدَّما( )
تنبيهات.
الأول:
الرَّوم هو: الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد( ).
الثاني:
الإشمام هو: إطباق الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ولا يكون إلا في المرفوع والمضموم فقط( ).
الثالث:
إذا اجتمع مدَّان عارضان للسكون أو أكثر في حالة القراءة كالوقوف على فواصل سورة الفاتحة ــ مثلاً ــ فلا ينبغي للقارئ أن يمدَّ أحدها أكثر أو أقلَّ من الآخر بحجة أن كل مد عارض للسكون فيه الأوجه الثلاثة فيمدّ الأول حركتين والثاني أربع حركات، والثالث ست حركات،، وهكذا.
إذ كلُّ ذلك لا يجوز، والذي ينبغي هو التَّسوية بما جاء في العارض الأول من المد، وباقي العوارض تابعة له.
وعلَّة المنع هي:أن رواة القصر في العارض غير رواة التوسط، ورواة التوسط غير رواة المد.
فلينتبه القارئ إلى هذا الخلط أثناء القراءة، وليمش على طريقة واحدة في العارض للسكون، وهو من علامات البراعة في هذا الفنِّ.
كيفيَّة الوقف على المهموز المتَّصل
إذا انتهت الكلمة بمد متصل، فإن همزه لا يخلو من أن يكون مفتوحاً أو مكسوراً، أو مضموماً، وحينئذ فإن كيفية الوقف على الهمز تتفاوت باختلاف حركته.
وإليك بيانَ ذلك:
1 ــ إذا كان الهمز الموقوف عليه مفتوحاً، ففيه ثلاثة أوجه لقالون، وهي:
أ ــ المدّ ثلاث حركات مع السّكون المحض.
ب ـــ المدّ أربع حركات مع السكون المحض.
جـ ــ المد ّستّ حركات مع السكون المحض.
2 ــ إذا كان الهمز الموقوف عليه مكسوراً، ففيه خمسة أوجه، وهي:
الثلاثة الآنفة الذكر مع زيادة وجهين آخريْن، وهما:
أ ــ المدّ ثلاث حركات مع الرَّوم.
ب ــ المدّ أربع حركات مع الرَّوم.
فهذه خمسة أوجه في المهموز المكسور.
3 ــ إذا كان الهمز الموقوف عليه مضموماً، ففيه ثمانية أوجه لقالون، وهي:
الأوجه الخمسة الآنفة الذكر، مع زيادة ثلاثة أوجه أخرى، وهي:
أ ــ المدّ ثلاث حركات مع الإشمام.
ب ــ المد أربع حركات مع الإشمام.
جـ ــ المدّ ست حركات مع الإشمام.
فيصبح عدد الأوجه الجائزة في المهموز المتصل المضموم ثمانية أوجه فتأمَّل.
كيفيَّة الوقف على هاء التأنيث
1 ــ اعلم أنَّ هاء التأنيث من المواضع التي لا يدخلها رومٌ ولا إشمام.
2 ــ وهي في الوصل تاء، وفي الوقف هاء.
3 ــ وتتحرك بالحركات الثلاثة=الرفع ــ النصب ــ الجر+.
4 ــ وأمثلتها:
=ويقيموا الصلوة ــ ببضاعة مزجية ــ تنزل التورية +.
5 ــ كيفية الوقف عليها:
يوقف عليها في جميع الأحوال بثلاثة أوجه( )، وهي:
أ ــ القصر حركتين بالسكون المحض.
ب ــ التوسط أربع حركات بالسكون المحض.
جـ ــ المد ست حركات بالسكون المحض.
كيفيَّة الوقف على هاء الضمير
1 ــ يمنع الوقف على هاء الضمير بالروم ولإشمام مطلقاً، قياسا على هاء التأنيث، وهناك قولان آخران هما:
أ ــ جواز الروم والإشمام فيها مطلقا.
ب ــ التفصيل، وهو أعدل الآراء، وملخصه: امتناع الروم والإشمام في أربع صور، وجوازه في ثلاثة،وهذا تفصيلها:ــ
أوَّلاً:
الصور التي يمتنع فيها الروم والإشمام عند الوقف على هاء الضمير.
أ ــ أن يقع قبلها ياء ساكنة مدّيَّة أو لينيَّة، نحو:=فيه ــ لوالديْه+.
ب ــ أن يقع قبلها واوٌ ساكنة مدّيَّة أو لينيَّةٌ، نحو:=وبشَّروه ــ رأَوْه+.
جـ ــ أب يقع قبلها كسرةٌ، نحو:=إلى أهله ــ لربِّه+.
د ــ أن يقع قبلها ضمَّة، نحو:=جزاؤُهُ ــ قلتُه+.
ثانياً:
الصور التي يجوز فيها الرَّوم والإشمام عند الوقف على هاء الضمير.
أ ــ أن يقع قبلها فتحة، نحو:=لن تُخلَفَه+.
ب ــ أن يقع قبلها ساكنٌ صحيحٌ، نحو:=فليصُمْه+.
جـ ــ أن يقع قبلها ألف المد، نحو:=اجتباه ــ هداه+.
النَّوع الثالث:مدُّ اللين وأحكامه
1 ــ تعريفه.
هو:أن يقع حرف الياء أو الواو الساكنتين المفتوح ما قلهما ساكن عارض بسبب الوقف.
2 ــ مثاله.
الوقف على :=القوْل ــ البيْت ــ والصيْف+.
3 ــ الأوجه الجائزة في مدّ اللين.
أ ــ القصر حركتين.
ب ــ التوسط أربع حركات.
جـ ــ الطُّول ست حركات.
هذا على سبيل الإجمال، أمَّا بالنَّظر إلى حركة حرفه الأخير فقد سبق الكلام عليه بما يغني عن إعادته مرَّة أخرى.
الأصل في هذا الباب ما نقل عن ابن مسعود ــ" ــ أنَّه كان يقرئ رجلاً فقرأ الرجلُ قولَه ــ تعالى ــ:× ÷ ( ) مرسلةً، أي: مقصورة، فقال ابنُ مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسولُ الله ــ ــ قال: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال:=إنَّما الصَّدقَتُ للفقراء والمساكين..إلخ فمدَّها+( ).
قال الحافظ ابنُ الجزري في النشر:=هذا حديث حجَّة ونصٌّ في هذا الباب رجال إسناده ثقات+( ).
وكذلك: حديث أنس في صفة قراءته ــ ــ := أنَّه كان يَمُدُّ مَدًّا+( ).
تعريف المدِّ.
1 ــ في اللغة: الزيادة.
2 ــ وفي الاصطلاح:
إطالة الصوت بحرف المدّ زيادة على المد الطبيعي، وذلك لوجود سبب من أسباب المدّ ــ التي سيأتي بيانُها ــ .
تعريف القصر.
1 ــ في اللغة:الحبس.
2 ــ وفي الاصطلاح:إثبات حرف المدّ من غير زيادة عليه.
المدُّ الأصليُّ.
على ضوء التعريفين السابقين للمدّ والقصر يمكن أن نتعرف على أنَّ المدَّ الأصلي هو: المدُّ الطَّبيعيُّ الذي يسمَّى في عرف القراء بالقصر مجازا، وهو:الذي لا يتوقَّف على سبب، ولا تقوم ذلت الحرف إلاَّ به، ويُمدُّ حركتين وصلا ووقفا، نحو:=قال ــ قيل ــ يقول+.
تعريف الحركة.
اصطلح علماء التجويد على تقدير الغنة والمدود بالحركات، وهو اصطلاح شائع فيما بينهم، فما هي الحركة؟.
والجواب: هي مقدارٌ زمنيٌّ معيَّنٌ حدَّده العلماء بقبض الأصبع، أو بسطها قبضاً أو بسطاً متوسّطاً.
المدُّ الفرعي.
هو ذلك المدُّ الذي تفرَّع عن المدّ الأصليّ الطبيعي وزاد عليه، وتوقَّف على سبب.
أسباب المدّ الفرعي.
للمدّ الفرعي سببان:
أ ــ سبب معنوي.
وهو:ما يسمَّى بمدّ التعظيم، وهو أمر معنوي يأتي في مقام نفي الألوهية عن غير الله ــ تعالى ــ .
وتمدّ=لا+النافية أربع حركات( )لا نقص فيها على سبيل الجواز.
ب ــ سبب لفظي.
وهو:ما توقف على وجود الهمزة،أو السكون وهما من الأسباب الملفوظة التي تدفع لزيادة المدّ.
دراسة الأسباب اللفظية للمدّ
أوَّلاً:اجتماع الهمزة مع حرف المدّ.
إذا اجتمعت الهمزة مع حرف المد سواء تقدمت الهمزة على حرف المد، أو تقدم حرف المد على الهمزة، فإنه يكون سبباً لوجود ثلاثة أنواع من المدود، وهي:
أ:المدّ المتّصل وأحكامه.
أ ــ تعريفه.
هو مجيء الهمزة بعد حرف المد في كلمة واحدة.
ب ــ حكمه.
الوجوب؛ لوجوب مدّه زيادة على المد الطبيعي لجميع القراء اتفاقا، أمَّا بالنسبة لقالون فيمدّه أربه حركات.
جـ ــ بعض أمثلة المد المتصل.
1 ــ فلما جاءه.
2 ــ السُّوء.
3 ــ أولئك.
4 ــ البريئة.
د ــ سبب تسميته بذلك.
سمي المد متصلاً لاتصال الهمزة بحرف المد في كلمة واحدة.
ب : المدُّ المنفصل وأحكامه
أ ــ تعريفه.
هو مجيء الهمزة بعد حرف المدّ منفصلة في كلمة أخرى.
ب ــ حكمه.
الجواز، أي: أنَّه من المدود الجائزة لجواز مدّها وقصرها، وذلك حسب أصول كل رواية.
جـ ــ سبب تسميته بذلك.
سمي منفصلاً لانفصال الهمزة عن حرف المد في كلمة أخرى ــ انفصال حرف المد عن سببه ــ .
د ــ أمثلة للمد المنفصل.
1 ــ بما أنزل .
2 ــ قالوا إنَّا بما أرسلتم.
3 ــ كذلك يوحي إليك.
تنبيهات:
الأوَّل:
ورد لقالون في المد المنفصل وجهان صحيحان مشهوران، وهما:
أ ــ القصر حركتين.
ب ــ التوسط أربعَ حركات.
والقصر هو المقدَّم في الأداء( ).
الثاني:
إذا اجتمع مدَّان فلا يجوز مدُّ أحدهما وقصر الآخر،قال ابنُ الجزري:
...واللَّفظُ في نظيره كمثله
الثالث:
وجه المدّ في المتصل هو: أنَّ الهمز حرف قوي شديد مجهور، وحرف المدّ ضعيف، فزيد مدُّه لتقويته عند مجاورته للقوي، وللتمكن من النطق بالهمز، وخوفاً من سقوطه عند الإسراع( ).
جــ: مدُّ البدل وأحكامه
أ ــ تعريفه.
هو ما تقدَّمت فيه الهمزة على حرف المد في كلمة واحدة.
ب ــ حكمه.
الجواز..فهو من المدود الجائزة حيث يجوز مدُّه أكثر من حركتين ولم يأخذ بهذا غير ورش خاصَّة، حيث يمده أربعاً، وستًّا.
أما بالنسبة لقالون فيمدُّه حركتين فقط قولاً واحدًا( ).
وإلى ذلك أشار إمامنا الشاطبي فقال:
وما بعد همز ثابت أو مغيَّر فقصرٌ، وقد يُروَى لورش مطوَّلاَ( )
أقسام مدّ البدل.
ينقسم مدُّ البدل إلى قسمين هما:
أ ــ بدلٌ أصليٌّ.
وهو ما يكون فيه حرف المد الذي يلي الهمزة مبدلاً من همزة ساكنة، نحو:=ءامن ــ أوتوا ــ إيمانا+.
ب ــ شبيهٌ بالبدل.
وهو عكس الأول بأن يكون حرف المد الذي يلي الهمزة غير مبدل من همزة ، نحو :=تشاءون ــ مئاب+.
فأشبه البدل في تقدم الهمزة على حرف المد،واختلف معه في كون حرف المد غير مبدل من همزة.
قال صاحب التحفة:
أو قُدِّم الهمزُ على المدّ وذا بدل كآمنوا وإيمانا خذا( )
تنبيهات.
التنبيه الأول:
حكم القصر في مدّ البدل مشروطٌ بأن لا يقع بعده همزٌ أو سكونٌ ؛ فينشأ عن ذلك وجود أسباب قويَّة تخرجه من كونه متَّصلاً أو منفصلاً أو لازماً، ولأن البدل هو أضعف أنواع المدود فإنه يهمل ويُعمل بالأقوى إذا اجتمعت ( )، وهذه أمثلة على ذلك.
أمثلة اجتماع البدل مع مدود أقوى منه، وتقديمها عليه.
1 ــ اجتماع البدل مع المتَّصل وتقديم المتَّصل، نحو:=إنَّا برءاءُ+.
2 ــ اجتماع البدل مع المنفصل وتقديم المنفصل، نحو:=رءا أيديهم+.
3 ــ اجتماع البدل مع اللازم وتقديم اللازم، نحو:=ولا ءامِّين+.
قال بعضهم:
أقوى المدود لازمٌ فما اتَّصلْ فعارضٌ فذو انفصالٍ فبدلْ
وسببا مدٍّ إذا ما وُجــــــدا فإنَّ أقوى السَّببين انفـــردا( )
التنبيه الثَّاني.
البدل الأصلي ــ وقد مر بيانه ــ ثابت وصلاً ووقفاً.
مثل: =أوتوا ــ ءامنوا+.
التنبيه الثالث.
البدل غير الأصلي ــ وقد مر تعريفه ــ أنواع.
أ ــ نوع يثبت وصلاً فقط، نحو:=يشاءون ــ فيئوس+.
ب ــ نوعٌ يثبت وقفاً فقط، نحو:=ماءً ــ دعاءً+.
جـ ــ نوع يثبت ابتداء فقط،نحو:=إيتِ ــ إيذن لي ــ أوتُمن+.
ثانياً: اجتماع حرف المدّ مع السُّكون.
هذا هو السَّبب الثاني من الأسباب اللَّفظيَّة للمدّ، وهو: أن يأتي بعد المدّ سواء كان مدغماً أو غير مدغم.
أنواع المد الناشئ عن السُّكون.
يسبب السكون في إيجاد ثلاثة أنواع من المدود، وهي: ــ
أ ــ المدُّ اللازم.
ب ــ المدُّ العارض.
جـ ــ المدُّ اللين.
وإليك تفصيلَ كلِّ هذه الأنواع الناشئة عن السكون.
النَّوع الأوَّل:المدُّ اللاَّزم وأحكامه.
أ ــ تعريفه:
هو: أن يقع سكون أصليٌّ ثابتٌ وصلاً ووقفاً بعد حرف المدّ في كلمة أوفي حرف.
ب ــ سبب تسميته لازماً:
وسمّي لازماً للزوم مدّه ستَّ حركات بإجماع القراء.
جـ ــ أقسام المد اللازم:
ينقسم المدُّ اللازم إلى أربعة أقسام، وهي:
القسم الأوَّل:مدٌّ لازمٌ كلميٌّ مثقَّلٌ.
أ ــ تعريفه:
هو:أن يقع بعد حرف المد سكون أصليّ مدغمٌ في كلمة.
ب ــ مثاله:
=الحاقَّة ــ الظَّانِّين ــ العادِّين+.
جـ ــ لماذا سمِّي بذلك؟
لوقوع هذا المد في كلمة، ولأنَّ السكون فيه مشدَّد أي: مثقَّل.
القسم الثاني: مدٌّ لازمٌ كلميٌّ خفيف.
أ ــ تعريفه:
هو:أن يقع بعد حرف المد سكون أصلي غير مدغم في كلمة.
ب ــ مثاله:
=محيايْ+ في آخر سورة الأنعام ولا ثاني له في القرآن.
جـ ــ سبب تسميته بذلك.
سمي كلميًّا لأن المد وقع في كلمة، ومخفَّفا لأنَّ السكون فيه غير مدغم بخلاف النوع الأوَّل.
القسم الثالث: مدٌّ لازم حرفي مثقَّل.
أ ــ تعريفه.
هو ما جاء فيه سكونٌ أصليٌّ مدغمٌ بعد حرف المدّ في حرف.
ب ــ مثاله.
ألف اللام التي وقعت بعدها ميم مشدَّدة في فواتح السور، كما في أول البقرة=ألمِّ+، وكذلك ياء السين التي وقعت بعدها ميم مشدَّدة كما في أول الشعراء=طسِمِّ+.
القسم الرَّابع:مدٌّ لازمٌ حرفيٌّ مخفَّف.
أ ــ تعريفه.
هو: ما جاء فيه بعد حرف المد أو اللين سكون أصلي غير مدغم في حرف.
ب ــ مثاله.
مد ياء الميم في قوله ــ تعالى ــ :=حم+حيث تمدُّ ستَّ حركات.
هذا: وتمدُّ هذه الأنواع الأربعة من المدود اللازمة ست حركات عند جميع القراء.
تنبيهات مهمَّة.
التنبيه الأوَّل:
مواضع المد الحرفي المثقَّل والمخفف هي فواتح السور التي افتتحت بحروف الهجاء خاصَّة، نحو:=ألم ــ طسم ــ ألر ــ حم+.
التنبيه الثاني:
الحروف التي تمد ست حركات في فواتح السور مجموعة في قولهم:=كم عسل نقص+.
التنبيه الثالث:
يستثنى من هذه الحروف حرف العين، فقد جاء فيه وجهان صحيحان لجميع القراء.
أ ــ المد ست حركات، وهو المقدَّم.
ب ــ المد أربع حركات.
قال الشاطبي ــ رحمه الله ــ :
ومُدَّ له عند الفواتح مشبعاً
وفي عينٍ الوجهان والطُّولُ فُضّلاَ( )
التنبيه الرابع:
قد يعرض لحرف الهجاء الساكن في فواتح السّور ما يحرّكه كما في أوَّل سورة آل عمران:=ألمِّ الله..+.
فيترتب على ذلك وجهان جائزان لجميع القراء بما فيهم إمامنا قالون.
أ ــ المدُّ المشبع ستَّ حركات نظراً للأصل.
ب ــ التوسط أربع حركات نظراً لعروض حركة الميم( ).
التنبيه الخامس:
لفظ=ألف+ في فواتح السور لا يُمدُّ مطلقاً، وإن كان مكوَّناً من ثلاثة أحرف لأنَّ وسطه غيرُ ساكن.
قال الشاطبيُّ:
،، ،، ،، وما في =ألفْ+من حرف مدٍّ فيُمطَلاَ
خلاصةٌ: في ذكر ما يتعلق بفواتح السور
اعلم أنَّ الحروف المقطَّعة في أوائل السور تنقسمُ إلى أربعة أقسام( ).
الأوَّل:
ما كان على ثلاثة أحرف، أوسطها حرف مد ولين.
نحو:=نون ــ لام ــ صاد+.
فهذا النوع يمد مدًّا مشبعا بلا خلاف.
الثاني:
ما كان على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين، وهو لفظ=عين+أول مريم والشورى ففيه الوجهان : التوسط والمد، والمد هو المقدم.
الثالث:
ما كان على ثلاثة أحرف وليس أوسطه حرف مدّ ولين، وهو لفظ=ألف+ فهو مقصورٌ بلا خلاف.
الرابع:
ما كان على حرفين ثانيهما حرف مدٍّ، نحو:=طه ــ ر+فيمدُّ حركتين بلا خلاف، وحروف هذا النوع في فواتح السور مجموعة في قولهم:=حي طهر+فهو من قبيل المد الطَّبيعي.
قال الشاطبي ــ ملخصا ما مر ذكره ــ :
ومدَّ له عند الفواتح مشبعا
وفي عين الوجهان والطول فضلا
وفي نحوطه القصر إذ ليس ساكنٌ
وما في=ألف+من حرف مدٍّ فيُمطَلا( )
النوع الثاني:المدّ العارض للسكون وأحكامه.
وهذا هو النوع الثاني من المدود النَّاشئة عن وجود السكون بعد حرف المد.
أ ــ تعريفه.
هو: ما جاء فيه بعد حرف المدّ سكونٌ عارضٌ أي غير أصلي، وإنما عرض بسبب الوقف .
ب ــ أمثلته.
وذلك كالوقف على : =نستعين ــ البيت ــ مئاب+
جـ ــ حكمه: الجواز بمعنى: أنَّه من المدود الجائزة التي يجوز فيها المدُّ والقصر.
د ــ مقداره.
في العارض للسكون على سبيل الإجمال ثلاثة أوجه:
1 ــ القصر حركتين.
2 ــ التوسط أربع حركات.
3 ــ الإشباع ست حركات.
أوجه الوقف على العارض بالتفصيل
اعلم أنَّ الحرف الموقوف عليه بالسّكون العارض لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى:
أن يكون الحرف الموقوف عليه مفتوحاً.
ففيه ثلاثة أوجه، وهي المذكورة سابقا مع السكون المحض كالوقف على لفظ:=العالمينَ+.
الحالة الثَّانية:
أن يكون الحرف الموقوف عليه مجروراً.
ففيه الثلاثة أوجه السابقة مع زيادة وجه رابع وهو القصر حركتين مع الرَّوْم، وذلك كالوقف على لفظ الدّين في قوله ــ تعالى ــ :× ÷ .
الحالة الثالثة:
أن يكون الحرف الموقوف عليه مضموماً.
ففيه الأوجه الأربعة الفائتة مع زيادة ثلاثة أوجه أخرى، وهي: القصر والتوسط والمدُّ مع الإشمام؛ فتصير الأوجه سبعة.
وذلك: كالوقف على لفظ:=نستعينُ+في سورة الفاتحة.
قال بعضهم:
في العارض الممدود سبعةٌ أتت
إن ضُمَّ نحو نستعيُن ثبتت
مدٌّ توسّط وقصرٌ سكنا *
واشمم وزد رَوْما بقصر أُعلنا
وأربع في الجر ّلا تُشمم سما
في النصب إسكان كما تقدَّما( )
تنبيهات.
الأول:
الرَّوم هو: الإتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد( ).
الثاني:
الإشمام هو: إطباق الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ولا يكون إلا في المرفوع والمضموم فقط( ).
الثالث:
إذا اجتمع مدَّان عارضان للسكون أو أكثر في حالة القراءة كالوقوف على فواصل سورة الفاتحة ــ مثلاً ــ فلا ينبغي للقارئ أن يمدَّ أحدها أكثر أو أقلَّ من الآخر بحجة أن كل مد عارض للسكون فيه الأوجه الثلاثة فيمدّ الأول حركتين والثاني أربع حركات، والثالث ست حركات،، وهكذا.
إذ كلُّ ذلك لا يجوز، والذي ينبغي هو التَّسوية بما جاء في العارض الأول من المد، وباقي العوارض تابعة له.
وعلَّة المنع هي:أن رواة القصر في العارض غير رواة التوسط، ورواة التوسط غير رواة المد.
فلينتبه القارئ إلى هذا الخلط أثناء القراءة، وليمش على طريقة واحدة في العارض للسكون، وهو من علامات البراعة في هذا الفنِّ.
كيفيَّة الوقف على المهموز المتَّصل
إذا انتهت الكلمة بمد متصل، فإن همزه لا يخلو من أن يكون مفتوحاً أو مكسوراً، أو مضموماً، وحينئذ فإن كيفية الوقف على الهمز تتفاوت باختلاف حركته.
وإليك بيانَ ذلك:
1 ــ إذا كان الهمز الموقوف عليه مفتوحاً، ففيه ثلاثة أوجه لقالون، وهي:
أ ــ المدّ ثلاث حركات مع السّكون المحض.
ب ـــ المدّ أربع حركات مع السكون المحض.
جـ ــ المد ّستّ حركات مع السكون المحض.
2 ــ إذا كان الهمز الموقوف عليه مكسوراً، ففيه خمسة أوجه، وهي:
الثلاثة الآنفة الذكر مع زيادة وجهين آخريْن، وهما:
أ ــ المدّ ثلاث حركات مع الرَّوم.
ب ــ المدّ أربع حركات مع الرَّوم.
فهذه خمسة أوجه في المهموز المكسور.
3 ــ إذا كان الهمز الموقوف عليه مضموماً، ففيه ثمانية أوجه لقالون، وهي:
الأوجه الخمسة الآنفة الذكر، مع زيادة ثلاثة أوجه أخرى، وهي:
أ ــ المدّ ثلاث حركات مع الإشمام.
ب ــ المد أربع حركات مع الإشمام.
جـ ــ المدّ ست حركات مع الإشمام.
فيصبح عدد الأوجه الجائزة في المهموز المتصل المضموم ثمانية أوجه فتأمَّل.
كيفيَّة الوقف على هاء التأنيث
1 ــ اعلم أنَّ هاء التأنيث من المواضع التي لا يدخلها رومٌ ولا إشمام.
2 ــ وهي في الوصل تاء، وفي الوقف هاء.
3 ــ وتتحرك بالحركات الثلاثة=الرفع ــ النصب ــ الجر+.
4 ــ وأمثلتها:
=ويقيموا الصلوة ــ ببضاعة مزجية ــ تنزل التورية +.
5 ــ كيفية الوقف عليها:
يوقف عليها في جميع الأحوال بثلاثة أوجه( )، وهي:
أ ــ القصر حركتين بالسكون المحض.
ب ــ التوسط أربع حركات بالسكون المحض.
جـ ــ المد ست حركات بالسكون المحض.
كيفيَّة الوقف على هاء الضمير
1 ــ يمنع الوقف على هاء الضمير بالروم ولإشمام مطلقاً، قياسا على هاء التأنيث، وهناك قولان آخران هما:
أ ــ جواز الروم والإشمام فيها مطلقا.
ب ــ التفصيل، وهو أعدل الآراء، وملخصه: امتناع الروم والإشمام في أربع صور، وجوازه في ثلاثة،وهذا تفصيلها:ــ
أوَّلاً:
الصور التي يمتنع فيها الروم والإشمام عند الوقف على هاء الضمير.
أ ــ أن يقع قبلها ياء ساكنة مدّيَّة أو لينيَّة، نحو:=فيه ــ لوالديْه+.
ب ــ أن يقع قبلها واوٌ ساكنة مدّيَّة أو لينيَّةٌ، نحو:=وبشَّروه ــ رأَوْه+.
جـ ــ أب يقع قبلها كسرةٌ، نحو:=إلى أهله ــ لربِّه+.
د ــ أن يقع قبلها ضمَّة، نحو:=جزاؤُهُ ــ قلتُه+.
ثانياً:
الصور التي يجوز فيها الرَّوم والإشمام عند الوقف على هاء الضمير.
أ ــ أن يقع قبلها فتحة، نحو:=لن تُخلَفَه+.
ب ــ أن يقع قبلها ساكنٌ صحيحٌ، نحو:=فليصُمْه+.
جـ ــ أن يقع قبلها ألف المد، نحو:=اجتباه ــ هداه+.
النَّوع الثالث:مدُّ اللين وأحكامه
1 ــ تعريفه.
هو:أن يقع حرف الياء أو الواو الساكنتين المفتوح ما قلهما ساكن عارض بسبب الوقف.
2 ــ مثاله.
الوقف على :=القوْل ــ البيْت ــ والصيْف+.
3 ــ الأوجه الجائزة في مدّ اللين.
أ ــ القصر حركتين.
ب ــ التوسط أربع حركات.
جـ ــ الطُّول ست حركات.
هذا على سبيل الإجمال، أمَّا بالنَّظر إلى حركة حرفه الأخير فقد سبق الكلام عليه بما يغني عن إعادته مرَّة أخرى.
