إعلانات المنتدى


الرقية الشرعية والأحكام المتعلقة بها

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابو هاجر المغربي

مزمار جديد
14 ديسمبر 2007
15
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد



ما معنى الرقية الشرعية وما هو دليلها ؟؟

أولا : المعنى اللغوي للرقية :-
معنى الرقية في أصل الفعل رقى من الرقى والترقي وهو الصعود والارتفاع، ورقأ بالهمز أي سكن وارتفع وكأن الرقية ما يزول به المرض ويرتفع ويسكن به الألم والرقية هي العوذة بمعنى اللجوء لمن يحتمي به. {لسان العرب}

قال أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي رقيته أرقيه رقيا \" من باب رمى\" : عوذته بالله ، والاسم \" الرقيا \" على \" فعلى \" والمرة \" رقية \" والجمع \" رقى \" )
( المصباح المنير - 1 / 236 ) 0
وقال الجوهري تقول منه : استرقيته فرقاني رقية فهو راق )
( الصحاح \" تاج اللغة وصحاح العربية \" - 6 / 2361 ) 0

قال ابن سيده : ( الرقية هي العوذة ، قال عروة :

فما تركا من عوذة يعرفانها ولا رقيـة إلا بها رقياني )
( المحكم والمحيط الأعظم في اللغة - ابن سيده - 6 / 309 ) 0

قال الأزهري : ( رقى الراقي رقية ورقيا : إذا عوذ ونفث ) 0 تهذيب اللغة - 9 / 293
قال ابن الأثير : ( الرقية : العوذة التي يرقي بها صاحب الآفة ، كالحمى والصرع ، وغير ذلك من الآفات ) النهاية في غريب الحديث - 2 / 254 0

قال ابن منظور والرقية : العوذة ، معروفة ، والجمع رقى 0 وتقول : استرقيته فرقاني رقية ، فهو راق ، وقد رقاه رقيا ورقيا 0 ورجل رقاء : صاحب رقى0 يقال : رقى الراقي رقية ورقيا إذا عوذ ونفث في عوذته ) لسان العرب - 14 / 332
* ثانيا : المعنى الشرعي للرقية :-

لا يختلف معنى الرقية في الشرع عن المعنى اللغوي كثيرا إذ الرقية هي العوذة في اللغة أي الملتجأ ( القاموس المحيط - مادة \" عوذ \" ( 428 ) 00 فالمرقي يلتجئ إلى الرقية لكي يشفى مما أصابه وسواء تلك الرقية كانت مشروعة أو ممنوعة هذا في اللغة 0 أما في الشرع فالمراد بالرقية المشروعة : هي ما كان من الأدعية المشروعة أو الآيات القرآنية 0

وقد عرفها بعض أهل العلم بما يلي :

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( الرقية : هي العوذة بضم العين أي ما يرقى به من الدعاء لطلب الشفاء ) 0 عون المعبود شرح سنن أبي داوود - 10 / 370 ) 0

قال ابن تيمية : ( الرقى بمعنى التعويذ ، والاسترقاء طلب الرقية ، وهو من أنواع الدعاء ) 0 مجموع الفتاوى - 1 / 182 ، 328 - 10 / 195 )

روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل".
{مسلم (2204)}

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً". {ح 5678 ك الطب}

وفي رواية الترمذي وأحمد: "إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً، علمه من علمه وجهله من جهله".

وفي رواية "إن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، إلا داءً واحدًا قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم".




ما هي أدلة جوازها من الكتاب والسنة


الكتاب ( القرآن ):

قال تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين *قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون {يونس:57-58}.

وقال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا{الإسراء:82}.

وقال تعالى: ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد {فصلت:44}.

السنة :

روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت: إن سيد الحي سليم(لديغ) لُدغ، فهل فيكم من راقٍ؟ فقام معها رجلٌ منا ما كنا نظنه يُحسن رقية، فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطاه غنما، وسقونا لبنا، فقلنا: أكنت تحسن رقية؟ قال: ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب، فقلت: لا تحركوها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك فقال: ما كان يدريه أنها رقية، أقسموا واضربوا لي بسهم معكم.
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأفسح بيده رجاء بركتها. {متفق عليه}


وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات. {ح2192}
في الصحيح من حديث عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا في جسده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: باسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". {رواه مسلم}


وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد. اشتكيت؟ فقال: نعم. قال: باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك". {رواه مسلم}


وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا

وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذكار والأدعية التي يتعوذ ويسترقي بها كثير يُلتمس في مظانه من كتب الحديث والكتب التي جمعت أذكار النبي صلى الله عليه وسلم وأدعيته المثبتة بالأسانيد الصحيحة.
* قال السيوطي وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف قال : كان يقال : أن المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة 0 فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت : إني أراك اليوم صالحا 0 قال : إنه قرئ عندي القرآن ) 0 الدر المنثور - 3 / 553 ) 0

* روى الخطيب أبو بكر البغدادي – رحمه الله – بإسناده قال : ( أن الرماوي الحافظ الحجة أبي بكر بن منصور كان إذا اشتكى شيئاً قال : هاتوا أصحاب الحديث ، فإذا حضروا ، قال \" اقرءوا علي الحديث \" قال الإمام النووي : فهذا في الحديث فالقرآن أولى ) تذكرة الحافظ - 2 / 546 ، وقد ذكره النووي في \" التبيان في آداب حملة القرآن \" ) 0

* قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( وقد ذهب عدد من العلماء إلى أن القرآن يتضمن شفاء الأبدان كما تضمن شفاء الروح 0 ومن هؤلاء العلماء الإمام الرازي في التفسير الكبير 21 / 35 والإمام أبو حيان في البحر المحيط 6 / 74 والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 9 / 316 وغيرهم ، وذكروا في تأييد رأيهم بأن القرآن شفاء من الأمراض الجسمانية فلأن الترك بقراءته يدفع كثيراً من الأمراض





هل الرقية علاج ودواء
صحيح ابن حبان ج13 ص369
ذكر الأمر لمن رأى بأخيه شيئا حسنا أن يبرك له فيه فان عانه توضأ له
6105 أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبى بكر عن مالك عن محمد بن أبى امامة بن سهل بن حنيف انه سمع أباه أبا امامة يقول ثم اغتسل أبى سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر قال وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد قال فقال عامر بن ربيعة ما اريت كاليوم ولا جلد عذراء فوعك سهل مكانه فاشتد وعكه فاتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن سهلا وعك رائح معك يا رسول الله فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره سهل الذي كان من شان عامر بن ربيعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق توضأ له فتوضأ له عامر بن ربيعة فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس
قال والغسل أن يؤتى بالقدح فيدخل الغاسل كفيه جميعا فيه ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيغسل صدره في القدح ثم يدخل يده فيغسل ظهره ثم يأخذ بيده اليسرى يفعل مثل ذلك ثم يغسل ركبتيه واطراف أصابعه من ظهر القدم ويفعل ذلك بالرجل اليسرى ثم يعطى ذلك الإناء قبل أن يضعه وضوء الذي أصابه العين ثم يمج فيه ويتمضمض ويهرق على وجهه ويصب على رأسه ويكفئ القدح من وراء ظهره
جاء في مورد الظمآن ج1 ص 342
1415 أخبرنا أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى بن حمويه حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب قال حدثني أبي عن جده محمد بن حاطب عن أمه جميلة بنت المجلل قالت أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبخة ففنى الحطب فخرجت أطلبه فتناولت القدر فانكفأت على ذراعك فأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمى بك قالت فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيك ومسح على رأسك ودعا لك وقال أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما قالت فما قمت بك من عنده إلا وقد برئت يدك 1416 أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبة حدثنا سماك بن حرب قال سمعت محمد بن حاطب يقول انصبت على يدي قدر فأحرقتها فذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه وهو في الرحبة فأحفظ أنه قال أذهب الباس رب الناس وأكثر علمي أنه قال أنت الشافي لا شافي إلا أنت
1417 أخبرنا السختياني حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحرازي عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة أن ميمونة قالت يا ابن أخي ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت
1418 أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بن السرح حدثنا ابن وهب أخبرني داود بن عبد الرحمن المكي عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد بن مثبت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل عليه فقال اكشف الباس رب الناس عن مثبت بن قيس بن شماس ثم أخذ ترابا من بطحان فجعله في فدح فيه ماء فصبه علي
1419 أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال عالجيها بكتاب الله
1420 أخبرنا السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب حدثنا ابن ثوبان أخبرني عمير بن هانىء قال سمعت جنادة بن أبي أمية يقول سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عين وسم والله يشفيك
1421 أخبرنا محمد بن علان بأذنه حدثنا محمد بن سليمان لوين حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحية والعقرب قلت هو في الصحيح باختصار العقرب
1422 أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال لذعتني عقرب ثم النبي ومسحها
1423 أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا بشر بن الوليد سنان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك البكري عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت كنت أعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كان جبريل عليه السلام يعوذه به إذا مرض اذهب الباس رب الناس بيدك الشفاء لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما فلما كان في مرضه الذي توفي فيه جعلت أعوذه بهذا الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم ارفعي يدك فإنها كانت تنفعني في المدة قلت هو في الصحيح باختصار
جاء في سنن البيهقي ج9 ص 351
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال ثم مر عامر بن ربيعة على سهل بن حنيف وهو يغتسل فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة فما لبث أن لبط به فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له أدرك سهلا صريعا فقال من تتهمون به قالوا عامر بن ربيعة فقال علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى ما يعجبه فليدع بالبركة وأمره أن يتوضأ ويغسل وجهه ويديه إلى مرفقيه وركبتيه وداخلة إزاره ويصب الماء عليه قال معمر قال الزهري ويكفأ الإناء من خلفه قال سفيان حدثني بهذا الحديث معمر وزاد فيه هذا
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف ثم فذكر معنى هذا الحديث إلا انه قال فدعا عامر بن ربيعة فتغيظ عليه وقال له علام يقتل أحدكم أخاه ألا تبرك اغتسل له فاغتسل له عامر فراح سهل مع الركب قال بن شهاب الغسل الذي أدركنا علماءنا يصفونه أن يؤتى الرجل الذي يعين صاحبه بالقدح فيه الماء فيمسك له مرفوعا من الأرض فيدخل الذي يعين صاحبه يده اليمنى في الماء فيصب على وجهه صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده فيمضمض ثم يمجه ثم يدخل يده اليسرى فيغترف من الماء فيصبه في الماء فيغسل يده اليمنى إلى المرفق بيده اليسرى صبة واحدة في القدح ثم يدخل يديه جميعا في الماء صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده فيمضمض ثم يمجه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيغترف من الماء فيصبه على ظهر كفه اليمنى صبة واحدة في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفق يده اليمنى صبة واحدة في القدح وهو ثاني يده إلى عنقه ثم يفعل مثل ذلك في مرفق يده اليسرى ثم يفعل ذلك في ظهر قدمه اليمنى من ثم الأصابع واليسرى كذلك ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبتيه اليمنى ثم يفعل باليسرى مثل ذلك ثم يغمس داخلة إزاره اليمنى في الماء ثم يقول الذي في يده القدح بالقدح فيصبه على رأس المعيون من ورائه ثم يكفأ القدح على وجه الأرض من ورائه ورواه بن أبي ذئب عن الزهري فقال يؤتى الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على كفه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على كفه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على مرفقه اليمنى ثم يدخل اليمنى فيصب على مرفقه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على قدمه اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على قدمه اليسرى ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليمنى ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخلة إزاره ولا يوضع القدح وضوء ثم يصب على رأس الرجل الذي اصيب بالعين من خلفه صبة واحدة قال أبو عبيد إنما أراد بداخلة إزاره طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده ورواه يحيى بن سعيد عن الزهري زاد فهي ثم يعطي ذلك الرجل الذي أصابه القدح قبل أن يضعه في الأرض فيحسو منه ويتمضمض ويهريق على وجهه ثم يصب على رأسه ثم يكفىء القدح على ظهره
جاء في فتح الباري ج10 ص200
قوله باب رقية العين أي رقية الذي يصاب بالعين تقول عنت الرجل أصبته بعينك فهو معين ومعيون ورجل عائن ومعيان وعيون فتكون نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر وقد وقع عند أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه العين حق ويحضرها الشيطان وحسد بن آدم وقد أشكل ذلك على بعض الناس فقال كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون والجواب أن طبائع الناس تختلف فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهواء إلى بدن المعيون وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من الغروس أن تمسها يدها ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو أشار إلى ذلك بن بطال وقال الخطابي في الحديث أن للعين تأثيرا في النفوس وإبطال قول الطبائيعين أنه لا شيء إلا ما تدرك الحواس الخمس وما عدا ذلك لا حقيقة له وقال المازري زعم بعض الطبائعيين أن العائن ينبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيهلك أو يفسد وهو كأصابة السم من نظر الأفاعي وأشار إلى منع الحصر في ذلك مع تجويزه وأن الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تضر ثم نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر ثم مقابلة شخص لآخر وهل ثم جواهر خفية أو لا هو أمر محتمل لا يقطع بإثباته ولا نفيه ومن قال ممن ينتمي إلى الإسلام من أصحاب الطبائع بالقطع بأن جواهر مرئية تنبعث من العائن فتتصل بالمعيون وتتخلل مسام جسمه فيخلق الباري الهلاك عندها كما أصحهما الهلاك ثم شرب السموم فقد أخطأ بدعوى القطع لكن جائز أن يكون عادة ليست ضرورة ولا طبيعة اه وهو كلام سديد بن العربي في إنكاره قال ذهبت الفلاسفة إلىان الإصابة بالعين صادرة عن تأثير النفس بقوتها فيه فأول ما تؤثر في نفسها ثم تؤثر في غيرها وقيل إنما هو سم في عين العائن يصيب بلفحه ثم التحديق إليه كما يصيب لفح سم الأفعى من يتصل به ثم رد الأول بأنه لو كان كذلك لما تخلفت الإصابة في كل حال والواقع خلافه والثاني بأن سم الأفعى جزء منها وكلها قاتل والعائن ليس يقتل منه شيء في قولهم إلا نظره وهو معنى خارج عن ذلك قال والحق أن الله أصحهما ثم نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم أو هلكة وقد يصرفه قبل وقوعه إما بالاستعاذة أو بغيرها وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية أو بالاغتسال أو بغير ذلك اه كلامه وفيه بعض ما يتعقب فإن الذي مثل بالأفعى لم يرد أنها تلامس المصاب حتى يتصل به من سمها وإنما أراد أن جنسا من الأفاعي اشتهر أنها إذا وقع بصرها على الإنسان هلك فكذلك العائن وقد أشار صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في حديث أبي لبابة الماضي في بدء الخلق ثم ذكر الأبتر وذي الطفيتين قال فإنهما يطمسان البصر ويسقطان الحبل وليس مراد الخطابي بالتأثير المعنى الذي يذهب إليه الفلاسفة بل ما أجرى الله به العادة من حصول الضرر للمعيون وقد أخرج البزار بسند حسن عن جابر رفعه أكثر من يموت بعد قضاء الله وقدره بالنفس قال الراوي يعني بالعين وقد أجرى الله العادة بوجود كثير من القوي والخواص في الأجسام والأرواح كما يحدث لمن ينظر إليه من يحتشمه من الخجل فيرى في وجهه حمرة شديدة لم تكن قبل ذلك وكذا الاصفرار ثم رؤية من يخافه وكثير من الناس يسقم بمجرد النظر إليه وتضعفه قواه وكل ذلك بواسطة ما خلق الله تعالى في الأرواح من التأثيرات ولشدة ارتباطها بالعين نسب الفعل إلى العين وليست هي المؤثرة وإنما التأثير للروح والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها فمنها ما يؤثر في البدن بمجرد الرؤية اتصال به لشدة خبث تلك الروح وكيفيتها الخبيثة والحاصل أن التأثير بإرادة الله تعالى وخلقه ليس مقصورا على الاتصال الجسماني بل يكون تارة به وتارة بالمقابلة وأخرى بمجرد الرؤية وأخرى بتوجه الروح ليث يحدث من الأدعية والرقي والالتجاء إلى الله وتارة يقع ذلك بالتوهم والتخيل فالذي يخرج من عين العائن سهم معنوي إن صادف البدن لا وقاية له أثر فيه وإلا لم ينفذ السهم بل ربما رد على صاحبه كالسهم الحسة سواء
جاء في المعجم الكبير ج9 ص 174
8863 حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن عبد الله ثم أنه رأى في عنق امرأة من أهله سيرا فيه تمائم فمده مدا شديدا حتى قطع السير وقال إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك ثم قال ان التولة والتمائم والرقى لشرك فقالت امرأة إن أحدنا ليشتكي رأسها فيسترقي فإذا استرقت ظن أن ذلك قد نفعها فقال عبد الله إن الشيطان يأتي أحدكم فيخش في رأسها فإذا استرقت خنس فإذا لم تسترق خنس فلو أن إحداكن تدعو بماء فتنضحه في رأسها ووجهها ثم تقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس نفعها ذلك إن شاء الله
الترغيب والتهيب ج4 ص 155
4 الترغيب في كلمات يقولهن من آلمه شيء من جسده
5238 عن عثمان بن أبي العاصي رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وعند مالك أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم وعند الترمذي وأبي داود مثل في أول حديثهما أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسح بيمينك سبع مرات ثم قل أعوذ بعزة الله وقدرته الحديث
5239 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وأمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ رواه أبو داود
5240 وعن محمد بن سالم قال قال لي مثبت البناني يا محمد إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك رواه الترمذي

اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية 0 ( انظر فتح الباري – 4 / 457 ) 0
والأدلة من الأحاديث آنفة الذكر ظاهرة في جواز أخذ الأجرة على الرقية وشاهد ذلك ما يلي :
* قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد : ( قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما ) 0 * وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس : ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ( عز وجل ) ) 0
* وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث خارجة : ( كل فلعمري من أكل برقية
باطل ، لقد أكلت برقية حق ) 0
حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على ما أخذوه من الأجر مقابل رقيتهم 0
مسألة:هل المعطى من الأجرة على الرقية من باب الإجارة أم الجعالة ؟
يقول الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، في منظومته العلمية لنيل درجة الماجستير :-
( قلت : قد يكون المعطى من الأجر على الرقية من باب الإجارة وقد يكون من باب الجعالة وتفصيل ذلك كما يلي :
لو قال المريض للراقي ارقني بمبلغ كذا والاتفاق بينهما على القراءة فقط سواء شفي المريض أم لم يشف فهذا من باب الإجارة ، لأن الإجارة لا
بد فيها من مدة أو عمل معلوم ، وهذا الاتفاق على عمل معلوم ألا وهو القراءة فقط 0
أما إن اشترط المريض الشفاء فقال للراقي لك مبلغ وقدره كذا إن شفيت ، فهذا من باب الجعالة لأنها تجوز على عمل مجهول والشفاء أمر مجهول ) 0 ( أحكام الرقى والتمائم – ص 79 ) 0
قال ابن قدامة : ( قال ابن أبي موسى : لا بأس بمشارطة الطبيب على البرء لأن أبا سعيد حين رقى الرجل شارطه على البرء ) 0 ( المغني – 5 / 541 ) 0
قال ابن تيمية : ( إذا جعل الطبيب جعلا على شفاء المريض جاز ، كما أخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جعل لهم قطيع على شفاء سيد الحي ، فرقاه بعضهم حتى برأ ، فأخذوا القطيع ، فإن الجعل
على الشفاء لا على القراءة ، ولو استأجر طبيبا إجارة لازمة على الشفاء لم يجز لأن الشفاء غير مقدور له فقد يشفيه الله وقد لا يشفيه فهذا ونحوه مما تجوز فيه الجعالة دون الإجارة اللازمة ) 0 ( مجموع الفتاوى – 20 / 507 ) 0
وقد خالف ابن أبي زيد القيرواني المالكي في هذه المسألة حيث قال : ( لا يجوز الجعل على إخراج الجان من الإنسان لأنه لا يعرف حقيقته ولا يوقف عليه وكذا الجعل على حل المربوط والمسحور ) 0 ( نقلا عن كتاب الشرك ومظاهره للميلي – ص 169 ) 0
وقد أجاب على ذلك الميلي حيث قال : ( إخراج الجن من الإنسان وحل المربوط والمسحور إن كان بما هو مشروع فالجهل بحقيقة الإصابة وعدم الوقوف عليها لا يضر لأن الجعل على الشفاء وذلك يوقف على حقيقته ويعرف هل شفي المريض أو لا والجعالة جائزة على ذلك 0
إلا إذا أراد ابن أبي زيد شفاء مطلقا بحيث لا يعود الجن للمريض ولا العقد إلى المربوط ، ولا السحر إلى المسحور فهذا نعم لا يوقف على حقيقته ، ولا يمكن القول به ، ولا يستطيع أحد أن يضمن ذلك مطلقا والمتعارف عليه في حصول الشفاء الذي يستحق به الجعل هو حصوله في ذلك الوقت ) 0 ( الشرك ومظاهره – ص 170 ) 0
والظاهر من الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال أهل العلم هو جواز أخذ الأجرة على الرقية ، وأن ذلك قد يكون من باب الإجارة
إن لم يشترط الشفاء ومن باب الجعالة إذا اشترط الشفاء لأن ذلك
مجهول وهو مما تجوز فيه الجعالة لا الإجارة





الأحاديث الواضحة في إباحة الرقية وجوازها وعمل الصدر الأول لها

جاء في صحيح ابن حبان ج13 ص 457
6091 أخبرنا أبو يعلى بالموصل قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثنا الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى ولى خال يرقي من العقرب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل
ذكر الخبر الدال على أن الرقى المنهي عنها إنما هي الرقى التي يخالطها الشرك بالله جل وعلا دون الرقى التي لا يشوبها شرك
6092 أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثني إسحاق بن سليمان عن الجراح بن الضحاك عن كريب سنان قال ثم أخذ بيدي على بن الحسين فانطلقنا الى شيخ من قريش يقال له بن أبى حثمة يصلى الى إسطوانة فجلسنا اليه فلما رأى عليا انصرف اليه فقال له علي حدثنا حديث أمك في الرقية قال حدثتني أمي أنها كانت ترقي في الجاهلية فلما جاء الإسلام قالت لا أرقي حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته فاستأذنته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقي ما لم يكن فيها شرك
ذكر صلى الله عليه وسلم الرقية التي أباح استعمال مثلها لأمته صلى الله عليه وسلم
6093 أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه قال ثم لدغتني عقرب ثم النبي ومسحها
ذكر إباحة استرقاء المرء للعلل التي تحدث بهما يبيحه الكتاب والسنة
6094 أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال ثم كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله ما تقول في ذلك قال اعرضوا علي رقاكم ولا بأس بالرقي ما لم يكن شرك
ذكر الخبر المدحض قول من نفي جواز استعمال الرقي للمسلمين
6095 أخبرنا السختياني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا معاوية بن صالح عن ازهر بن سعيد الحرازي عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة أن ميمونة قالت لي ثم يا بن أخي الا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت باسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافى إلا أنت قال أبو حاتم الصواب ازهر بن سعد لا سعيد
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
6096 أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا على بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف إلا أنت
ذكر الخبر المصرح بإباحة الرقية للعليل بغير كتاب الله ما لم يكن شركا
6097 أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر قال نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي فقيل يا رسول الله انك نهيت عن الرقي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من استطاع منكم ان ينفع اخاه فليفعل
6098 أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال عالجيها بكتاب الله قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم عالجيها بكتاب الله أراد عالجيها بما يبيحه كتاب الله لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها شرك فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقي إلا بما يبيحه كتاب الله دون ما يكون شركا
ذكر الخبر الدال على صحة ما تاولنا تلك الصفة المعبر عنها في الباب المتقدم
6099 أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالمريض يدعو ويقول اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
ذكر البيان بأن استرقاء المرء ثم وجود العلل من قدر الله
6100 أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا عمرو بن الحارث حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي محمد بن الوليد حدثني محمد بن مسلم حدثني عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال ثم يا رسول الله أرأيت دواء نتداوي به ورقي نسترقى بها وأشياء نفعلها هل ترد من قدر الله قال يا كعب بل هي من قدر الله عمرو بن الحارث حمصي ثقة وليس عمرو بن الحارث المصري
ذكر إباحة الاسترقاء للمرء من لدغ العقارب
6101 أخبرنا محمد بن غيلان بأذنة قال حدثنا محمد بن سليمان لوين قال حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ثم رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحية والعقرب
6102 أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال حدثني أبو الزبير انه سمع جابر بن عبد الله يقول ثم رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى عمرو بن عوف في رقية الحية
ذكر الأمر بالاسترقاء من العين لمن أصابته
6103 أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر بن كدام حدثنا معبد بن خالد عن عبد الله بن شداد عن عائشة ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها ان تسترقى من العين
ذكر الإباحة للمرء أن يسترقى إذا عانه يتحقق المسلم
6104 أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا موسى بن السندي قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان عن يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أنس بن مالك قال ثم رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والنملة والحمة
شرح معاني الآثار ج4 ص 325
عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال ثم لدغت رجلا منا عقرب ثم النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله أرقيه فقال من استطاع منك أن ينفع أخاه فليفعل
حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا شعيب قال ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر ثم نحوه ففي حديث جابر ما يدل أن كل رقية يكون فيها منفعة فهي مباحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إباحة الرقية من النملة
حدثنا فهد قال ثنا بن الأصبهاني قال ثنا أبو معاوية عن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن أبي حثمة عن الشفاء امرأة وكانت بنت عم لعمر قالت كنت ثم حفصة فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثم ألا تعلميها رقية النملة كما علمتيها الكتابة
عن جابر ثم أن عمرو بن حزم دعي لامرأة بالمدينة لدغتها حية ليرقيها فأبى فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه فقال عمرو يا رسول الله إنك تزجر عن الرقي فقال اقرأها علي فقرأها عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بأس بها إنها هي مواثيق فأرق بها
حدثنا ربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي أتاه خالي فقال ثم يا رسول الله إنك نهيت عن الرقي وأن أرقى من العقرب قال من استطاع منك أن ينفع أخاه فليفعل
حدثنا أبو بكرة قال ثنا يحيى بن حماد قال ثنا أبو عوانة عن سليمان عن أبي سفيان عن جابر قال ثم كان أهل بيت من الأنصار يرقون من الحية فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى فأتاه رجل فقال يا رسول الله إني كنت أرقي من العقرب وإنك نهيت عن الرقي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل قال وأتاه رجل كان يرقى من الحية فقال أعرضها علي فعرضها عليه فقال لا بأس بها إنما هي مواثيق فثبت بما ذكرنا أن ما روى في إباحة الرقى ناسخ لما روى في النهي عنها ثم أردنا أن ننظر في تلك الرقى كيف هي فإذا عوف بن مالك حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا أنه لا بأس بها ما لم يكن شرك
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا مارجاله رجال الصحيح وقال المنذري رواته محتج بهم في الصحيح من تعلق شيئا أي تمسك بشيء من المداواة واعتقد أنه فاعل للشفاء أو دافع للداء وكل إليه أي وكل الله شفاءه إلى ذلك الشيء فلا يحصل شفاءه أو المراد من علق تميمة من تمائم الجاهلية يظن أنها تدفع أو تنفع فإن ذلك حرام والحرام لا دواء فيه وكذا لو جهل معناها وإن تجرد عن الاعتقاد المذكور فإن من علق شيئا من أسماء الله الصريحة فهو جائز بل مطلوب محبوب فإن من وكل إلى أسماء الله أخذ الله بيده وأما قول ابن العربي السنة في الأسماء والقرآن الذكر دون التعليق فممنوع أو المراد من تعلقت نفسه الله وكله الله إليه فمن أنزل حوائجه بالله والتجأ إليه وفوض أمره كله إليه كفاه وقرب عليه كل بعيد ويسر له كل عسير ومن تعلق بغيره أو سكن إلى علمه وعقله واعتمد على حوله وقوته وكله الله إلى ذلك وخذله وحرمه توفيقه وأهمله فلم تصحح مطالبه ولم تتيسر مآربه وهذا معروف على القطع من نصوص الشريعة وأنواع التجارب حم ت ك عن عبد الله بن حكيم بالتصغير الجهني أبو سعيد الكوفي صلى الله عليه وسلم ولم يره فروى عن عمر وغيره وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهينة
جاء في فيض القدير ج6 ص 180
ومن علق تميمة فلا تمم الله له قال في مسند الفردوس الودعة شيء يخرج من البحر شبه الصدف يتقون به العين والتميمة خرزات تعلق على الأولاد للعين فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تنبيه قال ابن حجر همام محل ما ذكر في هذا الخبر وما قبله تعليق ما ليس فيه قرآن ونحوه أما ما فيه ذكر الله فلا نهي عنه فإنه إنما جعل للتبرك والتعوذ بأسمائه وذكره وكذا لا نهي عما يعلق لأجل الزينة ما لم يبلغ الخيلاء والسرف
جاء في فيض القدير ج6 ص 314
نهى عن الرقى بوزن العلى جمع رقية بالضم يقال رقاه أي عوذه والنهي عن الرقية بغير القرآن وأسماء الله وصفاته والتمائم جمع تميمة ومر أنها خرز تعلقها العرب على العين ثم اتسع فيها فسموا بها كل عوذة والتولة بكسر ففتح ما يحبب المرأة للرجل من سحر وغيره كذا جزم ابن الأثير ونقله غيره عن الأصمعي وأقروه لكن الزمخشري اقتصر على أنه التفريق بين الأم وولدها فإنه لما ذكر أن معنى لا توله والدة على ولدها أي لا تعتذر عنه قال ومنه نهى عن التولة هذا كلامه والمعنى الأول أنسب بالسياق وأما الرقية بالقرآن أو بالأسماء أو بالصفات فجائز كما مر قال ابن التين الرقي بذلك هو رآه الروحاني إذا كان على لسان الأبرار حصل الشفاء بإذن الله تعالى فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى رآه الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المعزم ممن يزعم تسخير الجن تأتي مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر أسماء الله وصفاته ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ من مردتهم فلذلك نهى عن الرقي بما جهل معناه ليكون بريئا من شوب الشرك وفي الموطأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة ارقيها بكتاب الله

منقوووول للفائدة
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع