- 26 مايو 2008
- 3,655
- 12
- 38
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله إخوتي الفضلاء أخواتي الكريمات
إن التعامل مع الناس ومخالطتهم كثيراً ما يحتاج إلى ذلك التغافل الجميل والذي يقوم على أساس الحلم والصبر على الأذى. والتغافل كما عرفه بعضهم: تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور.
وجاء في التنزيل قول المولى عز وجل: ((والعافين عن الناس))
وكما تعلمون جميعا, فالتغافل من العفو وإن لم يكن صريحا.
قالوا في التغافل:
لا يخلو شخص من نقص, فمن ذا الذي ما ساء قط ؟ ومن له الحسنى فقط ؟
قيل قديما : ما استقصى كريم قط .
قال عمرو بن عثمان المكي: المروءة التغافل عن زلل الإخوان.
عن أبي بكر بن أبي الدنيا أن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: سمعت عثمان بن زائدة يقول: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل. قال: فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.
قال الأعمش: التغافل يطفئ شراً كثيراً.
عن أبي بكر بن عياش قال: قال كسرى لوزيره ما الكرم؟ قال: التغافل عن الزلل.."
و في قوله - :: -: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله) استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين إذا لم يترتب عليه مفسدة.
قال الشافعي: الكيس العاقل هو الفطن المتغافل.
قال جعفر بن محمد الصادق: (عظموا أقدراكم بالتغافل).
قال الإمام أحمد بن حنبل: "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
والحسن البصري يقول: ما زال التغافل من فعل الكرام"..
والمثل الألماني يقول: "السعيد من ينسى ما لا سبيل إلى تغييره".
التغافل بين الزوجين
من المستحيل على أي زوجين أن يجد كل منهما ما يريده في الطرف الآخر كاملاً.. كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع الحرب الكلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد "غير ضروري" أو زلة لسان ... فهذه حياة جحيم لا تطاق!
ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع
وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضر أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشها وعيشه !!
وكما قيل : ما استقصى كريم قط
كما أن بعض النساء -هداهن الله - كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟
وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهما يبحثان معا عن المشاكل بأنفسهم !!
كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر –
إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة..
وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ً، أو يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة..
موقف:
دخل عبد الله بيته وما إن فتح الباب ومشى قليلاً حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع، رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته وهو متضايق مما حصل له، فلولا عناية الله كان سقط على وجهه وكسرت يده..
يا الله كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي ؟!
وصل إليها فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة، وإذا هي قد أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله
فأطفأ كل ذلك غضبه وجعل يفكر، هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها نفس الاسطوانة لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، فتجلس على المائدة وهي متضايقة ؟!! ونتنكد باقي يومنا !!
أعتقد أنه من الأفضل أن أتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً .
.. التغافل مع الوالدين ..
قد تصدر بعض التصرفات من الوالدين .. خصوصا إذا كانا كبيرين في السن
والتغافل معهما من البر بهما ..
قد يمنعانك من شيء ما .. قد يأمرانك بشئ آخر .. أمور لا تعجبك .. (( مباحة طبعا )) نفذ .. وتغافل عن رغبتك ..
الخلاصة:
لا يفهمن احد من الطرح السابق أننا نعطل واجب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعلينا إخوتي أن نميز بين واجب النصيحة و بين التغافل
فإذا كان للتغافل عن الخطأ سبباً وجيهاً -و ما أكثر الأسباب- فبها و نعمت و هذه أغلب الحالات
و إن لم يكن .. وجب أيضاً التغافل في حينه إن أمكن و تأجيل النصيحة إلى وقتها المناسب في عزلة و بزاوية تناول تخلو من التأنيب أو اللوم ..
فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب
فما رأيكم أحبابي؟
وهذه تصاميم
لها علاقة بالموضوع
من هنا إخوتي
:: وتغافــل عـن أمـور إنه :: *** :: لم يفز بالحمد إلا من غفل ::
مصدر الموضوع: مجموعة من المطالعات على الشبكة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إخوتي الفضلاء أخواتي الكريمات
إن التعامل مع الناس ومخالطتهم كثيراً ما يحتاج إلى ذلك التغافل الجميل والذي يقوم على أساس الحلم والصبر على الأذى. والتغافل كما عرفه بعضهم: تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور.
وجاء في التنزيل قول المولى عز وجل: ((والعافين عن الناس))
وكما تعلمون جميعا, فالتغافل من العفو وإن لم يكن صريحا.
قالوا في التغافل:
لا يخلو شخص من نقص, فمن ذا الذي ما ساء قط ؟ ومن له الحسنى فقط ؟
قيل قديما : ما استقصى كريم قط .
قال عمرو بن عثمان المكي: المروءة التغافل عن زلل الإخوان.
عن أبي بكر بن أبي الدنيا أن محمد بن عبد الله الخزاعي قال: سمعت عثمان بن زائدة يقول: العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل. قال: فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.
قال الأعمش: التغافل يطفئ شراً كثيراً.
عن أبي بكر بن عياش قال: قال كسرى لوزيره ما الكرم؟ قال: التغافل عن الزلل.."
و في قوله - :: -: (إن الله يحب الرفق في الأمر كله) استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين إذا لم يترتب عليه مفسدة.
قال الشافعي: الكيس العاقل هو الفطن المتغافل.
قال جعفر بن محمد الصادق: (عظموا أقدراكم بالتغافل).
قال الإمام أحمد بن حنبل: "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
والحسن البصري يقول: ما زال التغافل من فعل الكرام"..
والمثل الألماني يقول: "السعيد من ينسى ما لا سبيل إلى تغييره".
التغافل بين الزوجين
من المستحيل على أي زوجين أن يجد كل منهما ما يريده في الطرف الآخر كاملاً.. كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع الحرب الكلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد "غير ضروري" أو زلة لسان ... فهذه حياة جحيم لا تطاق!
ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع
وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضر أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشها وعيشه !!
وكما قيل : ما استقصى كريم قط
كما أن بعض النساء -هداهن الله - كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟
وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهما يبحثان معا عن المشاكل بأنفسهم !!
كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر –
إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة..
وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ً، أو يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة..
موقف:
دخل عبد الله بيته وما إن فتح الباب ومشى قليلاً حتى تعثر بلعبة طفلته وكاد أن يقع، رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته وهو متضايق مما حصل له، فلولا عناية الله كان سقط على وجهه وكسرت يده..
يا الله كم مرة قلت لها اهتمي بترتيب البيت، لم لا تأخذي بكلامي ؟!
وصل إليها فقابلته بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة، وإذا هي قد أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله
فأطفأ كل ذلك غضبه وجعل يفكر، هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها نفس الاسطوانة لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، فتجلس على المائدة وهي متضايقة ؟!! ونتنكد باقي يومنا !!
أعتقد أنه من الأفضل أن أتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً .
.. التغافل مع الوالدين ..
قد تصدر بعض التصرفات من الوالدين .. خصوصا إذا كانا كبيرين في السن
والتغافل معهما من البر بهما ..
قد يمنعانك من شيء ما .. قد يأمرانك بشئ آخر .. أمور لا تعجبك .. (( مباحة طبعا )) نفذ .. وتغافل عن رغبتك ..
الخلاصة:
لا يفهمن احد من الطرح السابق أننا نعطل واجب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعلينا إخوتي أن نميز بين واجب النصيحة و بين التغافل
فإذا كان للتغافل عن الخطأ سبباً وجيهاً -و ما أكثر الأسباب- فبها و نعمت و هذه أغلب الحالات
و إن لم يكن .. وجب أيضاً التغافل في حينه إن أمكن و تأجيل النصيحة إلى وقتها المناسب في عزلة و بزاوية تناول تخلو من التأنيب أو اللوم ..
فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب
فما رأيكم أحبابي؟
وهذه تصاميم
لها علاقة بالموضوع
من هنا إخوتي
:: وتغافــل عـن أمـور إنه :: *** :: لم يفز بالحمد إلا من غفل ::
مصدر الموضوع: مجموعة من المطالعات على الشبكة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته