إعلانات المنتدى


موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

محب الخير10

مزمار ذهبي
4 يوليو 2008
827
0
0
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

جزاك الله خير......
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0

الكوكب الدرّي

مراقب قدير سابق
4 أبريل 2007
2,902
18
0
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

موسوعة قيّمة وموضوع مميز
واصلوا التميّز بارك الله فيكم
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

موسوعة قيّمة وموضوع مميز
واصلوا التميّز بارك الله فيكم
بارك الله فيك يا كوكب وذلك من فضل الله مهما عملنا لا نوفي شيخنا الفاضل حقه
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

besme.gif


خطبة الجمعة في المسجد النبوي بالمدينة النبوية


لفضيلة الشيخ : عبدالباري الثبيتي

بتاريخ : 9- 2-1424هـ

وهي بعنوان : فقه الهزيمة والنصر


الحمد لله، الحمد لله الذي تفرّد بالعظمة والجلال، وتنزه عن الشبيه والنظير والمثال، أحمده سبحانه وتعالى له الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: ((الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منها قذفته في النار))، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي تبرأ من الكبرياء والعظمة فتواضع لله في غير مذلة، وعز في دنياه في غير كبرياء، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله،
image001.gif
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
image002.gif
[آل عمران:102].
إخوة الإسلام، حين تكثر الأزماتُ على الأمّة وتشتدّ عليها وطأة الحوادث فإنَّها تتلمّس طريقَ النصر، والذي ينبغي أن نعيشَ به دائماً مهما اشتدَّت المحن هو الثقةُ بنصر الله، وأنَّه آتٍ لا شكَّ فيه، قال
image003.gif
: ((والله، ليتِمّنّ هذا الأمر)) أخرجه البخاري، وقال تعالى:
image001.gif
وَلَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ
مّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى
ٰ مَا كُذّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَـٰهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِ
image002.gif
[الأنعام:34]. وفي مكّة حيث الشدائد والأهوالُ ترى الرسولَ
image003.gif
يذكّر أصحابَه بضرورة التحمّل والصبر،
وفي نفس الوقتِ يطمئِنهم إلى المستقبل الزاهر للإسلام، ويبثّ الثّقةَ في نفوسهم، وأنَّ دينَهم سيُنير الدنيا من مشرقها إلى مغربِها؛ لتستقرَّ في الأعماق روح التفاؤل والاستبشار والأمَل، وأنَّ المجتمعات لا تسعَد إلا في ظلِّ هذه المعاني. ذلك أنَّ الهزيمة النفسيةَ مِن أنكى وأمرّ وأشدّ الهزائم خطراً على مستقبل الأمّة، وإنَّ واقع الذلّ والهوان هذا لا ينبغي أن يكونَ مسوِّغًا لليأس والقنوط.

إنَّ الثقةَ بنصر الله تولِّد السكينةَ في المحن، فعندما لجأ رسولنا
image003.gif
إلى الغار، واقترَب الأعداء حتى كانوا قابَ قوسين أو أدنى شاهرِين سيوفَهم، قال أبو بكر رضي الله عنه: لو أنَّ أحدَهم رفع قدمَه رآنا، فردّ عليه رسولنا
image003.gif
بكل ثقة: ((ما ظنّك باثنَين اللهُ ثالثُهما)) أخرجه البخاري. ثقةٌ بالله ونصرِه، يقينٌ برفع البلاء، شعورٌ بمعيَّة الله تعالى.

ومن قبلُ يقِف موسى وجنوده عند شاطئ البحر، فيقول بعضهم: إنَّ فرعونَ مِن ورائنا، والبحر من أمامِنا، فأين الخلاص؟! قَالَ
image001.gif
أَصْحَـ
ٰبُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
image002.gif
[الشعراء:61]، فيردّ نبي الله موسى عليه السلام في ثقة كاملةٍ بموعود الله:
image001.gif
إِنَّ مَعِىَ رَبّى سَيَهْدِينِ
image002.gif
[الشعراء:62]، فكان بعدها النصرُ والتمكين.

حينَ ينظر الإنسان إلى المكر الكُبَّار الذي يُكاد للإسلام والمسلمين في عهودٍ متطاولة، قتلٌ وتشريدٌ وتعذيبٌ، ومع ذلك يبقى الإسلام صامدًا والإيمان قويًّا، حين ينظرُ المسلم إلى هذا الواقع لا يساوِره شكّ في تحقُّق نصر الله، وأنَّ المستقبل لهذا الدين ولو بعدَ حين، والمبشِّرات لهذا الدّين شرعًا وواقعًا أكثر من أن تُحصَى، قال تعالى:
image001.gif
إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ فِى ٱلأَذَلّينَ
image004.gif
كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ
، وقال تعالى:
image001.gif
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَو
ٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ
image002.gif
عبادَ الله، إنَّ الدين محفوظٌ بحفظ الله،
image001.gif
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـ
ٰفِظُونَ
image002.gif
[الحجر:9]، فلا تخشَ على الإسلام، ولكن اخشَ على نفسك وإيمانِك وثباتك، قال تعالى:
image001.gif
وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـ
ٰلَكُم
image002.gif

إنَّ المبشِّرات بنصر الله لا تَعني تركَ العمَل والتواكُل والخلودَ إلى الدَّعة والكسَل، فنصرُ الله لا يتنزَّل على نفوسٍ لُوِّثت بالمعاصي، وقلوبٍ مستعبَدَة للشهوات، مدنَّسةٍ بالحِقد والغلِّ والحسَد، وأُخوَّةٍ دبّ فيها داء الفرقة والتنازع والتناحر والتمزّق، هذه سنّة الله التي يجِب أن نفقهَها ونتعامل معها، قال تعالى:
image001.gif
إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى
ٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ
image002.gif
[الرعد:11].
إنَّ الصحابةَ رضوان الله عليهم كانوا موقنِين بالنصر، وكان وعد الله وَقودًا لمزيد عملٍ وعطاء، عبادةٌ وبَذل في سبيل الله وتضحية، يبذل أحدُهم مالَه كلَّه في سبيل الله قائلاً: أبقيتُ لهم اللهَ ورسوله، قال تعالى:
image001.gif
وَٱلَّذِينَ جَـ
ٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ
image002.gif
[العنكبوت:69].
قد يحصل أصحابُ الباطل على انتصارٍ مؤقَّت، لكن البناء الذي أُسِّس على قواعدَ فاسدةٍ لا بدَّ أن ينهار، ثمَّ تكون العاقبة للمتقين والنصر للمؤمنين، قال تعالى:
image001.gif
لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ٱلْبِلَـ
ٰدِ
image004.gif
مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
image002.gif
[آل عمران:196، 197]، وعندما هاجر رسول الله
image003.gif
وعده الله بقوله:
image001.gif
إِنَّ ٱلَّذِى فَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْقُرْءانَ لَرَادُّكَ إِلَى
ٰ مَعَادٍ
image002.gif
[القصص:85]، فعاد إلى مكّة سالمًا غانمًا منتصرًا، وتحقّق وعد الله.

عبادَ الله، يُخطئ من يحصُر معنَى النصر في صورةٍ واحدة، ذلك أنَّ للنّصر مفهومًا أوسَع وصوَرًا أشمَل، فالذي يلتزم بالإسلام ويتغلّب على لذَّاتِه المحرَّمة ونفسِه الأمّارة بالسّوء يغدو منتصِراً. ومِن معاني النصرِ أن يلقى المسلم ربَّه وهو راضٍ عنه. ومن معاني النّصر الثباتُ على الدّين في المِحن والعزّة بالإيمان في المِحن، فإبراهيم عليه السلام ألقي في النّار بعدَ أن كشف زيفَ الباطل وثبَت على عقيدتِه، وكان هذا أنصارًا، قال تعالى:
image001.gif
قُلْنَا ي
ٰنَارُ كُونِى بَرْداً وَسَلَـٰمَا عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ
image004.gif
وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَـ
ٰهُمُ ٱلأخْسَرِينَ
image002.gif
[الأنبياء:69، 70].
سحرةُ فرعون هدّدهم بالقتل هدَّدهم بالتعذيب،
image001.gif
فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ
image002.gif
[آل عمران:146]، وكان هذا نصرًا للعقيدة والدّين،
image001.gif
قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّا إِلَى
ٰ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ
image004.gif
إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـ
ٰيَـٰنَا أَن كُنَّا أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
image002.gif
[الشعراء:50، 51].
الغلامُ المؤمن في قومِه ماتَ منتصرًا، فقد أحيى الله بموتِه أمّةً مِن النّاس حين آمنوا بالله ربِّ الغلام، قال تعالى:
image001.gif
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَو
ٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ
image002.gif
[غافر:51].
يقول المفسِّرون: إنَّ الله سبحانه ينصُر رسلَه والمؤمنين به في الحياة الدنيا وإن اختلفت صورُ النصر، فمنهم من يمكِّنهم الله سبحانه حتى يظهَروا على عدوّه ويغلبوه وينتصروا عليه، ومِنهم من يعجِّل الله العذاب لأقوامِهم المكذّبين لهم، ومنهم من يسلّط الله عليه القتل، ومِنهم مَن يسلَّط عليهم بعد قتلهم أنبياءَهم من ينتقِم للأنبياءِ وينتصرُ لهم.
ويقول المفسِّرون: ولهذا أهلك الله عزَّ وجلّ قومَ نوح وعادٍ وثمود وأصحابَ الرسّ وقومَ لوط وأهلَ مدين وأشباههم وأحزابَهم ممّن كذّب الرسلَ وخالف الحقَّ، وأنجى الله تعالى مِن بينهم المؤمنين، فلم يُهلك منهم أحداً.
ويقول المفسِّرون: لم يبعث الله عزّ وجلّ رسولاً إلى قومه فيقتلونه، أو قوماً من المؤمنين يدعون إلى الحق فيقتَلون، فيذهب ذلك القَرن حتّى يبعثَ الله تبارك وتعالى لهم من ينصُرهم، فيطلب بدمائهم ممَّن فعَل ذلك في الدنيا، فكانت الأنبياء والمؤمنون يُقتَلون في الدنيا، وهم منصورون فيها. انتهى.
لقد كان الله سبحانه قادرًا أن يمنَح النصرَ لنبيِّه ولدعوته ولدينه منذ اللحظةِ الأولى مِن غزوة أحُد بلا كللٍ ولا ملل، بلا كلل من المؤمنين ولا عناء، ولكن المسألة ليسَت هي النصر فحَسب، إنّما هي التربية على الثبات، إنّما هي الصّبر على البلاء والشدّة، إنّما هي تزكية النّفوس وإصلاحها.
إنَّ إيمانَنا بأنَّ المستقبَل لهذا الدين يمنحُنا الأمَل الذي يدفعنا إلى العِلم والعمَل للوصول إلى النصر بترسيخ العقيدةِ والإخلاص في العبادة، وتصحيح معاملاتِنا، وسموّ أخلاقِنا، مع إعداد العدّة، وإذا ظلّ الإيمان ـ عبادَ الله ـ لم يتحقَّق في القلب ولم ترسَخ العقيدة في النّفوس فإنَّ الطغيان يغلِب والباطلَ ينتفش؛ لأنهما يملِكان قوَّة ماديّة.
إذا أراد المسلمون نصرَ الله فسبيل ذلك أن ينصُروا اللهَ أولاً في أنفسِهم، أن ينصروا اللهَ في أُسرِهم وبيوتِهم، أن ينصُروا لله في مجتمَعهم وفي معاملاتِهم، فيحكِّموا شرعَه ويطبِّقوا شريعتَه. إنَّك بهذا تهزِم عدوَّك نفسيًّا من داخِله باعتزازِك بدينك وثباتِك على منهجك والدعوةِ إلى الله، إنّه يريدك أن تكون من حزبِه، قال تعالى:
image001.gif
وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ
image002.gif
[النساء:89]، وقال تعالى:
image001.gif
فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِى أُوحِىَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى
ٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ
image002.gif
[الزخرف:43].
إخوةَ الإسلام، إنَّ أساسَ النّصر الحقيقيّ تحقيقُ العبوديّة في القلب والانتصار على النفس، قال تعالى:
image001.gif
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـ
ٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً
image002.gif
[النور:55]، ولكنَّنا نُغلب حين نختلِف ونتنازَع فنفشل وتذهَب ريحنا، ونُهزَم حين تفسد النيات والمقاصِد، وتحلّ الدنيا في قلوبنا محلَّ الآخرة، قال تعالى:
image001.gif
إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِى يَنصُرُكُم مّنْ بَعْدِهِ
image002.gif
[آل عمران:160].

لقد تحوّل نصرُ المؤمنين إلى هزيمةٍ في أحُد لمخالفةِ نفَرٍ من أصحاب رسول الله
image003.gif
لأمرٍ من أوامِره دونَ قصدٍ منهم أو فسادٍ منهم، وكان الدّرس أليماً والعقاب قاسياً، ولذا لا تعجَب لِما حلّ بالمسلمين في هذه الأيّام العصيبَة من تمزيقِ الشّمل وذهابِ الشوكة، قال تعالى:
image001.gif
أَوَ لَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى
ٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
image002.gif
[آل عمران:165].
لهذا كان عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لمّا أمَّره على أحدِ الجيوش الإسلامية: (أمّا بعد: فإنِّي آمرُك ومَن معك من الأجناد بتقوى الله في كلِّ حال، فإنّ تقوى الله أفضلُ العدّة على العدوّ وأقوى المكيدَة على الحرب، وآمرُك ومن مَعك أن تكونوا أشدّ احتراساً منكم من عدوِّكم، فإنَّ ذنوبَ الجيش أخوفُ عليهم من عدوّهم، وإنّما ينتصِر المسلمون بمعصية عدوّهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوّة؛ لأنَّ عددَنا ليس كعددِهم، وعدّتنا ليست كعدَّتهم، فإن استوينَا في المعصيَة كان لهم الفضل علينا في القوّة، وإن لم نُنْصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوَّتنا، واعلموا أنَّ عليكم في سيركم حفظَةً من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا عدوّنا شرٌّ منّا فلن يسلَّط علينا، فربّ مسلَّط عليهم من هو شرّ منهم)، ويقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه أيضاً للجُند: (إنّكم لن تنتصِروا على عدوِّكم إلا بعدَ تقرّبكم من الله وبُعدِهم عنه، فإذا تساويتم ـ أي: في المعاصي ـ كانت الغلبَة لأكثرِكم عدّةً وعتادًا) انتهى كلامه رحمه الله.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق فسوّى، والذي قدّر فهَدى، أحمده سبحانه وأشكره على نعَمه التي لا تعدّ ولا تُحصَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أن سيدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الذي لا ينطِق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الأحلام والنهى.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.
قد تهتزّ بعض النفوس فتستبطئ نصرَ الله وتساوِرها شبهةٌ في خضَمّ الأحداث، يظنّون بالله غيرَ الحق ظنَّ الجاهلية، لماذا يُصابُ الحقّ وينجو الباطِل؟ لماذا لا ينتصِر المسلمون؟! أسئلةٌ تتردَّد في أذهان من لا يفقهون سنّةَ الله تعالى في النّصر والهزيمة، ولا يفقَهون سنتَه في الابتلاء والمِحن، وأنَّ الأمورَ تجري بحِكمةٍ ولحكمة.
منها: أنَّ الله يُملي للباطل والظالم لينال أشدَّ العذاب بالاستحقاق، قال تعالى:
image001.gif
وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
image002.gif
[آل عمران:178].
ومِن الحِكَم أنَّ الله يميز الخبيث من الطيِّب، ويعظم الأجرَ لمَن ابتُلي فصبَر كما قال تعالى:
image001.gif
مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى
ٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيّبِ
image002.gif
[آل عمران:179].
ومِن الحِكم أن تتجرّد النفوس ويصفوَ الإيمان ويتميّزَ الصّفّ ويتماسَك المؤمنون، ويتماسك البنيان بين المؤمنين.
ومنها: أن يتعلّمَ المؤمنون الصبرَ على الأذى والصبرَ على المِحن، ويتعلّمَ المؤمنون الصبرَ على الهزيمة والصبرَ على النّصر، قال تعالى:
image001.gif
إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـ
ٰلِمِينَ
image002.gif
[آل عمران:140].
ألا وصلّوا ـ عبادَ الله ـ على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال:
image001.gif
إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ ي
ٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً
image002.gif
[الأحزاب:56].
اللهمَ صلِّ وسلَم على عبدك ورسولك محمَّد، وارض اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين...
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -


besme.gif


أخطار تهدد كيان الأسرة / عبدالباري بن عوض الثبيتي

الحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم، وربانا على موائد بره وخيره العميم، أحمده- سبحانه- وأشكره، وهو الحكيم العليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد: حين نتجول في أسر السلف الصالح تتلألأ هذه النماذج.
106.jpg


يقول القاسم بن راشد الشيباني: "كان رفعة بن صالح نازلا عندنا، وكان له أهل وبنات، وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا، فإن كان السحر نادى بأعلى صوته..قال: فيتواثبون: من هنا باك، ومن هاهنا داع، ومن ها هنا قاري،ومن هاهنا متوضيء، فإذا طلع الفحر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى".

وانتبهت امرأة حبيب العجمي بن محمد ليلة وهو نائم، فنبهته في السحر وقالت له: "قم يا رجل، فقد ذهب الليل وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت ونحن قد بقينا".

وكان للحسن بن صالح جارية فباعها من قومن فلما كان جوف الليل قامت الجارية فقالت: يا أهل الدار الصلاة، فقالوا: أصبحنا؟ أطلع الفجر؟ فقالت: وما تصلون إلا المكتوبة؟ قالوا: نعم، فرجعت إلى الحسن فقالت: يا مولاي، بعتني من قوم لا يصلون إلا المكتوبة، ردني، فردها.

وعن إبراهيم بن وكيع قال: "كان أبي يصلي فلا يبقى في دارنا أحد يصلي إلا صلى، حتى جارية لنا سوداء".

وعن ابن عثمان النهدي قال: "كان أبو هريرة- رضي الله عنه- وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثا، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذان ثم يوقظ هذا".

هذه الأسر بمنهجها هذا، تمثل قلعة من قلاع الدين، إنها أسر مؤمنة في سيرتها، متماسكة من داخلها، حصينة في ذاتها، مثلها الأعلى أسوة وقدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسر قائمة على الاستمساك بشرع الله المطهر، الصدق والإخلاص، والحب والتعاون، والاستقامة والتسامح، والخلق الزكي.

والحديث عن الأسرة له أهميته، فهي حجر الزاوية في بناء المجتمع، والقاعدة التي يقوم عليها بناء الأمة، ألا ترى أولئك النابغين من التابعين كيف ملؤوا التاريخ بطولة ومثلا وقيما؟

لقد كانت الأسرة في حياتهم تمثل أهم عناصر النبوغ، وزرع الهمة العالية منذ نعومة أظفارهم، وهذا ما قد يفسر لنا سر اتصال سلسلة النابغين من أبناء أسر معينة كآل تيمية مثلا.

وهل كان يمكن لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أن يقوم بواجبه في تجديد الدين، ويتهيأ له، لولا البيئة الصالحة والأسرة الكريمة التي وجهته إلى المعالي، وبذرت الهمة العالية في قلبه منذ الطفولة.؟

لهذا عني الإسلام ببناء الأسرة وأحكامها من بدء الخطبة إلى عقد الزواج، وبين واجبات الزوجين، والأبناء، والأقربين، شرع النفقات، والطلاق، والميراث، أحاط الأسرة بالرعاية والحماية، وأمن لها الاستقرار والمودة، خطب المغيرة بن شعبة امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما » [رواه الترمذي]. أي أجدر أن تتآلفها، وتجتمعا وتتفقا.

لحفظ الأسرة بين الإسلام أسباب الألفة، ووسائل حسن المعاشرة، شيد صرح المحبة بين أفرادها بتأسيس حقوق معلومة.

حذر الإسلام من هدم الأسرة، وحث على تماسكها، ونفر من زعزعة أركانها، وانفصام عراها.

وإذا اشتدت الأزمات، شرع الطلاق في أجواء هادئة، بمعزل عن أحوال الغضب الهوجاء.

واعتبر إيقاع الطلاق الثلاث دفعة واحدة سلوكا طائشا ولعبا بكتاب الله- عز وجل-.

إن الكيان الأسري ليس امرأة فقط، وليس رجلا أيضا، إنما هو كيان متكامل، للمرأة وظيفة أنثوية، وللرجل وظيفته المكملة، ولو تعاضدا وتشاورا وأدى كل منهما رسالته في التربية والبناء لما أصيب السواد الأعظم من الأسر بالخور، والفشل، والضعف، والهلاك.

وإنك لتحزن لذلك الدفق الهائل من السموم عبر "الفضائيات" لمسخ الأسرة المسلمة، وهدم نظامها بالدعوة إلى تحرير المرأة والتمرد على قوامة الرجل، ورفض بل نزع الحجاب، والنكوص على الأعقاب بتزيين العري والاختلاط، ومحاربة القيم، وتعدد الزوجات، ناهيك عن الدعوة إلى تأخير الزواج،، حيث يصورونه أغلالا، وقيودا تكبل الحرية، وتحجز عن الانطلاق، ثم لوثوا العقول، وأفسدوا القلوب بعلاقات مشينة سموها صداقة، وزمالة، ومخادنة!..

ومما يؤسف له أن هذه الأسر المغزوة من قبل أعدائها، مهددة من قبل أصحابها المسؤولين عنها.

حين تنشأ الأسرة على قاعدة هشة من الجهل بمقاصد الزواج السامية، والحقوق الشرعية المتبادلة، وفن التعامل، بحيث يكون الزوجان لم يهيآ ويتهيأ لتحمل مسؤولية الحياة وتبعاتها، وجد العيش وتكاليفه، فيكون السقوط السريع والمريع عند أول عقبة في دروب الحياة.

ذلك أنهم يظنون أنها حياة تمتع دائم لا ينقطع، وسرور لا ينغص، وبهجة لا تنطفىء، مع أحلام وردية، وأمان ساحرة.

لهذا ترى هذا السيل الجارف المحزن من حالات الطلاق بلا أسباب مقنعة أو خلافات جوهرية، بل تذهل لسماع قذائف من ألفاظ تحمل في طياتها طلاقا بائنا، لا تراعي فيه ضوابط الشرع، وهكذا يكسر هذا الكيان الصغير الجميل، والبيت الذي كانت تظلله سحائب المحبة والوئام، يكسر بمعاول الجهل والغرور، والمكابرة والعناد وهوج التفكير، وخطله.

وما أفظعها من خاتمة مروعة موجعة، هي قرة عين الشيطان، فعن جابر- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجي أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا قال: ثم يجي أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت، فيلتزمه » [أخرجه مسلم].

والشيطان حين يفلح في فك روابط الأسرة، لا يهدم بيتا واحدا، ولا يضع شرا محدودا، إنما يوقع الأمة جمعاء في شر بعيد المدى، ذلك أن الأمة التي يقوم بناؤها على لبنات ضعيفة، من أسر مخلخلة وأفراد مشردين، وأبناء يتامى لن تحقق نصرا، ولن تبلغ عزا، بل تتداعى عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعة الطعام.

أيها الأزواج:
إن شراب الحياة الهنيئة قد يتخلله رشفات مرة، والحياة الأسرية لا تخلو من مكدرات ومتاعب، ثم لا تلبث أن تنقشع غيومها، وتتذلل عقباتها ويذوب جليدها بالصبر والحكمة، وضبط النفس، والفطنة، فمن من البشر لا يخطىء؟ من من الناس بلا عيوب؟ ومن منهم لا يغضب أو يجهل؟

وما أعقل وأحكم أبا الدرداء- رضي الله عنه- وهو يخاطب زوجته: "إذا رأيتني غاضبا فرضيني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب".

ومن الأخطار المحيطة بالأسرة تأرجح مفهوم القوامة بين الإفراط والتفريط، فهي عند فريق من الناس قسوة من الزوج تنتشر في أرجاء الدار، وعواصف من الرهبة والفزع، وعبوس لا استعطاف معه ولا حوار، في جو قهري يتمثل في التنفيذ دون مناقشة ولا تردد، وهي عند فريق آخر تتمثل في ميوعة يفقد البيت فيها قوامة الرجل، وفي فوضى مروعة في إدارة شؤون الأسرة.

والأدهى أن يكون رب الأسرة حاضرا جسدا مفقودا تربية وقيادة، فتشق سفينة الأسرة طريقها في الحياة، فتتمايل بها الأهواء، وتتجاذبها العواصف دون أن يكون لها قائد يضبط حركتها، وقيم يوجه سيرها.

إن قيم الأسرة حاضر جسدا ومادة، لكنه غائب إصلاحا وتوجيها، إنه لا يتأخر في سبيل شهواته وملذاته، لكنه يغفل عن متطلبات التربية والبناء.

لقد سلم دفة قيادة الأسرة لجلساء وأصدقاء، قد تكون أحوالهم مجهولة، ولتلك الشاشة الفضية التي تغرس بفضائياتها مبادىء الرذيلة، والانحراف، وتهدم أخلاق الأسرة، وقيمها الإسلامية.

وقد تتشرب الأسرة مع الزمن تلك المبادىء الهزيلة، ثم لا تلبث أن تسير في ركابها فتحاكيها فكرا، وتسايرها خلقا، وتقلدها لباسا، فتكون العاقبة ندما، والثمرة مكروها.

قيم الأسرة
أين قيم الأسرة؟ أين قائدها؟ إنه في الصباح يكد في عمله، وفي الظهيرة مستلق على فراشه، ثم ينطلق مساء في لهو أو دنيا، ولا يعود إلا مكدود الجسم، مهدود الفكر، وبهذا يفقد القدرة على تربية الأولاد، ويزداد الخطب حين تخرج المرأة للعمل، فيصبح البيت حديقة مهجورة، على بعض أشجارها طيور يتيمة محرومة من الأب والأم، وأصبحت بعض البيوت محطة استراحة للزوجين، أما الأبناء فعلاقتهم بالآباء علاقة حسن الجواز.

القوامة الفعالة
إن القوامة تعني القدوة في الإيمان والاستقامة.

إن القوامة ليست مجرد توفير طعام وشراب، وملبس ومسكن، إنها مسؤولية الإضطلاع بشؤون أسرة كاملة، تبدأ من الإهتمام بشؤون شريكة الحياة: الزوجة أخلاقها وسلوكها، ثم لا تلبث أن تشمل الأبناء والبنات، إنها مسؤولية صنع أبناء الأمة وبناتها، وإعطاء الأمة انتماءها بالحفاظ على كيان الأسرة.

القوامة ليست لهوا وعبثا، ونوما متواصلا، إنما هي عمل، وتخطيط، وجهد متواصل في مملكة البيت للمحافظة على أمنه واستقراره.

إن واجب قيم الأسرة، أن يغرس في نفوس أفراد أسرته الدين والمثل السامية، وأن ينمي فيهم حب الله، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحتى يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحب إليهم مما سواهما، ينمي فيهم مخافة الله والرغبة فيما عنده من الثواب.

قال تعالى: { إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد } [ق: 37].

لو تأملنا بعض آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن أهم مقاصد تكوين الأسرة هي:
أولا: إقامة حدود الله وتحقيق شرعه ومرضاته، وإقامة البيت المسلم الذي يبني حياته على تحقيق عبادة الله.
ثانيا: تحقيق السكون النفسي والطمأنينة: قال تعالى: { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } [الأعراف: 189].
ثالثا: تحقيق أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنجاب النسل المؤمن الصالح.
رابعا: إرواء الحاجة إلى المحبة عند الأطفال.
خامسا: صون فطرة الطفل عن الرذائل والانحراف.

ذلك أن الطفل يولد صافي السريرة، سليم القلب، فعلينا-معشر المسلمين- تعليم أسرنا عقيدتها، وأن نسلحها بسلاح التقوى، لتحقيق مجتمع أسمى وأمة أقوى.
اللهم ظلل على بيوت الموحدين الأمن، والإيمان، والمحبة، والإخلاص.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.












 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -


اللهم يا فالق الحب والنوى ياسميع وياعليم يا محي العظام وهي رميم
يامن أقررت عيني يعقوب عليه السلام بيوسف وأخيه أقر أعيننا بعودة شيخنا الفاضل عبد الباري الثبيتي واشفيه وعافيه وارفع درجته في الدنيا والآخرة
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -






موضوع الخطبة .... الإسلام ومحاربة الإرهاب

أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله تعالى:
start-icon.gif
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
end-icon.gif
[آل عمران:102].

الإرهابُ هو الإفزاعُ والإخافة، يقال: أرهبَه ورهَّبه أي: أخافه وأفزعه، وبذلك فسِّر قوله تعالى عزّ وجلّ:
start-icon.gif
وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ
end-icon.gif
[الأعراف:116].

وقد تحدَّث القرآن عن بعضِ صُوَر الإرهاب، ومِن ذلك ما ذكَره الله تعالى عن المفسِدين من قومِ ثمودَ في قوله تعالى:
start-icon.gif
وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ
mid-icon.gif
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
end-icon.gif
[النمل:48، 49]، ومِن صورِه إرهابُ فرعون لما آمَن السحرة:
start-icon.gif
فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى
end-icon.gif
[طه:71]، ومِن صوَر الإرهابِ ما بيّنته الآيات عن أصحابِ الأخدود الذين حفِرَت لهم الحفَر، وأُضرِمَت فيها النار، وأُلقوا فيها وهم أحياء، قال تعالى:
start-icon.gif
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ
end-icon.gif
[البروج:10].

والإرهابُ في عصرِنا يمثِّل قضيّةَ الساعة وخطَرَ المستقبل، يتولَّد عن خطَأ في المعتَقَد والفكرِ والسلوك ومِن عدَمِ التّعايُشِ مَع الواقِعِ وعدَم الرّغبة في صناعَةِ المستَقبَل، فقد ينتج عن مَطمَع دنيوي أو يأس مع النفسِ أو انتقامٍ شِرّير.
ومِنَ الإرهاب الأعمال التخريبيّة التي وقعت في بلادِنا، أعمالٌ تهدم ولا تبني، تخيف ولا تؤمِّن، بل أحدثت شرورًا عظيمة ومفاسدَ كثيرة وأضرارًا جسيمةً على المجتمعاتِ والأفراد.
وممّا اشتدَّ على أهل الإسلام أثرُه أنّ موقدَها بعضُ أبناء المسلمين الذين استَهوَتهم شياطين الإنس والجنِّ، فصَدّوهم عن الصراط المستقيم، فغَدَوا أسلحةً موجَّهة ضدَّ الإسلام وأهلِ الإسلام؛ بما فعلوا من أمورٍ عظيمة منكرَة، لم تعُد خفيَّة، فقد شاهدها الناس وعانَوا منها وشهِدوا عليهم بها، وقانَا الله شرَّها.
ومِن ذلك تكفيرُهم المسلمين وقتلُ المستَأمَنين، وإعلانُهم الخروجَ عن طاعة وليِّ الأمر واعتداؤهُم على الممتَلَكات وسَعيُهم إلى الإخلالِ بالأمن وترويعُهم للآمنين في هذهِ البلاد وغيرها وإشاعةُ الفوضى، وهنا ينبغِي أن لا نعمِّم الخطَأ على جميعِ الأمّة الإسلامية، فالإرهاب لا يرتبِط بدينٍ ولا وطن ولا أمّة، بل هو بضاعةُ إبليس يزرَعها في فكرِ من ضلَّ سعيُه وخاب عمَلُه، وقد عمَّ العالمَ ضرَرُ الإرهاب وتطايَر شررُه.
ولخطورتِه تعالَت الصّيحات إلى ضرورةِ التصدّي له وتحديد مفهومِه وبيانِ أشكاله وصوَرِه، كما تنادَت الهيئات وعُقِدت المؤتمرات وطرِحَت هذه المادّة على طاولةِ البَحث للدّراسة الموضوعيّة والتحليل العلميّ الدقيق.
وينبغي أن ندركَ أنّ الإسلامَ أرفَعُ وأشرَفُ وأسمى من كلِّ هذه السّلوكيّات الخاطِئَة والمعتَقَدات الضالّة، بل الإسلام حجّةٌ على المسلِمين في أحكامِه وتشريعاتِه، فمن عَرَفه عرَف الحَقَّ؛ لأنَّ من يعرِف الحقَّ يعرف رجالَه.
هذه التّصرّفاتُ الشاذّة لا تعبِّر إلاّ عن معتَقَد أصحابها وما يحمِلونَه من أفكارٍ منحرِفَة تخالِفُ الطّرَق الشرعيّة والأساليبَ النبويّة، ومِن عَجبٍ تمحُّلُ بعض الحاقدين حينَ ركِبوا متنَ الشّطَط والغلوّ، ولمزوا قِيَم الإسلام ومبادِئَه والدعوةَ والدعاة، في مغالَطةٍ للحقائق وكَيدٍ للإسلام وترهيبِ النّاس من الدِّين والتديُّن، وهذا تزييفٌ واضح للأجيال وافتراءٌ مَشين أملَته قلوبهم المريضةُ وأقلامهم المسمومة، وروَّجوا بأنَّ أهلَ الإسلام والداعين له ليسوا غيرَ إرهابيِّين، ينشرون الذّعرَ والرعبَ. إنّنا حين نرفض الإرهابَ ونشجبه نستَنكِر مَن يصطادُ في الماء العَكِر ويشوِّه قِيَم الدّين ويركب موجةَ الإرهاب لتمييعِ ثوابتنا، وكأنّه لا عنفَ إلاّ عند المسلِمين.
ونحن واثقون أنّ هذه الأحداثَ لها وضعٌ طارئ، وسَوفَ تتوارَى بإذن الله فلولُ السلوكِ الخاطئ والفكر المغلوط بالتوعية والبيانِ والقوّة والسِّنان، ومجدُ الإسلامِ الزّاهر مسطَّرٌ بمدادٍ مِن نورٍ من زَمَن النبوّة ثم الخلافَة الراشِدَة إلى عصرنا، ولم تَشهَد البشريّة أمنًا وسلامًا وعدلاً مشرِقًا إلا بالإسلام.
لقد سبَق الإسلامُ جميعَ القوانين في مكافحَةِ الإرهاب وحمايةِ المجتمعات من شروره، وفي مقدّمة ذلك حفظُ الإنسانِ وحماية حياتِه وعِرضه وماله ودينه وعقله، من خلال حدودٍ واضحة منعَ الإسلام من تجاوُزها. إنّه دينٌ يحمِي الكَرامةَ والحياةَ الإنسانيّة، وجعل من قتل أيَّ نفسٍ بغير حقٍّ بمثابة قتلِ الناس جميعًا:
start-icon.gif
مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
end-icon.gif
[المائدة:32]. وتحقيقًا لهذا التّكريم مَنعَ الإسلام بغيَ الإنسان على أخيه، وحرَّم كلَّ عملٍ يلحِق الظلمَ به، قال تعالى:
start-icon.gif
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ
end-icon.gif
[الأعراف:33]. شنّع على الذين يؤذون الناسَ في أرجاءِ الأرض:
start-icon.gif
وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ
end-icon.gif
[البقرة:205].

الإسلام دينُ الرحمة، ورحمته صلواتُ الله وسلامُه عليه امتدَّت لتشمَلَ الحيوانَ والنبات، بل كلّ شؤون الحياة، ألم يشِر صلوات الله وسلامُه عليه إلى أنّ رجلاً دخل الجنّةَ في كلبٍ سقاه[1]، وامرأةً دخلت النارَ في هِرّة حبَستها؛ لا هي أطعَمتَها ولا هي ترَكتها تأكل من خشاش الأرض[2]؟! ألم يدعُ صلوات الله وسلامه عليه إلى عِمارة الكون وإحياء المواتِ مِنَ الأرض: ((من أحيَا أرضًا ميّتة فهي له))[3].
هذا هو نهجُ الإسلام، دين التعميرِ والبِناء، لا التدمير والإفساد. حاربَ الإسلام الإرهابَ بتحريمه بكلِّ وسيلةٍ غير مشروعة يُتَوصَّل بها إلى هدفٍ مشروع، فالغاية في الإسلامِ لا تسوِّغ الوسيلةَ، فلا بدّ من مشروعيّة الغاية وما يُتَوَصّل به إليها، كلُّ ذلك ليحقَّقَ الاستقرار ويعُمَّ الأمن والأمان في المجتمعات الإسلاميّة.
دينُنا دين العدل والإحسان، أمر المسلمين أن يعدِلوا مع إخوانهم وغيرِ إخوانهم:
start-icon.gif
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
end-icon.gif
[النحل:90]،
start-icon.gif
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ
end-icon.gif
أي: شهداءَ بالعدل؛ تقولون العدلَ وتعملون به، تطبِّقونه على أنفسكم وعلى غيركم،
start-icon.gif
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
end-icon.gif
[المائدة:8] أي: لا تحملكُم عداوتُكم لبعض الناس أن تجوروا، ولم ينهَ الله المسلمين عن الإحسانِ لغيرهم وبِرِّهم إذا لم يقاتِلوهم ويخرجوهم من ديارهم، قال تعالى:
start-icon.gif
لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
end-icon.gif
[الممتحنة:8].

دينُنا أمر بطاعة وليّ الأمر:
start-icon.gif
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ
end-icon.gif
[النساء:59]، وقال
salla-icon.gif
: ((من رأى من أميره شيئًا يكرهُه فليصبِر عليه؛ فإنّه من فارق الجماعةَ شبرًا فمات إلا ماتَ ميتةً جاهلية))
[4].
دينُنا أمر بالابتعاد عن كلِّ ما يثير الفِتَن، وحذَّر من مخاطِر ذلك، فقال سبحانه:
start-icon.gif
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً
end-icon.gif
[الأنفال:25].

دينُنا وجَّه الفردَ والجماعَةَ إلى الاعتدالِ واجتِثاث نوازِعِ الجُنوح والتطرّف وما يؤدِّي إليهما من غلوٍّ في الدّين لأنَّ في ذلك مهلكةً أكيدة، فقال
salla-icon.gif
: ((إيّاكم والغلوَّ في الدين؛ فإنما أهلك مَن كان قبلَكم الغلوّ في الدين))
[5].
دينُنا عالج نوازِعَ الشرِّ المؤدّية إلى التخويف والإرهاب والترويعِ والقتل، فقال
salla-icon.gif
: ((لا يحلّ لمسلمٍ أن يروِّع مسلِمًا))
[6]، وقال: ((من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهيَ وإن كان أخاه لأبيه وأمه))[7].
دينُنا شرَع حدَّ الحِرابة للمفسدِين في الأرض، لجريمة الإفساد التي تروِّع الأبرياءَ وتقتُلهم وتضعِف أمَّتَهم،
start-icon.gif
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ
end-icon.gif
[المائدة:33].

يقوم منهجُنا في ديننا في الدَّعوة على إقامةِ الحجّة والبرهان، لا يجبِر أحدًا على الدخول في دعوتِه، وإن كان يتمنَّى أن يجدَ الناس حلاوةَ الإيمان،
start-icon.gif
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ
end-icon.gif
[العنكبوت:51]،
start-icon.gif
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ
end-icon.gif
[الغاشية:21]،
start-icon.gif
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ
end-icon.gif
[ق:45]،
start-icon.gif
إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ
end-icon.gif
[الشورى:48]. وما انتشَر الإسلام إلا بحكمةِ رجالِه وقوّة إيمانهم واستبشارهم لقوله تعالى:
start-icon.gif
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
end-icon.gif
[النحل:125].

صرّح القرآن الكريم بمنعِ الإكراه في الدين فقال تعالى:
start-icon.gif
لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ
end-icon.gif
[البقرة:256]، والمسلمون لم يكرِهوا ولن يكرهوا أحدًا على الدخولِ في الإسلام، وقد دلَّت وقائِعُ التاريخ على هذا، فلم يثبُت في أيِّ حقبةٍ زمنيّة أنّ المسلمين أكرهوا أحَدًا على الإسلام، وبهذا تثبُت الحقيقة أنّ الإسلامَ لم ينتشِر بالسيف، قال تعالى:
start-icon.gif
أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
end-icon.gif
[يونس:99].

دينُنا للعالمين، ينشد العالميّةَ بالهدى والنور، بالقرآنِ والسّنّة، بالأسلوب الحسن والحوارِ البنّاء والجدَل بالتي هي أحسن،
start-icon.gif
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ
end-icon.gif
[الأنبياء:107]،
start-icon.gif
وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
end-icon.gif
[العنكبوت:46]، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : "إنّ الله بَعثَ محمّدًا بالحقّ هاديًا، ولم يبعَثه جابيًا"[8]
.
هذا دينُنا، وتِلك قِيَمنا، لا تقوم على عواطِفَ سائرة وحماسٍ أهوَج، لا تتلاعب بها الشعاراتُ الرنّانة، وإنما أسُسٌ وقواعد، فيها حُكمٌ وإِحكام وتشريعٌ بليغ البيان، يسير على هديِه أهلُ الإسلام، قال تعالى:
start-icon.gif
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي
end-icon.gif
[يزسف:108].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرّحيم.
 

خالد الثبيتي

مزمار جديد
6 مارس 2009
2
0
0
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

بارك الله فيك واحسن اليك
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

وأحسن الله فيك أخي خالد الثبيتي
وجعلك مثل الشيخ الثبيتي
 

رف الحرم

مزمار فعّال
5 ديسمبر 2008
192
0
16
الجنس
ذكر
رد: موسوعة عبد الباري الثبيتي

لله درك يا هيامي على ذوقك الرفيع باختيارك الشيخ المبدع المهضوم عبد الباري الثبيتي ما أروعه وما أجمل نبرته المبحوحة قليلاً . رأيته وجئت للسلام عليه فبادرني هو بالسلام وابتسم في وجهي وقال لي حياك الله شفاه الله وكفاه همه ورده للمسجد النبوي سريعاً وللمشاركة بالتراويح هذا العام . آمين
 

فجرالنور

مراقبة سابقة
10 مايو 2008
3,406
112
0
الجنس
أنثى
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

جزاك الله خيرا كثيرا.....ورضى الله عنك وعن والديك على هذه المجهود الذى بذلتيه عن هذا الشيخ الجليل الذى لا اعرف عنه شيئاً الا اسمه وانه مقرىء فقط وانا من المعجبين بتلاوته اشد الاعجاب...وفقك الله..
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة عبد الباري الثبيتي

لله درك يا هيامي على ذوقك الرفيع باختيارك الشيخ المبدع المهضوم عبد الباري الثبيتي ما أروعه وما أجمل نبرته المبحوحة قليلاً . رأيته وجئت للسلام عليه فبادرني هو بالسلام وابتسم في وجهي وقال لي حياك الله شفاه الله وكفاه همه ورده للمسجد النبوي سريعاً وللمشاركة بالتراويح هذا العام . آمين
بارك الله فيك ووفقك الله شيخنا يستحق كل تقديرواحترام والله مهما قدمنا له لانوفيه حقه
شفاه الله ووفقه ورده عاجلا غير آجلا ورفع قدره ومكانته
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

جزاك الله خيرا كثيرا.....ورضى الله عنك وعن والديك على هذه المجهود الذى بذلتيه عن هذا الشيخ الجليل الذى لا اعرف عنه شيئاً الا اسمه وانه مقرىء فقط وانا من المعجبين بتلاوته اشد الاعجاب...وفقك الله..
آآآآمين ورضي عنك وعن والديك
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

ليس أجمل من أن تزور المدينة المنورة وتصلي صلاة الفجر في الحرم النبوي ويكون الإمام الشيخ عبدالباري الثبيتي , حيث هناك موقف الجمال , لا شعوريا ستخشع وتتمنى أن لا تنتهي الصلاة , أسأل الله تعالى أن لا يخرجني من هذه البلدة الطيبة ولايحرمنا من هذا الشيخ الجليل
 

ابوحميد

عضو كالشعلة
1 أبريل 2008
397
1
18
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

اين الشيخ عبدالباري الثبيتي طول غيابه
طمنونا عليه
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -




موضوع الخطبة ... زلزال آسيا

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فأوصيكُم ونفسي بتقوَى الله، قَال الله تعالى:
start-icon.gif
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
end-icon.gif
[آل عمران:102].

إخوةَ الإسلام، كثُرت الزلازل في هذا العصرِ، وهذا تأكيدُ وتصديق ما جاء في الحديثِ: ((لا تقوم الساعة حتى تكثُر الزلازل))، وعن سلمةَ بن نفَيل قال: كنا جلوسًا عند رسول الله
salla-icon.gif
فذكر الحديث وفيه: ((بينَ يديِ الساعةِ موتان شديدٌ، وبعده سنواتُ الزّلازل)) أخرجه أحمد
.

أطافَ ببعض الأرضِ طائفُ الزلازل، فأحال الأمنَ خوفًا والحياة موتًا والعامِر خرابًا، وجعل المدينة الناضِرة يبابًا، وفي مثلِ طرفةِ عينٍ وانتباهَتِها غيَّر الله من حالٍ إلى حال، فإذا ألوفُ القتلى، وألوفٌ من الجرحَى، وألوف من المشرَّدين، فاستبدَّ الألمُ بالجميع حتى خُيِّل إليهم أنَّ القيامةَ قامت، فهذه أمٌّ فقَدَتِ ابنها، وذاك ابنٌ ينادِي أمَّه، ومشاهدُ دامية يعجز البَيان عن وصفِها، قال الله تعالى:
start-icon.gif
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
end-icon.gif
[البقرة:156].

ودورُنا في الحدَث الإسهامُ والمسح بيَدِ الرّحمة والشّفقَة والمواساةِ للأنفس الحزينةِ التي تئنّ تحت وطأةِ المصاب وتعيش الألمَ وتتجرَّع الحزن، ورسولنا
salla-icon.gif
يقول: ((واللهُ في عونِ العبد ما كان العبدُ في عونِ أخيه)) أخرجه مسلم
. والإسلامُ رَحِمٌ ورَحمة، قال الله تعالى:
start-icon.gif
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
end-icon.gif
[الحجرات:10].

هذا الزلزالُ الذي زلزلَ العمران والمبَاني كما زلزَل القلوبَ والأنفس، وهدَم الكثيرَ من المنازل، وشرَّد الآلافَ من السكان، وقتل المئات من الأفراد، آلمَتِ المسلمينَ أحداثُه، وهو قدَرُ الله وقضاؤه. والزلازلُ لا تقرَع الأبوابَ إلا بغتةً، فعندما تتحرَّك الأرضُ بصوتها المخيفِ ودويِّها الرهيب وعندما تتساقط الجُدران وسُقُف الأبنية وعندما يصبِح أعلى الأرضِ أسفلَها وأسفلُها أعلاها، في تلك اللحظةِ يشعر الإنسانُ بجلال الله وعظمتِه وسلطانه وجبروتِه، قال تعالى:
start-icon.gif
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
end-icon.gif
[الزمر:67].

في المحنِ والمصائِبِ يعرِف الناسُ عزَّ الرّبوبيّة وقهرَها، وذلَّ العبودية وكسرَها، وأنّ الخلقَ كلَّهم ملكُه وعبيده، راجِعون إلى حكمِه وتدبيره، لا مفرَّ لهم منه، ولا محيدَ لهم عنه، والمؤمِنون على يقينٍ أنّ أفعالَ الله عز وجل تتضمَّن الحكمةَ وإن غابت عن عقولِنا المحدودةِ هذه الحكمةُ في بعضِ الأحيان.
المؤمِنُ يعتقد أن الله خالقُ هذا الكون، كلّ ما يتحرَّك في السماء وما تمورُ به الأرض كلُّ نسمةِ بَشر وحَرَكة شجر بإذنِ الله تبارك وتعالى، قال الله تعالى:
start-icon.gif
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
end-icon.gif
[الفرقان:2]. لا يفعل الله شيئًا عَبثًا، لا يفعل شيئًا إلاّ لحكمةٍ ارتضاها، ولا يجرِي في الكون أمرٌ إلا بتدبيره وتقديرِه، قال تعالى:
start-icon.gif
وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
end-icon.gif
[الأنعام:59]. وبهذا نعلَم أنّ الذي يسيِّر الطبيعةَ ويُسيِّر الكونَ هو الله تبارك وتعالى، وللمسلم من قبلُ ومن بعدُ الرِّضا الموجبُ لرضوانِ الله، فإنَّ المصائب تنزل بالبَرّ والفاجر، فمن سخِط فله السّخطُ، ومن رضِيَ فله الرضا.

والمؤمِنون يتعامَلون مع الأحداث بالعظةِ والاعتبار، قال تعالى:
start-icon.gif
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى
end-icon.gif
[النازعات:26]، وينهَلون منها الدروسَ التي تفتح الآذانَ وتوقِط القلوب وتحرِّك المشاعر، قال تعالى:
start-icon.gif
وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا
end-icon.gif
[الإسراء:59].

هذا الحدث في عنوانه ابتلاءٌ، وحياةُ المسلِم يتخلّلها ابتِلاء، إناخَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ
end-icon.gif
[الإنسان:2]، والمؤمَّل أن يكون المسلم مرهفَ الإحساسِ لهذه الأمور، قال تعالى:
start-icon.gif
فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ
end-icon.gif
[الأنعام:43].

هذه الزلازلُ لها مغزًى عميق وعِبرةٌ للمعتبرين، ورسالة لمن اغترَّ بلعمه وخُيِّل إليه أنّه بلغ الآفاقَ وقدر على كلِّ شيءٍ أنّه ضعيف أمام قدرة الله، عاجزٌ هو وعِلمه عن دفع أمرٍ كتَبَه الله عليه. الإنسانُ مهما بلَغ عِلمه وماله وجاهُه فهو ضعيفٌ أمام قدرةِ الله، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا. الإنسان المغرورُ المختال الفخور هذا هو شأنُه، إنه ضعيفٌ لا يملك شيئًا من هذا الكون، قال الله تعالى:
start-icon.gif
وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا
end-icon.gif
[النساء:28]،
هذه الأحداثُ تبيِّن للإنسانِ قيمةَ هذه الدنيا وقدرَها ومِقدارها ومآلها، فهي معرَّضَة للزوال صائِرةٌ إلى الفناء، وأنها مَتاع الغرور، وأنها ظِلّ زائل ونعيم خادِع. هذه الدّنيا التي عليها يتقاتَلون وخلفَ حُطامها يلهثون لا تساوِي شيئًا، قال الله تعالى:
start-icon.gif
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ
end-icon.gif
[الحديد:20]،
إنَّ زلزالَ الدنيا مَهول، وآثارُه مدمِّرة، وواقعُه مُفجِع، وهو في ذاتِ الوقت موقِظٌ لنا من رَقدتنا لنتذكَّرَ الآخرةَ، لقد خدَّرتَنا الدنيا بمفاتِنها، وشغَلتنا بهجتُها، حتى كأنّنا مخلَّدون على ظهرها، غير مرتَحِلين إلى بطنِها، وكأنَّ الموتَ صائِرٌ إلى غيرِنا دونَ أن يمسَّنا، وغدَتِ الآخرة قِصصًا تُتلَى وحديثًا يُروى ثم ينسَى، قال تعالى:
start-icon.gif
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ
end-icon.gif
[المؤمنون:115]. إنّه إنذارٌ شامِل لنعلمَ أنّ الحياةَ مؤقَّتة، وأنّ الأجلَ قريب مهما طالَ الأمل، وأنّ العبدَ عُرضة في كلِّ لحظةٍ وآنٍ للرّحيل عن دار الدنيا،
زلزالُ الدّنيا أرضٌ ترتجِف ومبانٍ تسقُط، يموت مَن يموت، ويحيَا مَن بقِيَ له من عُمُره بقيّة، أمّا زِلزال الآخرةِ ففيها تذهَل المراضع، وتضَع الحوامل، وتشيبُ الولدان، والنّاس كالسُّكارى من هولِ الموقِفِ ومن الذّعرِ، قال تَعالى:
start-icon.gif
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
mid-icon.gif
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
end-icon.gif
[الحج:1، 2].

ذهل النّاسُ في زلزالِ الدّنيا مِن هول المنظَر وشدّةِ الفاجعةِ، في قِطعةٍ محدودة من الأرض ثم ينتَهي الأمر، أمّا زلزال الآخرةِ فالأرض كلُّها تبدَّل والسماوات، والجِبالُ الشامخة تنسَفُ نَسفًا، والبِحارُ تفجَّر، وتنشقُّ السماء وتكشَط، وتغيُّراتٌ عَجيبة، قال تعالى:
start-icon.gif
يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ
end-icon.gif
[إبراهيم:48]، وقال تعالى:
start-icon.gif
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا
mid-icon.gif
فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا
mid-icon.gif
لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا
end-icon.gif
[طه:105-107].

لقد سمِعنا في زلزالِ الدّنيا اليسير مَن ذهل من هولِ الفاجِعة عن زوجهِ وأولادِه، بل خرَج من بيته وقد نسِيَ ما يستُر به جسدَه، فقد شغِلَ بما هو أعظم، وفي القيامةِ يقول الرسول
salla-icon.gif
عن عائشة رضي الله عنها: ((يحشَرُ الناسُ يومَ القيامَةِ حُفاةً عراة غُرلاً))، فقلت:يا رسول الله، النساءُ والرجال ينظر بعضُهم إلى بعض؟! قال
salla-icon.gif
: ((يا عائشة، الأمرُ أشدُّ من أن ينظرَ بعضُهم إلى بعض)) أخرجه البخاري ومسلم
.

وسبيلُ النجاة والمخرَج منَ الكرب والفِتنة والشِدّة والمحنة اللّجوء إلى الله تعالى وحدَه والفزَعُ إليه والصلاة، قال تعالى:
start-icon.gif
فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ
end-icon.gif
[الأنعام:42]، وعن حذيفة رضي الله عنه رفعه قال: ((يأتي عليكم زمانٌ لا ينجو فيه إلاّ من دعا دعاءَ الغريق))
،، وقال أيضًا: ((من سرَّه أن يستَجَاب له عند الكربِ والشّدائدِ فليكثِرِ الدعاءَ في الرخاء)) رواه الحاكم وصححه. ودعوةُ المضطرِّ مجابَةٌ، قال تعالى:
start-icon.gif
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
end-icon.gif
[النمل:62].

مِن أسبابِ النجاةِ التوبةُ والاستغفار، وذلك بتركِ الذنوب والعَزم على عدَم العودةِ إليها، قال تعالى:
start-icon.gif
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
end-icon.gif
[الأنفال:33].

مِن أسبابِ النّجاةِ الإصلاحُ والأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر، قال تعالى:
start-icon.gif
فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
end-icon.gif
[هود:116]، وقال تعالى:
start-icon.gif
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
end-icon.gif
].

الصّدقةُ وبَذل المعروفِ مِن أسبابِ النّجاةِ، قال
salla-icon.gif
: ((صنائِعُ المعروف تقِي مصارعَ السوء، وصدَقَة السِرّ تطفِئ غضَبَ الربِّ، وصِلةُ الرحم تطيل العمرَ))


الخطبة الثانية

<B><FONT face="Traditional Arabic"><FONT size=5>إنَّ القلبَ ليحزنُ وإنَّ العقلَ ليذهَل حين يرقُبُ المسلم هذه الأحداثَ الدّامية والتّفجيراتِ المفزِعة التي وقَعَت قبلَ أيّامٍ في الرّياض وغيرها من هذه البلادِ، تولَّى كِبرَها فِئامٌ يحمِلون فكرًا سقيمًا ومنهَجًا منحرِفًا، فيهدِمون البناءَ ويعطِّلون التنميَةَ ويزعزِعون الأمنَ ويفسِدون الخيرَ ويريقون دماءَ المسلمين بلا وازعٍ من ضميرٍ ولا خوفٍ من ربٍّ منتقِمٍ جبّار، يتلمَّسون متنفَّسًا لحِقدِهم الدّفين ونفوسِهم المريضةِ التي عشعَشَت في جَنَباتها تصوُّراتهم المظلِمة. إنَّ هذه الأعمالَ التي تحصدُ أرواحَ العشرات من المسلمين لا تقومُ على أساس
 

المحب للمعيقلي

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,663
2
0
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

حفظ الله الشيخ و جزاك الله خير
 

يارب عفوك ورضاك

مزمار ألماسي
5 أكتوبر 2008
1,323
0
0

المزمار الحمدي

مشرف قدير سابق
3 مارس 2005
3,672
21
0
الجنس
ذكر
رد: موسوعة الشيخ : عبد الباري الثبيتي - إمام وخطيب المسجد النبوي -

اختي الكريمه

هل من الممكن ان نجد عندك مقاطع وتلاوات للشيخ من الفروض والصلوات العادية

لان قراءته في اوقات الفروض تختلف تماما عن قراءته في صلاة التراويح

بصراحه لما كنت بالمدينة وقت المنع المفروض على الشيخ علي الحذيفي وكان وقتها الشيخ عبد الباري هو من يصلي العشاء ... بصراحه كان يقرأ بإبداع
فهو القارئ السعودي الوحيد الذي يقرأ بمقام الجهركاه في تلك الصلوات
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع