(بسم الله)
للشافعي ديوان متفرق في أمهات الكتب العربية من أمثال تذكرة الحفاظ للذهبي وطبقات بن سعد ووفيات اللأعيان لابن خلكان وغيرها كثير وقد جمعت أشعاره في كتاب صغير الحجم سماه صاحبه ديوان الشافعي وهذا الذي جمعه هو محمد عفيف الزعبي وقد قال عن هذه الأشعار " ونحن إذا ألقينا نظرة سريعة على هذه الأشعار بعد - أن ننوه - أنه لا يصح لنا أن نجزم بصحة هذه القصائد كلها للشافعي، وليس لنا ذلك أبدا بعدما وردنا على لسانه - رحمه الله - لوددت ان الخلق تعلمه( أي علم الشافعي رحمه الله ) ، ولم ينسب إلي منه شيء أبدا. وما في قلبي من علم فلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب إلي - نجدها لا تعدو فن الحكمة والتسليم بقضاء الله وقدره ، والحض على العلم وإعطاء العبر من إنسان ذاق من الدنيا حلوها ومرها، وخرج منها بتجارب وعظات هي في واقعها أضواء على كثير من مشكلاتنا، وأخص ما نعانيه ونتألم منه.
ونرى فيها البعد عن سقطات الشعراء وتبذلهم واستجدائهم ومجونهم .
والرحيل بالنفس البشرية إلى رحاب العلم ، والاتعاظ بالأيام وتقلباتها وصروف الدهر ونوائبه، والارتفاع بها إلى ذرا الأخلاق ومدارج الكمال".
ولقد سبق أن سقت بعضا من أشعاره وهي مأخوذة من هذا اليوان المشار إليه أعلاه واليوم أضيف بعضا آخر من الأشعار التي كما قال فيها جامع الديوان أنها ترحل بالنفس البشرية إلى رحاب العلم والاتعاظ بالأيام وتقلباتها.....
الرضى بقضاء الله وقدره
دع الأيام تفعل ما تشاء*-*-*-*-*-* وطِب نقسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي*-*-*-*-*- فما لحوادث الدنيا بقـــــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا*-*-*-*-*وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا*-*-*-* وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب*-*-*-*-*-* يغطيه كما قيل السخــــــــاء
ولا تُرٍ للأعادي قــــط ذلا*-*-*-*-*-* فإن شماتة الأعداء بــــــــلاء
ولا ترجُ السماحة من بخيل*-*-*-*-* فما في النار للظمآن مـــــــاء
ورزقك ليس يُنقِصه التأني*-*-*-*-* وليس يزيد في الرزق العنــاء
ولا حزن يدوم ولا سرور*-*-*-*-*-* ولا بؤس عليك ولا رخـــــــاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع*-*-*-*-*-*-* فأنت ومالك الدنيا ســـــــــواء
ومن نزلت بساحته المنايا*-*-*-*-*-* فلا أرض تقيه ولا سمـــــــاء
وأرض الله واسعة ولكـن*-*-*-*-*-* إذا نزل القضا ضاق الفضـاء
دع الأيام تغدر كل حيــن*-*-*-*-*-**- فما يغني عن الموت الـــدواء
وقال رحمه الله متحدثاعن مظاهر الشيب ومحاسن الأعمال
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي*-*-*-*-*-*وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها
أيا بومة قد عششتْ فوق هامتي-*-*-*-*-* على الرغم مني حين طار غرابها
رأيتِ خراب العمر مني فزرتني*-*-*-*-*-* ومأواكِ من كل الديار خرابهـــــا
أأنعم عيشا بعد ما حل عارضي*-*-*-*-*-* طلائع شيب ليس يغني خضابها؟
إذا اصفر لون المرء وابيض شعره*-*-*-* تنغص من أيامه مستطابهـــــا
فدعْ عنك سوءات الأمور فإنها*-*-*-*-*-* حرام على نفس التقي ارتكابها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنهــا*-*-*-*-*-*-* كمثل زكاة المال تم نصابهــــــا
وأحسِنْ إلى الأحرار تملك رقابهم*-*-*-*فخير تجارات الكرام اكتسابهـــــــا
ولا تمشينْ في منكب الأرض فاخرا*-*-* فعما قليل يحتويك ترابهـــــــــــــا
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها*-*-*-*-*-* وسيق إلينا عذبها وعذابهـــــــــا
فلم أرها إلا غرورا وباطلا*-*-*-*-*-*-* كما لاح في ظهر الفلاة سرابهـا
وما هي إلا جيفة مستحيلة*-*-*-*-*-*-* عليها كلاب همهن اجتذابهـــــــا
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها*-*-*-*-* وإن تجتذبها نازعتك كلابهـــــــــا
فطوبى لنفس أولعت قعر دارها*-*-*-*-* مغلِقة الأبواب مُرخى حجابهــا
وللحديث بقية أن شاء الله
للشافعي ديوان متفرق في أمهات الكتب العربية من أمثال تذكرة الحفاظ للذهبي وطبقات بن سعد ووفيات اللأعيان لابن خلكان وغيرها كثير وقد جمعت أشعاره في كتاب صغير الحجم سماه صاحبه ديوان الشافعي وهذا الذي جمعه هو محمد عفيف الزعبي وقد قال عن هذه الأشعار " ونحن إذا ألقينا نظرة سريعة على هذه الأشعار بعد - أن ننوه - أنه لا يصح لنا أن نجزم بصحة هذه القصائد كلها للشافعي، وليس لنا ذلك أبدا بعدما وردنا على لسانه - رحمه الله - لوددت ان الخلق تعلمه( أي علم الشافعي رحمه الله ) ، ولم ينسب إلي منه شيء أبدا. وما في قلبي من علم فلا وددت أنه عند كل أحد ولا ينسب إلي - نجدها لا تعدو فن الحكمة والتسليم بقضاء الله وقدره ، والحض على العلم وإعطاء العبر من إنسان ذاق من الدنيا حلوها ومرها، وخرج منها بتجارب وعظات هي في واقعها أضواء على كثير من مشكلاتنا، وأخص ما نعانيه ونتألم منه.
ونرى فيها البعد عن سقطات الشعراء وتبذلهم واستجدائهم ومجونهم .
والرحيل بالنفس البشرية إلى رحاب العلم ، والاتعاظ بالأيام وتقلباتها وصروف الدهر ونوائبه، والارتفاع بها إلى ذرا الأخلاق ومدارج الكمال".
ولقد سبق أن سقت بعضا من أشعاره وهي مأخوذة من هذا اليوان المشار إليه أعلاه واليوم أضيف بعضا آخر من الأشعار التي كما قال فيها جامع الديوان أنها ترحل بالنفس البشرية إلى رحاب العلم والاتعاظ بالأيام وتقلباتها.....
الرضى بقضاء الله وقدره
دع الأيام تفعل ما تشاء*-*-*-*-*-* وطِب نقسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي*-*-*-*-*- فما لحوادث الدنيا بقـــــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا*-*-*-*-*وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا*-*-*-* وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب*-*-*-*-*-* يغطيه كما قيل السخــــــــاء
ولا تُرٍ للأعادي قــــط ذلا*-*-*-*-*-* فإن شماتة الأعداء بــــــــلاء
ولا ترجُ السماحة من بخيل*-*-*-*-* فما في النار للظمآن مـــــــاء
ورزقك ليس يُنقِصه التأني*-*-*-*-* وليس يزيد في الرزق العنــاء
ولا حزن يدوم ولا سرور*-*-*-*-*-* ولا بؤس عليك ولا رخـــــــاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع*-*-*-*-*-*-* فأنت ومالك الدنيا ســـــــــواء
ومن نزلت بساحته المنايا*-*-*-*-*-* فلا أرض تقيه ولا سمـــــــاء
وأرض الله واسعة ولكـن*-*-*-*-*-* إذا نزل القضا ضاق الفضـاء
دع الأيام تغدر كل حيــن*-*-*-*-*-**- فما يغني عن الموت الـــدواء
وقال رحمه الله متحدثاعن مظاهر الشيب ومحاسن الأعمال
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي*-*-*-*-*-*وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها
أيا بومة قد عششتْ فوق هامتي-*-*-*-*-* على الرغم مني حين طار غرابها
رأيتِ خراب العمر مني فزرتني*-*-*-*-*-* ومأواكِ من كل الديار خرابهـــــا
أأنعم عيشا بعد ما حل عارضي*-*-*-*-*-* طلائع شيب ليس يغني خضابها؟
إذا اصفر لون المرء وابيض شعره*-*-*-* تنغص من أيامه مستطابهـــــا
فدعْ عنك سوءات الأمور فإنها*-*-*-*-*-* حرام على نفس التقي ارتكابها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنهــا*-*-*-*-*-*-* كمثل زكاة المال تم نصابهــــــا
وأحسِنْ إلى الأحرار تملك رقابهم*-*-*-*فخير تجارات الكرام اكتسابهـــــــا
ولا تمشينْ في منكب الأرض فاخرا*-*-* فعما قليل يحتويك ترابهـــــــــــــا
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها*-*-*-*-*-* وسيق إلينا عذبها وعذابهـــــــــا
فلم أرها إلا غرورا وباطلا*-*-*-*-*-*-* كما لاح في ظهر الفلاة سرابهـا
وما هي إلا جيفة مستحيلة*-*-*-*-*-*-* عليها كلاب همهن اجتذابهـــــــا
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها*-*-*-*-* وإن تجتذبها نازعتك كلابهـــــــــا
فطوبى لنفس أولعت قعر دارها*-*-*-*-* مغلِقة الأبواب مُرخى حجابهــا
وللحديث بقية أن شاء الله
التعديل الأخير:
