إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع (الجزء الثاني)

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

almodarress

عضو كالشعلة
4 مارس 2006
313
0
0
(بسم الله)


[مقدمة في علم الوقف والابتداء]

‏[فوائد معرفة علم الوقف]‏

ثم إن الوقف من الأمور المهمة التي يجب على القارئ معرفتها ويتأكد عليه الاعتناء بها أتم اعتناء لما يترتب على معرفته من الفوائد التي ‏تؤدي إلى عدم الخطأ في لفظ القرآن وفهم معانيه، ‏
وله حالتان: ‏
‏(الأولى) معرفة ما يوقف عليه وما يبتدأ به ‏
‏(والثانية) معرفة ما يوقف به من الأوجه
والأولى تتعلق بفن التجويد وأكثر مؤلفيه ذكروها هنالك وأفردها بالتأليف جماعة من الأئمة قديماً وحديثاً كأبي جعفر النحاس وأبي بكر ‏ابن الأنباري والزجاجي والداني وأبي محمد العماني وأبي جعفر السجاوندي وشيخ القراء ابن الجزري وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ‏والنكزاوي والأشموني وغيرهم
والثانية تتعلق بفن القراءات ‏
وجملة الأوجه التي يقف بها القراء غالبا خمسة أوجه:‏
‎1‎‏- الإسكان
‎2‎‏- والروم
‎3‎‏- والإشمام
‎4‎‏- والحذف
‎5‎‏- والإبدال
وسيأتي الكلام على كل منها قريبا إن شاء الله تعالى ‏
والسبب الداعي إلى معرفة الحالة الأولى
أنه لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ولم يجر التنفس بين كلمتين حالة ‏الوصل بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذٍ اختيار وقف للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، وتحتم أن لا يكون ‏ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته كما ورد عن ‏الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن الترتيل من قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة ‏الوقوف، ‏
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: لقد عشنا برهة وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي صلى الله عليه ‏وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها. ‏
ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته ‏
وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم. ‏
وصح بل تواتر تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر القارئ أحد أعيان التابعين وشيخ إقراء المدينة في وقته وأبي عمرو ‏ويعقوب وعاصم وغيرهم. ‏
ومن ثم اشترط كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء. ‏
وصح عن الشعبي وهو من أئمة التابعين أنه قال: إذا قرأت (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ (ويبقى وجه ربك ذو الجلال ‏والإكرام).‏
‏وقال الإمام أبو الخير:‏
الوقف في الصدر الأول : الصحابة والتابعين وسائر العلماء، مرغوب فيه من مشايخ القراء والأئمة الفضلاء، مطلوب فيما سلف من ‏الأعصار، واردة به الأخبار المثبتة والآثار الصحيحة. ففي الصحيحين أن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقطع ‏قراءته يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف.. الحديث
وقال بعضهم:‏
إن معرفة الوقف تظهر مذهب أهل السنة من مذهب المعتزلة كما لو وقف على قوله وربك يخلق ما يشاء ويختار فالوقف على يختار هو ‏مذهب أهل السنة لنفي اختيار الخلق لاختيار الحق فليس لأحد أن يختار بل الخيرة لله تعالى. أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه.‏
وروي أن رجلين أتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، ووقف. ‏فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قم، بئس خطيب القوم أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله فقد غوى.‏
ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع على المستبشع من اللفظ المتعلق بما يبين حقيقته ويدل على المراد منه، لأنه صلى الله عليه وآله ‏وسلم إنما أقام الخطيب لما قطع على ما يقبح لأنه جمع بقطعه بين حال من أطاع ومن عصى ولم يفصل بين ذلك أو يصل الكلام إلى ‏آخره، فيقول: ومن يعصهما فقد غوى. فإذا كان مثل هذا مكروهاً مستبشعاً في الكلام الجاري بين المخلوقين فهو في كلام الله أشد ‏كراهة وقبحاً وتجنبه أولى وأحق.‏
وقال الهذلي في كامله: الوقف حلية التلاوة، وزينة القارئ، وبلوغ التالي، وفهم المستمع، وفخر العالم، وبه يعرف الفرق بين المعنيين ‏المختلفين، والنقيضين المتنافيين، والحكمين المتغايرين.‏
وقال أبو حاتم: من لم يعرف الوقف لم يعرف القرآن.‏
وقال ابن الأنباري : من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء إذ لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل. اهـ
وينقسم الوقف إلى خمسة أقسام
‎1‎‏- اختياري، بالياء التحتية. وهو الذي يقصده القارئ لذاته من غير عروض سبب من الأسباب.‏
‎2‎‏- اضطراري. وهو ما يعرض بسبب ضيق النفس ونحوه كعجز ونسيان. ومنه وقف القارئ ليسأل شيخه كيف يقف على الكلمة ‏فحينئذ يجوز الوقف على أي كلمة كانت، وإن لم يتم المعنى. كأن وقف على شرط دون جوابه، أو على موصول دون صلته. ‏لكن يجب الابتداء من الكلمة التي وقف عليها إن صلح الابتداء.‏
‎3‎‏- اختباري، بالموحدة. وهو الذي يطلب من القارئ لقصد امتحانه.‏
‎4‎‏- تعريفي. وهو ما تركب من الاضطراري والاختباري. كأن يقف لتعليم قارئ، أو لإجابة ممتحن، أو لإعلام غيره بكيفية الوقف.‏
‎5‎‏- انتظاري. وهو الوقف على كلمات الخلاف لقصد استيفاء ما فيها من الأوجه حين القراءة بجمع الروايات.‏
[أقسام الوقف الاختياري ومصطلحات العلماء واختلافهم]‏
ثم إن العلماء رحمهم الله تعالى قسموا الوقف الاختياري إلى أنواع، ولكنهم اختلفوا في عددها وتسميتها
فقال جماعة منهم الداني وابن الجزري إنها أربعة أقسام:‏
التام وكاف وحسن وقبيح
‏1-فالتام
هو الوقف على كل كلمة ليس لها تعلق بما بعدها ألبتة، أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى.‏
كقوله : وأولئك هم المفلحون
فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده
‏2-والكافي
هو الوقف على كلمة لم يتعلق ما بعدها بها، ولا بما قبلها لفظا، بل معنى فقط
كقوله: أم لم تنذرهم لا يؤمنون،‏
لأنها مع ما بعدها ، وهو ختم الله متعلق بالكافرين.‏
وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده.‏
‏3- والحسن
هو الوقف على كلمة تعلق ما بعدها بها أو بما قبلها لفظا فقط
كالوقف على الحمد لله.‏
فيوقف عليه بشرط تمام الكلام عند تلك الكلمة، ولا يحسن الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، إلا أن يكون رأس آية، فإنه يجوز في اختيار ‏أكثر أهل الأداء لما سيأتي.‏
‏4- والقبيح
هو الوقف على لفظ غير مفيد، لعدم تمام الكلام. وقد يتعلق ما بعده بما قبله لفظا ومعنى.‏
كالوقف على بسم من بسم الله. ‏
إذ لا يعلم إلى أي شيء أضيف،‏
أو على كلام يوهم وصفا لا يليق به تعالى.‏
وقالت طائفة منهم ابن الأنباري إنها ثلاثة : تام وحسن وقبيح
‏1- فالتام ‏
هو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به
كالوقف على وأولئك هم المفلحون
‏2- والحسن ‏
هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده
كقوله : الحمد لله، لأن الابتداء برب العالمين لا يحسن لكونه صفة لما قبله
‏3- والقبيح
هو الذي ليس بتام ولا حسن
كالوقف على بسم من بسم الله
وقال آخرون: تام مختار، وكاف جائز ، وقبيح، وهو قريب مما قبله.‏
وقال السجاوندي وجماعة من المشارقة: الوقف (يعني الاختياري) على خمس مراتب:‏
لازم، ومطلق، وجائز، ومجوز لوجه، ومرخص ضرورة.‏
‏1- فاللازم
ما لو وصل طرفاه غيّر المراد ‏
نحو قوله: وما هم بمؤمنين
يلزم الوقف هنا إذ لو وصل بقوله "يخادعون الله" ، توهم أن الجملة صفة لقوله "بمؤمنين"، فالنتفى الخداع كما تقول ما هو بمؤمن ‏مخادع
‏2- والمطلق ‏
هو ما يحسن الابتداء بما بعده ‏
كالاسم المبتدأ به، والفعل المستأنف ، ومفعول المحذوف، والشرط، والاستفهام، والنفي.‏
‏3-والجائز ‏
ما يجوز فيه الوصل والفصل لتجاذب الموجبين من الطرفين.‏
‏ نحو: "ما أنزل من قبلك"، فإن واو العطف تقتضي الوصل، وتقديم المفعول يقطع النظم. فإن التقدير: ويوقنون بالآخرة.‏
‏4-والمجوز لوجه
نحو: "أولئك الذين اشتروا الحيوة الدنيا بالآخرة"، لأن الفاء في قوله "فلا يخفف عنهم" تقتضي التسبب والجزاء، وذلك يوجب الوصل، ‏وكون لفظ الفعل على الاستئناف يجعل للفصل وجها.‏
‏5-والمرخص ضرورة
ما لا يستغني ما بعده عما قبله، لكنه يرخص لانقطاع النفس وطول الكلام، ولا يلزم الوصل بالعود لأن ما بعده جملة مفهومة ‏
كقوله : "والسماء بناء"‏
لأن قوله "وأنزل" لا يستغني عن سياق الكلام، فإن فاعله ضمير يعود إلى ما قبله غير أن الجملة مفهومة.‏
وقال جماعة من المتقدمين:‏
الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب
‎1‎‏- تام
‎2‎‏- وشبيه به
‎3‎‏- وناقص ‏
‎4‎‏- وشبيه به
‎5‎‏- وحسن ‏
‎6‎‏- وشبيه به
‎7‎‏- وقبيح ‏
‎8‎‏- وشبيه به اهـ
وقال جماعة منهم الإمام العماني، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري: الوقف على مراتب:‏
أعلاها:‏
‏1- التام، ‏
وهو الموضع الذي يستغني عما بعده
‏2- ثم الحسن، ‏
وهو تام أيضا لكن له تعلق ما بما بعده، وقيل: هو ما يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده ، لتعلقه به لفظا ومعنى ‏
كقوله "الحمد لله"، لأن المراد مفهوم ، والابتداء بـ"رب العالمين"، قبيح، لأنها مجرورة تابعة لما قبلها ‏
‏3- ثم الكافي: ‏
وهو ما يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، إلا أن له به تعلقا معنويا ‏
كالوقف على : "حرمت عليكم أمهاتكم"‏
‏4- ثم الصالح
‏5- ثم المفهوم
وهما دونهما في الرتبة ‏
كالوقف على قوله تعالى:"ضربت عليهم الذلة والمسكنة"، فهو صالح، ‏
فإن قال: "وباؤوا بغضب من الله"، كان كافيا، ‏
فإن بلغ "يعتدون"، كان تاما، ‏
فإن بلغ "عند ربهم" كان مفهوما، ‏
‏6- ثم الجائز، ما خرج عن ذلك، ولم يقبح
‏7- ثم البيان
‏8- ثم القبيح
‏ وهو ما لا يعرف المراد منه أو يوهم الوقوع في محذور، ‏
كالوقف على "بسم" من "بسم الله"، وعلى قوله : "لقد سمع الله قول الذين قالوا"، ونحو ذلك.‏
وقال جماعة: الوقف قسمين: تام وقبيح
وفي عبارة تام وناقص
وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع، وذلك لأن:‏
‏ ‏‎1‎‏. الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه: ناقص، ‏
‏ ‏‎2‎‏. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون: كافيا، ‏
‏ ‏‎3‎‏. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون: وقفا تاما.‏
وقال الأشموني: يتنوع الوقف نظرا للتعلق إلى خمسة أقسام لأنه لا يخلو ‏
‏ ‏‎1‎‏. إما أن لا يتصل ما بعد الوقف بما قبله، لا لفظا ولا معنى فهو التام، ‏
‏ ‏‎2‎‏. أو يتصل ما بعده بما قبله لفظا ومعنى، وهو القبيح ‏
‏ ‏‎3‎‏. أو يتصل ما بعده بما قبله معنى لا لفظا وهو الكافي ‏
‏ ‏‎4‎‏. أو لا يتصل ما بعده بما قبله معنى ويتصل لفظا وهو الحسن ‏
‏ ‏‎5‎‏. والخامس متردد بين هذه الأقسام فتارة يتصل بالأول وتارة بالثاني على حسب اختلافهما قراءة وإعرابا وتفسيرا ‏
ثم قال: وأشرت إلى مراتبه بـ: تام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وصالح وأصلح وقبيح وأقبح
فالكافي والحسن يتقاربان، والتام فوقهما، والصالح دونهما
فأعلاها: الأتم، ثم الأكفى، ثم الأحسن، ثم الأصلح ويعبر عنه بالجائز
وأما وقف البيان: ‏
هو أن يبين معنى لا يفهم بدونه. كالوقف على قوله تعالى: "ويوقروه"، فرق بين الضميرين ، فالضمير في "ويوقروه" للنبي صلى الله عليه ‏وآله وسلم، وفي "ويسبحوه" لله تعالى، والوقف أظهر هذا المعنى المراد اهـ
ثم قال: ‏
‏1- فالتام ‏
هو ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ولا يتعلق ما بعده بشيء مما قبله، لا لفظا ولا معنى، وأكثر ما يوجد في رءوس الآي غالبا، ‏وقد يوجد في أثنائها.‏
‏2- والكافي ‏
ما يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إلا أن له به تعلقا ما من جهة المعنى، فهو منقطع لفظا متصل معنى ‏
‏3- والحسن ‏
ما يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده، إذ كثيرا ما تكون آية تامة وهي متعلقة بما بعدها ككونها استثناء، والأخرى مستثنى ‏منها أو من حيث كونه نعتا لما قبله أو بدلا أو حالا أو توكيدا لأنه في نفسه مفيد يحسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق ‏اللفظي، ولا يقبح الابتداء بما بعده إن كان رأس آية ، لأن الوقف على رءوس الآي سنة، وإن تعلق ما بعده بما قبله
‏4- والجائز ‏
هو ما يجوز الوقف عليه وتركه
‏5- والقبيح ‏
هو ما اشتد تعلقه بما بعده لفظا ومعنى اهـ
 

القارئ المدني

عضو شرف
عضو شرف
5 يونيو 2008
2,489
27
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
رد: أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع (الجزء الثان

جزاكم الله خيرا
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: أجمع ما رأيت في باب" الوقف والابتداء" وملحقاته للإمام العلامة الضباع (الجزء الثان

[frame="9 80"]
جزيتم خيراً.
[/frame]
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع