إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

دور الإمام الغزالي في ظهور صلاح الدين - يوجد رابط لكتاب قيم !!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
مقدمة ظهور صلاح الدين (( الذي يحول دون ظهور القيادة الواحدة القوية هو بقاء القيادات الضعيفة المتعددة المقيدة بقيم العصبية و الجاه الفردي و المكانة الاجتماعية و الرغبة في الهيمنة و التصرف في المقدرات العامة ،و الذي كان يحول دون رسوخ فكرة التضحية هو بقاء الأفراد و الجماعات مقيدين بتجاه الحرص على المكاسب و المتع الدنيوية .

وما من مطلب إصلاحي عام إلا وكان يحول دون تحقيقه وجود فكرة مضادة أو قيمة مناهضة ، تقيد عقول الأفراد و الجماعات ، وتوجه سلوكهم وتشكل علاقاتهم )) مثل ما يفعل المال و الجاه في وقتنا الحاضر .

وهذا عين ما قام به أبو حامد الغزالي الذي كان يعالج قابيلة الهزيمة ( أسبابها ) بدل التباكي على مظاهر الهزيمة ( نتائجها ).

تشخيص الغزالي لأمراض العصر :

فساد رسالة العلماء : صلاح المجتمع وفساده يحدده العالقة بين السياسة و المجتمع ، فإذا كان هناك عقيدة راسخة صافية يدور في فلكها السياسة و الاجتماع ، وارتقى العلماء الممثلون لهذه العقيدة وأخلصوا و تجردوا واحتلوا المكانة الأولى في توجيه المجتمع صلح المجتمع وانتظمت الحياة . أما حين تدور العقيدة في فلك السياسة وتصبح الثانية تابعه للأولى ، يهبط العلماء الممثلون لها ليكون دورهم لي أعناق نصوص العقيدة بما يتوافق ورأي السلطان ، فيتسلل الخلل و الفساد للمجتمع حتى ينتهي للانهيار و السقوط .

وآثار هبوط العلماء هي :

1. الانشغال عن معالجة قضايا المجتمع الملحة ، بالقضايا الهامشية ، كالخلافيات و الجداليات ، مثل تركهم فروض الكفاية كالطب وانشغالهم بالفقه رغم كثرة الفقهاء كونه سلم للسلطان .

2. التعصب المذهبي واختفاء صفات طالب العلم الحقيقي وزكاة نفسه .

3. تفتيت وحدة الأمة بظهور المذاهب و الجماعات .

4. انتشار التدين السطحي بين علماء الدنيا ، و العوام ، وأدعياء التصوف ، أرباب المال الذين يحجون كل عام و جيرانهم جوعى .

وقد شخص الإمام قدس الله روحه في كل نقطة من هذه النقط تشخيصاً مفصلاً وافياً بما فتح الله عليه من دقة الفهم و الحكمة و التحليل و الاستنباط .

بعد أن شخص الغزالي الأدواء ( جعل هذا التشخيص مقدمة لاستخلاص ميادين العلاج ) وهي :

1. العمل على إيجاد جيل جديد من العلماء و المربين : (( الداء العضال فقد الطبيب ، فلأطباء هم العلماء وقد مرضوا في هذه الأعصار مرضاً شديداً عجزوا عن علاجه .. لأن الداء المهلك هو حب الدنيا ، وقد غلب هذا الداء على الأطباء فلم يقدروا على تحذير الخلق منه استنكافاً أن يقال لهم : فما بالكم تأمرون بالعلاج وتنسون أنفسكم ؟ فبهذا السبب عم على الخلق الداء و عظم الوباء و انقطع الدواء))كما قال الغزالي في الإحياء. وقد وضع الإمام الشروط التي يجب توافرها فيمن يقوم بتطبيب الناس من مرض الدنيا
2. وضع هدف جديد في التربية و التعليم ومنهاج مؤدي لهذا الهدف . فبدل أن يكون الهدف من التعليم هو تخريج موظفين للدولة يتولون المناصب الدينية ( علماء دنيا) ، وضع منهاج يخرج علماء الأخرة الذين يطبقون أهداف الدين ومفهومه الحقيقي . وهذا المنهاج هو منهاج متكامل يصلح لأن تقوم عليه أنظمة اجتماعية ومدارس تربوية كاملة في أي عصر ، وما أحوج عصرنا لمثل منهاجك يا الغزالي
3. إحياء رسالة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر : وهو مفهوم يختلف عن مفهوم مؤسسة الحسبة اختلافاً كلياً ، فالحسبة مؤسسة تابعة للسلطة ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سلوك واجب على كل مؤمن لذلك أطلق عليه الإمام ( القطب الأعظم في الدين ) فيبدأ فيه المرء بنفسه فجيرانه فأهل مدينته فالمدن الأخرى فأهل البوادي ( وهكذا إلى أقصى العالم ، وإذا قام به الأدنى سقط عن الأبعد ... ولا يسقط الحرج ما دام يبقى على وجه الأرض جاهل بفرض من فروض دينه )) كما قال في الإحياء ..

4. نقد السلاطين الظلمة : وخاصة سياساتهم المالية ، ولذلك حرم قبول أُعطياتهم و الاستفادة من مرافقهم التي يبنوها إلا ما كان مؤقتاً على سبيل الحاجة الماسة ، لأنها من مال حرام ، وكذلك الدراسة في مدارسهم ، وأي تعامل معهم أو مع معاونيهم من شرطة و قضاة وغيرهم ، أو التجارة في أسواقهم غفر الله لنا .

5. محاربة المادية الجارفة و السلبي الدينية ، وتصحيح التصور السائد عن الدنيا و الأخرة : المادية و السلبية سببها اختلال العلاقة بين الإنسان و الدنيا و عدم المعرفة من الحكمة من خلق الله للإنسان و الدنيا و الأخرة . و التصور الصحيح هو أن الإنسان يتزود من أشياءها تزود المسافر أو ( (( الغريب )) ) فيتناول منها ما يساعده في رحلته إلى الأخرة فقط ، مما لا يبقي لها محلاً في قلبه ..

6. الدعوة للعدالة الاجتماعية و إرساء مبادئ الاقتصاد الإسلامي: وبنى آراءه على أن (( المال آلة صبها الله في أيدي عباده لتكون عوناً آلة لدفع حاجاتهم و وسيلة لتفرغوا لطاعاتهم )) , أن (( في المال حق سوى الزكاة )) ، إضافة لمبادئ الاقتصاد الإسلامي الأخرى . 7. محاربة التيارات الفكرية المنحرفة : و التي تمثلت في لك الوقت بالباطنية التي نشأت كأديولوجية سياسية من قبل الأكاسرة لاسترجاع ملكهم الذي سلب بالفتوحات الإسلامية ، و الفلاسفة الذين تشربوا الفلسفة اليونانية بما فيها من حكمة وإلحاد وفي الوقت ذاته ، ووثنية أحياناً أخرى ، فظهر منهم من يرفع نفسه في مكنة الأنبياء ويهمش الذات الإلهية سبحانه وتعالى عما يصفون .

تناقل تلاميذ الغزالي فكره السليم جيلاً بعد جيل و انتشروا في كل مكان ينشرون هذا الفكر النوراني ، حتى تغيرت لأفكار المجتمع وظهر علماء حقيقيون ، وخطو الخطوات الصحيحة ، نحو أمة إسلامية قادة للأرض ومعمرة لها ، وخلفاء حقيقيون يعمرون الأرض بالعبودية لله وحده ، لا للسلطان و لا للمال ولا للنفس ولا للشيطان . وبعد هذه الغربلة الفكرية كان لازماً أن يتحقق وعد الله جعل وعلى بتغيير ما في القوم من ذلة للأعداء ونكوص وانكسار ، بعد أن غيروا ما بأنفسهم وتابوا توبة جماعية نصوح ، فأدت المدارس التي تنشر فكرة الإسلام الحقيقي ، إلى تخريج قيادات سياسية وعسكرية إدارية ، فظهرت الدولة الزنكية الأيوبية ، وكانت تجمع بين الإخلاص في العمل و الطريقة الأفضل في أداءه ، فتشكلت دولة إسلامية حقة تذكرنا بالدولة الإسلامية أيام الخلافة الراشدة ، كتب الله على يديها الفتوحات ، التي تتوجت بفتح القائد صلاح الدين الأيوبي للقدس ، وهكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس ...وانتهت الحكاية .

جعلها الله بداية التفكير في سبل نصر الأمة في وقتنا الحاضر .

ملخص لماقاله الدكتور ماجد الكيلاني في كتابه القيم (هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس ) http://198.65.147.194/Arabic/palestine/articles/article12.shtml
 

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
بارك الله بك أخي الكريم
وجزاك الله خيراً
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع